ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث سابع )

بدأت البحث ببيان الغاية التي لأجلها خلق الله البشر، ثم أعقبت ذلك ببيان الأسس والدعائم التي يقوم عليها بناء الأسرة المسلمة بناءً سليمًا، لأن الأسرة لبنة من اللبنات التي يبنى عليها المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع، وأول تلك الدعائم، اختيار الزوجة الصالحة، تلا ذلك الحديث عن التربية الإيمانية للأبناء بذكر القيم التي يقوم عليها صلاح الأخلاق واستقامتها، وهي "استشعار عظمة الله وتقواه في السر والعلن، والتخلق بخلق الحياء"، وربط الأولاد بالقرآن بالتذكير المستمر بالآيات التي تغرس تلك القيم، بعد ذلك تكلمت عن الأخلاق والقيم التي يجب أن يتحلى بها جميع أفراد المجتمع، وما يجب على كل فرد من حقوق وواجبات، ليكون المجتمع مترابطًا متماسكًا ملتزمًا بشرع الله، كما يريد الله ورسوله.

بعد ذلك شرعت في الحديث عن المسؤولية، تعريفها وأنواعها، ودور الأسرة ومسؤوليتها في محيطها، ثم مسؤولية المجتمع في المحافظة على الكليات الخمس، وفي المسؤولية في حق الوطن، وبعد ذلك تحدثت عن مسؤوليات المواطن في حق وطنه، وركزت في الحديث عن المسؤوليات التي يلاحظ فيها القصور من بعض المواطنين، وطرحت بعض الحلول التي يمكن أن تحد من الفساد فيها تلك المسؤوليات، وهي "القصور في المحافظة على أمن الوطن - في المحافظة على سيادة اللغة العربية - في المحافظة على ممتلكات مرافق الوطن".

والعنصر الرابع الذي كان التهاون فيه عظيمًا هو السعي إلى إخراج المرأة من عفتها وحشمتها لتزاحم الرجال مبتذلة سافرة، وأسهبت في ذلك كثيرًا، مضمنًا ذلك أحاديث كثيرة للرسول - صلى الله عليه وسلم - تبين حرص الإسلام على حمايتها من الفساد والإفساد، وبعد ذلك بسطت الحديث عن أول خطوة لحماية المرأة والرجل من الفساد وهو غض البصر، وما يجب في ذلك، وبعد ذلك، بينت أضرار المعاصي، وما ينادي به من نداءات التي في مثلث الهلاك معاصي عظيمة فيها طغيان على حكم الله، فكيف تكون الحياة مع معصية الله!

بعد ذلك ذكرت الأحاديث الشريفة التي حذر فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - من اختلاط الرجال مع النساء في مواقف مختلفة، وبينت النتائج المترتبة على القيام بالمسؤولية، كل فرد فيما يخصه، وأثر ذلك على المجتمع، وبعدها أوضحت مظاهر من التساهل في المسؤولية، وأثر ذلك على المجتمع، بدأتها بتهاون الأسرة في المسؤولية، وختمت ذلك بمقارنة بين الأسواق قديمًا وحديثًا وما بينهما من فروق شاسعة، السبب في ذلك التهاون في المسؤولية، ثم ذكرت ما قاله ابن القيم في سد الرائع في منع ما يؤدي إلى الحرام، وبعد ذلك أوضحت بعضًا من الصور في التهاون في المسؤولية في المجتمع مثل التهاون في المسؤولية بين "الجيران وأهل الحي - مسؤولية الموظفين في أعمالهم"، ولأن المسؤولية موضوعها عظيم، كان لها النصيب الأكبر في البحث.

وبدأت الباب الثاني، عن الاحتساب، وكانت البداية لهذا الباب بيان حال الأمم الفاسدة والفاسقة وما أسباب هلاكها، كما جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف، ثم دعوت للقيام بهذه الشعيرة لئلا تغرق السفينة، ثم تعريف الاحتساب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[1].

تلا ذلك الحديث عن أثر تطبيق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى عصر الدولة العباسية، وأثر ذلك على المجتمع المسلم، ثم ذكرت درجات المنكر وأهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها مَن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

ولأن المرأة هي التي يُبنَى عليها صلاح الأسرة، بسطت الحديث في دور المرأة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذكرت الأماكن التي يجب أن يضاعَفَ فيها الاحتساب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قِبل المرأة، لكثرة المنكرات.

وبعد ذلك أوضحت حال المجتمع إذا قام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كيف يكون، وما يتحقق له من الريادة والسيادة والقيادة للأمة، وفرض احترام الأمم الأخرى له، ثم بينت كيف يكون حال المجتمع إذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وكان نهاية الحديث في هذا الباب عرض صور مشرقة من حياة السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رجالاً ونساء.

وبعد ذلك ختمت البحث برسالة إلى كل من بيديه مسؤولية أن يستشعر عظمة تلك المسؤولية، وأنه سيقف بين يدي الله - سبحانه - وسيسأل عمن هو مسؤول عنهم وعما يمكنه القيام به وأثر ذلك على الفرد والمجتمع، وعليه ألا يأخذ بأقوال دعاة التغريب الذين يقولون: "أعطوا أولادكم الثقة واتركوهم وشأنهم، ودعوهم يعتمدوا على أنفسهم"، ألا يعلمون أن الشيطان هو من يدعوهم إلى تلك الأفكار ليخرجهم مما هم فيه من خير وصلاح، إلى كل شر ورذيلة؛ لأنه أيس أن يكون له عباد في جزيرة العرب فدخل عليم من باب المدنية والتحضر وترك الرجعية التي هي القيام بالمسؤولية.

هذا ونسأل الله العزيز الحكيم الثبات على الحق والنصرة له حتى الممات، ونسأله العون والسداد والهداية إلى سبيل الرشاد.

فما كان من صواب وسداد فمن الله، وما كان خطأ وزلل، فمن نفسي ومن الشيطان، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.