ملخص البحث: السلوكيات الوافدة وأثرها السلبي على الشباب والمراهقين

ملخص البحث

السلوكيات الوافدة وأثرها السلبي على الشباب والمراهقين

وعلاجها في ضوء الفكر الإسلامي

حيث سيركز هذا البحث على ما يلي:

أولاً: إلقاء الضوء على السلوكيات الوافدة وأثرها السلبي على الشباب المسلم، مثل: الغزو الفكري والثقافي والتقليد الأعمى والتغريب والاختلاط وغيرها من السلوكيات الهدامة.

ثانيًا: رفض جميع البدائل لنظام الأسرة الإسلامي والتي تبنتها بعض الأنظمة غير الإسلامية؛ كالزواج المثلي والحرية الجنسية والشذوذ الجنسي إلخ.

ثالثًا: بيان أن للأسرة المسلمة دورًا فعالاً جدًّا في تربية الشباب الذين هم أمل المستقبل المشرق لأمتنا الإسلامية والعربية من خلال أحكام الأسرة في الإسلام، والتي سنعرض لها بعد قليل.

رابعًا: تقديم العلاج الإسلامي الشافي لكل السلوكيات السلبية الوافدة، وذلك في ضوء القرآن والسنه النبوية الشريفة وآراء العلماء والفقهاء والمهتمين برعاية الشباب.

خطة البحث

تنقسم الدراسة في هذا البحث إلى مقدمة وخمسة فصول وخاتمة والوصول إلى مجموعة عامة من النتائج، مع طرح عدة توصيات هامة يمكن الأخذُ بها عند تربية وتوجيه الشباب، وذلك على النحو التالي:

المقدمة

توضح أن شباب الإسلام الآن على مفترق الطرق، وفي مهب ريح السموم التي تهب عليه قوية عاتية من الغرب المنحل؛ لذلك فإن مسؤولية الشباب لا بد أن تكون لنا في المقام الأول من خلال الأسرة والحكام والدعاة والصالحين يدًا واحدة تحت مظلة هذا الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء بمنهاج شامل قويم في تربية النفوس وتنشئة الأجيال وإرساء قواعد المجد والمدنية العامرة مصداقًا لقوله - تعالى -: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16].

وانطلاقًا من أهمية هذه الرسالة للأسرة المسلمة في حياة الأفراد والمجتمعات ولعظم دور الشباب المسلم في حياة مجتمعهم كان اختيارنا موضوع: "السلوكيات الوافدة وأثرها السلبي على الشباب والمراهقين وعلاجها في ضوء الفكر الإسلامي".

وكما أشرنا منذ قليل إلى تضمن هذه الدراسة فصولاً خمسة، رُوعي في تتابعها أن تكون متصلة الحلقات والأفكار والأهداف سهلة التعبيرات واضحة المعاني حتى تحقق الغاية المرجوة منها.

فكان الفصل الأول عن الإسلام وتربية الشباب عرضت من خلاله عن عناية الإسلام بالطفولة قبل الولادة، وخاصة الدعوة لاختيار الزوجة الصالحة والتعرف على مواصفاتها وكذلك مواصفات الزوج الصالح، وأن الزواج هو أصل الأسرة كما تحدثنا عن حكمة مشروعية الزواج، ورأي الفقهاء في الزواج، وفوائده وحكمه وأنواعه.

وتضمن الفصل الثاني موضوع حقوق الأسرة في الإسلام؛ حيث بينا مسؤولية الأبوين تجاه الأولاد وأهمية اتباع الأحكام الفقهية.. داخل الأسرة المسلمة وحقوق الزوجين في الإسلام تفصيلاً ثم معرفة حقوق الأولاد.

وفي الفصل الثالث.. اقتضى سياق الحديث أن يكون عن السلوكيات الوافدة وأثرها السلبي على الشباب والمراهقين ونوقشت فيه الكثير من السلوكيات السلبية المؤثرة مثل الغزو الفكري والثقافي والتقليد الأعمى وغيرها وصولاً إلى بيان القيمة الإسلامية العالية بالقياس إلى التمسك بالتقاليد الأجنبية والمشوهة لكل ما هو إسلامي جميل ونظيف.

أما الفصل الرابع فكان عن العلاج الإسلامي لتحصين الشباب والمراهقين من السلوكيات الوافدة، وفيه قدمنا العلاج الناجح من خلال التمسك بالعقيدة الإسلامية وأهميتها في ضبط السلوك للفرد والمجتمع وبيان رعاية الشباب في القرآن والسنة والقيم الراسخة التي تغرسها الأسرة في أفرادها حتى يكونوا أفرادًا صالحين كما عرضنا لعدة جلسات من العلاج الإسلامي لمرض الشهوة والمراهقة والغريزة الجنسية والعادة السرية والشذوذ.

وكان الفصل الأخير عن المنهج الإسلامي في إعداد واستثمار طاقات الشباب باعتبار أن منهج الإسلام لا يرضى عن تعمير الحياة بديلاً، سواء كان التعمير ماديًّا أو روحيًّا، والشباب - بدون شك - هم القادرون وفق تكوينهم وخصائهم على القيام بهذا الدور من خلال توجيه المختصين برعايتهم لكي ترفرف أعلام الخير على أرض عالمنا العربي والإسلامي، ثم كانت الخاتمة تعقيبًا سريعًا على فصول البحث والوصول على عدة نتائج من أهمها:

1- أن الوازع الديني يضيء الطريق أمام الإنسان ويمده بالطاقة الإيمانية ويحول دون الانحراف والفساد، وأن الانفصام عن هذه الأحكام الإيمانية المضيئة الكاشفة يؤدي بالأسرة إلى طريق الشتات والحيرة والضياع.

2- أن وسائل الإعلام المختلفة لها دور خطير في انحرافات الشباب والمراهقين؛ وذلك لما تبثه من موضوعات تؤدي إلى التمرد على العادات والتقاليد والقيم الرفيعة فلنحذر ذلك ونحرص على التمسك بالمثل والقيم الإسلامية الرفيعة داخل الأسرة المسلمة حتى تسير الحياة في مسارها السليم الذي يضمن لها الهدوء والاستقرار ويكفل لأفرادها الحياة الطيبة ليكونوا أعضاء صالحين في المجتمع الإنساني الذي يعيشون فيه.

3- بيان عظمة الإسلام في التربية الإيمانية لأنها فطرة الله تعالى، وهي تتغلب على ما عداها من مورثات البشر وتحريفات المضلين، وختامًا فإن هذه النتائج السابق عرضها أسفرت عن عدة توصيات نعرض منها ما يلى:

1- رفض جميع البدائل لنظام الأسرة الإسلامي والتي تتبناها بعض الأنظمة غير الإسلامية؛ كالزواج المثلي والحرية الجنسية التي تهدد كيان المجتمع بالتفكك والانهيار.

2- غاية الدين الإسلامي تحقيق السعادة للإنسان في دنياه وأخراه مما يؤدي إلى نشر الأمن والسلام والخير العام للبشرية.

3- الأخذ بالمنهج العلمي القائم على أساس العلة والمعلول، أعني السبب والنتيجة في مناقشة قضايا الشباب، وخاصة المشاكل المرتبطة بالدين.

4- أن أعداءنا يريدون هزيمة الشباب المسلم في كل مكان ونحن على ثغرة من ثغور الإسلام وكل شاب أمل من آمال هذه الأمة وجزء من نور عيون المسؤولين عن الشباب.

5- ينبغي أن نذكر الشباب بأن شبابه أمانة غالية فيجب أن يحافظ على هذه الأمانة، فليحذر الحفلات الماجنة؛ لأنها دليل على الشر وطريق الهلاك.

6- ينبغي أن نيسر الزواج الحلال والمسكن الحلال ونيسر المهور ونشجع على بناء بيت الزوجية لتنشأ علاقة كريمة بين زوج صالح وزوجة صالحة، فتكون النتيجة ذرية صالحة.

هذا وبالله التوفيق.