ملخص بحث: الحقيقة الغائبة بين الإلزام والجزاء

ملخص بحث

 الحقيقة الغائبة بين الإلزام والجزاء

ترتكز فكرة البحث حولَ ضرورة الخلاص من القيود الغربية التي كبَّلت عقولنا وديارنا سنوات طويلة، وطمست هُوِيَّتنا، وأعاقت قدراتنا عن الإبداع والإنجاز، بل عن القيام بالأدوار الرئيسية المنوط بنا تحمُّلها وسوف نسأل عنها.

وقد تمَّت مناقشة أساليب الغزو الفكري كثيرًا، واستعراض طرقه وأدواته، والحق أن الباحثة ترى أن ذلك أفضل طريقٍ لعلاج أي مشكلة وتنمية لمجتمعاتنا؛ لأن ذلك بمثابة التخلية التي تسبق التحلية، ووضع وإعادة الأسس الصحيحة في موضعها.

ذكرت أن أهم أهداف البحث هو تفعيل عناصر الواقع والفكر التي تصوغُ إرادة الأمة من خلال الالتزام بشرائع وعهود الإسلام، هدفنا ليس فقط معرفة كيف يتم تفاعل العلاقات المتبادلة، المعبِّرة عن نشاط الناس سياسيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا؟ بل كيف ننُشئ محفِّزات التفاعل ونتحكم بها؟ وكيف نوجهها ونتنبأ بنتائجها؟

هدفنا تعلم فن القيادة الراشدة وليس الانقياد، الابتكار والإبداع وليس التقليد والجمود، التأثير وليس التأثر، التكييف وليس التكيف.

أيضًا التحرر من تأثير الثقافة العولمة الفاسدة، وبيان أثرها الضار، ليس على مجتمعاتنا فقط، بل على شعوبهم أيضًا؛ رغبة في أن يُفِيق المسلمون، وأن يدركوا أن الثَّوب البالي ليس ثوبنا ولا ثوبهم، وأن علينا أن نستعيد القيم الأخلاقية التي تُعِيدنا إلى الريادة الحقيقية لإنقاذ العباد من استعباد النظام الدجَّالي الجديد.

بدأ الفصل الاول باستعراض العهود التي قطعناه على أنفسنا، ومنذ البَدْء وقبل نزولنا الدنيا، وبيان كيف أنها مُلزِمة وأنها مصدر الإلزام الأخلاقي، والمحفز الحقيقي للقيام بالرعاية وتحمل المسؤولية.

وكل عهد له مقتضيات، والالتزام به واجب، وإلا عرَّض الإنسان نفسه للجزاء، وتعرض للوعيد والآثار الضارة في الدنيا قبل الآخرة؛ لأنه بالإضافة إلى السلطات التنفيذية، فإن السنن الربانية لن تَدَع له مفرًّا، وما الجزاء الأخروي إلا جزء من هذه السنن، وغاية الإلزام بالعهود هو الوصول لتمكين الحق وإعلاء دولته على الباطل وجنوده، وبالتالي سعادة الإنسان في الدارين، ولا طريق سيوصل الإنسان لأداءِ أمانته وتنفيذ عهوده، وما ألزم به نفسه، وما أنيط به من خلافة في الأرض، سوى الالتزام بمقتضيات هذه العهود، من قيم أخلاقية، وحدود شرعية، ومقاييس ربانية.

ولأن البحث يعدُّ في علم الأخلاق، فقد ختم الفصل الأول بالحديث عن بعض القيم الأخلاقية المستفادة من سورة المائدة والتي تتمحور حول الوفاء بالعهود.

وافتتح الفصل الثاني بمقارنة بين الإلزام في الإسلام وغيره من الأيدلوجيات؛ من حيث نظرة كل منهما إلى مصادر الإلزام، وإلى حقيقة الإرادة، ثم من حيث وسيلة كل منهما في الإلزام، الأمر الذي يؤثِّر في تكوين ليس فقط معتقدات الأتباع، ولكن حياتهم وأدوارهم الاجتماعية، ومقاييس سلوكهم.

وانتهت المقارنة إلى أنهما فريقان؛ فريق حق صحيح، وفريق باطل صريح، وتم انتقاد التنمية البشرية بصورة تعمَّدت فيها التلخيص بسبب ما لها من شعبية عارمة، قد تصد البعض عن مواصلة القراءة، وآثرت أن أكمل تشريحي لها في نهاية البحث بشكل مختلف، عند تناول مقاييس السلوك البشري، واستعراض أساليب الباطل في تشويه الفطرة السوية.

ثم تناول الفصل الثالث الركن الثاني من عملية الاستخلاف، وهي القيام بالرعاية والإعداد للمسؤولية، وقد حاولت أن أركِّز على تناولِ المفاهيم التي تصدر إلينا من الغرب، واستكناه رأي بعض العلماء الموثوق فيهم وفي دراساتهم، تناولنا خطورة مفاهيم مثل المواطنة والمشاركة، وكيف أنها مجرد لافتات خاوية من مضامين حقيقية، وأن المضامين التي يمكن أن تُسَاهِم في عملية القيام بالرعاية والإعداد للمسؤولية تعاني إما من الإهمال وعدم الاستعمال، أو من التشويه، وحاولتُ مناقشة طرق تفريغ المصطلحات والمفاهيم من محتوياتها.

ثم مناقشة الشروط التي إما يتم على أساسها عملية المساءلة والإعداد للمسؤولية، أو تلك التي يتم على أساس توافرها القيام بالرعاية ومن خلالها تَم ثم استعراض بعض القيم الأخلاقية التي تُسَاهم في عملية القيام بالرعاية والإعداد للمسؤولية.

وفي الفصل الرابع تم مناقشة مقاصد الرعايا وذكرت فيها الضرورات الخمس؛ لأن كثير من الناس قد تطعم صغارَها وتُنفِق عليهم بسخاء، ظانِّين أن ذلك هو قمة الرعاية، وأنهم قد أَخْلَوا مسؤوليتهم من أي مسؤولية، بينما لم يقتربوا من حفظ ضروراتٍ أهم من الطعام والشراب، وهو الدين، ثم استعراض مقياس أهل الحق، مقياس نور البصيرة.

وفي الفصل الخامس ذكر معوقات القيام بالرعاية والإعداد للمسؤولية، مع ذكر مقياس أهل الباطل مقياس اللذة والألم ودوافعه النفسية.