ملخص بحث: الإعلام الجديد ما له وما عليه (بحث خامس)

خلاصة بحث

الإعلام الجديد ما له وما عليه (بحث خامس)

الاستنتاجات والتوصيات:

حاولت بهذا البحث المتواضع ان ألملم هذه القضية على قدر جهدي واستطاعتي فما كان من توفيق من الله وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء، كما حاولت ايضا ان اسلط الضوء على حجم المؤامرة التي خطط لها اعدائنا وذلك من خلال اعلامهم الممنهج المخطط له في تدمير كيان الامة الاسلامية، وتعرضت للبرامج التي يسعون ورائها وماهي أهدافهم من كل هذه البرامج؟ كما وانتزعت الفكرة من رؤوس كثير من المسلمين التي تقول: ان الغرب يريد من اعلامه تثقيفنا من خلال اللجوء الى الاجواء والبحوث العلمية التي تعطي انطباعا أن القدرة والتفوق دائما ما يكون لأصحاب البحوث والاستنتاجات العلمية وبالتالي الاشارة من طرف خفي الى الغاء الايمان بالغيب ونسفه من العقول وأن الامم والدول تقوم على البحث العلمي حتى لو كان على حساب الدماء والاشلاء [1] وتعرضت لقضايا كثيرة أثاروا حولها الشبهات مثل قضية المرآة وكيف استخدمها الاعلام كسلعة وذلك من خلال عرضها كجسد يثير الشهوات ويقذف في قلوب الرجال الفساد والخيانة وغيرها من القضايا، واجبنا عليها بفضل الله من خلال الكتب القيمة التي كتبها علمائنا الكرام.

وقدمت في الفصل الثاني الحلول والبرامج والمناهج التي يجب أن يتبناها الاعلام إذا ما أردنا ان يوصف اعلامنا بأنه اعلام اسلامي حقيقي يأتمر بالكتاب والسنة، واعطيت الحل لكيفية تشكيل المنظومة الاسلامية؟ وما المواضيع التي يجب ان تطرح؟ وما المواضيع التي يجب ان لا تطرح؟

وكذلك توصلت في هذا البحث الى أن:

1- العلاقة بين وسائل الإعلام والقيم الأخلاقية هي إحدى الإشكاليات التي لا تزال ميدانا للبحث من قبل المتخصصين.

2- القيم الأخلاقية من المؤثرات المهمة في تكوين تصورات الفرد وأفكاره ومهاراته.

3- التربية الأسرية والمدرسية مدخلان أساسيان في تكوين أسس بناء شخصية الطالب.

4- الانفتاح الإعلامي قد فرض نفسه ولا يمكن منعه ولابد من التعامل معه بطرح بدائل تقدم خدمة إعلامية راقية تفيد مجتمعاتنا.

5- التأثير السلبي لبعض وسائل الإعلام كان سببا مهما لا يمكن إغفاله في زيادة مشكلات في المجتمعات كانتشار الجرائم والانحرافات والتحلل الخلقي.

كما واوصي القائمين والمسؤولين على الاقمار الفضائية والمواقع الاجتماعية بأمور إذا التزموا بها اعتقد أننا سنقلل على الاقل من الشر الإعلامي وسد منافذه التي يُعوّل على الساسة الأخذ بها - باعتبار سلطتهم التنفيذية - وهي ما يلي:

1- المساءلة الدورية لمالكي القنوات الفضائية والمواقع الاجتماعية والقائمين عليها، وتخشين القول لهم، والتلويح بالتضييق على نشاط مكاتبهم ومراسليهم، ووضع الشروط الصارمة على نشاطهم ومعاملاتهم التجارية.

2- استدعاء المعلنين في هذه القنوات من رجال الأعمال، وتذكيرهم بأن إعلاناتهم في برامج معينة في هذه القنوات هو تشجيع لها على الاستمرار في بث الفساد وتوسيع دائرة انتشاره. فالمعلن هو المغذي الحقيقي للقناة، والتلويح لهؤلاء المعلنين بتعقّبهم، والتضييق على تجارتهم، وإيقاع العقوبة عليهم باعتبارهم شركاء مؤثرون في الترويج للرذيلة والتسويق لها عبر دعمهم المادي لهذا النوع من البرامج الفضائية التي تنشر الرذيلة وتمكن لها من شأنه أن يقطع المدد الاقتصادي على المؤسسات الإعلامية التي تتجاوز ما اصطلح عليه بـ " السمت العام للمجتمع ".

3- الإكثار من المنتديات التي تهتم بعرض الأفلام التسجيلية الصالحة مساهمةً في البناء التربوي للشخصية دينياً وعلمياً وحضارياً.

4- إنشاء مكتبة مركزية عامة (سمعية - بصرية) حكومية ومؤسسية في جميع المدن والأحياء الإسلامية تساهم في إعارة ونسخ الأفلام والبرامج الجادة المتفقة مع شريعتنا وتقاليدنا؛ مع عناية هذه المكتبة بإنشاء ملفات إحصائية لما يُتداول من البرامج الخاصة بكلٍّ من الفيديو والكمبيوتر على المستوى الوطني لكل بلد من بلدان المسلمين، وإنشاء لجان تربوية مختصة لدراسة هذه البرامج وتقييمها وتبادل هذه الدراسات بينها.

5- إنشاء مؤسسة إسلامية عالمية لإنتاج برامج الكمبيوتر مما يخدم أغراض المسلمين، ويحقق أهدافهم الدينية والدنيوية.

• مراسلة هذه القنوات والمواقع بلغة راقية إيجابية ومطالبة بالكف عن مثل هذا السوء الذي تنشره ومتى ما وجدت هذه القنوات منا رفض لما تبثه فسنجد أنهم يرتدعون ويعلمون أن لهم جمهورا واعيا فسيضطرون إلى تغيير سياستهم الإعلامية بخلاف ما لو بقينا على اجترار ما يبثونه ويرسلونه دونما نقد أو تأفف لما يبث وداخل تحت ذلك أرسل رسائل النقد البناءة إلى المطربين والمطربات الذين يمكنك العثور على عناوينهم البريدية أو الإلكترونية ومطالبتهم باحترام مشاعرنا والكف عن هذا الغثاء الذي سلطوه على رؤوسنا وعلى مجتمعاتنا المحافظة.

6- إيجاد المشاريع التربوية الأسرية الجادة والممتعة التي يكون فيها حل ولو جزئ في تقليص فترات المشاهدة للتلفاز محاولة إبعاد أبنائنا عن تلك الرسوم قدر الإمكان بالذهاب بهم لحلقات تحفيظ القرآن.. والحدائق.. ولنرفع شعار يوم بلا تلفاز ونحوه.

7- إيجاد مشاريع تربوية تتبناها المؤسسات التعليمية التي تهتم بالنشء مثل إيجاد مشاريع يقوم بها الطلاب خارج إطار المدرسة أو مناشط لها علاقة بالمدرسة غير منهجية مما يقلل من فترة البقاء أمام التلفاز والانترنت وخصوصا في الإجازات التي يرتفع فيها مستوى المشاهدة إلى أكثر من 8 ساعة يوميا والى اكثر من ذلك في بعض المرات في الجلوس على الانترنت ومن ذلك العمل على إيجاد منهج تربوي إسلامي جديد يتناسب والعصر الإعلامي الذي نحياه؛ مع الأخذ في الحسبان التطور المتوقع على مدى مستقبلي للأجيال الحاضرة والمستقبَلة؛ فمما يروى عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال: "رَبُّوا أبناءكم غير تربيتكم؛ فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم " فإن الدفاع الذاتي خير وأجدى من كل أنواع الدفاع؛ فمن امتلك العقيدة وعرف أسسها وخطوطها العريضة حتى أصبحت له عقيدة وقضية كان أقوى على الصمود في وجه الشبهات ودحضها والانتصار عليها، ثم التحول إلى الانتصار للحق قولاً وعملاً.

8- إنشاء مجلس إعلامي يضم عضواً واحداً على الأقل من كل كلية من كليات الإعلام في جميع البلدان الإسلامية؛ للتنسيق بينها في مجال المناهج والمستجدات العلمية في أساليب الاتصال والأخذ بالمفيد منها، ورصد المناهج المضادة للنهج الإسلامي والعمل على التصدي له.

9- حث رجال المال والأعمال المسلمين وأهل الخير على البذل الخيري في الجانب الإعلامي، وتخصيص وقف إسلامي للعلم والإعلام.

• إيجاد التلفزيون التربوي والسعي إلى إيجاد من يديره من له اهتمام بالتربية وبث من خلاله المواد التربوية التي تنتقى وليكن له هدف واضح ورسالة ليست تعليمية بل تربوية خالصة من خلال البرامج المتنوعة التي سيكون له أثر خصوصا في زمن حب التلفاز.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين