• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / ملخصات أبحاث مسابقة تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة
علامة باركود

ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا (بحث حادي عشر)

خاص شبكة الألوكة


تاريخ الإضافة: 27/5/2013 ميلادي - 17/7/1434 هجري

الزيارات: 7951

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص بحث

الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا

(بحث حادي عشر)

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهدِ الله فهو المهتدي، ومَن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد:

فإن الرسالة المحمدية تميزت بأنها رسالة عامة وخالدة، فقد جاءت للناس جميعًا، ولم تقتصر على جنس دون جنس، أو طائفة دون أخرى، أو زمان دون زمان، يقول - تعالى -: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾ [الأعراف: 158]، بينما جاءت الرسالات السابقة خاصة بأقوامهم.

 

وقد اصطفى الله - عز وجل - الإسلام، واختاره دينًا لكل البشرية، يقول - تعالى -: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وتكفل الله بحفظ هذا الدين وحفظ كتابه الكريم من التحريف أو التزوير، يقول - تعالى -: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، ولهذا لم تَطَلْه يد التغيير أو التبديل، وكما حفظ الله - عز وجل - كتابه الكريم، حفظ سنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - من التحريف، ومما يدل على ذلك قول هارون الرشيد عندما أتي بأحد الزنادقة ليقتله، فقال الزنديق: أين أنت من ألف حديث وضعتها؟ فقال الرشيد: فأين أنت يا عدوَّ الله من أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك، ينخلانها ويخرجانها حرفًا حرفًا[1]، فدل ذلك على أن سنته وسيرته وحياته - صلى الله وسلم - من أصح السير في تاريخ البشرية جمعاء.

 

وقد تميزت الرسالة المحمدية أيضًا بالشمولية في المضمون؛ حيث إنها تضمنت جميع متطلبات الحياة، فلم يترك الإسلام جانبًا من جوانب الحياة إلا وقد تطرق لها، وقدم لها علاجًا واضحًا ومقنعًا، كما أن سيرته - صلى الله عليه وسلم - تظل قدوة لكل مَن يريد أن يعيش حياة كريمة في هذه الحياة الدنيا، فصفات الكمال التي اتصف بها الأنبياء من جَلَد وصبر، ولين وحكمة، وكرم وبذل، وشجاعة وقوة في الصدع بالحق، وشكر على النعم، وزهد وترفع عن الملذات، وبعد عن صغائر الأمور، اجتمعت كل هذه الصفات الحميدة في شخص النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي قال: ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق))[2].

 

كما تميزت الرسالة المحمدية بأنها خاتمة الرسالات، وأن النبوة قد ختمت فلا نبي بعد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - يقول - تعالى -: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 40]، وقد جاء في الحديث: ((إن مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي كمَثَل رجل بنَى بنيانًا، فأحسنه وأجمله إلا موضع لَبِنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون ويتعجَّبون له ويقولون: هلاَّ وُضِعت هذه اللبنة، فأنا اللبنة, أنا خاتم النبيين))[3].

 

وحاجة الأمم إلى الرسول تكون دائمًا إما لأن الأمة لم يسبق أن أرسل إليها رسول، أو أن الرسالة التي بلَّغها الرسول السابق اعتراها التصحيف أو التحريف، أو لأن تعاليم الرسالات السابقة لم تكن شاملة.

 

والإسلام تميز عن الملل والنِّحَل الأخرى بالشمولية والخلود، وختمه للرسالات جميعًا، وبذلك يمكن القول بالمفهوم العصري بأن الإسلام هو أصل الحضارة الإنسانية؛ لما اشتمل عليه من قيم وتعاليم سامية، أسهمت إسهامًا مباشرًا في الرقي بالإنسانية، والعلو من شأنها بالتخلص من عبودية الإنسان لأخيه الإنسان، إلى عبودية الواحد الديان، ولا شك أن الإنسان بإيمانه سيتمكن من الاستفادة من خيرات الأرض، قال - تعالى -: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96].

 

ومما يجب معرفته أن رقي الأمم والمجتمعات لا يقاس بما حققته من إنجازات علمية فحسب، وإنما يقاس بالقيم التي تسود فيها من عدل، ومساواة، وحب، وتعاطف، وإيثار، وتضحية، واستقامة في التصور والسلوك، وهذه القيم لا تجدها إلا في الاسلام، وإن وجدت في غيره، فإنك تجدها وقد اعتراها النقص والمحاباة والعصبية، مما أفرغها من مضمونها الحقيقي.

 

وقد استفادت المجتمعات الغربية التي كانت تعيش في ظلمات الخرافة والدجل من الإسلام؛ حيث اكتسبت منه بعض العادات والقيم الإسلامية أثناء حكمه لبلاد الأندلس، وقد استفادت الثورة الفرنسية من القيم الإسلامية في شعاراتها الثلاثة: المساواة والحرية والإخاء، وهي شعارات إسلامية في مضمونها وجوهرها، وقد فَشِل الغرب في التعامل معها بمصداقية، فالديمقراطية التي يبشر بها اليوم الغرب، ويعتبر قيمها من أعظم القيم الحضارية تعدُّ في نظر المنصفين مجرد شعارات لا طعم لها ولا لون، فالغرب اليوم يقرب الدول التي توافقه في سياسته، وإن كانت ظالمة لشعوبها، ويبعد مَن يخالفه في سياسته وإن كانت تتصف بصفات العدل والرحمة ولها قبول في أوساط شعوبها.

 

وسأحاول - بعون الله وتوفيقه - من خلال هذه الدراسة التطرق إلى القيم الحضارية التي تحملها الرسالة الإسلامية، وبيان شموليتها وأصالتها في النظم والنظريات السياسية، مع دراسة تطبيقية لمفهوم الديمقراطية وبيان مدى قربها وبعدها عن تلك القيم وَفْق الخطة الآتية:

هيكل الدراسة:

تشتمل خطة البحث على مقدمة وخمسة فصول، وخاتمة.

الفصل الأول: مفهوم الحضارة، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: معرفة الله - جل جلاله.

المبحث الثاني: النظرة إلى الكون.

المبحث الثالث: الغاية من الوجود.

المبحث الرابع: استخلاف الإنسان.

 

الفصل الثاني: القيم الحضارية، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الإخاء.

المبحث الثاني: المساواة.

المبحث الثالث: الحرية.

 

الفصل الثالث: الحضارة الإسلامية الثوابت والمتغيرات، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: الثوابت.

المبحث الثاني: المتغيرات.

 

الفصل الرابع: مظاهر الحضارة الإسلامية وفيه أربع مباحث:

المبحث الأول: أسس الحكم ومشروعيته في الإسلام، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الأسس الفكرية، وفيه:

أولاً: مشروعية قيام دولة الإسلامية.

ثانيًا: فصل الحياة عن الدين.

 

المطلب الثاني: الأسس العملية، وفيه:

أولاً: السيادة للشرع.

ثانيا: السلطة للأمة.

 

المبحث الثاني: وجوب الحاكمية، واختيار الحاكم، وشروطه، وواجباته، وحقوقه، وعزله، وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: اختيار الحاكم.

المطلب الثاني: شروطه.

المطلب الثالث: واجباته.

المطلب الرابع: حقوقه.

المطلب الخامس: عزل الحاكم.

المبحث الثالث: الشورى.

المبحث الرابع: حزب واحد لا أحزاب متعددة.

 

الفصل الخامس: الإسلام والديمقراطية، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الديمقراطية في ميزان الإسلام.

المبحث الثاني: الديمقراطية والمعايير.

المبحث الثالث: التعامل مع الديمقراطية.

المبحث الرابع: وجود جماعة أو حزب إسلامي في الحكم الديمقراطي.

 

• الخاتمة، وتشتمل على النتائج والتوصيات.


• قائمة المصادر والمراجع.


• فهرس الموضوعات.


وقد اتبعت المنهج الوصفي والتحليلي الذي يعتمد على دراسة الوقائع بوصفها وصفًا دقيقًا، وتحليلها وتفسيرها، ويعبر عنها تعبيرًا كيفيًّا، أو تعبيرًا كميًّا، فالتعبير الكيفي يصف الظاهرة ويوضح خصائصها، أما التعبير الكمي فيعطيها وصفًا رقميًّا يوضح مقدار هذه الظاهرة وحجمها ودرجات ارتباطها مع الظواهر المختلفة الأخرى، وكذلك اتبعت المنهج المقارن الذي يَقِيس بين ظاهرتين أو أكثر، وذلك بمعرفة أوجه الشبه وأوجه الاختلاف، وقد استخدمته في التعرف على القيم الحضارية في النظام الإسلامي والقيم الحضارية في النظام الديمقراطي، وبيان أوجه الشبه والاختلاف بينهما، فنسأل الله أن يجعل ما سطرته خالصًا لوجه الكريم، وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر.

 

النتائج والتوصيات:

تمكنت الدراسة بفضل الله عز وجل التوصل إلى التوصيات والنتائج الآتية:

أولاً: النتائج:

1- تقوم الحضارة الإسلامية على العقيدة الإسلامية، وتوجب تسيير الحياة والدولة، بأوامر الله - تعالى - ونواهيه وَفْق الكتاب والسنة، وتنظر إلى الحياة على أساس روحي ومادي معًا، وتجعل الأساس الروحي هو الذي يهيمن على الجانب المادي، بحيث يضبطه حتى لا يغرق في الماديات، ولا يغلو في الروحانيات، فيهمل الناس عمارة الكون، يقول - تعالى -: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61]، كما ساوى الإسلام بين الناس جميعًا، فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، ولا تمايز بين بني البشر إلا بالعمل الصالح.

 

2- تؤسِّس الحضارة الغربية نظرتها إلى الحياة على أساس مادي، كما تقوم على فصل الدين عن الحياة، فهي مؤسَّسة على نظرة استعلاء عنصرية تمايزية، تقوم على تمييز الجنس الآري الأبيض على غيرهم من الأجناس.

 

3- تُعَدُّ الحرية من أهم القيم الإنسانية التي رعاها الإسلام، وصانها وحماها من العبث والتشويه، ووضع لها الحدود والضوابط الشرعية التي تعظمها، سواء أكان ذلك في الحرية الدينية أو السياسية أو الاقتصادية.

 

4- تتميَّز الحضارة الإسلامية بالثبات والمرونة، ولا يعنى الثبات أنها جامدة لا تستوعب الحوادث والمستجدات، ولا تعني المرونة تقديم التنازلات؛ لكي تتوافق مع الواقع، فهي ثابتة من حيث الأصول والقيم، ومرنة من حيث المستجدات التي تنفع الناس، وتدخل في دائرة الاجتهاد ولا تتعارض مع أصول الشريعة الإسلامية.

 

5- الإسلام دين ودولة، فكما أنه دين له شعائره التعبدية، فهو أيضًا نظام ودولة ينظم شؤون الحياة وَفْق مراد الله - عز وجل - وسنة نبيه - عليه السلام.

 

6- أجمعتِ الأمةُ على وجوب وجود مَن يقوم بأمر الناس في الدولة الإسلامية، وأن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها؛ فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس، حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم).

 

7- العلمانية نشأت في رَحِم النصرانية المحرَّفة لأسباب خاصة، وليس للعلمانية معنى في مجتمع لا يدين بالنصرانية المحرفة، ولهذا الدعوة إلى العلمانية في المجتمعات الإسلامية دعوة لا قيمة لها لانعدام مضمونها.

 

8- مصطلح الدولة الدينية (الثيوقراطية) مصطلح غربي ينطبق على تلك المجتمعات التي كانت تحكمها الكنيسة والكهنة ورجال الدين باسم الحق الإلهي، ومثل هذه الحكومة ليس لها وجود في الإسلام.

 

9- الحاكمية تكون كلها لله - عز وجل - فالمشرِّع هو الله - عز وجل - فهو المحلل وهو المحرم، لا يشاركه في هذا الحكم أحد كائنًا مَن كان فالسيادة العليا والسلطان المطلق، هو لما جاء من عند الله - عز وجل - لا غير، والمنازعة في ذلك كفر، وشرك، وضلال.

 

10- التفريق بين السيادة للشرع والسلطة للشعب، فسلطة الأمة غير سيادة الشرع، فالتشريع الإسلامي هو من عند الله - عز وجل - وذلك أمر اكتمل بنصِّ الكتاب والسنة، ولا أحد يملك حق التشريع إلا الله، والحاكم الذي يطبِّق هذه الأحكام لا يتم اختياره بالوحي الإلهي، وإنما يختاره الشعب، ومهمته تحكيم شرع الله، وليس له حق التشريع، وإنما عليه واجبات، وله وحقوق مقيدة ومشروطة بالشرع الحكيم.

 

11- الحاكم نائبٌ عن الأمة في تنفيذ أحكام الله - عز وجل - وهو لا يفرض على الأمة فرضًا، وإنما يعيَّن عن طريق الاختيار وَفْق الشروط والأوصاف الموضوعية الموافقة للشرع.

 

12- يكون تنصيب الإمام إما بطريق الاختيار من أهل الحل والعقد أو بولاية العهد.

 

13- أهل الحل والعقد هم جماعة من الناس تتوافر فيهم شروط معينة، وتكون وظيفتهم اختيار الخليفة، ثم المتابعة ومراقبة التزام النظام بالشريعة، واتخاذ الموقف الشرعي المناسب بناء على نتائج المتابعة والمراقبة.

 

14- من أهم الشروط أو الصفات التي يجب أن يتَّصِف بها أهل الحل والعقد:

إحداهما: العدالة الجامعة لشروطها.

والأخرى: العلم الذي يتوصل به إلى معرفة مَن يستحق الإمامة على الشروط المعتبرة فيها.

والثالث: الرأي والحكمة المؤديان إلى اختيار مَن هو أصلح للإمامة، وبتدبير المصالح أقوم وأعرف.

 

15- الشروط المعتبرة التي يجب أن يتَّصِف بها الإمام أو الحاكم: العدالة، والعلم، والاجتهاد، والرأي المفضي إلى سياسة الرعية وتدبير المصالح والشجاعة، والنجدة، وسلامة الحواس، وسلامة الأعضاء من نقص يمنع من استيفاء الحركة وسرعة النهوض، وجهاد العدو، والنسب، وهو أن يكون من قريش؛ لورود النص فيه وانعقاد الإجماع عليه.

 

16- من أهم واجبات الإمام: حراسة الدين وسياسة الدنيا.

 

17- إن من أهم الحقوق الواجبة على الرعية تجاه الإمام أو الحاكم طاعتهم بالمعروف، وإسداء النصح لهم.

 

18- أكَّد العلماء الثقات بأنه لا يجوز الخروج على ولاة الأمور وشق العصا، إلا إذا وجد منهم كفر بواح الذي عندنا عليه من الله برهان، بشرط القدرة على إزالته وتنصيب مَن هو أصلح منه.

 

19- إن من أهم القواعد التي تقوم عليها الدولة الإسلامية الشورى، وهو مبدأ أصيل من أصول الإسلام، وهو يعني: مشاركة الأمة في صنع قرارات دولتها ومجتمعها، وإشراكها في حكم البلاد.

 

20- إن استشارة المسلمين واجبةٌ في جميع المسائل والمصالح، ولا تقيد إلا بقيدين:

أولهما: إن الشورى لا تكون فيما ورد فيه نص إلا أن تكون في حدود التنفيذ، والنظر لما بيَّنه الكتاب والسنة.

ثانيهما: أنه لا يصح أن تنتهي الشورى إلى ما يخالف نصًّا أو ما يخرج على روح الشريعة.

 

21- النظام في الإسلام يقوم على الشورى والتعاون في مرحلة الاستشارة، والسمع والطاعة والثقة في مرحلة التنفيذ، ولا تسمح قواعده إذا طبقت تطبيقًا سليمًا بتسليط فريق على آخر.

 

22- في ظل الدولة الإسلامية ليس هناك غير بَيعة واحدة، ولهذا لا يجوز تعدد الأحزاب، وإنما الواجب أن تجتمع الأمة على إمام واحد تعقد له البيعة، وتكوين أحزاب في ظل وجود إمام للمسلمين يعدُّ خروجًا عن الجماعة، وشقًّا لوحدتها، وهو يتناقض ومشروعية الدولة الإسلامية التي تحرم أن تكون هناك بيعتان لإمامين مختلفين في آن واحد.

 

23- حقيقة الديمقراطية كفر، وهي تتناقض الإسلام من ناحية عقدية، ولكن هناك بعض الجوانب الاجتماعية والإجراءات الآلية التي لا تتعارض مع الإسلام؛ كتقنين القوانين والأنظمة والانتخاب وغيرها، فيمكن للمسلمين التعامل معها وَفْق الحدود والقواعد الشرعية.

 

24- الديمقراطية ليست نموذجًا مثاليًّا للحكم، ولكن يمكن التعامل معها كواقع لتسيير حياة الناس ومعايشهم ومزاحمة أهلها؛ عملاً بقاعدة جلب المصالح وتكميلها، ودفع المفاسد وتقليلها، إلى حين إيجاد البديل الإسلامي، ويتم التعامل معها وَفْق الشروط والضوابط التي ذكرها العلماء.

 

25- يجوز تكوين أحزاب وجماعات إسلامية في ظل الديمقراطية، وغياب الدولة الإسلامية؛ وذلك للحافظ على حقوق المسلمين، ومنع أعداء الإسلام من الوصول إلى سدَّة الحكم، والتقليل من فسادهم، وحث الصالحين لمزاحمتهم، فإن تولية الأبرار خير من تولية الفجَّار، وتنتهي شرعية هذه الأحزاب بعد قيام الدولة الإسلامية.

 

ثانيًا: التوصيات:

وفي تقديري أن تلك النتائج يمكن أن تصلح كورقة عمل، وتداول بين الدعاة للوصول إلى أفكار تخدمُ الصحوة الإسلامية وتجنِّبها الوقوع في أخطاء تعرقل من مسيرتها من ناحية، ومن ناحية أخرى حسم الجدل حول المشاركة في الحكومات الظالمة أو الكافرة، وتكوين أحزاب إسلامية في ظل غياب الدولة الإسلامية، ولهذا توصي الدراسة بأهمية أن يجتمع علماء المسلمين الثقات من مختلف أنحاء العالم للنظر في الآتي:

1- كيفية التعامل مع الحكومات التي لا تحكم بشرع الله، وكذلك التعامل مع الحكومات الإسلامية التي قد يكون لها بعض أخطاء، ولكن لا تخرجها عن دائرة الإسلام، بُغْية الوصول إلى تفاهمات تقفل الطريق إمام أي اجتهادات فردية، أو مغامرات تقود إلى الخروج على الحكام؛ مما يؤدي إلى سفك الدماء، هلاك الأموال والثمرات.

 

2- إبراز الكنوز العلمية الإسلامية التي حَوَتْها المراجع الإسلامية، وفي مقدِّمتها كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، التي تبين كيفية التعامل مع الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها المسلمون في عصرنا الحالي، والدور المأمول للصحوة الإسلامية لتغييرها؛ بحيث تحافظ على ثوابتها، والتعامل معها كوضع استثنائي، وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة.

