• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / ملخصات أبحاث مسابقة تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع
علامة باركود

ملخص بحث: تحمل المسؤولية سر الحياة وعنوان التقدم

خاص شبكة الألوكة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/5/2013 ميلادي - 8/7/1434 هجري

الزيارات: 225867

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص بحث

تحمل المسؤولية سر الحياة وعنوان التقدم


المقدمة

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، ونشهد أن لا اله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ونشهد أن محمدًا رسول الله الذي ختم الله به الرسالات، وبعد:

فإن مقوِّمات نهضة الأمم والمجتمعات، ودعائم تشييد الأمجاد والحضارات، تكمن في العناية بقضيةٍ غاية في الأهمية، قضية تُعَدُّ بداية طريق البناء الحضاري، ومسيرة الإصلاح الاجتماعي.

 

إن المتأمل في دنيا الناس اليوم وواقعِ الأمة المعاصرة، يهولُه ما تعيشه الغالبية الساحقة من شعوب العالَم من حياة الفوضى واللا مبالاة، على الرغم من توفُّر كثير من الإمكانات، وتيسيير كافة التسهيلات، مما تقذفُه رحم المَدَنية المعاصرة من وسائل التقنيات، والمسلم الحق يلتمس دائمًا طريق الإصلاح ليُعِيدَ للأمة شيئًا من عافيتها، بعد أن اشتدَّت عليها الأزمات، وكثرت عليها السهام والتحديات، وهنا يأتي بيتُ القصيد في قضيتنا المطروحة بحرارة كمخرجٍ للأمة من النفق المظلم، لتنهض من كبواتها، وتحقق طموحاتها، إنها قضية المسؤولية.


لقد اهتمَّ القرآن الكريم بإرشاد الإنسان إلى ما يحقق له العيش الرغيد في الحياة الدنيا، والفوز برضا ربه في الآخرة، وذلك من خلال القيام بدَوْره كخليفة في الأرض، فمصلحة الإنسان وسعادته وكرامته مرتبطة بمسؤولية السعي في إقامة عدل الله، والتحلي بقيم الوَحْي في الكون.

 

وتعتبر الخلافة في الأرض المسؤوليةَ الأساسية التي على الإنسان أن يَعِيَها تمام الوعي، فعليه أن يُدرِك العوامل التي تُسَاعده على النهوض بها على أحسن وجه، ويَعِي كذلك العوامل التي تصرفه عن الاشتغال بها.

 

لقد فقه الرَّعيل الأول نداءات القرآن، وحَمَلها وعَمِل بها، فشيَّد بها حضارة يشهد الناس بسموها.

 

أَمَا وقد طال الأَمَد على الذين وَرِثوا القرآن، وابتعدوا عن نهجه وعن التمسك بتعاليمه، مع ما يحاك لهم من مؤامرات، فقد فقدوا بذلك فاعليَّتهم، فتدهورت حالهم.

 

ومن أبرز الأدواء التي يعاني منها المسلمون - أفرادًا وجماعات - بعيدًا عن هَدْي الوحي، تنصُّلهم من مسؤولياتهم، وهو ما جعلهم يتخلَّفون عن رَكْب الحضارة، فاحتاجوا بذلك إلى إعادة تفعيلهم، وذلك بتبصيرهم وتذكيرهم بالعوامل التي تدفعهم إلى النهوض بمسؤولياتهم ليتحرَّروا من التخلف والعجز، منطلقين في أداء مهمتهم المنوطة بهم، ألا وهي خلافة الأرض وبناء الحضارة، وذلك بعد عبادة الله.

 

هذا على مستوى المسلمين، أما فيما يخص غير المسلمين الفعالين، فهم بحاجة إلى توجيه فاعليتهم الوجهة الصحيحة، وذلك بربطها بقيم الوحي، ويظهر دَوْر المسلم هنا في أن يكون شهيدًا على غيره.

 

لذلك فليس أفضل من الرجوع إلى الوَحْي للتعرُّف على حقيقة المسؤولية، والكشف عن طريقة القرآن في تفعيل الإنسان، من خلال جانبي الوعي والفعل، وهذا ما أحاول القيام به في هذا البحث.

ومما يسوغ البحث في هذا الموضوع أهميته، باعتبار أن المسؤولية هي الخاصية البشرية الأساسية التي يقوم بها الارتقاء بالإنسان لبلوغ الصلاح في ظل تطبيق شرع الله على عباد الله في بلاد الله.

 

والله من وراء القصد، سائلاً إياه التوفيق والعون والإخلاص، راجيًا منه أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وليس لأحد حظ فيه ولا نصيب، هاشم بكري.

 

منهج البحث:

اتبعت في البحث المنهج الآتي:

1- بدأت البحث بالمقدمة التي تشير بصورة إجمالية للموضوع.

 

2- ثم أفردت فصلاً كاملاً لتعريف المسؤولية في اللغة وفي الاصطلاح، ومعناها في الإسلام.

 

3- قسَّمت المسؤولية في الفصل الثاني إلى مبحثين: الأول من حيث التكليف بها، تناولت فيه المسؤولية الدينية، والأخلاقية، والاجتماعية، وفي المبحث الثاني تناولت المسؤولية من حيث القائم بها، وقسمته إلى مسؤولية فردية ومسؤولية جماعية.

 

4- تطرَّقت في الفصل الثالث إلى الجانب السلبي، وهو جانب التنصل من المسؤولية، وأثره على الفرد والمجتمع، والجانب الايجابي المتمثِّل في فوائد تحمل المسؤولية.

 

5- عزوتُ كل نقل إلى مصدره، وتجنَّبت ذكر الأحاديث الضعيفة، ومن أجل ذلك اعتمدت في التخريج بعد الله على برنامج موسوعة الألباني، وذلك في الأحاديث التي لم يروِها البخاري ولا مسلم.

 

6- ختمت البحث بخاتمة وبعض التوصيات.


خطـة البحـث:

قسمت البحث إلى ثلاثة فصول:

الفصل الأول: مفهوم المسؤولية.

وينقسم إلى مبحثين:

المبحث الأول:التعريف:

ويشتمل على ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: تعريفها لغة.

 

المطلب الثاني: تعريفها اصطلاحًا.

 

المطلب الثالث: معنى المسؤولية في الإسلام.

 

المبحث الثاني: شروط تحمل المسؤولية، ويشتمل على أربعة مطالب:

المطلب الأول: الإعلام والبيان.

 

المطلب الثاني: الالتزام الشخصي.

 

المطلب الثالث: النية أو القصد.

 

المطلب الرابع: حرية الاختيار.

 

الفصل الثاني: أقسام المسؤولية:

ويشتمل على مبحثين:

المبحث الأول: من حيث التكليف بها: ويشمل ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: المسؤولية الدينية، ويشتمل على نقطتين:

النقطة الأول: مسؤولية الإنسان أمام الله - عز وجل.

 

النقطة الثانية: العلاقة بين المسؤولية في الحياتين الدنيا والآخرة.

 

المطلب الثاني: المسؤولية الخلقية.

 

المطلب الثالث: المسؤولية الاجتماعية، ويشمل تمهيد وتسع نقاط:

النقطة الأولى: تعريف المسؤولية الاجتماعية.

 

النقطة الثانية: مطالب المسؤولية الاجتماعية.

 

النقطة الثالثة: أهمية المسؤولية الاجتماعية.

 

النقطة الرابعة: صفات الشخص المسؤول اجتماعيًّا.

 

النقطة الخامسة: أهمية إعداد الإنسان المسؤول اجتماعيًّا.

 

النقطة السادس: الاعتلال الأخلاقي للمسؤولية الاجتماعية.

 

النقطة السابعة: المسؤولية الاجتماعية في الشخصية المسلمة.

 

النقطة الثامنة: أركان المسؤولية الاجتماعية.

 

النقطة التاسعة: تنمية المسؤولية الاجتماعية.

 

المبحث الثاني: من حيث المكلف (القائم بها)، ويشتمل على مطلبين:

المطلب الأول: المسؤولية الفردية أو الشخصية، ويشمل ثلاث نقاط.

النقطة الأولى: بيان قيمة الفرد في الإسلام، وتشتمل على عنوانينِ:

العنوان الأول: الفرد مناط التكليف.

 

العنوان الثاني: تعليل مسؤولية الفرد عن إصلاح المجتمع.

 

النقطة الثانية: أسس المسؤولية الفردية، وتشتمل على ثلاثة عناوين:

1- الوعي واليقظة.

2- الذاتية والإيجابية والمبادرة.

3- حسن الظن بالصف المسلم.

 

النقطة الثالثة: كلكم راع وكلكم مسؤول، تشتمل على ستة عناوين:

الأول: مسؤولية إمام المسجد.

الثاني: مسؤولية الحاكم.

الثالث: مسؤولية الرجل.

الرابع: مسؤولية المرأة.

الخامس: مسؤولية الخادم (العامل).

السادس: مسؤولية الإنسان عن الحيوان.

 

المطلب الثاني: المسؤولية الجماعية، ويشتمل على ثماني نقاط.

النقطة الأولى: تهيئة للجماعية.

النقطة الثانية: مسؤولية المجتمع في الحفاظ على سفينة الأمة.

النقطة الثالثة: مسؤولية التعليم.

النقطة الرابعة: مسؤولية الإعلام.

النقطة الخامس: مسؤولية أمنية.

النقطة السادسة: المسؤولية الثقافية.

النقطة السابعة: المسؤولية الطبية.

النقطة الثامنة: دروس المسؤولية الجماعية في الإسلام.

 

الفصل الثالث: المسؤولية بين فوائد تحمُّلها وخطورة التنصل منها، ويشتمل على مبحثين:

المبحث الأول: فوائد تحمل المسؤولية.

 

المبحث الثاني: التنصل (التخلي) عن المسؤولية، ويشتمل على تمهيد وستة مطالب.

المطلب الأول: التعريف.

المطلب الثاني: بعض مظاهر التنصل، أو التخلي عن المسؤولية.

المطلب الثالث: أسباب التخلي.

المطلب الرابع: شماعات التنصل والهرب من تحمل المسؤولية.

المطلب الخامس: آثار التنصل والتهرب.

المطلب الأخير: العلاج ويتمثل في كيفية تنمية الشعور بالمسؤولية ويشتمل على عنوانين:

العنوان الأول: دور الأسرة والمدرسة في تعزيز الشعور بتحمل المسؤولية لدى التلاميذ.

 

العنوان الثاني: علو الهمة.

 

• ملحوظة هذه الألوان كما هي في البحث؛ حيث ميزت العناوين بألوان مختلفة، وكل العناوين المتشابهة تأخذ نفس اللون، وهكذا.

 

الخاتمة:

وبعد هذا التطواف بين الفصول، والمباحث، والعناصر، والمطالب، والنقاط، أجدني في نهاية المطاف قد اهتديتُ إلى اللب بعد نزع القشرات، وهذا اللب هو الذي من أجله كتبتُ هذه الورقات، ألا وهو:

أن الشعور بالمسؤولية ثمرة لتصوُّر الإنسان عن دوره في الحياة، والتعامل مع سنن الله في النفس والمجتمع، والتوازن بين المطالبة بالحقوق والقيام بالواجبات.. وكما طالعنا في صفحات البحث، فإن المسؤولية هي سر العمران، وعنوان النجاح والفلاح، والسمو والارتقاء، فلا تسمو أمة ويرتفع شأنها بإذن الله في حياتها إلا بعد الأخذ بالأسباب، وتحمل المسؤوليات الجسام؛ لأن الله قد سن قانونًا لم يستثنِ منه مؤمنًا ولا كافرًا، وهو أنه - سبحانه وتعالى - لا يضيع أجر مَن أحسن عملاً، وقد نكَّر - سبحانه وتعالى - العمل ليدل على كل عمل صالح فيه صلاح الأمة والمجتمع، ويا ليته يكون على منهاج رب العالمين، الذي وضع هذا القانون في الأرض، والذي أخذ به - يا للحسرة - غيرُ المسلم، فأقام به أمر حياته، وتخاذل عنه المسلم فتسوَّل قوت يومه.

 

إن الإسلام هو صانع الرجال، ولا يكون هناك رجل ولا امرأة، ومِن بعدهما النبتةُ التي رعياها - أعني: بها الأطفال - إلا إذا قام الجميع بمسؤولياته على الوجه الأكمل، سواء أكانت هذه المسؤولية فردية أو جماعية، وكلٌّ على مختلف أنواعه وأشكاله، وهذا ما حَرَصتُ عليه خلال صفحات البحث؛ حيث حَرَصت على تقسيم المسؤوليات بعد تعريفها، وذلك بعد بيان نوعيتها من حيث المكلف هل هو فرد أو جماعة؟ وبينت مسؤوليات الفرد ومسؤوليات الجماعة، ومدى النفع الذي يعم الجميع إذا قام كل مَن هو مسؤول بما هو موكل إليه على الوجه الأكمل، ثم بيَّنت في المقابل أن ضعف الشعور بالمسؤولية وتحملها على الوجه الأكمل له أسباب ناشئة عن خلل في التربية الأسرية والمجتمعية.

 

ثم بيَّنت مظاهر ضعف الشعور بالمسؤولية وهي كثيرة في حياة الفرد الشخصية وحياته الأسرية، بل في تعامله مع العالم من حوله، لا سيما إذا تبوَّأ موقعًا مرموقًا أو كان في الصدارة، فإن خطورة هذا الضعف تزداد سوءًا بازدياد أهمية الموقع الذي يشغله الإنسان، يقول الشاعر محرِّضًا مَن كان ضعيف المسؤولية:

قد رشَّحوك لأمرٍ لو فَطِنْتَ له
فاربأْ بنفسك أن ترعى مع الهَمَلِ

 

ويقول آخر مبيّنًا بلوغ الشعور بالمسؤولية حدًّا عاليًا في قومه:

لو كان في الألفِ منا واحدٌ فدَعَوا
مَن فارسٌ؟ خاله إياه يعنونا

 

♦ ♦ ♦

وإذا كان ضعف الشعور بالمسؤولية داءً يُبتَلى به أناس في شرائح عمرية واجتماعية مختلفة، ويظهر أثر هذا الداء في سلوكيات هؤلاء الناس في مواقف حياتية مختلفة كذلك، فإننا يمكن أن نقف بشيء من التفصيل والتحليل عند هذا الداء في البيئة الأسرية، عندما يكبر الولد ولا يكبر معه الشعور بالمسؤولية.

 

♦ ♦ ♦

وهنا لا بد أن يتبادرَ إلى الذهن هذا السؤال: هل لضعفِ الشعور بالمسؤولية من علاج؟!

في معظم ظواهر الخلل الاجتماعي يحمل تشخيصُ المشكلة مفاتيحَ الحل والعلاج، فكل سبب أدى إلى ظهور المشكلة، فإن علاجه علاج لها، ومع ذلك يمكن الإشارة إلى بعض طرق العلاج:

1- تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الإنسان الذي لا يملك الشعور العالي بالمسؤولية، ليعرف أن الله - تعالى - لم يخلقه عبثًا، بل خلقه ليختبره، وأمَره بالكدِّ والعمل، والبذل والعطاء: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

 

2- التنبيه، بين الحين والآخر، إلى تقصيره وما يترتب على ذلك التقصير، ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55].

 

3- مصاحبة أصحاب الهمم العالية الذين يحسُّون بعظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم تجاه ربهم، وتجاه أنفسهم وأهليهم وأمتهم؛ إذ ليس من شيء يؤثِّر في تربية النفوس وصقلها وتوجيهها مثل صحبة أهل الصلاح والخير والفضل.. وحين يصاحب الإنسان مَن يطلب المعالي، ويبذل الجهود العالية في بلوغ الكمال في أي جانب من جوانب الحياة.. لا شك أنه يسري في روح الإنسان من روحه شيء كثير، ومن هنا جاءت النصوص الشرعية تدعو إلى مصاحبة هؤلاء، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].

 

4- ويشبه ما سبق ويعضده قراءة سير أصحاب الهمم العالية من الرسل الكرام، ومن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومَن تبعهم بإحسان، لنرى كيف بذلوا في هداية أقوامهم وفي رياضة نفوسهم، وفي طلب الحديث النبوي ونشر العلم، وفي الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتصدِّي لأهل البدع والضلال.. وهل نحسب أن الحضارة التي جاء بها الدين الحق قد نهضت على أكتاف الخانعين والكسالى؟! كلاَّ، بل قامت على أمثال أبي بكر، وعمر، وخالد، والقعقاع، وسعيد بن جُبَير، وعبدالرحمن الغافقي، وأبي حنيفة، والشافعي، والبخاري، ومسلم، والقرطبي، وابن كثير، والنووي، والعز بن عبدالسلام، وصلاح الدين، وابن تيمية، ومحمد بن عبدالوهَّاب، وابن باز..﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

وختمت البحث بمبحثٍ كامل عن فوائد تحمل المسؤولية وأثره على الجميع في الدنيا والآخرة.

 

التوصيات:

كما أشرتُ في البداية أن هذا الموضوع هو روح الحياة وسر التقدم، لذلك عملت الكثير من الدول على تنميته حديثًا من خلال برامج التنمية البشرية، وحتى تتم الفائدة لا بد له من التنبيه على الآتي:

1- الاهتمام بالنشء وتربيتهم على تحمل المسؤولية.

 

2- إسناد بعض المهام إلى أطفالنا منذ الصغر، بحيث تتناسب مع مراحلهم العمرية، مع التدرج حسب السن حتى يتعودوا على تحمل المسؤولية بالتجربة مع مراقبتهم.

 

4- تدريس موضوع عن تنمية الشعور بالمسؤولية ضمن المناهج التعليمية في المرحلة الابتدائية في جميع الدول الإسلامية عامة والعربية خاصة.

 

4- حث الشباب على التأسي بأصحاب الهمم العالية من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

5- إشباع أفكارهم بأن عزة الإسلام وعزة النفس تكمن في تحمل المسؤولية والقيام بها على أكمل وجه بما لا يخالف شرع الله، ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسوة الحسنة.

 

6- ربط برامج التنمية البشرية بتعاليم الإسلام الحنيف، وكثرة الاستشهاد بالآيات والأحاديث والقصص الإسلامي سواء من القرآن، أو من السنة النبوية.

 

7- وأخيرًا حث الجميع على مراقبة الله لهم في السر والعلن؛ حتى يحسنوا القيام بما يوكل إليهم من أعمال لنُسَاهِم جميعًا في رفعة ديننا الحنيف وعزة أمتنا.

 

حيرة الاختيار:

تخيلت نفسي طبيبًا أقف في مستشفى به عشرة أدوية، وهذه الأدوية تعالج داء كل عليل، وتصلح لكل سقيم، وتخيلت أمامي جمعًا غفيرًا من البشرية المريضة التي تلهث وراء الدواء بشق الأنفس، ولكن هالني من أمرهم ما رأيت من أن الغالبية منهم تجهل هذه المستشفى، منهم من عرفها ونسيها، ومنهم من سمع عنها مجرد سماع، ومنهم من سمع عنها أسوأ الأخبار، ومن يعرفها يتكاسل، بل ويسوِّف في الذهاب إليها، وذلك على الرغم من أنها على مسمع ومرأى من الجميع وما دخلها أحد إلا وجد فيها كل أنواع الراحة، النفسية، والبدنية، والشفاء من كل داء، إنها مستشفى الإسلام الذي اختاره الله ليتم به الدين على يد معلم البشرية وطبيبها المصطفى العدنان.

 

وبعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - جنَّد الله لهذا الدين مَن حفظه ونقله إلى من بعده جيلاً بعد جيل على المحجة البيضاء؛ لأن الله - عز وجل - لَمَّا ارتضى لعباده أن يكون لهم الإسلام مسك الختام، تكفَّل بحفظ كتابه الكريم، حتى لا تناله أيدي البشر بالتبديل والتغيير، فنقلوا الدين بالتواتر جيلاً بعد جيل، وعملوا على رعايته ما استطاعوا إلى ذلك من سبيل، وإني إذ أقفُ في مستشفى الإسلام الحنيف أجد أمامي عشرة أدوية أعني بها عشرة موضوعات، الواحد منها يصلح لقيادة البشرية كاملة، ولا يصلح فقط لقيادة أمة أو جماعة أو فصيل.

 

مكثت أيامًا في حيرة من أمري: ماذا أختار؟ ولماذا أختار؟ لماذا السؤال عن النوع؟ ولماذا سؤال عن العلة من الاختيار؟ هل أختار موضوعًا مراجعه متوفرة لدي، أو أختار موضوعًا أستفيد أنا منه على المستوى الشخصي، أو أختار موضوعًا لعل الله يجعل الاستفادة منه لأكبر عدد من المسلمين؟!

 

وبعد حيرة دامت أيامًا صليت صلاة الاستخارة، لعل الله يعينني ويوفقني لاختيار أحدها، والذي من خلاله أفيد وأستفيد، وبالفعل هداني الله لاختيار هذا الموضوع، وهو "تنمية الشعور بالمسؤولية"، وبعد الاختيار أحسست بتوفيق الله؛ وذلك لأن هذا الموضوع يحتوي الموضوعات التسع، ولا أبالغ إذا قلت إنه يمثل التكليف الإلهي للعباد.

 

وما إن انتهيت منه حتى فتح الله لي، ويسر لي ووفقني للكتابة في غيره، صحيح عانيت كثيرًا، وسهرت طويلاً، وأرهقت إرهاقًا لا يعلمه إلا الله وحده، فأنا في عمل متواصل أجلس أكتب تقريبًا يومًا بما لا يقل عن متوسط ست ساعات، وأحيانًا أجلس من التاسعة صباحًا حتى منتصف الليل، ناهيك عن مطالعة المراجع، وصعوبة الحصول على غير المتوفر منها، والصراعات النفسية والعلمية والاطلاع على هذا وذاك وما إلى ذلك، ورغم كل هذا، فإنه أحلى إلى نفسي من كل ملذات الحياة.

 

والعون من الله، والتوفيق منه، والإخلاص مني، فنسأل الله الإخلاص ليمنَّ علينا بالتوفيق، ولا يفوتني أن أسأل الله أن ييسر لكم كل خير، وأن يصرف عنكم كل مكروه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التقدم والانتكاس على الصعيد الاجتماعي
  • تحمل المسؤولية
  • المسؤولية (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • ملخص بحث: تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات ( بحث ثالث عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات ( بحث ثاني عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات ( بحث حادي عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات (بحث عاشر)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات (بحث تاسع)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات (بحث ثامن)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات (بحث سابع)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات (بحث سادس)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات (بحث خامس)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات (بحث رابع)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 


تعليقات الزوار
10- المسؤولية
fati - الجزائر 29-02-2016 02:20 PM

رائع جدا شكرا

9- شكر وتقدير
أبو محمد 08-01-2016 11:42 PM

جزاك الله خيرا على هذا الجهد، وهذا من أنفع المواضيع التي تهم الأمة في هذا الظرف من تاريخها..

8- بحث
احمد شعيب - مصر 29-11-2013 10:20 PM

ألف شكر على مجهودك وربنا يوفقك دائما ودائما في تقدم

7- تهنئة شعرية
علاء رمضان محمد حسانين - مصر 29-11-2013 10:41 AM

لله فضلٌ ولك الشكر * أنت من قومي فلي الفخر
أنت عَلمٌ من أعلامنا * أردّتُ مدحك فأبي الشعر
إهداء خاص

6- جزاك الله خيرا ونفع بك
اشرف فتحي عبدالقادر حسانين - المملكه العربيه السعوديه 28-11-2013 03:58 PM

المسؤولية هي اساس نجاح أي مجتمع في هذا الكون ولما تحققت هذه المسؤوليه في المجتمع الغربي على مستوي العمل والإنتاج تقدموا وسبقونا بكثير وأصبحنا نحن في ذيل الأمم لابتعادنا عن تحمل المسؤولية الموكلة لكل فرد منا نسأل الله أن ينفع بهذا البحث المسلمين في جميع أنحاء العالم وأن يتفهموه ويعملو بما فيه من توصيات وجزي الله الشيخ خير الجزاء وجعله في ميزان حسناته

5- ماذا أقول
علاء رمضان - مصر 22-11-2013 09:35 AM

يا شيخي العزير أنت تعلم جيدا مدي احترامي وتقديري وأسأل الله لك التوفيق البحث بكل صراحة في غاية الأهمية

4- بارك الله فى صاحب هذا العمل العظيم
خادم كتاب الله محمد عبد الستار ابراهيم محمد - مصر 16-11-2013 07:58 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
نشكر الشيخ صاحب هذا البحث الجميل الذي من خلال خطة بحثه يدل على مجهود رائع وفوق العادة ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته وأن يوفقه لما يحبه ويرضه

3- تحمل المسؤولية سر الحياة وعنوان التقدم
محمود سيد - مصر 13-10-2013 11:40 PM

بارك الله فيك على هذا البحث القيم وعقبال الدكتوراه

2- إعجاب
محمد عبدالستار - مصر 06-10-2013 02:44 PM

لم اجد أي كلام أكتبه عن هذا البحث القيم سوى أن أشكر الباحث على هذا المجهود العظيم وفقه الله وجزاكم الله خيرا.

1- شكر
د/حسين ربيع - مصر 21-07-2013 01:54 AM

في الحقيقة امتعتونا بهذا الملخص أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم فقد قام صاحب هذا التلخيص بعمل بارع في اختياره للعنوان وتقسيمه وطريقة عرضة وتلخيصة مشكور.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب