تشبيه فاقد الأركان (قصيدة)

تشبيه فاقد الأركان

(إلى أمي في ذكرى غيابها)

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

لِمَاذَا أُشَبِّهُ عَيْنَيْكِ

بِالْمُمْكِنَاتِ

وَلِمْ لاَ تَصِيرُ الأَمَاكِنُ

خُدَّامَ لَيْلِكِ

قُرْبَانَ صَوْتِكِ،

يَا قَمَرًا

نَزَعَ الضَّوْءُ شَامَتَهُ،

وَانْحَنَى

لِيُبَارِكَ سُمْرَتَنَا،

نَحْنُ أَحْفَادَ خُضْرَتِهِ،

نَسْكُبُ النُّورَ

فِي كَفِّ

مَنْ يُطْعِمُ الْخُبْزَ

لِلجَائِعِينْ

نُغَنِّي لِوَجْهِكِ

إِنْ تَرَكَ اللَّحْنُ آيَاتِهِ

لأَصَابِعِنَا،

سَوْفَ يَتْرُكُ..

حَتَّى نَصِيرَ أَمَامَكِ

فِي قَلْبِهِ مُؤْمِنِينْ

سَنُصْبِحُ..

حِينَ تُلاَمِسُ

شُرْفَةَ رُوحِي يَدَاكِ،

وَحِينَ يُكَحِّلُ صَوْتُكِ

سَمْعَ الْحَيَاةِ،

وَحِينَ نَعُودُ

إِلَى البَيْتِ مُسْتَمْتِعِينَ

بِأَنَّ النُّجُومَ

تُطَرِّزُ أَيْدِيَنَا بِالقِطَافِ

وَطَعْمِ الوُصُولِ،

وَأَنَّ الكَلامَ

الَّذِي فِي عُيُونِ الصِّغَارِ

يُحَاوِلُ أَنْ يَكْسِرَ العُمْرَ،

أَوْ يَسْبِقَ الوَقْتَ

أَوْ يُرْجِعَ الزَّمَنَ الْـ فَاتَ

حَتَّى يُلامِسَ

خَلْخَالَ مِشْيَتِكِ القَرَوِيَّةِ،

كَيْ نُعْلِنَ الآنَ

أَنَّا مِنَ النَّادِمِينْ

دَعِينِي

لِأَسْكُبَ حَسْرَتِيَ

الآنَ - أُمِّي -

تَرَكْتُ وَرَائِي السِّنِينَ

لِأَقْطفَ لَحْظَةَ حَرْفٍ لِمَعْنَاكِ

مَعْنَى احْتِضَانِكِ لِي..

لِلوَدَاعِ الأَخِيرِ

الَّذِي لَمْ أَكُنْ قُرْبَ حِنْطَتِهِ،

فَالسَّنَابِلُ كَانَتْ

تُغَطِّي شُحُوبَ يَدَيْهَا،

وَكَانَتْ بِقُرْبِكِ كُلُّ الْحُقُولِ

تُقَبِّلُ شَمْعَ أَصَابِعِكِ العَشْرةِ الغيم

كَانَتْ طُيُورُ السَّنَوْنَوْ

تُهَدْهِدُ أَسْوَدَهَا،

أَنْ سَتَرْحَلُ رَبَّةُ هَذَا الْمَكَانِ،

فَكَيْفَ سَيُصْبِحُ سُكَّانُ

هَذِي البِلاَدِ مِنَ الآمِنِينْ؟

غَدًا..

سَوْفَ نُصْبِحُ بَعْدَكِ

إِنْ طَلَعَ الصُّبْحُ،

أَوْ مَكَثَ اللَّيْلُ

فِي صُبْحِنَا سَنَةً

أَوْ سِنِينْ

غَدًا...

لَنْ نَكُونَ..

سَنُصْبِحُ يَا أُمُّ مِنْ بَعْدِ صَوْتِكِ

لاَ عَائِشِينَ

وَلاَ مَيِّتِينْ