• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / ملخصات أبحاث مسابقة تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع
علامة باركود

ملخص بحث: المسؤولية علاج لمكافحة الفساد داخل المجتمعات

خاص شبكة الألوكة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/5/2013 ميلادي - 5/7/1434 هجري

الزيارات: 11796

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص بحث

المسؤولية علاج لمكافحة الفساد داخل المجتمعات

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأزكى صلوات الله وتسليماته على معلم الناس الخير، وهادي البشرية إلى الرشد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وبعد:

 

فإنّ أول ما تسعى إليه الدول الناهضة، هو توجيه عنايتها الكاملة إلى تنمية الشعور بالمسؤولية عند مواطنيها ونشر الوعي بينهم، فالمواطن المُدرِك لمسؤوليته هو رأس المال الحقيقي في العملية التنموية بكل أبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية.

 

ويعتبر تنمية الشعور بالمسؤولية مطلبًا حيويًّا ومهمًّا من أجل إعداد أبنائنا لتحمُّل أدوارهم والقيام بها على خير وجه؛ للمساهمة في بناء المجتمع وتقدُّمه ورقيه، كما يقاس نمو الفرد ونضجه الاجتماعي بمستوي شعوره بالمسؤولية تجاه ذاته وتجاه الآخرين، والشعور بالمسؤولية ذو طابع اجتماعي؛ فهو لا يقع على عاتق الفرد بمفرده، بل يُسهم في تنمية الشعور بالمسؤولية مؤسسات تربوية عديدة؛ منها الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والمؤسسة الإعلامية، وغير ذلك من المؤسسات في إعداد وتنشئة الأجيال في تحمُّل الشعور بالمسؤولية.

 

كما أن الدين الإسلامي يدْعونا إلى التنظيم وتحديد المسؤولية لكل الأفراد كلٌّ على حسب استطاعته، ويكره الاضطراب والفوضى في كل شيء؛ حتى رأينا الرسول - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا في الصلاة أن نُسوِّي الصفوف وأن يؤمنا أعلمُنا، وفي السفر يقول: ((أَمِّرُوا أحدكم))؛ استشعارًا للمسؤولية.

 

وما من شك في أن الأقطار العربية اليوم في أمس الحاجة إلى تنمية الشعور بالمسؤولية، في ظل الأحداث الخطيرة التي تتعرض لها، وعلى كل فرد أن يُدرِك أنه جزء من مجتمعه وأمته غير منفصِل عنها؛ يشاركها في ذكريات الماضي، وفي أحداث الحاضر، وأماني المستقبل.

 

إن إحساس أفراد المجتمع بمسؤولياتهم نحو أنفسهم ونحو مجتمعهم ركن أساسي وهام في الحياة، وبدونه تصبح الحياة فوضى، وتشيع شريعة الغاب، وتغلب الأنانية والفردية، مع التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم في جميع المجالات، وتعقُّد الحياة الإنسانية أضعافًا عما كانت عليه، هذا الواقع الجديد يترتَّب عليه تداخُل وتشابك واضطراب في الأدوار والحدود مما بات يتعين معه ضرورة تأكيد وترسيخ منطق الالتزام وتنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع، والحياة تَحالُفات، وفي زمننا الحالي صار اللحن المنفرد لا يشجي، واللعب المنفرد لا يربح، والأعمال الفردية غير ذات جدوى.

 

وأرى السبب في عدم الشعور بالمسؤولية العولمة؛ حيث تُعد من أهم القوى الدافعة لتبني ذلك؛ حيث أضحت العديد من الشركات متعددة الجنسيات تركِّز في حملاتها الترويجية على أنها تهتم بحقوق الإنسان، وأنها تلتزم بتوفير ظروف عمل آمنة للعاملين، وبأنها لا تسمح بتشغيل الأطفال، كما أنها تهتم بقضايا البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، كما نرى أن عدم الشعور بالمسؤولية ناتج عن موروثات الاستعمار في معظم بلادنا؛ حيث الحدود السياسية بين بلادنا العربية، والنزعات الحزبية، كما يهيئ الاستعمار للناس حياة أغلبها حقوق وأقلها واجبات، يهيئ الحياة بحيث لا يعتمد الناس على أنفسهم؛ وإنما يظلون عالة على غيرهم في كل ما يجلب لهم الراحة والترف، فيبث سمومه بين الناس بحيث يوقف نمو الشعوب؛ من حيث اكتمال الرجولة لدى شبابها، ويوقف اكتمال النضج والتفكير، وعدم الاعتماد على النفس، وعدم الشعور بالمسؤوليَّة، وعلى الحكومات أن تُحارِب المرض، وعليها أن تنشئ المدارس، وعليها نفقات التعليم، وعليها أن توجد الرزق وتوفِّر العمل، وعليها أن تفعل كل شيء، أما المواطن، فليس عليه أية مسؤولية عن شيء، ويتَّضِح ذلك في مجتمعاتنا - دول ثورات الربيع العربي وغيرها - العربية في العقود الأخيرة؛ حيث نتج عن ذلك تنامي شعور الكراهية بين طوائف هذه المجتمعات بشكل مخيف، وترسَّخت عند المعظم حالة من فِقدان الثقة، وتعطيل العمل والإنتاج، وتخريب المصانع والمؤسسات، حتى وصل ذلك الدمار إلى دور العبادة، والشك في الآخرين.

 

وبناء على ذلك لن يحيا إنسان على ظهر هذه المجتمعات دون أخيه الإنسان إلا إذا قام بمسؤولياته تجاه المجتمع الذي يحيا على أرضه، فالإنسان بطبيعته غير كامل، وبيئته كذلك، ومن ثمّ؛ فينبغي عليه أن يتعارَف مع أخيه الإنسان ويقوم بمسؤولياته لتحقيق مصالح مشتركة، ولكوننا جميعًا ننتمي إلى الإنسانية، فيقينًا نحن نشترك في أضعاف أضعاف ما نختلف فيه، وأرى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوضح لنا قيمة الشعور بالمسؤولية نحو المجتمع؛ لكي لا تغرق - لا ينهار المجتمع - السفينة، فعن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مثلُ القائم على حدود الله والواقع فيها كمَثَل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرُّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقًا، ولم نؤذِ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا، هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم، نجوا ونجوا جميعًا))[1].

 

وذلك أن التَّنصُّل من المسؤولية أشبه بجراثيم الأمراض المُعدية في انتشارها وتنقُّلها والتأثر بها، فإذا وجدت كفاحًا يحجر عليها في مكانها حتى يقتلها ويُبيدها، سلِم منها موضعها وسلم منها ما وراءه، وإذا لم تجد كفاحًا وتُركت وشأنها اتَّسعت دائرتها، وتفشَّت في جميع الأرجاء، وقضت على عناصر الحياة، وعرضتها للفناء والدمار، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾ [الأنفال: 25].

 

ولعلَّ هذا يتبدَّى لنا بوضوح في محاربة التّنَصُّل والتهرب من المسؤولية، وتنمية الشعور بالمسؤولية مع كل صفحة من صفحات هذا البحث، من هذا المنطلق نرى أن تربية الشعور بالمسؤولية أمر على أكبر جانب من الأهمية في مكافحة الفساد، والرّفعة من شأن الأفراد والمجتمعات.

 

وأول ما نركِّز عليه من أجل تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الأفراد نحو المجتمع، لا بد من توفير قيمة الحرية المحكومة بالضوابط الإسلامية، ومن هنا لا يمكن تصور تنمية الشعور بالمسؤولية لدى كائن حي مسلوب الحرية أو الإرادة؛ حيث إن جوهر المسؤولية ينطوي على ضرورة تعدُّد الإمكانات والبدائل في الفعل أو عدم الفعل، وضرورة أن يكون المسؤول شخصيَّة مستقلة ذات قدرة على التفكير والإرادة والترجيح والاختيار في الفعل؛ لذلك تعتبر المسؤولية خاصية إنسانية في المقام الأول، وهو الذي تَنطبِق عليه شروط المسؤولية؛ لأنه فرد مزوَّد بالحرية والعقل والإرادة، وهو الكائن الذي رشَّحته فطرتُه إلى تحمل هذه الأعباء، فأصبح ذا مسؤولية وموضع أمانة وصاحب نفوذ، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72].

 

غير أن الإسلام يختلف عن بقية المناهج الأرضية، في كونه يربط الشعور بالمسؤولية بالله - عز وجل - مباشرة، ويجعل الفائدة الكبرى والجائزة العظمى في يوم القيامة، مع عدم إغفال الفوائد الدنيوية الهائلة التي تعود على الناس في حياتهم عند التعامل بهذا السلوك.

 

إنّ مسؤولية التربية الإيمانية لدى المربين والآباء والأمهات لهي مسؤولية هامة وخطيرة؛ لكونها منبع الفضائل، ومبعث الكملات، بل هي الركيزة الأساسية لدخول الولد في حظيرة الإيمان، وقنطرة الإسلام، وبدون هذه التربية الإيمانية لا ينهض الولد بمسؤولية، ولا يتَّصِف بأمانة، ولا يعرف غاية، ولا يتحقق بمعنى الإنسانية الفاضلة، ولا يعمل لمَثلٍ أعلى ولا هدف نبيل، بل يعيش عيشة الأنعام؛ ليس له همٌّ سوى أن يَسُدَّ جوعته، ويُشبِع غريزته، وينطلِق وراء الشهوات والملذات، ويصاحب الأشقياء والمجرمين[2].

 

إن الحفاظ على الأرواح وأمن المجتمع وصيانة الممتلكات مسؤولية مشتركة، أساسها الدين وصحة المعتقد، ويقظة الضمير، ثم الوعي الصادق بالمسؤولية والتعاون على مستوى الفرد والجماعة، كلٌّ مُطالِب بالقيام بمسؤوليته؛ رجل الأمن ينفذ بوعيٍ وفقه وعدالة، ورب الأسرة يرعى بحزم ويراقب بصرامة، ورجل التربية يعلِّم بإخلاص ويربي بتفانٍ، ورجل الأعمال يدعم ويساند ويبذل، ورجل الإعلام يكتب ويثقف وينشر بمصداقية وتوازن، الأمن غاية الجميع، والسلامة هدف الجميع، ولن يتم ذلك على وَجْهِهِ إلا بالتعاون بين كل فئات المجتمع وطبقاته في رفع مستوى الوعي وتنمية الشعور بالمسؤولية، وحفز الهمم من أجل بناء جسورٍ من التعاون والثقة بين فئات المجتمع، لم يكن الخلل ولم تحدث المآسي المفجِعة إلا بسب الإهمال والاتكال وعدم المبالاة.

 

من أجل ذلك؛ أرى أنّ على مؤسسات الدولة العبء الكبير في تنمية الشعور بالمسؤولية، ومن خلال الشعور بالمسؤولية تتحقق الطمأنينة والأمن، وتزدهر المجتمعات صحيًّا، وعلميًّا، واقتصاديًّا، وحضاريًّا.

 

نحن في هذا البحث - المسؤولية علاج لمكافحة الفساد داخل المجتمعات - نقول من البداية: إن من أراد أن يقف على الحقيقة عليه أن يستمدَّ حكمه من ثلاثة مصادر:

الأول: القرآن الكريم.

الثاني: سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - الصحيحة السند إليه.

الثالث: التطبيق العملي الوثيق الصلة بالإسلام، هذا هو الإسلام من نبعه الصافي.

 

والتعاليم التي نزل بها الوحي الإلهي تُشبِه المطر النازل من السماء؛ ينزل نقيًّا من عند الله، فإذا شق طريقه في الأرض، اختلطت به الأتربة والأقذار، فلا يصلح للشرب إلا بعد أن تزول منه هذه الشوائب، والإسلامُ يشبه تمامًا ما حدث للماء[3].

 

ليس لنا في هذا البحث أكثر من سوق الحقائق مجردة عن أهواء المغرضين، وأكاذيب المدلسين، فإنَّ لبس الحق بالباطل عملٌ برع فيه كثيرون، وضل به الأكثرون؛ ولذلك يقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 42]، ولقد أحسنت الأمانة العامة لجائزة الألوكة الكبرى - وفَّق الله أصحاب الفضيلة العلماء والأئمة الفضلاء القائمين عليها - باختيارها لمواضيع هامة تُسهِم بشكل كبير في دعم وتعزيز المبادئ والقيم والأخلاق داخل المجتمعات، وخاصة المحور الرابع، الذي وضعت له هذا العنوان: المسؤولية علاج لمكافحة الفساد داخل المجتمعات، ليكون موضوع البحث الذي بين أيديكم؛ لأن تنمية الشعور بالمسؤولية عبء ثقيل تنوء به الكواهل؛ لأن الإنسان مخلوق مركب معقَّد، ومن الصعب أن يتحمّل المسؤولية بسهولة، إن بناء المصانع والمدارس والسدود والمنشآت سهلٌ ومقدور عليه، ولكن الشاق حقًّا هو تنمية الإنسان للشعور بالمسؤولية، والشعور بالمسؤولية من القضايا الهامة جدًّا؛ لأنه يرتبط بالكائن الإنساني دون غيره من المخلوقات، من هنا جاءت أهمية هذا الموضوع، حيث نرى أنّ الأزمات والكوارث تزداد مع مرور الأيام، وأننا مُقبِلون فعلاً على أيامٍ شِدَاد، وعلى مواقف عصيبة، وقد ازدادت الحروب ومعدلات الفقر، وظهرت الأمراض التي لم تكن في أسلافنا، وتبدَّلت درجات الحرارة عن طبيعتها قبل ذلك، وانعدم الأمن في بقاع كثيرة من العالم، وقلّت المياه، وزاد التعدي على الرقعة الزراعية فزاد التصحر، وبناء على ذلك قَلَّتِ المؤن والأغذية؛ والسبب في ذلك عدم الشعور بالمسؤولية، وهو ما شجع عزمي وشحذ همتي على المضي للمشاركة في كتابة هذا البحث؛ لأن المكتبة الإسلامية ما زالت تعاني شُحًّا في هذه الموضوعات؛ لأنها تتَّصِل بحياة الناس، كما لهذا الموضوع دور كبير في الارتقاء الحضاري.

 

خطة البحث:

لقد تناولت هذا الموضوع في خطة تتكون من مقدمة، وخمسة فصول، وخاتمة، على الوجه التالي:

المقدمة: لبيان أهمية الموضوع.

 

الفصل الأول:

وقد جاء الفصل الأول في عدة مباحث كانت تمهيدًا للبحث، على النحو التالي:

المبحث الأول: مفهوم التنمية، ومفهوم الشعور بالمسؤولية، ومفهوم الفساد.

المبحث الثاني: المسؤولية في الإسلام تحمي المجتمع من الانهيار.

المبحث الثالث: أنواع المسؤولية.

المبحث الرابع: درجات المسؤولية في الإسلام.

المبحث الخامس: التوازن في القيام بالمسؤوليات.

 

الفصل الثاني: الإسلام أول من نمى الشعور بالمسؤولية عند الأفراد منذ الميلاد وحتى مفارقة الحياة.

وفيه عدة مباحث، على النحو التالي:

المبحث الأول: مرحلة الطفولة مسؤولية الجميع.

المبحث الثاني: تنمية الشباب للشعور بتحمُّل المسؤولية.

المبحث الثالث: تنمية الشعور بالمسؤولية نحو الخدم والعمال.

المبحث الرابع: تنمية الشعور بالمسؤولية نحو المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.

المبحث الخامس: تنمية الشعور بالمسؤولية نحو المسنين.

المبحث السادس: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع نحو المرأة.

المبحث السابع: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع نحو الحيوان.

المبحث الثامن: تنمية الشعور بالمسؤولية في الحفاظ على المصالح - المرافق - العامة للمجتمع.

المبحث التاسع: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع نحو الطريق وما يدور فيه.

 

الفصل الثالث: وسائل تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الأفراد عمومًا نحو المجتمع.

وفيه عدة مباحث، على النحو التالي:

المبحث الأول: الحرية الوسيلة الأولى لتنمية الشعور بالمسؤولية.

المبحث الثاني: تنمية الشعور بالمسؤولية عن طريق العلماء.

المبحث الثالث: تنمية الشعور بالمسؤولية عن طريق المفاوضة والإقناع.

المبحث الرابع: تنمية الشعور بالمسؤولية عن طريق الموعظة.

المبحث الخامس: الإحساس بقيمة الوقت يُنمي الشعور بالمسؤولية.

المبحث السادس: تنمية الشعور بالمسؤولية عن طريق المراقبة.

المبحث السابع: القدوة وسيلة لتنمية الشعور بالمسؤولية.

المبحث الثامن: الاهتمام بتربية الأجيال وتنميتهم على الشعور بالمسؤولية.

 

الفصل الرابع: المسؤولية والاحتساب الاجتماعي:

وفيه عدة مباحث، على النحو التالي:

المبحث الأول: الاحتساب الاجتماعي لتخفيف العبء عن الدُّعاة والعلماء.

المبحث الثاني: مسؤولية الراعي عن رعيته.

المبحث الثالث: نماذج من الذين تحملوا المسؤولية.

المبحث الرابع: انتحار مسؤول.

المبحث الخامس: المسؤولية عند أفراد المجتمع نحو الإصلاح الشامل.

المبحث السادس: المسؤولية بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

المبحث السابع: إعداد الرجال وصناعة القائد مسؤولية مشتركة بين الراعي والرعية.

 

الفصل الخامس: عقبات وتحديات في تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع.

وفيه عدة مباحث، على النحو التالي:

المبحث الأول: التنصل والتهرب من المسؤولية.

المبحث الثاني: عدم تفعيل دور الإعلام في تنمية الشعور بالمسؤولية.

المبحث الثالث: ظلم الحاكم يفقد الأفراد الشعور بالمسؤولية، ويجعلهم غرباء داخل أوطانهم.

المبحث الرابع: نظام اختيار الوزراء والمسؤولين.

المبحث الخامس: التسيب الإداري وأثره على مؤسسات المجتمع.

 

وفي كل هذه المباحث راعينا أمرين:

الأول: التركيز والإيجاز، وشيء من التطبيق والتمثيل.

الثاني: وضوح الدليل على تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع.

وقد ذيلت البحث بخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث، ثم أردفتها بالتوصيات، ومصادر ومراجع الدراسة، وأخيرًا: فهرس محتويات البحث.


وأهم نتائج هذه الدراسة نوضحها فيما يلي:

أولاً: النتائج:

إن نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - ما فارَقَ الدنيا إلا وقد أكمل الله له الدين، فبَلَّغَه - صلى الله عليه وسلم - أتمّ بلاغ، ومن ذلك الشعور بتحمُّل المسؤولية لدى الأفراد في المجتمع، التي أكد عليها في مراحل عمر الإنسان المختلفة منذ الميلاد وحتى مفارقة الحياة.

 

إن الشريعة الإسلامية قد حفظت للأفراد جميعًا تحمُّل الشعور بالمسؤولية نحو بعضهم البعض، والمجتمع الذي يعيشون فيه، بالنظر إلى مقاصد الشريعة، ومن أعظمها الشعور بالمسؤولية نحو الضروريات الخمس: الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعِرض.

 

الحاكم، أو رئيس الدولة، أو الخليفة - مسؤول عن رعيته، فلا يوجد في الإسلام من هو في منأى عن المسؤولية، بداية من الحاكم إلى الخادم؛ فكلٌّ مسؤولٌ مسؤولية كاملة عن أفعاله وأقواله أمام الله - عز وجل - إلى جانب مسؤوليته في الدنيا نحو المجتمع الذي يعيش فيه.

 

تحمّل المسؤولية عند أفراد المجتمع يجعل بنيان الدولة قويًّا غير قابل للتصدع عند التعرض للمحن والحروب.

 

إنّ المسؤولية واجبة على كل مسلم، حسب قدرته وعلمه، ولا يخلو أحدٌ من المسؤولية مهما قلت منزلته في المجتمع، كما يشعر الشخص المسؤول بالسعادة تغمرهُ كلما قام بتنفيذ عمل نافع، وكسب ثقة الناس واعتزازهم به.

 

التنصل من المسؤولية والتهرب منها يَنْجُم عنه الفوضى في المجتمع، والإخلال بالالتزامات الأدبية والمادية وضياع الحقوق، وهو مخالف لصفات الرجولة ومُخِلٌّ بالمروءة.

 

التَّهربُ من المسؤولية أو التَّنصُّلُ منها يتنافى مع حمل الأمانة التي شرّف الله بها الإنسان، قال تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72].

 

ثانيًا: التوصيات:

ضرورة ترجمة معالم الشعور بالمسؤولية في الإسلام إلى لغاتٍ عدة؛ لكي يقف العالم على حقيقة الشعور بالمسؤولية نحو سكان - الإنسان والحيوان والبيئة والجماد - المعمورة من خلال تعاليم الإسلام.

 

الحرص على انتقاء الكتب والأبحاث التي توضح معالم الشعور بالمسؤولية عند الأفراد، وتزويد دُور الثقافة بها، ومراكز الشباب، ومكتبات المدارس والمعاهد، ومكتبات المساجد، فضلاً عن دمج هذه الأبحاث في المناهج الدراسية لدى وزارة التربية والتعليم.

 

موضوع تنمية الشعور بالمسؤولية موضوع واسع ومتشعب، ونصوصه كثيرة في الكتاب والسنة؛ لذلك أُوصي بإفراد رسائل وأبحاث خاصة في كل مرحلة من مراحل العمر، ولا سيما تنمية الشعور بالمسؤوليَّة لدى الحاكم تُجاه رعيَّته المسؤول عنهم؛ حتى يتسنى الرجوع إلى هذه المراحل ونشرها عند الحاجة.

 

تكثيف تنظيم برامج وفعاليات اجتماعية تربط الأفراد والمؤسسات بمسؤوليتهم الوطنية تجاه الناشئة من البنين والبنات، وتُعمِّق انتماءهم الوطني والاجتماعي، والتعرف المباشر على دوافع التميز في هذا الجانب ودعمها، والنظر للحياة على أنها أخذ وعطاء بين الجميع، والاتصاف بالإيثار بالنفس أو المال أو الحياة أو بها كلها لأجل الدين ثم الوطن.

 

الاهتمام بتنمية الشعور بالمسؤولية التي احترمتها الشريعة الإسلامية وأكَّدت عليها، ولم تلقَ مثل هذا الاهتمام في الأديان الأخرى والمواثيق الدولية، مثل: الشعور بالمسؤولية نحو مرحلة الطفولة، ومرحلة الشباب، ومرحلة المسنين، وغير ذلك من مراحل الحياة.

 

تفعيل دور مديريات الرقابة الداخلية داخل المؤسسات وكل أجهزة المجتمع؛ وذلك لأن أجهزة الرقابة الداخلية داخل كل مؤسسة تكون أعرف بالتعليمات والمسؤوليات أكثر من جهات الرقابة الخارجية، حيث يتم اكتشاف الأخطاء وتصويبها، ومحاسبة المقصرين.

 


[1] رواه البخاري؛ الفتح 5 ( 2493).

[2] عبدالله ناصح علوان: تربية الأولاد في الإسلام، ط 21، 1412هـ 1992م، دار السلام للطباعة، ص 173.

[3] - إدوار غالي الدهبي: معاملة غير المسلمين في المجتمع الإسلامي ، مكتبة غريب ، ط 1، ص 153، عام 1993م .





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المسؤولية في الإسلام
  • مكافحة الفساد في السنة وهدي الخلفاء الراشدين

مختارات من الشبكة

  • ملخص بحث: مكافحة الفساد الإداري والاجتماعي من منظور إسلامي(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: المسؤولية وطرق تنميتها عند افراد المجتمع(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: إطار مقترح لتنمية ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين وعلاقتها بالحد من ظاهرة الفساد الإداري(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الفساد الإداري والمحسوبية والوساطة الطريق إلى الهاوية(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث بعنوان: المسؤولية الجنائية في الجرائم الإعلامية تجاه القضاء: دراسة مقارنة (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • ملخص بحث: قراءات تأملية لمعاني المسؤولية(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: أمانة المسؤولية في ظل الشريعة الإسلامية(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: المسؤولية الاجتماعية في الإعلام الإسلامي(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: إيقاظ روح المسؤولية والجد، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: المسؤولية مقوماتها وفاعليتها في تحقيق النهضة(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب