ملخص بحث: مسيرة المرأة التعليمية بين الحاضر والماضي

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص بحث:

مسيرة المرأة التعليمية بين الحاضر والماضي

في البداية أود أن أوضح أسباب اختياري لهذا الموضوع (خصوصية تعليم المرأة، الجذور الشرعية وتحديات الواقع):

1- أن هذا الموضوع يخص بني جنسي مِن النساء عامة، والنساء المسلمات بصورة خاصة، خاصة وأنني بدأت أشعر أنه لا بد أن نتطرق لهذا الموضوع المهم والحساس، ونملأه بالإرشادات والمواعظ والنصح والأقوال والأمثلة ليكون للقارئ خير سبيل في مسيرة التعليم، وحتى لا تنجرف فتياتنا ونساؤنا مع تيار الغرب الزائف المتهور والمنحرف، وتحت حكم الدعايات المغرية والمغرضة مِن أعداء الإسلام وتحت غطاء التطور والثقافة الزائفة والتكنولوجيا التي خلطت الصالح والطالح في برامجها.

2- لأنه كان موضوع الساعة في العصور الماضية، وخاصة بعد انبثاق فجر الإسلام العظيم وما منحه الله - سبحانه وتعالى - ورسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - من حقوق وواجبات للمرأة، ومنها ما هو في مجال العلم والتعليم، فكان وما زال هذا الموضوع (تعليم المرأة) هو موضوع الساعة حتى في عصرنا الحاضر، فهناك العديد من الأسئلة والشكوك تراود علماءنا ومجتمعنا وحتى أسرنا حول هذا الموضع.

3- أن الله - سبحانه وتعالى - رزقني بخمسة بنات والحمد لله، جميعهن في مراحل دراسية متنوعة، ومنذ دخولهن المدارس، كنت دائمًا الأم الحنونة، الحريصة على تعليمهن وتربيتهن كل الحرص، وكنت المعلمة والمرشدة والمشجعة لهن في كل وقت، وأضعهن دائمًا في مقدمة مسؤوليات أسرتي السعيدة والحمد لله.

4- والذي شجعني أيضًا للتطرق لهذا الموضوع الجديِّ والحساس، فبالرغم من أن العديد من الأسر الشرقية المسلمة أخذت تهتم بهذا الموضوع لمواكبة العصر ولكيلا تهضم حقوق بناتها، وفتحت أبواب التعليم على مصراعيها لبناتهم لمواصلة مسيرتهم ومشوارهم التعليمي، فإنه وللأسف ما زالت هناك بعض الترسبات الماضية الدفينة التي تعشعش في أفكار ومخيلة بعض أولياء الأمور، فيحرمون بناتهم من مواصلة مسيرتهم التعليمية، بسبب ردود أفعال الشك والقلق والأوهام التي تدور في عقولهم وتتلاعب في مخيلتهم.

5- والسبب الآخر أنه من خلال دراستي وبحثي المستمر خلال هذه الفترة وعن هذا الموضوع، استطعت معرفة الكثير من المواضيع المهمة والضرورية عن تاريخنا وعن حقوق المرأة وتعليمها وإضافتها إلى معلوماتي، وخاصة خلال فترة ظهور ديننا الإسلامي الحنيف وما كان له من أثر مهم وإيجابي حول حقوق المرأة بصورة عامة وعن حقها في التعليم بصورة خاصة، كما وسررت بالتعرف على العديد من الشخصيات النسائية من العالمات والنابغات والمرشدات وفي كافة المجالات، اللاتي كان لهن دور كبير ومميز في شخصية المرأة المسلمة التي تتصف بكل الصفات الجليلة!

6- والسبب الأخير الذي شجعني للمشاركة هو إيماني وحبي واحترامي العميق لهذه الشبكة الموقرة شبكة الألوكة اللغوية الثقافية الأدبية؛ لذا يسعدني ويشرفني أن أكون من ضمن المشاركات والمشاركين في هذه المسابقة حتى لو لم يحالفني الحظ في الفوز.

كانت هذه أسباب اختياري لموضوعي في المشاركة، وقد اخترت عنوان: (مسيرة المرأة التعليمية بين الحاضر والماضي)، لأنني تطرقت لموضوع مسيرة المرأة التعليمية بجميع جوانبها السلبية والإيجابية من خلال العصور التي مرت عليها، فتحدثت في البدايات وبعد تقديمي للمقدمة الهادفة، عن مكانة المرأة عبر التاريخ الماضي من خلال دورها في الأسرة والمجتمع وعن حقوقها، لأوضح للقارئ الكريم دور المرأة عبر التاريخ المتقلب ما بين إدارة المرأة لدفة الحكم، حتى أصبحت ملكة وقائدة في بعض العصور!، وأحيانًا أخرى بحرمانها من أبسط الحقوق!

فكانت حقوقها تتأرجح على مر العصور ما بين تحقيق أهدافها وأحلامها ورغباتها ومكانتها ومواصلة مسيرتها على أكمل وجه، وما بين ظلمها وحرمانها وهضم حقوقها المشروعة.

كما نعرف أن التعليم أحد العوامل الهامة التي تشكل اتجاهات وسلوك الأفراد نحو العديد من القضايا الأساسية التي تدفع بعملية التنمية إلى الأمام للنهوض بأي مجتمع نحو حياة أفضل، وللمرأة حق المشاركة في هذا الواجب دون تمييز، وهذا أساس الحقوق وجوهرها والقاسم المشترك لمنظومة القيم الإنسانية والشرائع الدينية والدنيوية، فالتعليم يؤهل المرأة للتمتع بمزايا جميع الحقوق والقيم، ومن خلال ذلك ركزت على عدة نقاط مهمة في بداية كتابي، الموضوعة في قسم الفهرس، لأعرض على القارئ الكريم المواضيع التي بحثت عنها وتطرقت إليها خلال عدة شهور من البحث.

وقد أوضحت من خلال أبواب المواضيع عن حقوق المرأة العامة وحق المرأة في التعليم، وركزت على دور الإسلام والرسالة المحمدية فيها من خلال العديد من السور والآيات القرآنية الحكيمة والأحاديث النبوية الشريفة، وعن أوامر الخالق العظيم في منح حقوق المرأة في كتابه الكريم الذي أنزلها على رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ليكون له الدور الوسيط والرسول لنشر الرسالة كاملاً؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النور: 54].

لقد حرص الإسلام على تعليم المرأة لتكون به عنصر صلاح وإصلاح في مجتمعنا الإسلامي المتطور إلى الكمال والمتقدم نحو القوة والمجد، الآمن والاطمئنان.

كما تطرقت لأدوار العديد مِن النساء المؤمنات الفاضلات في تلك المرحلة المهمة في حياة أمتنا الإسلامية، وأدوارهن المشرفة في كافة المجالات الحياتية، ثم تطرقت إلى دور المرأة في العهود التي تلت عهد رسولنا والخلفاء الراشدين، والتي بدأت من خلالهما بعض الانتكاسات في حياة ودور المرأة وحقوقها وخاصة التعليمية منها، وبالرغم من هذه الانتكاسات إلا أن التاريخ يذكر من النساء من لعبن دورًا بارزًا في إعطاء نماذج جيدة من النساء النابغات والعالمات، فتحدثت بصورة مختصرة عن تلك العهود، ثم تطرقت إلى العهد العثماني الذي يعتبر من أشد العهود التي تعرضت فيها المرأة إلى الانتكاسات والحرمان والظلم، خاصة من الناحية التعليمية، وبعدها تطرقت إلى ما بعد حكم العهد العثماني، واحتكاك الغرب بأمتنا واحتكاكنا بهم من خلال البعثات التي ظهرت بصورة جلية خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وعن بدايات تعليم المرأة في العصر الحديث، وعن كيفية تغير الأفكار ومحاولة الغرب بشتى الطرق من تشتيت الأفكار وزعزعة المشاعر وتفكيك فكرة الإسلام والحط من قدرها ورسالتها، وقد أثرت هذه المحاولات بعض الشيء على بعض العقول وممن يجهلون حقيقة الرسالة المحمدية أو في الأصل يتجاهلونها لسبب واضح هي تتبعهم طريق العلمانية انعدام الإيمان.

كما تطرقت عن شخصية المرأة في الغرب في العهود الماضية وفي العصر الحديث وكيفية انحطاط قيمتها ماضيًا وحاضرًا، وما زالت تعتبر لديهم كبضاعة رخيصة، ومحاولة الغرب المستميتة لمحاربة المرأة المسلمة والحط من قيمتها ومن الإسلام بشتى الطرق.

وتطرقت أيضًا عن رأي العلماء والأساتذة في تعليم المرأة، وتناولت كيف أن التعليم فرض من الفروض دون حصرها على الذكور دون الإناث، كما أوصانا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - من خلال أحاديثه، وتحدثت عن المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات دون تفرقة أو تفضيل أحد على الآخر، وتحدثت عن المرأة والمجتمع، وكيفية تعاملها مع أسرتها ومع مجتمعها، وكيف تجعل شخصيتها معززة مكرمة ومحترمة في نظر الناس والمجتمع وكيف تطبق شرائع ديننا الحنيف.

وتطرقت عن حرية المرأة والحدود المطلقة لها دون تجاوز تلك الحدود حتى لا تكون شبيهة بالمرأة الغربية التي لا تؤمن بأن للحرية حدودًا، كما ركزت على القرارات الواجب اتباعها في المجتمعات الإسلامية عن التعليم والمدارس ومراحلها المتعددة.

وعن التعليم بعد الثورات التحررية في البلدان العربية، وتطبيق المراحل التعليمية والمدارس بعد الثورات التحررية وإلى وقتنا الحاضر وعن تعليم الفتيات في ظل حضارتنا المعاصرة، وعن اختلاط المدارس بين الذكور والأنثى وتوضيح نتائجها وعواقبها.

وتحدثت بالتفصيل عن اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ضد المرأة، ومن ضمنها حقوق المرأة في التعليم، وهذه الاتفاقية التي أقرتها الأمم المتحدة وشاركت فيها العديد من الدول ومنها الإسلامية والعربية.

وكذلك تطرقت عن العقبات والمشاكل التي تواجه المرأة في التقدم وفي عملية التنمية، وكذلك عن البيانات الإحصائيات للمرأة العربية في التعليم، وعن الفكر والحركة النسوية المعاصرة، وشرحت عن الفروقات بين الذكر والأنثى وتكوينهما الخلقي والنفسي والفكري والعقلي وأوجه الاختلافات بينهما من حيث الطبيعة والتكوين، كما تحدثت عن المرأة والأمية وأسبابها ومعالجتها، وعن المرأة ودورها في العمل وكيف تنسق بين أسرتها وتربية أطفالها وبين العمل، وأيضًا تناولت دور المرأة في المجتمع العربي والإسلامي المعاصر من خلال عدة جوانب، ودورها في الدول النامية، وأوضحت بعض المقترحات لتحقيق أفضل الأهداف في مسيرة المرأة التعليمية.

بالإضافة إلى ذلك أضفت لبعض الأبواب بعضًا من القصائد للعديد من الشعراء المعروفين الذين تطرقوا من خلال قصائدهم عن العلم والتعليم والأخلاق الفاضلة وعن تعليم الفتاة وواجباتها وتحليها بالأخلاق الحميدة والمبادئ السامية، كما أضفت بعض الحكم والأمثال لشخصيات تاريخية قديمة ومعاصرة.

وذكرت في الختام عن المراجع التي تطلعت عليها خلال موضوعي بشكل متسلسل، منها الكتب ومنها المقالات، راجية من الله القدير أن أكون وفقت في موضوعي.