• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / ملخصات أبحاث مسابقة تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع
علامة باركود

ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث خامس )

خاص شبكة الألوكة


تاريخ الإضافة: 18/5/2013 ميلادي - 8/7/1434 هجري

الزيارات: 4888

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص بحث

تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع

(بحث خامس)


الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

جعل الله - سبحانه وتعالى - هذا الإنسان خليفةً في هذا الكون، ووَهَبه العقل والحكمة، والقدرة على التخطيط والإدارة والتدبير، وأرسل الأنبياء ليرشدوه ولينبهوه إلى مهمته الجليلة، وأودع فيه شعورًا خفيًّا داخليًّا ينبض ببعض مسؤولياته، إذ بفقدان هذا الشعور الخفي الداخلي، أو بتعطليه، أو بتجاهله، جزئيًّا أو كليًّا، يفقد الإنسان إنسانيته، جزئيًّا أو كليًّا؛ لأنه الباعث الوحيد الذي يحثه على القيام بمسؤولياته العظيمة، التي بحملها يتميز عن سائر المخلوقات، وبحملها يكون قد أدى الأمانة التي أنيطت به؛ إذ الإنسان بقدر ما يقوم به من مسؤوليات، سواء تلك التي كلفه الله - تعالى - بها، أو تلك التي التزم بها من تلقاء نفسه، كأن وعد بها أحدًا ما، أو تعهد بها لأحد ما، أو تلك التي تُتوقع منه بحكم موقعه أو مكانته، أو اعتباره - ضمنًا أو صراحة - إقدامًا أو إحجامًا.

 

وكم هو حَرِي بالإنسان العاقل، والمؤمن الصادق، والمسلم الناضج، أن يُدرِك المشاعر والأحاسيس التي وهبها الله - تعالى - إياها، عن بحث وعلم ومعرفة، لا بمجرد الفطرة؛ لأن المعرفة المكتسَبة تهذِّب كثيرًا من مشاعره، وتوضِّحها، وتُسرِع في تنميتها وترقيتها، وهذا بدوره، يرهف إحساسه بواجباته ومسؤولياته نحو دينه ونفسه وأسرته ومجتمعه.

 

وعلى سبيل الإيجاز، فإن الشعور ذو صفاتٍ؛ (فهو معرفة مباشرة، وذو موضوع وشخصي)، ودرجات (عفوي، تأملي، ما تحت الشعور)، ومعطيات (ديمومة، فكر، ذات)!

 

ولا على المسلم الصادق، والمؤمن الناضج، إلا أن يرقى بشعوره، بصفاته ودرجاته ومعطياته، لينبضَ بمسؤولياته المُلْقَاة على كاهله! وبالتالي، ليؤدِّيَها على الوجه الأكمل والأليق!

 

ولئن كانت المسؤولية تشمل الجميع في سائر أوقاتهم، فلقد تدارك الله - تبارك وتعالى - عباده بلطفه، فرفع عنهم الحرج فترات نقاط الضعف التي قد يتعرضون لها في حياتهم الخاصة والعامة، وذلك في حالات أربع: النسيان، والخطأ، والإكراه، والاضطرار، وفيما سوى ذلك فالجميع مسؤولون، كل قدر استطاعته، وكل مِن موقعه.

 

هذا، وتتمتع المسؤولية بمنطقية وعدالة وحكمة، فهي فردية، بمعنى أنه يسأل عن نفسه، ويسأل عمَّن يعول بحدود، ويسأل عن الآخرين بمقدار الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ إضافة إلى العون والمساعدة - في البأساء والضرَّاء - حتى إن مسؤوليته عن نفسه نسبية، فهي في العسر غيرها في اليسر، وفي القوة غيرها في الضعف، وهي غير ثابتة، فلو أخذ الفرد برخصة في السفر، تزول هذه الرخصة إذا ما انتهى سفره.

 

ولَكَم يجد الإنسان مواطن خلل وثغرات في نفسه وأسرته ومجتمعه، لا يمكن أن يسدها بمعطيات فطرته فحسب، مهما كانت فطرته سليمة! لتتدخل المعرفة المكتسبة، ولتكمل المهمة؛ ذلك لأن الفطرة كالعينينِ السليمتين، إلا أنهما لا تُبصِران في الظلام؛ إذ إنهما لا تبصران إلا بنور خارجي، كنور الشمس، أو ضوء اصطناعي! وكذلك الفطرة السليمة تحتاج إلى بحث وعلم ومعرفة، في طريقها إلى الكمال، وهذا النور الخارجي في عالم العلم والمعرفة، هو ما أتى به جميع الأنبياء والمرسلين - صلوات الله تعالى عليهم - وهو من بعدهم ما يسمى بـ "الاحتساب الاجتماعي"، إنه تذكير للناس بالنيابة عن مقام النبوة، وهو صفة من صفات خيرية هذه الأمة، وهو ميزة عظيمة من مزاياها الحميدة، وهو صنف من أصناف الجهاد! وما سمي احتسابًا إلا لأن المحتسِب يحتسب من ورائه الأجر والمثوبة من عند الله - تعالى - وهو يشمل الرجال والنساء، كل حسب موقعه، وكل حسب طاقته، وكل فيما يُفلِح فيه أكثر؛ فالمجالات التي تحتسب فيها المرأة قد لا تناسب الرجل، والعكس صحيح! وذلك كاحتسابها على الأسرة واحتسابها على النساء في المناسبات والولائم واللقاءات والأسواق النسائية المغلقة، وفي الأماكن الترفيهية المغلقة للنساء، وفي الصحف والمجلات، وفي الأسواق العامة، وفي المدارس والمعاهد والجامعات، وما يتعلق بهن من إدارات نسائية، وفي المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية من تحليل وتصوير وتنظير الاحتساب على الصديقات الاحتساب في شبكة الإنترنت؛ ونظرًا لأهمية الاحتساب، وتفاديًا أن يهمل شأنه بالكلية، أو يقصر الناس في شأنه العظيم، فعلى الدولة أن تعين أناسًا على مستوى عالٍ من العلم والكفاءة والخبرة في مخاطبة الناس؛ لتقويم ما اعوجَّ من سلوكياتهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وللعمل التطوعي شبه به، ما دام أنه ينسجم مع روح التشريع، وما دام أنه يبتغى به وجه الله - تبارك وتعالى - فليقدم المسلم عليه ولا يتردد، ولا يضرنا من خلط فيه عملاً صالحًا وآخر سيئًا، إن نحن وضعنا كل شيء في نصابه!

 

وإذا ما بحثنا عن المسؤولية في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، لوجدنا الكثير ممن علينا واجبات ومسؤوليات تجاههم، وممن عليهم واجبات ومسؤوليات تجاهنا، وبالتالي ستتنوع الواجبات والمسؤوليات وتتعدد، بتنوع وتعدد من تتعلق به!

 

فهناك مسؤولية الخلافة، ومسؤولية العدل، والمسؤولية الشخصية، والمسؤولية الأسرية، والمسؤولية الجماعية، والمسؤولية الدينية، والمسؤولية الاجتماعية، والمسؤولية الأخلاقية، والمسؤولية العلمية، والمسؤولية الوطنية، والمسؤولية الإنسانية، والمسؤولية المالية.

 

كما أن من جملة المسؤوليات، مسؤولية الكلمة، ويالها من مسؤولية عظيمة، سواء كانت منطوقة أم مكتوبة، لما لها من آثارها الحميدة، إن أحسن استخدامها؛ ولما لها من آثار وخيمة، إن أسيء استخدامُها! كما أنها المؤشِّر الحقيقي، لنفسية قائلها وعقليته ومستواه!

 

ولعله من نافلة القول أن المسؤوليات ليست على مستوى واحد من الأهمية، وبخاصة إذا كان متعلِّقها ليس من مجالات اهتمامه؛ كالعلم، بالنسبة للجاهل، وكالمال بالنسبة للفقير، وكالسياسة بالنسبة للعامة!

 

إن الشعور بالمسؤولية بمثابة النور الهادي إلى طريق الفلاح، وفقدانه سيجعلُنا نضلُّ الطريق، ونتخبَّط في ظلمات، بعضها فوق بعض!

 

إن الشعور بالمسؤولية هو المفتاح الوحيد لخير الدين والدنيا والآخرة، ولذلك كان التركيز على سلامة هذا الشعور وتنميته خير تنمية، ضرورة ملحة، لا غناء عنها، ولا مناص منها، لمن يريد أن يحيا الحياة اللائقة بالإنسان، الذي كرمه الله - تعالى - وجعله في الدنيا خليفة في الأرض، وفي الآخرة وارث جنان النعيم!

 

إن المجتمع - أي مجتمع - كبيرًا كان أم صغيرًا، متقدِّمًا كان أم متخلفًا، متمسكًا كان أم متفككًا، يحتاج للنهوض به إلى أناس على مستوى عالٍ من المسؤولية؛ ليدفعوا عنه كل ما يمكن أن يهدِّد من كيانه، وليسهروا على حمايته ورعايته، والعناية به، وليخططوا لمستقبله، عسى أن يرقوا به نحو الأفضل والأكمل والأمثل!

 

وبما أن أمر المسؤولية ليس مجرد شعار يُنادى به، أو قصة يحلو التفكُّه بها، أو كلمة يمكن لأي إنسان أن يطلقها دون حقائق وثوابت، بل هي مطلب حقيقي يجب أن يحياها أصحاب المسؤولية حياة حقيقية ملموسة، في جوانب الحياة كافة، كان من واجب كل إنسان أن يقوم بها، باعتبار أن كل إنسان مسؤول! وهيهات لأصحاب المسؤولية أن يقوموا بهذه المهمة العظيمة حق القيام، ما لم يكن الشعور بها نابعًا من داخلهم، وملازمًا لهم وباعثًا، يحفِّزهم للقيام بواجباتهم في كل صغيرة وكبيرة!

 

والجدير بالذكر أن تعدُّد المسؤوليات، وتعدُّد المسؤولين أمر في منتهى الحكمة والإحكام؛ إنه ليشدُّ أزر المجتمع بمن فيه، فإذا قصر إنسان في مسؤولية من مسؤولياته، فعساه ألا يقصر في الباقي، وإذا قصر هذا في مسؤولياته، فعسى ألا يقصر الباقون! ناهيك أن المجتمع يصبح ساحة طيبة، يتنافس فيها الناس في الخير، فما دام أن الآخرين إيجابيُّون في تحمل مسؤولياتهم، فيجب أن أُحَث من داخلي لأكون مثلهم، أو خيرًا منهم، وما دام عليَّ واجبات، فلا عليَّ إلا أن أقوم بها، على الأقل، لكي أستطيع أن أطالب بحقوقي!

 

وإذا ما استعرضنا المسؤولين في المجتمع، لما وجدنا أحدًا بدون مسؤولية! لا، بل كل واحد عليه أكثر من مسؤولية، تجاه أكثر من جهة! وبالتالي على الآخرين مسؤوليات تجاهه، ومن أكثر من جهة! فالوالدان مسؤولان تجاه أولادهما، والأولاد مسؤولون تجاه أبوَيهما، والزوج مسؤول تجاه زوجته، والزوجة مسؤولة تجاه زوجها، والكبير مسؤول تجاه الصغير، والصغير مسؤول تجاه الكبير، والرجل مسؤول تجاه المرأة، والمرأة مسؤولة تجاه الرجل، والعالِم مسؤول تجاه الجاهل، والجاهل مسؤول تجاه العالِم، والمعلِّم مسؤول تجاه الطالب، والطالب مسؤول تجاه المعلِّم، والطبيب مسؤول تجاه المريض، والمريض مسؤول تجاه الطبيب، والمحامي مسؤول تجاه موكِّله، والموكِّل مسؤول تجاه المحامي، والقوي مسؤول تجاه الضعيف، والضعيف مسؤول تجاه القوي، والغني مسؤول تجاه الفقير، والفقير مسؤول تجاه الغني، والدائن مسؤول تجاه المَدِين، والمَدِين مسؤول تجاه الدائن، والتاجر أو الصانع مسؤول تجاه الزبون، والزبون مسؤول تجاه التاجر أو الصانع، ورَبُّ العمل مسؤول تجاه العامل، والعامل مسؤول تجاه رب العمل، والراعي مسؤول تجاه الرعية، والرعية مسؤولة تجاه راعيها، والفرد مسؤول تجاه المجتمع، والمواطن مسؤول تجاه الوطن!

 

والجدير بالذكر، أن الشعور بالمسؤولية يتعارض مع الأنانية الذميمة، لما يتَّسِم بالغَيرة الحميدة؛ إذ إن صاحب هذا الشعور الناضج والمتكامل والشامل، لا يتوقَّف عند مسؤولياته تجاه نفسه كمكلَّف، بل إنه ليعانِي ويكابِد ويجاهِد، من أجل مجتمعِه أيضًا، لما يستشعرُ بواجبه نحوه، وأن يحيطَه بحمايته وعنايته ورعايته واهتماماته، ليكون مجتمعًا قويًّا متماسكًا، يتحلَّى بالقيم العظيمة، والأخلاق الفاضلة، والمبادئ السامية، والمُثُل السامقة، والتي بها لا يمكن أن يُختَرق من قِبَل أعدائه، لما أن أصحاب هذا المجتمع قد حصَّنوه من الداخل، لما أنهم قاموا بمسؤولياتهم كاملة تجاهه؛ إذ قاموا من قبلُ بالجهادَين: الأكبر (جهاد النفس)، والأوسط (الاحتساب الاجتماعي)، ولو أن الأعداء تحامَقوا، وهموا أن يقتحموه، لأُحبطوا وهُزموا، وباؤوا بالفشل الذريع، لما أن أهل هذا المجتمع سيقومون بالجهاد الأصغر بكل يسر وسهولة وبساطة، ولِم لا، وقد أفلحوا من قبل بالجهادين: الأوسط والأكبر؟ والمكلف - أيُّ مكلف - يبتغي بذلك وجه الله - سبحانه وتعالى - وحده!

 

من هذه المنطلقات يبحث الإنسان العاقل، والمؤمن الصادق، والمسلم الناضج، عن الوسائل التي تجعله، ليس فقط على علم ومعرفة ودراية بواجباته ومسؤولياته، بل عن الوسائل التي تُنمِّي في كيانه الشعورَ بهذه المسؤوليات؛ لأنه بهذه التنمية، سيكون أدَّى واجباته ومسؤولياته، ليس فقط، على الوجه الأكمل والأليق والأتم، بل سلسًا، لا عبئًا ثقيلاً عليه!

 

ولعل من أهم ما في هذا البحث، معرفة وتطبيق عوامل تعميق وتقوية وتنمية الشعور بالمسؤولية، وعلى رأسها:

رقابة الله - تعالى -: فمعية الله - تعالى - لنا أينما كنا، وعلمه بسائر أحوالنا، ومحاسبته لنا على كل ذلك، تقتضِي منا - دون أدنى شكٍّ - أن نراقبَه - سبحانه وتعالى - في سائر أحوالنا، في سرنا وعلننا، في مسؤولياتنا التي أسندها - سبحانه وتعالى - إلينا، وبخاصة: تجاه الآخرين؛ لأن حقوق العباد مَبْنِية على المشاحة!

 

الإيمان بالجزاء: فعندما يعلم الإنسان أنه مجزيٌّ بما يعمل، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، فلا بد أن ينعكس ذلك في ضبط سلوكه.

 

وضوح المنهاج والثقة به: فعندما تكون الطريقة التي ينتهجها الإنسان واضحة له، وموثوقًا بها من قِبَله، سيندفع إلى القيام بمسؤولياته، بهمة وعزيمة وتصميم.

 

الإرادة: فعندما يريد الإنسان شيئًا، يعد لإنجازه العُدَّة، كما يعمل جاهدًا على التغلب على الصعاب، إنها ليست مجرد كلمة.

 

الشكر على النِّعَم: لما أن الشكر عامل لبقاء النعم والازدياد منها، وخير وسيلة للشكر عليها، استعمالها في أداء المسؤوليات الملقاة على عاتقنا.

 

الإصلاح: عملاً بمضمون الآية الكريمة: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾ [هود: 88]؛ ذلك لأن قناعة الإنسان بدوره الإصلاحي حافز له أن يتابع تبنِّي مسؤولياته؛ فعندما يحقق الإنسان شيئًا من الإصلاح - ولو يسيرًا - يتولد لديه شعور بالسعادة، ما يدفعه للمزيد، وهكذا تتوالَى الإنجازات الإصلاحية وتتزايد، لما أن كل إنجاز يحثُّ صاحبه على إنجاز آخر، وربما يحثه على إنجاز أكبر، كما يحث الآخرين من حوله أن يساهموا ولو بكلمة تشجيعية له، ولو بدعوة صالحة له، وهنا تتضافر عوامل عديدة، كل منها له سهم بارز في تعميق الشعور بالمسؤولية، وتقويته وتنميته وتحفيزه، ويتمثل ذلك في:

• ممارسته، وهو أمر يحث على المتابعة، فمَن شرع في شيء، يرى من الحكمة أن يستمر فيه، عسى ألا يضيع ما سلف من جهوده.

 

• تحقيق بعض الإنجازات الإصلاحية عامل يقوي الشعور بمسؤولية المتابعة.

 

• تحفيز الآخرين له للمتابعة، لما أنهم جعلوا يقطفون ثمار إصلاحه.

 

• حاجة المجتمع الملحَّة، التي تتطلب مصلحين في كيان المجتمع.

 

• توفيق رب العالمين الذي جعل للمصلحين فيها نصيبًا: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].

 

• نَيْل الثواب الموعود من الله - سبحانه وتعالى.

 

• تحقيق الأمر الإلهي في الإصلاح، ونَيل شرف وسام العمل الإصلاحي.

 

• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ استجابة لقوله - تعالى -: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

 

• الدعوة إلى الله - تعالى -: استجابة للأمر الإلهي في الآية الكريمة، ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125].

 

واتصافا بما وصف الله - تعالى - به الدعاة والمصلحين؛ إذ قال - سبحانه -: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33]؛ ذلك لأن الدعوة إلى الله - تعالى - عمل جليل، يحفز الداعي على الاستمرار بتحمل مسؤوليته تجاه الدعوة، لما أن الداعي إلى الله - تعالى -:

• سيتحلى بالحكمة

 

• سيقوم بالموعظة الحسنة.

 

• سيمارس الجدال بالتي هي أحسن.

 

• سيكون من المهتدِين.

 

• سيكون من أحسن الناس قولاً.

 

• سيعمل الصالحات.

 

• سيتحلى بالعلم، ليمارس عملية الدعوة.

 

• سيتحلى بما يدعو إليه؛ إذ المفروض في الداعي أن ينفِّذ ما يدعو إليه، قبل الدعوة.

 

التعلم والتفقه: ذلك لأن بهما يكون الإنسان على بصيرة من أمرِه، وكما أن المال يأتي بالمال، كذلك العلم يأتي بالعلم، والفقه يأتي بالفقه، والتوسع في العلم والفقه مدعاة لأن يتعمق الإنسان في واجباته ومسؤولياته، وينميها.

 

محاسبة النفس: ذلك لأن محاسبة النفس، تعنِي أن الإنسان قد أصبح على قدرٍ من استيعاب سلوكياته وتصرفاته، وبمحاسبتها يزداد الإنسان تعمقًا في مسؤولياته، ويعمل على تنميتها.

 

من خلال توضيح هذه الفوارق الشاسعة، وتلك المنطلقات العظيمة، التي تنطلق منها المسؤولية، والمعرفة الدقيقة والمفصَّلة لجوانب المسؤولية وأنواعها، تنمو المشاعر النبيلة، والبواعث الخيِّرة، والحوافز الطيبة، ليكون أداء الإنسان لواجباته ومسؤولياته أقرب ما يكون إلى الكمال، عسى أن يصبح من الكاملين! وما هو أعظم من هذا كله، أن ثمار هذه المشاعر النبيلة، والبواعث الخيرة، والحوافز الطيبة، والمعرفة الدقيقة، ستنعكس على المجتمع بالخير العميم أضعافًا مضاعفة، فينعم بها ويسعد ويستقر، ويالها من نتائج عظيمة مباركة، تستحق أن يبذل لها الغالي والثمين في سبيل الحصول عليها!

 

أما إذا أخذنا بعين الاعتبار موضوع الجزاء يوم القيامة، فالفارق كبير جدًّا بين الفريقين، ربما كالفرق بين السماء والأرض، أو ما هو أكثر! وكيف لا، والمسلم الحق، والمؤمن الناضج، يضع نصب عينيه قوله - تعالى -: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر: 92، 93]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

 

والأمر الذي لا لبس فيه ولا غموض، هو أن كثرة المسؤوليات وشمولها المسؤولين ومناحي الحياة، أمر في منتهى الأهمية، لما له من دور بارز في حماية الأفراد والأسر والجماعات والمجتمعات، وحماية حقوقهم، ومن شأن هذا أن يزيدَهم جميعًا قوة على قوَّة، لما أن جهود الجميع، تتضافر لحماية حقوق الجميع!

 

ولعل من خيرِ ما يختتم به مختصر هذا البحث، ما ورد عن أبي بَرْزَة الأسلمي - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال: ((لا تزول قدما عبدٍ حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما عمل فيه، وعن ماله: من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه)).

 

والحمد لله رب العالمين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث خامس عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث سادس عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية لدى أفراد المجتمع ( بحث رابع عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث ثالث عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث ثاني عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث حادي عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث عاشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث تاسع )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث ثامن )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: تنمية الشعور بالمسؤولية عند أفراد المجتمع ( بحث سابع )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب