ملخص بحث: إعلام الطفل واقعه وسبل النهوض به (بحث سادس)

ملخص بحث

إعلام الطفل واقعه وسبل النهوض به

(بحث سادس)

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول العالمين، سيدنا محمد وعلى آله أجمعين، ورضي اللهم عن صحابته الكرام، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

والحمد لله الذي منَّ على هذه الأمة بمن يذود عن قيمها، ويحافظ على هويتها، وينشر رسالة الإسلام.

وبعد:

هذا البحث عن إعلام الطفل: واقعه وسبل النهوض به، عرض لواقع إعلام الطفل في العالم العربي، والمشاكل الذي يتخبط فيها، وقد اخترت لهذا البحث دراسة لأقوى المجلات العربية والدينية، مع مقارنة مع الإعلام الغربي، وعرض لأهم دور نشر ومجلات علمية للاستفادة من تجاربهم.

كما أننا حاولنا بعد دراسة واسعة لواقع مجلات الأطفال العربية، وبعض المجلات الغربية، عرض بعض الحلول لمشكل إعلام الطفل، وتقديم اقتراحات يمكن أن تسهم - بإذن الله - في النهوض بمستوى إعلام الطفل، وقد كانت الأسئلة المحورية لموضوع الدراسة والتي بنينا عليها البحث، هي:

لماذا أطفال العالم العربي لا يقرؤون؟

هل كتب ومجلات الأطفال الموجودة في السوق تلبي احتياجات الطفل المعرفية في مجالات حياته؟

هل أسهمت أو تُسهم في تشكيل ثقافته وهويته بما يتناسب مع العصر والظروف التي نعيشها؟

هل تزرع فيه القيم وتساعد في بناء شخصيته؟

هل الطفل لا يريد أن يقرأ، أم أنه لا يجد ما يقرأه؟

وقد أنجز البحث الذي بين أيديكم في 4 فصول والخاتمة، وهي:

الفصل الأول: وسائل الإعلام:

الإعلام ودوره في صناعة ثقافة الشعوب.

الإعلام الإسلامي ودوره في ترسيخ القيم وبناء شخصية الطفل.

الإعلام التربوي ودوره في دعم التعليم ورفع مستوى القراءة.

الفصل الثاني: الكتب ودورها في صناعة الثقافة ونشر القيم:

كتب الأطفال ودورها في صناعة الثقافة ونشر القيم.

من يكتب للأطفال؟

ماذا يفضل الأطفال أن يقرؤوا؟‏

من هم المسوقون للكتاب؟ وكيف يختار الأطفال كتبهم ومجلاتهم؟

هل أطفال اليوم لا يقرؤون؟ أم أنهم لا يجدون ما يقرؤونه؟

مع عرض لقائمة مبيعات الكتب في فرنسا لسنتي 2011/2012 لتقريبكم من أهمية الكتاب في صناعة الثقافة.

الفصل الثالث: صحافة الطفل في العالم العربي والغربي:

بداية صحافة الطفل في العالم العربي.

دراسة لمجلات أطفال عربية وإسلامية، (وفيه عرض - 9 مجلات عربية ودار نشر متخصصة في الطفل).

هل حققت مجلات الأطفال الدور المنوط بها؟

مشكلات مجلات الأطفال.

صحافة الطفل في العالم الغربي، (وفيه عرض 3 مجلات فرنسية ودار نشر كتب كبيرة).

الفصل الرابع: سبل النهوض بإعلام الطفل في العالم العربي:

سبل النهوض بإعلام الطفل.

التحديات التي تواجه إعلام الطفل في العالم العربي.

أهمية تجنيد الإعلام في النهضة الثقافية للطفل.

نحو مشروع مؤسسة إعلامية خاصة بالطفل.

نموذج مشروع مجلة الفتيات.

نموذج لموقع الأطفال.

الخاتمة صور نموذجية لتصميم المجلة والموقع.

ولقد تم في البحث عرض لسوق الكتاب ومجلات أطفال فرنسية؛ وذلك لنبيِّن أن الكتاب ما زال يتمتع بقوته في نشر الثقافة، رغم كل التطورات التي تعرفها وسائل الإعلام؛ لأن الكثير من المثقفين يعزون ضَعف انتشار الكتاب في العالم العربي لانتشار وسائل الإعلام، وخصوصًا الإنترنت، ولتوضيح فكرة أنه هناك ضرورة للنهوض بثقافة المجلة والكتاب، وأن يكون من أولويات العمل الإعلامي الإسلامي الهادف خلْق مجلات وكتب أطفال إسلامية هادفة تربوية وثقافية، قادرة على تنمية قدرات الطفل الروحية والفكرية، لتسد الفراغ الأسري، وتغطي ما تعانيه المدرسة من ضَعف في الجوانب التربوية، فقد وجدنا بأن فئة الصغار لا تحظى باهتمام الجهات الإسلامية البارزة على الساحة؛ إذ إن كل مجهودات المفكرين موجهة لفئة الكبار، ويركزون في خطابهم على الدعوة إلى الله، واتباع نهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع التذكير بعذاب الله والتحذير منه، وهو أمر جيد ويساعد في إصلاح المجتمع، لكن هل الإصلاح وحده كافٍ لنشر القيم الإسلامية، وتحقيق النهضة الثقافية؟

بالتأكيد لا؛ لأن النهضة يجب أن تتوفر على الإصلاح والتأسيس والبناء، وعنصر البناء لا يكون إلا في الأطفال، فنحن يمكن أن نبني الطفل في حين لا يمكننا إلا أن نصلح من بعض أخطاء الكبار وحتى ليس كلها.

لكن يجب أن نوضح هنا أن الدور الأساسي للإعلام الإسلامي الناجح هو ترسيخ القيم والمفاهيم الإسلامية لدى الأطفال، إلى جانب تطوير مهاراتهم الإبداعية، وشحن قدراتهم العقلية والفكرية، فالإسلام دين متكامل قادر على تلبية احتياجات الأطفال الروحية والفكرية والاجتماعية والترفيهية أيضًا بالصورة الصحيحة، بعيدًا عن التفسخ والانحلال أو التشدد والتزمُّت؛ وذلك حتى نتمكن من تعزيز الانتماء الديني لديهم، ومنحهم التصور الصحيح لمنهج الحياة والتعايش مع الآخرين، وَفق ضوابط الشريعة الإسلامية.

هناك حاجة لمشروع مؤسسة إعلامية خاصة بالطفل في العالم العربي، تكون بقوة المؤسسات الإعلامية الكبيرة الموجودة في الغرب، وعلى سبيل المثال مجموعة بايار للصحافة والنشر. والمملكة العربية السعودية هي أفضل من يقوم بهذا المشروع؛ ليس لأنها الأغنى، ولكن لأن المملكة لها تاريخ طويل في مجال ثقافة الطفل في ظل القيم الإسلامية، وهي دائمًا وستظل المنار الإسلامي ورائدة الدعوة الإسلامية التي يتق فيها العالم بأسْره، فقد حباها الله بهذا الفضل؛ إذ جعلها قبلة المسلمين من كل أرجاء العالم، كما أن أمراء المملكة يقدرون العلماء وينفقون وبسخاء في المجال الديني والعلمي.

إن الدور الريادي التي تقوم به المملكة في مجال الثقافة، يظهر جليًّا في الانتشار الواسع للكتب السعودية في العالم العربي، فلا يكاد يخلو بيت فيه مكتبة من الكتب الدينية السعودية؛ وذلك لحرص المملكة على الاحتفاظ بالموروث الثقافي الإسلامي ونشره في كل بقاع الدنيا، فالمملكة العربية السعودية تتوفر على أكثر وأهم دور النشر في العالم العربي، والأهم من كثرتها هو الضوابط الشرعية التي تلتزم بها دور النشر السعودية؛ مما يجعل الكتب السعودية هادفة وتتمتع بمصداقية لا يستطيع أي أحد إنكارها.

أتمنى أن يكون البحث الذي بين أيديكم في مستوى تطلعاتكم، واسمحوا لي بهذه المناسبة بأن أحيي الجهود الجبارة التي يقوم بها موقع الألوكة والمشرفون عليه في نشر الوعي الديني والثقافي، وأتمنى أن يسهم بدوره في النهوض بإعلام الطفل، فموقع الألوكة قوي بما يكفي ليكون من المؤسسين لمشروع مؤسسة إعلامية خاصة بالطفل العربي.

والله ولي التوفيق