• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / ملخصات أبحاث مسابقة تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع
علامة باركود

ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث سادس )

خاص شبكة الألوكة


تاريخ الإضافة: 18/5/2013 ميلادي - 8/7/1434 هجري

الزيارات: 6989

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص بحث

تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع

(بحث سادس)


الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ونستهديه بهداه الذي لا يَضل مَن أنعم به عليه، مَن يهدِ اللهُ فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، بعث النبيين مبشِّرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكمَ بين الناس فيما اختلفوا فيه، منبهًا على حمل الإنسان الأمانة، غفلة منه عن ظلمه وجهله، في الوقت الذي أبت فيه السموات والأرض والجبال حملها؛ خوفًا وإشفاقًا، فقال - جل وعلا -: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72].


ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما بعد:

فإن موضوع الشعور بالمسؤولية وتنميتها في الحياة موضوع ذو بال؛ فلِكَي ينتفي العبث لا بد من أن يتحقَّق الشعور بالمسؤولية، والاستفادةُ منها استفادةً دائمة تقتضي تنميتَها والانتقالَ بها من حال إلى حال.


فالشرع والعقل يأبيانِ أن تكون الحياة عبثًا، أو أن يسودَ فيها الضرب على غير هدى؛ لقوله - تعالى -: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ [المؤمنون: 115]، فحينما تختلط الحدود بين الحق والواجب، وتنمحي الحواجز بين الأفراد وبين ما استرعوا عليه، فلا الحق يغدو واضحَ القسمات، ولا الواجب يمسي جلي المعالم والمحددات، ولا الفرد يصير مستشعرًا ما أوجبه الله عليه تجاه أسرته ومجتمعه ووطنه، فإن الخبط والاستهتار والعبث تصير الصفات والملامح ذات السيادة في الحياة.


ولما كانت عقيدة التوحيد تأبَى على المسلمين أن تكون هذه الأوضاع أوضاعَهم، فإنها دعتهم إلى تحمل مسؤولياتهم وواجباتهم؛ باعتبارها أمانات، فلم تُعْفِ أحدًا منهم من مسؤوليته عما هو تحت رعايته وإشرافه.


ولكي يتسنَّى للفرد أن يصل إلى ما ألحَّت به عقيدة التوحيد عليه، فيشعر بمسؤولياته، فإننا رَصَدنا الروافد التي تتحقَّق من خلالها تنميةُ الشعور بالمسؤوليات في علاقتها بالمحاضن التي استهدف التوجه إليها بها؛ عقيدة وتربية، وإعلامًا وفكرًا وإبداعًا.


ولكي يكون لهذا المبتغَى غايةٌ وفائدة، فقد ربطنا بين الشعور بالمسؤولية وبين العلماء والدعاة، فلا مناصَ لشعورٍ بمسؤولية لدى فرد من الأفراد من أن يكون فضله منسحبًا على مَن يمثل تحمل المسؤولية بالنسبة إليه حقًّا من الحقوق، بل أكثر من ذلك، فإنه لا مندوحة له من أن ينسحب على الدعاة الذين يجدون العنت في توصيل هذه المفاهيم إلى الناس، ويركبون المشقات من أجل تثبيتها في نفوسهم، ولا سيما بعد ما أصاب الحقوقَ والواجباتِ من لبس شديد.


ولا بد للحديث عن تنمية الشعور بالمسؤولية من استدعاء الأسباب الكامنة وراءه، فالاختلالاتُ التي صارت تغزُو النفسيات الفردية والجماعية، والتحوُّلاتُ السلبية التي غدت ممثلة للملامح المميزة لكثير من أفراد المجتمع، أمست تدعو إلى تدارك الوضع غير السَّوَي الذي تضيع به حقوقٌ، وتنهارُ به أنظمة ثقافية كان لها حتى وقت قريب حضور متميز، وأثر إيجابي على الفرد والمجتمع.


فالأفرادُ المَعْنِيون بسلامة الأسرة وتراصِّ لَبِناتِ بنائها وتقوية واجهاتها ودعاماتها، من أجل أن تقاوم العواصف والأعاصير، وتتمكن من عبور الأمواج العاتية بسلام آمنة مطمئنة - لن تكون لعملهم جَدْوى إلا إذا استَشعروا مسؤولياتهم تجاه الأسرة من أجل السير بها قدمًا نحو ما يضمن لكل أطرافها الراحة والطمأنينة والمصالح العاجلة والآجلة في الدين والدنيا والآخرة.


وإذا وُسِّعت المساحةُ ليُنظر فيها إلى المجتمع كله، ولم يَعُد الحديث مقصورًا على الأسرة وأفرادها، فإنه يُلاحَظ أن العلاقات التي تربط الأفراد فيه قد صارت تعرف تحولات كثيرة، يُلمَس فيها التفكك والشنآن والتوتر، وهي تحولات يمكن إرجاعها بيسر وسهولة إلى تراجع الشعور بالمسؤولية لدى الأفراد؛ بحيث لم يَعُد الفرد يهتم بالمداخل التي تتحقق من خلالها جسديةُ المجتمع، فلا يكف أذى، ولا يجلب نفعًا، ولا يدفع ضررًا، ولا يحترم حقوقًا، ولا يأمر بمعروف، ولا ينهى عن منكر، ويستجيب للمعوِّقين الذين يثبطون العزائم، ويَرُدُّون المقدِم، ويُجهِزون على أعمال الخير، فلا يحمل همًّا من هموم المسلمين، ولا يستشعر أنه على ثغر من ثغوره.


وإذا ولَّت الوجوه شطر الوطن، باعتباره المحضن الذي تستقر فيه الأسرة والمجتمع، فإن تحولات صارت تطبع علاقة أفراده به، فتلوح للمرء من بين ثنايا إحساسات الأفراد ومشاعرهم، وما يأتون وما يذرون؛ إذ إن كثيرًا من أفراد المجتمع لا يستحضرون مخاطر الإضرار بالوطن واستقراره، ولا ينتبهون إلى أن حياتهم جميعًا تصير في مهب الريح إذا مُسَّ الوطن بسوء.


وهو ما يصرف هذه المشاهد لأن تمثل اختلالات في القيام بالمسؤولية تجاه هذه المحاضن الثلاثة؛ ذلك لأنه بالانطلاق من رصدها تُستَحضر قيمةُ الموضوع الذي ينصرف إلى تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الأفراد، ودعمه وتوجيهه التوجيه السليم الذي تعود به الأمور إلى نِصابها، فتسخَّر من أجل ذلك كلُّ الأسباب والوسائل من أجل إصلاح الحال والمآل، ليرفُل المجتمع كله في ظلال العزة والكرامة ورَغَد العيش.


ومن هنا تظهرُ أهميةُ توجيهِ البحث العلمي المتخصِّص إلى الاهتمام بموضوع تنمية الشعور بالمسؤولية ورصد آثاره في الحياة الاجتماعية والدعوية.


ولقد وجَّهتُ وجهي شطر القيام بهذا الأمر الجلل، ولذلك فقد كان لزامًا عليَّ أن أُقِيم عملي على دعامتين اثنتينِ؛ هما:

الأولى: تمثَّلت في جمع المادة العلمية من مظانِّها المختلفة، قرآنًا وسنة، وتفسيرًا وشرحًا، وتربية واجتماعًا، وتاريخًا وحضارة ولغة...


والثانية: تمثلت في دراسة هذه المادة وترتيبها تبعًا لما يقتضيه المنهج، ثم تحريرها تحريرًا علميًّا.


أما عناصر الدراسة، فقد قسَّمتُها إلى ثلاثة أبواب، تسبقها مقدمة وفصل تمهيدي، وتُلخِّص نتائجَها خاتمةٌ أردفت بلائحة المصادر والمراجع المعتمَدة في هذه الدراسة، وفهرس للموضوعات يسهِّل العودة إلى القضايا التي عُرضت فيها.


ففي الفصل التمهيدي تم الحديث عن المفاهيم الأساسية التي يقوم عليها موضوع البحث، وعن تنمية الشعور بالمسؤوليَّةعند أفراد المجتمع، باعتبارها مدخلاً من مداخل التنمية الاجتماعية الشاملة، وذلك من خلال ثلاثة مباحث وثلاثة مطالب، عالجنا فيها المفاهيم الأساسية مدار البحث، ونبَّهنا على أن تنمية هذا الشعور يتحقَّق بها تغييرٌ إيجابي، ويحدث بهاعلاج سلوكي، وتركَب بها مراكب الصلاح.


وقد خصَّصنا الباب الأول من الدراسة لكون تنمية الشعور بالمسؤولية تتحقق من خلال روافد محددة، وقد جاء في أربعة فصول:

اهتم أولها: برصد أثر العقيدة الإسلامية في بناء المسلم المسؤول، وجاء في ستة مباحث.

واهتم ثانيها: بأثر توجيهات التربية في تنمية الشعور بالمسؤولية، وجاء في ستة مباحث أيضًا.

واهتم ثالثها: بأثر توظيفات الإعلام في تنمية الشعور بالمسؤولية، وجاء في ثلاثة مباحث.

واهتم رابعها: بكون الشعور بالمسؤولية ينمو بالفكر والإبداع، وقد جاء في ثلاثة مباحث أيضًا.


وخصَّصنا البابَ الثاني لكونِ تنمية الشعور بالمسؤولية هي خدمة للمحاضن الأساسية التي مثل منها الفصل الأول الشعورَ بالمسؤولية تُجَاه الأُسرة، وقد جاء محددًا في خمسة مباحث.


ومثل ثاني هذه الفصول جسدية المجتمع وكونها تبنَى باستشعار المسؤولية، وجاء متضمنًا تسعة مباحث.


وأما الفصل الثالث، فقد اهتمَّ برصد الكيفية التييقي بها الشعور بالمسؤولية الوطنَ كلَّ المكاره، وجاء مكونًا من خمسة مباحث.


وأما الباب الثالث، فقد اهتممتُ فيه بالاحتساب الاجتماعي في الشعور بالمسؤولية لتخفيف العِبْء عن الدُّعاة والعلماء، وفيه فصلان؛ اهتم أولهمابالشعور بالمسؤولية والاحتساب الاجتماعي، وجاء مبنيًّا من خمسة مباحث.


واهتم ثانيهما برصد أثر الشعور بالمسؤولية في التخفيف عن الدعاة والعلماء، وقد جاء محددًا في ثلاثة مباحث.


وكان فصل الختام باستنتاجات عامة، أدرجناها في نهاية البحث.


وأما صعوبات الدراسة، فإنها ليست خفية على الدارسين، وقد احتسبت كل ما لقيته منها، من جهد وسهر ونفقات، على الله - تعالى.


إن تنمية المشاعر الداعمة للشعور بالمسؤولية كانت الهاجس الأكبر المتحكِّم في توجيه هذا البحث الذي بعد عبورِنا محطاتِه الأساسية المتمثلة في روافده، والمتوجهة لخدمة المحاضن الأساسية، والمتخَذة الاحتساب الاجتماعي مركبًا لتخفيف العِبْء عن الدُّعاة والعلماء، لاحت منه مجموعة نتائج مهمة نعرضها على الصورة الآتية:

♦ تبينت الروافد التي تنمو بها المسؤولية في كل حال، ولاحت الكيفية التي ينبغي لكل فرد من الأفراد أن يركبها في تعامله مع أسرته ومجتمعه ووطنه؛ بغيةَ أن يصل بها جميعًا إلى بر النجاة بسلام.


♦ تحددت الروافد المغذية للشعور بالمسؤولية في العقيدة، والتربية، والإعلام، والفكر، والإبداع؛ باعتبارها الروافد المغذية للعاطفة والعقل على السواء.


♦ تبين وجوبُ استثمار هذه الروافد استثمارًا إيجابيًّا يتخذ العقل والروية أساسًا، من أجل الوصول بالأفراد جميعهم إلى البغية المحمودة التي يسود فيها الجد، وتحفظ فيها الحقوق، وتحدِّد الواجبات.


♦ ظهر أن أَوَدَ الأسرة لا يستقيم ولا يستوي أمرُه على سوق إيجابية سويَّة، إلا بالتزام الشعور بالمسؤوليات الملقاة على عاتق أفرادها.


♦ ظهر أن لعقد المقارنة بين الحال التي تكون عليها الأسرة التي يسودُ فيها الشعور بالمسؤولية وبين التي تكون مجردة من ذلك، أثرٌ عظيم في تنبيه الأفراد إلى العضِّ بالنواجذ على الالتزام بواجباتهم ومسؤولياتهم، كما ظهر أن له الأثرَ الجليلَ في تنمية هذا الشعور.


♦ تُبنَى جسديةُ المجتمع باستشعار المسؤولية تجاهَه، فيُكفُّ الأذى، ويُجلبُ النفع، ويُدفعُ الضرر، وتحترم حقوق الآخرين، ويتم الحرص على تحقيق التكافل الاجتماعي بالانطلاق من حمل همِّ المجتمع؛ رغبةً في الفوز بالانتماء إليه، فيتولد الشعور بالمسؤولية تجاه كل ما يخدم المجتمع ويحقق رقيَّه وتقدُّمه.


♦ تتعدَّد آليات تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة والمجتمع والوطن، ولكن تبقى الآليتانِ المستقرَّتان في الذروة والسنام منها متمثلة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ باعتبارهما الوسيلتينِ الأساسين اللتين بهما يَنصلِح ما فسد، ويُجبر ما كُسر، ويستقيم ما اعوجَّ وزاغ عن الطريق.


♦ ليستقرَّ الشعور بالمسؤولية في موقع لا يتزحزح عنه من نفسية الفرد، فلا مَناص له من أن يُزاح المثبِّطون الذين يُظهِرون سلوكه إظهارًا سلبيًّا، ويجعلون تميُّز تصرفه تجاه أسرته ومجتمعه ووطنه في دركات الانتقاد، وقلب الحقائق، مما يَفتُّ في عضدِه، ويُقهقِر حركتَه من الإقدام على التمسك بالخير والبذل، إلى أن يولي سلوكَه الأدبار، ويركن إلى الكسل والتفريط في المسؤوليات والواجبات.


♦ إذا تحقَّق الشعور بالمسؤولية لدى الأفراد تكون وقاية الوطن من كل المكاره قد تحقَّقت أيضًا؛ حيث تُستَشعَر قيمة الأمانات، ويرسخ الأمن، وتُدعم الوحدة، ويُحقق الرقي، ويُحافظ على الوطن.


♦ وإذا كان الوطن سفينةً يستقلها كل مَن يعمره، فإن الواجب أن يَبذُل كلُّ فرد من الأفراد جهده في الحفاظ عليه، ويشعر بمسؤولياته تجاهه، ويجتهد في تنمية ذلك في نفسه وفي نفوس الآخرين.


♦ ينصرف أجرُ الشعور بالمسؤولية إلى أن يُحتسب على الله - تعالى - في كثير من المواقف والسياقات، ولذلك فإنه لا يشعر بالمسؤولية إلا مَن يؤمن بها، ولا يقوم بالواجب إلا من يقدِّره حق قدره، فيحتسب جهوده من أجل نجاح المجتمع وفلاحه.


♦ لكي تستفيدَ الأسرة والمجتمع والوطن من استشعار جميع الأفراد مسؤولياتهم، فإن الواجب يقتضي تطهيرَ النفوس من التملص من مسؤولياتها بالاستفادة من المداخل كلها، مما يكون له أثر في تنقية النفوس من أدرانِها وشوائبها، والاجتهاد في تدبير أمر الاحتساب وإبداع آليات لاستمراره.


♦ إذا عمَّ الشعور بالمسؤولية وساد أمرُه في حياة الناس، فإن القائمين بإرشاد المجتمع وتوجيهه من العلماء والدعاة تخفُّ الوطأة عن كواهلهم، ويتحرَّرون من الحمل الذي يثقل عواتقهم.


ومن خلال هذه النتائج، يتبيَّن أن تنمية الشعور بالمسؤولية في النفوس أمرٌ ذو بال في خدمة محاضن الأسرة والمجتمع والوطن، وحفظها والذبُّ عنها بكل نافع محصَّن بَان.


وأخيرًا، فإننا نبتهج ابتهاجًا يُثلِج الصدر بما نراه من توجُّه علمي- جعلته الألوكة الرسالية على عاتقها - نحو إيقاظ عزائم أبناء المسلمين، وشحذ هممهم، والدفع بهم إلى المشاركة في صناعة ما يُصلِح حياتَهم، ويقوِّم أودَهم، ويستقلُّون به بمواقع الشَّامات في وجه المعمور، وهو توجُّه يعتبر هذا الموضوع القيِّم الذي اختاره علماؤنا الأجلاء - إلى جانب إخوته من المواضيع المقترحة للدرس والمناقشة - شاهدًا على ملامحه الطيبة الظاهرة، التي نسأل الله - تعالى - أن يحقق بها عودةَ المسلمين إلى القيام بمسؤولياتهم على الوجه الإيجابي المتميز؛ بغيةَ أن يصيروا قادةً للعالم وسادةً للمعمور، كما كانوا في غابر العصور وقديم الأزمان.


والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • ملخص بحث: دور الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية في تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية عند أفراد المجتمع(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية لدى أفراد المجتمع، ودور الاحتساب الجماعي(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: المسؤولية وطرق تنميتها عند افراد المجتمع(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث سادس عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث خامس عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية لدى أفراد المجتمع ( بحث رابع عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث ثالث عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث ثاني عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث حادي عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث عاشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب