ملخص البحث: ( تعليم المرأة في الإسلام - التحديات والعقبات )

ملخص البحث

(تعليم المرأة في الإسلام - التحديات والعقبات)

وقد هدف البحث إلى التعرف على مدى اهتمام الإسلام بتعليم المرأة، والتعرف على التحديات والعقبات التي واجهتها، وتمثلت في السؤال الرئيس التالي:

ما مدى اهتمام وتشجيع الإسلام على تعليم المرأة؟ وما هي التحديات والعقبات التي تواجهها؟

وقد تفرَّع عن السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:

1- ما طبيعة المكانة التي حظيت بها المرأة في الإسلام عبر العصور المختلفة؟

2- كيف اهتمَّ الإسلام بالتعليم وشجَّع عليه؟

3- ما مدى اهتمام الإسلام بتعليم المرأة من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية؟

4- ما الضوابط والخصوصية التي وضعها الإسلام لتعليم المرأة، وأثرها في زيادة تحصيلها ونبوغها المعرفي؟

5- ما النماذج المُشرِقة التي تميزت بعلمها وتعليمها من النساء عبر العصور الإسلامية المختلفة؟

6- ما التحدِّيات والعقبات التي واجهت المرأة عبر العصور المختلفة؟

وقد استخدمت الباحثة في هذا البحث المنهج الوصفي، وعزو الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والرجوع لبعض المصادر والمراجع المرتبطة بالموضوع.

ولتحقيق أهداف البحث، والإجابة عن أسئلته استخدمت الباحثة:

1- الآيات القرآنية المرتبطة بالموضوع.

2- الأحاديث النبوية المرتبطة بالموضوع.

وقد اشتمل البحث على الفصل التمهيدي (خلفية الدراسة)، والذي تضمن مقدمة توضِّح أهمية البحث في الإسلام، وكيف حثَّ الله - عز وجل - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - عليه، من خلال سرد بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ومن ثَم تطرقت الباحثة إلى مكانة المرأة في الإسلام بشكل موجز، وبعدها السبب الذي أدَّى بالباحثة إلى اختيار هذا العنوان تحديدًا، ومن خلالها تحدَّدت مشكلة البحث وأسئلته، ومن خلال الأسئلة تحدَّدت الأهداف الرئيسة للبحث وأهميتها.

وقد قامت الباحثة بشرح المفردات التي تضمَّنتها الدراسة، ومن ثَم وضعت الباحثة حدودَ الدراسة والتي تمثَّلت في الحد الموضوعي والزماني.

وبعد الفصل التمهيدي دخلت الباحثة إلى الإطار النظري للبحث وقامت بتقسيمه إلى خمس فصول رئيسة، كل فصل حمل عنوانًا محددًا يدور حوله محور مُعيَّن:

فالفصل الأول كان بعنوان (مكانة المرأة في الإسلام)، وفيه بدايةً سردت الباحثة مكانة المرأة في الإسلام عمومًا، من خلال بعض الآيات القرآنية المرتبطة بالأمر، بعد أن كانت مهانة ممتهنة، وكيف بزغ فجر الإسلام ليكرمَها ويعلي من شأنها في شتى الميادين والبقاع والأماكن، فحافظ عليها بنتًا وأمًّا وزوجة، وكرَّمها أشد تكريم بأن كانت أولَ شهيدة في الإسلام هي امرأة، وانتقلت إلى مكانة المرأة في السنة النبوية ومدى مشاركتها في الحياة العامة، وفي تشجيع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لها على التعليم، من خلال تخصيص يوم لها في الأسبوع ليتمَّ من خلاله شرح تعاليم الدين المختلفة من عقيدة وتفسير وسيرة، وكان يجيب على كل تساؤل تسأله النساء.

وبعد المبحث الأول تناولت الباحثة الفصل الثاني، والذي كان بعنوان (الإسلام والتعليم)، تناولت فيه:

أولاً: التعليم في القرآن الكريم والسنة النبوية.

ثانيًا: المسجد ودَوره في نشر العلم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام.

وثالثًا: إلزامية التعليم.

ورابعًا: تضمن مشكلة التعليم المعاصر والحل.

وفي الفصل الثالث تطرقت الباحثة إلى (تعليم المرأة في الإسلام - رؤية نظر شرعية)، من خلال الأدلة القاطعة على ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية، وبعض الأدلة الواقعية على ذلك، فقد تم تقسيم هذا الفصل إلى:

أولاً: وقد تضمن اهتمام الإسلام بتعليم المرأة، وحكم تعليم الرجال للنساء، وأهداف تعليم المرأة في الإسلام.

وثانيًا: اشتمل على الأحاديث الواردة في التشجيع على تعليم المرأة ما ينفعها، وأهداف تعليم المرأة في الإسلام، والعلوم الواجب على المرأة تعلمها، وكذلك الأدلة التي تلقي الضوء على تعليم المرأة عبر عصور الإسلام الأولى.

وثالثًا: اشتمل على ضوابط وخصوصية تعليم المرأة، وأثر ذلك في تنمية شخصيتها وزيادة نبوغها المعرفي وتفكيرها الابداعي.

أما الفصل الرابع، والذي كان بعنوان (نماذج مشرقة من حياة الصحابيات والتابعيات)، فقد تم عرض نماذج مقترحة لبعض الصحابيات والتابعيات، وعلى رأسهن أمهات المؤمنين؛ كعائشة - رضي الله عنها وأرضاها - التي قال عنها عُرْوة بن الزبير: "لم أجد أحدًا أعلم بطبٍّ ولا بشعر من عائشة"؛ حيث كانت ملمَّة بكل شيء من خلال مصاحبتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - وسَعة اطِّلاعها، وذلك لصغر سنها، والكثير من النماذج التي لمعت في عصور الإسلام المتتابعة، ففيها وصلت المرأة إلى درجة عالية من العلم والفقه، والتبحر وسعة الأفق، والحنكة، جعلتها تضاهي الرجال في كل ميادين العلم، ومن الأمثلة على ذلك بنت محمد بن عبدالله بن عبدالحميد بن عبدالهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة، المقدسي الأصل، حفظت في أوائل الرابعة من عمرها جميع صحيح البخاري على مُسنِد الآفاق الحجَّار، وقد روى عنها خلق كثير؛ كالحافظ ابن حجر.

وقد ذكرت الباحثة جملة الأحاديث النبوية ذات العلاقة بالموضوع، والتي تشجع على تعليم المرأة، وكلها أحاديث صحيحة، تم تخريجها من قبل الباحثة.

ثانيًا: حمل عنوان (ضوابط وخصوصية تعليم المرأة، وأثر ذلك في تنمية شخصيتها، وزيادة نبوغها المعرفي، وتفكيرها الإبداعي)، وفيه ذكرت الباحثة بعضًا من الضوابط لبعض من العلماء والفقهاء والمهتمين، مع ذكر أثر هذه الخصوصية في زيادة معرفتها وتحصيلها العلمي.

وبعدها تناولت الباحثة أسئلة فقهية متفرقة حول تعليم المرأة، ومدى مشروعيته، وحول سفر المرأة للدراسة من خلال بعض الفتاوى التي وجدتها الباحثة على موقع إسلام اليوم.

وفي الفصل الخامس (التحديات والعقبات التي تواجه المرأة)، وتناولت الباحثة العقبات التي تواجه المرأة العربية والمسلمة؛ فكان:

أولاً: التحديات التي واجهت المرأة في عصور الجاهلية، فلقد كانت المرأة في كافة العصور - بتفاوت مكانة المرأة في هذا العصر - يعتبرونها أقل من الرجل، وينظرون إليها نظرة لا كنظرتهم للرجل، وكيف كانوا قديمًا يتشاءمون من قدومِها، ويعتبرونها عارًا لا بد من الخلاص منه.

وثانيًا: التحديات التي واجهت المرأة في عصور الاحتلال المختلفة، فموجات الاستعمار المتتالية انعكست بشكل سلبي على عفَّة المرأة وطهارتها، وحاولت مرارًا إخراجها من دينها بالحجة اللعينة، فالكل يريد القضاء على ما احتفظت به المرأة خلال سنوات طويلة من الالتزام والعفاف.

وثالثًا: المرأة في المجتمعات الغربية الكافرة، والتحديات التي واجهتها من الغرب الكافر، بحجة تحريرها ومواكبتها للحضارة والتقدم.

ورابعًا: المرأة وتحديات العادات والتقاليد، وتحديدًا موضوع تعليمها، من التقاليد البالية التي تطالب بلزوم المرأة بيتها وتربية أطفالها، وبأن خروجها هو عار عليها، وعلى المجتمع الذي تعيش فيه، والأحاديث الموضوعة التي يستند إليها الكثيرون في استشهادهم بعدم تعليم المرأة والأفضل لها بيتها، فما زالت المرأة العربية المسلمة، ورغم أنها أضحت متعلمة، ولها رصيد علمي كبير، إلا أنها لم تصل إلى الدرجة المطلوبة وَفْق طموحاتها.

أما خامسًا: المرأة وتحديات العصر، فقد تناولت التحديات التي تواجهها في عصرنا الحالي.

وفي نهاية هذا الفصل وضعت الباحثة مجموعة من التحديات التي تواجه المرأة وتحجم من قيمتها ومن رصيدها العلمي، وبعد ذلك تطرقت الباحثة إلى الفصل السادس، ونتائج البحث، وكان من أهمها:

1- اهتم الإسلام بالمرأة بنتًا وزوجة وأمًّا وجَدَّة، وراعى كرامتها الإنسانية، وحقوقها الشرعية، ولم يفرِّق بينها وبين الرجل بناءً على ذكورية الرجل وأحقيتها في القوامة، وإنما كان التفريق مراعاةً للبنية الجسدية لكليهما.

2- شجَّع الإسلام على تعليم المرأة، بل هو أول مَن نادى إليه، وأنشأ البيوت والمدارس لذلك، وكانت الصحابيات والتابعيات النموذج الأروع في ذلك.

وفي الختام، فقد أوصت الباحثة بمجموعة من التوصيات والمقترحات أهمها:

1- وضع خطة إعلامية فاعلة؛ للمساهمة في تغيير الاتجاهات نحو تعليم المرأة في المناطق التي تعاني فيها من التسلط الأسري، عبر نشر سبل إمتاع ترتبط بما تيسره التكنولوجيا من مرونة التعليم.

2- التوسع في تعليم المرأة بما يوافق طبيعتها وأحكام الشريعة الإسلامية.

3- التأكيد على الأهمية الكبرى لدور المرأة، واعتبار التعليم حق مشروع ضمنه لها الإسلام.

4- دعم دور المرأة التربوي، سواء في رياض الأطفال، أو المدارس، أو الجامعات.

5- إعادة النظر في النُّظُم والقوانين التي تحكم المرأة، والعمل على إعادة صياغتها بشكل يحافظ على كرامة المرأة وحشمتِها.