• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / ملخصات أبحاث مسابقة تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق / إعلام الأطفال
علامة باركود

ملخص بحث: الفضائيات الطفلية العربية: خطاب السرد وتشكل القيم في الرسوم المتحركة

خاص شبكة الألوكة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/5/2013 ميلادي - 8/7/1434 هجري

الزيارات: 12270

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص بحث:

الفضائيات الطفلية العربية:

خطاب السرد وتشكل القيم في الرسوم المتحركة

 

ملخص البحث:

تتمثل راهنية موضوع الأعمال الكارتونية ودورها في تشكيل الهوية القيمية لدى الناشئة، وما يحيط تصميمها وتخطيطها وتبنيها من طرف شركات الإنتاج والتمويل، في السحر والإثارة اللذين تمارسهما على ذهنية الأطفال، مما يجعلها تستقطبهم وتلهيهم عن باقي الانشغالات الأخرى التي تؤثر على توازنهم في بناء الشخصية في تفاعلها مع المحيط السوسيوثقافي؛ وفي تواز مع طبيعة النمو.

 

لقد أصبحت درجة الإقبال على هذه الأعمال الفنية الكارتونية في صورة تجعلها في مرتبة أعلى من باقي المؤسسات التربوية الأخرى داخل المجتمع، مثل: المدرسة، والمعاهد، والمسيد، والجمعيات الثقافية والتربوية، وغيرها؛ لذا أصبح الفاعلون المجتمعيون يعُون - يومًا بعد يوم - أهميةَ الالتفات إلى هذا الوسيط، والسعي إلى تبنيه في زرع القيم والعادات الجيدة في شخصية النشء، وإعادة تشكيل المنظومة القيمية والهوياتية لديهم.

 

وبما أن أغلب الأعمال الكارتونية هي أعمال مستوردة أُنتجتْ في بيئات مختلفة عن البيئة العربية الإسلامية، وفق إستراتيجية تراعي القيم الأصلية للمحيط الذي ابتكرت فيه، والرسالة المجتمعية التي تنبثق عن فلسفة المجتمع الأصلي، فإنه من الطبيعي أن تتنافى هذه الأعمال مع قيمنا وثقافتنا في بعض جوانبها، دون أن ننفي ما تستضمره من فوائد فنية وترفيهية، وما تتضمنه من إيجابيات، وقد تنبه المهتمون على الصعيد العربي الإسلامي للغزو الذي تمارسه على عالم الطفل، خاصة مع هيمنة وسائل الاتصال الحديثة، ووفرة الفضائيات الخاصة بالطفولة.

 

وقد سعت جهود مشكورة لتعريب ودبلجة بعض هذه الأعمال، وإيصالها إلى الطفل العربي في حلة عربية، لكن الإشكال لم يُحلَّ بالتغلب على العائق اللغوي؛ لأن الرسائل والقيم تظل متخفية وراء القصة، ووراء خلفيات الصور والأضواء وملامح الشخوص والفضاءات، مما يصعب معه تكييفها مع طبيعة المنظومة القيمية العربية الإسلامية، ومع عادات وتقاليد الطفل المحلية، ومع سيرورة النمو عنده؛ لكونها نشأت في بيئة مختلفة، وربما من تصميم شركات تسعى من خلال هاته الأعمال الفنية إلى نشر القِيَم التي توسع نفوذها ومجال هيمنتها عالميًّا.

 

وقدمت الاجتهادات العربية الإسلامية في ميدان صناعة أفلام الكارتون أعمالاً مهمة جدًّا، تراعي الخصوصية المحلية، وتُقحم القِيم التربوية الإسلامية، وتحترم العادات والتقاليد التي تناقلتها الأجيال أبًا عن جد، وإن كانت تسقط - في بعض جوانبها - في المباشرة والخطابة، مما يجعل المتلقي - الطفل يميل عنها، مفضلاً مشاهدة الأعمال الأجنبية المدبلجة، مما يدعو إلى المزيد من العمل على هذا المستوى.

 

كما أن بعض القنوات المتخصصة في الطفولة تركز في مصنوعاتها من أفلام الكارتون على زرع قيم أيديولوجية عنصرية تسعى إلى بث روح التفرقة في صفوف الناشئة.

 

لقد أصبحت هويتنا الثقافية العربية الإسلامية - إثر هذا الغزو الإعلامي والتقني - معرضة لهِزَّات شتى، وعواصف تتربص بها بشكل يومي، خاصة وأن الغزو الثقافي الغربي بآلياته المتطورة وقيمه الشديدة الغرابة عن ثقافتنا، انتهك الحدود، وما عاد بالإمكان محاصرتُه أو التحكم فيه وغربلته بما يتوافق مع منظومتنا القيمية المؤسَّسة على موروثنا الحضاري وعقيدتنا الإسلامية السمحة؛ لأنه يلج كل البيوتات في غفلة من كل أنواع الحراسة، ويتسلل إلى ناشئتنا ليفعل فعله فيها، مؤثرًا على أخلاقها وسلوكها وعلاقاتها المتشابكة مع المحيط السوسيوثقافي، ومعيدًا صياغة نموذجها القِيمي والهُوياتي على المدى الطويل؛ حيث لم نعد - في ظل هذا التهافت العولمي - نعرف إلى أين تسير أجيالنا، وبأي وجه ستسير في الطرقات الكفيفة التي حاصرها ظلامُ العولمة، وتغريبُها المهول.

 

لهذا كله بات على الأمة الإسلامية - إن هي أرادت الحفاظ على رصيدها القيمي الذي خلدته الحضارة البشرية، وعلى إسهاماتها البليغة في تأسيس التنمية البشرية عبر العصور - أن تفكر في إستراتيجيات بديلة ناجحة لصد هذا المد، والتعامل معه بحذر، ومواجهته بنفس سلاحه، وخاصة ما يتعلق بطبيعة العلاقة الملتبسة بين الطفل والإعلام التلفزيوني الذي يلتهم كافة وقته واهتماماته.

 

وبناءً على ذلك، فقد فضلت - في هذا البحث - تناول هذا الموضوع؛ لِما له من أهمية قصوى في تحديد مستقبل أجيالنا، وضمنته المحاور التالية:

الفصل الأول:

توقفت من خلاله المكونات السردية الأساسية التي تميز الرسوم المتحركة، باعتبارها نوعًا يجمع بين الحكاية والصورة، ويستفيد من مبتكرات التكنولوجيا التواصلية الحديثة، مثل: الشاشات العملاقة، والشبكة العنكبوتية، والهواتف الذكية، والأيباد والبرانم الإلكترونية المتطورة، وهي كلها عناصرُ إيجابية عززت قوة الهيمنة التي حققتها أعمال وبرامج الرسوم المتحركة منذ بداياتها الأولى.

 

وخلصت إلى أن هذه البرامج المتطورة التي سحرت عقول الأطفال، توظف المكونات السردية التي تعرفنا عليها من خلال الأنواع السردية الأخرى، مثل: القصص، والروايات، والحكايات الشعبية، والخرافة، والمقامات، والمسرحيات الذهنية، وغيرها...، وتزيد عليها، بل إنها أحيانًا تستثمر نصوصًا سردية كمادة لمحكيها، فإذا كانت تشترك معها في الشخصيات والحكي والفضاء، فإنها تتميز عنها في استثمار الصورة البصرية المتحركة وتكنولوجيا الإعلام والبرامج الإلكترونية المتطورة، وتشكل - بالنسبة إليها - إضافات نوعية تزيد من قوة استحواذها على المزيد من الجماهير، وتحقيق الانتشار الواسع.

 

الفصل الثاني:

تركز الاهتمام في هذا الفصل حول الإيحاءات الدلالية والقِيَم المعنوية التي تستضمرها أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة، خاصة منها تلك الأبعاد الظاهرة التي تشكل الإغراء الأَوَّلي الذي يشد انتباه المشاهدين، ويجعلهم ينكبُّون على إدمان مثل هاته البرامج، ومن أهم ما توقفنا عليه من دلالات هنا، نُلفي:

• المغامرة: التي تعتبر من أول الأبعاد التي تؤسِّس عليها أعمالُ الرسوم المتحركة إثارتها، بحيث إن الأطفال يميلون إلى الإقبال على الأعمال التي تحفل بالمغامرة، وتتضمن أبطالاً وشخصيات تخاطر بنفسها في أحداث يستحيل النجاةُ من مآزقها في الواقع.

 

• السخرية: وهي أيضًا من الميزات الهامة التي تراهن عليها أعمال "الأنمي" والرسوم المتحركة في إثارة جمهورها المتعطِّش إلى البسمات والانشراح.

 

• التعليم: تنسحب كثير من هاته الأعمال إلى مساعدة المدرسة على إبلاغ المعرفة إلى النشء، وتلقينهم دروسًا في اللغة والرياضيات والتاريخ والجغرافيا، وغيرها.

 

• القِيم الأخلاقية: سَعَت مجموعة من الأعمال إلى ترسيخ قِيم أخلاقية راقية في نفوس الناشئة، ويأتي أغلبها من الشريعة الإسلامية السمحة.

 

الفصل الثالث:

سعيت في هذا الفصل إلى الوقوف عند القيم التي تشتغل في الخفاء على مستوى برامج الرسوم المتحركة، وهي قيم تتفاوت بين الإيجاب والسلب، وتصمم - مع سبق الإصرار والترصد - من لدن شركات ومؤسسات اقتصادية، تهدف إلى زرع قيم معينة في الناشئة، ضمانًا لاستمرارية حضورها الاقتصادي، ومصالحها الاقتصادية المرتبطة أساسًا بدرجة استهلاك موادها ومنتجاتها.

 

ويمكن التوصل إلى هاته القيم من خلال التأويل السيميائي للمشيرات اللغوية والبصرية الواردة بشكل ضمني في أعمال الرسوم المتحركة، وقد رصدت مجموعة من القيم التي قلما ينتبه إليها الأطفال وأولياؤهم، بالرغم من كونها قيمًا معقدة تحاربُ - في كثير من مناحيها - ما يسعى الآباء إلى زرعه في شخصيات أبنائهم؛ أي: إنها قيمٌ تهدم ما يُبنى على مستويات عدة، وتجعل الطفل عرضة للاضطراب والتشويش، ممثلاً لذلك بمجموعة من الأفلام، ومحددًا العلامات المؤشرة على القيم السلبية التي تحضر فيها، وبالمقابل رصدت بعض القيم الفنية الإيجابية التي تحملها هاته الأعمال في حد ذاتها، وهي كثيرة إذا ما أحسن توظيفها واستثمارها من لدن المؤسسات والسياسات التعليمية العربية.

 

الفصل الرابع:

إذا كان تحليل النصوص البصرية التي تشكلها أعمال الرسوم المتحركة قد قادنا إلى الخلوص إلى عدد من النتائج بخصوص القيم، وأسس تشكلها، والجهات التي تصممها، والغايات المقصودة منها على أعلى مستوى - فإننا في الفصل الرابع نستطلع مواقف الفئة المستهدفة من قِبل الرسوم المتحركة واتجاهاتها، وقد كان طريقنا إلى ذلك استمارة استبيان وزعناها على عينة من التلاميذ بشكل عشوائي.

 

وقادنا هذا الاستطلاع إلى الوقوف على عدة مؤشرات يمكن الاستئناس بها:

♦ تفضيل الأطفال لبرامج الرسوم المتحركة.

 

♦ تفضيل القنوات الخاصة بالأطفال.

 

♦ أهم ما يثيرهم في برامج الرسوم المتحركة هو سرعة الحركة وصور الممثلين.

 

♦ مطالبتهم للمؤسسات التي تصنع أفلام الكارتون بحذف اللقطات التي تزرع فيهم الرعب.

 

♦ تفضيل الأطفال اقتناء المنتجات التي تروج لها الوصلات الإشهارية المتخللة والمصاحبة لأعمال الرسوم المتحركة.

 

وقد عززت هاته الاتجاهات العامة المستخلصة من اختيارات الأطفال التلقائية المتوصل إليها من نتائج التحليل السيميائي للقيم، والتحليل السردي الذي تناول المحكي التصويري المتحرك الذي تنهجه أعمال الرسوم المتحركة.

 

وإذا كان من الصعب منع النشء من متابعة البرامج والقنوات على تنوعها واختلافها، وردعه عن ولوج الشبكة العنكبوتية، وحرمانه من التمتع بجمالية ما يعرض من منتوج كارتوني، ومن رسوم متحركة، ومن أعمال "الأنمي" التي تستقطب أنظاره واهتمامه - فإنه بات، من المفروض، التفكير في خلق بدائل مشابهة لِما يعرضه المد الإعلامي الغربي الغريب، والتعامل مع الموضوع بالجدية اللازمة، لما يحمله من حساسية مفرطة، ليس تجاه الأفراد فحسب، بل تجاه الجماعات والأمة والحضارة والإنسان؛ لأن رأس مالنا الحقيقي هو الاستثمار في القيم الرمزية التي خلفها لنا الأجداد، وتوريثها للأجيال الجديدة المحاصَرة بقيم العولمة بكل ما تحبل به من إغراء وإثارة وفتنة، حتى يكون لدينا نشء قادر على التحدي والصمود في وجه الأعاصير المتلاحقة لعواصف التغير العالمي التي تسعى - بفعل الهيمنة التكنولوجية والاقتصادية - إلى محو الثقافات العريقة ذات القيم الرمزية السامية، وتعويضها بقِيَم استهلاكية تبضِّع الإنسان وتضيِّعه، وتجعل منه أداة تدر الأرباح، وتضخم الرساميل في أرصدة الشركات المتعددة الجنسيات التي لا يهمها في الإنسان سوى جانبه الاستهلاكي.

 

وللتقليل من الآثار الوخيمة لأعمال الرسوم المتحركة على ناشئتنا، ومستقبل قيمنا الرمزية والحضارية العريقة، والمنبثقة عن عقيدتنا الإسلامية السمحة، وأيضًا للتحكم في رزنامة القيم التي يستهلكها الأطفال، أقترح الإجراءات العملية التالية التي استقيتها من خلال الاطلاع على الدراسات السابقة في هذا الموضوع على مستوى العربي والغربي، ومن خلال مشاهداتي لأعمال "الأنمي" والرسوم المتحركة، والكارتون، عبر الفضائيات الخاصة بالأطفال، وكذا عبر المواقع الإلكترونية، خاصة منها "اليوتيوب"، وتحليلي لها ولأبعادها الدلالية المضمرة سيميائيًّا، ومن خلال تحليل الاستبيانات التي وزعتها على عينية عشوائية من الأطفال المعنية.

 

♦ تدشين آفاق للتفكير المستقبلي الإستراتيجي بدل التفكير السطحي اللحظي الذي يأتي كردِّ فعل انفعالي تجاه حدث ما، وسن ثقافة الرد بالمثل والرؤية البعيدة المستوى، والتصوير بالمشروع المستقبلي بدل ثقافة الاستئصال والمنع والرقابة؛ لأن هاته الأشياء ما عادت تفي بالعَرْض ما دام كل شيء أصبح متاحًا نتيجة العولمة التي كسرت الحدود، وانتهكت حتى الأماكن السرية المخبأة تحت الأرض.

 

♦ الاجتهاد لخلق البدائل الفنية التي تخلق المتعة لدى الأطفال وتحافظ - في الوقت ذاته - على رأس مالها الثقافي، ورصيد حضارتهم، وهويتهم الدينية، وعدم ترك الفراغ لدى الناشئة؛ لأنه - في هاته الحالة - سوف يلجؤون إلى النموذج الغربي، والبحث عن أي شيء يملأ الوقت، ويحقق الاسترخاء، وما عاد هذا مستحيلاً على التِّقْنيين والفنانين العرب والمسلمين الذين يتوفرون على إمكانيات مهمة في هذا المجال، وحققوا تراكمًا جديرًا بالاحترام والتقدير والتشجيع، لكن - في المقابل - يجب أن ندافع عن هذا التراكم، ونروج له، ونحفزه بوضع الإمكانيات المطلوبة لتطويره، من أجل أن يكونَ في مستوى التحدي والمنافسة، ولم لا يكون قادرًا على بث القيم الحضارية الرمزية في نفوس أطفال الغرب، وعلى غزو الفضائيات الغربية؟ وهذا ما يسمى بالرد بالمثل، عوضًا عن الاكتفاء بالرقابة والمنع، وفرض الحصار على الناشئة.

 

♦ تشجيع المبدعين والكتَّاب العرب والشركات العربية الإسلامية المحلية على إنتاج سيناريوهات وأعمال مشبعة بالقِيم المحلية ذاتِ بُعْد حضاري إسلامي، والدعوة إلى تبنِّيها من لدن الإعلام العربي، والترويج لها، بدل اللجوء إلى الأعمال المدبلجة، وتعريب الأعمال العالمية، وإن كانت لا تخلو من أهمية؛ لأنها تُعَرِّفُ النشء على مُقَوماتِ الثقافات الأخرى.

 

♦ وضع لجان محكمة تُراجع الأعمال الكارتونية الغربية قبل دبلجتها وبثها على الفضائيات العربية الخاصة؛ حيث يراعى جانب القيم المستترة التي تمرر عبر هذه الأعمال، وقد تتدخل هاته اللجان ذات الخبرة والتكوين اللازم لإضافة مقاطع ومشاهد تحمل قيمًا محلية أصيلة، أو لحذف ما يضر الهوية الثقافية العربية، أو بهوية العقيدة الإسلامية ومبادئها السمحة، وذلك دون المساس بجوهر العمل الفني، وجمالياته التذوقية التي لا تخل بالأخلاق العامة، وبالذائقة الأدبية الرمزية.

 

♦ وضع بعين الاعتبار الجانب الفني والأداء الجمالي الذي يراعي خصوصية التذوق الفني لدى الأطفال، إبان تصميم الأعمال الكارتونية؛ فالحرص على جمال التذوق والإمتاع أولوية كبرى في تلقي الأطفال؛ لأن جعل القيم أولوية ينسف مسألة التلقي الفني، ويجعل هذه الأعمال تتحول من أعمال فنية إلى أعمال خطابية وعظية، وهذا هو إشكال الأعمال الكارتونية العربية الإسلامية التي تهمل - في كثير من الأحيان - المقومات الجمالية الخلاقة التي تساعد على ستر القيم وتقديمها بشكل غير مباشر، وهذه هي ميزة نجاح الأعمال الكارتونية الغربية التي ترفع من مستوى الإثارة والجمال على حساب القِيم التي تكون غير معلنة حتى للكبار، فما بالك بالصغار!

 

♦ ضرورة اضطلاع المؤسسات المجتمعية المهتمة بالتربية والتنشئة - مثل الأسرة والمدرسة والجمعيات وغيرها - بدورها في توظيف الآليات الجديدة، مثل: الرسوم المتحركة، وأعمال "الأنمي"، وتوعية الأطفال بدورها، وما يجب أن يُؤخذَ منها، وما يجبُ أن يُجتنب، مع السعي إلى إشباع حاجياته إلى الترفيه والاسترخاء واللعب والتخيُّل، والقِيم بما لا يعارض هويته، وبما يناسب سنَّه ومناخه الثقافي، ومحاولة القيام بنوعٍ من التحليل لفحوى الرسوم المتحركة ورسائلها قبل استهلاكها من طرف الأطفال.

 

♦ تحمل الأسرة المسؤولية في متابعة ما يعرض في وسائل الإعلام الخاصة بالأطفال، خاصة منها أفلام الكارتون، ومحاربة السلبي منها الذي يتنافى مع قيم الهوية الحضارية والإنسانية والعقائدية، وعدم ترك الأطفال وشأنهم - في هذا السن - عرضة لمخاطر الفضائيات ووسائل الإعلام المرئي، خاصة ما يُبث فيها من أعمال غربية ممسوخة لا تمت للإنسان العربي المسلم بصلة، ولا علاقة لها بمحيطه وبيئته الثقافية والدينية.

 

♦ لزوم وضع لجان عُليَا داخل الفضائيات العربية تراقب ما يُبث من أعمال الكارتون، وتؤشر على عرضها بناءً على معايير قيمية واضحة تقترحها السياسة التربوية على أعلى مستوى في الدولة، عكس ما نراه اليوم، من كون العديد من القنوات قلما تهتم بمضامين ما تعرضه، علمًا بأن الطفل يميل إلى قبول ما تقدمه أفلام الكارتون، ويعتبر ما فيها من قيم وسلوكيات قدوة له وأساسًا للمعرفة.

 

♦ اهتمام المدرسة بالقصص المصورة وأفلام "الأنمي" والرسوم المتحركة، وتوجيه المتعلمين إلى التعامل مع الجيد منها، والابتعاد عن الرديء، وإخبارهم بأضرار الإدمان عليها صحيًّا ونفسيًّا وعقليًّا ودينيًّا وأخلاقيًّا، وتضمين المناهج الدراسية والكتب المدرسية المواد اللازمة التي تضيء سيرورة تلقي مثل هاته الأعمال وأساليب التعامل معها.

 

♦ تشجيع المبادرات العربية الإسلامية في مجال صناعة أفلام كارتون ذات هوية عربية إسلامية، الإكثار من الندوات والأبحاث والدراسات والمؤثرات حول هذا الموضوع عربيًّا وإسلاميًّا في أفق الوصول إلى مستوى عالٍ من هاته الصناعة، وخلق حصيلة جيدة من أعمال الرسوم المتحركة ذات الهوية العربية الإسلامية، والتي ستغنينا عن استيراد أعمال أنتجت في سياقات سوسيوثقافية مغايرة تمامًا لمنظومتنا القيمية والرمزية.

 

♦ البحث عن سبل بديلة تقلل جلوس الصغار أمام الشاشة من أجل مشاهدة أفلام الكارتون، سبل تنمي الذكاء، وتوسع الخيال، وتغني الرصيد المعرفي والثقافي، وتلبي حاجات الطفل الشغوفة باللعب والاسترخاء والحَكْي والجمال والتذوق، تزامنًا مع التحصيل العلمي والدراسي.

 

♦ تنشيط فضاءات الحياة المدرسية وفضاءات المدن، ووضع برامج ترفيهية وتربوية متنوعة، بشكل مستمر، والحرص على انخراط التلاميذ فيها، مثل: الأنشطة التربوية المدرسية، أنشطة دور الشباب، المسارح البلدية والحكومية، فضاءات السينما ودور الثقافة... وللأسف، فقد قَلَّتْ هاته الأنشطةُ، وانقرضتْ هذه الفضاءات، مفسحةً المجال - على مصراعيه - أمام هيمنة الشاشات والحاسوب والإنترنت وأفلام الكارتون، وغيرها من الأشكال التي ساهمت في تسطيح المعرفة وتشويه هوية الأجيال، هذا دون أن نبخس بعض هذه الأعمال حقها من الأهمية.

♦ إنشاء مكتبة مرئية من أفلام الكارتون والرسوم المتحركة المختارة والمعالجة والمنَقَّحة من جميع النواحي، وتوفيرها في جميع المدارس الابتدائية، مع تخصيص مواعيد وحصص أسبوعية لعرض مادة "فيلمية"، مع ضرورة التعليق عليها من لدن المدرس، والتركيز على المشاهد ذات البعد القيمي والتربوي، مما يساهم في خلق مناعة لدى الطفل، ويوسع دائرة حجاجه لها ومناقشته لمضامينها بدل الاستهلاك السلبي اليومي.

 

♦ أهمية التنسيق بين مؤسسات المجتمع المهتمة بالتربية، مثل: الإعلام بأنواعه والأسرة والمدرسة في تصميم برنامج تربوي ومنظومة قيمية متكاملة لتنشئة الأجيال، وتكوين الإنسان المرغوب فيه تكوينًا متوازنًا.

 

♦ استحضار المؤسسات الاستشهارية الحاضنة لوسائل الإعلام الطفلية لميثاق حقوق الطفل العربي الذي ينص على أن تنمية الطفولة ورعايتها وصون حقوقها مكونٌ أساسيٌّ من مكونات التنمية الاجتماعية، بل هو جوهر التنمية الشاملة، والطفولة هي المستقبل والعامل الحاسم في صناعتها، ورعايتها أولوية مقدمة على جهود التنمية.

 

♦ مراعاة صانعي أفلام الكارتون للخصائص النفسية والشعورية للطفل، والابتعاد عما يمكن أن يزرع الخوف في نفسية الطفل، أو يبث روح الخنوع فيه، أو يخلق لديه اضطرابًا عاطفيًّا، بحيث إن الطفل ما بين سنتين إلى خمس سنوات، تتولد لديه مشاعر الخوف من الوحدة، ومن النار، ومن بعض الحيوانات، ومن الأشياء الخيالية، مثل: الأشباح والعفاريت.

 

♦ التدرج في عرض الأعمال الكارتونية حسب نوعية المادة التخييلية التي يتأسس عليها، وحسب الفئة العمرية التي ينتمي إليها الطفل، فيجب أن تحترم المواد الكارتونية المعروضة خصوصية المرحلة التي ينتمي إليها المشاهد؛ فالإفراط في الخيال أمرٌ في غاية الخطورة على تكوين مدركات الأطفال؛ إذ يجب أن ترتبط الرسوم المتحركة بالحياة الواقعية، حتى يتمكن الطفل من تنمية ميوله نحو أشياء حقيقية في المجتمع الذي يعيشون فيه.

 

♦ وضع برنامج دقيق ليوم الطفل وأوقات فراغه، وذلك باقتراح أنشطة بديلة ومتنوعة تقلص من إقباله على مشاهدة أفلام الكارتون وأعمال "الأنمي"، وتراعي خصوصياته وشخصيته، مثل: حضور حلقات التجويد في المسجد، المساهمة في أنشطة المسرح البلدي أو عروض دور الشباب، القيام برحلات جماعية إلى المناظر الطبيعية الجميلة، الانخراط في الألعاب الجماعية التي تنمي الذوق، وتهذِّب الخُلق، وتُشعِر الطفل بقيمة التعاون والتكافل الاجتماعيين، المطالعة الحرة، وقراءة القصص، الانفتاح على الفنون النبيلة، والسعي إلى تذوقها وتعلمها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • برامج الأطفال والرسوم المتحركة والفواسق

مختارات من الشبكة

  • ملخص بحث: الفضائيات وأثرها على الطفل(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الفضائيات وتأثيرها على الأطفال(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: إعلام الطفل في مجال الفضائيات، واقعه وسبل النهوض به (بحث ثالث)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: إعلام الأطفال واقعه وسبل النهوض به "الفضائيات" (بحث ثاني)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: إعلام الأطفال، واقعه والنهوض به " الفضائيات " (بحث اول)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • قيمنا في موازين الفضائيات العربية دعوة للمراجعة والتأمل (PDF)(كتاب - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • قيمنا في موازين الفضائيات العربية دعوة للمراجعة والتأمل(word)(كتاب - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • ملخص بحث: واقع القنوات الفضائية العربية ألخاصة ببرامج الأطفال وسبل الارتقاء بأدائها(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: واقع غزو القنوات الفضائية للطفل(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: جرعات مخففة ما بين السم وترياقه أطفالنا والفضائيات...!(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب