ملخص بحث: الطفل والإعلام مستقبل مشرق

ملخص بحث

الطفل والإعلام مستقبل مشرق

يتناول الكتاب سُبُل النهوض بإعلام الطفل على كافة المجالات والأصعدة: المجتمع، والأسرة، والمؤسسات القائمة على الإعلام، وأهمية قيام كل فرد بمسؤوليته من الأسرة والمجتمع تجاه الأطفال.

ولقد ضم الكتاب بين دفتيه خمسة فصول؛ حيث انفرد كل فصل بموضوع خاص.

بدأ الفصل الأول بمدخل إلى الإعلام، يتناول الإعلام كمفهوم، وتعريفه لغة واصطلاحًا، وأهمية الإعلام لكل البشر منذ خلق آدم، وأنه ضرورة من ضروريات الحياة لكل الأمم، وأهداف الإعلام ووظائفه، ثم يأتي بعد ذلك التطور التاريخي للإعلام عبر العصور، ويتناول خلال ذلك الإعلام وبعض وسائله عند الأمم السابقة: اليونان، والرومان، والفراعنة، وبلاد الرافدين، وفارس، والإعلام عند العرب قبل الإسلام وبعد الإسلام، ونبذة عن وسائل الإعلام في العصر الحديث، والتطور الهائل والسريع لها في خلال القرن الماضي، والتوسع في أهدافها، واستخدام الإعلام كسلاح من الأسلحة المهمة والفعالة أكثر من أي شيء آخر، ثم كان الحديث عن الإعلام في الإسلام وتحدث عن أهميته، ودواعي ظهوره، ومنطلقاته، وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، وخصائصه المميزة، ووسائله العديدة التي تمكنه من توصيل رسالته، وتحقيق الأهداف المحددة من منظومة الإعلام الإسلامي.

ثم ينتقل الحديث في الفصل الثاني عن مرحلة الطفولة، فيتكلم عن أهمية مرحلة الطفولة، وأهم خصائصها ومراحلها المختلفة، ويتحدث عن حقوق واحتياجات الطفل النفسية والاجتماعية وحاجاته العقلية والمعرفية، ويأتي الكلام أيضًا عن المؤثرات التربوية على الطفل، ثم يتحدث عن أهمية الطفل في الإسلام، وصور اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأطفال.

ويأتي في الفصل الثالث التحدُّث عن إعلام الطفل وأهميته، ومدى تأثير وسائل الإعلام على الطفل.

وتحدث عن وظائف الإعلام الأساسية، وذكر بعض وسائل الإعلام المختلفة الموجهة للطفل في هذا العصر، ثم التكلم عن واقع إعلام الطفل في العالم العربي وأسباب تأخره وسبل النهوض به.

الفصل الرابع يدور حول الإنترنت والأطفال، ويتحدث أولاً عن نشأة الكمبيوتر وتطوره في استخدام الإنترنت، ثم نأتي إلى تعريف الإنترنت والعناصر الرئيسة التي تشتمل عليها شبكة الإنترنت، وتأثير الإنترنت وأهميته، وذكر بعض خصائص ومميزات الإنترنت، وإمكانية استخدامه كأداة تربوية وتعليمية صالحة، وبينت بعض حدود الإنترنت ونقاط ضعفه، ثم تكلمت عن مستقبل الإنترنت وأن من المؤكد أن هذا التطور في التكنولوجيا والإنترنت سيستمر في التطور.

ثم جاء الحديث عن الأطفال واستخدام الإنترنت، وذكر بعض المميزات لاستخدامهم الإنترنت وبعض العيوب أيضًا، وتحدثت عن إدمان الإنترنت، وأضراره وأسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه.

وذكرت أهمية الإنترنت في إشراك الأطفال في صناعة الإعلام، وكيف تستفيد وسائل الإعلام من مشاركة الطفل؟ وأهمية المشاركة بالنسبة للطفل.

ثم جاء ذكر خدمات الإنترنت التي يستفيد منها الأطفال كالبريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، المواقع والمدونات الشخصية،والمواقع والمنتديات الخاصة بالطفل، واليوتيوب.

وتحدثت عن أهمية الاستفادة من هذه الخدمات في إنشاء برامج وألعاب تعليمية ترفيهية، ومسابقات ثقافية، ومناهج دراسية تفاعلية،وبرامج تفاعلية صوتية للصم والمكفوفين، وبرامج تفاعلية واقعية.

والفصل الخامس يتحدَّث عن دور الأسرة والمجتمع في تنمية إعلام الطفل وأخلاق وقيم يجب غرسها في الطفل، ثم ذكر أخطاء في تربية الطفل، ثم تأتي خاتمة الكتاب.

ويتبين من خلال الكتاب أهمية الإعلام، وأن التعارف والتواصل والتعلم هي من أهم خصائص النفس البشرية، وينبع ذلك من كون الانسان مخلوقًا اجتماعيًّا بطبعه، خلق ليتعارف ويتعاطى مع البشر من حوله، ويأنس بهم ويتشوق إلى معرفة أخبارهم، والاطلاع على أحوالهم، وهذا ما أثبته القرآن الكريم في قوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].

فالإعلام ظاهرة اجتماعية دخلت إلى المجتمعات البشرية منذ العصور البدائية للإنسانية حتى اليوم، فلقد تنوَّعت سبل الاتصال بالآخرين، وإبلاغ الأخبار بتنوع الثقافات والحضارات، وتوقفت طرق الإعلام على مدى الرقي الحضاري والازدهار المعرفي، ولو عدنا إلى الحضارات الإنسانية القديمة وما وصل إلينا من آثارهم الباقية، سنجد أنهم استخدموا الإعلام في عَلاقاتهم، وفي تسيير شؤونهم، وفي توثيق مناحي حياتهم، فقد تبادل الناس المعلومات في البداية مشافهة، ونقل العداؤون الرسائل الشفهية لمسافات بعيدة.

ثم مرَّ الإعلام ووسائله بمراحل تطور عديدة، حتى وصل إلى ما نراه الآن، وبداية عصر التكنولوجيا الإعلامية التي أحدثت نقلة واسعة وسريعة في مفهوم وأهمية الإعلام، وغيرت في نمط أدواته، حتى صار الإعلام اليوم جزءًا مهمًّا من نشاطنا وحياتنا اليومية، وصار المواطنون أكثر ارتباطًا بوسائل الإعلام التي صارت تتفنَّن في نقل الأخبار والمعلومات ومتابعتها.

وللإعلام أهمية كبرى في الإسلام، فدين الإسلام قائم على الإعلام، والدعوة إلى الله - تعالى - إعلام بشرعه، ودلالةٌ على دينه وهَدْيه، وأمة الإسلام أمةُ الدعوة إلى الخير، والتداعي إلى الفضل، والإعلام في الإسلام لا ينفكُّ عن الدعوة بحال؛ لأنه في حقيقتِه بلاغ مبين لحقائق هذا الدين، بكل أسلوب شائق، ووسيلة تتفق في سموِّها ونقائها مع مضمون الدعوة الرائق.

فالقرآن هو أعظم وسيلة إعلامية عَرَفها تاريخ الإنسانية، والمفاصل الإعلامية الرئيسة في القرآن الكريم، التي تمثلت في تحديد مهمة الرسل جميعًا، هي القيام بالبيان والبلاغ، والتزام الرسل بأداء الرسالة الإعلامية الربانية كما هي بدون زيادة أو نقصان، كما أن الإعلام القرآني إعلام شامل يحرك ويؤثر في جميع المجالات.

ولأن وسائل الإعلام هي أدوات التواصل الجماهيرية بين الطفل والعالم الخارجي، وجل مادته المعرفية وثقافته الشخصية مصدرها وسائل الإعلام، لذلك يمكن تصنيف وسائل الإعلام بأنها المؤثر الأول والأقوى على الطفل.

ومرحلة الطفولة هي أهم مرحلة في حياة الإنسان، فهي المرحلة الأساسية في التلقين والتوجيه والتأسيس لشخصية الطفل، التي يجب أن يقوم بها الوالدان بشكل أساسي، إلى جانب الوسائل التربوية الأخرى ومنها وسائل الإعلام.

للإعلام‌ أهمية بالغة‌ في‌ الحياة‌ اليومية،‌ وله‌ دور فعال‌ في‌ بناء مجتمع‌ متحضر مبني‌ على‌ أسس‌ علمية‌ بحتة، والإعلام المشاهَد والمقروء والمسموع مؤثِّر هائل في تكوين الأبناء، لما يتمتع به من حضور وجاذبية وإتقان.

وفي ظل التطورات الاتصالية الهائلة التي يعيشها العالَم أصبحت شبكة الإنترنت ظاهرة واسعة الانتشار، ووسيلة اتصال وإعلام تكنولوجية عالية الجودة، جديدة ومؤثرة، تتميز بالاستقلالية واللامركزية، تربط سكان العالَم بعضهم البعض بسرعة فائقة وقدرة استيعابية واسعة، حتى باتت جزءًا مهمًّا من حياة الأفراد والمؤسسات.

ولقد أدَّت الانعكاسات الإيجابية لشبكة الإنترنت إلى زيادة مستخدميها بصورة تفوق أعداد مستخدمي أية وسيلة إعلامية أخرى خلال الفترة نفسها.

ولم يَعُد من المستغرَب أن نجد الأطفال يستخدمون الكمبيوتر والإنترنت بكل ثقة؛ حيث لا يجدون صعوبة في التنقل بين المواقع والمنتديات والبحث عما يريدون فيها.

ولذلك يجب التوسع في استخدام الإنترنت في مجال الدراسة والتعلم للأطفال؛ حيث تتوفَّر الكثير من الموسوعات والمراجع، التي تشكل لهم مصدرًا هائلاً للمعلومات لكتابة الأبحاث والواجبات المدرسية.

ومن هنا لا بد أن نقرِّر أنه يجب على المسؤولين عن تربية وتثقيف الأطفال في المجتمع - سواء الإعلام، أم الأسرة، أم أفراد المجتمع عمومًا - أن يطَّلِعوا على سبل النجاة، ويشمروا عن ساعد الجد، ويعملوا بإخلاص وتفانٍ وتضحية لإرشاد الأطفال إلى طريق السلامة والهداية والنجاح، وأن يساعد كل منهم بما يستطيعه ويقدر عليه، كلٌّ حسب تخصصه وفي مجال عمله لنشر الوعي في المجتمع كله، ولإرساء قواعد التربية الصحيحة في المجتمع وفي الأسرة؛ ليعرف كل فرد دوره ومكانته، وبشكل خاص؛ ليعرف المسؤولون عن الوسائل الإعلامية والمسؤولون عن الطفل من الأسرة أدوارَهم المهمة والرائدة في تخريج الأجيال الصالحة، وليدركوا هذه المفاهيم ويطبقوها عليهم أولاً ثم على أطفالهم.

وفي النهاية نأمل أن نكون قد وفِّقنا في هذا الكتاب بالمساهمة العملية بشيء يسير في هذا الموضوع الهام لتوعية المسؤولين عن الأطفال للطريقة والممارسة العملية التي يسلكها الآباء ووسائل الإعلام في تربية وتوجيه الأبناء في مرحلة الطفولة، من الناحية الخلقية والفكرية والصحية، إلى جانب ذكر بعض العقبات الهامة التي تعيق مسيرة التربية في العصر الحديث وكيفية التغلب عليها.