ملخص بحث: إيقاظ روح المسؤولية والجد، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد

ملخص بحث:

إيقاظ روح المسؤولية والجد، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد

الأجزاء:

الجزء الأول: تحقيق التنمية والمحافظة على البيئة.

الجزء الثاني: دور التربية والمناهج التربوية في غرس روح المسؤولية.

الجزء الثالث: دور الاحتساب وأثره في تغيير المنكر والحفاظ على المجتمع.

الجزء الرابع: مقتطفات من موقع الحسبة.

ملخص البحث:

قد ذكرت منه القليل في المقدمة؛ لذا أكررها هنا، وقد فهرست العناوين الصغيرة أيضًا عسى أن يوجد بينها ما يلفت الانتباه، ويحمس لقراءة هذا الكتاب؛ فقد ينتفع به مسلم فيحصل الأجر إن شاء الله عز وجل.

إن الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله، عبد الله ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحق خاتمًا للرسالات السماوية الكريمة، ومتم علينا النعمة العظيمة، وهادينا إلى التي هي أقوم في كل أنظمة الحياة ومجالاتها، ومنها النظام الاجتماعي؛ حيث إن الحياة لا يصلح أن تكون فرطًا بلا نظام، ولا أن تكون عبثًا بلا هدف ولا غاية: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115].

إن الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجلِّ الطاعات، وأعظم القربات، وهي امتداد لعمل الأنبياء والمرسلين في نشر الإسلام وحفظ شرائعه، وهداية الناس وتبصيرهم بأمور دينهم وما ينفعهم في معاشهم ومعادهم؛ فنفعها متعدٍّ للخلق، وفضائلها كثيرة ومشهورة.

والدعوة إلى الله تتجدد في كل مكان وزمان من حيث الأسلوب والوسائل والمجالات، ومن أعظم المجالات المعاصرة وأهمها مجال الإنترنت، فالاحتساب من خلاله له مزايا وخصائص عديدة، قل أن توجد في غيرها، وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله.

إن القائم بالإنكار أشبه ما يكون بالطبيب، يختار من العلاج ما يناسب حال المريض فيصف من الدواء ما كان أقل ضررًا وأكثر نفعًا، وكما لا ينبغي للطبيب أن يختار من الأدوية ما يضر الجسم وإن كانت تساعد على الشفاء مع وجود دواء يحصل به الشفاء وهو لا يضر، فكذا المحتسب الذي يقوم بإنكار المنكر لا يحل له أن يستعمل يده إن كان ما دونه في الرتبة يحقق ذلك، ولا ينهر إذا كان اللين أجدى، وهكذا.

إن المشكلة الهامة التي وجد بها قصور شديد هي المناهج الدراسية في المدارس، فهي لا تغطي احتياجات المواطنين الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لأنها لا تحقق المراد منها في مجال تحمل المسؤولية ولا تتعلق بالبيئة كما ينبغي، مما قاد إلى انعدام العلاقة بين هذه المناهج الدراسية وهذه المجالات.

كما أن عدم وجود علاقات وقنوات سليمة بين المناهج الدراسية والعقيدة عند الناس في معظم المواد حجبها عن دورها في المجتمع، وكذلك عدم استقرار خطط التربية ومتابعتها وعدم وضوح علاقاتها بالتربية أدى إلى افتقار التخطيط التربوي السليم في جميع نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وإذا رجعنا إلى الخلف قليلاً فإننا نجد أن حركة التعليم كانت بطيئة قبل استقلال الدول العربية التي كانت مستعمرة مما أدى إلى انتشار الجهل والأمية، وبعد الاستقلال بدأت هذه الدول تجاهد للخروج من هذه الأزمة، ولكن كانت هنالك بعض المشكلات التي رافقت هذه المجاهدة مثل عدم وجود تخطيط تربوي علمي سليم مما قاد للاقتباس والارتجال في الهيكل التربوي والاجتماعي؛ لهذا كان لا بد من إيجاد حل سليم وسريع لهذه القضية التي يرتكز عليها حل معظم مشكلات التعليم من تخطيط سليم وتدريب وإعداد للأساتذة واستقرارهم.

لقد شهد التعليم في الدول العربية في السنوات الأخيرة اهتمامًا واسعًا؛ فقد انتشرت المدارس والجامعات وبصورة كبيرة وسريعة في كل أرجاء العالم العربي.

ومن هذا المنطلق فإن العملية التربوية يجب أن تواكب هذا التوسع والتوجه الحضاري وأن تكون مبنية على القيم الإسلامية السمحة والعقيدة الإسلامية الحقة، ويصبح نافعًا لمجتمعه ولنفسه, فالتربية الإسلامية يمارس بها المسلم ما يتعلمه ويحول كل ذلك إلى سلوك يمارسه في حياته ويتعايش به في وطنه.

لا أحد ينكر أن التربية الإسلامية هي الأساس المتين لحضارة المسلمين التي ساعدت على اكتشاف جوانب نمو الفرد العقلية والجسمية والخلقية وكذلك الاجتماعية, ولكن رغم ذلك نجد أن المادة العلمية لعناصر المنهج الآن في المؤسسات التعليمية العربية انطلقت من منطلقات أصحاب المبادئ والأفكار غير المسلمين، ورغم المحاولات الجادة للتحسين فإن تلك المناهج بحاجة إلى تشكيل هيئة تركز اختصاصاتها في مراقبة المناهج، فليس من العقل رفض علوم غير المسلمين كلية، بل تقنينها والاستفادة منها في إطار شريعتنا وخلقنا.

وقد وجهت اهتمامي في هذا البحث إلى تربية الطفل، فطفل اليوم هو رجل الغد إن حسنت تنشئته في الصغر أصبح رجلاً مؤهلاً لتحمل المسؤولية؛ لذلك لا بد من تربية الطفل بالأسلوب السليم من منظور الإسلام، تبدأ التربية الإسلامية عن طريق المحاكاة والتلقين؛ ذلك أن الطفل ينشأ فيرى أبويه يقرأان القرآن ويقيمان الصلاة فينطبع في ذهنه هذه الصورة ويبدأ في التقليد فإن لم يتأثر بالمحاكاة دُفع دفعًا لتعلم القرآن وأُمر بالصلاة لسن سبع، فإن كان ابن عشر ضُرب من أجلها ضربًا.

الأثر يدل على المسير:

ينقصنا دعاؤكم، وفقنا الله وإياكم، وجزاكم الله خيرًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.