• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة كاتب الألوكة الثانية / المشاركات المرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية / قسم الدراسات والأبحاث / التاريخ
علامة باركود

من مَعين الخلد (بحث في الجوانب الإنسانية والحضارية في شخصية القائد صلاح الدين الأيوبي)

من مَعين الخلد (بحث في الجوانب الإنسانية والحضارية في شخصية القائد صلاح الدين الأيوبي)
د. مصطفى محمد عبدالفتاح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/4/2012 ميلادي - 11/5/1433 هجري

الزيارات: 35453

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مِنْ مَعينِ الخُلْد

(بحث في الجوانب الإنسانية والحضارية في شخصية القائد صلاح الدين الأيوبي)

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

مقدمة البحث

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده و رسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[1] ، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[2] ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[3].

 

أما بعد:

إن الأمة في أزمتها الراهنة التي تفاقمت وتشعبت وتغلغلت في مختلف جوانب حياتها أحوج ما تكون إلى الأسوة الحسنة والقدوة وإلى النموذج الذي يمكن أن يُقتدى به في مجالات الإصلاح وميادين التغيير.

 

لقد تعددت مناهج المصلحين، وبالرغم من أن معظم حركات الإصلاح والتغيير التاريخية منها والمعاصرة قد لعبت أدواراً إيجابية في حياة الأمة، وقدمت خدمات لا يمكن أن تنسى، بيد أن الحالة العامة للأمة لم تزل في حاجة إلى كثير من الجهد، وإلى كثير من العمل، وإلى عدد كبير من الأفكار والوسائل والرؤى التي تنير لهذه الأمة الطريق، وتساعدها على رؤية السبيل والصراط المستقيم ليعينها على الخروج من أزمتها التي طال أمدها خاصة في ظروفنا المصيرية الراهنة.

 

إن الأهداف الرئيسية لهذه الأمة والغايات والمقاصد الكلية لها ما تزال بعيدة المنال، فلم تزل الأمة عاجزة عن تحقيق وحدتها أو تضامنها في أي مجال من مجالات الحضارة، ولم تزل بعيدة عن التمكن والقدرة من سلوك سبيل النهضة بأي مفهوم من مفاهيمها، وما تزال قيمها ومثلها في إحقاق الحق وإقامة العدل وتكريم الإنسان وتمكينه من أداء أمانة الاستخلاف والقيام بواجب العمران ما تزال كل هذه القيم بعيدة المنال والتحقق، و ما يزال الإنسان المسلم الذي ابتعث ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ولينقذهم بعدل الإسلام من جور الأديان، وليخرجهم من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، مايزال هذا الإنسان يتعرض للكثير من عوامل الاستلاب، وضروب من أنواع الابتلاء، تجعله إنساناً عاجزاً يعاني من أزمة في الفكر، وشلل عن الفعل، وضبابية في الرؤية، واضطراب في السلوك، وفصام يكاد يشمل كل شيء، وهذا كله يجعل من أفضل ما يمكن أن يقدم لهذا الإنسان الزاد الفكري الذي يمكن أن يساعده على إعادة تشكيل عقله، وبناء رؤيته، واسترداد شخصيته، وإعادة بناء عقليته ونفسيته، وتمكينه من أداء دوره في الحياة، والخروج من حالة الشلل والاضطراب والفصام.

 

إن دراسة شخصية صلاح الدين الأيوبي تعتبر دراسة لِقِمَّةٍ من القمم البارزة في التاريخ الإسلامي، فقد تحقق على يدي هذا القائد إنجازات كبيرة جداً، خاصة على صعيد الجهاد في سبيل الله، متميزاً عن القادة بشخصية تحمل الكثير من القيم الإنسانية النبيلة، وممثلاً نموذجاً حضارياً ندر أمثاله في تواريخ الأمم الأخرى، الأمر الذي أكسبه احترام الأعداء والأصدقاء على السواء.

 

مشكلة البحث:

الإجابة عن بعض التساؤلات:

1- هل تجلت القيم الإنسانية والحضارية عند القائد المسلم صلاح الدين؟

 

2- ما العوامل التي جعلت من صلاح الدين نموذجاً إنسانياً وحضارياً؟

 

3- ما الدلائل على كون صلاح الدين نموذجاً إنسانياً وحضارياً؟

 

4ـ- كيف يمكن أن نستفيد من تمثل هذا النموذج الإنساني الحضاري وهو يتربع فوق مراتب القيادة؟

 

أهداف البحث:

الهدف الرئيسي لهذا البحث هو تبيان النموذج الحضاري والإنساني في شخصية القائد صلاح الدين الأيوبي.

 

ولتحقيق هذا الهدف كان لابد من العودة إلى ينابيع الماضي في سيرة صلاح الدين، والاعتماد على عدد من الدراسات التحليلية المعاصرة، للوصول إلى أهم سمات هذه الشخصية من الناحيتين الإنسانية والحضارية.

 

منهج البحث:

اقتضى هذا البحث الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي، الذي يقوم على مبدأ تجميع الحقائق والمعلومات من مصادر متعددة، تشخص الواقع ثم تحلل وتفسر لتصل إلى نتائج مقبولة.

 

كما اعتمدت المنهج التاريخي، من خلال دراسة الواقع الماضي، والجذور التاريخية لسيرة القائد صلاح الدين الأيوبي، وتعقب الكتب التي عاصرته، والدراسات التي تلت، والتنقيب في أحداثها ووقائعها، على أسس منهجية علمية.

 

أهمية البحث:

تنبع الأهمية من واقع الأمة العربية الآن، هذا الواقع الهزيل الذي سمح بتكالب الأمم عليها كما تتداعى الأكلة إلى قصعة الطعام، فالأمة بحاجة للبحث في تاريخها عن الرجال الذين حملوا القيم الإنسانية والحضارية، وتمثلوا بها في الحياة، لتكون نبراساً يهدي إلى سواء السبيل.

 

حدود البحث:

تمتد حدود البحث من قبل مولد صلاح الدين الأيوبي، إلى ما بعد وفاته، متتبعاً سمات العصر الذي وجد فيه، والظروف التي أثرت في قيادته العالم الإسلامي في مواجهة العالم الغربي، للوقوع على تأثير القيم الحضارية والإنسانية وأصالتها في نفسه، وأثرها على أهل عصره من موالين و أعداء.

 

استهلال

عصر صلاح الدين الأيوبي وحياته


الملك الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب، عاش بين عامَي 1138 - 1193م، مؤسس الدولة الأيوبية في مصر والشام، أمتد سلطانه إلى شمال العراق و إلى بلاد اليمن، اشتهر بلقبه السابق صلاح الدين في سوريا قبل أن يصبح سلطاناً لمصر وتسمى بالملك الناصر.

 

اسمـه: يوسف بن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدويني ثم التكريتي المولد.

كنيته: أبو المظفر.

لقبه: صلاح الدين.

مولده: ولد في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة، إذ كان أبوه نجم الدين متولي تكريت نيابة، وكان أبوه ذا صلاح، ولم يكن صلاح الدين بأكبر أولاده.

 

قال ابن خلكان: بلغني أن صلاح الدين قدم به أبوه وهو رضيع، فناب أبوه ببعلبك إلى آخذها أتابك زنكي، وقيل: إنهم خرجوا من تكريت في ليلة مولد صلاح الدين، فتطيّروا به! فقال شيركوه ـ أو غيره ـ: لعل فيه الخير، وأنتم لا تعلمون.

 

وقبل التعرف أكثر إلى حياة القائد صلاح الدين لا بد من التعرف إلى عصره، ففي القرن الخامس الهجري ـ الحادي عشر الميلادي ـ كانت أوضاع العالم الإسلامي متردية من الناحية السياسية والعسكرية، بالإضافة لعوامل ضعف كثيرة نخرت في أوصال الدولة الإسلامية متمثلة في الحركات الباطنية، فمصر كانت تحكمها فئة من الرافضة هي الأسرة العبيدية، وقد أوصلت مصر إلى حافة من التردي والفساد جعلتها ضعيفة خائرة القوى، وكانت الخلافة العباسية في حالة يرثى لها من الفوضى والانحلال، أما بلاد الشام فلم يكن حالها أفضل بسبب الاضطراب الذي سببه الحاكم بأمر الله الفاطمي، وفي ذلك التاريخ سقطت صقلية بأيدي النورمان، والأندلس كانت قد بدأت في عهد ضعفها بسيطرة ملوك الطوائف ونزاعاتهم التي انتهت فيما بعد إلى زوال سلطة المسلمين من الأندلس.

 

كل هذه الأوضاع ساهمت في طمع الغرب الصليبي في الشرق الإسلامي، فبدأت الحملات الصليبية تتتابع على جسد العالم الإسلامي المنهك، مستعينة بعوامل النخر الداخلي من الفرق الباطنية التي كانت شوكة في خاصرة العالم الإسلامي من فاطميين و قرامطة وإسماعيليين، الذين عملوا بالبطش والإرهاب على تمكين سطوتهم مستعينين بالصليبيين ضد المسلمين.

 

وقد تكاثرت الأسباب التي أدت إلى الحملات الصليبية، ومنها:

أ. تهديد القسطنطينية بالاحتلال من قبل السلاجقة، واستنجاد إمبراطور بيزنطة بالبابا وبالأمم النصرانية لإنقاذ مركز المقاومة الأول المسيحي أمام القوات الإسلامية منذ عدة قرون.

 

ب. ادعاء زوار بيت المقدس النصارى مضايقة المسلمين لهم، وانتهاكهم لحرمة الأماكن النصرانية المقدسة، وقد ساعدهم في ذلك الادعاء حالة الاضطراب والانحلال التي استولت على الشرق الإسلامي قبيل الحروب الصليبية.

 

ج. سوء الحياة الاجتماعية في أوربا، حيث كانت الطبقة الشعبية في الدرك الأسفل من الانحطاط والفاقة والاحتياج، وكانت تلاقي الأَمَرَّيْن من الضرائب والتسخير و الظلم، زيادة على المجاعة التي عمت أنحاء أوربا زمن الحروب الصليبية.

 

د. طمع الممالك الإقطاعية الأوربية بتكوين ممالك في الشرق الضعيف.

 

هـ. طمع الجمهوريات الإيطالية (جنوة ـ بيزة ـ البندقية) بالأرباح التجارية من خلال الاستيلاء على مصر والشام.

 

و. الغرض الديني الذي كان يمثل هدفاً بالنسبة لطائفة من الصليبيين.

 

ز. موقف الفاطميين في مصر، حيث قاموا بمراسلة الأمم الإفرنجية وتشجيعهم على مهاجمة السلاجقة، لأن هؤلاء الأخيرين تغلبوا على الفاطميين وانتزعوا منهم البلاد الشامية[4].

 

في ظل تلك المعطيات تحركت البابوية في روما للدعوة إلى تجهيز حملات صليبية تغزو العالم الإسلامي، وكانت تلك بداية عهد من المعاناة مر على العالم الإسلامي، ورزح بثقله سنوات طويلة دفع فيها المسلمون الكثير الكثير من الدماء والأرواح.

 

في ظل هذه الحالة السيئة قيض الله رجالاً مصلحين عملوا على إزالة العلة قدر المستطاع، وقد بدأت تلك الحركة الإصلاحية بنهضة آل زنكي، الذين اشتهروا في التاريخ الإسلامي بجهادهم، ومن أهم ملوكهم عماد الدين زنكي الذي كان ذا همة عالية، لا مطمع له إلا تكوين مملكة إسلامية موحدة تقوى على مجابهة الصليبين، وكانت سياسته مبنية على بث الأمن والعدالة الاجتماعية داخلياً، وعلى توسيع مملكته وتنظيمها خارجياً، ولم يمض زمن حتى أصبحت دولته تشمل الجزيرة الفراتية وأعالي الفرات وحمص وحماه وحلب وبعلبك ومعرة النعمان[5].

 

وأعظم ما سجله عماد الدين زنكي هو فتحه لمدينة الرها، والتي كانت أول مملكة صليبية تزول، وكانت لها مكانة مقدسة لدى الصليبيين تقارب ما لبيت المقدس من المكانة.

 

واستمر عماد الدين في إصلاحاته وفتوحاته حتى اغتيل وانتهت حياة ذلك البطل الشهيد.

 

بعد عماد الدين اقتسم ابناه المملكة، القسم الشرقي لسيف الدين غازي، عاصمته الموصل، والقسم الغربي لنور الدين محمود، عاصمته حلب، وكانت مملكة هذا الأخير متاخمة للصليبيين، فوقع عليه العبء في جهادهم، حتى أصبح من أشهر أبطال الإسلام، واستمر جهاده طوال حياته.

 

وقد قام نور الدين محمود بفتح دمشق حتى لا يستولي عليها الصليبيون، وعين القائد أيوب بن شاذي والد صلاح الدين حاكماً على مدينة دمشق، وعين أخاه شيركوه حاكماً على ولايتها، لدورهما في فتح المدينة، وبذلك ضم نور الدين محمود سائر البلاد الشامية إلى مملكته[6].

 

ولد صلاح الدين في تكريت عام 532 للهجرة، في ليلة مغادرة والده نجم الدين أيوب قلعة تكريت حينما كان والياً عليها، ويرجع نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة دوين في أرمينيا، وبحسب ابن الأثير فإن نسبه يعود إلى الأكراد الروادية، بينما ينفي الأيوبيون هذا النسب، وقالوا: إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم.

 

أما الأيوبيون ملوك اليمن فقد قالوا بنسبتهم إلى بني أمية، أما الأيوبيون ملوك دمشق فأنهم أثبتوا نسبهم إلى بني مرة بن عوف من بطون غطفان.

 

وكان نجم الدين والد صلاح الدين قد انتقل إلى بعلبك حيث أصبح والياً عليها مدة سبع سنوات، وانتقل إلى دمشق، وقضى صلاح الدين طفولته في دمشق حيث قضى فترة في بلاط الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي ملك دمشق، وكان من القادة في جيش نور الدين، أرسله نور الدين من دمشق في الحملات إلى الشام وإلى مصر ليستكمل عمل عمه أسد الدين شيركوه على رأس الجيش الذي أرسله من دمشق لمواجهة الصليبين في الشام وفي مصر، وبسط سيطرته عليها والعمل على صد الحملة الصليبية، وفي ذات الوقت ليستكمل انتزاعها من الفاطميين الذين كانت دولتهم في أفول، فنجح في عرقلة هجوم الصليبيين سنة 1169 بعد موت عمه شيركوه، و قمع تمرداً للجنود الزنوج، كما فرض نفسه كوزير للخليفة العاضد، فكان صلاح الدين هو الحاكم الفعلي لمصر[7].

 

كان الوزير الفاطمي شاور قد فر من مصر هرباً من الوزير ضرغام بن عامر بن سوار الملقب فارس المسلمين اللخمي المنذري، لما استولى على الدولة المصرية وقهره وأخذ مكانه في الوزارة وقتل ولده الأكبر طيء بن شاور، فتوجه شاور إلى الشام مستغيثا بالملك نور الدين زنكي في دمشق وذلك في شهر رمضان 558ھ، ودخل دمشق في 23 من ذي القعدة من السنة نفسها، فوجه نور الدين معه أسد الدين شيركوه بن شاذي في جماعة من عسكره كان صلاح الدين في جملتهم في خدمة عمه وخدمة جيش الشام، وهو كاره للسفر معهم، وكان لنور الدين في إرسال هذا الجيش هدفان؛ قضاء حق شاور لكونه قصده ودخل عليه مستصرخا، وأنه أراد استعلام أحوال مصر، فإنه كان يبلغه أنها ضعيفة من جهة الجند، وأحوالها في غاية الاختلال فقصد الكشف عن حقيقة ذلك.

 

وكان نور الدين كثير الاعتماد على شيركوه لشجاعته ومعرفته وأمانته، فانتدبه لذلك، وجعل أسد الدين شيركوه ابن أخيه صلاح الدين مقدم عسكره، وشاور معهم، فخرجوا من دمشق على رأس الجيش في جمادى الأولى سنة 559ھ، فدخلوا مصر وسيطروا عليها، واستولوا على الأمر في رجب من السنة ذاتها.

 

ولما وصل أسد الدين وشاور إلى الديار المصرية واستولوا عليها وقتلوا الضرغام، وحصل لشاور مقصوده، غدر بأسد الدين شيركوه، واستنجد بالإفرنج عليه، فحاصروه في بلبيس، وكان أسد الدين قد شاهد البلاد وعرف أحوالها، ولكن تحت ضغط من هجمات مملكة القدس الصليبية والحملات المتتالية على مصر، بالإضافة إلى قلة عدد الجنود الشامية أجبر على الانسحاب من مصر، وأعاد الملك نور الدين بن عماد الدين زنكي إرسال الجيش من دمشق لمجابهة الصليبين، وبلغ إلى علم نور الدين في دمشق وكذلك أسد الدين مكاتبة الوزير الخائن شاور للفرنج وما تقرر بينهم، فخافا على مصر أن يملكوها ويملكوا بطريقها جميع البلاد هناك، فتجهز أسد الدين في قيادة الجيش وخرج من دمشق، وأنفذ معه نور الدين العساكر وصلاح الدين في خدمة عمه أسد الدين، وكان وصول أسد الدين إلى البلاد مقارنا لوصول الإفرنج إليها، واتفق شاور والمصريون بأسرهم والإفرنج على أسد الدين، وجرت حروب كثيرة[8].

 

وتوجه صلاح الدين في قيادة الجيش إلى الإسكندرية، فاحتمى بها، وحاصره الوزير شاور في جمادى الآخرة من سنة 562ھ، ثم عاد أسد الدين من جهة الصعيد إلى بلبيس، وتم الصلح بينه وبين المصريين، وسيروا له صلاح الدين فساروا إلى دمشق.

 

عاد أسد الدين من دمشق إلى مصر مرة ثالثة، وكان سبب ذلك أن الإفرنج جمعوا فارسهم وراجلهم وخرجوا يريدون مصر ناكثين العهود مع أسد الدين طمعاً في البلاد، فلما بلغ ذلك أسد الدين ونور الدين في الشام لم يسعهما الصبر، فسارعا إلى مصر، أما نور الدين فبالمال والجيش ولم يمكنه المسير بنفسه للتصدي لأي محاولة من قبل الإفرنج، وأما أسد الدين فبنفسه وماله وإخوته وأهله ورجاله وسار الجيش.

 

يقول ابن شداد:

«قال لي السلطان صلاح الدين كنت أكره الناس للخروج في هذه الدفعة وما خرجت من دمشق مع عمي باختياري وهذا معنى قول القرآن: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم[9]».

 

وكان شاور لما أحس بخروج الإفرنج إلى مصر سير إلى أسد الدين في دمشق الشام يستصرخه ويستنجده، فخرج مسرعا، وكان وصوله إلى مصر في شهر ربيع الأول سنة 564ھ، ولما علم الإفرنج بوصول أسد الدين على رأس الجيش من دمشق إلى مصر على اتفاق بينه وبين أهلها رحلوا،  وأقام أسد الدين بها يتردد إليه شاور في الأحيان، وكان وعدهم بمال في مقابل ما خسروه من النفقة، فلم يوصل إليهم شيئاً، وعلم أسد الدين أن شاور يلعب به تارة وبالإفرنج أخرى، وتحقق أنه لا سبيل إلى الاستيلاء على البلاد مع بقاء شاور، فأجمع رأيه على القبض عليه إذا خرج إليه، فقتله وأصبح أسد الدين وزيراً، وذلك في سابع عشر ربيع الأول سنة 564ھ، ودام آمراً وناهياً، و صلاح الدين يباشر الأمور مقرراً لها لمكان كفايته ودرايته وحسن رأيه وسياسته إلى الثاني والعشرين من جمادى الآخرة من السنة ذاتها، حيث مات أسد الدين.

 

ولما بلغ صلاح الدين قصد الإفرنج دمياط استعد لهم بتجهيز الرجال وجمع الآلات إليها، ووعدهم بالإمداد بالرجال إن نزلوا عليهم، وبالغ في العطايا والهبات، وكان وزيراً متحكماً لا يرد أمره في شيء، ثم نزل الإفرنج عليها، واشتد زحفهم وقتالهم عليها، وهو يشن عليهم الغارات من خارج، والعسكر يقاتلهم من داخل، فانتصر عليهم، فرحلوا عنها خائبين، وأحرقت مناجيقهم، ونهبت آلاتهم، وقتل من رجالهم عدد كبير.

 

في 1170م أغار صلاح الدين على غزة التي كان يسيطر عليها الصليبيون، وفي السنة التالية انتزع أيلة من مملكة أورشليم الصليبية، وأغار على مقاطعتي شرق نهر الأردن؛ الشوبك والكرك.

 

في البداية لم يكن مركز صلاح الدين في مصر مستقراً بسبب الاضطراب الذي سببه توالي عدد كبير من الحكام الفاطميين في مدد قصيرة، تحكم في قراراتهم سلسلة من الوزراء.

 

بعد موت الخليفة العاضد سنة 1171م، دفع صلاح الدين العلماء إلى المناداة بالمستضيء بأمر الله العباسي خليفة، والدعاء له في الجمعة، والخطبة باسمه من على المنابر، وبهذا انتهت الفترة الفاطمية في مصر، وحكم صلاح الدين مصر كممثل لنور الدين الذي كان في النهاية يقر بخلافة العباسيين[10].

 

حدّث صلاح الدين اقتصاد مصر، وأعاد تنظيم الجيش مستبعداً العناصر الموالية للفاطميين، واتبع نصيحة أبيه أيوب بألا يدخل في مواجهة مع نور الدين الذي كان يدين له رسمياً بالولاء، لكن بعد موت نور الدين سنة 1174م، اتخذ صلاح الدين لقب سلطان في مصر مؤسساً الأسرة الأيوبية، ومادّاً نفوذه في اتجاه الغرب.

 

كان شيركوه عندما انطلق إلى جنوب مصر للقضاء على مقاومة مؤيدي الفاطميين قد واصل الاتجاه جنوباً محاذياً البحر الأحمر، باسطاً نفوذه على اليمن، ليدخلها تحت حكم الأيوبيين.

 

كان صلاح الدين قد تراجع في مناسبتين عن غزو مملكة بيت المقدس، وذلك في عامي 1170 و1172م، حيث كان يسعى للإبقاء على أمن بلاد مصر والنوبة، فكاد هذا يكون سبباً في وقوع مواجهة مباشرة مفتوحة بين صلاح الدين ونور الدين، إلا أن موت نور الدين حسم المسألة، وكان ابنه الصالح إسماعيل طفلاً، فسار صلاح الدين إلى دمشق فدخلها، واسْتُقْبِلَ فيها بترحاب، بينما انتقل الصالح إسماعيل إلى حلب.

 

في دمشق تُوِّجَ السلطان صلاح الدين وعضَّد مُلكه بالزواج من أرملة نور الدين؛ عصمت الدين خاتون، ثم بسط نفوذه على حلب والموصل، و بينما كان يحاصر حلب في عام 1176م، حاول الحشاشون اغتياله، فأجروا محاولتين كانت الثانية منهما وشيكةً إلى حد أنه أصيب، بعد ذلك فرض صلاح الدين نفوذه على الجزيرة في شمال العراق، وأخضع الزنكيين في الموصل وسنجار والأرتوقيين في ماردين وديار بكر، كما بسط نفوذه على الحجاز.

 

بينما كان صلاح الدين يعمل على بسط نفوذه على عمق سورية كان غالبا يترك الصليبيين لحالهم مرجئاً المواجهة معهم، وإن كانت غالباً لم تغب عنه حتميتها، إلا أنه كان عادة ما ينتصر عندما تقع مواجهة معهم، إلا أن غارات الصليبيين حفزت صلاح الدين على الرد، فقد كان أرناط يتحرش بالتجارة وبالحجاج المسلمين بواسطة أسطول له في البحر الأحمر، فبنى صلاح الدين أسطولا من ثلاثين بارجة لمهاجمة بيروت، وعندها هدد أرناطُ بمهاجمة مكة والمدينة، فحاصر صلاح الدين حصن الكرك معقل أرناط مرتين، ورد أرناط بمهاجمة قوافل حجاج مسلمين سنة 1185[11].

 

في عام 1187م سقطت أغلب مدن وحصون مملكة بيت المقدس في يد صلاح الدين بعد أن هزمت القوات الصليبية في معركة حطين، حيث التقت قوات صلاح الدين في حطين مع القوات المجتمعة لنائب ملك القدس، وريموند الثالث ملك طرابلس، وفي تلك الموقعة كادت قوات الصليبيين أن تفنى على يد جيش صلاح الدين، وكانت طامة كبرى ونقطة تحول في تاريخ الاحتلال الصليبي، كما أسر أرناط، وأشرف صلاح الدين بنفسه على إعدامه انتقاماً لتحرشه بالقوافل.

 

دخلت قوات صلاح الدين القدس بعد أن استسلمت المدينة، وسمح صلاح الدين للكثيرين بالخروج ممن لم يكن معهم ما يكفي لدفع الفدية عن جميع أفراد أسرهم.

 

قبل القدس كان صلاح الدين قد استعاد كل المدن تقريبا من الصليبيين، ما عدا صور التي كانت المدينة الوحيدة الباقية في يد الصليبين.

 

حفّز فتح القدس خروج حملة صليبية ثالثة، مُوِّلت في إنجلترا و أجزاء من فرنسا بضريبة خاصة عرفت بضريبة صلاح الدين، قاد الحملة ثلاثة من أكبر ملوك أوروبا في ذلك الوقت هم رتشارد ملك إنكلترا، وفيليب أغسطس ملك فرنسا، وفريدريك بربروسا ملك ألمانيا، إلا أن هذا الأخير مات أثناء الرحلة، وانضم الآخران إلى حصار عكا التي سقطت بعد ذلك.

 

مات القائد صلاح الدين من الحمى في دمشق يوم الأربعاء 27 صفر 589 هـ، وعندما فُتحت خزانته الشخصية وجدوا أنه لم يكن فيها ما يكفي من المال لجنازته، فلم يكن فيها سوى سبعة وأربعين درهماً ناصرية، وجرماً واحداً ذهباً سورياً، ولم يخلف ملكاً ولا داراً، إذ كان قد أنفق معظم ماله في الصدقات[12].

 

دفن صلاح الدين في ضريح في المدرسة العزيزية قرب الجامع الأموي في دمشق إلى جوار الملك نور الدين زنكي.

 

الظروف و العوامل التي جعلت من صلاح الدين الأيوبي

نموذجاً إنسانياً وحضارياً


ساهمت عدة عوامل في بناء الشخصية الفريدة للناصر صلاح الدين الأيوبي، منها:

1- النشأة: فقد تربى صلاح الدين في بيت للجهاد والقتال في سبيل الله؛ رضع الشجاعة منذ نعومة أظافره من أبيه أيوب بن شادي، ومن عمه أسد الدين شيركوه، ولم يزل صلاح الدين تحت كنف أبيه وعمه حتى ترعرع، ولما ملك نور الدين محمود دمشق لازم نجم الدين أيوب خدمته، وكذلك ولده صلاح الدين.

 

وكانت مخايل السعادة عليه لائحة، والنجابة تقدمه من حالة إلى حالة، ونور الدين يؤثره ويقدمه، ومنه تعلم صلاح الدين طرائق الخير، وفعل المعروف والاجتهاد في أمور الجهاد.

 

2- تعامله مع جنسيات مختلفة آتية من حضارات مختلفة: فقد تعامل مع العرب والأكراد والأرمن والصليبيين واليهود والهنود وغيرهم.

 

3- ثقافته: الثقافة توسع آفاق الإنسان، وتجعله متصالحاً مع نفسه ومع العالم المحيط به، وقد حظي صلاح الدين بثقافة عالية كونه قضى طفولته وشبابه في البلاطات الحاكمة.

 

4- تعدد الأماكن التي عاش فيها، والأماكن التي انتقل إليها: تكريت، بعلبك، حلب، دمشق، مصر.

 

5- الحروب: لأنه قاد حرب توحيد الشرق الإسلامي، ثم قاد هذا الشرق في حرب التحرير ضد المحتل الغربي.

 

6- العامل الذاتي: فلو نظرنا إلى كل العوامل السابقة فيمكن لنا أن نجد الكثر من الأشخاص الذين توفرت لهم هذه الظروف وتلك العوامل، ولم ينبغ منهم أحد كما نبغ صلاح الدين، لذا يبقى للعامل الذاتي أثره الكبير بما أودعه الله تعالى في هذه النفس من صفات مميزة، وأخلاق عالية، وسمات فريدة، كانت كافية لقيادة الأمة في مرحلة من أشق مراحل تاريخها.

 

الجانب الإنساني في شخصية صلاح الدين الأيوبي

اشتهر صلاح الدين الأيوبي بسماحته وحبه للسلام، حتى صار مضرب الأمثال، فعامل الصليبيين بعد استسلام  مدينة بيت المقدس معاملة طيبة، وقبل الفداء من أسراهم، وأطلق سراح نسائهم وأطفالهم، ولعل هذا الموقف يكفي للدلالة على إنسانيته الكبيرة، وفي سيرته موافق كثيرة نستخلص من بعضها سماته الإنسانية التي تميز بها، ومنها:

1- النفس الحساسة: فقد كان رقيق القلب، سريع الدمعة، عند سماع الحديث[13]، وهذه الرقة هي التي مدحها رسول الله صلى الله عليه و سلم في العديد من أحاديثه، فهي منبع الرحمة، والرحمة أعلى سمة إنسانية يمكن أن يتحلى بها الإنسان، ولا يمكن لصاحب النفس الحساسة إلا أن يختار الرفق مع الناس.

 

2- الرحمة العائلية: فقد روي عنه أنه كان يجلس في أكثر أوقات فراغه بين أولاده الصغار وأصدقائه المقربين، وقد رفعت عنهم الكلفة وسادت المباسطة[14]، فلا يشعر المحيطون به إلا أنه رب أسرة رحيم، وصديق ودود، لا يعلو على الناس، ولا يطلب العلو.

 

3- الرحمة بالمخطئين: كتب إليه الأمير سيف الدولة بن منقذ أن أحد عماله سرق من المال العام ألفي دينار، و أنه هرب، و أنه قد يأتي باب السلطان ليجد عنده حظوة، وبالفعل أتى ذلك السارق باب السلطان الأيوبي، فظن من حضر أن السلطان سيعاقبه، لكنه بعث له من يقول له على لسان السلطان: إن ابن منقذ يطلبك فاجهد ألا تقع في عينه. وهذا من حلمه و كرمه[15]، ولو عاقب ذلك السارق لكان الحق معه، لكنه اتبع الرحمة الإنسانية التي ترى الناس كما خلقهم الله؛ يقعون في الخطأ تلو الخطأ، وبهذا الأسلوب ينمي في السارق محاسبة نفسه، فيعود عما اقترفه من خطأ.

 

4- الرحمة بالناس: كان بالقدس حين فتحها بعض نساء الملوك من الروم، وقد ترهبت و أقامت به، ومعها من الحشم والعبيد والجواري خلق كثير، ولها من الأموال والجواهر النفيسة شيء عظيم، فطلبت الأمان لنفسها و من معها، فأمنها و سيرها[16]، و أطلق ملكة القدس سيبيلا، مع مالها وحشمها وسيرها إلى زوجها المحبوس بقلعة نابلس[17].

 

وفي قصة مؤثرة للغاية يذكرها المؤرخون تلوح الصفات الإنسانية الرائعة في أبهى صورها عند صلاح الدين، فقد كان للمسلمين مغيرون يدخلون خيام الفرنج فيسرقون، فأخذ أحدهم صبياً رضيعاً[18]، فوجدت عليه أمه وجداً شديداً، واشتكت إلى ملوكهم فقالوا لها: إن ملك المسلمين رحيم القلب، وقد أذنا لك أن تذهبي إليه، فتشتكي أمرك إليه[19].

 

فجاءت إلى السلطان، فأنهت إليه حالها، فرق لها رقة شديدة، حتى دمعت عيناه، ثم أمر بإحضار ولدها، فإذا هو قد بيع في السوق، فرسم بدفع ثمنه إلى المشتري، ولم يزل واقفاً حتى جيء بالغلام، فأخذته أمه و أرضعته ساعة، وهي تبكي من شدة فرحها و شوقها إليه، ثم أمر بحملها إلى خيمتها، على فرس مكرمة[20].

 

5- مراعاة الفرح الإنساني: الفرح تحتاجه النفوس حتى لا تغلب عليها الأحزان، وقد أثر عن صلاح الدين مواقف كثيرة كان يسوق فيها الفرح إلى الناس حوله سوقا، ولو كان ذلك على حساب نفسه، فأثناء احتفاله باستلام حلب، جاء إنسان فأسر إلى صلاح الدين بموت أخيه، فلم يظهر هلعاً ولا جزعاً، وأمر بتجهيزه سراً، و لم يعلم من معه في الحفل، واحتمل الحزن وحده، حتى لا ينكد ما هم فيه، وكان هذا من الصبر الجميل[21].

 

6- معاملة العدو بالكرم عند ضعفه: فقد حصل لملك الإنكليز ريتشارد مرض شديد، فبعث إلى السلطان يطلب فاكهة و ثلجاً، فأمده بذلك، من باب الكرم[22]، وريتشارد عدوه الذي كان يناصبه العداء، ويتحين الفرص للقضاء عليه.

 

7- التربية الإنسانية: رغم شدة الحروب في ذلك العصر، لم يهمل صلاح الدين غرس الإنسانية في نفوس أبنائه، فهو لم يكن يسمح لأولاده برؤية مناظر الدم، قال صلاح الدين: لا أريدهم أن يعتادوا سفك الدماء في حقدهم أو يسروا بالقتل[23].

 

8- رحمته للعدو: يروى أن نساء الفرنجة قد تضرعن إليه أن لايستعبد رجالهن يوم فتح القدس، فرق لهن وعفا عن رجالهن جميعاً، فبكت النساء فرحاً، فبكى صلاح الدين الرجل العظيم إشفاقاً، لأن المواقف الإنسانية كانت تهز أعماق قلبه الكبير[24].

 

وكان يعامل أسراه بكرم، و أطلق سراحهم وقدم لهم بعض الهدايا، أما الجرحى فكانوا مدينين له بالعناية بهم[25].

 

9- إكرام المودة القديمة: من العجيب أن صلاح الدين مع انتصاره، و مع ما شهده من كيد أعدائه، قبل مفاوضتهم ولم يشتط في الشرط، بل ترك لهم حلب ونزل لهم عن اعزاز إكراماً لابنة صغيرة لسيده نور الدين، وكانوا أخرجوها إليه، فطلبت منه تلك القلعة التي كاد يهلك في أثناء فتحها، فأجابها إلى ذلك، وأضاف هدايا ذات قيمة مراعاة لذكرى أبيها[26].

 

وكان إذا لقي صديقاً فرح حتى يبكي من شدة العاطفة[27].

 

10ـ صيانة الناس عن الحرج: وله في هذا المقام مواقف كثيرة منها، أن أحد الخدم رمى آخر بحذاء فتجاوز حتى وصل إلى صلاح الدين، فأدار وجهه للناحية الأخرى حتى لا يحرج ذلك الخادم[28].

 

11- الإنسانية تنبع من قلبه وتلوح في وجهه: مثل بين يديه أسير إفرنجي بعد إحدى المعارك وقد هابه، بحيث ظهرت عليه أمارات الخوف والجزع، فقال له الترجمان: من أي شيء تخاف؟ فأجرى الله على لسانه أن قال: كنت أخاف قبل أن أرى هذا الوجه، فبعد رؤيتي له وحضوري بين يديه، أيقنت أني ما أرى إلا الخير. فرق له، ومن عليه، وأطلقه[29].

 

12- الإغضاء عن أخطاء الآخرين بحقه: كان يسمع من المتظلمين أغلظ ما يمكن أن يسمع، ويلقى ذلك بالبشر والقبول، ففي أحد المواقف وهو يستعد للهجوم على جيش الإفرنج أمر العسكر بالحملة، فأجابه بعض الأكراد الأمراء بكلام فيه خشونة، يعتبون عليه لعدم إعطائهم من الإقطاعات، فعاد مغضباً، وخافه الأمراء، لكنه بعد قليل استدعاهم إلى خيمته ليأكلو من فواكه شامية جاءته هدية، فسرى عنهم[30].

 

وكان رحمه الله كريماً، حليماً حسن الأخلاق، متواضعاً، صبوراً على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره ولا يعلمه بذلك ولا يتغير عليه[31].

 

13- لا ينتقم لنفسه: كان لا يرى الإساءة إلى من صحبه وإن أفرط في الخيانة، ولقد قلب في خزانته كيسان من الذهب المصري بكيسين من الفلوس، فما عمل بالنواب شيئاً سوى أن صرفهم من عملهم[32].

 

بهذه الصفات الإنسانية استطاع صلاح الدين أن يحتل القلوب ويؤلفها، وقلما تجتمع هذه الإنسانية في قائد محارب، أمضى معظم مدة ملكه في الحروب والمعارك، ومن هنا ينبع التفرد الذي ميز شحصية صلاح الدين.

 

الجانب الحضاري في شخصية صلاح الدين الأيوبي

تجلت في شخصية صلاح الدين الأيوبي السمات الحضارية في أعلى سموها، وقلما اجتمعت هذه السمات لرجل واحد، فكيف بها وقد اجتمعت له مع القيادة والشجاعة والإنسانية والنصر، مما جعله أنموذجاً حضارياً يحتذى به، وينصفه أعداؤه وهو الذي هزمهم وأوقع بهم، من هذه السمات الحضارية في شخصية صلاح الدين الأيوبي:

1ـ اكتساب محبة الناس: فقد استمال صلاح الدين قلوب الناس، وبذل لهم الأموال، فمالوا إليه و أحبوه، وقلل من النظام الإقطاعي الذي ساد طريقة امتلاك الأراضي في العهد الفاطمي، وحطم بذلك استقلال أمراء الإقطاعات، وقوى الحكومة المركزية[33].

 

2ـ الاهتمام المباشر بشؤون الرعية:

فقد ذكر التاريخ أن صلاح الدين جلس ينظر في شكاوى الرعية بنفسه، وجعل ذلك يوم الاثنين والخميس[34]، وأنه كان يشارف بنفسه تعبئة الصفوف[35].

 

3ـ الغايات عنده تختص الأمة ولا تختص لنفسه: ففي رسالته إلى كلج سلطان الأناضول: هيهات أن نترك المسلمين يقصد بعضهم بعضاً، أو نرى أحداً منهم إلا في سبيل الله ودّاً أو بغضاً،...، وقد توفر اجتهادنا على أن نستميل كلاً إلى الجهاد، ونجمع شملهم على الاتفاق والاتحاد[36].

 

4ـ الترفع عن نعيم الدنيا حتى لا ينشغل عن الهدف الأسمى:

ذكر التاريخ أنه لما رجع صلاح الدين من إحدى غزواته إلى دمشق وجد وكيل الخزنة قد بنى له داراً بالقلعة هائلة، فغضب عليه و عزله، وقال: إنا لم نخلق للمقام بدمشق ولا بغيرها من البلاد، وإنما خلقنا لعبادة الله عز و جل، والجهاد في سبيله، وهذا الذي عملته مما يثبط النفوس، ويقعدها عما خلقت له[37].

 

وعندما وقعت ثروة الأسرة المالكة في مصر غنيمة في يد صلاح الدين، وكان يمكن أن يأخذ منها ما يشاء، ولكنه أبى، فوزع من التحف الثمينة والجواهر العظيمة على الناس، ولم يدخر لنفسه شيئاً مما حصل له من الأموال[38].

 

حتى أنهم عند وفاته لم يجدو في خزانته ما يكفي لتكفينه ودفنه، ولم يترك داراً ولا عقاراً ولا مزرعة ولا بستاناً ولا شيئاً من أنواع الأملاك[39].

 

وقبل ذلك استولى صلاح الدين على آمد، ثم وهبها بما فيها لنور الدين، وكان في خزانتها ثلاثة آلاف ألف دينار، وغيرها من المعدات والأسلحة والمؤن الشيء الكثير، فامتدحه الشعراء:

قل للملوك تنحوا عن ممالككم
فقد أتى آخذ الدنيا ومعطيها[40]

 

بينما نجد على الطرف الآخر جشع القائمين بالحروب الصليبية المتسترين بالدعوة الدينية، ففي مرحلة الحروب الصليبية جنت البابوية أموالاً كثيرة من الشعوب الأوربية بحجة تمويل تلك الحروب، لكن تلك الأموال لم تصرف كلها على المشروع الاستعماري الذي جمعت من أجله، بل ذهب القسم الأكبر منها إلى الخزانة البابوية[41].

 

5ـ التأثير بالناس بأسلوب المحبة: فقد ظلت مصر تعتنق المذهب الشيعي قرنين من الزمان، ثم جاء صلاح الدين، و أقام المذهب السني، لابالقوة وحدها، ولكن بما مهد في قلوب الناس، وإصلاحات وعدالة[42].

 

ويمكن القول بأن توجه السلطة الصلاحية نحو الالتزام بمذاهب أهل السنة كان من أكبر وأبرز المؤثرات التي أسهمت في إحداث بعض التطورات العمرانية، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر على القاهرة الصلاحية في ذلك الوقت[43].

 

6ـ إكرام الآخر حتى لو كان عدوه: فبعد فتح بيت المقدس كان كلما وفد أحد من رؤساء الفرنج للزيارة، فعل معه صلاح الدين غاية الإكرام[44].

 

7ـ مساواة النفس بالرعية وبالجنود: عمل صلاح الدين بنفسه في تحصين بيت المقدس و أولاده، وعمل فيه القواد والقضاة والعلماء والصالحون، فكان يركب وينقل الحجارة بنفسه على دابته من الأمكنة البعيدة، فيقتدي به الجنود[45].

 

وكان يساعد في تدمير الحصون الصليبية في ساحل عكا ويعمل كواحد من العمال[46].

 

وكان يجلس للقضاء مع خصومه، فإذا ثبتت براءته لم يدع خضمه حتى يعطيه و يسعده، في قضية جرت له مع تاجر يدعى عمر الخلاطي، ادعى أن السلطان صلاح الدين قد أخذ منه مملوكه وباعه لغيره، و أحضر معه ورقة عليها إمضاء الشهود، فلما علم صلاح الدين وقف أمام القاضي ابن شداد، وأحضر كل من المتخاصمين شهوده ودلائله، فتبين أن الرجل كاذب، فقال القاضي للسلطان: يا مولاي، هذا الرجل ما فعل ذلك إلا طلباً لمراحم السلطان، وقد حضر بين يدي مولانا، وما يحسن أن يرجع خائب القصد. فقال السلطان: هذا باب آخر. وتقدم له بخلعة جزيلة ونفقة بالغة[47].

 

وطلب في قضية خصماً فجلس في مجلس القضاء، ولم يتكبر مع أن الحق كان معه[48].

 

8ـ الوفاء بالعهد: ذكر المؤرخون أنه لما انفصل أمر الهدنة، بعد فتح بيت المقدس، أذن صلاح الدين للفرنج في زيارة بيت المقدس[49]، حتى أن الفرنج تأسفوا عليه، لأنه كان يصدقُهُم إذا عاهدعم أو هادنهم[50].

 

9ـ استماع النصح: حين عزم القائد صلاح الدين على الحج، فكتب إليه القاضي الفاضل ينهاه عن ذلك، خوفاً على البلاد من استيلاء الفرنج عليها، ومن كثرة المظالم بها، وفساد الناس والجنود، وقلة نصحهم، وأن النظر في أحوال المسلمين خير له هذا العام، والعدو مخيم بعد بالشام، فسمع السلطان منه، وشكر نصحه، وترك ما عزم عليه[51].

 

10ـ الحرص على التعلم: كان صلاح الدين مقيماً بالقاهرة، مواظباً على سماع الحديث، وتوجه إلى الإسكندرية، ليأمر ما أمر به من تحصين سورها، وعمارة أبراجها، وسمع بها مؤطأ مالك، على الشيخ أبي طاهر بن عوف، وسمع معه العماد الكاتب[52].

 

11ـ الاهتمام بالعلم والعلماء والأدب والأدباء: حفلت الأندية والمجالس والمساجد وخيام الحرب وميادينها في عهد صلاح الدين بمحاورات العلم والأدب[53]، ونشطت حركة الاختراع والابتكار، وكافأ عليها صلاح الدين[54].

 

وبنى صلاح الدين المدارس، وكانت الدراسة العلمية قبله تلقى في الأزهر وفي الجوامع وبيت الحكمة، وكان يغدق على المدرسين، ويوسع الرزق على القائمين بشؤون الثقافة في الأمة، ومن المدارس التي أنشأها: المدرسة الناصرية والمدرسة الصلاحية والمدرسة القمحية والمدرسة السيوفية في مصر، وبنى مدارس في الشام والقدس[55].

 

وتروي السير أنه مر ذات يوم على صبي صغير وهو يقرأ القرآن بين يدي والده، فاستحسن تلاوته، فأوقف عليه وعلى أبيه جزءاً من مزرعة[56].

 

أما الأطباء فـي عصر صلاح الدين فقد كان لهم شأن آخر، فقد كان صلاح الدين الأيوبي واحداً من أكثر الحكام في زمانه اهتماماً بالعلم والعلماء وبناء المدارس والمساجد والمستشفيات، حتى ليعجب الدارس لموضوع الطب والأطباء في عصره وهو يرى في المصادر الكثرة الكاثرة من الأطباء والعلماء، ويشتد عجبه حين يبهره شغف صلاح الدين بمجالسة خواصه من العقلاء والعلماء والأطباء الذين كانوا دائماً بمعيته في الحرب والسلم على السواء، يغدق عليهم العطايا والرواتب، ويبدو أنه كان للأطباء عنده مكانة خاصة، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية، حيث يروي ابن أبي أصيبعة قصصاً عن الهبات العظيمة لبعضهم والرواتب الخيالية للبعض الآخر الذين أناط بهم العمل في المستشفيات سواء المبنية سابقاً أو التي يقوم ببنائها، ومن هؤلاء الأطباء: حكيم الزمان عبد المنعم الجلياني، ومهذب الدين بن النقاش، وأبو زكريا يحيى البياسي، ورضي الدين الرحبي، وابن ميمون، وموفق الدين بن المطران، وأبو منصور النصراني، ومهذب الدين بن الحاجب، وأبو الفرج النصراني، والشريف الكحال، وأبو النجم النصراني، وعبد اللطيف البغدادي.

 

12ـ حسن اختيار البطانة: كان صلاح الدين موفقاً في اختيار مستشاريه، وكان أقربهم إليه أعلمهم بالله، وأتقاهم، و من هذه الزاوية كان القاضي الفاضل، من أكبر مستشاريه المقربين[57].

 

وفي زمن صلاح الدين عمل في التدريس موفق الدين عبد الله بن قدامة المعروف بأخلاقه وورعه، وأصبح مستشاراً من مستشاري صلاح الدين[58].

 

13ـ العلاقة مع الله أرقى السمات الحضارية: فلم تفته الجماعة في صلاة قبيل وفاته، حتى ولا في مرض موته، كان يدخل الإمام فيصلي به، فكان يتجشم القيام مع ضعفه[59].

 

14ـ الشجاعة: كان لا يخشى إلا الله، ولا يلجأ إلا إليه[60].

 

15ـ الحزم: فقد صحب ولده متصوفاً أدخل تشويهات في العقيدة، وافتتن به، فأمر بقتله[61].

 

ويتخذ بعض أهل الأغراض من قتل هذا المتصوف سبيلاً للتشنيع على صلاح الدين، كأنما لم يقتل قبله متصوف ولا بعده، وكأنما صلاح الدين خرق به خرقاً في الدين[62].

 

16ـ إكرام صاحب العلم والسن: وقد ورد أنه كان يطلب العلماء، فإن كان الشيخ ممن لا يطرق أبواب السلاطين، ويتجافى عن الحضور في مجالسهم سعى إليه، وسمع عليه؛ تردد على الحافظ الأصفهاني بالإسكندرية، وروى عنه أحاديث كثيرة[63].

 

17ـ البعد عن المنة: قال ابن شداد: ما سمعته قط يقول أعطينا لفلان[64].

 

18ـ الصبر وحسن المعاملة وعدم استغلال المنصب لغايات شخصية: ظهر صبره واحتسابه وهو معسكر بمرج عكا جيث اعتراه مرض الدماميل، فكان لا يستطيع الجلوس مطلقاً، ومع ذلك كان يركب، ويمر على قواد الكتائب، وينظم جنوده[65].

 

وصبر على فراق أولاده الصغار في سبيل الجهاد، ورضي العيش في خيمة مع قدرته على العيش في رغد وترف أسوة بما كان يفعل الحكام والملوك سواه[66].

 

وكان يتغافل عن ذنوب أصحابه، طلب مرة الماء في مجلسه خمس مرات ولم يحضر إليه، فقال: يا أصحابنا، والله قد قتلني العطش. فأحضر الماء إليه فشربه، ولم ينكر التواني عن إحضاره[67].

 

19ـ الاقتداء بأعمال الصالحين ومنهجهم: فانبعاث السنية في مصر لم يستصحبه أي تغيرات مبدئية من ناحية الحكومات المصرية في علاقاتها بغير المسلمين (الذميين)، تلك العلاقات التي تتحدد تراثياً فيما يسمى بوصية عمر[68].

 

20 ـ الديمقراطية: كانت صفة الشورى أو الديمقراطية تلازم صلاح الدين طيلة حياته[69].

 

21ـ احترام عقائد الآخرين:

فقد ورد أنه بعد فتح بيت المقدس رعى حرمة المقدسات التابعة للمسيحيين وهم أعداؤه الذين لم يرعوا حرمة المقدسات الإسلامية، فبالنسبة للأماكن المسيحية ـ وبخاصة كنيسة القيامة ـ فقد أمر صلاح الدين باحترامها وعدم التعرض لها، كما أظهر  تسامحا كبيرا في معاملة الصليبيين داخل المدينة[70].

 

22ـ عدم معاملة المسيء بالمثل:

ففي فتح بيت المقدس خرج البطريرك الكبير الذي للفرنج، ومعه من الأموال مالا يعلمه إلا الله، فلم يعرض له صلاح الدين، فقيل له ليأخذ ما معه، يقوي به المسلمين، فقال: لا أغدر به.

 

ولم يأخذ منه سوى عشرة دنانير التي فرضها على كل رجل[71].

 

وكان الذي أشار عليه بمصادرتها وزيره، حيث يقول: فقلت للسلطان: هذه أموال وافرة، وأحوال ظاهرة، تبلغ مئتي ألف دينار، والأمان على أموالهم لا أموال الكنائس والأديار، فلا تتركها في أيدي هؤلاء الفجار. فقال: إذا تأولنا عليهم نسبونا إلى الغدر، وهم جاهلون بسر هذا الأمر، فنحن نجريهم على ظاهر الأمان، ولا نتركهم يرمون أهل الإيمان، بنكث الأَيمان، بل يتحدثون بما أفضناه من الإحسان[72].

 

23ـ الانتقام للقيم وللدين وليس للنفس:

فبعد معركة حطين استدعى صلاح الدين بأرناط صاحب الكرك، فلما أوقف بين يديه، قام إليه بالسيف، ودعاه إلى الإسلام، فامتنع، فقال له: أنا أنوب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الانتصار لأمته، ثم قتله، و أرسل برأسه إلى الملوك وهم في الخيمة، وقال: إن هذا تعرض لسب رسول الله صلى الله عليه و سلم، وكنت نذرت دفعتين ان أقتله إن ظفرت به[73].

 

وهنا نرى أن البطل الحضاري صلاح الدين دعا أرناط للإسلام ـ وكانت عادته قبل إعدام أي صليبي أن يدعوه للإسلام ـ لم يباشر بالانتقام، فالقيمة العليا للدخول في الإسلام، حيث يحصن الداخل في الدين العظيم دمه، والإسلام يَجُبُّ ما قَبْلَه، وهكذا تكون المثل الحضارية، لذلك لم يعب عليه مؤرخو الغرب قتله لأرناط.

 

24ـ وصية حضارية: حسبنا للدلالة على السمات الحضارية التي حملتها شخصيته الفذة أن ننظر في وصيته لابنه الملك الظاهر حين ابتعثه إلى حلب والياً، قال له: أوصيك بتقوى الله فإنها رأس كل خير، وآمرك بما أمر الله به فإنه سبب نجاتك، وأحذرك من الدماء و الدخول فيها و التقلد لها، فإن الدم لا ينام، و أوصيك بحفظ قلوب الرعية و النظر في أحوالهم، فأنت أميني و أمين الله عليهم، وأوصيك بحفظ قلوب الأمراء و أرباب الدولة والأكابر، فما بلغت ما بلغت إلا بمداراة الناس، لا تحقد على أحد فإن الموت لا يبقي على أحد، وإضرار ما بينك و بين الناس، فإنه لا يغفر إلا برضاهم، وما بينك وبين الله يغفره الله بتوبتك إليه فإنه الكريم[74].

 

ففي هذه الوصية تتجلى السمات الحضارية والأخلاقية في سموها الكبير، فالموصى ابنه، والموصى به الرعية، فهو يحمل ابنه مسؤولية الرعية في الدنيا والآخرة، وتهمه راحتهم ولو على حساب راحة ابنه.

 

إن صلاح الدين يعتبر نموذجاً حضارياً نادراً في زمنه، وفي التاريخ، إلا التاريخ الإسلامي الذي قدم للعالم نماذج عظيمة في الحضارة والإنسانية.

 

وربما نلمح سماته الحضارية فيما سجله الشعر عنه، والذي أثبت أنه شخص حضاري منذ يفاعته، فقد سجل الشعر خطى صلاح الدين منذ وقت مبكر، وربما كان من أسباب ذلك أنه كان رجلاً مرموقاً منذ الحداثة، وأنه كان يؤدي واجبه فيما يوكل إليه من الأمور كما ينبغي أن يكون الأداء، وأنه كان ذا خلق نبيل يجذب الناس إليه، ويدفعهم إلى حبه وتقديره[75].

 

أثر سماته الحضارية والإنسانية في أمته وفي أعدائه

مما لا شك فيه أن هذا التفرد في السمات الحضارية و الإنسانية لشخصية صلاح الدين الأيوبي قد أثرت في الأمة، وأدت إلى تحقيق الانتصار، بصنع جيل النصر، فالناس على دين ملوكهم.

 

قال الموفق عبد اللطيف: أتيت وصلاح الدين بالقدس، فرأيت ملكاً يملأ العيون روعة، والقلوب محبة، قريباً بعيداً سهلاً محبباً، وأصحابه يتشبهون به يتسابقون إلى المعروف، كما قال تعالى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ﴾ [الأعراف: 43]، وأول ليلة حضرته وجدت مجلسه حَفْلاً بأهل العلم يتذاكرون، وهو يحسن الاستماع والمشاركة، ويأخذ في كيفية بناء الأسوار، وحفر الخنادق، ويأتي بكل معنى بديع، وكان مهتماُ في بناء سور بيت المقدس وحفر خندقه، ويتولى ذلك بنفسه، وينقل الحجارة على عاتقه ويتأسى به الخلق حتى القاضي الفاضل، والعماد إلى وقت الظهر، فيمد السماط ويستريح ويركب العصر، ثم يرجع في ضوء المشاعل.

 

قال العماد: نزَّه المجالس من الهزل، ومحافله آهلة بالفضلاء، ويؤثر سماع الحديث بالأسانيد، حليما مقيلا للعثرة، تقيا نقيا وفيا صفيا، يُغضي ولا يغضب، ما رد سائلا، ولا خَجّل قائلا، كثير البر والصدقات، أنكر علي تحلية دواتي بفضة، فقلت: في جوازه وجه ذكره أبو محمد الجويني. قال: وما رأيته صلى إلا في جماعة.

 

ولم يُخلّف صلاح الدين في خزانته من الذهب والفضة إلا سبعة وأربعين درهما وديناراً صوريا، ولم يُخلف ملكا ولا عقارا رحمه الله، ولم يختلف عليه في أيامه أحد من أصحابه، وكان الناس يأمنون ظلمه، ويرجون رِفده، وأكثر ما كان يصل عطاؤه إلى الشجعان وإلى العلماء وأرباب البيوتات، ولم يكن لمبطل ولا لمزَّاح عنده نصيب.

 

من الملامح الواضحة في شخصية صلاح الدين شغفه بالجهاد، قال القاضي ابن شداد: وكان رحمه الله شديد المواظبة على الجهاد، عظيم الاهتمام به، ولو حلف حالف أنه ما أنفق بعد خروجه إلى الجهاد دينارًا إلا في الجهاد، وفي الإرفاد لصدق، وبر في يمينه، ولقد كان الجهاد قد استولى على قلبه وسائر جوانحه استيلاء عظيمًا، بحيث ما كان له حديث إلا فيه، ولا نظر إلا في آلته، ولا اهتمام إلا برجاله، ولا ميل إلا إلى من يذكره، ويحث عليه، ولقد هجر في محبته الجهاد أهله وولده ووطنه وسكنه، وقنع بالدين بالسكون في ظل خيمة تهب بها الرياح يمنة ويسرة، وكان الرجل إذا أراد أن يتقرب إليه يحثه على الجهاد[76].

 

وكان من أهم صفاته رحمه الله حبه للعلم والعلماء، وتقريبه إياهم من مجلسه، واحترامهم واستشارتهم وإعطاؤهم المكانة اللائقة بهم، وإحياء المدارس وحضور مجالس العلم، بل إن السلطان صلاح الدين كان يذهب إلى الإسكندرية مصطحبًا معه ولديه علي وعثمان لحضور مجلس الحافظ السلفي[77].

 

ويقول القاضي ابن شداد: وكان يجلس للعدل في كل يوم اثنين وخميس، في مجلس عام يحضره الفقهاء والقضاة، وكان يفعل ذلك سفرًا وحضرًا[78].

 

وكان رحمه الله زاهدًا في الدنيا؛ ولذلك لم يخلف أموالًا ولا أملاكًا لجوده وكرمه وإحسانه إلى أمرائه وغيرهم، وحتى إلى أعدائه، وكان متقللًا في ملبسه، ومأكله، ومركبه، وكان لا يلبس إلا القطن والكتان والصوف.

 

كما كان مهتمًا بالعلوم في اللغة والأدب وأيام الناس، وكان يحفظ ديوان الحماسة لأبي تمام.

 

وكان مواظباً على الصلوات في أوقاتها في الجماعة، يُقال: إنه لم تفته الجماعة في صلاة قبل وفاته بدهر طويل، حتى ولا في مرض موته، كان يدخل الإمام فيصلي به، وكان يتجشم القيام مع ضعفه.

 

وكان رقيق القلب سريع الدمعة عند سماع القرآن الكريم، والحديث الشريف، وكان مع ذلك ضحوك الوجه كثير البشر، لا يتضجر من خير يفعله، شديد المصابرة على الخيرات والطاعات[79].

 

وكان صلاح الدين يحزن للوجود الصليبي في بلاد الشام، ويبكى ألمًا لأن مدينة القدس لا تزال محتلة.. ولكن كيف السبيل إلى إخراج هؤلاء المحتلين؟ كان صلاح الدين يعرف الإجابة التي تتلخص في عبارة واحدة هي الوحدة الإسلامية.

 

وقد بدأ صلاح الدين حكمه بالعدل بين الناس، وبإعداد الجند وتدريبهم أحسن تدريب، وبث فيهم روح الجهاد والثقة في نصر الله  لتحقيق حلم الوحدة الإسلامية.. وكانت البداية أن استنجدت به مدينة دمشق، فتحرك إليها، وتمكن من السيطرة عليها وضمها إلى مصر كما ضم حماة وبعلبك وحلب وهذه الوحدة الإسلامية استغرقت من صلاح الدين الأيوبي أكثر من عشر سنوات من الجهد الشاق والعمل الجاد من سنة (570ﻫ = 1174م) حتى سنة (582ﻫ = 1186م)، وفى أثناء ذلك لم يدخل في حروب مع الصليبيين حتى تكتمل خطته في الإعداد لمحاربتهم.

 

وكان صلاح الدين سياسيًّا قديرًا ومن دعاة الحضارة و الإصلاح، فاهتم بالمؤسسات الاجتماعية التي تساعد الناس وتخفف عنهم عناء الحياة، وتعهد بالإنفاق على الفقراء  والغرباء الذين يلجؤون  للمساجد للعيش فيها، وجعل من مسجد أحمد بن طولون في القاهرة  مأوى للغرباء الذين يأتون إلى مصر من بلاد المغرب.

 

ومن أشهر أعماله التي أقامها في القاهرة قلعة الجبل لتكون مقرًّا لحكومته، وحصنًا منيعًا يمكنه من الدفاع عن القاهرة، كما أحاط الفسطاط والعسكر والقاهرة بسور طوله (15كم) وعرضه ثلاثة أمتار، وتتخلله الأبراج، ولا تزال أجزاء منه قائمة حتى اليوم في جهات متفرقة[80].

 

قام بإنجازات حضارية، مثل: إنشاء المساجد والمدارس وبناء القلاع، ومن أشهرها قلعة الجبل التي أقامها بالقاهرة[81].

 

أما أعداؤه، فرغم انتصاره عليهم، إلا أن سماته الحضارية والإنسانية كان لها أكبر الأثر في غرس هيبته واحترامه في النفوس.

 

يقول ستانلي لين بوول: إن أخلاق السلطان العظيم يعجب بها الأوربيون أكثر من المسلمين، الذين (الأوربيون) يعجبون بفروسيته أكثر من انتصاراته الحربية، إنه كرم الخلق، ليس نجاح المهمة الذي يجعل صلاح الدين في نظرنا بطلاً حقيقياً كما كان بطلاً خيالياً[82].

 

وقال المؤرخ سور هاييم: إن صلاح الدين لم يكن متعصباً، ولم يكن يحمل ضغينة أو بغضاء للصليبيين باعتبارهم بشراً، ولا للمسيحيين الخاضعين لحكمه، لذلك لم يضرب الصليبيين كمسيحيين، بل كان يضربهم كأعداء بادأوا العرب العداء، وجاؤوا ليضربوا الإسلام في دياره[83].

 

خاتمة

وبعد..

إن الحديث عن مزايا هذا الإنسان الذي هيأه الله تعالى ليكون نقطة انعطاف لازمة للأمة وللعصر الذي وجد فيه لا تنتهي عند حدود دراسة قصيرة، فمثله من الأبطال الإنسانيين والحضاريين تولت عناية الله حياتهم و أخلاقهم، ليسيروا في الأرض بما سار به الأنبياء من الإصلاح والهدى والإعمار.

 

نحتاج الآن أكثر من أي زمن مضى أن نتمثل إنسانية صلاح الدين الأيوبي وحضاريته التي لا تنفصل عن براعته السياسية والعسكرية، بل تكرسها لتصنع من جيله جيل انتصار بعد أن كان جيل هزائم.

 

نحتاج لغرس هذه القيم الإنسانية والحضارية في تربية أجيالنا التي قد يخرج منها قواد الأمة في الزمن القريب.

 

إن من ينادون بانتظار البطل الأسطورة مكتفين بالقعود والانتظار لإنقاذ الأمة، هؤلاء مع احترامنا لحسن نياتهم لا يقرأون التاريخ، ونخص منهم أولئك الذين يشيرون في كتاباتهم تحديداً إلى صلاح الدين الأيوبي ـ القائد البارز ـ ناظرين إلى نتائج معاركه التي حصد ثمارها بفعل وعي وتخطيط جماعي، وتمثّل هذا أولاً في إدراك عوامل وهن الأمة وإيجاد الحلول العملية لها من أجل التخلص من الأمراض التي تفتك بجسم الأمة، فلا يعقل والأمة موهنة بالمرض والوهن والتفتت أن تنهض بمسؤولية التغيير، لأن مثل هذا الجهد مصيره معروف ونهايته متوقعة.

 

صلاح الدين الأيوبي لم يكن وحيداً، فهو ومن معه، انصبَّ جهدهم على جبهتين: بناء داخلي وتصحيح للمسارات الخاطئة وتأسيس لبنى وقواعد علمية فكرية بغطاء عسكري يترجم القناعات إلى واقع ملموس، يعيشه الجندي ويراه المواطن العادي، ويخطط به لمواجهة أعداء الخارج، في الوقت الذي يجري العمل فيه على قدم وساق في مشروع نهضوي داخلي يوازن بين متطلبات الداخل ومستحقات الخارج[84].

 

هذه الملامح جعلت العالم يدور في فلكه في زمانه، وإلى ذلك سيبقى صلاح الدين في التاريخ الإسلامي أحد الرموز الإنسانية والحضارية مهما حاول المغرضون تحطيم الفتات من تاريخه في النفوس.

 

المراجع

1ـ القرآن الكريم.

2ـ ابن أبي أصيبعة، (عيون الأنباء في طبقات الأطباء)، دار الحياة، بيروت، لبنان، 1965م.

3ـ ابن تغري بردي، ت728هـ، (النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة)، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة، مصر، بلا تاريخ.

4ـ ابن خلدون، عبد الرحمن، (مقدمة ابن خلدون)، ط5، دار القلم، بيروت، لبنان، 1984م.

5ـ ابن خلكان، أحمد بن محمد، ت681هـ، (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان)، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، لبنان، 1970م.

6ـ ابن شداد، بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، (النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية: سيرة صلاح الدين)، تحقيق الدكتور جمال الدين الشيال، مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر، 1415هـ، 1994م.

7ـ ابن قاضي شهبة، (الكواكب الدرية في السيرة النورية)، تحقيق د.محمود زايد، دار الكتاب الجديد، بيروت، 1971م.

8ـ ابن واصل، (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب)، تحقيق جمال الدين الشيال، القاهرة، 1957.

9ـ ابن الأثير، محمد بن اسماعيل، (الكامل في التاريخ)، دار صادر، بيروت، لبنان، 1385هـ، 1965م.

10ـ ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن، ت597هـ، (المنتظم في تاريخ الملوك و الأمم)، الطبعة الأولى، حيدر آباد الدكن، 1395هـ.

11ـ ابن الساعي، علي بن أنجب، ت674هـ، (الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السير)، تحقيق مصطفى جواد، بغداد، 1353هـ، 1934م.

12ـ ابن نبي، مالك، (آفاق جزائرية)، مكتبة عمار، القاهرة، مصر، 1971م.

13ـ ابن نبي، مالك، (شروط النهضة)، ترجمة عبد الصبور شاهين، دار الفكر، دمشق، سورية، 1996م.

14ـ ابن نبي، مالك، (فكرة الإفريقية الآسيوية في ضوء مؤتمر باندونغ)، دار الفكر، دمشق، سورية، 1981م.

15ـ ابن نبي، مالك، (مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي)، دار الفكر، دمشق، سورية، 1988م.

16ـ ابن نبي، مالك، (ميلاد مجتمع)، ترجمة: عبد الصبور شاهين، الطبعة الثالثة، دار الفكر، دمشق، سورية، 1986م.

17ـ أبو شامة، شهاب الدين المقدسي، ت665هـ، (كتاب الروضتين في أخبار الدولتين)، المؤسسة المصرية لتأليف والنشر، القاهرة، مصر، 1962م.

18ـ أبو حديد، محمد فريد، (صلاح الدين الأيوبي وعصره)، مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة، 1346هـ، 1927م.

19ـ الأصفهاني، عماد الدين الكاتب أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد، ت597 هـ، (الفتح القسي في الفتح القدسي: حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس)، الدار المنار، بيروت، لبنان، 1980.

20ـ البنداري، الفتح بن علي، (سنا البرق الشامي)، تحقيق الدكتور رمضان شتسن، بيروت، لبنان، 1947م.

21ـ الحارثي، محمد فايز، (عمران القاهرة وخططها في عهد في عهد صلاح الدين الأيوبي)، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، مصر، 1999م.

22ـ الرافعي، عبد الرحمن وسعيد عبد الفتاح عاشور، (مصر في العصور الوسطى)، الطبعة الأولى، دار النهضة العربية، القاهرة، مصر، 1970م.

23ـ الزركلي، خير الدين، (الأعلام)، الطبعة الثانية، 1374هـ، 1954م.

24ـ الشامي، أحمد، (صلاح الدين والصليبيون: تاريخ الدولة الأيوبية)، مكتبة النهضة العربية، القاهرة، مصر، 1991م.

25ـ الصفدي، صلاح الدين خليل بن إيبك، ت764 هـ، (تحفة ذوي الألباب فيمن حكم بدمشق من الخلفاء والملوك والنواب)، القسم الثاني، تحقيق إحستن بنت سعيد خلوصي وزهير حميدان الصمصام، وزارة الثقافة، دمشق، سورية، 1992.

26ـ الصلابي، علي محمد، (الدولة الفاطمية)، دار الفكر المعاصر، بيروت، لبنان، 1998م.

27ـ العبدة، محمد، (أيعيد التاريخ نفسه؟)، دار المنار، مصر، 1982م.

28ـ الفيروزأبادي، (القاموس المحيط)، دار الفكر، بيروت، 1983م.

29ـ الكيلاني، ماجد عرسان، (هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس)، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، فيرجينيا، الولايات المتحدة الأمريكية، 1414هـ، 1994م.

30ـ أنيس، إبراهيم، (المعجم الوسيط)، دار إحياء التراث الإسلامي، قطر، 2003م.

31ـ بدوي، أحمد أحمد، (صلاح الدين الأيوبي بين شعراء عصره وكتابه)، دار القلم، القاهرة، مصر، 1960.

32ـ جب، هاملتون.آ.ر، (صلاح الدين الأيوبي: دراسات في التاريخ الإسلامي)، ترجمة د.يزسف إيبش، الطبعة الثانية، بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، بيروت، لبنان، 1996م.

33ـ حسن، أسامة، (الناصر صلاح الدين)، دار الأمل، مطابع زمزم، مصر، 1418هـ، 1997م.

34ـ ديورنت، ول، (قصة الحضارة)، جامعة الدول العربية، القاهرة، مصر، 1957م.

35ـ رؤوف، عماد عبد السلام، (مدارس بغداد في العصر العباسي)، بغداد، 1386هـ، 1966م.

36ـ زريق، قسطنطين، (في معركة الحضارة)، الطبعة الرابعة، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، 1981م.

37ـ سيد الأهل، عبد العزيز، (أيام صلاح الدين)، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، مصر، 1384 هـ، 1964 م.

38ـ سيمينوفا، ليديا أندريفنا، (صلاح الدين والمماليك في مصر)، ترجمة حسن بيومي، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 1998م.

39ـ شلبي، محمود، (حياة صلاح الدين)، دار الجيل، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1409هـ، 1989م.

40ـ صبحي، أحمد محمود، (في فلسفة الحضارة)، مؤسسة الثقافة الجامعية، الإسكندرية، مصر، 1895م.
41ـ عارف، نصر محمد، (الحضارة-الثقافة- المدنية، سلسلة المفاهيم والمصطلحات)، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، هيرندن، فرجينيا،  1414هـ/ 1994م.

42ـ عاشور، سعيد عبد الفتاح، (الحركة الصليبية صفحة مشرقة في تاريخ الجهاد العربي)، دار النهضة، القاهرة، مصر، 1963م.

43ـ فرح، نعيم، (الحضارة الأوربية في العصور الوسطى)، الطبعة الثانية، منشورات جامعة دمشق، 1421 هـ، 2000م.

44ـ قلعجي، قدري، (صلاح الدين الأيوبي: قصة الصراع بين الشرق والغرب خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميلاد)، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت، لبنان، 1992م.

45ـ لين بوول، ستانلي، (صلاح الدين الأيوبي وسقوط مملكة القدس)، ترجمة: فاروق سعد أبو جابر، مطابع الأهرام التجارية، قليوب، مصر، 1416هـ، 1995م.

46ـ مصطفى، شاكر، (صلاح الدين الفارس المجاهد والملك الزاهد المفترى عليه)، دار القلم، دمشق، سورية، 1419هـ، 1998م.

47ـ مؤنس، حسين، (نور الدين محمود)، القاهرة، مصر، 1959م.

48ـ (800 عام: حطين صلاح الدين والعمل العربي الموحد)، وقائع الندوة التي أقامتها بالقاهرة في يونيو 1987م، اللجنة المصرية للتضامن بالاشتراك مع مركز الدراسات العربية بلندن، دار الشروق، مصر، 1409هـ، 1989م.

49ـ مجلة العربي: العدد (397)، 1991.

50ـ مجلة الوعي الإسلامي: العدد (128 ـ 131).

 

الفهرس

• مقدمة البحث

• مشكلة البحث

• أهداف البحث

• منهج البحث

• أهمية البحث

• حدود البحث

• استهلال: عصر صلاح الدين الأيوبي وحياته

•الظروف و العوامل التي جعلت من صلاح الدين الأيوبي نموذجاً إنسانياً وحضارياً

• الجانب الإنساني في شخصية صلاح الدين الأيوبي

• الجانب الحضاري في شخصية صلاح الدين الأيوبي

• أثر سماته الحضارية والإنسانية في أمته وفي أعدائه

• خاتمة

• المراجع

• الفهرس



[1] آل عمران: (102).

[2] النساء: (1).

[3] الأحزاب: (70 ـ 71).

[4] ـ ابن تغري: النجوم الزاهرة، ص134.

[5] ـ حسين مؤنس: نور الدين محمود، ص56.

[6] ـ ابن قاضي: الكواكب الدرية، ص114.

[7] ـ ابن واصل: مفرج الكروب، ص212.

[8] ـ ابن الساعي: الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السير، ص168.

[9] ـ سورة البقرة: الآية (216).

[10] ـ الزركلي: الأعلام، ج12، ص274.

[11] ـ سعيد عاشور: الحركة الصليبية صفحة مشرقة في تاريخ الجهاد العربي، ص155.

[12] ـ ابن خلكان: وفيات الأعيان، ص88.

[13] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص171.

[14] ـ قدري قلعجي: قصة الصراع بين الشرق والغرب خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميلاد، ص433 ـ أبو شامة: كتاب الروضتين، ص214.

[15] ـ عماد الدين الكاتب الأصفهاني: الفتح القسي في الفتح القدسي، ص342 ـ أبو شامة: كتاب الروضتين، ص168.

[16] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص104 ـ البنداري: سنا البرق الشامي، ص77.

[17] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص105.

[18] ـ عماد الدين الكاتب الأصفهاني: الفتح القسي في الفتح القدسي، ص253.

[19] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص122.

[20] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص128.

[21] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص69.

[22] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص137.

[23] ـ ستانلي لين بوول: صلاح الدين الأيوبي وسقوط مملكة القدس، ص296.

[24] ـ ستانلي لين بوول: صلاح الدين الأيوبي وسقوط مملكة القدس، ص8.

[25] ـ ستانلي لين بوول: صلاح الدين الأيوبي وسقوط مملكة القدس، ص133.

[26] ـ محمد فريد أبو حديد: صلاح الدين الأيوبي وعصره، ص86.

[27] ـ محمد فريد أبو حديد: صلاح الدين الأيوبي وعصره، ص197.

[28] ـ محمد فريد أبو حديد: صلاح الدين الأيوبي وعصره، ص195.

[29] ـ ابن شداد: النوادر السلطانية، ص68.

[30] ـ ابن شداد: النوادر السلطانية، ص64.

[31] ـ ابن الأثير: الكامل، ج12، ص96.

[32] ـ ابن شداد: النوادر السلطانية، ص69.

[33] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص50.

[34] ـ أسامة حسن: الناصر صلاح الدين، ص76.

[35] ـ صلاح الدين الصفدي: تحفة ذوي الألباب فيمن حكم بدمشق من الخلفاء والملوك والنواب، ص90.

[36] ـ هاملتون جب: صلاح الدين الأيوبي: دراسات في التاريخ الإسلامي، ص194.

[37] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص115.

[38] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص159.

[39] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص159.

[40] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص166.

[41] ـ نعيم فرح: الحضارة الأوربية في العصور الوسطى، ص191.

[42] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص157.

[43] ـ محمد فايز الحارثي: عمران القاهرة وخططها في عهد في عهد صلاح الدين الأيوبي، ص111.

[44] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص143 ـ أبو شامة: كتاب الروضتين، ص185.

[45] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص132 ـ أبو شامة: كتاب الروضتين، ص141.

[46] ـ محمد فريد أبو حديد: صلاح الدين الأيوبي وعصره، ص195.

[47] ـ ابن شداد: النوادر السلطانية، ص46.

[48] ـ محمد فريد أبو حديد: صلاح الدين الأيوبي وعصره، ص105.

[49] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص139.

[50] ـ صلاح الدين الصفدي: تحفة ذوي الألباب فيمن حكم بدمشق من الخلفاء والملوك والنواب، ص87.

[51] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص143.

[52] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص60.

[53] ـ عبد العزيز سيد الأهل: أيام صلاح الدين، ص130.

[54] ـ عبد العزيز سيد الأهل: أيام صلاح الدين، ص135.

[55] ـ أحمد أحمد بدوي: صلاح الدين الأيوبي بين شعراء عصره وكتابه، ص32.

[56] ـ أحمد الشامي: صلاح الدين والصليبيون، ص78.

[57] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص160.

[58] ـ ماجد عرسان الكيلاني: هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس، ص251.

[59] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص170.

[60] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص168 ـ أبو شامة: كتاب الروضتين، ص250.

[61] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص172.

[62] ـ شاكر مصطفى: صلاح الدين الفارس المجاهد والملك الزاهد المفترى عليه، ص56.

[63] ـ ابن شداد: النوادر السلطانية، ص36.

[64] ـ ابن شداد: النوادر السلطانية، ص48.

[65] ـ أحمد الشامي: صلاح الدين والصليبيون، ص79.

[66] ـ أحمد الشامي: صلاح الدين والصليبيون، ص79.

[67] ـ أحمد الشامي: صلاح الدين والصليبيون، ص80.

[68] ـ سيمينوفا: صلاح الدين والمماليك في مصر، ص107.

[69] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص159.

[70] ـ حسين أحمد أمين، (الحروب الصليبية كيف نظر إليها المسلمون والأوربيون؟)، مجلة العربي، العدد: (397)، 1991.

[71] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص110.

[72] ـ عماد الدين الكاتب الأصفهاني: الفتح القسي في الفتح القدسي، ص76.

[73] ـ محمود شلبي: حياة صلاح الدين، ص71 ـ ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك و الأمم، ص256.

[74] ـ أسامة حسن: الناصر صلاح الدين، ص75.

[75] ـ أحمد أحمد بدوي: صلاح الدين الأيوبي بين شعراء عصره وكتابه، ص48.

[76] ـ أبو شامة المقدسي: كتاب الروضتين في أخبار النورية والصلاحية، ص222.

[77] ـ علي محمد الصلابي: الدولة الفاطمية، ص127.

[78] ـ د.محمد العبدة: أيعيد التاريخ نفسه؟، ص94.

[79] ـ البداية والنهاية، ابن كثير، (ج12/ص6-7).

[80] ـ الرافعي وعاشور: مصر في العصور الوسطى، ص255.

[81] ـ عماد عبد السلام رؤوف: مدارس بغداد في العصر العباسي، ص181.

[82] ـ ستانلي لين بوول: صلاح الدين الأيوبي وسقوط مملكة القدس، ص302.

[83] ـ اللجنة المصرية للتضامن: ندوة صلاح الدين والعمل العربي الموحد، ص13.

[84] ـ مجلة الوعي الإسلامي: التغيير والتحرير طريق لنهضة الأمة، سمير أحمد الشريف، العدد(131).







 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صلاح الدين الأيوبي والفن الحربي العربي
  • صلاحُ الدين الأيوبي.. بطلٌ في صغره
  • حقيقة العلاقة بين نور الدين وصلاح الدين
  • صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس ومعركته حطين

مختارات من الشبكة

  • تدبر قوله تعالى {أذلك خير أم جنة الخلد}(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • جنة الخلد (8) لباس أهل الجنة وحليتهم(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • تفسير: (فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هناك في الخلد.. (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خطبة جنان الخلد ونعيمها(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • سلسلة خطب الدار الآخرة (21) جنان الخلد ونعيمها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جنة الخلد (2)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)

 


تعليقات الزوار
1- حقيقة
Aras Ramo - España 25-12-2014 01:49 AM

الدكتور العزيز
شكرا على مجهودك الرائع وعلى كل المعلومات والمقالات المفيده للقارئ
تتعليقي هو فقط على أصل القائد صلاح الدين الايوبي، وهو أنه كوردي الأصل من جبل الكورد وإذا أردت أعطيك كل الثبوتات على ذلك، هناك إثباتات ونتائج من علماء عرب لا أتحدث هنا برأي شخصي.
تقبل مروري وشكرا دكتور

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب