ملخص بحث: إطار مقترح لتنمية ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين وعلاقتها بالحد من ظاهرة الفساد الإداري

ملخص بحث

إطار مقترح لتنمية ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين وعلاقتها بالحد من ظاهرة الفساد الإداري

(دراسة ميدانية على الجامعات الفلسطينية)

هدف البحث إلى التعرف على مستوى ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين العاملين في الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، وعلاقتها بالحد من ظاهرة الفساد الإداري، والكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية عند مستوى دلالة ( α≤ 0.05)، بين ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين وعلاقاتها بالحد من ظاهرة الفساد الإداري في جامعات قطاع غزة من وجهة نظر العاملين، تعزى للمتغيرات الديموغرافية، كما هدف البحث إلى وضع إطار مقترح لتنمية تلك الممارسات، وذلك من خلال الإجابة على السؤال الرئيس لمشكلة البحث والمتمثل في: ما ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين في الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة وعلاقتها بالحد من ظاهرة الفساد الإداري؟

حيث تكمُن أهمية هذا البحث في كونه يتعلق بموضوع تناوله عدد من الباحثين والأكاديميين من زوايا منفصلة، دون دراسة طبيعة العلاقة، وتأثير المتغير المستقل (القيادة الأخلاقية)، والمتغير التابع (ظاهرة الفساد الإداري)، وخاصة في مؤسسات التعليم العالي الفلسطيني، وتعتبر مخرجات هذا البحث مخرجات مهمة للباحثين والمهتمين بهذا المجال بشكل عام، وللجامعات الفلسطينية بشكل خاص؛ حيث تساعد الجامعات على الدخول لمجال الجودة والمنافسة على الجامعات الإقليمية والدولية في ظل التنافسية العالمية، والسعي نحو القضاء على الفساد الإداري كليًّا وليس الحد منه فقط.

وقد وظف البحث المنهج الوصفي التحليلي لملاءمته موضوع البحث، ولتحقيق أهداف البحث قام الباحثان باستخدام الاستبانة كأداة لجمع البيانات، معتمدين في ذلك على استخدام أسلوب "دلفاي" في بناء الاستبانة، وقد تكوَّنت من محورين: الأول لقياس ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين، ويشتمل على (30) فقرة موزعة على (3) مجالات (الصفات الشخصية الأخلاقية للقائد، الصفات الإدارية الأخلاقية للقائد، الصفات العلائقية الأخلاقية للقائد)، والمحور الثاني لقياس الحد من ظاهرة الفساد الإداري، ويشتمل على (20) فقرة.

طبقت على عينة مكونة من (110) فردًا من العاملين الإداريين في الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، وهي: الجامعة الإسلامية، جامعة الأزهر، جامعة الأقصى، من أصل المجتمع والمكون من (655) فردًا إداريًّا.

ولقد تم استعراض البحث في أربعة فصول كالتالي:

الفصل الأول: ينقسم إلى مبحثين: الأول، الإطار العام للبحث، ويشمل مقدمة البحث، والدراسة الاستطلاعية، ومشكلة البحث، وأهداف البحث، وأهمية البحث، وفرضيات وأنموذج البحث، وحدود البحث، والتعريفات الإجرائية، وخطة البحث، أما المبحث الثاني، فيشمل الدراسات السابقة.

الفصل الثاني: ينقسم إلى مبحثين: المبحث الأول يتناول القيادة الأخلاقية، وذلك من خلال التطرق أولاً إلى مفهوم القيادة، وأهميتها، وعناصرها، ووظائفها، وصفات القائد، ومصادر التأثير القيادي، ثم تَمَّ الحديث عن الأخلاق من حيث المفهوم، والأهمية، والخصائص، والأقسام، بعد ذلك تم تفصيل القيادة الأخلاقية من حيث المفهوم، والخصائص، والعناصر، والسمات اللازمة للقائد الأخلاقي، وتأثير القيادة الأخلاقية على العاملين، والمؤسسات بين القيادة الأخلاقية والمآزق الأخلاقية، وفاعلية القيادة الأخلاقية في الجامعات، والمبحث الثاني يتناول ظاهرة الفساد الإداري من حيث المفهوم، والأهمية، والخصائص، والأشكال، والأسباب، والأخطار، وطرق وآليات لعلاج الفساد الإداري.

الفصل الثالث: يشمل الدراسة التطبيقية، ينقسم إلى مبحثين: المبحث الأول يتعلق بالجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، تاريخها ومراحل تطورها، وأنواعها، والمبحث الثاني يتناول طريقة وإجراءات إعداد البحث من حيث تحديد منهجية البحث، ومجتمع الدراسة وعينتها، وأداة الدراسة، والمعالجات الإحصائية، وصدق وثبات الاستبانة.

الفصل الرابع: يشمل النتائج واختبار الفروض والتوصيات.

وقد توصل البحث إلى عدة نتائج، من أهمها:

1- أظهرت نتائج البحث أن المتوسط الحسابي النسبي الكلي لمحور مستوى ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين يساوي (64.20%)، وبدرجة موافقة متوسطة؛ حيث توافرت المجالات على الترتيب كالتالي: الصفات الإدارية الأخلاقية للقائد (72.07%)، الصفات الشخصية الأخلاقية للقائد (63.55%)، الصفات العلائقية الأخلاقية للقائد (57.58%).

2- أعلى فقرتين في مجال الصفات الشخصية الأخلاقية للقائد كانت فقرة: "يتسم القادة بالصدق والإخلاص والأمانة"، حصلت على متوسط حسابي نسبي (78.91%)، وفقرة "يُظهر القادة الاحترام والتقدير للعاملين"، حصلت على متوسط حسابي نسبي (76.55%).

3- أعلى فقرتين في مجال الصفات الإدارية الأخلاقية للقائد كانت فقرة: "يقوم القائد بتوفير وتوضيح المعلومات للمرؤوسين"، حصلت على متوسط حسابي نسبي (84.36%)، وفقرة "يشجع القائد العمل بروح الفريق"، حصلت على متوسط حسابي نسبي (81.27%).

4- أعلى فقرتين في مجال الصفات العلائقية الأخلاقية للقائد كانت فقرة: "يتواضع القائد في علاقته مع المرؤوسين والمجتمع والطلاب"، حصلت على متوسط حسابي نسبي (76.36%)، وفقرة "يبني القائد علاقات خارجية وداخلية تعتمد على المعاملة الحسنة"، حصلت على متوسط حسابي نسبي (70.36%).

5- أظهرت نتائج البحث أن المتوسط الحسابي النسبي الكلي لمحور الحد من ظاهرة الفساد الإداري يساوي (67.31% ) وبدرجة موافقة متوسطة.

6- أعلى فقرتين في محور الحد من ظاهرة الفساد الإداري كانت فقرة: "سرعة تحقيق مصالح الطلاب والمرؤوسين عند الإدارة العليا"، حصلت على متوسط حسابي نسبي (79.64%)، وفقرة "تحقيق التآلف والانسجام داخل المؤسسة"، حصلت على متوسط حسابي نسبي (78.55%).

7- وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين، والحد من ظاهرة الفساد الإداري عند مستوى دلالة إحصائية ( α≤0.05).

8- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة ( α≤ 0.05) حول ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين، والحد من ظاهرة الفساد الإداري تعزى لمتغير العُمر.

9- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة ( α≤ 0.05) حول ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين، والحد من ظاهرة الفساد الإداري تعزى لمتغير الخبرة، وذلك لصالح الذين لديهم خبرة أقل من 5 سنوات.

10- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة ( α≤ 0.05) حول ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين، والحد من ظاهرة الفساد الإداري تعزى لمتغير الجامعة، وذلك لصالح الجامعة الإسلامية في مجال "الصفات العلائقية الأخلاقية للقائد"، بينما وجدت فروق لصالح جامعة الأزهر في المجال "مدى الحد من ظاهرة الفساد الإداري".

11- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة ( α≤ 0.05) حول ممارسات القيادة الأخلاقية للمديرين، والحد من ظاهرة الفساد الإداري تعزى لمتغير المؤهل العلمي.

وبناءً على نتائج البحث، كان من أهم توصياته:

1- ضرورة أن يُولي المديرون العاملين في الجامعات الفلسطينية اهتمامًا أكبر مما عليه الحال حاليًّا في ممارستهم للقيادة الأخلاقية، من خلال الاهتمام بالممارسات والصفات الشخصية، والإدارية، والعلائقية في تعاملاتهم.

2- أن يتقبل المديرين العاملين في الجامعات الفلسطينية النقد مهما كان مُرًّا، وأن يعترفوا بنقاط القوة والضعف لديهم.

3- أن يتصف القادة العاملين في الجامعات الفلسطينية بالجرأة والصلابة والقوة في تعاملاتهم الداخلية والخارجية.

4- أن يكون القادة العاملين في الجامعات الفلسطينية على قدر كبير من الثقة المتوازنة بالمرؤوسين.

5- ضرورة تركيز المديرين العاملين في الجامعات الفلسطينية على الاهتمام بممارسات الحد من ظاهرة الفساد الإداري الموجودة داخل الجامعات، وأن يكون ذلك من ضمن الأولويات؛ حتى تستطيع الجامعة أداء مهامها على أكمل وجه.

6- أن يركز القادة العاملين في الجامعات الفلسطينية على المصلحة العامة، وعدم تفضيل المصلحة الخاصة على العامة، واعتبار ذلك من ضمن خيانة الأمانة التي كُلفوا بها.

7- ضرورة أن يبتعد القادة العاملين في الجامعات الفلسطينية عن المجاملات العائلية وعلاقات القرابة والصداقة في إنجاز مهامهم.