 

3- إقامة حوار فكري بين الدعاة والشباب المسلم بُغْية تعريفه بالأسس التي تقوم عليها الدولة الإسلامية، وذلك لمنع التشويه الذي يتعرَّض له الإسلام من قِبَل خصومه، والوقوف سدًّا منيعًا أمام الأفكار التي تدعو إلى تكوين رأي عام لاستبداله بالنظام العلماني كما هو حادث اليوم فيما يعرف بالربيع العربي.

 

4- حث الجامعات والمراكز البحثية على معالجة القضايا المستجدَّة، وبخاصة التي تتعلق بالعمل السياسي بما يحفظ من وحدة المجتمع، ويحفظ للصحوة الإسلامية ثوابتها وعدم التعرض للابتلاءات.

 

5- الاستفادة من القنوات الفضائية المختلفة لتعريف الغربيين بالإسلام، وإزالة ما يعرف بالفوبيا الإسلامية (الخوف من الظاهرة الإسلامية)، التي انتشرت في أوساطهم بعد الحادي عشر من سبتمبر، وتوجيه رسائل لهم بأن حربَهم على الإسلام والإساءة إلى خاتم المرسلين - صلى الله عليه وسلم - والتضييق على الأعمال الخيرية ليس في مصلحتهم، ويتعارض مع ما يدَّعونه من الحرية واحترام الأديان، وكرامة الإنسان.

 

وفي الختام لا يسعني إلا أن أشكر شبكة الألوكة على تشجيعها على البحث العلمي، وخدمتها للسنة النبوية والدفاع عن سيرته - صلى الله عليه وسلم - من خلال البحوث المميزة والمقالات المسدَّدة المنشورة على صفحات الشبكة، كما أشكرها على إتاحتها لي هذه السانحة؛ لكي أكتب في هذا الموضوع المهم.



[1] تذكرة الحفاظ، الذهبي، دراسة وتحقيق: زكريا عميرات، ج1، ص 273، ط: أولى، دار الكتب العلمية، 1419هـ، 1998م، بيروت، لبنان.

[2] رواه أحمد، ج2، ص381، والبخاري في الأدب برقم 273، والحاكم في المستدرك ج2، ص 613، وقال: على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، برقم 207.

[3] رواه البخاري في صحيحه، برقم 3535، ومسلم في صحيحه برقم 2287.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا ( بحث ثامن عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا ( بحث سابع عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا( بحث سادس عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا (بحث خامس عشر)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا ( بحث رابع عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا (بحث ثاني عشر)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص البحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية نموذجا ( بحث تاسع عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا ( بحث ثاني وعشرون )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا ( بحث واحد وعشرون )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا (بحث عاشر)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 


تعليقات الزوار
2- تشجيع
أبو عاصم الجزائري - الجزائر 24-08-2013 09:23 AM

السلام عليكم
أشكر الباحث على هذا العرض الأكثر من رائع بارك الله فيه والشكر موصول بالشبكة وبالقائمين عليها
أطلب من القائمين على شبكتنا الرائعة ـ إن كان ممكنا ـ نشر ملخص لهذا الموضوع يكون أكثر توسعا لتعم الفائدة وذلك لعلمي أنه لا يمكن نشر الموضوع كاملا كما بعث به صاحبه والله يرعاكم ويتولاكم ويجعلكم دوما في خدمة الإسلام والمسلمين
أنصح المسلمين عموما والشباب خصوصا بالاستفادة مما ينشر في شبكتهم المميزة حقا الألوكة
السلام عليكم وعلى جميع المسلمين

1- تعليق
موسى محمدابوجمعة - مصر 28-05-2013 02:38 AM

ما شاء الله بحث رائع وشامل. وفق الله صاحبه وجعله في ميزان حسناته

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 4/12/1446هـ - الساعة: 18:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب