ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية لدى أفراد المجتمع ( بحث رابع عشر )

ملخص بحث

تنمية الشعور بالمسؤولية لدى أفراد المجتمع
( بحث رابع عشر )

مع وجود مظاهرِ عدم المبالاة بالمسؤوليات عن الغير في مجتمعات المسلمين إلا مَن رحم الله، ومع ضمور الشعور بتلك المسؤوليات، وهو سبب وجود مظاهر عدم الاضطلاع بها - كان عزمنا على المُضِي في لَمْلمة أطراف الموضوع، وتقديم جهد علمي يحاول جمع أطراف الموضوع وتفكيكها وتحليلها، ثم محاولة الربط بينها؛ لتعطى مقدارًا محددًا لها.

موضوع البحث:

البحث دراسة شرعية تنظيرية واقعية، تحاول التعرف على الأسس التي ترسخ قيمة نفع الغير في أفراد المجتمع، ثم توضع كيفية الوصول لأن يصبحَ الشعور بالمسؤولية عن الغير ثقافة مجتمعية مسلوكة ومألوفة.

حدود البحث:

كل المعارف والتجارب التي تصب في الموضوع، وأسها معارف الوحي، ثم ما أفرزه البشر مما في علم التربية وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرها، ومن تجارب الأمم، وتجارب الدعاة.

مشكلة البحث:

نشأت مشكلة البحث من الآتي:

رغم أن منهج الأفراد هو الإسلام، والذي يجعل على كل فرد مسؤولية عن المجتمع عامة، بل ويحذر من حصول هلاكه هو بتخليه عن مسؤوليته هذه، إلا أننا نرى انكماش هذ الدور، وهو نتيجة طبيعية لضعف الشعور بالمسؤولية نحو الغير، ودالة عليه، فكيف يمكننا استعادة هذا الشعور المثمر؛ للعمل نحو الأسرة والمجتمع والوطن والأمة.

الدراسات السابقة:

1) تربية الشعور بالمسؤولية عند الأطفال، فوسبر كونستانس، ترجمة إبراهيم، وهو بحث قيم، لكنه إجرائي ولا يتوسع في وضع الأسس، وهو بحث جيد إلا أنه إجرائي، ولم يسترشد بإضافات الوحي، كما أنه يركز على المسؤولية عن الذات.

2) كيف تعلِّمون أطفالكم تحمل المسؤولية، ليندا وريتشارد آير، ترجمة أحمد رمو، وهو بحث جيد إلا أنه اجرائي ولم يسترشد بإضافات الوحي.

3) تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، رسالة ماجستير للباحث جميل قاسم، وهو بحث جيد أيضًا، وفيه عمومية لعناصر المسؤولية الاجتماعية.

وفي بحثنا اقتصار على ما يتعلق بالمسؤولية عن غير الذات، كما أنه لم يتناول الأسس النظرية بشكل أوسع.

منهجيته:

دراسة أطراف الموضوع دراسة وصفية تحليلية، ثم الربط بينها، واقتراح كيفية إيجاد العلاقات والتفاعل الإيجابي بينها للوصول إلى الهدف، وهو صيغة مقترحة لآليات ووسائل تنمية الشعور بالمسؤوليات المتعلقة بالغير.

خطة البحث: يشتمل البحث على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة.

الفصل الأول: المدخل التمهيدي.

الفصل الثاني: الشعور المطلوب للقيام بالمسؤولية عن الغير.

الفصل الثالث: آلية تنمية الشعور بالمسؤولية عن الغير.

الفصل الرابع: الأوعية الحاملة لعملية تنمية الشعور.

الفصل الخامس: الفصل التطبيقي: الاحتساب الاجتماعي ثمرة الشعور بالمسؤولية.

• الخاتمة.

وهذا البحث يُعد - في نظر صاحبه - محاولةً لتقديم صورة لخارطة طريق، توصلنا إلى تنمية الشعور بالمسؤولية، وجعل الفصول انسيابية ومتكاملة؛ حيث ابتدأ بالمفاهيم والأهمية والحكم الشرعي، ثم عن المسؤوليات، والتي هي ثمرات وتبعات حتى نحدد حجم الشعور المطلوب، ثم يوضح لنا الشعور المطلوب ومقداره، ثم تأتي الآلية، ونجعلها في طريقة العمل، ثم في المنصة الحاملة، والوعاء المستوعب لها؛ فالطريقة توجهها أسس، ثم تضع أهدافًا تسعى لها، ثم وسائل لتلك الأهداف، ويعقب الوسائل وسائط تضع الوسيلة في جهة المستهدف، ثم تأتي الأوعية الحاملة لهذه الوسائط.

ولأجل ترامي تنوع متعلقات الموضوع، ينتقل بك سير القراءة من خيرات العلوم الشرعية إلى نسمات علم النفس، إلى أطياف علم الاجتماع؛ ليحط بك الرِّحَال على مورد خيرات علم التربية.

وبفضل الله - عز وجل - أضحى البحث بحُلَّته الأخيرة كالموسوعة التي ينتظم فيها كل تفريعات الموضوع، كما بات دليلاً عمليًّا يُرشد الراغبين في الوصول لأسر فاعلة، ومجتمعات مستقرة، ودول راقية، وأمة واعدة.

نتائج البحث:

توصَّل البحث إلى نتائج عديدة، نذكر منها الآتي:

• محورية الشعور بالمسؤولية عن الغير في انتظام الحياة كلها؛ حيث إنه منتج لتحمل المسؤوليات، والاضطلاع بهذه المسؤوليات يعني انتظام الأسر والمجتمعات والأوطان وخير أمة أخرجت للناس.

• حاجة المسؤوليات حتى يقوم بها أصحابها إلى شعور عميق وواضح ومقمر وستدام.

• وصلنا إلى الشعور المنتج للمسؤوليات عن الغير وهو يتطلب تضافر الجهود، وعلى كل المستويات ابتداء من الأسرة ثم المجتمع والدولة.

• في المنهج الإسلامي ما يوفر لنا اختيارات متعددة، ومسالك ناجعة، وأوعية مستوعبة؛ مما يجعل الوصول لتنمية الشعور المطلوب ممكنًا، ومن ثَم بعون الله تحقق ثمرته على الواقع.

• إمكانية مساهمة العقوبة في تنمية الشعور؛ لما في العقوبة من التزام، وهو يؤدي إلى إلف العمل المجبر على فعله، ومن ثَم يشعر فاعله بأهميته ونفعه له، فينشأ شعور بالحاجة إلى استدامته.

• وجوب السعي لتنمية الشعور بالمسؤوليات عن الغير على الأمة كفرض كفاية، وعلى كل فرد يرى أنه مقصر في مسؤولياته ليعطيه الشعور دفعة للأمام.

التوصيات:

وأوصي الباحث بالآتي:

1- إضافة مادة خاصة بتنمية الشعور بكليات التربية.

2- إضافة وحدات دراسية في المدارس تتعلَّق بتنمية الشعور.

3- عمل مراكز متخصِّصة في تنمية الشعور بالمسؤوليات عن الغير.

4- طباعة مثل هذه الأبحاث وإشاعتها بين التربويين والدعاة، وعمل ملخصات وكتيبات صالحة لاستفادة الأسر.

5- طرق موضوعات المسؤولية عن الغير في الأطروحات العلمية في العلوم الشرعية وعلوم التربية وعلوم الاجتماع وعلوم النفس.

والله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم