ملخص بحث: كلكم راع الرؤية الإسلامية للمجتمع وكيفية تفعيلها

ملخص بحث

"كلكم راعٍ" الرؤية الإسلامية للمجتمع وكيفية تفعيلها

يتناول البحثُ المسؤوليةَ المجتمعية في الإسلام بُغية تحديد:

على مَن يقع شرف الدعوة إلى الله ونشْر القيم والأخلاقيات الإسلامية والعلوم الشرعية؟

وذلك من خلال فصلين:

تناول أولهما: نظرية المسؤولية المجتمعية في الإسلام.

والثاني: سبل تفعيل هذه المسؤولية بغية الوصول لمجتمع يحمل كل فرد فيه مسؤوليتَه تجاهه؛ بناء على عقيدة صحيحة، وتطبيقًا لفريضة دينية خالصة تتميز بها أمة الإسلام عن غيرها.

وتقسيم البحث كالآتي:

الفصل الأول - سمات الرؤية الإسلامية للمجتمع:

وحاولت فيه أن أقف على أساس النظرية المجتمعية الإسلامية من خلال قراءةٍ لسمات الرؤية الإسلامية للمجتمع في مباحثَ خمسة:

المبحث الأول - إنما المؤمنون إخوة:

وناقشت في هذا المبحث العلاقة بين أفراد المجتمع الإسلامي؛ حيث الأخوة في الله هي الرابطة الأساسية به، والتي تحكم العلاقات الاجتماعية؛ مما يجعل الأمة الإسلامية متمايزة عن غيرها من الأمم، ومعنى الأخوة في الله بين المؤمنين ولوازمها.

المبحث الثاني - التكافل الاجتماعي في الإسلام:

ناقشت فيه تعريف التكافل الاجتماعي، ومنهج الشريعة الإسلامية في إقامته كركن أساسي في المجتمع وآثاره، وخصصتُ الزكاة كفرع من فروع التكافل الاجتماعي في الإسلام لتوضيح هذا المنهج.

المبحث الثالث - أساس المسؤولية في الإسلام:

حيث تعرَّضت للنصوص الشرعيَّة التي تجعل كل فرد في المجتمع مسؤولاً بقدر ولايته، مسؤولاً عن فعله وأمانته ديانة، وأَثَر ذلك في دفع المجتمع للأمام ودرء الشرور عنه.

المبحث الرابع - الدين النصيحة:

فبدأت بتعريف النصيحة لغة واصطلاحًا، وبيان لزومها ومحلها من خلال شرح حديث ((الدين النصيحة))، وبيان أنها فريضة دينية لازمة على عموم المسلمين.

المبحث الخامس - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

وبدأت بتعريف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبيان حكمه من خلال كتاب الله والسنة النبوية المطهَّرة وإجماع علماء المسلمين، ثم تكلَّمت عن أهميته في إقامة الدين والعدل، ومحاربة الشرور والفساد في المجتمع، ثم ناقشت القواعد المنظِّمة لأداء هذه الفريضة الهامة؛ من العلم بما هو معروف، وما هو مُنكر، والالتزام بشرائط إنكار المنكر وآداب الأمر بالمعروف، وإدراك فقه الأولويات، وأمثلة من أقوال وأعمال السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الفصل الثاني - تفعيل الرؤية الإسلامية للمجتمع:

وتكلَّمت في القسم الأول من هذا الفصل على دور الفرد في تفعيل هذه الرؤية من خلال مباحث:

المبحث الأول - سمات القائم بالعمل الدعوي ومهاراته:

من إخلاص النية في عمله لله، وعلوّ الهمة، والحرص على الوقت، وتقدير العلم وأهله، والمهارات اللازمة لنجاح القائم بالعمل الدعوي؛ من حسن تقديرِ حال مَن يُخاطبهم، وإنزال الناس منازلَهم، والتزام الحكمة والموعظة الحسنة في أمره ونهيه، وحُسن خلقه ومعاملته للناس، ورفقه ورحمته بمن يدعوهم، وعدم تتبع عوْراتهم والإساءة إليهم، والعفو عنهم، والتواضع في تعاملاته وعدم التكبر، ومخاطبة الناس على قدر عقولهم وبما يفهمونه، والحرص على طلب العلم.

المبحث الثاني - الداعي إلى الله قدوة حسنة:

وبدأت بتعريف القدوة لغة واصطلاحًا، وعدَّدت أمثلة لقدوات يحتذى بها من السلف الصالح تبيِّن مدى حرصهم على أن تكون أفعالهم مرآةً لأقوالهم وتطبيقًا عمليًّا لها، خاصة العلماء والمشهورين من المسلمين، الذين إن ظهر منهم القبيح تضاعف ضرره بتقليد الناس لهم.

المبحث الثالث - التطور التقني والإفادة منه دعويًّا:

حيث تعددت مميزات استخدام وسائل الاتصال الحديثة دعويًّا ووسائل يمكن استخدامها في الدعوة؛ كالمواقع الإلكترونية المتخصصة، والقوائم البريدية، ومواقع التواصل الاجتماعي.

المبحث الرابع - الأسرة وتربية النشء:

حيث إن الأسرة هي نواة المجتمع المسلم، وأول وأهم لبنات بنائه، فتكلَّمت عن رؤية السلف الصالح لدور الأسرة في تربية النشء، واهتمامهم به المبني على أسانيد شرعيَّة، تجعل بناء الأسرة هدفًا شرعيًّا معتبرًا، وليس مجرد تلبية لحاجات إنسانية فطرية.

المبحث الخامس - دور الأم في إعداد القادة والدعاة:

وخصصت الأمهات بمبحث مستقل عن دور الأسرة؛ لأهمية دور الأم في السنوات الأولى من حياة الطفل، وأيضًا - لما نلاحظ من إهمال تربية وتنشئة الفتيات في كثير من المجتمعات - أكدت على لزوم التنشئة العقائدية والأخلاقية الصحيحة للفتيات؛ بقصد أكسابهن القدراتِ اللازمةَ للقيام بالدور التربوي على أكمل وجه، وعدَّدت أمثلة لكبار من رجال الإسلام، كان لأمهاتهم الدور الأكبر في تنشئتهم وتربيتهم.

القسم الثاني - العمل الجماعي والمؤسسي:

المبحث الأول - أهمية العمل الجماعي والمؤسسي:

فتكلَّمت عن أهمية العمل المؤسسي ومزايا العمل الجماعي في مقابل عيوب الفردية؛ حيث يكفُل العمل الجماعي الشورى والإفادة بالطاقات البشرية والمادية وحُسْن توجيهها، والحماس والاستمرارية في العمل، ومثَّلتُ لذلك بالأعمال التكافلية الجماعية.

المبحث الثاني - الجمعيات والمؤسسات الأهليَّة:

وتكلَّمت في هذا المبحث بالتفصيل عن الجمعيات والمؤسسات الأهلية، من حيث مدى لزومها ونفعها، والأدوار التي يمكن أن تقوم بها، والعوامل اللازمة لنجاحها، وحُسْن أدائها؛ كالتنمية المستمرة للموارد البشرية والمادية، والحرص على التدريب، ورفع مستوى العاملين والوعي والالتزام بالقوانين واللوائح المنظمة للمؤسسة أو الجمعية والعمل بها، وكذلك العوامل التي تُضعِف المؤسسات الخيرية والتنموية وكيفية تفاديها.

المبحث الثالث - الإنتاج الإعلامي والثقافي:

فلا يمكن إغفال دور الإعلام في التأثير على المجتمع، فتكلمت عن ملاحظات حول القنوات الفضائية عامة، والإسلامية خاصة؛ باعتبارها سمة من سمات العصر، ووسيلة هامة في تشكيل الرأي العام في المجتمع وتوعيته، ودعوت لتفعيل القيم الإسلامية وإدماجها في كافة المنتديات الثقافية؛ حتى لا تنحصر في نطاق القنوات والمنتجات الثقافية المختلفة ذات الطابَع الديني البحت فحسْبُ؛ بل تكون السمة المشتركة في المنتجات الثقافية عامة.

المبحث الرابع - النشاطات المدرسية والمناهج التعليمية:

حيث المدرسة هي المكان الذي يقضي فيه النشء أغلب يومه، وتُعرَف الدول الناجحة بحرصها على التعليم واهتمامها بمعايير الجودة فيه، فتكلَّمت عن أهمية أن تحوي المناهج التعليمية ما يُرسخ الأخلاقياتِ والقيمَ الإسلامية، وينشئ على العقيدة السليمة بما يلائم كل مرحلة عمرية، وكذلك عن دور النشاطات المدرسية في تعليم النشء المهارات الضرورية، ليكون فردًا نافعًا وفاعلاً في مجتمعه، وتعويده على العمل الجماعي المنظَّم، واقترحتُ عدة صور من النشاطات لتحقيق هذا الغرض.

المبحث الخامس - الحسبة:

ووضعتها في قسم العمل الجماعي والمؤسسي؛ لرؤيتي أنها تستلزم التنظيم في إطار مؤسسي لتحقيق أكبر قدر من الفاعلية في ظل عدم تطبيقها في أغلب الدول الإسلامية، وتكلَّمت عن إدراك السلف الصالح لأهمية دور الحسبة بأشكالها في إقامة المجتمع الفاضل المتماسك، وذكرت أمثلة متعددة تؤكد هذا وتوضِّحه.

الخاتمة:

وجمعت بها أهم التوصيات والنتائج، التي خرجت بها أثناء إعداد هذا البحث.