ملخص بحث: تأثير مربية الأطفال على ترسيخ القيم المتضمنة في أفلام الكرتون على أطفال غزة

إن تطور الإعلام أدى إلى غزو جميع ميادين الأنشطة البشرية؛ حيث وُجدت بنى أساسية عالمية تنتشر وكأنها نسيج عنكبوتي يمتد عبر العالم أجمع، مستفيدًا من التقدم الحاصل في تقنية الرقميات وثورة المعلومات، ومن التداخل الحاصل بين قطاعات الاتصال والهاتف والتلفاز والحاسوب وشبكة المعلومات الدولية (إنترنت).

وتنبع خطورة وسائل الإعلام من كونها وسيلة للسيطرة على الإدراك وتسطيح الوعي وتنميط الأذواق وقولبة السلوك، وهدف ذلك كله هو تكريس نوع من الاستهلاك لنوع معين من المعارف والأفكار (التلولي، 2005).

فلا بد أن تنسجم وسائل الإعلام مع القيم الاجتماعية حتى تنبع حالة الرضا الدائم والانسجام المتتالي مع المتغيرات الاجتماعية والبيئية، متجاوزًا المشكلات والصراعات الداخلية والخارجية، سواء مع ذاتها والمحيطين بها، لخلق حالة من التوازن ما بين المتطلبات والحاجات الذاتية والمعايير الاجتماعية أو الموضوعية، للوصول إلى حالة ارتياح في الاستجابة لمتطلبات الضغوط والتوترات الناشئة من التغيرات المستمرة.

وأصبحت التحديات لا تقتصر على العوامل الخارجية فقط، بل أوجدت عدة تحديات داخلية ترتبط بطبيعة السلطة السياسية والموروث الثقافي للمجتمع؛ (عطوة، 1995).

ومن خلال معايشتي للواقع الفلسطيني، برز في الآونة الأخيرة تكثيف لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها مما أثر بالإيجاب أو بالسلب على القيم الاجتماعية، وإن كانت مقارنة ببعض المجتمعات الأخرى المجاورة أقل انتشارًا، مما يتطلب جهدًا مضاعفًا للتعريف بالوسائل الإعلامية الإيجابية بأنواعها وأشكالها وأسبابها وآثارها النافعة التي تحل بالفرد والمجتمع.

مشكلة الدراسة:

تمثل وسائل الإعلام بمختلف أشكالها وأنواعها - المقروءة والمسموعة والمرئية - نهجًا تربويًّا مميزًا يساهم مساهمة فعالة في بناء شخصية الأجيال وصقل مواهبها وتحصينها بالعلم والمعرفة، فهي وسيلة حضارية مميزة لإعداد وبناء الناشئة.

وتتجلى مشكلة الدراسة في الإجابة على السؤال الرئيسي التالي:

ما تأثير مربية الأطفال على ترسيخ القيم المتضمنة في أفلام الكرتون - الرسوم المتحركة - على أطفال غزة؟

ويتفرع من هذا السؤال الرئيسي الأسئلة الفرعية التالية:

1- ما أهم البرامج التوعوية في أفلام الكرتون وتأثيرها على تنمية المجتمع الفلسطيني؟

2- ما أهم التحديات والتطلعات التي يأمل بها المجتمع الفلسطيني للاستفادة من الوسائل الإعلامية وترسيخها على اتجاهات المجتمع الفلسطيني.

4- ما مدى فاعلية قنوات الأطفال في تدعيم القيم الدينية والأخلاق الإسلامية المستنبطة من أفلام الكرتون لدى الأطفال في فلسطين؟

5- ما الصيغة الملائمة للاستفادة من القيم الدينية وتدعيمها لدى أطفالنا؟

6- ما الأساليب التربوية الملائمة لتنمية مفهوم القيم الدينية في أفلام الكرتون في ضوء التوجيه التربوي الإسلامي؟

أهداف الدراسة:

1- التعرف على أهمية وسائل الإعلام ومدى ملائمتها للقيم الاجتماعية الفلسطينية.

2- محاولة التعرف على التحديات التي تواجه تنمية القيم الاجتماعية الفلسطينية.

3- التعرف على الأساليب التربوية الملائمة لتنمية مفهوم القيم الدينية في أفلام الكرتون في ضوء التوجيه التربوي الإسلامي؟

أهمية الدراسة:

1- وتكمن أهمية الدراسة عمومًا في إبراز أهمية وتوضيح وسائل الإعلام وتأثيرها على القيم الاجتماعية من خلال إبراز أهمية الإعلام للمجتمع الفلسطيني.

2- وتكمن أهمية الدراسة من الناحية العملية في أنها ستقدم رؤية مبدئية عن موضوع الدراسة ضمن تأثير أفلام الكرتون على المتغيرات الاجتماعية على الأطفال الفلسطينيين.

3- تكمن أهمية الدراسة من الناحية العلمية في أنها ستضيف إلى المكتبة العربية موضوعًا حديثًا بسبب قلة الدراسات العربية والمحلية التي تناولت الموضوع.

4- ستوضح بعض الأبعاد التي تشكل موضوع الدراسة والتي يجب أن يأخذها بعين الاعتبار القائمون على وسائل الإعلام.

مصطلحات الدراسة:

القيم: تعرف العادات الاجتماعية بأنها مجموعة من الاستجابات المختلفة التي تقوم على أساس شعور الفرد بالأمن الاجتماعي والتي تعبر عن علاقات الفرد الاجتماعية كما يتمثل في معرفة الفرد للمهارات الاجتماعية والتحرر من الميول المضادة والعلاقات الأسرية الطبية، والعلاقات الطبية في محيط البيئة وعلاقته بالمدرسة واتباعه للمسؤوليات الاجتماعية واكتسابه لها؛ (فهمي، 1995).

الإعلام: هو وسيلة لنقل المعلومات والأفكار بكافة أنواعها وأشكالها المختلفة - المقروءة والمسموعة والمرئية - من ترسيخ نهج للمجتمعات يساهم في بناء شخصية الأجيال وصقل مواهبها وتحصينها بالعلم والمعرفة، فهي وسيلة حضارية مميزة لإعداد وبناء الناشئة؛ (دياب، 1995).

أفلام الكرتون: خدمة إعلامية عربية الانتماء عالمية التوجه شعارها المعرفة للأطفال، وهي منبر تعددي ينشد معاني القيم ويلتزم المبادئ الإسلامية في إطار مؤسسي، وإذ تسعى قناة طيور الجنة لنشر المعرفة للطفولة بالقضايا اليومية التي تهمهم فإنها تطمح إلى أن تكون جسرًا بين الشعوب والثقافات يعزز حق الإنسان في المعرفة؛ (بدر، 2008).

منهج وإجراءات الدراسة:

يتناول هذا الجزء وصفًا شاملاً لإجراءات الدراسة الميدانية التي قام بها الباحث لتحقيق أهداف الدراسة، ويتضمن تحديد المنهج المتبع في الدراسة، وبناء وتصميم الأداة، ومجتمع الدراسة، وعينة الدراسة، والتحقق من صدقها وثباتها، والمعالجة الإحصائية المستخدمة في تحليل النتائج.

منهج الدراسة:

استخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي تحاول من خلاله وصف الظاهرة موضوع الدراسة وتحليل بياناتها، وبيان العلاقة بين مكوناتها والآراء التي تطرح حولها والعمليات التي تتضمنها والآثار التي تحدثها.

المجتمع الأصلي للدراسة:

تكون المجتمع الأصلي للدراسة من الأطفال للمرحلة العمرية ما بين 4 سنوات إلى 12 سنة في التابعين لمحافظة غزة.

عينة الدراسة:

تكونت عينة الدراسة الأصلية من (50) من الأطفال الفلسطينيين في المرحلة العمرية ما بين 4- 12 سنة، والجداول التالية توضح عينة الدراسة حسب جنس الطفل، والمنطقة التي يسكن فيها الطفل، وعمر الطفل.

نتائج التحقق من الفرض الأول: "هل تختلف القيم لدى الأطفال الذين يشاهدون الرسوم المتحركة باختلاف تعزى لمتغير جنس الطفل وللتحقق من صحة هذا السؤال قام الباحث باستخدام أسلوب "T. test".

جدول (7)

المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيمة "ت" لاستبانة تعزى لمتغير الجنس:

يتضح من الجدول السابق أن قيمة "ت" المحسوبة أقل من قيمة "ت" الجدولية في الدرجة الكلية للمقياس، وهذا يدل على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير الجنس.

يعزو الباحث عدم الاختلاف في الجنس إلى أن الطفل والطفلة لهم نفس الإحساس والمعاني في تقبل الرسوم المتحركة بنفس القابلية، ونفس المستوى.

نتائج التحقق من الفرض الثاني:

ينص الفرض الثاني من فروض الدراسة على: "هل تختلف القيم لدى الأطفال الذين يشاهدون الرسوم المتحركة باختلاف تعزى لمتغير المنطقة.

وللتحقق من صحة هذا السؤال قام الباحث باستخدام تحليل التباين الأحادي One Way A nova.

جدول (8)

يبين تحليل التباين الأحادي لمعرفة الفروق في الدرجة الكل تعزى لمتغير المنطقة.

يتضح من الجدول السابق أن قيمة "ف" المحسوبة أقل من قيمة "ف" الجدولية عند مستوى دلالة)0.05 α £) في الدرجة الكلية للمقياس، وهذا يدل على أنه لا يوجد اختلاف بين القيم لدى الأطفال الذين يشاهدون الرسوم المتحركة باختلاف المنطقة، ويعزو الباحث عدم الاختلاف إلى كون الذي يسكن المخيم مثل الذي يسكن المعسكر، فلا اختلاف في الطبيعة الجغرافية، فهي واحدة لا يبعد المعسكر عن المدينة، ولا يختلف تكوين الأطفال في طبيعتهم من مكان إلى آخر.

نتائج التحقق من الفرض الثالث:

ينص الفرض الثالث من فروض الدراسة على: "هل تختلف القيم لدى الأطفال الذين يشاهدون الرسوم المتحركة باختلاف عمر الطفل، وللتحقق من صحة هذا السؤال قام الباحث باستخدام تحليل التباين الأحادي One Way A nova.

جدول (9)

يبين تحليل التباين الأحادي لمعرفة الفروق في الدرجة الكل تعزى عمر الطفل.

يتضح من الجدول السابق أن قيمة "ف" المحسوبة أقل من قيمة "ف" الجدولية عند مستوى دلالة)0.05 α £) في الدرجة الكلية للمقياس، وهذا يدل على أنه لا يوجد اختلاف بين القيم لدى الأطفال الذين يشاهدون الرسوم المتحركة باختلاف عمر الطفل، ويعزو الباحث عدم الاختلاف بسبب أن الأعمار تعد في الطفولة ولا تختلف في الفارق العمرى عن بعضها البعض.

التوصيات:

• ضرورة أن يسعى المربون إلى غرس القيم التربوية لدى النشء، من خلال المؤسسات التربوية، والاجتماعية المختلفة بداية بالأسرة ومرورًا بالمدرسة والمعهد والجامعة وانتهاء بالمسجد.

• ضرورة العمل على ترسيخ القيم التربوية وتعميقها لدى الطفولة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم، فلا بد من تبصيرهم بالقيم التربوية الإسلامية؛ حيث إن البعض منهم يحمل مفاهيم خاطئة أو يجهل بعض تلك القيم.

2- لا بد أن تعتمد التربية على القيم التربوية في العملية التربوية لإعداد الطفولة، ولتربية الأجيال القادمة ليكونوا قادة التغيير والإصلاح في المجتمع الفلسطيني، ولينهضوا بحال الأمة العربية والإسلامية لتتبوأ مكانتها بين الأمم، ولتجمع كلمة المسلمين وتجمع دول العالم الإسلامي على اختلاف أجناسهم على القرآن والسنة.

3- أن يسعى المربون إلى غرس القيم الإيمانية لدى المسلمين لإعداد الإنسان الصالح الذي يعبد الله في كل حياته وفي كل أعماله، ويعيش حياته وفق منهاج الله - عز وجل.

4- لا بد أن تتعاون المؤسسات الاجتماعية والثقافية من أجل نشر القيم التربوية وترسيخها، لتغيير حالة الفساد وإصلاح واقع المسلمين، والعمل على نشر القيم التربوية الإسلامية عن طريق وسائل الإعلام والمسجد وإنشاء فضائية خاصة، تُعنَى بنشر تعاليم الإسلام وقيمه ومبادئه لجميع الناس أن يقوم الدعاة وأئمة المساجد بدورهم في توجيه المسلمين إلى مراعاة القيم التربوية الإسلامية والتمسك بها.