• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقة كاتب الألوكة الثانية / المشاركات المرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية / قسم المقالات / الثقافة العامة
علامة باركود

الصحافة الإسلامية وإشكالية المصطلح

الصحافة الإسلامية وإشكالية المصطلح
سعاد بعوش

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/2/2012 ميلادي - 8/3/1433 هجري

الزيارات: 41428

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصحافة الإسلامية وإشكالية المصطلح

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

يُعَدُّ مصطلحُ "الصحافة الإسلامية" مُصطلحًا حديثَ النشأة، كان من بين عِدَّة مصطلحات ظهرت في القرن الماضي في مشاريع وأدبيَّات الصحوة الإسلامية؛ مثل: الإعلام الإسلامي، والأدب الإسلامي، والفن الإسلامي، وعلم النفس الإسلامي، وعلم الاجتماع الإسلامي، والاقتصاد الإسلامي، وهي في مُجملها تعبيرٌ عن الرغبة في العودة إلى الإسلام، وجعله المرجعية الأساسية، والخلفية الفكرية لكثير من العلوم الإنسانية والنشاطات الفكرية والثقافية، وجعله هوية تميز الإنتاج الفكري والعلمي والثقافي للمسلمين، بعدما اصطبغ في فترة من الفترات الزمنيَّة بالتغريب، والأخذ عن العلوم والمذاهب الغربية؛ نتيجة التبعية التي عانت منها الأمة، وابتعادها عن مقوماتها وأصولها الحضارية في ظل الاستعمار، وافتتان كثير من المثقفين بالغرب.

 

وقد جاء مصطلح "الصحافة الإسلامية" متأخرًا عن ظهور الصحافة الإسلامية - فعليًّا - التي ظهرت إبان استعمار البلدان العربية من قبل القوى الغربية المختلفة، وتمثَّلت أساسًا في مجموع الصُّحف التي أنشأها رجالُ الإصلاح والتجديد، داعين للإقبال على التعلم ونبذ الجهل، والتوجُّه نحو النهضة والتقدم عن طريق العودة إلى الإسلام، واستلهام فاعليته في تكريم الإنسان واستخلافه لعمارة الأرض، مثل "العروة الوثقى" لمحمد عبده، وجمال الدين الأفغاني، و"المنار" لرشيد رضا و"الشهاب، والبصائر..." لعبدالحميد بن باديس وغيرها.

 

ورغم أن الصحافة الإسلامية قد قطعتْ شوطًا كبيرًا في مجال الصحافة المكتوبة، وشهدت تطورات عديدة، وتَخطَّت العقبات والتحديات التي ظلت لفترة تُصارِعُها في محاولة جادة لإثبات وجودها، واكتسبت امتيازات أسهمت في نجاحها وانتشارها على نطاق واسع، وكوَّنت لنفسها قاعدة لا بأسَ بها من جمهور القراء، فإنَّ مصطلح "الصحافة الإسلامية" ما زال يثير جدلاً في الدوائر الأكاديمية، ولدى الأساتذة والباحثين، فما الصحافة الإسلامية؟

 

وهل يوجد فرق بين الصحافة الإسلامية، والصحافة ذات الاتجاه الإسلامي؟

وهل الصحافة الإسلامية صحافةٌ دينية متخصصة أو صحافة عامة وشاملة؟

ولماذا أُطلق مصطلح الصحافة الإسلامية على صحافة معينة دون أن يطلق على جميع الصُّحف الصادرة في العالم الإسلامي؟

وكيف يمكن أن تكون هناك صحافة إسلامية في مجتمع غير إسلامي؟

وهل الصحافة الإسلامية هي صحافة رأي لم ترتقِ بعد إلى منافسة صحافة الخبر؟

 

يبين عزي عبدالرحمن أنَّ "مفهوم الصحافة الإسلامية حديثًا قد اتصل إمَّا بالصحافة المتخصصة في القضايا الدينية أو صحافة الحركات السياسية ذات الصلة، وبناء عليه يمكن اعتبار الصحافة الإسلامية هي تلك التي تتخذ من الإسلام - تصريحًا - المرجعَ في التعامل مع الأحداث أيًّا كانت، وهي تبدو في هذه الحالة صحافةً متخصصة بالمقارنة مع الصحافة الأخرى عامة، التي تستند إلى مرجعيات متعددة في التعامل مع المجتمع ذاته"[1].

 

ويعرفها مصطفى الدميري بأنها "مطبوعات دورية تصدر في ثوب جميل بفنون التحرير الصحفي المختلفة في ضوء الإسلام"[2].

 

أمَّا محمد منصور محمود هيبة، فيجملها في "الصحافة التي تعالج مختلف قضايا الحياة وأحداثها من منظور إسلامي؛ استنادًا إلى القرآن الكريم، وصحيح سنة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وما ارتضته الأمة من مصادر تشريعية في إطارها، وتقدم هذه القضايا والأحداث للجماهير بلغة مناسبة، واستخدام الفنون الصحفية الملائمة، والإفادة من كل وسائل التكنولوجيا الحديثة، ويتولى عرضَ هذه القضايا مُحرِّرون وكُتَّاب مسلمون على معرفة عميقة بالإسلام وحقائقه، بما يخدم الأهداف والمثل والقيم الإسلامية، ويمثل ترجمة وقيادة لواقع المجتمع الذي تنشر فيه"[3].

 

بينما نجد سامي الكومي يذهب إلى أن الصحافة الإسلامية هي: "تزويد جماهير القراء بصفة خاصة بحقائق الدين الإسلامي المستمدة من كتاب الله - تعالى - وسنة نبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وبشكل منفصل أو مرتبط بأمور الحياة، من خلال صحيفة دينية متخصصة، أو موضوعات دينية متخصصة في صحيفة عامة يُحرِّرها كاتب لديه معرفة متعمِّقة وواسعة في الموضوع الذي يتناوله، يُمكنه من أن يبصر الناس بشؤون عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم، ويعمل على تكوين رأي عام صائب، يعي الحقائق الدينية ويدركها ويتأثَّر بها، ومن ثم فإن هناك ثلاثة عناصر تشترك في مفهوم الصحافة الإسلامية وهي: الكاتب، والصحيفة، والموضوع"[4].

 

من خلال التعاريف السابقة يمكن القول بأن:

• الصحافة الإسلامية هي تلك الصحافة التي تتخذ من الإسلام مرجعية لها في المعالجة الإعلامية الصحفية للأحداث.

 

• ينظر إليها على أنَّها دينية متخصصة بالنسبة للصحافة الأخرى؛ نظرًا لمرجعيتها الإسلامية ومواضيعها التي يغلب عليها الطابع الديني، ولاضطلاعها بمهمة الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كأولى الأولويات.

 

• تعالج مواضيع مختلفة متنوعة؛ لأنَّها تستمدها من واقع المجتمع المسلم، أو من الحياة الإنسانية عامة.

 

• تستخدم فيها فنون الكتابة الصحفية شتَّى، وتُقدَّم بلغة مناسبة تتلاءم ومستوى الجمهور المستهدف.

 

• القائم بالاتصال في الصحافة الإسلامية عبارة عن محرِّرين وكُتَّاب مسلمين تتوفر فيهم المعرفة العميقة بالإسلام، والحرص على الالتزام به ونشره وتبني الحل الإسلامي كمشروع حضاري.

 

• تقدم حقائق الدين الإسلام بطريقة مباشرة، أو عن طريق معالجة القضايا من المنظور الإسلامي.

 

كما يُميز بعض الباحثين بين "الصحافة الإسلامية"، و"الصحافة ذات الاتجاه الإسلامي"؛ إذ يعرف هذه الأخيرة محمد منصور محمود هيبة بأنَّها الصحافة التي "تُعنى بتوصيل الآراء والأفكار والتصوُّرات والرؤى للأحداث والقضايا والمشكلات المجتمعية المثارة، في إطار الالتزام بالعقيدة الإسلامية، وما توجبه من معالجات خاصة، بغرض خلق رأي عام واعٍ ومؤيد، ومجابهة بعض الرؤى والتصورات التي تتضمَّن إساءةً إلى الإسلام أو تشويهها للفكرة الإسلامية"[5].

 

وكذلك تذكر بريزة يحيى أنَّ الصحافة ذات الاتجاه الإسلامي "هي مطبوع دوري يعمل على تزويد الجماهير بالمعلومات، ويسعى إلى معالجة قضايا الواقع الإسلامي والعالمي مستمدًّا خصائصه العامة من المبادئ الإسلامية، مستفيدًا من التطور التقني، ويعمل وفقَ أهدافٍ مرحلية أهمُّها ضرورة إحداث تغيير شامل ومتوازن داخل المجتمع؛ بغيةَ الرجوع به إلى هويته الحقيقية النابعة من الذاتية الإسلاميَّة"[6].

 

فبالنظر إلى التعريفَين الأخيرَين نجد أنَّهما يتحدَّثان عن الصحافة التي تلتزم المرجعية الإسلامية في معالجة المواضيع التي تهدف إلى إقناع الرأي العام بها ورَدِّ الشبهات عن الإسلام، وإن كانت المادة الصحفية التي بها ليست دينية خالصة، أو تبرز النصوص الدينية بشكل مباشر، وبناء على ذلك فإن هذه الصحافة هي صحافة الحركات السياسية الإسلامية أو الإصلاحية والفكرية، وبذلك نستطيع أن نصنفها أيضًا ضمن الصحافة الإسلامية.

 

ومن خلال كل ما سبق نجد أن هناك عدة أشكال وأنواع من الصحف يمكن تصنيفها داخل دائرة الصحافة الإسلامية، أو يمكن أن نطلق مصطلح "الصحافة الإسلامية" على عدة أنواع من الصُّحف، من صحافة متخصصة تُعنى بنشر تعاليم الدين الإسلامي أو التذكير بها، أو متنوعة وشاملة من حيث الأبواب والأركان التي تقدمها أو المواضيع التي تنشرها، سواء مواضيع دينية، أو مواضيع في السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع والصحة وغيرها، معالجةً إياها وَفْقًا للشريعة الإسلامية، هادفة إلى إبراز رسالة الإسلام كدين حق، أو صحافة متخصصة في الأدب أو الصحة أو... ولكن تعالجها أيضًا من المنظور الإسلامي، وبناء على ذلك فإن أي صحيفة أو مجلة تتخذ من الإسلام مرجعية لها وتدعو إليه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتدافع عنه - تهتم لأمر المسلمين في كل بقاع العالم، وتتبنى نشر قضاياهم والدفاع عنها، فهي صحيفة إسلامية، وبذلك فإنَّ الصحافةَ الإسلامية أشكالٌ وأنواع، وليست صنفًا واحدًا، وإنَّما العبرة بالأهداف والخصائص.

 

كما يقول صالح بن عبدالعزيز الربيعان: "هناك من لا يقر بوجود نوع محدد من الصَّحافة في البلدان الإسلامية، يُمكن تسميته بالصحافة الإسلامية؛ لأن ذلك اتهام لوسائل الإعلام الأخرى بأنها غير إسلامية، وهناك أيضًا من يحصر المفهوم في إطار الصُّحف والمجلات التي تتناول الشؤون والقضايا الدينية والشرعية المباشرة، فيطلق عليها "الصحافة الدينية""[7].

 

وأمَّا تَصنيف الصحافة الإسلاميَّة في خانة الصحافة المتخصِّصة؛ أي: الصحافة الدينية (الإسلاميَّة)، وذلك على أساس أن الدينَ جانبٌ من جوانب حياة المسلمين، وليس صفة تطبع الحياة بكل تفاصيلها، فإنَّ أصحابَ هذا التَّصنيف إما أنَّهم لم يقفوا على واقع الصحافة الإسلامية ويلاحظوا تنوُّعها وتطوُّراتها المشهودة؛ إذ حكموا دون علم كافٍ، فوقعوا في تعميم الجزء على الكل، وإما تَمَّ الحكمُ عليها مكابرة واستنقاصًا من أهميتها، وتقليلاً من شأنها.

 

وبالنظر إلى تعريف الصحافة المتخصصة؛ إذ إنَّها تلك "الصحافة التي تُخاطب فئةً خاصة، أو قطاعًا خاصًّا من قطاعات المجتمع، أو هيئة واحدة من هيئاته، والمقصود بها كذلك جميع الصُّحف التي تعالج فنًّا واحدًا فقط من فنون الحياة لا تتعداه إلى سواه"[8]، نجد أن ضمن الصحافة الإسلامية صحافة دينية متخصِّصة من حيث المادة الصحفية التي هي عبارة عن مواضيع دينية في أحكام الدين الإسلامي وتعاليمه، إلا أنَّها لا تخاطب بمادتها الصحفية فئةً واحدة (كفئة المتدينين أو الملتزمين مثلاً)، بل تُخاطب جميعَ المسلمين دون استثناء، وقد تتعداهم إلى غير المسلمين؛ نظرًا لعالمية رسالة الإسلام وعموميتها، وهي تهدف إلى تبليغ الإسلام، كما نجد ضمنها صحافة عامة وشاملة غير متخصصة، لا من حيث الجمهور الذي تستهدفه، ولا من حيث المادة الصحفية؛ لأنَّها تقوم بعدة وظائف شأنُها في ذلك شأن الصحافة الأخرى من الوظيفة الإخبارية، والاجتماعية، والتثقيفية، والترويحية، والترويجيَّة، إضافة إلى الوظيفة الدعوية، فهي لا تعالج فنًّا واحدًا من فنون الحياة، بل تعالج فنونَ الحياة كلها من سياسة واجتماع واقتصاد وثقافة وتربية من منظور إسلامي.

 

فالصحافة الدينية جزء من الصحافة الإسلامية، وليست هي كل الصحافة الإسلامية.

 

وأمَّا إطلاق مصطلح "الصحافة الإسلامية" على نوع مُحدَّد من الصحافة في البلدان الإسلامية وليس عليها كلِّها؛ أي: على أساس الخصائص والوظائف والأهداف، لا على أساس الانتماء الجغرافي، فإنَّ مصطلح "الصحافة الإسلامية" كان سيطلق حتمًا على الصحافة المكتوبة في البلدان الإسلامية دون تَمييز بينها، سواء كانت عامة، أو متخصصة في السياسة، أو الاقتصاد، أو الشؤون الاجتماعية، أو الرياضية، أو الفن والترويح، أو الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما دامت مُلتزمة بالإسلام بوَصْفه مرجعية تستند إليها في اختيار المواضيع والمنظور الذي تعالجها منه، والأهداف التي ترمي إليها كعملية اتصالية تستهدف جمهورَ القراء، فتحترم مسؤولية الكلمة، وتلتزم آدابَ الإسلام وضوابطَه في الشكل والإخراج، وتعتمد الإثارة المبنية على الكلمة العذبة الصادقة، الشفافة البليغة، المنتقاة باهتمام وعناية، والصورة المعبرة عن الحقيقة بأبلغ تعبير، إلا أن واقعَ الإعلام - بما فيه الصحافة المكتوبة - في البلدان المسلمة يُبيِّن غير ذلك، فالصحافة لا ترجعُ إلى الإسلام في أي جانب من جوانبها، وإذا عادت إليه في بعض الأمور، فهي في الوقت ذاته تفتقد إلى الرساليَّة؛ إذ لا تحمل له همًّا، ولا تعتبره من أكبر أولويات الاهتمام، وتُساعد على تهميشه كقضية لدى الرأي العام، ولا تهتم لأمر المسلمين وأوضاعهم في أي مكان على أساس الأُخُوَّة في الدين، وإن جاءت بأخبارهم، فهي لا تزيد عن نشر الخبر كما ورد من غير التعليق عليه، ولا إبداء مشاعر الولاء تجاههم، أو التضامُن معهم، وحتى في حالات جعل الصَّفحة الدينية واحدة من صفحاتها، فإنَّ ذلك من باب تنويع أبواب الصحيفة وأركانها، وطلبًا لاستقطاب شرائح جمهور القراء شتَّى؛ لتحقيق انتشار أوسع وربحٍ أكبر، والدليلُ على ذلك أنَّها لا تحترم ما تنشره في الصفحة الدينية، بل تنشر في الصفحات الأخرى ما يتناقض ومحتوى الصفحة الدينية.

 

بل هناك من الصحافة في البلدان الإسلامية صحافةٌ تُحارب الإسلامَ، وتستهزئ برموزه - إنْ عَلَنًا أو بالتلميح - ولا تتورَّع عن الكذب والتلفيق وبَثِّ الإشاعات، وقد قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ العبدَ ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإنَّ العبدَ ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم))[9].

 

• تنتهك أعراض المسلمين - مهما كانت صفتهم - وتنتهج أسلوبَ الإثارة في مواضيعها أو إشهاراتها بأشكال مختلفة، وتضلِّل الشباب وهم عمادُ الأمة وأملُ مستقبلها، وتُقدِّم له النماذجَ الاجتماعية التي لا تُمثِّل القدوةَ الحسنة التي تستحقُّ الاتباع، كالمغنِّين والممثِّلين الذين لا يقيمون للإسلام وأخلاقه وأحكامه وزنًا، فتتفِّه العقولَ، وتسخِّف الهموم، وتشجِّع على العلاقات المحرمة، وتتبنى الإباحية، وتنشُر الرذائل في المجتمعات المسلمة، والله - عزَّ وجلَّ - يقول: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].

 

لذلك حين قامت صحافة إصلاحية دعوية، اهتمَّت بأمور المسلمين وقضاياهم في العالم الإسلامي، وحاولت إخراج الناس إلى نور الهداية والإيمان بعد ظلام التخبُّط أو الضلال، فدعت إلى العودة إلى الإسلام عقيدةً وشريعة وأخلاقًا، ونافحت عنه، وعملت على إقناع الناس بصلاحيته في كل زمان ومكان، والتزمت أخلاقه في نشر الأخبار والصور والإعلان، وعالجت المواضيع من منظوره، وبعثت الثَّقافة الإسلامية من جديد، وتبنَّت مهمة صياغة الفكر صياغة إسلامية - لذلك - اصطلح على تسميتها "الصحافة الإسلامية"، وحُقَّ لها ذلك، فـ"الإسلامية" هنا لا تعني الانتماء الجغرافي بقدر ما تعني الإطارَ الأيديولوجي، والخصائص، والهوية الحقيقية التي يتقمصُها العمل الصحفي، وبذلك قد تكون هناك صحف إسلامية في بلدان غير إسلامية أو غير مسلمة.

 

وقد قال محمد علي شاهين فيما تميزت به الصحافة الإسلامية: "لقد كانت الصحافة الإسلامية على مدى القرن الماضي أحدَ ميادين كفاح أمة تأبى الهوان والاستسلام، ومنطق الهزيمة والأمر الواقع، سلاحُها الكلمة الحرة، والصوت الجريء، والرأيُ السديد، والحوار الهادف.

 

وظَلَّت أمينة على الفكر والتراث، والهوية الإسلامية الوطنيَّة، عصية على كل المشاريع الاستعمارية في زمنٍ عَزَّ فيه الرجال، وراج في سوقه النفاق والتهريج، وتميزت بالجرأة والوضوح، وتحري الحقيقة، والتعبير الموضوعي، وتصدت للتضليل الإعلامي، وكشفت زيفه وتهافته.

 

وكالبت بوقف الانهيار، ووضع حد للهزيمة النفسية والروحية، واستهدفت الهمم لمقاومة مظاهر التخلُّف، وأكَّدت صلة الدين الإسلامي الوثيقة بالحياة، وتربيته للذَّات الحرة، وقربت بين المتخالفين، وحافظت على الفصحى لغة القرآن، وعنيت بالأسلوب الراقي والبيان الساحر الذي يحبه الله وعباده، وابتعدت عن العامية ولغة الجرائد، والنَّزعة الإنشائية، وقيود السجع، والركاكة، وطوَّرت فن المقالة السياسية... رغم شراسة الأعداء، والقمع الفكري، وشُحِّ الأثرياء، وتفشي الأمية"[10].

 

كذلك فإن بعضَ الباحثين والأساتذة يرفضون مصطلح الصحافة الإسلامية؛ بحجة أنَّ الإعلام - والصحافة المكتوبة جزء منه - يُمثِّل صورةً صادقة للمجتمع الذي تصدر فيه، وذلك استنادًا إلى تعريف (أوتجروت) للإعلام على أنه "التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها في نفس الوقت"[11]، فلا يمكن أن يكون هناك إعلام إسلامي أو صحافة إسلامية إلا في مجتمع إسلامي حقًّا (لا مجرد مسلم)؛ أي: يطبق الشريعة الإسلامية، ويتخذها منهجَ حياة على كلِّ المُستويات.

 

والتعقيبُ على هذه الحجة إنَّما يكون بالانطلاق من الأسباب ذاتها، ومن الواقع الحقيقي للصحافة الإسلامية، فابتعادُ المجتمع المسلم عن الشريعة الإسلامية في التشريعات والقوانين، وفي أكثر مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، واحتكامه إلى القانون الوضعي - لا يعني مطلقًا أن المسلمين جميعًا قد استغنوا عن الإسلام، وانصرفوا إلى غيره من المذاهب والنظريَّات، بل هناك فئات مسلمة لا بأسَ بها من حيث العدد والعُدَّة العلمية والثقافية صَدَقَ فيها قولُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمرُ الله وهم ظاهرون))[12].

 

فهي تؤمن بأن الإسلام بعقيدته وشريعته وأخلاقه هو المنهجُ الأحق بالاتِّباع، وتتبنى ذلك في حياتها ما استطاعت، وتدعو إليه بكل الأساليب والوسائل المتاحة، فكانت الصَّحافة من أهم وسائل الاتصال الجماهيري التي يُمكنها أن تحمل الرسالة المعبرة عن اعتقاد وأفكار ورُؤى هذه الفئات، والهادفة إلى إقناع المسلمين بالعودة إلى شريعته وأحكامه وتعاليمه، ومِنْ ثَمَّ الإسهام في إيجاد المجتمع الإسلامي المنشود، ومِنْ ثَمَّ فظاهرة الصحافة الإسلامية ظاهرةٌ صحيَّة طبيعية؛ لأنَّها تعبر عن رؤيةِ فئةٍ من فئات المجتمع المسلم الحديث والمعاصر وأفكارها وحاجاتها، مثلما مثلت الصحافة الأخرى التي لا تتخِذُ من الدين الإسلامي مرجعيةً لها فئاتٍ أخرى من المجتمع ذاته.

 

كما يشكك في مهنية الصحافة الإسلامية (بوصفها صحافة) كونها تعتمد على الرأي، فتهتم بالتعليق على الأحداث وتحليلها، وليست صحافة خبر، وهذا الأخير هو العمود الفقري في الإعلام، والمطلوب رقم واحد لدى جمهور المستقبلين، والحقيقة أنَّ الصحافةَ الإسلامية قد عانت كثيرًا من التحديات والعراقيل القانونية والمادية ونقص الإطارات، وذلك طبيعي في المرحلة الأولى من كل تجربة إنسانية ناشئة، كما أولت الإصلاح والدعوة أهميةً بالغة على حساب الاهتمام بالخبر لما تفرضه الضرورةُ الدينية، وتمليه الفروض العينية والكفائية، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت عدةُ صُحُف في بعض الدول المسلمة (مثل: صحيفة "التجديد" المغربية، و"السبيل" الأردنية...)، تنافس الصُّحف الأخرى وحتى المدعومة حكوميًّا تعتمد الخبر مادةً صحفية أساسية، وتصدر بصفة منتظمة يومية، وتعبر عن دخول الصَّحافة الإسلامية مرحلةً جديدة تُسهِم فيها في صناعة الرأي العام وترشيده بشكل أساسي.



[1] نصير بوعلي، الإعلام والبعد الحضاري (دراسات في الإعلام والقيم)، دار الفجر، قسنطينة، الجزائر، ط1، 2007م، ص 6.

[2] مصطفي الدميري، الصحافة في ضوء الإسلام، مكتبة الطالب الجامعي، مكة المكرمة، دط، 1408هـ - 1987م، ص33.

[3] محمد منصور محمود هيبة، الصحافة الإسلامية في مصر بين عبدالناصر والسادات (1952 - 1981م)، دار الوفاء، المنصورة، ط1، 1410هـ - 1990م، ص40.

[4] المرجع نفسه، ص 38 - 39.

[5] المرجع نفسه، ص 45.

[6] بريزة يحيى، الصحافة الإصلاحية ذات الاتجاه الإسلامي في الجزائر، رسالة ماجستير، جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية، قسنطينة، الجزائر، 1999 - 2000، ص307.

[7] الصحافة الإسلامية في ميزان الخبراء، www.midad.me/art/.

[8] عبداللطيف حمزة، الصحافة والمجتمع، دار القلم، القاهرة، 1963، ص54.

[9] صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان، حديث رقم 6478.

[10] محمد علي شاهين، مقدمة كتاب (صحافة الصحوة الإسلامية في البلاد العربية)، 23/12/2009.

www.odabasham.net

[11] إبراهيم إمام، الإعلام الإسلامي وتطبيقاته العملية، ص20.

[12] صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي ((لا تزال طائفة من أمتي...)) رقم 7311.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • - رابطة الصحافة الإسلامية تطلق حملة للدفاع عن الأقصى
  • هكذا فليكن العمل الصحافي (1)
  • الصحافة العلمية ضرورة عصرية
  • الثقافة والصحافة
  • الصحافة

مختارات من الشبكة

  • الصحافة الاقتصادية الإسلامية(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • حوار مع الأستاذ فوزي تاج الدين رئيس تحرير "جريدة دنيا التعليم" حول مستقبل الصحافة التعليمية في مصر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الصحافة المدرسية والإذاعة المدرسية(مقالة - موقع الموسوعات الثقافية المدرسية)
  • من وسائل الإعلام المقروءة ( الصحافة ووكالات الأنباء )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أبحاث مؤتمر الصحافة الإسلامية الأول - الطبعة الأولى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بريطانيا: تحميل الصحافة الساخرة تبعات الاستهزاء بالرموز الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصحافة الاقتصادية الإسلامية؟!!(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • الصحافة والعربية والدراسات الإسلامية باليابان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الهند: رئيس مجلس الصحافة يستنكر دور الإعلام في تشويه صورة المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • سيطرة اليهود على الصحافة ووسائل الإعلام(مقالة - موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض)

 


تعليقات الزوار
2- بحث
Anna tago - Sudan 11-08-2015 08:08 AM

دور الصحافة التفاعلية فى معالجة قضايا المسلمين

1- الاعلان
عبدالناصرالتام - اليمن 22-10-2012 10:05 AM

لكن هناك خوف في أن يظهر التمييز الإعلاني فيزيد ذلك من انحياز الصحافة العربية عن الإسلام أكثر من ما هي عليه فكما هو معروف أن جميع وسائل الاعلان تفتقر بشكل واسع إلى المنظور الديني لمنهجية الحياة التي سنها الله للإنسان.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب