• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة كاتب الألوكة الثانية / المشاركات المرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية / قسم الدراسات والأبحاث / الدراسات الشرعية
علامة باركود

زيادة الإيمان

زيادة الإيمان
خالد وداعة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/4/2012 ميلادي - 1/6/1433 هجري

الزيارات: 18747

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

زيادة الإيمان

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

إن الحمد لله نحمـده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [ آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِـرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِـعِ اللَّهَ وَرَسُـولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70-71] .

 

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


ففي زمان أصبح فيه الصابر على دينه كالقابض على الجمر!!

وفي زمان وجد فيه من يصبح مؤمنًا ويمسي كافرًا، ومن يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا!!

وفي ظل سنوات خداعات يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويُخوَّن فيها الأمين، ويُؤتمن فيها الخائن!!

وفي وقت اجتمعت فيها شياطين الإنس والجن لوأد الإسلام وأهله يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا!!

وفي زمن أبى فيه المبتدعة إلا أن يعيدوها فتنًا صماء بكماء عمياء!!!

وفي حال تدنت فيها الهمم، وقصرت فيه العزائم، وضعف فيه الإيمان!!!!


أصبحنا أحوج ما نكون فيه إلى أن نحيط إيماننا بسياج من الثبات،بَلْه الزيادة.


نعم ، زيادة الإيمان.


فأهل السنة والجماعة شعارهم أن الإيمان يزيد وينقص.

وأهل السنة والجماعة رايتهم أن الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.


فما هي أدلة زيادة الإيمان؟

وما هي تلكم الأسباب والعوامل التي تزيد الإيمان؟

وهل لزيادة الإيمان ثمة وجود حال البدعة؟


وأنَّى للإيمان أن يزيد في ظل فتور الهمم!!


وعليه، فثمة عناصر أساسية تجول في طياتها هذه الوريقات، وهي:

أولاً: أدلة زيادة الإيمان.

ثانيًا: أسباب زيادة الإيمان.

ثالثًا: زيادة الإيمان بين السنة والبدعة.

رابعًا: زيادة الإيمان بين علو الهمة وفتورها.

 

أولاً: أدلة زيادة الإيمان:

الإيمان لغة: الإقرار.

الإيمان شرعا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "ومن أصول أهل السنة والجماعةأن الدين والإيمان قول وعمل، قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح[1]،أما قول القلب فهو تصديقه وإيقانه، وأما قول اللسان فهو النطق بالشهادتين والإقراربلوازمهما، وعمل القلب فهوالنية والإخلاص والمحبة والانقياد والإقبال على الله عز وجل والتوكل عليه ولوازمذلك وتوابعه، وعمل الجوارح كالحج والجهاد في سبيل الله ونحوها[2].


ومن الأصول المستقرة لدى أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية إيمانا يزيد بالطاعات ... ونقصه يكون بالزلات[3].


الأدلة على زيادة الإيمان:

أولا: القرآن الكريم:

1- قوله تعالى: ﴿ إِنَمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال:2].


قال البغوي: "﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ ﴾ يقول ليس المؤمن الذي يخالف الله ورسوله، إنما المؤمنون الصادقون في إيمانهم، ﴿ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ خافت وفرقت قلوبهم، وقيل: إذا خُوِّفوا بالله انقادوا خوفًا من عقابه. ﴿ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ﴾ تصديقا ويقينًا. وقال عمير بن حبيب وكانت له صحبة: إن للإيمان زيادة ونقصانا، قيل: فما زيادته؟ قال: إذا ذكرنا الله عز وجل وحمدناه فذلك زيادته، وإذا سهونا وغفلنا فذلك نقصانه، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي: إن للإيمان فرائض وشرائط وشرائع وحدودا وسننا فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان. ﴿ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ أي: يفوضون إليه أمورهم ويثقون به، ولا يرجون غيره، ولا يخافون سواه"[4].


2- قوله سبحانه: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173].


قال السعدي: " لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من "أحد" إلى المدينة، وسمع أن أبا سفيان ومن معه من المشركين قد هموا بالرجوع إلى المدينة، ندب أصحابه إلى الخروج، فخرجوا -على ما بهم من الجراح- استجابة لله ولرسوله، وطاعة لله ولرسوله، فوصلوا إلى "حمراء الأسد" وجاءهم من جاءهم وقال لهم: ﴿ إن الناس قد جمعوا لكم ﴾ وهموا باستئصالكم، تخويفا لهم وترهيبا، فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا بالله واتكالا عليه.

 

﴿ وقالوا حسبنا الله ﴾ أي: كافينا كل ما أهمنا ﴿ ونعم الوكيل ﴾ المفوض إليه تدبير عباده، والقائم بمصالحهم"[5].


3- قال عز من قائل: ﴿ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إيماَنًا فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يًسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 124-125].


قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: وإذا أنزل الله سورة من سور القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فمن هؤلاء المنافقين الذين ذكرهم الله في هذه السورة من يقول: أيها الناس، أيكم زادته هذه السورة إيمانًا؟ يقول: تصديقًا بالله وبآياته. يقول الله:(فأما الذين آمنوا)، من الذين قيل لهم ذلك (فزادتهم)، السورة التي أنزلت (إيمانا)، وهم يفرحون بما أعطاهم الله من الإيمان واليقين[6].


4- قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا رَءَا الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانَا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب:22].


قال صاحب الظلال:" لقد كان الهول الذي واجهه المسلمون في هذا الحادث من الضخامة وكان الكرب الذي واجهوه من الشدة وكان الفزع الذي لقوه من العنف ، بحيث زلزلهم زلزالا شديدا ، كما قال عنهم أصدق القائلين: ﴿ هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً ﴾..

 

لقد كانوا ناسا من البشر. وللبشر طاقة. لا يكلفهم اللّه ما فوقها. وعلى الرغم من ثقتهم بنصر اللّه في النهاية وبشارة الرسول - صلّى اللّه عليه وسلّم - لهم ، تلك البشارة التي تتجاوز الموقف كله إلى فتوح اليمن والشام والمغرب والمشرق .. على الرغم من هذا كله ، فإن الهول الذي كان حاضرا يواجههم كان يزلزلهم ويزعجهم ويكرب أنفاسهم.

 

ومما يصور هذه الحالة أبلغ تصوير خبر حذيفة، والرسول - صلّى اللّه عليه وسلّم - يحس حالة أصحابه ، ويرى نفوسهم من داخلها ، فيقول: «مَنْ رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع؟ يشرط له رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - الرجعة. أسأل اللّه تعالى أن يكون رفيقي في الجنة» .. ومع هذا الشرط بالرجعة ، ومع الدعاء المضمون بالرفقة مع رسول اللّه في الجنة ، فإن أحدا لا يلبي النداء. فإذا عين بالاسم حذيفة قال:

فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني! .. ألا إن هذا لا يقع إلا في أقصى درجات الزلزلة.. ولكن كان إلى جانب الزلزلة ، وزوغان الأبصار ، وكرب الأنفاس .. كان إلى جانب هذا كله الصلة التي لا تنقطع باللّه والإدراك الذي لا يضل عن سنن اللّه والثقة التي لا تتزعزع بثبات هذه السنن وتحقق أواخرها متى تحققت أوائلها؛ ومن ثم اتخذ المؤمنون من شعورهم بالزلزلة سببا في انتظار النصر، ذلك أنهم صدقوا قول اللّه سبحانه من قبل: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ، مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ: مَتى نَصْرُ اللَّهِ؟ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾.

 

وها هم أولاء يُزلزلون. فنصر اللّه إذن منهم قريب! ومن ثم قالوا: ﴿ هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ. وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ﴾ ..﴿ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً ﴾.

 

﴿ هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ﴾.. هذا الهول ، وهذا الكرب ، وهذه الزلزلة ، وهذا الضيق. وعدنا عليه النصر .. فلا بد أن يجيء النصر: ﴿ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ﴾ .. صدق اللّه ورسوله في الأمارة وصدق اللّه ورسوله في دلالتها .. ومن ثم اطمأنت قلوبهم لنصر اللّه ووعد اللّه: ﴿ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً ﴾.

 

لقد كانوا ناسا من البشر ، لا يملكون أن يتخلصوا من مشاعر البشر ، وضعف البشر. وليس مطلوبا منهم أن يتجاوزوا حدود جنسهم البشري ولا أن يخرجوا من إطار هذا الجنس ويفقدوا خصائصه ومميزاته.

 

فلهذا خلقهم اللّه. خلقهم ليبقوا بشرا ، ولا يتحولوا جنسا آخر. لا ملائكة ولا شياطين ، ولا بهيمة ولا حجرا ..

 

كانوا ناسا من البشر يفزعون ، ويضيقون بالشدة ، ويزلزلون للخطر الذي يتجاوز الطاقة، ولكنهم كانوا - مع هذا - مرتبطين بالعروة الوثقى التي تشدهم إلى اللّه وتمنعهم من السقوط وتجدد فيهم الأمل ، وتحرسهم من القنوط .. وكانوا بهذا وذاك نموذجا فريدا في تاريخ البشرية لم يعرف له نظير.

 

وعلينا أن ندرك هذا لندرك ذلك النموذج الفريد في تاريخ العصور، علينا أن ندرك أنهم كانوا بشرا ، لم يتخلوا عن طبيعة البشر ، بما فيها من قوة وضعف، وأن منشأ امتيازهم أنهم بلغوا في بشريتهم هذه أعلى قمة مهيأة لبني الإنسان في الاحتفاظ بخصائص البشر في الأرض مع الاستمساك بعروة السماء.

 

وحين نرانا ضعفنا مرة ، أو زلزلنا مرة ، أو فزعنا مرة ، أو ضقنا مرة بالهول والخطر والشدة والضيق ..

 

فعلينا ألا نيأس من أنفسنا ، وألا نهلع ونحسب أننا هلكنا أو أننا لم نعد نصلح لشيء عظيم أبدا! ولكن علينا في الوقت ذاته ألا نقف إلى جوار ضعفنا لأنه من فطرتنا البشرية! ونصر عليه لأنه يقع لمن هم خير منا! هنالك العروة الوثقى، عروة السماء، وعلينا أن نستمسك بها لننهض من الكبوة ، ونسترد الثقة والطمأنينة ، ونتخذ من الزلزال بشيرا بالنصر، فنثبت ونستقر ، ونقوى ونطمئن ، ونسير في الطريق .. وهذا هو التوازن الذي صاغ ذلك النموذج الفريد في صدر الإسلام"[7].


5- قال عز وجل: ﴿ هُوُ الذي أَنزَلَ السَّكِينَةَ في قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيماَنًا مَّعَ إِيمَنِهِمْ ﴾ [الفتح: 4].

قال القاسمي: "﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ أي: السكون ، والطمأنينة إلى الإيمان ، والحق ﴿ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ أي: يقيناً منضماً إلى يقينهم "[8].


6- قال تعالى: ﴿ لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِيمَانًا ﴾ [المدثر:31].

قال ابن كثير: أي: يعلمون أن هذا الرسول حق؛ فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله.


﴿ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ﴾ أي: إلى إيمانهم، بما يشهدون من صدق إخبار نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم[9].


7- ويزداد الإيمان بزيادة أفراده:

كالخشوع كما في آية السجدة من الإسراء: ﴿ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [الإسراء:109].


وكالهدى كما في قوله تعالى: ﴿ وَيَزِيدُ اللهُ الَّّذِينَ اهْتَدَوْا هدًى ﴾ [مريم:76].


وفي سورة محمد: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد:17].


وقوله عن الفتية أصحاب الكهفِ: ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ [الكهف:13].


8- ويزداد الإيمان بتفاضل أهله فيه:

ففضل سبحانه بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام على بعض: ﴿ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبيِيِّنَ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [الإسراء:55].


وكذا الرسل، قال جل شأنه: ﴿ تَلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَتٍ وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِنَتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسْ ﴾ [البقرة:253].


وقال تعالى: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلأَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾[الإسراء:21].


◘ وفاضل سبحانه بين من أنفق من قبل الفتح وقاتل عمن أنفق بعده وقاتل، قال سبحانه: ﴿ لاَ يَسْتَوْي مْنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاَتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذينَ أَنفَقَوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ﴾[الحديد:10].


◘ وفضل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة، قال تعالى: ﴿ لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَعْفِرَةً وَرَحْمَةَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ [النساء:95-96].


◘ وكذا من آمن وهاجر وجاهد عن غيره ممن لم يفعل: ﴿ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةَ عِندَ اللهِ وَأولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [التوبة:20].


◘ ويرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات عن غيرهم، قال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾[المجادلة:11].


الأدلة من السنة المشرفة:

1- عن أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:« لاََ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ،وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ»[10]


قال البغوي:" معناه: نقصان الإيمان ، يريد: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن مستكمل الإيمان ، بل هو قبل أن يقدم على الفجور ، وبعدما نزع منه وتاب أكمل إيمانا منه حالة اشتغاله بالفجور ، وهو كقوله: " لا إيمان لمن لا أمانة له " يريد: لا إيمان له كاملا والله أعلم.


وقد ورد معنى آخر في تأويله مرفوعا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): " إذا زنى أحدكم خرج منه الإيمان وكان عليه كالظلة ،فإذا انقلع ، رجع إليه الإيمان ... وروي عن عكرمة قال: قلت لابن عباس: كيف ينزع الإيمان منه؟ قال: هكذا وشبك بين أصابعه ، ثم أخرجها ، فإن تاب عاد إليه هكذا ، وشبك يبن أصابعه"[11].


قال العيني: "أن ينزع منه نور الإيمان، والإيمان هو التصديق بالجنان والإقرار باللسان، ونوره الأعمال الصالحة والاجتناب عن المعاصي، فإذا زنى أو شرب الخمر أو سرق يذهب نوره ويبقى صاحبه في الظلمة، والإشارة فيه إلى أنه لا يخرج عن الإيمان، قيل: إن في هذا الحديث تنبيهًا على جميع أنواع المعاصي والتحذير منها، فنبه بالزنا على جميع الشهوات وبالخمر على جميع ما يصد عن الله تعالى ويوجب الغفلة عن حقوقه، وبالسرقة على الرغبة في الدنيا والحرص على الحرام، وبالنهبة على الاستخفاف بعباد الله تعالى وترك توقيرهم والحياء منهم وجمع الدنيا من غير وجهها، والله تعالى أعلم"[12].


2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ »[13].


قال الخطابي:"وفي هذا الحديث بيان أن الإيمان الشرعي اسم لمعنى ذي شعب وأجزاء له أعلى وأدنى ، فالاسم يتعلق ببعضها كما يتعلق بكلها ، والحقيقة تقتضي جميع شعبها وتستوفي جملة أجزائها كالصلاة الشرعية لها شعب وأجزاء والاسم يتعلق ببعضها كما يتعلق بكلها والحقيقة تقتضي جميع أجزائها وتستوفيها ويدل على ذلك قوله الحياء شعبة من الإيمان، فأخبر أن الحياء إحدى تلك الشعب، وفي هذا الباب إثبات التفاضل في الإيمان، وتباين المؤمنين في درجاته"[14].


3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا »[15].


قَالَ الْحَلِيمِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -: " فَدَلَّ هَذَا الْقَوْلُ عَلَى أَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ إِيمَانٌ، وَأَنَّ عَدَمَهُ نُقْصَانُ إِيمَانٍ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ مُتَفَاوِتُونَ فِي إِيمَانِهِمْ، فَبَعْضُهُمْ أَكْمَلُ إِيمَانًا مِنْ بَعْضٍ "[16].


4- عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلاَةِ: مَرْوَانُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ: الصَّلاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ ، فَقَالَ: قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا هَذَا ، فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَقُولُ: « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ »[17]


ومن فوائد هذا الحديث- كما قال الشيخ العثيمين تعليقًا على الأربعين النووية-:" أن الإيمان يتفاوت ، بعضه ضعيف و بعضه قوي، و هذا مذهب أهل السنة و الجماعة وله أدلة من القرآن و السنة على أنه يتفاوت"[18] .


5-وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: « مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ تَعَالَى فِي أُمَّةٍ قَبْلِي ، إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ ؛ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ ، وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ ؛ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ »[19]


قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" فأضعف الإيمان الإنكار بالقلب، فمن لم يكن في قلبه بغض المنكر الذي يبغضه الله ورسوله لم يكن معه من الإيمان شيء"[20].


6- عَنْ أَنَسٍ بن مالك -رضي الله عنه -عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لاََ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لاََ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لاََ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ»[21].


قال ابن رجب:" والحديث نص في تفاوت الإيمان الذي في القلوب"[22].


7- عَنْ أَبِى أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: « مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ »[23]


قال ابن حجر: " واستدل بذلك على أن الإيمان يزيد وينقص؛ لأن الحب والبغض يتفاوتان"[24].


8- عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْري قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في أَضْحًى - أَوْ فِطْرٍ - إِلَى الْمُصَلَّى ، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ « يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ ، فإني أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ » . فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ » . قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: « أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟» . قُلْنَ: بَلَى . قَالَ:« فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا ، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟» . قُلْنَ بَلَى . قَالَ: « فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا»[25]


قال المباركفوري:" أن الطاعات تسمى إيمانا ودينا، وإذا أثبت هذا علمنا أن من كثرت عبادته زاد إيمانه ودينه ، ومن نقصت عبادته نقص دينه"[26].


آثار الصحابة والسلف الصالح:

فمن ذلك:

1-أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- كان ربما يأخذ بيد الرجل والرجلين من أصحابه فيقول: "قم بنا نزدد إيماناً"[27].


2-وكان معاذ- رضي الله عنه- يقول لرجل:" اجلس بنا نؤمن ساعة". أي: نزدد إيماناً. [28]


3-وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه- قال: "من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم: أيزداد هو أم ينقص؟"[29]


4-وأما ابن مسعود - رضي الله عنه- فكان يقول في دعائه: ((اللهم زدنا إيماناً ويقيناً وفقهاً))[30].


5-وقال عمير بن حبيب الخطمي وغيره من الصحابة: ((الإيمان يزيد وينقص، فقيل له وما زيادته ونقصانه؟ فقال: إذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه))[31].


6- قال محمد بن يحيى الذهلي: "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص"[32].


7- قال أبو حاتم وأبو زرعة: "أدركنا العلماء في جميع الأمصار فكان من مذاهبهم أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص"[33].


8-روى اللالكائي بسند صحيح عن الإمام البخاري أنه قال: ((لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار، فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان: قول وعمل ويزيد وينقص))[34] .


9- نقل ابن عبد البر - في التمهيد - الإجماعَ على ذلك فقال: ((أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل، ولا عمل إلا بنية. والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والطاعات كلها عندهم إيمان)) [35].


ثانيًا: أسباب زيادة الإيمان:

هناك ثمة أسباب لزيادة الإيمان، على أن يُعلَم أن من أتى بضدها ينقص إيمانه، وهاك تلك الأسباب:

أولاً: معرفة الله تعالى والعلم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى: - فمعرفة الله تعالى، والعلم أسمائه الحسنى، وصفاته العليا، تورث في القلب زيادة في الإيمان، وقوة في اليقين، وتثمر شجرة المعرفة تلك القيام بالواجبات واجتناب المنهيات، وتقدير الله حق قدره، في الأقوال والأفعال، إِنْ في اللسان أو في القلب.

 

قال ابن رجب- رحمه الله -: "العلم النافع يدلُّ على أمرين:

أحدهما: على معرفة الله وما يستحقُّه من الأسماء الحسنى والصفات العُلَى والأفعال الباهرة؛ وذلك يستلزم إجلاله وإعظامه، وخشيته ومهابته، ومحبته ورجاءه، والتوكُّل عليه، والرضا بقضائه والصبر على بلائه.

والأمر الثاني: المعرفة بما يحبُّه ويرضاه، وما يكرهه وما يسخطه من الاعتقادات والأعمال الظاهرة والباطنة والأقوال، فيُوجِب ذلك لِمَن علمه المسارعة إلى ما فيه محبة الله ورضاه، والتباعُد عمَّا يكرهه ويُسخِطه، فإذا أثمر العلم لصاحبه هذا فهو علمٌ نافعٌ، فمتى كان العلم نافعًا ووقَر في القلب فقد خشَع القلب لله وانكسر له، وذلَّ هيبةً وإجلالاً، وخشيةً ومحبة وتعظيمًا"[36].

 

بل تصل به إلى درجة الإحسان، قال ابن رجب- رحمه الله -:: "فالعلم النافع ما عرَّف العبدَ بربِّه، ودلَّه عليه حتى عرفه ووحَّده، وأنِس به واستحيا من قربه، وعَبَده كأنه يراه"[37].

 

ثانيًا: طلب العلم:

فالعلم النافع مفتاح الوصول، وطريق الخشية من الله- إحدى ثمار الإيمان- قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر:28] .

 

أخرج الإمام أحمد في الزهد عن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية[38].


وآكد العلوم العلم بلا إله إلا الله، قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [محمد: 19] والعلم بالحلال والحرام، وعلوم الآداب والأخلاق والقلوب.


ثالثًا: اللهج بكتاب الله المقروء وتدبره والعمل بأحكامه:

قال ابن القيم - رحمه الله -: "قراءة آية بتفكُّر وتفهُّم خيرٌ من قراءة ختمة بغير تدبُّر وتفهُّم، وأنفع للقلب، وأدعَى في حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن".


وقال كذلك: "فليس شيءٌ أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته - من تدبُّر القرآن، وإطالة التأمُّل، وجمع الفكر على معاني آياته، فإنها تُطلِع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرها... وتثبِّت قواعد الإيمان في قلبه، وتشيِّد بنيانه وتوطِّد أركانه"
[39].


فإذا كان كتاب الله تعالى هو أنسه وأنيسه، وصاحبه وجليسه، فأكرم بها من نعمة زيادة الإيمان للمؤمنين، قال تعالى: ﴿ إِنَمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال:2].


رابعًا: التفكر في آيات الله المنظورة:

إن من يجمع بين تلاوة كتاب الله المقروء والتفكر في آيات الله المنظورة ليعرف حقيقة نفسه، وقدره، بل وتبهره تلك الآيات التي اجتمعت في نسق واحد متكامل لتشي بإعجاز الباري سبحانه، وقدرته، وعظمته، وقيوميته،مما تقوي يقينه بالله تعالى، ويزداد بذلك إيمانا، وصدق الله تعالى؛ إذ يقول: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران:190]

 

قال صاحب الظلال: "إن هذا الكون بذاته كتاب مفتوح ، يحمل بذاته دلائل الإيمان وآياته ويشي وراءه من يد تدبره بحكمة ويوحي بأن وراء هذه الحياة الدنيا آخرة ، وحسابا وجزاء .. إنما يدرك هذه الدلائل ، ويقرأ هذه الآيات ، ويرى هذه الحكمة ، ويسمع هذه الإيحاءات ﴿ أولوا الألباب ﴾ من الناس ، الذين لا يمرون بهذا الكتاب المفتوح ، وبهذه الآيات الباهرة مغمضي الأعين غير واعين! وهذه الحقيقة تمثل أحد مقومات التصور الإسلامي عن هذا «الكون» والصلة الوثيقة بينه وبين فطرة «الإنسان» والتفاهم الداخلي الوثيق بين فطرة الكون وفطرة الإنسان ودلالة هذا الكون بذاته على خالقه من جهة وعلى الناموس الذي يصرّفه وما يصاحبه من «غاية» و«حكمة» و«قصد» من جهة أخرى .. وهي ذات أهمية بالغة في تقرير موقف «الإنسان» من «الكون» و«إله» الكون سبحانه وتعالى. فهي ركيزة من ركائز التصور الإسلامي للوجود"[40].


قال عامر بن عبد قيس: "سمعت غيرَ واحد ولا اثنين ولا ثلاثة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: إن ضياء الإيمان أو نور الإيمان التفكُّر"[41].


خامسًا: كثرة ذكر الله - تعالى -:

قال عمير بن حبيب: "الإيمان يزيد وينقص، فقيل: فما زيادته وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا ربَّنا وخشِيناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا ونسِيناه وضيَّعنا فذلك نقصانه"[42] .


ائتوني بما يطمئن القلوب إن كنتم صادقين، ولا، ولن تجدوا غير ذكر علام الغيوب، قال تعالى: ﴿ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد:28]


ولذا قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "لكلِّ شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله - عز وجل".[43] فإذا جلت القلوب وصفت زاد إيمانها، وأثمر عبيرها يغدق في كل مكان، وأحست بحلاوة الإيمان، وما أعظمها من نعمة، لو كانوا يعلمون!!


سادسًا: الإكثار من الأعمال الصالحة والطاعات:

إن نظرة واحدة لكم الآيات التي قرن فيها الإيمان بالعمل الصالح لتوضح بجلاء على أهمية وأثر العمل الصالح للإيمان، فمن يكثر من الطاعات يعيش في نور إيماني وبهاء قدسي، إنها الحياة الطيبة، وطيب الحياة، قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]

 

إنها لذة لا يدركها إلا من عرفها وذاقها، ألم يصل إلى سمعك قول بعض السلف: (إنه ليمر بالقلب أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا، إنهم لفي عيش طيب!)[44]؟


سابعًا:اجتناب المعاصي:

إن اقتراف المعاصي ينقص الإيمان، ، أليس من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية؟ وكفانا في هذا حديث حذيفة رضي الله عنه، لمن كان له قلب، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا[45]كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا[46] لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ »[47] .


فانظر- رحمك الله- بدأت بعود؛ أدى إلى نكتة سوداء؛ وانتهت بقلب لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه، وتدبر قول صلى الله عليه وسلم (إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ) فإنه يدلك على أن الهوى تمكن منه تمكن الشراب من شاربه، فماذا يقال بعد ذلك في أثر المعاصي والذنوب على القلوب وإيمانها؟!!


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "غضُّ البصر يُورِث ثلاث فوائد: حلاوة الإيمان ولذَّته، نور القلب والفراسة، قوة القلب وثباته وشجاعته"[48].


فكيف لو اجتنبت باقي الذنوب والآثام؟!!


ثامنًا: مصاحبة الجليس الصالح:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ ، وَكِيرِ الْحَدَّادِ ، لاَ يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ ، أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ ، وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً » [49]


فالنبى-صلى الله عليه وسلم- ضرب مثل الجليس الصالح بصاحب المسك ، وقال: لا تعدم منه أن تشتريه أو تجد ريحه[50]، وفي كلٍ خير، ومع كل زيادة إيمان، بعكس صاحب الكير، فأنت بين ريح خبيثة أو حرق لبدنك، فهل يستويان مثلا؟!!


فالصحبة الصالحة مسارعة في الخيرات، ومنافسة في الطاعات، ورفع في الدرجات، وصحبة السوء إتيان للمنكرات، وهتك للمحرمات، وارتكاس في الدركات.


تاسعًا: التضرع والابتهال إلى الله - تعالى -:

وهذا كان ديدن السلف الصالح، فقد كانوا أشد ملازمة وحرصًا على التضرع إلى الله تعالى، والانطراح بين يديه، والابتهال إليه سبحانه حتى يتجدد الإيمان في القلوب، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ[51] فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ الْخَلِقُ ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ»[52].

 

ثالثًا: زيادة الإيمان بين السنة والبدعة

◘هل يتصور أن يزداد الإيمان إلا في الالتزام بالسنة؟!!

◘ كيف يمكن عقلاً أن يزيد الإيمان وهو في أحضان البدعة؟!!

◘ ألم يحدد الله سبحانه- والذي حثنا على زيادة الإيمان- صراطًا واحدًا مستقيمًا لسلوكه، قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام:153]

 

قال القرطبي: [هذه آية عظيمة ... فإنه لما نهى وأمر وحذر هنا عن اتباع غير سبيله فأمر فيها باتباع طريقه][53].

 

فالصراط المستقيم المذكور في الآية الكريمة هو سبيل الله الذي دعا إليه وهو السنة، والسبل هي سبل أهل الاختلاف الحائدين عن الصراط المستقيم وهم أهل البدع والأهواء [54].

 

يقولون: نحن نشعر بزيادة الإيمان في مجالسنا والتي تسمونها بدعًا !!!

 

ألم تتدبروا قول نبيكم صلى الله عليه وسلم« فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ، وَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ »[55] وفي رواية عند النسائي: [وكل ضلالة في النار].

 

كيف يجتمعان إيمان وشركيات، وسنة ومبتدعات؟!!

يقولون نحس بالراحة!!! أي راحة تلك؟!!! أليست الراحة- كل الراحة- حال الاختلاف أن نلتزم بسنة المعصوم، صلى الله عليه وسلم، ونعض عليها بالنواجذ، وسنة الخلفاء الذين وصفهم صلى الله عليه وسلم بالراشدين؟!!

 

قال: صلى الله عليه وسلم« فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ. »[56]

 

◘ يقول أحدهم: هل شاهدت ما يحدث من البكاء والنحيب ورقة القلب التي تحدث لدينا؟!!

◘ وهل أنتم أرق قلبًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!! إذن لماذا لم يفعله؟!!

◘وهل أنتم أرق قلبًا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!! إذن لماذا لم يفعلوه؟!!

◘ وهل أنتم أرق قلبًا من السلف الصالح؟!! إذن لماذا لم يفعلوه؟!!

 

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ » [57]

وفي رواية لمسلم[58]: « مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ».

 

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي: [وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام كما أن حديث " الأعمال بالنيات " ميزان للأعمال في باطنها وهو ميزان للأعمال في ظاهرها، فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شيء] [59].

 

◘ يقول أحدهم: انظر إلى جدنا واجتهادنا، ومساجدنا ومساجدكم!!!

◘ بل تعلَّم من علماء الأمة كيف يكون الاجتهاد؟!!

 

حكى ابن العربي عن الزبير بن بكار قال: سمعت مالك بن أنس وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله من أين أحرم؟ قال: من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول صلى الله عليه وسلم . فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد . فقال: لا تفعل . قال: فإني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر . قال: لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة . فقال: وأي فتنة هذه؟ إنما هي أميال أزيدها . قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصَّر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعت الله يقول: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ ] [60].

 

وقال الإمام مالك رحمه الله: [ومن أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الدين لأن الله تعالى يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً] [61]


بل أين أنتم من قول صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: [الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة] [62].


يقولون: نحن نذكر الله!!!


عن حذيفة رضي الله عنه قال: [كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوا بها فإن الأول لم يـدع للآخـر مقالاً، فاتقوا الله يا معشر القراء خذوا طريق من كان قبلكم] [63].


وعن حذيفة رضي الله عنه قال: [يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقاً بعيداً فإن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً] [64] .

 

قال الحافظ: [قوله يا مشعر القراء: المراد بهم العلماء بالقرآن والسنة العبّاد][65].

 

يقولون: إنا وجدنا السابقين يفعلون ذلك!!!

 

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: [أيها الناس إنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالأمر الأول] [66].

 

يقولون: إنها بدعة حسنة!!!

 

ويقول:صلى الله عليه وسلم« وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ »[67]

 

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: [كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة] [68].

 

يقولون: الكثرة على ذلك!!

 

وعن الفضيل بن عياض رحمه الله قال: [اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين][69].

 

فهذا قول الله تعالى.

 

وهذا قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

 

وهذه أقوال الصحابة - رضي الله عنهم - . وهذه أقوال السلف الصالح- رضي الله عنهم - .

 

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [المرسلات: 50]

 

رابعًا: زيادة الإيمان بين علو الهمة وفتورها:

◘ صحيح أن الكل معرض للإصابة بالفتور في إيمانه.


◘ وصحيح كذلك أن قلب المرء قد يتعرض للانتكاسة والانقلاب ، قد يقرب من ذلك وقد يبعد عنه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:« لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ تَقَلُّبًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلْيًا »[70] .


◘ وصحيح أيضًا أن استقرار القلب المؤمن على أعلى الدرجات قد يصعب.


روى مسلم في صحيحه: عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ رضي الله عنه ، قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه ، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ[71] وَالضَّيْعَاتِ[72] ، فَنَسِينَا كَثِيرًا ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ ، سَاعَةً وَسَاعَةً ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)[73].


◘ لكن صحيح مع كل ذلك أنك أنت، بك، ومنك علو الهمة وفتورها.


◘ فهل حاسبت نفسك على أعمالك، وضمنت عدم النقص في إيمانك؟


◘ اثنان لا ثالث لهما: الإيمان والالتزام إما في زيادة أو نقصان، فمن توقف نقص، ومن التزم بالتقدم زاد ، ولا ثالث لهما.


◘ فهكذا كان دأب السلف الصالح، وقد مر بنا قول أبي الدرداء رضي الله عنه: من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم: أيزداد هو أم ينقص؟[74].


◘ إن من يرتكس انبهارًا بالدنيا وزينتها ، واغترارًا بفتنها فلا يلومن إلا نفسه، ألم تسمع لتحذير خالق الدنيا منها؟ فقال جل شأنه: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان:33].


إن من يتغافل عن يوم اللقاء، والحساب فيه، وعن الخلود إما في الجنة أو في النار، فعليه أن يراجع نفسه ويعيد حساباته قبل أن يأتي النفس الأخير!!!


◘ إن من يحمل نفسه ما لا تطيق من العبادة، عليه أن ينظر ماذا فعل من هو أفضل منه، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِي اللَّه عَنْهما: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ ، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ ؛ صُمْ وَأَفْطِرْ ، وَقُمْ وَنَمْ ؛ فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ ، [ قال عبد الله بن عمرو عن نفسه]: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ ؛ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً ، قَالَ: فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام ، وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ ، قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام؟ قَالَ نِصْفَ الدَّهْرِ ، فَكَانَ عَبْدُاللَّهِ يَقُولُ بَعْدَ مَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [75].


◘ إن من يبتدع في دين الله ما لم يأذن به الله، فليتعلم ممن هو أخير منه، عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِي اللَّه عَنْه قال: ( جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا ، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي )[76].


والحاصل أن هذه أسباب الفتور، وبك علاجها.

وإن تصدق الله يصدقك.



[1] العقيدة الواسطية1/24.

[2]تهذيب شرح الطحاوية، د/ صلاح الصاوي ص13.

[3] معارج القبول/ للشيخ حافظ الحكمي3/1004، وعلى ذلك ترجم البخاري رحمه الله تعالى في كتابه فقال في جامعه: كتاب الإيمان باب قول النبي, صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس" وهو قول وفعل ويزيد وينقص، وذكر أدلة ذلك، وبوّب الترمذي رحمه الله تعالى باب في استكمال الإيمان والزيادة والنقصان, كما بوّب النسائي باب زيادة الإيمان.

[4]معالم التنزيل3/326.

[5]تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان1/157.

[6]جامع البيان في تأويل القرآن14/577.

[7] في ظلال القرآن5/2843.

[8]محاسن التأويل: سورة الفتح آية 4.

[9]تفسير القرآن العظيم8/269.

[10]البخاري(2475)مسلم ( 57 ).

[11]شرح السنة1/90.

[12]عمدة القاري شرح صحيح البخاري19/239.

[13]مسلم ( 35 ).

[14]معالم السنن4/312.

[15]الترمذي( 1162) وقال الشيخ الألباني : حسن صحيح.

[16]شعب الإيمان للبيهقي 1/128 حديث رقم(27).

[17]مسلم ( 49 ).

[18]الأربعون النووية بتعليقات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله1/65.

[19]مسلم ( 50 ).

[20]مجموع الفتاوى8/367.

[21]البخاري(44).

[22]فتح الباري لابن رجب1/157.

[23]أبو داود(4681) وصححه الألباني.

[24]فتح الباري لابن حجر1/47.

[25]البخاري(304).

[26]تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي6/411.

[27]مصنف ابن أبي شيبة:ج6/ص164 ح30366

[28]مصنف ابن أبي شيبة:ج6/ص164 ح30363.

[29]شرح العقيدة الطحاوية1/327.

[30]السنة لعبد الله بن أحمد1/368، برقم(797).

[31]الإيمان الأوسط (7/505)، وقال عقبة: ((فهذه الألفاظ المأثورة عن جمهورهم)) ، ورواه عبد الله بن أحمد في السنة (1/315).

[32]معارج القبول1/277.

[33]معارج القبول1/277.

[34]شرح أصول السنة 2/172 (320).

[35]التمهيد (9/238).

[36]فضل علم السلف على فضل الخلف ص 64،65.

[37]فضل علم السلف على فضل الخلف ص 67.

[38]الزهد للإمام أحمد1/158، برقم860.

[39]مدارج السالكين1/485.

[40]في ظلال القرآن ج 1/ 543.

[41]الدر المنثورفي التفسير بالماثور للسيوطي 4/183.

[42]الإيمان؛ لابن أبي شيبة(7).

[43]شعب الإيمان (1/396)، و"الوابل الصيب" (60).

[44] مدارج السالكين لابن قيم الجوزية/1/454، دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة الثانية، 1393 – 1973.

[45]أي: مخلوطًا حمرة بسواد.

[46]أي: كالكأس المنكوس المقلوب الذي إذا انصبَّ فيه شيء لا يدخل فيه.

[47]رواه مسلم( 144).

[48]مجموع الفتاوى: 10/ 252.

[49]البخاري(2101 )مسلم ( 2628 ).

[50]شرح صحيح البخارى لابن بطال6/232.

[51] أي: ليَبْلَى.

[52]رواه الحاكم عن ابن عمرو وقال: "رواته ثقات"، وأقرَّه الذهبي، وحسَّنه الألباني في "الصحيحة" (1585).

[53]تفسير القرطبي 7/137 .

[54]الإبداع ص 92-93 .

[55]رواه مسلم ( 867).

[56]رواه أبو داود (4607) وصححه الألباني.

[57]البخاري (2697) ومسلم ( 1718 ).

[58]مسلم ( 1718 ).

[59]جامع العلوم والحكم ص 81 .

[60]الاعتصام 1/132 .

[61]الاعتصام 2/53 .

[62]رواه الدارمي والبيهقي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألباني. انظر: الباعث ص 13 ، الأمر بالاتباع ص 48 ، صحيح الترغيب والترهيب ص 21 ، سنن الدارمي مع شرحه فتح المنان 2/288 .

[63]رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ، ومحمد بن نصر في السنة ، وأبو نعيم وابن عساكر وذكره أبو شامة في الباعث وعزاه لأبي داود وكذلك فعل السيوطي وغيره وقال الشيخ الألباني لم أجده في السنن. ينظر: البـاعث ص 15-16 ، الاتـباع ص 62 ، إصلاح المساجد ص 12 ، السلسلة الضعيفة 1/374 .

[64]صحيح البخاري مع الفتح 17/15 .

[65]صحيح البخاري مع الفتح 17/15 .

[66]رواه الـدارمـي وصــحـحـه الحافظ ابــن حـجـر وابن رجب الحنبلي انظر: سنن الدارمي مع شرحه فتح المنان 2/184 ، الأمر بالاتباع ص 59-60 .

[67]رواه أبو داود (4607) وصححه الألباني.

[68]رواه البيهقي في المدخل وقال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد . انظر: إصلاح المساجد ص 13 ، وانظر البدعة وأثرها السيء في الأمة ص 42 .

[69]لاعتصام 1/83 ، الأمر بالاتباع ص 152 .

[70] رواه الطبراني في معجمه الكبير ج 20/ ص 253 حديث رقم: 599وابن أبي عاصم في كتاب السنة1/102برقم226 ، وصححه الألباني .

[71]أي: عالجنا معايشنا وحظوظنا.

[72]جمع ضيعة وهي معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة.

[73]سلم ( 2750 ).

[74]شرح العقيدة الطحاوية1/327.

[75]البخاري (1975).

[76]البخاري (5063).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • استعلاء الإيمان
  • من أسباب زيادة الإيمان ونقصانه
  • شجرة الإيمان
  • طعم الإيمان
  • زيادة الإيمان
  • زيادة الإيمان ونقصانه عند أهل السنة والجماعة
  • زيادة الإيمان (باللغة الأردية)

مختارات من الشبكة

  • الزيادة في مجمهرة عدي بن زيد العبادي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة النكت على زيادات الزيادات(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • زيادة العمر للمؤمن زيادة في الخير له(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شعوب جائعة وأراض عذراء(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • صور الفروق بين روايات الأحاديث في الصحيحين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منافع الحج ومقاصده (3) الإصلاح والتزكية - زيادة الإيمان - تحقيق الرابطة الإسلامية (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإيمان: زيادته ونقصانه وثمراته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • زيادة الإيمان (خطبة) (باللغة الهندية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب الدروس المهمة سنن الصلاة وأن تعظيمها من تعظيم شعائر الله ومن أسباب زيادة الإيمان(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • زيادة الإيمان ونقصانه(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب