ملخص بحث: مدخل إلى الشبكات الاجتماعية

ملخص بحث

مدخل إلى الشبكات الاجتماعية[1]

الشبكات الاجتماعية عبارة عن خدمة شاملة تتيح للمتعلم مشاركة الأنشطة والاهتمامات وتكوين صداقات، والبحث عن اهتمامات وأنشطة لدى متعلمين آخرين، بالإضافة إلى تقديمها مجموعة من الخدمات، مثل: المحادثة الفورية، والرسائل الخاصة، والبريد الإلكتروني، والفيديو، والتدوين، ومشاركة الملفات، وغيرها من الخدمات، وهذا التنوع في الخدمات دفع (Panckhurst & Marsh, 2009, p.1) لأن يشير للشبكات الاجتماعية بأنها مجموعة متكاملة من تطبيقات الويب 2.0 تم وضعها في كيان واحد يسمح بالتواصل والتبادل الاجتماعي للمعارف، ومن أشهر الشبكات الاجتماعية الموجودة حاليًّا فيس بوك Facebook، وماي سبيس Myspace، ويذكر (Meden & Ahac, 2009, p.1) أنه عند الحديث عن الشبكات الاجتماعية يمكن القول عنها: إنها تجسيد للعلاقة بين الفرد والمجتمع والتكنولوجيا.

توجد هناك مئات من مواقع الشبكات الاجتماعية التي تحوي تطبيقات تكنولوجية مختلفة، والتي تتيح تواصلاً أكبر بين الأفراد من خلال بيئة افتراضية تجمعهم على حسب الاهتمام أو الانتماء (من البلد نفسه، أو الجامعة، أو المدرسة، أو الشركة... وخلافه)، وتمكنهم من التواصل والاتصال المباشر فيما بينهم، مثل: إرسال الرسائل، والمحادثات الخاصة والجماعية، والاطلاع على الملفات الشخصية (Profile)، وتتبع حالاتهم وأخبارهم ومعلوماتهم الشخصية التي يتيحونها للعرض، بالإضافة إلى تبادل الملفات، وروابط الإنترنت، والمقاطع المرئية والمسموعة، والتعليقات إلى آخره، فنجد أن "ستوتذمان" (Stutzman, 2006) يرى أن موقع الفيس بوك - على سبيل المثال - يستخدم للتسلية، ومعرفة أخبار الآخرين، والحفاظ على التواصل المستمر مع الأصدقاء أو المدرسة أو الفصل، وتأتي قوة الشبكات الاجتماعية من احتوائها على مجموعة كبيرة من الوسائل التي تمكن الأفراد من التواصل فيما بينهم، ومنها ما سوف نتكلم فيه بشيء من التفصيل:

1- الشبكات الاجتماعية Social Networks.

2- المدونات Blogs.

3- تقنية RSS.

4- محررات التشارك الاجتماعية Wiki.

5- نشر الصوت والفيديو عبر الويب Web casting.

6- السحابة الإلكترونية Cloud Computing.

1- الشبكات الاجتماعية:

سبقت مواقع الشبكات الاجتماعية ظهور مصطلح الويب 2.0 بكثير، إلا أنها تعد من ضمن تطبيقات الويب 2.0، حيث توفرت في الشبكات الاجتماعية الحديثة خصائص وسمات خدمات الإنترنت في بيئة الويب 2.0، وهو ما تميزت به عن الشبكات الاجتماعية القديمة، وقد أضافت بيئة الويب 2.0 خصائص جديدة مميزة للشبكات الاجتماعية جعلتها أكثر تفاعلية وخلقت وسائل جديدة للتفاعل الاجتماعي بين الأعضاء، فلم يعد الموقع الاجتماعي مجرد ملف بيانات المستخدم فقط، بل أمكنه الانضمام لشبكات عديدة داخل المجتمع الواحد، هذه الشبكة قد تكون لجهة العمل أو الجامعة التي تعلم فيها، أصبح بالإمكان مشاركة الأصدقاء في الصور والفيديو والأحداث والمناسبات الخاصة.

تعرف بأنها شبكة مواقع فعالة جدًّا في تسهيل الحياة الاجتماعية بين مجموعة من المعارف والأصدقاء، كما تمكن الأصدقاء القدامى من الاتصال بعضهم البعض وبعد طول سنوات, وتمكنهم أيضًا من التواصل المرئي والصوتي، وتبادل الصور وغيرها من الإمكانات التي توطد العلاقة الاجتماعية بينهم".

فكرة الويب 2.0 تقوم في الأساس على ما يسمى الشبكة الاجتماعية social network، وتهدف بذلك إلى تحويل شبكة الإنترنت إلى شبكة إنسانية، وأكثر تفاعل وديناميكية بينها وبين المستفيدين منها، بل وتحويل المستفيد من دور المستهلك إلى دور المنتج؛ فقد أصبح المستفيد هو المسؤول عن المحتوى، حتى إن بعض المقالات تناولت هذه النقطة بشيء من الفكاهة، وأطلقت على المستفيد من مواقع الويب 2.0 لفظ (مستفيد 2.0)، ونتفق على ذلك بشكل كبير، فمستفيد اليوم يختلف كليًّا عن مستفيد الأمس، فالفكرة بشكل عام هي تركيز الويب 2.0 على المحتوى أو المضمون، ومشاركة المستفيد للمحتوى مما يشعر المستفيد بأن الشبكة تمثل له فرصة للإبداع قد لا يجدها في المجتمع الحقيقي، وبذلك لن يكون التعديل مسؤولية صاحب الموقع، إنما سيكون مسؤولية المستفيدين جميعًا، اتجاهًا لأسلوب المشاركة في البيانات، وتقاسم الموارد، وتقوم الفكرة أيضًا على ذكاء الموقع في معرفة اتجاهات واهتمامات زواره لكي يقدم لهم خدمات خاصة لهم فقط.

2- المدونات:

مصطلح Blogs أو المدونات بالعربية، تم الاجتهاد في تعريفه من كثيرين منذ نشأته، حيث عرفها "باكيت" (S, 2002. Paquet) من خلال عدة معالم تتمثل في أن مسؤولية التحرير تقع على شخص واحد رغم أن الزائرين قد يرسلون تعليقات على أقسام معينة في تصنيف الرسائل، وأن محتويات المواقع عادة ما تكون رسائل مقيدة تتميز بالروابط النصية مع مادة مرجعية خارج الموقع Hiper Link، أو داخله Post Structure، حسب رؤية المحرر أو الناشر، ووجود الروابط يميز المدونة عن المذكرات اليومية على الشبكة Diaries Onlineالتي قد تكون خارج اهتمام أي فرد آخر غير المسؤول والأصدقاء، بالإضافة إلى التحديث المستمر، والعرض بالترتيب الزمني العكسي، ووجود أرشيف للرسائل السابقة التي رفعت من الصفحة الرئيسية، بجانب حرية الوصول إلى المحتوى ومجانيته.

وأصبحت المدونات من المسلمات البديهية في عالم الإنترنت, ووسائل الإعلام الإلكترونية والاجتماعية الجديدة, وهي تجسيد لمصطلح (صحافة المواطن) التي هي إحدى ثمرات الإعلام الجديد, وأن هذه المدونات عادة ما يصدرها أشخاص بمفردهم أو مجموعة من الناس متعاونين فيما بينهم, ويهدفون من خلالها نشر أفكار أو آراء سياسة وثقافية واجتماعية وغيرها, أو حتى جعلها فسحة للترفيه وقهر الزمن, يقصدون من ورائها خلق أعوان ومؤيدين لهم، وأصدقاء في عالم افتراضي.

ومن وجهة نظر علم اجتماع الإنترنت، يُنظر إلى التدوين باعتباره وسيلة النشر العامة التي أدت إلى ازدهار دور العنكبوتية باعتبارها أسلوبًا للتعبير والتواصل أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى كونها وسيلةً للنشر والدعاية للمشروعات والحملات المختلفة، كيفما كان موضوع أو نشاط تلك المشروعات والحملات؛ ولذلك ينظر البعض إلى المدونات بوصفها أحد أساليب الشابكة الاجتماعية social network التي يمكن أن تدفع المستفيدين للانخراط والتكيف مع تقنيات إدارة المحتوى لأجل تلبية احتياجاتهم الخاصة بتطوير مجتمع افتراضي ينبض بالحيوية والنشاط.

3- تقنية الـ RSS:

تعد RSS وسيلة لنشر المحتويات في ملفات باستخدام لغة XML يمكن قراءتها من خلال برامج تدعى ببرامج قارئ الأخبار "RSS Reader" أو قارئ المحتويات "News Aggregator"، حيث تقوم المواقع في أغلب الأحيان بنشر محتوياتها في ملف RSS فيصبح بإمكان المستخدم الحصول على المعلومة بطريقتين، الأولى بزيارة الموقع بشكل مباشر باستخدام متصفح الويب Web Browser، والثانية تستخدم برنامج قارئ محتويات RSS فتصل المحتويات للمستخدم بدون استخدام المتصفح، ويطلق على المعلومات التي تصل بالطريقة الثانية "تلقيمات RSS-Feeds".

حيث سيتم إرسال هذه التلقيمات للمشتركين بشكل آلي مما يتيح للمشتركين في الخدمة الحصول على آخر المواضيع والأخبار فور نشرها في الموقع؛ حيث سيصل للمشترك على شكل عنوان خبر مع ملخص بسيط عنه، ورابط ينتقل إلى الخبر الأصلي على الموقع، فيما تقدم لغة HTML) Hyper Text Markup Language) تصف كيف سيكون شكل الصفحة، فإن XML أو RSS توفر معلومات حول المحتوى، (سعد المؤمن، 2010).

وهي عبارة عن تقنية تمكن المستفيد من الحصول على آخر الأخبار والمعلومات فور وردوها للموقع بشكل تلقائي بدلاً من تصفح الموقع ككل، فهي تخطر المستفيد بما يستجد من أخبار في الموقع، وذلك من خلال استخدام برنامج Rss Reader من أجل جمع وتصفح المعلومات، وتظهر هذه المعلومات المستقاة على الديسك توب الخاص بالمستفيد أو أي جهاز آخر يدعم هذه الخدمة؛ كأجهزة التليفونات المحمولة، ولا تقتصر هذه العملية على المعلومات المكتوبة فقط، بل تتعداها أيضًا إلى الملفات السمعية والمرئية التي تقرؤها أجهزة mp3 وأجهزة IPod، ولعل أهم ميزة لهذه الخدمة هي توفير الوقت، فبدلاً من التجول في عدة مواقع على الإنترنت، يمكن عبر RSS الحصول على كل جديد فيها خلال ثوان معدودة.

تقنية RSS تقدم طريقة فعالة لجعل الطلبة على تواصل دائم مع المؤسسات التعليمية، مطلعين دائمًا على كل ما هو جديد في مجال المواد الدراسية وباقي النشاطات الأكاديمية، ويواصلون التطور في مجال دراستهم.

سهولة استخدام تقنية RSS تتيح التواصل بين كل من الأساتذة والطلبة، وبين الطلبة فيما بينهم، وكذلك بين كل من الطلبة والأساتذة من جهة والمؤسسة التعليمية من جهة أخرى.

ونظرًا لتوفر العديد من البرامج التي تدعم نشر وقراءة RSS من خلال الإنترنت أو من خلال أجهزة الهاتف النقال فقد أصبح من المفيد جدًّا استغلالها في التعليم الإلكتروني بغية إيصال المعلومة بسرعة وبشكل محدد، والاحتفاظ بتواصل دائم بين الطلبة والمؤسسات التعليمية مع المحافظة على خصوصيتهم.

4- محررات التشارك الاجتماعية Wiki:

ظهر أول موقع ويكي في 25 مارس 1995، وسمي "ويكي" لهذا النوع من المواقع، وفي أواخر التسعينيات من القرن الماضي ازداد استخدام برامج ويكي لإنشاء قواعد معلومات خاصة أو عامة، واليوم يعتبر القسم الإنجليزي من موسوعة ويكيبيديا هو أكبر موقع ويكي، يليه القسم الألماني من الموسوعة.

منذ ذلك الوقت وحتى اليوم ظهرت برامج ويكي كثيرة، واعتمدت الكثير من المواقع على هذه البرامج، والهدف هو تبسيط عملية المشاركة والتعاون في تطوير المحتويات إلى أقصى حد ممكن، (الموسوعة العربية في علم المكتبات، كما بدأ مشروع ويكيبيديا في 15 يناير 2001 كمتمم لمشروع نيوبيديا الذي يكتبه محررون خبراء، وبسبب بطء تطور نيوبيديا فقد قرَّر جيمي ويلز ولاري سانجر أن ينشئَا مشروعًا مفتوحًا ليدعم نيوبيديا، وهو ويكيبيديا؛ (أليسكا, 2012) Wikipedia.org Site Info. أليكسا إنترنت. 2012-09-09.

كما تقدم الويكي إمكانيات تعليمية هائلة في الفصول الدراسية؛ وذلك لأنها بسيطة جدًّا، وسهلة الاستعمال، بالإضافة إلى العديد من الخصائص التي تتميز بها، كما أن الدراسات الحديثة وجدت أن نصف المراهقين الذين يستخدمون التكنولوجيا قد أنتجوا وسائط متعددة، وأن ثلث هؤلاء قد قاموا بمشاركة إنتاجهم مع الآخرين عن طريق نشره بمواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت (يونج،2011).

ظهرت الويكي من خلال تطوير الويب من الجيل الأول إلى الجيل الثاني المسمى بالويب 2.0، وتطوير أدواته، وأيضًا من خلال سرد لبعض أهم مواقع الويكي وأمثلتها الحية الحديثة والمستخدمة بشكل واسع في عده مجالات (ثقافية واجتماعية وسياسية وتعلمية), كما قد ذكر بعض أوجه التوظيف التعليمى لأدوات الويب 2.0، أو الجيل الثاني من الإنترنت، وكيفية تضمينها تربويًّا، بالتالي فإن الجيل الثاني من الإنترنت يسهل من العملية التعليمية، ويضعها موضع الدراسة، من خلال زيادة التعاون والروح التشاركية، وتنمية القدرة على الاعتماد على الذات، والتواصل التزامني، وغير التزامني للوصول إلى المعلومات، ونقل الأخبار والأفكار, التي من شأنها إعلاء قيمة الفرد الفكرية، وتضعه موضع التفاعل بين أقرانه من الطلاب أو من أقرانه من المجتمعات.

5- نشر الصوت والفيديو عبر الويب Web casting:

يشير مصطلح الويب كاست إلى إحدى التقنيات الحديثة التي ظهرت في أواخر عام 2006 من الجيل الثاني للويب، مثل: المدونات والويكي ومواقع الشبكات الاجتماعية، وهذا المسمى مأخوذ من كلمتين هما: (الأي بود iPod - مشغل الوسائط من شركة أبل)، و(برود كاست Broadcast- النشر) (Huhsmann,2009,p22).

وشاع اسم آخر لهذه الخدمة هو البود كاست Podcast، والذي يتكون من شقين، الأول يرجع لجهاز Ipod، وهو مشغل الصوت الرقمي من شركة أبل، والشق الثاني بمعنى نشر.

ويعتقد المتخصصون أن سبب انتشار تلك التسمية وشيوعها عن المسمى الأصلي webcast أن جهاز Ipod كان أول مشغل صوت رقمي، وما يزال أشهر مشغلات الصوت الرقمية التي تستخدم تلك التقنية إلى الآن.

والثاني أن مصطلح webcast يحدث خلط كبير بينه وبين إذاعة الويب، وبالتالي تم اختيار مسمى البود كاست للتمييز (Prachi,2009,p251).

الويب كاست هو النشر عبر الويب، وهو عبارة عن سلسلة وسائط متعددة صوتية أو مرئية، مثل أي ملف موجود على الشبكة، لكن ملفات الويب كاست تحتوي على السيديكيشن، وهي أن تصنع ملفًا صغيرًا من نوع XML، ويخزن هذا الملف على الإنترنت حتى تلتقطه برامج الويب كاست، ثم تبث هذه الملفات عبر قناة ثابتة للبث الصوتي - المرئي، تمكِّن الأشخاص من الاشتراك في هذه القناة، وتنزيل آخر الحلقات تلقائيًّا بمجرد الاتصال بالإنترنت "التزامن عن طريق ويب"، ويمكن تنزيل هذه الحلقات عن طريق برامج خاصة لتصيد البود كاست، تسمى Podcatchers، منها آي تونز من شركة أبل.

يسمى كل ملف في الويب كاست حلقة، ويمكن تخزينها في جهاز الحاسب الشخصي، ومن ثم نقلها إلى أي مشغل وسائط والاستماع إليها في أي وقت دون الحاجة للاتصال بالإنترنت.

6- السحابة الإلكترونية Cloud Computing:

تُعد السحابة الإلكترونية أحد تطبيقات الجيل الثاني للتعليم الإلكتروني (Web 2)؛ فمن خلال تطبيقات الجيل الثاني للتعليم الإلكتروني التي لدينا بالفعل تم تحويل جزء كبير من استخدامتنا للحاسبات الشخصية إلى السحابة الإلكترونية، وقد لا ندرك بالفعل أننا نستخدم بعض خدمات السحابة في حياتنا اليومية أو في المؤسسات التعليمية، ففي الواقع نحن نستخدمها بنطاق واسع مع خدمات كثيرة على الإنترنت، مثل البريد الإلكتروني، أو تطبيقات جوجل.

منظومة الحوسبة السحابية Cloud Computing System كغيرها من التقنيات كتطبيقات على الإنترنت تحتوي على إيجابيات وسلبيات، ولكن في مجال التعليم في تقديري أنها ستكون رافدًا أساسيًّا للتعليم الإلكتروني، وخاصة التعليم المتنقل والتعليم المنتشر، والتعليم الإلكتروني، وربما التحدي الوحيد الذي ينبغي تجاوزه هو التغطية الشاملة لخدمة الوصول السريع للإنترنت.

كما يمكن القول بأنالحوسبة السحابية جاءت كمبدأ تلقائي مع ظهور الإنترنت بصورته الحالية، ولكنهاكمفهوم وأداة مفيدة لم تظهر فوائدها إلا مؤخرًا، ويمكن التوقع بأنالمستقبل سيكون للسحب الإلكترونية ومايتعلق بها، ويومًا ما عند تأمينها بشكل كامل، من يعلم ربما لا يأتي أحد منا لمقر العمل، ويتم الاعتماد بشكل كبير على السحب الإلكترونية.