• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقات الألوكة المستمرة / مسابقة الملخص الماهر / المواد الفائزة في مسابقة الملخص الماهر
علامة باركود

الفن.. الواقع والمأمول (ملخص ثان)

محمود الحسن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/3/2010 ميلادي - 23/3/1431 هجري

الزيارات: 16232

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص كتاب
الفن.. الواقع والمأمول
د. خالد الجريسي

 

عنوان كتاب قيِّم، عرض فيه مؤلِّفُه الفاضل، الدكتور خالد بن عبدالله الجريسي، كلَّ ما يتعلَّق بالفن التمثيلي وعالم الفنانين، وما يتركه الفن من آثار فكرية واجتماعية ونفسية، وقد استخلص المؤلِّف الفاضل أحكامَه من مصادر موثوقة ودراسات واقعية، ومن أفواه فنانين وفنانات، بعضُهم ما زال يُعاني من مأساة الفن، وبعضهم أبصر النور والحقائق، فلبس رداء التوبة، وسار في مدارج الإيمان ومراقي الفلاح.

والكتاب يقع في ثمانية فصول، تحدَّث فيها المؤلِّف الكريم عن مفهوم الفن التمثيلي ونشأته، وأثره في الناشئة، وعلاقته بالمرأة، ودوره في ترسيخ المفاهيم، ودور الإعلام في ترويج الفن، إضافة إلى عرْض صوَرٍ من حياة أهل الفن وسِيَرهم وحقائقهم، وخاصةً أولئك الذين خرجوا من كُهُوف الفن المُظلمة إلى فضاء التوبة والرشاد.

الفن التمثيلي: المفهوم والنشأة:
الفن في اللغة: اللون والنوع، يُقال: رَعَينا فنونَ النبات، وأصَبنا فنونَ الأموال، وعَرفنا فنونَ الكلام.
وفي الاصطلاح: يُطلَق "الفن" على كلِّ عمل إنساني يتَّسم بالجمال، ويتطلَّب إنجازُه مهارةً وحذْقًا، ويكثر إطلاقه على فُنُون المحاكاة؛ كالرَّسم، والنحت، والخط، والفنون التعبيرية؛ كالشعر، والقصة، والمقالة، وغيرها.

والتمثيل لغةً: التصوير والتشبيه، يُقال: مثَّل الشيءَ بالشيءِ: إذا سوّاهُ وشبَّهَهُ به.
وفي الاصطلاح: يُطلَق على ما يقوم به الممثلون من أعمال وأقوال وحركات، وهم يُحاكون حادثًا واقِعيًّا أو مُتخيَّلاً، بقصد التأثير في الجمهور، ويجري ذلك وَفق قواعد فنيَّة.

وقد عُرف الفن التمثيلي في عهد الإغريق والرومان، لكنه لم ينتشر في الحضارة الإسلامية، ولعلَّ السبب يعود إلى عدم ملاءمته للروح العربية، التي فُطرت على الشعر، ووجدَت فيه كلَّ ما يَروقها من دقائق الحكمة والفصاحة، والتعبير عن الذات العربيَّة.

ولم ينتشر الفنُّ التمثيلي بين العرب إلا بعد منتصف القرن التاسع عشر، واللبنانيون الذين اتصلوا بأُمم الغرب هم أوَّل من أدخله إلى البلاد العربية.

والفن التمثيلي يُمكن أن يؤدِّيَ وظائف سامية في البيئة الإسلامية، إذا جرى وَفق ضوابط الشريعة، وأهم تلك الوظائف:
1 - تربية الناشئة وتنْمية عقولهم، وإبعادهم عن مهاوي الانحراف والخيال المريض.
2 - حماية المجتمع المسلم من مظاهر الانحطاط الخلُقي والديني، ومعالجة القضايا الاجتماعية.
3 - عرْض واقع الأمة، وتصوير مشكلاتها، بهدف النهوض بها.
4 - غرس القِيم النبيلة في المجتمع المسلم، وبناء المشاعر الإنسانية.

وإن نهوض الفنِّ بهذه الوظائف مُرْتَهن بنموِّه في تربة إسلامية، يستمدُّ منها الثبات والمبادئ والصِّبغة الحسنة، فما واقع الفن التمثيلي المعاصر؟ وإلى أين يسير في ضوء هذه الرسالة السامية؟

الفن التمثيلي وأثره في الناشئة:
ورد في كتاب: "التلفزيون وتربية الطفل المسلم" نتائجُ دراسةٍ أمريكية، أثبتَت أن لبرامج التلفاز مقْدرةً على غرس القِيم الاجتماعية في نفوس الناشئة، وعلى تعويدهم السلوك الاجتماعي المرغوب.

وإذا تأملنا البرامج العربية في ضوء هذه الدراسة، يُمكننا أن نتصوَّر مدى الخطر الذي يتعرَّض له الناشئة، إذ يُفترض أن تقدِّم للناشئ المعلومات الدينية والثقافية، التي تبني لديه تصوُّرات إسلاميةً راسخة، لكنها في الحقيقة مُثقَلة بمشاهد الرعب والعنف والجنس، وفيها توجُّهات فكرية واعتقادية بعيدة عن التصوُّرات والمبادئ الإسلامية.

إنها تخلو - كما يرى فريد التوني - من الأهداف التربوية الإسلامية، فهي لا ترمي إلا إلى التسلية والفكاهة، وفيما يلي حديث عن مسْرح الناشئة، وفن العروض الكرتونية، يلي ذلك توضيح لأثر الفن في الناشئة:
أولاً: مسرح الناشئة:
يحرص كتَّاب المسرح الموجَّه للناشئة على تقديم كلِّ ما يسرُّ الطفلَ ويُضحكه، دون النظر إلى القِيَم والأهداف، فهم يعرضون الحيوانات مثلاً في حُلل ملوَّنة برَّاقة، فتتكلَّم أمام الأطفال وتشدُّ انتباهَهم، ويخلعون عليها المشاعر الإنسانية، ويُجرون على ألسنتها ينابيع الحكمة، وغوامض المستقبل، ومبادئ الفلسفة والأخلاق والعقائد.

وإن الإكثار من هذه العروض دون دراسة لآثارها وأهدافها، قد يسبِّب خللاً في تصوُّرات الأطفال، فنراهم مثلاً يحقدون على من يذبح شاةً لمأكَله، أو يركب بعيرًا في سَفر؛ لأنهم يعتقدون - بحسب ما شاهدوا في المسرح - أن هذه الحيوانات لا فرق بينها وبين البشر.

فالمسرحُ بحاجة إلى أعمال هادفة، تغرس تصوُّرات صحيحة لدى الطفل تجاه الكون والحياة ومصير الإنسان، ومثل هذه الأعمال تتطلَّب وجود فنَّانين ملتزمين، ومؤسسات إنتاج إسلامية لا تتقوقَع في سجون النظرة المادية.

ثانيًا: فن العروض الكرتونية (الرسوم المتحركة):
إن العُرُوض الكرتونية تستحوذ على اهتمام الأطفال في البلاد العربية، بما تقدِّمه لهم من متعة خيالية، لكنها في الوقت نفسه تحمل في طياتها آثارًا خطيرة، تمسُّ العقيدةَ والسلوك والفكرَ والإبداع وعالَم النفس.

ففي مجال العقيدة: تُظهر الدِّراسات المتخصِّصة أن الكثير من العروض الكرتونية ترمي إلى زعزعة عقائد الأطفال، وغرس مفاهيم منحرفة لديهم، ومن هذا النوع المسلسل الكرتوني "الإله زيلا"، حيث يظهر هذا الإله محبًّا للخير، ولديه ابنٌ يُعايش البشر ويستجيب لهم، ومثل هذا المسلسل يؤدي بلا شك إلى تكوين تصوُّر مشوَّه عن الخالق سبحانه، وترسيخ عقيدة التثليث لدى الطفل المسلم.

ومن العروض الكرتونية التي تضرّ بالعقيدة تلك التي تدور حول حرب النجوم، وغزو الفضاء؛ إذ تغرس في عقول الأطفال بأن تدبير الكون بيد مخلوقات غريبة تسعى للسيطرة على الأرض.

وهناك عُرُوض كرتونية ترتبط بالسحر والشعوذة، وتُوهم الطفلَ بأن الساحر يمتلك قوًى خارقةً، تُمكِّنه من تغيير الواقع، والتحكُّم بمصير الناس، وهذا يقود الطفل إلى الشك في أن الله وحده القادر على ذلك، ويؤدي في المستقبل إلى تشوُّه العقيدة، وضعف التوكُّل على الله سبحانه.

وفي مجال السلوك: يُظهر التأمُّل أن كثيرًا من العروض الكرتونية تقوم على الحِيَل والخداع، والثأر والانتقام، والصراع المستمر بين المخلوقات، وهناك دراسة أمريكية أثبتت وجود علاقة بين ما يُشاهده الطفلُ من مشاهد العنف، وما يُقدم على ارتكابه من جرائم.

فإذا علمنا أن الطفل في المجتمعات الإسلامية يقضي أكثر من (30) ساعة في الأسبوع في مشاهدة البرامج التلفزيونية، ومعظمها أمام العروض الكرتونية، يمكننا أن نتصوَّر مدى الخطر الذي يتعرّض له الأطفال، الذين يتأثرون بمشاهد العنف والصراع؛ إذ سرعان ما ينطبع في مخيَّلتهم السلوكُ العدواني، فيقعون ضحية لانفصام الشخصية الناتج عن الفرق الشاسع بين توجيهات المعلِّمين والمربِّين، وما استقرَّ في أذهانهم من ميل إلى العنف والعدوانية.

وفي مجال الاستقرار النفسي والتوازُن الفكري، نجد أن كثيرًا من العروض الكرتونية تعتمد على المبالغة والتهويل والخيال الجامح والخرافة، مثل "سوبر مان"، و"البوكيمون"، وهذه العروض تجعل الناشئ مضطربًا في تصوُّراته الفكرية، فيشكّ في معارفه التي يتلقاها في مدرسته أو مجتمعه، ويدخل في مقارنة بين ما يتمتع به من قدرات واقعية، وما يُشاهده من قدرات خارقة، وهذا يُكسِبُه شعورًا بالاضطراب والخوف والنقْص، والرغبة في الممارسة الواقعية لما يُشاهد ويتخيَّل.

وبعض العروض الكرتونية تتضمن مناظر مثيرةً، وتسعى إلى الترويج لمشاهد الحبِّ والغرام، وتنمية روح التفلُّت من القِيَم والتمرُّد على المجتمع، ولمثل هذه العروض أثر في تنبيه العواطف الخاصة في وقت مبكِّر، ولها تأثير سلبي على سلوك الطفل وأخلاقه.

ويُمكن تلخيصُ آثار الفن في الناشئة بأن الطفل يتلقَّى كلَّ ما يُشاهده دون تمحيص، ويتفاعل مع تلك المشاهد بسمعه وبصرِه، ثم يختزنها في فكره وخياله، فتتحوَّل إلى قناعات منحرفة تهدم أو تشوِّه عقيدته ونظرته إلى نفسه وإلى الحياة والكون، وتنمِّي لديه سلوكًا ملوَّثًا، يتمثَّل في تقليد انفعالات الفنانين وألفاظهم وحركاتهم، واكتساب بعض العادات والسلوكيات السيئة، إضافة إلى الميل نحو العدْوانية والعنف، والانشغال بصغائر الأمور عن عظائم المُهِمَّات.

الفن التمثيلي والمرأة:
لقد رفع الإسلام قدرَ المرأة، وخلَّصها من الظلم والامتهان، وأراد لها أن تكون مدرسة للفضيلة والخُلُق الحسن، وأسند إليها أخطر مهمة وهي تربية الجيل وإعداد الرجال، لكن الفن التمثيلي دأبَ على غزو عالم المرأة، واقتحام فكرها وعاطفتها؛ لحَمْلها على اعتقاد ما يُخالف الدِّين والتقاليد، وسلوك دُرُوب التمرُّد والضياع.

فما أكثر الأفلامَ والمسلسلات التي تستهين بالحجاب وتمجِّد الاختلاط، وتزيِّن للمرأة سلوكَ التمرُّد على الزوج والأسرة، وتدعو إلى إقامة علاقات مشبوهة مع الجنس الآخر! والمرأة المسلمة تُشاهد ذلك كلَّ يوم، فيتدرج موقفها من الرفض المطلق، إلى القَبول والرضا، ثم إلى التردِّي في مهاوي الرذيلة والانحراف.

وهناك أساليب كثيرةٌ يلجأ إليها أرباب الفن لإفساد المرأة؛ منها:
1 - تمجيد الحبّ والجنس، وإغراء المرأة بإقامة علاقات غرامية مع الجنس الآخر، ومع تكرار المشاهدة يتسلَّل الانحراف إلى سُلُوكها، أو على الأقل يقيم في فكرها، فيهدم قناعاتها الأصيلة، وينتظر اللحظة التي يُترجَم فيها إلى سلوك، تحترق بناره بقايا العفَّة والطهارة.

2 - إظهار مفاتن المرأة ورقَّة صوتها من خلال الإعلانات، وربط هذه المفاتن بأنواع من السلَع والموضات، بهدَف دفع المرأة المسلمة إلى الإسراف في الاستهلاك، وذلك يزيد من أعباء الحياة على الزوج، ويُسهم في إعراض كثير من الشباب عن الزواج.

3 - يحرص أهل الفن على إظهار المرأة المسلمة على أنها صخرةٌ جامدة، تفتقد العاطفة واللباقة الاجتماعية، وتصدر في سُلُوكها وتصرفاتها عن جهل يستولي على عقْلها، وخوف من المجتمع يسيطر على قلبها، وهذا يؤدي إلى تشْويه صورة المرأة المسلمة، والتنفير منها.

4 - يُقدِّم الفن التمثيلي الفنانات، وهنَّ متبرجات بأنواع الأزياء، ومتلوِّنات بألوان الموضات؛ بهدف تحريض المرأة المسلمة على الاقتداء بهنّ، بمتابعة جديد الموضات، والبحث عن نوادر الأسواق، ثم الاقتداء بهنَّ في الخروج عن سنن الدين والحياء، والانشغال بألوان الحرير عن لباس التقوى والهدى.

5 - يلحُّ الفن التمثيلي على دعوة المرأة إلى رفض واقعها المصون، والخروج إلى الحياة العمَلية في شتى المجالات، وهناك كثير من نساء المسلمين، ممن تأثَّرن بأفكار الفنِّ، واقتدين بالفنانات، قد خرجْن عن رسالتهنَّ، وألقَين بأنفسهنَّ وسط ضجيج الحياة، دون مسوِّغ لذلك، وليت المرأة المسلمة تعتبر، قبل أن تزجَّ نفسها في سوق العمل، بما ذاقت المرأة الغربية والعربية التي سارت على خطاها، حتى أصبحت أُلعوبةً في يد أرباب العمل.

6 - يحاول الفن إظهار الرجل دومًا في صورة المتسلِّط، المنتزع من المرأة حقوقها؛ وذلك للالتفاف على المعنى الحقّ للقوامة.

7 - تشْويه مقوِّمات بناء الأسرة المستقرة، وحثّ المرأة على مخالفة هدي الإسلام، كالقرار في البيت، وتربية الأولاد، والهدف من ذلك تفتيتُ الأسرة وهدْم البيوت.

8 - المحارَبة المستميتة لمسلَّمات شرعية، كتعدُّد الزوجات، والالتزام بالحجاب، وغير ذلك؛ مِن أجْل تشويه الصورة النقيَّة للإسلام، والتشكيك في تعاليمه.

الفنُّ وترسيخ المفاهيم المشوَّهة:
يُحاول الفنُّ غرسَ مفاهيم منحرفة، تتعلَّق بالدِّين والإنسان والحياة، بهدَف تشويه صورة الإسلام، والنيل من شخصية العلماء، والتلاعُب بالمعتقدات والمفاهيم الإسلامية.

ومما يتعرض للتشويه بالفن:
1- القرآن الكريم:
حرص أهل الفن على الإيحاء بأنَّ القرآن الكريم - الذي هو كلام الله والمنهج الخالد للبشرية - قد أصبح منَ التُّراث القديم، فلا يُتلى ولا يُسمع إلا في المصائب، حتى أصبح في حسِّ المُشاهد كأنه نذير شُؤم ويأْس.

2- مفهوم الزوجة الثانية:
تنصَبُّ جُهُود أهل الفن في محاربة مفهوم تعدُّد الزوجات، مخالفين في ذلك شرعَ الله سبحانه، وكلّ الأعمال الفنية تسعى إلى رفض فكرة الزواج الثاني، وتُظهره على أنه تخلّف وإجحاف بحقِّ الزوجة الأولى، على حين تصوِّر اتخاذ العشيقة على أنه ضرب من التحرُّر والتقدُّم.

3- الأنبياء - عليهم السلام - والصحابة - عليهم رضوان الله -:
جعل الفنُّ شخصيات الأنبياء - عليهم السلام - ومَن نصرهم من المؤمنين الأوائل عُرضةً للتجسيد والكسب المادي، وذلك يؤدِّي إلى المساس بمكانةِ الأنبياء في القلوب، وخاصة أن الذي يمثل شخصيات الأنبياء هو نفسه الذي يمثِّل الأدوار المنحَرِفة.

4- العلماء والمشايخ:
العلماء هم المؤتمنون بعد الأنبياء على شرع الله، يحملون لواءَه، ويُجنِّدون أنفسَهم في خدمته، وينذرون حياتهم في سبيل دعوة البشرية إلى الهدى والخير، لكن أهلَ الفن يقدِّمونهم على أنهم دعاة للجهْل والتعصُّب، وأنهم يطلبون من الناس التخلِّي عن عقولهم والتسليم المطلق لإرادتهم ولمصالحهم، وأنهم يُحاربون كلَّ جديد، ويأمرون الناسَ أن يدفنوا وجودَهم تحت غبار الزمن السحيق والقرون الخالية، وكثير من المسلسلات والأفلام تجعل من العلماء مثارًا للسخرية والهزْء، وتصوِّرهم منهزمين في حواراتهم مع الناشئة المتحرِّرين، ومنقادين لسلطان الجشَع وحبّ الشهوات، وبعيدين في آرائهم عن منطق الحياة.

5- العبادات:
يُحاول الفن تَوْجِيه الشباب إلى أن الصلاة والصيام وتلاوة القرآن الكريم، وغير ذلك من العبادات، تنحصر في كبار السنِّ والمرضى والعجَزة، ومَن عبَست في وجهه الحياة، أما الشباب فالدنيا تبتسم لهم، وتُقبل عليهم مُكلَّلة بأزاهير المتعة والسعادة، فما عليهم إلا أن يمدُّوا أيديهم إليها، ويقطفوا من ملذَّاتها ما يروي ظمأ نُفُوسهم، ويُحقِّق ذاتهم، أما العبادات فشُغلٌ لِمَنْ لفظته الحياةُ، وتقاذفَته أمواج الشيخوخة وأعاصير الهرم، والهدف من ذلك إيجاد فجوة عميقة بين الآباء والأبناء، وإشعال نيران الخلاف في البيوت، وإقناع الناشئة بأن ذاتهم لا تتحقَّق إلا على الضفة الأخرى التي يُنكرها الآباء.

6- التطرُّف والتعصُّب:
لقد تلاعَبَ أهلُ الفن بهذه المفاهيم أيما تلاعُب، حتى جعلوا منها سلاحًا يُحاربون به كلَّ مَن تمسَّكَ بدينه، فالمصلّون متطرِّفون، والمتحجِّبات متعصِّبات، والدُّعاة إلى الله متخلِّفون، والمجاهدون في سبيل الله إرهابيون، والمُدافعون عن كرامة أمَّتِهم محرِّضون على القتْل والوحشيَّة، وكلُّ هذه الأحكام استوحاها أهلُ الفن من موائد العقلية اليهوديَّة الحاقدة على المسلمين.

7- ساعة الاحتضار:
إنها الساعة الحاسمةُ في عمر الإنسان، التي تتشابَك فيها أصابعُ الحياة والموت، ويُساقُ فيها المرءُ مِن مراتع الدنيا إلى عتبات الآخرة، هذه اللحظة الأخيرة لَم تسلم من الفن، إذ اقتحمها حتى أصبحنا نرى الإنسان في الأفلام، وهو يموت موتًا فنيًّا، يستطيع من خلاله أن يسترجع الذكريات، وأن يدخل في علاقات الحبِّ والغَرام، وأن يكتشف خداع الأصحاب، وأن يُجرِّد سَيف الانتقام، لقد جعلها الفن تمتدّ وتطول، وتمرُّ عابرةً ليس لها رهْبة، وهادئة ليس فيها عِبَر.

ولا يقتصر الأثر السيِّئ للفن على تشْويه المفاهيم، والمساس بالمعتقَدات، بل يتعدَّى ذلك إلى التحكُّم بالسلوك الاجتماعي، عن طريق عرض كل مظاهر الانحراف السلوكي، كالجرائم، ومغامرات الجنس، وأساليب الاحتيال، والسرقة، وتعاطي المخدرات.

ومثل هذه العروض تنمِّي في نفوس الناشئة دوافع التقليد والمحاكاة، ظنًّا منهم أنها الطريق المختصَر لتحقيق الذات، بعد أن شوَّه الفنُّ المفاهيم في عقولهم، وأوجد في نفوسهم سلاسل لا تنتهي من الصراع والعُقَد.

ففي المدارس والجامعات: شاع الاستخفاف بالمدرِّسين والمربِّين، والتباهي بمخالفة النظام والتهرُّب من الواجبات، حتى أصبح التعليمُ في مأزق خطير، إذ يحترق بأنفاس معلِّم حاقد مُهان، ويُسحق بأقدام طلبة لاهِين في متاهات العبث والضياع، وكلُّ ذلك بتأثير الفن الذي وجد في السلوك التعليمي المنحَرف مرتَعَه الخصيب.

وفي مجال الجريمة والعنف: أظهرت دراسةٌ نشرتها مجلة "المسلمون" أن (89.1 %) من الذين قاموا بجرائم اغتصاب في مصر، كانوا تحت تأثير الأفلام الجنسية والمخدِّرات، ويرى المتخصِّصون في مكافحة الجريمة أن الأفلام التي تَعرض مشاهدَ مخلّةً بالآداب، وتعرض تفاصيل الجريمة، تغرس في نفوس المنحرفين مبادئ التقليد.

وفي مجال المخدِّرات: يدَّعي أهلُ الفن بأنهم يطرقون عالَمها بغرَضِ التحذير منها، ولكنهم في الحقيقة يُروِّجونها من خلال تقديمها على أنها الطريق الوحيد لحلِّ المشكلات وتحقيق السعادة، ومن خلال تصوير البذَخ والترَف الذي يعيشه تجَّار المخدرات، ومن خلال صبغها بروح البطولة، وتزيينها بمغامرات الجنْس.

هذا ما يفعله الفنُّ بالمفاهيم الإسلامية الراسخة، والتقاليد الراقية، والسلوك القويم، إنه يُداعبنا بأزهاره ليَجرحنا بأشواكه، ويُخرج نساءَنا من أكمام العفَّة والطهر ليذبلْن في صحاري الرذيلة والذلّ، ويتلقَّف أبناءَنا من دروب الفراغ والملل ليُلقيَهم في أودية الضياع والضلال.

دور الإعلام في ترويج الفن:
الإعلامُ هو البوابةُ التي تعبر منها الأعمال الفنيَّة على تنوُّعها، ولو كان الإعلام يمتلك رسالة لما عبَرت من بوابته ألوان الفن الرخيص، ولكن المصيبة تكمن في أن كلَّ وسائل الإعلام، من مسرح وسينما وتليفزيون وصحف، لا يلتزم القائمون عليها بأخلاقيات سامية، ولا بمبادئ حضارية ثابتة، ولهذا أصبح الإعلام ملتصقًا بالفن، يستوحي منه معظم مادته، ويعرض لنا الأفلام والمسلسلات المستورَدة، والأغاني المتواصلة، إنه يقتحم بيئتنا الإسلامية، فيغرس في تُربتها العادات والتقاليد الأجنبية، ويُهاجم عواطفَنا فيبثُّ فيها أنواع الإثارة والانحراف، وينقضُّ على عقولنا فيزعزع أركان العقيدة، ويهدم القناعات الأصيلة، ويلتصق بسلوكنا فيوجِّهه نحو المهاوي، ويتدخَّل بعزلتنا فيسرق منَّا أجمل لحظات التفكُّر والتأمُّل.

فالصحافة تصبُّ كلَّ اهتمامها على الفن، فتفتح صفحاتها لأخبار الفنانين وتفاصيل حياتهم، وتنقل لنا آراءَهم وقناعاتهم ونظرتهم إلى الحياة وذوقهم في الطعام والشراب والسهر وغير ذلك، وهذا أدى إلى تسمُّم أفكار كثير من المسلمين، الذين اتخذوا من الفنانين قدوة لهم في جميع شؤون الحياة.

أما المسرح فقد دخل بيئتنا الإسلامية، وهو غريب عنها، إنه يحمل طابع العقلية الغربية، بما وصلت إليه من فراغ روحي، وبما تتصف به من عبثية وانحطاط، وها هو الآن يعرض لنا تلك المسرحيات الهابطة، وما فيها من انحراف واستهزاء بالقِيَم والتقاليد الإسلامية.

وأما شاشات التلفزة، فخطرها يفوق خطر الصحافة والمسرح، إذ تسلَّلت إلى كل بيت في مجتمعاتنا، وتعدَّدت قنواتها حتى بلغت الآلاف، وامتدت برامجها على مدار اليوم، فهي تستهلك معظم أوقاتنا، وتمتص رحيق أعمارنا، وتقتل روح الإبداع وحبّ العمل في شبابنا، وهي أكثر وسائل الإعلام خدمةً للفن وأصحابه، وأخطرها تأثيرًا في عقول المسلمين وسلوكهم.

ولعلّ المؤسف حقًّا أن الإعلام أصبح جُندًا للفنّ، والفنُّ أصبح المائدة المفضَّلة للإعلام، حتى أصبحنا نقرأ ونشاهد مذابح المسلمين ومعاناتهم في زوايا الصحف وهوامش الأخبار التليفزيونية، على حين نجد الصفحات الرئيسة في الصحف، والتغطية الإعلامية في التلفزيون، تجترّ خبر زواج فنانة أو طلاقها، أو ما يتصل بحياتها وسلوكها.

والمؤسف أن الإعلام فتح أبواب الشهرة أمام الفنانين، وصوَّرَهم على أنهم أرباب الفكر والثقافة والخُلق، وأنهم القدوة الصالحة في السلوك والنجاح، فما أكثر البرامجَ التي تصوِّر لنا أقزام الفن عمالقةً، وشياطينه ملائكةً! على حين نجد أبواب الإعلام مغلقةً في وجْه المثقَّفين والعلماء والأدباء! فلماذا كلّ هذا الاهتمام بأهل الفنِّ؟ ومَن يقف وراء ذلك؟

تدل الوثائق على أن اليهود سعوا منذ منتصف القرن التاسع عشر إلى السيطرة على وسائل الإعلام، وقد أكَّدت على ذلك مقرَّراتُ مؤتمرهم الأول، الذي عُقد في مدينة بال بسويسرا عام 1897م، ودعواتُ مفكِّريهم وقادتهم، ولعلّ الحقيقة المُرَّة التي تغيب عن أذهان كثيرٍ من المسلمين أن كبريات الصحُف العالمية، مثل: التايمز والصنداي تايمز والأُوبزرفر، والنيويورك تايمز والواشنطن بوست والديلي نيوز، ولوفيغارو، ولوكوتيديان، التي تصدر في بريطانيا وأمريكا وفرنسا، تقع تحت سيطرة اليهود، وأن أشهر شبكات التلفزة العالمية ودور السينما وشركات الإنتاج الفني في هذه الدول مِلْك لليهود أيضًا.

ومن هنا ندرك سيطرة اليهود على وسائل الإعلام الغربية، وكيف سخَّروها لخدمة مصالحهم وأهدافهم، فنشروا الأفلام الجنسية الإباحية، وأساؤوا للعرب والمسلمين، ومجَّدوا اليهودية ودافعوا عنها، وسعوا إلى تغريب الشعوب الإسلامية وهدْم معتقداتها، هذا هو واقع الإعلام الغربي.

أما الإعلام العربي فالإحصائيات والدراسات المتخصصة تُظهر أن معظم المسلسلات والأفلام، التي يعرضها الإعلام العربي مستوردة من الغَرب، وفيها كل أنواع الغزو الفكري والنفسي والاجتماعي، فضلاً عن أنها لا تعبِّر عن واقعنا الإسلامي، وتلحّ على فكرة تفوُّق الإنسان الغربي على الإنسان المسلم، وتنمِّي عُقْدة النقْص في شخصية المشاهد العربي، بسبب ما يراه منَ التقدُّم المادي الذي أحْرَزَهُ الغرب.

وإذا تأمَّلنا الأفلام والمسلسلات والمسرحيات التي تُنتجها مؤسسات الإنتاج العربية، نجد فيها كلَّ ملامح العقلية الغربية، وما تدعو إليه من شذوذ وانحراف وجريمة وتمرُّد على الدين والتقاليد، ويُمكننا أن نصفها بأنها عروض غربية في ثوب عربي؛ وذلك لأن القائمين عليها وجدوا في محاكاة الغرب أقصر الطرق لتحقيق الربح، فمزَّقوا رسالة الفن الحضارية، وانغمسوا في مستنقعات الرذيلة والهلاك.

وأمام هذا الواقع يُصبح من الضروري إنشاء فضائيات إسلامية، تتعاون معها شركات إنتاج فنيّ ملتزمة بروح الإسلام وتعاليمه؛ لتكون بديلاً عن كلّ ما هو دخيل على عقيدتنا وفكرنا وخصائص مجتمعاتنا.

صور من حياة أهل الفن وواقعهم:
إنَّ من يتابع أخبار أهل الفن يروعه ما ينتشر في عالمهم من انحطاط سلوكي وتدهْور أخلاقي، فالكثير منهم وقع ضحيةَ الإغراءات والشهوات والشهرة الكاذبة، ومنهم من سقط في مستنقعات الدعارة والتجسّس والإدمان والجريمة، وما يزال يتخبَّط بعيدًا عن نفحات الإيمان والرحمة الربانية.

إن الإنسان ليُصاب بالذهُول حين يكتشف واقع الفنانين وحقيقتهم، ثم يُقارن ذلك الواقع بالأدوار السامية التي يمثِّلونها، فكم من ممثِّل مشهور يُحارب المخدِّرات في التمثيل، ويتعاطاها في خلواته، وربما كانت سبب وفاته! وكم من نجمة تظهر في الأفلام بأثواب العفَّة والطهر، لكنها تبيع دينها وكرامتها وعفَّتها في أوكار الدعارة، أو في متاهات الشهرة الخادعة! وكم من دُعاةٍ في المسلسلات إلى التضحية وإنكار الذات من أجل الوطن والأمة والدين، لكنهم في واقعهم يبيعون ضمائرهم وأوطانهم وأمتهم، وينتظمون في شبكات التجسُّس! وكم من نجوم يحملون ألوية القِيَم والفكر والبطولة على شاشات العرض، لكنهم في الواقع يتساقطون في مهاوي الإثم والجريمة والشذوذ! هذه بعض الصور التي يغصُّ بأمثالها واقع أهل الفن، وهي للأسف حقائق مثبتة ومنشورة في المجلات والصحف والمؤلَّفات التي تُعنى بأخبار الفن وأهله، فهل تستطيع الألقاب العريضة، والأسماء المستعارة، أن تستر هذا الواقع الفاسد؟

تقول الفنانة شيماء الشاذلي التي اعتزلت الفن، والتجأت إلى حصون الفضيلة والدين:
إن الفن مجال صعب جدًّا على أي إنسان يريد أن يحتفظ بأخلاقه ومبادئه، وهو عالَم مملوء بالشائعات والمشكلات والحقد والتنافُس المذموم، والكذب والنميمة والنفاق، عالم مملوء بالتنازلات غير المحدودة، إذا دخلتْه امرأة فلا بدَّ أن تقدِّم تنازُلاً، وأيّ تنازل؟!

تصوَّرْ امرأتين تتصارعان على خطف دور ما في عمل ما، ثمَّ تصوَّرْ مدى التنازلات التي تقدِّمها الواحدة تنازلاً تلوَ الآخر، حتى تصبح رخيصةً، وتُباع بأبخس الأثمان، لقد شاهدت هذه الأنماط ماثلة أمامي!

هذا عالَم الداخل فيه مفقود، والخارج منه مولود، عالَم يستحيل أن تحتفظَ الفتاة فيه بأخلاقها، وتعيش حياتها الطبيعية.

توبة واعتراف وندم:
عالم الفن عالم مظلم - كما تقدَّم - لكن ظلامَه لم يستبدّ بكل الفنانين، فهناك مَن داعبَت شمس الحقِّ أزاهيرَ وجهه فأشرق، وارتسمتْ صورة اليقين في ثنايا فكره فاعتبر، ولامستْ نفحاتُ الإيمان نبضاتِ قلبه فاستيقظ، وأخيرًا اندفع في تلك الرحلة المباركة، فاستقلّ مركب التوبة، وسار في بحار الشوق إلى شواطئ المغفرة.

حقًّا إنها رحلة مباركة، تلك التي يتخلَّى فيها المرء عن كلِّ مكاسب الشهرة والمجد، ويطأ بقدم الإصرار والثبات كلَّ حظوظ النفس، ويتحرَّر من حبائل الشياطين وحبّ الدنيا والخطيئة، ثم ينتقل إلى فضاء الإيمان والرحمة، حيث تتزيَّن الحياة بالصفاء والطهر والكرامة، وتنتهي في مراقي الفلاح والخلود الأبديّ.
كانتْ هذه رحلة بعض أهل الفن، الذين تمسَّكوا بحبال التوبة، فخرجوا من ليالي القهر والذلّ والألم، إلى نور الإيمان وسعادة الروح وعزة الإسلام، فبزغوا أقمارًا في سماء الحقّ والفضيلة، وكان منهم: شمس البارودي، وحسن يوسف، وشادية، ومديحة كامل، ونورا، وهالة الصافي، وشيماء الشاذلي، وغيرهم كُثر.

لقد كان قرارهم صعبًا حقًّا؛ لأنه مصحوب بالتحدِّيات والأزمات، ولكنها الإرادة العظيمة، والصحوة المباركة، واليقين الراسخ الذي مزَّق حُجُب الأوهام الباطلة، والتخيلات المريضة، والمجد الفني الخادع.

لقد استطاع هؤلاء المؤمنون أن يتغلَّبوا - بفضل الله وتوفيقه - على أهواء النفوس، وحرصها على الشهرة والمجد، وأن ينتصروا على دواعي الخوف من الولوج في حياةٍ جديدة لَم يألفوها، وبيئة غريبة قد لا يجدون مكانًا فيها.

نعم، إنه قرار صعب، يقع فيه الإنسان في صراع نفسي طويل، وكأني بأحدهم يسمع داعيَ الله فيَهمّ بالإجابة، فتتراءى له صروح المجد الفنِّي قائلةً له: لمن تتركني؟ ويخطو في طريق الهدى، فتأتيه الدنيا في أبهى حُللها لتقول له: عُد إليَّ، فإن تركتني فلن أعود إليك، وينظر إلى السماء نظرة شوق واطمئنان، فتندفع أمام عينيه سحائب اللَّذَّة والمتعة لتقول له: إن فارقتني ظمئتَ واحترقت، ويرتشف قلبُه من شعاع الرحمة والأمل، فتَجِيش النفسُ ثائرة عاتبة لتقول: ابقَ في نعيم الفن فليس وراءَه إلا الجحيم.

نعم، إنها لتحدِّيات عظيمة، لكنها صغرت في أعين العظماء، وإنها لحبائل مُحكَمة، لكنها تمزَّقت بسيوف الإرادة، وإنها لدعوات مُسمِعة، لكنها خفتتْ أمام صوت اليقين.

فطوبى لإخواننا الذين هجروا أودية الفن، وهاجروا إلى الله، فانتقلوا من مهاوي الضلال والضياع، إلى معارج المغفرة والرضوان.

وأخيرًا نقول لجميع إخواننا الفنانين:
إن للفن رسالةً سامية حين ينطلق من مبادئ الإسلام وهَدْيه، فإذا خرج الفن عن رسالته، وتلوَّث بالخطايا عالَمُه، فالنجاةَ النجاة، فإن البكاء على عتبات التوبة أسهل من التردِّي في جهنم، يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ ولا بَنُون، إلاّ مَن أتَى اللهَ بقَلبٍ سَلِيم.

والحمد لله ربّ العالمين.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الفن.. الواقع والمأمول (ملخص أول)
  • التمثيل لعبة خطيرة أضاعت الكثير

مختارات من الشبكة

  • مكانة الفن غير الملتزم (الفن غير الإسلامي)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الفن الإسلامي ودوره في التواصل الحضاري بين الشعوب (الفن المعماري الإسباني نموذجا)(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • أضواء على كلمة الفن(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الفن أو أكذوبة الفن(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الفن للفن(مقالة - حضارة الكلمة)
  • فن المعاملات أو الإتيكيت(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الفن والجمال(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الفن الواقع والمأمول (جودة متوسطة)(كتاب - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • الفن الواقع والمأمول (جودة عالية)(كتاب - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • الفن الواقع والمأمول(كتاب - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب