• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مسابقة كاتب الألوكة الثانية   مسابقة الألوكة الكبرى لتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق   المسابقة الإلكترونية لجميع أفراد الأسرة   أنشطة دار الألوكة   مسابقة شبكة الألوكة (حياتنا توسط واعتدال)   أخبار الألوكة   إصدارات الألوكة   مسابقات الألوكة المستمرة   مسابقة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة ...
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    بيان شبكة الألوكة إلى زوارها الفضلاء حول حقوق ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    كلمة شكر وعرفان لشبكة الألوكة من أبي محمد فواز ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تهنئة بعيد الأضحى ١٤٤٠هـ
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في ظلال الألوكة
    د. سعد مردف
  •  
    بطاقة تهنئة بعيد الأضحى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    الألوكة وجامعة السويس ينظمان مؤتمرا دوليا بعنوان ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    نتائج مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    في حب الضاد شاركت الألوكة مجمع اللغة العربية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إذاعات مدرسية مكتوبة - شبكة الألوكة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    دار الألوكة للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    الألوكة.. لغة سماوية
    خالد يحيى محرق
  •  
    اللقاء الرمضاني السنوي لشبكة الألوكة في بلدة رغبة
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسابقة شبكة الألوكة: حياتنا توسط واعتدال
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ترشيح د. خالد الجريسي لانتخابات الغرفة التجارية
    محمد بن سالم بن علي جابر
شبكة الألوكة / الإصدارات والمسابقات / مسابقات الألوكة المستمرة / مسابقة الملخص الماهر / المواد الفائزة في مسابقة الملخص الماهر
علامة باركود

رسالة إلى الأخوات المسلمات (ملخص ثالث)

أسماء بدر محمد نوفل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/6/2012 ميلادي - 20/7/1433 هجري

الزيارات: 29909

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص رسالة
رسالة إلى الأخوات المسلمات
للشيخ جار الله بن عبدالله آل جار الله

الحمد لله ربِّ العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي أرسله الله رحمةً للعالمين، وحجةً على الخلائق أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، المتمسكين بسنته، والمهتدين بهديه إلى يوم الدين.
فهذا ملخَّص لرسالة إلى الأخوات المسلمات، فالله أسال أن ينفعنا وإياكم بها؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وجوب رعاية المرأة ومنعها من التبرج:
قال الله - تعالى -: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة: 282]، وقال - تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34].
إن من هاتين الآيتين الكريمتين يتبيَّن لنا مدى نقص المرأة في عقلها وتدبيرها وتصرفها، وأنها بحاجة إلى مسؤول يتولَّى القيام عليها وهو الرجل؛ لهذا وجب على الرجال رعاية النساء والقيام عليهن؛ لتكميل ما فيهن من نقص: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 228].
يقول الله - تعالى - لنساء نبيه: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن)) من مساجد الله، فكيف بخروجهن للأسواق؟ ويقول الله - عز وجل-: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} [النور: 60]، فكيف تكون الشابة التي هي محل الفتنة؟ ويقول الله - سبحانه وتعالى -: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، ويقول الله - سبحانه -: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور: 31]، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: ((صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)).
أفلا نتدارك ما وقع فيه كثيرٌ من النساء من مخالفة طريق أهل الإسلام، ونلزمهن بالسلوك السليم والصراط المستقيم؛ حتى يكون مجتمعنا مجتمعًا إسلاميًّا في رجاله ونسائه، في عباداته وأخلاقه.
فجدير بنسائنا أن يَلْزَمْنَ بيوتهن، وألا يَخرجن إلى الأسواق، وسيجدن ذلك ثقيلاً عليهن في أول الأمر، لكنهن سيألفن ذلك، ويسهل عليهن في النهاية، فيصرن ذوات الخدود، وربَّات الحياء، فإن على أولياء أمورهن من الرجال، أن يفطنوا لذلك، وأن يقوموا بما أوجب الله عليهم من رعاية وأمانة؛ حتى يصلح الله لهم الأمور.
مسؤولية رعاية المرأة:
قال الله - تعالى -: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 34]، فاعرفوا أيها الرجال، هذا الفضل وقوموا بحقِّه، لا تبخسوا أنفسكم حقَّها، وتنسوا الفضل، لا تغلبكم النساء على رجولتكم، ولا يلهينَّكم الشيطان عن رعاية أهليكم، ولا تشتغلوا بأموالكم عن قِيَمكم وأخلاقكم، والحفاظ على عوراتكم وشرفكم.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن المرأة تُقبل في صورة شيطان، وتُدبر في صورة شيطان))؛ رواه مسلم، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء))؛ متفق عليه.
خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - للنساء: ((استأْخِرن؛ فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق، عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلصق بالجدار، حتى إن ثوبها ليعلق به))، وقالت أم سلمة - رضي الله عنها - لما نزلت هذه الآية: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]: "خرج نساء الأنصار، كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سُود يلبسنها".
إن الكثير يتساءلون: على مَن تكون مسؤولية هذا التوسُّع في خروج النساء، أعلى الجهات الحكومية؟ أم على وجهاء البلد؟ أم على الولي المباشر؟ والحقُّ أن كلَّ واحدٍ سواء كان جهةً أم شخصًا، كل واحد عليه مسؤولية ذلك، ولكنها على الولي المباشر أكبر وأعظم وأقرب حلاًّ، إذا وفَّقه الله للقيام بمسؤوليته، إن على كل واحد أن يمنع زوجته وابنته وأخته، وكل مَن في كفالته أن تخرج إلى السوق، إلا من حاجة لا يمكنه أن يقضيها بنفسه عنها، وإذا خرجت، تخرج وعليها السكينة، وتخفي صوتها، وتحرص على أن يكون خروجها في الوقت الذي لا تزاحم فيه للرجال.
التحذير من فتنة النساء:
جعل الله - سبحانه وتعالى - الرجال قوَّامين عليهن؛ فقال - سبحانه -: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34]، فقوموا أيها الرجال، بما جعلكم الله قوَّامين به، ولا تبخسوا أنفسكم حقَّها، لا تغلبنكم النساء على رجولتكم، ولا يلهينكم الشيطان عن رعاية أهليكم، ولا تنشغلوا بأموالكم عن أولادكم، ولا بمكاسبكم عن أخلاقكم وشرفكم.
إن كثيرًا من النساء في هذا العصر قد لعب الشيطان بهن: بأفكارهن، وتصرفاتهن، وجَنَّبَهُنَّ طريق الهدى إلى طريق الهوى والردى، تخرج الواحدة منهن إلى السوق بدون حاجةٍ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بيوتهن خير لهن))، وتخرج الواحدة متزينةً بالثياب والحُلي ومتطيبةً، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن المرأة إذا استعطرت، فمرَّت بالمجلس، فهي كذا وكذا))؛ يعنى زانيةً؛ رواه الترمذي، وقال: "حسن صحيح"، وتخرج الواحدة منهن فتمشي في السوق مشية الرجل بقوة وجَلَد، وترفع صوتها كما يتكلم الرجل، وتزاحم كما يزاحم الرجل، وتخالط الرجال في السوق وعند الدكاكين، وكل هذا مخالف لهدي السلف الصالح.
إن ترك الحبل على الغارب للنساء، وإطلاق سراحهن، يخرجن متى شِئْنَ، وعلى أية كيفيَّة أَرَدْنَ، دون مبالاة ولا حياء من الله، ولا مراقبة له، إنه لمن أكبر أسباب الشر والفساد، وسقوط المروءة والأخلاق، والسمعة السيئة للبلاد، وحلول العذاب والعقاب؛ قال الله - تعالى -: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16]، وقال - تعالى -: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء))؛ متفق عليه.
لقد أصبحت مشكلة النساء مشكلةً خطيرةً، لا ينبغي تجاهلها أو السكوت عنها؛ لأنها إن بقيت على ما كانت عليه، فسيكون لها عاقبة وخيمة على البلد وأهلها أو سمعتها، أفلا يعقل المسؤولون عن أهليهم وعن بلادهم أنَّ على كل واحدٍ منهم مسؤولية أهله؟ أفلا يمكنه أن ينصح امرأته وبنته وأخته وذات قرابته، كما فعل رجال الأنصار حين نزلت سورة النور؟! ثم ألا يمكنه أن يمنع نساءه من الخروج إلا لحاجة لا بد منها؟! ويلزمها إذا خرجت ألا تخرج متبرجةً أو متطيبةً، ثم ألا يمكن مَن له بنات أو أخوات أو أقارب يدرسن، أن يحثهن على بث الوعي بين الطالبات، وتحذيرهن من التجوُّل في الأسواق، وخروجهن بالزينة؟! إن هذا كله ممكن ويسير، إذا صدق الإنسان ربَّه، وخلصت نيَّته، وقويت عزيمته.
فإذا حرصنا على منع أسباب الفتنة، من كثرة النساء في الأسواق وتبرجهن، وحرصنا على مقاومة من يلاحقونهن، وإجراء اللازم من تأديبهم، وقمنا في ذلك لله وبالله، مَثنى وفرادى، فسوف نلقى العون من الله - عز وجل - والخير الكثير.
التحذير من توسع النساء في التبرج:
يا رجال الإسلام، اذكروا هذه الأمانة العظيمة، واشكروا الله على هذه النعمة التي حباكم بها، وقوموا بها على الوجه الأكمل، اسمعوا قول ربِّكم: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 34]، لم يجعلكم الله قوَّامين عليهن، إلا لعلمه بقصورهن عقلاً ودينًا، لقد أكَّد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال في النساء: ((ما رأيت من ناقصات عقلٍ ودين، أذهب للبِّ الرجل الحازم من إحداكُنَّ)).
إن مشكلة النساء ليست بالمشكلة التي يُتهاون بها، وليست بالمشكلة الجديدة؛ إنها مشكلة عظيمة يجب الاعتناء بها ودراسة ما يقضي على أسباب الشر والفساد؛ إنها مشكلة الوقت كله قديمًا وحديثًا، لقد كانت مشكلة بني إسرائيل، وهي مشكلة هذه الأمة؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء))، وهذا الحديث ثابت في الصحيحين، يتضمَّن التحذير من هذه الفتنة العظيمة، والسعي في القضاء على أسباب الشر قبل أن يستفحلَ.
أيها المسلمون:
إن مشكلة النساء عندنا هذا الزمن في التبرُّج والاختلاط، والتسكُّع في الأسواق، وكل ذلك مما نهى الله عنه ورسوله، فالتبرُّج: أن تستشرف المرأة للرجال باللباس والزينة، والقول والمشية ونحو ذلك، مما تُظهر به نفسها للرجال، وتوجب لفت النظر إليها، ولقد قال الله - تعالى -: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، ولقد توسَّع النساء في التبرُّج باللباس، فصارت المرأة تلبس للسوق من أحسن اللباس، وتضع عليها عباءةً، ربما تكون قصيرةً لا تسترها، أو رهيفةً، أو ترفعها المرأة من أسفل جسمها؛ حتى يبين جمال ثيابها وزينتها، وربما شدت العباءة بيديها من فوق عجيزتها؛ حتى يتبيَّن حجمها، وكل هذا مما نهى الله عنه؛ لقد قال - تعالى -: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور: 31]. وإن من التبرُّج أن تخرج المرأة متعطرةً متطيبةً؛ فإن هذا خلاف أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((وليخرجن تفلات))؛ أي: غير متطيبات، وقال ((إذا خرجت إحداكن للمسجد، فلا تمس طيبًا))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن المرأة إذا استعطرت، فمرَّت بالمجلس، فهي كذا وكذا))؛ يعني زانية؛ رواه الترمذي، وقال: "حسن صحيح".
فإن هذا التبرُّج والثياب القصيرة والضيِّقة إنما صنعت تقليدًا لهم، وإن أعداءكم يعلمون أنهم لو دعوكم إلى الكفر ما كفرتم، ولو دعوكم إلى الشرك، ما أشركتم، ولكن يرضون منكم أن يهدموا أخلاقكم ودينكم من جهات أخرى، من جهة محقِّرات الذنوب التي يُحَقِّرونها في أعينكم، فتحقِّرونها وتواتونها، حتى تنزل بكم إلى النار؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم –: ((إن الشيطان قد أيس أن تعبدوا الأصنام في أرض العرب، ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك، بالمحقرات)) وهي الموبقات يوم القيامة، فاتقوا الله أيها المسلمون، ولا تنخدعوا بما يقدمه لكم أعداؤكم؛ إنكم الآن على مُفترق طُرق، فتحت عليكم الدنيا، وانهال عليكم الأعداء، قَدِم البعض منهم إلى بلادكم بعاداتهم السيئة، وتقاليدهم المنحرفة، وسافر البعض منكم إلى بلادهم، وشاهدتموهم في وسائل الإِعلام: في الصحف والتليفزيون، فإما أن يكون في دينكم صلابة تتحطم عليها مكايد الأعداء، وفيكم قوة الشخصية الإسلامية، فلا تقتدوا بهم، ولا تغتروا بهم وتمسكوا بما كان عليه أسلافكم الصالحون، فتنالوا خير الدنيا والآخرة، وإما أن يكون الأمر بالعكس: لين في الدنيا وضَعف في الشخصية، وانهيار أمام المثيرات، فتبوءون بالصفقة الخاسرة؛ {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15].
التحذير من بعض ملابس النساء:
لقد شاع عند بعض الناس، وهان عليهم أن يلبسوا بناتهم لباسًا قصيرًا، أو لباسًا ضيِّقًا، يُبيِّن مقاطع الجسم، أو لباسًا خفيفًا يصف لون الجسم، وإن الذي يلبس بناته مثل هذه الألبسة، أو يقرهنَّ عليها، فإنما يلبسهن لباس أهل النار؛ كما صحَّ ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -حيث قال: ((صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن رائحتها، وإن ريحها ليوجد من مسافة كذا وكذا))، هل ترضى لابنتك أن تعرضها كما تُعرض السلع مجَمَّلةً فاتنةً، يتعلَّق بالنظر إليها كلُّ سافل رذيل؟! هل ترضى أن تخرج عن عادات أسلافك التي هي من آداب القرآن والسُّنَّة إلى عادات قوم أخذوها من اليهود والنصارى والوثنيين وعابدي الطبيعة؟! أما علمت أن هؤلاء القوم الذين غرقوا في بحر هذه المدنيَّة الزائفة، واكتسوا بهذه الأكسية العارية، أما علمت أنهم الآن يَئِنُّون من وطأتها، وأنهم يتمنون في كل نفَسٍ الخلاص من رجسها؛ لأنهم عرفوا غايتها، وجنوا ثمراتها، وبئس الغاية ما وصلوا إليه، وبئس الثمرة ما جنوا لأنفسهم؟!
لكن كيف نستطيع مقاومة تلك الألبسة؟ إننا نستطيع ذلك بأن يتأمل الإنسان بنظر العقل والإنصاف إلى منافع هذه الألبسة، ولا منفعة فيها، وإلى مضارها، فإذا اقتنع من مضارها مَنَعَ منها أهله وأقاربه الذين يستطيع أن يمنعهم، وينصح إخوانه بني وطنه عن لبسها، ويشينها في نفوس البنات الصغار، ويستعيبها عندهن؛ لتتركَّز في نفوسهن كراهة هذه الألبسة وبغضها؛ حتى يرين أن من لبسها، فهو معيب.
ويقول بعض الناس: إن هذه البنت صغيرة ولا حكم لعورتها، وهذه العلة ليست بموجبة للإباحة؛ وذلك لأن البنت إذا لبستها وهي صغيرة، ألفتها وهي كبيرة، وإذا لبستها وهي صغيرة، زال عنها الحياء وهان عليها انكشاف فخذيها وساقيها؛ لأن هذه المواضع من البدن كانت مستورةً من أول الأمر، فإن المرأة تستعظم كشفها عند كِبَرِها، وإذا كانت مكشوفةً من أول الأمر، لم يكن عظيمًا في نفسها كشفها فيما بعد، وهذا أمر معلوم بالعادة والحس: أن الإنسان إذا اعتاد شيئًا، هان عليه.
وقد شاع عند بعض النساء أن تلبس العباءة وتحتها ثياب جميلة، ثم ترفع العباءة إلى نصف بدنها، فتبين ثيابها، ويحصل التبرُّج المنهي عنه، ولقد بيَّن الله في كتابه العزيز أن التبرُّج من الرجس؛ فإن الله لَمَّا نهى أمهات المؤمنين عنه، قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33].
حكم السفور والحجاب:
من الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، إلى من يراه من المسلمين، ملخصها:
اتقوا الله أيها المسلمون، وخذوا على أيدي سفهائكم، وامنعوا نساءكم مما حرَّم الله عليهنَّ، وألزموهن التحجُّب والتستُّر، واحذروا غضب الله - سبحانه - وعظيم عقوبته؛ فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إن الناس إذا رأوا المنكر، فلم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعقابه))، وقد قال الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78 - 79]، وفي المسند وغيره عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي تلا هذه الآية، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطرًا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم))، وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع، فبلسانه، فإن لم يستطع، فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))، وقد أمر الله - سبحانه - في كتابه الكريم بتحجُّب النساء، ولزومهن البيوت، وحذَّرهن من التبرُّج والخضوع بالقول للرجال؛ صيانةً لهن عن الفساد، وتحذيرًا لهن من أسباب الفتنة؛ فقال - تعالى -: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 32 - 33].
فيا معشر المسلمين:
تأدبوا بتأديب الله، وامتثلوا أمر الله، وألزموا نساءكم بالتحجُّب، الذي هو سبب الطهارة، ووسيلة النجاة والسلامة؛ وقال - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59].
وقال - تعالى -: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 30 - 31]، فإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب العطب والعذاب في الدنيا والآخرة.
ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من الفساد والفتنة، وقد تقدَّم قوله - تعالى -: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53]، ولم يستثن شيئًا، وهي آية محكمة، فوجب الأخذ بها، والتعويل عليها، وحمل ما سواها عليها، والحكم فيها عام في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهن من نساء المؤمنين.
ومن أعظم أسباب الفساد: خلوة الرجال بالنساء، وسفرهم بهن من دون محرم، وقد صحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، ولا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأة، إلا ومعها ذو محرم))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يَبيتنَّ رجلٌ عند امرأة، إلا أن يكون زوجًا أو ذا محرم))؛ رواه مسلم في "صحيحه".
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ربَّ كاسية في الدنيا، عارية في الآخرة))، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من تشبَّه بقوم، فهو منهم))، ومعلوم ما يترتب على هذا التشبُّه، وهذه الملابس القصيرة التي تجعل المرأة شبه عارية، من الفساد، والفتنة، ورقة الدين، وقلة الحياء. فالواجب: الحذر من ذلك غاية الحذر، ومنع النساء منه، والشدة في ذلك؛ لأن عاقبته وخيمة، وفساده عظيم، ولا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغار؛ لأن تربيتهن عليه، يفضي إلى اعتيادهن له، وكراهتهن لما سواه إذا كبرن، فيقع بذلك الفساد والمحذور والفتنة المخوفة، التي وقع فيها الكبيرات من النساء.
الواجب على جميع المسلمين - ولا سيِّما أعيانهم وكبارهم، وبالأخص أولياء النساء وأزواجهن - إنكار هذا المنكر والغلظة فيه والشدة على من تساهل في ذلك؛ لعلَّ الله - سبحانه - يرفع عنا ما نزل من البلاء، ويهدينا ونساءنا إلى سواء السبيل، وصح عن النبي- صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ما بعث الله من نبي، إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته، ويهتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوفٌ، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده، فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه، فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه، فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)).
بعض آداب خروج المرأة من البيت:
الأصل للمرأة أن تجلس في البيت؛ قال الله - تعالى -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 33]، وقال الله - تعالى -: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].
وقد حدد الإسلام خروج المرأة من البيت للحاجة الماسة بشروط منها:
1- الخروج للحاجة، لا للهو وإضاعة الأوقات؛ كما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((أُذن لكن في الخروج لحاجتكن))؛ رواه البخاري، ومسلم.
2- الخروج بإذن الزوج، أو الولي: من الأب أو الأم أو الأخ والعم، ولقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أيما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها، كانت في سخط الله - تعالى - حتى ترجع إلى بيتها، أو يرضى عنها زوجها))؛ هذا الحديث عن أنس بإسناد ضعيف.
3- أن تطيل المسلمة لباسها إلى أن يستر قدميها، وأن تسبل خمارها على رأسها، فتستر عنقها، ونحرها، وصدرها، ووجهها.
4- وأن تغض من نظرها في سيرها، فلا تنظر هنا وهناك لغير حاجة، وإذا احتاجت إلى محادثة الرجال، تتحدث إليهم بعادي الكلام، فلا تلين بصوتها، ولا تخضع به؛ لئلا يطمع فيهن مَن في قلبه مرض.
5- ترك التعطُّر، واستعمال أدوات الزينة.
6- تمشي متواضعةً في أدب وحياء، ولا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة، فيسمع قرع حذائها.
7- لا ترفع النقاب عن وجهها في الطريق والأسواق، ومجامع الرجال، إلا أن تضطرها إلى  ذلك حاجةٌ، وعلى قدر تلك الحاجة.
8- وإذا دخلت على صديقة لها تزورها، فلا تضع ثمنة ثيابها؛ فقد يكون في البيت رجل يتلصص، أو يكون في المجلس امرأة سوء، فتصفها لمن يرغب فيها، ولا ريب أنه يحرم على المرأة أن تصف امرأة؛ فقد يدعو ذلك إلى الإثم؛ كما صح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا تباشر المرأةُ المرأةَ، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها)).
9- ولا تسافر سفر يوم وليلة إلا مع ذي محرم لها؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يحل لامرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة، إلا مع ذي محرم عليها، وهو زوجها أو من تحرم عليه))؛ متفق عليه.
ما ينبغي أن يحذره المسلم والمسلمة:
قال - تعالى -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 33]، نهى - سبحانه - في هذه الآيات نساءَ النبي، أمهات المؤمنين، وهن خير النساء، وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال، وأمرهن أن يلزمن البيوت، ونهاهن عن التبرُّج؛ لما في ذلك من الفساد العظيم، والفتنة الكبيرة، وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا، وإذا كان الله - سبحانه - يحذِّر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن، فغيرهن أولى وأولى بالتحذير والإنكار، والخوف عليهن من أسباب الفتنة، وقال - عز وجل -: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53]، فاتقوا الله أيها المسلمون، وخذوا على أيدي نسائكم، وامنعوهن مما حرَّم الله عليهن من السفور والتبرُّج، وإظهار المحاسن والتشبُّه بأعداء الله من النصارى واليهود، واعلموا أن السكوت عنهن هو مشاركة لهن في الإثم؛ إنه لا يجوز خلوة الرجال مع المرأة، ولو كان أخا زوجها، فكيف يخلو بها صاحب المعرض المستر؟! لقد احتاط الإسلام للمرأة من الأقارب، وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - مخالطة القريب كالموت، حين قال: ((إياكم والدخول على النساء))، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: ((الحمو الموت))؛ رواه البخاري، والحمو هو أخو الزوج وأقاربه، كابن العم ونحوه، فإذا كان أقارب الزوج موتًا وهلاكًا للمرأة، فكيف بالأجنبي؟! وكذلك التساهل في اختلاط الفتيان بالفتيات، وإتاحة المجال للخلوة في البيت، لقد حذَّر الرسول - صلى الله عليه وسلم -من الخلوة، فقال: ((لا يَخْلُو رجلٌ بامرأة، إلا كان ثالثهما الشيطان))؛ رواه الترمذي. كذلك حذَّر - عليه أفضل الصلاة والتسليم - من مس يد امرأة لا تحل له، فقال: ((لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمس امرأةً لا تحل له))؛ رواه الطبراني والبيهقي.
وأما ما عليه النساء اليوم من وضع المكياج، والمناكير، والمساحيق، وتلويث أظافيرها، وغير ذلك من التغيُّر الواضح، ولا أدري لماذا لم يعجبهن خلق الله - تعالى - ولقد قال - سبحانه -: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، فهذه الظالمة لنفسها التي عرفت الحقَّ ورأت نورًا، ثم عصت الله على علم، وتغافلت عن أمره على فَهْم، تلك التي ينطبق عليها قول الله - تعالى -: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: 23].
فيا لهذه المتبرجة من ضالة غافلة، تبيع الجنة بثمن بخس، وتشتري الجحيم بثمن غالٍ! فكونوا من الذين ينطبق عليهم قولة - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]، وقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((الرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، وكذلك المرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها)).
فاتقوا الله، أيها المسلمون، وامنعوا نساءكم مما حرم الله عليهن، وألزموهن التحجُّب، وإن المرأة أيها المسلم في كل اتجاهاتها عورة، وإكرام العورة سترها، واحذروا غضب الله - تعالى - وانظروا ماذا فعل الله ببني إسرائيل حينما أهملوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فاستحقوا الطرد واللعن والغضب؛ بسبب تركهم النهي عن المنكر والأمر بالمعروف، وتعاونوا على البر والتقوى، وتواصوا بالحق والصبر عليه، وهو - سبحانه - مع الصابرين.
بيان معصية التبرُّج والاختلاط، وعقوبة من فعل ذلك أو أوصى به:
روى الإمام أحمد، وابن حِبَّان، والحاكم، واللفظ له، عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر، حتى يأتوا على أبواب مساجدهم نساؤهم، كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، الْعنوهن؛ فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم أمة من الأمم، لخدمهم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم))"، وروى الدارمي في "سننه"، عن أبى موسى: ((أيما امرأة استعطرت، ثم خرجت، فيوجد ريحها، فهي زانية، وكل عين زانية))، وروى الترمذي، وابن خزيمة، وابن حِبَّان، عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المرأة عورة، فإذا خرجت، استشرفها الشيطان))، وروى ابن ماجه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناس، انهوا نساءكم عن لبس الزينة والتبختر في المسجد؛ فإن بني إسرائيل لم يلعنوا حتى لبست نساؤهم الزينة، وتبخترن في المساجد)).
ويجب على كل مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر ألا تسافر إلا مع ذي محرم منها، ويجب عليها أن تبتعد وتحذر من الخلوة بالرجل الذي ليس من محارمها.
ويحرم على الرجال النظر إلى غير محارمه لغير عذر، فيجب على المسلم أن يحذر ذلك، ويحاذر على محارمه من الوقوع فيه؛ لأن النظر سهم مسموم من سهام إبليس، وفي الحديث المتفق عليه: ((كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنَّى، ويصدِّق ذلك الفرج أو يكذبه)).
الأمر بالحجاب والنهى عن السفور:
فمن أدلة الأمر بالحجاب: قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59].
قال ابن عباس في هذه الآية: "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة، أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينًا واحدة".
وقال ابن سيرين: "سألت عبيدة عن هذه الآية، فرفع ملحفةً كانت عنده، فتقنَّع بها، وغطَّى رأسه كله، حتى بلغ الحاجبين، وغطَّى وجهه، وأخرج عينه اليسرى".
أما ما يُروى من تفسير ابن عباس - رضي الله عنه - قوله - تعالى -: {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31]، بالوجه واليدين، فقد أجاب عنه شيخ الإسلام ابن تيميَّة في رسالة الحجاب: "بأن ابن عباس ذكر في هذا التفسير ما كان عليه الأمر قبل نزول آية الحجاب المذكورة آنفًا، فلما نزلت، نسخ ذلك وحرَّم عليها إظهار ما سوى الثياب".
ومن الأدلة القرآنية على الحجاب: قوله - تعالى -: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31].
فالوجه أعظم زينة في المرأة، وقوله - تعالى - في حقِّ أمهات المؤمنين: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].
فوجه الاستدلال أن أمهات المؤمنين - وهُنَّ القدوة الحسنة في طهارة القلب والصلاح - لا يسألهن الصحابة، وكلهم عدول متاعًا، إلا من وراء حجاب بأمر الله لهم؛ لما في ذلك من طهارة لقلوبهم وقلوبهن، فإذا كان هذا الأمر في حقِّ أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف به في حق نساء اليوم ورجاله؟! ومن الأحاديث: ما رواه أبو داود، والترمذي، حديث حسن صحيح: أن أم سلمة قالت: "كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم – ((احتجبا منه)) فقلنا: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال: النبي - صلى الله عليه وسلم - ((أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟))"، وروى أبو داود في "سننه"، في باب المحرمة  تغطِّي  وجهها، عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "كان الركبان يمرون بنا، ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرمات، فإذا حاذونا، سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه"، وروى الحاكم في "مستدركه" بسند على شرط الشيخين، عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - أنها قالت: "كنا نغطِّي وجوهنا من الرجال، وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام"، فوجه الاستدلال هو: إذا كانت أم المؤمنين وأختها يخبران عن تحفظهما، وتحفُّظ النساء عن نظر الرجال الأجانب إليهن في حال الإحرام، حتى إنهن يغطِّين وجوههن، مع أن إحرام المرأة في وجهها ويديها، وإذا كانت تغطية المرأة وجهها في حال رؤية الرجال معفوًّا عنها، مع أن التغطية في الحال التي لا يراها فيها الرجال محظور من محظورات الإحرام، فإن هذا فيه دليل على لزوم الحجاب، وفي قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سُئل: ما يلبس المحرم؟ في الحديث الذي رواه البخاري في "صحيحه" عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: ((ولا تنتقب المرأة، ولا تلبس القفازين))، في هذا القول دليل على أن النساء كن يستعملن النقاب والقفازين؛ لستر وجوههن وأيديهن؛ ولذا قال أهل التحقيق: "إن الحجاب واجب في غير الإحرام، فلا يجوز للمرأة أن تظهر وجهها ولا يديها للرجال الأجانب، وإذا كانت محرمة، فلا تحتجب إلا إذا رأت رجالاً ليسوا من محارمها، فإنها تحتجب ولا شيء عليها؛ لفعل أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن.
وأما ما يُروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأسماء بنت أبي بكر: ((يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا))، وأشار إلى وجهه وكفيه، فهذا الحديث أعلَّه أبو داود في "سننه"، وأبو حاتم بالإرسال، وأعلَّه ابن التركماني في "الجوهر النقي" بعلةٍ أخرى هي: أنه من رواية الوليد بن مسلم، وهو مدلس، وضعَّفه النسائي، وقال ابن حبان: "فاحش الخطأ".
من أحكام الحيض والاستحاضة والنفاس:
المرأة إذا فقدت العادة، عملت بالتمييز الصالح، فتارة يكون الدم أسود ثخينًا منتنًا، وتارة يكون أحمر رقيقًا غير منتن، فيكون حيضها زمن الأسود الثخين المنتن، وما عداه فهو استحاضة، والاستحاضة: سيلان الدم في غير موضعه، فإذا أطبق عليها الدم على هذه الحال، فإنها تفعل العبادة فيه من صوم، وصلاة، وقراءة قرآن، وغير ذلك، ولا تقضي، وإذا فقدت العادة، ولم يكن لها تمييز، فإنها تجلس غالب الحيض، ستة أيام أو سبعة أيام كل شهر، ثم تصلي وتصوم.
وأما الحائض، فلها أحكام: منها إذا حاضت بعد دخول الوقت، قضت هذا الوقت الذي حاضت بعد دخوله إذا طهرت، ومنها أنها إذا طهرت قبل غروب الشمس، فإنها تصلي الظهر والعصر، وإذا طهرت قبل طلوع الفجر، صلت المغرب والعشاء، وإذا طهرت قبل طلوع الشمس، صلت الفجر فقط، ومنها أنها إذا طهرت قبل طلوع الفجر ولو بشيء يسير، تسحَّرت ونوت الصوم، ولو لم تغتسل إلا بعد طلوعه، فصومها صحيح، ومنها أنها إذا أحست بانتقال الدم من محله قبل غروب الشمس، قضت ذلك اليوم، ولو لم يخرج إلا بعد الغروب، ومنها أنها إذا حصل لها طُهر في أثناء عادتها وصامت فيه، ثم عاودها الدم في العادة، فصومها صحيح، ولا تقضي، مثل أن تكون عادتها ثمانية أيام، فترى أربعة أيام دمًا، ثم ترى طُهرًا تامًّا في الخامس والسادس، فعليها أن تصوم هذين اليومين، فإن عاودها الدم في السابع والثامن، لم يؤثِّر وصومها في الخامس والسادس صحيح كما تقدَّم، لكن الطهر التام: هو أن ترى البياض الذي لو جعلت فيه قطنةً لم تتغيَّر.
وأما النفساء فمتى رأت الدم بعد الولادة أو قبلها بيوم أو يومين بأمارة، فإنها تترك العبادة ويكون ما قبل الولادة حكمه حكم النفاس بشرطه،ومتى طهرت بعد الولادة بعشرة أيام أو أقل أو أكثر، وجب عليها أن تتطهَّر وتفعل العبادات: من صوم، وصلاة، وغيرهما، ولا تقضي، فإن عاودها الدم في الأربعين، فحكمه حكم النفاس على الصحيح تترك له العبادة، وأما صومها قبله فهو صحيح، ولا تقضيه كما تقدَّم، وأما إذا عاودها الدم بعد الأربعين، فإن وافق عادةً، فهو حيض، وإن لم يوافق عادةً، فهو دم فاسد تصلي فيه، وتصوم، ولا تقضي، والغسل واجب على كل واحدة من الحائض والنفساء، إذا انقطع الدم على الفور، ووافق وقت صلاة، وأما المستحاضة: وهي التي أطبق عليها الدم، ودام في غير العادة، وقد تقدَّم حكمها، ولكن يجب عليها أن تتوضَّأ لكل صلاة، ويستحب لها أن تغتسل لكل صلاة، ويجوز لها أن تجمع بين الصلاتين، بأن تؤخِّر الظهر، وتعجِّل العصر وتجمع، وتؤخِّر المغرب، وتعجِّل العشاء وتجمع للمشقة، فإن كثر الدم عليها، فلها أن تعصب المحل عند الصلاة وتصلي، فإن ظهر دم لم تلتفت إليه؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((وإن قطر الدم على الحصير))، وصلاتها صحيحة، وكذلك من كان فيها حمل ورأت الدم، فإن حكمها حكم المستحاضة في فعل العبادات، تصوم وتصلي ولا تقضي، والمرأة التي فيها العوار كذلك إذا تحققت أنه لم يسقط، فإنها تفعل العبادات، لكن إن سقط منها شيء، وتبيَّن فيه خَلق الإنسان ولو خفيًّا، فإن حكمها حكم النفساء، تترك العبادات، وإن لم يكن فيه خلق إنسان، فحكمها حكم المستحاضة، تصوم وتصلي وتفعل العبادات.
بيان ما يلزم المحدة على زوجها من الأحكام:
أولاً: تلزم بيتها الذي مات زوجها وهي ساكنة فيه، ولا تخرج منه إلا لحاجة أو ضرورة.
ثانيًا: تجنُّب الملابس الجميلة، وتلبس ما سواها.
ثالثًا: تجنب أنواع الطيب ونحوها إلا إذا طهرت من حيضها، فلا بأس أن تتبخَّر بالبخور.
رابعًا: تجنب الحُلي من الذهب والفضة والماس وغيرها.
خامسًا: تجنب الكحل؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى المحدِّة عن هذه الأمور.
خطورة الاختلاط:
من أكبر الأسباب الميسِّرة للفاحشة، وأخطر من ذلك الخلوة بالمرأة غير المحرم، فإن في ذلك مدخلاً للشيطان؛ لقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأة، إلا كان الشيطان ثالثهما))، وذلك يحدث اليوم كثيرًا في بيوت المسلمين، الذين اتَّخذوا الخادمات الأجنبيَّات عن الأسرة، وهناك نوع آخر من الاختلاط، وهو اتِّخاذ الخدم الرجال، والسائقين الأجانب؛ لذلك يقول الله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27]، كما نحذِّر المسلمين من خلط الذكور والإناث بعد التمييز - ولو كانوا إخوةً - في المضاجع؛ فقد أمر - صلى الله عليه وسلم - بالتفريق بينهم في المضاجع.
صفات نساء الجنة وصفات نساء النار:
قال - تعالى -: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 32 - 33]، فلا تزاحمي الرجال الأجانب، ولا تكثري من الخروج بلا حاجة، وإذا خرجتِ لحاجة، فاخرجي محتشمةً.
والتبرُّج: هو إظهار شيء من الزينة، سواء زينة الجسم أو زينة الملابس، فإخراج الذراع من شق العباءة تبرُّج، وكذلك إخراج جزء من الساقين، أو النحر، أو الشعر، أو لبس الملابس الضيِّقة، مثل "البنطلون"، أو الشفافة، وكذلك الذهب والطيب، وسائر الزينة أمام غير المحارم - تبرُّج.
أما نساء النار، فقد وصفهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: ((ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها)).
قوا أنفسكم وأهليكم نارًا:
قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
يجب على كلِّ ربِّ أسرة أن يجعلها نُصْب عينيه، يسير عليها في سيرته مع أهله وتعليمه وتربيته لهم؛ فالمرأة مهما كانت متعلمةً، فهي بحاجة إلى عناية الرجل ورعايته، وتعاهده لها بالأمر والنهي، والمؤمنة إذا وُجهت وعرفت الحق، لم يسعها الخروج عنه، ولو علمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمَّى النظر إلى الأجنبيَّة زِنًا، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر)).
حكم مصافحة المرأة الأجنبية التي ليست من محارمك:
- قالت الصحابيَّة الجليلة أميمة بنت رقيقة وصاحباتها، لما أردن مبايعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمصافحة: "هلمَّ نبايعك يا رسول الله، قال: ((إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة، كقولي لامرأة واحدة))، وقد جاء في بعض طُرق الحديث: "يا رسول الله: ألا تصافحنا، قال: ((إني.... إلخ)).
- وقالت عائشة بنت الصديق - رضي الله عنهما -: "ولا والله ما مست يده - صلى الله عليه وسلم -  يد امرأة قط في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله: قد بايعناك على ذلك".
- وقال عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما -: "كان لا يصافح النساء في البيعة".
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد، خير من أن يمس امرأة لا تحل له))، ولا شك أن هذه العادة من العادات السيِّئة، فالواجب تركها، يكفي السلام بالكلام من غير مسٍّ ولا تقبيل، وفيما شرع الله وأباح غنية عما حرَّم وكره؛ قال - تعالى -: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ} [النور: 31]، وقال - تعالى - في سورة الأحزاب: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].
خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله:
فإن الدعوة إلى نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال أمر خطير جدًّا، له تبعاته الخطيرة وثمراته الْمُرَّة، وعواقبه الوخيمة رغم مصادمته للنصوص الشرعية، التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها، والقيام بالأعمال التي تخصُّها في بيتها ونحوه.
إن اقتحام المرأة لميدان الرجال الخاص بهم يعتبر إخراجًا لها عن تركيبتها وطبيعتها، وفي هذا جناية كبيرة على المرأة، وقضاء على معنوياتها، وتحطيم لشخصيتها، ويتعدَّى ذلك إلى أولاد الجيل من ذكور وإناث، إلا أنهم يفقدون التربية والحنان والعطف، فالذي يقوم بهذا الدور وهو الأم، قد فصلت منه وعزلت تمامًا عن مملكتها التي لا يمكن أن تجد الراحة والاستقرار والطمأنينة إلا فيها، وواقع المجتمعات التي تورَّطت في هذا، أصدق شاهد على ما نقول، فترك واجبات البيت من قِبَل المرأة يعتبر ضياعًا للبيت بمن فيه، ويترتب عليه تفكُّك الأسرة حسيًّا ومعنويًّا، وعند ذلك يصبح المجتمع شكلاً وصورةً لا حقيقةً ومعنى.
قال الله - جل وعلا -: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34]، والكتاب والسُّنة دلاَّ على تحريم الاختلاط، وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه؛ قال الله - جل وعلا -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 33 - 34].
وقد يتعلق بعض دعاة الاختلاط ببعض ظواهر النصوص الشرعية، التي لا يدرك مغزاها ومرماها إلا من نوَّر الله قلبه، وتفقَّه في دين الله، وضمَّ الأدلة الشرعية بعضها إلى بعض، وكانت في تصوُّره وحدة لا يتجزأ بعضها عن بعض، ومن ذلك خروج بعض النساء مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بعض الغزوات، والجواب عن ذلك أن خروجهن كان مع محارمهن لمصالح كثيرة، لا يترتب عليه ما يخشى عليهن منه من الفساد؛ لإيمانهن، وتقواهن، وإشراف محارمهن عليهن، وعنايتهن بالحجاب بعد نزول آيته، بخلاف حال الكثير من نساء العصر، ومعلوم أن خروج المرأة من بيتها إلى العمل، يختلف تمامًا عن الحالة التي خرجن بها مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الغزو، فقياس هذه على تلك يعتبر قياسًا مع الفارق، وأيضًا فما الذي فهمه السلف الصالح من هذا، وهم لا شك أدرى بمعاني النصوص من غيرهم، وأقرب إلى التطبيق العملي بكتاب الله وسنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فما هو الذي نقل عنهم على مدار الزمن؟ هل وسعوا الدائرة كما ينادى دعاة الاختلاط، فنقلوا ما ورد في ذلك إلى أن تعمل المرأة في كل ميدان من ميادين الحياة مع الرجال، تزاحمهم ويزاحمونها، وتختلط معهم ويختلطون معها؟ أم أنهم فهموا أن تلك قضايا معينة لا تتعداها إلى غيرها؟ ولاختلاط المرأة مع الرجل في ميدان العمل تأثير كبير في انحطاط الأمة وفساد مجتمعها كما سبق؛ لأن المعروف تاريخيًّا عن الحضارات القديمة الرومانيَّة واليونانيَّة ونحوهما، أن من أعظم أسباب الانحطاط والانهيار الواقع بها: خروج المرأة من ميدانها الخاص إلى ميدان الرجال ومزاحمتهم؛ مما أدى إلى فساد أخلاق الرجال وتركهم لما يدفع بأمتهم إلى الرقي المادي والمعنوي، وانشغال المرأة خارج البيت يؤدي إلى بطالة الرجل، وخسران الأمة بانحلال الأسرة، وانهيار صرحها، وفساد أخلاق الأولاد، ويؤدي إلى الوقوع في مخالفة ما أخبر الله به في كتابه من قوامة الرجل على المرأة، وقد حرص الإسلام أن يبعد المرأة عن جميع ما يخالف طبيعتها، فمنعها من تولي الولاية العامة، كرئاسة الدولة، والقضاء، وجميع ما فيه مسؤوليات عامة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة))؛ رواه البخاري في "صحيحه".
الأخلاق الحميدة للمرأة المسلمة الرشيدة:
في هذا الزمان، لما ضعف من بعض النساء الإيمان، زِدن في الخلاعة والتبرُّج على تكشُّف العجم والنصارى، وعلى تبرُّج الجاهلية الأولى، وكلما ضعف دين المرأة، وفسد خلقها، أوغلت في التبرُّج، وأخلاق التفرنج؛ لأنها ناقصة عقل ودين، ومشبهة عقولهن بالقوارير، وقد ابتلي بهذا الشباب الطائش، الذين يفتخر أحدهم بخلاعة زوجته، وتبرُّجها في الأسواق بزيِّها المزري، لا يثنيها وجل، ولا يلويها خجل، وربما ذهب بها إلى أصدقائه من الأغيار؛ ليمتعهم بالنظر إليها ونظرها إليهم، ويربط الصداقة بينها وبينهم، فيوقعها في الفتنة والافتتان بها، وهذا غاية في سقوط المروءة وذهاب الحياء والغيرة، لا يصدر مثله إلا من شخص مهين، عديم المروءة والدين.
فيقول الشاعر معبرًا عن هذة الحالة من الهوان:
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الْهَوَانُ عَلَيْهِ        مَا   لِجُرْحٍ   بَمِيِّتٍ   إِيْلاَمُ

ويقول آخر:
إِنَّ الرِّجَالَ  النَّاظِرِينَ  إِلَى  النِّسَا        مِثْلُ  السِّبَاَعِ  تَطُوفُ   بِاللُّحْمَانِ
إِنْ لَمْ تَصُنْ تِلْكَ اللُّحُومَ أُسُودُهَا        أُكِلَتْ  بِلاَ  عِوَضٍ   وَلاَ   أَثْمَانِ

فحذار حذار أن تكنَّ من نساء أهل النار، الذين وصفهن رسول الله بأنهن الكاسيات العاريات، المائلات المميلات، لا يجدن عَرْف الجنة - يعني ريحها - فللمسلمة دينها وسترها، وللكافرة خلاعتها وكفرها: {وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} [البقرة: 221].

 

إن في كتاب الله لأعظم مزدجر عن عمل كل منكر؛ يقول الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59]، وفي الآية الأخرى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، وفي الآية الأخرى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 33] إلى قوله: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 34]، فهذا والله الخطاب اللطيف والتهذيب الظريف، يأمر الله نساء نبيه، ونساء المؤمنين بالتَّبَع بأن يقرن في بيوتهن؛ لأن أشرف حالة المرأة أن تكون قاعدةً في قعر بيتها، ملازمةً لمهنتها من خياطتها، أو كتابتها وقراءتها، أو خدمة بيتها وعيالها، لا يكثر خروجها واطلاعها.

وقد وصف الله نساء أهل الجنة بما تتصف به الحرائر العفائف في الدنيا، فوصفهن بالبيض المكنون، ووصفهن بالمقصورات في الخيام، ثم قال: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب: 34]، وهذه الآية تعتبر من أقوى الدلائل على تعلُّم المرأة لأحكام الكتاب والسُّنة، وسائر العلوم الشرعية؛ إذ هي كالرجل في ذلك، ولأن العلم الصحيح النافع يكسبها جميل الأخلاق والآداب، ويرقيها إلى الشرف والكمال؛ {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وقد كان لنساء الصحابة والتابعين من هذا العلم الحظ الأوفر، والنصيب الأكبر، فمنهن المحدثات، ومنهن الفقيهات، وللعلماء مؤلفات في أخبار علوم النساء، لا يمكن حصرها في هذا المختصر، وحتى المصاحف ذات الخط الجميل في الشام والعراق، تقع غالبًا بخط النساء، وكثير منهن يوصفن بالنبوغ والبلاغة غير المتكلفة، ونحن نشير إلى طرف يسير منها.

 

ومن ذلك أن عائشة أم المؤمنين كان الصحابة يسألونها من وراء حجاب عمَّا يشكل عليهم من الأحاديث، وتفسير الآيات، وعن الأحكام، وأمور الحلال والحرام، وكانت تستدرك على الصحابة كثيرًا من القضايا، وهي معدودة من حُفَّاظ الصحابة الذين أكثروا من الأحاديث عن رسول الله.

 

إن الأصل في التعلُّم الصحيح هو إصلاح النشء بتربية الأخلاق والآداب الدينية، بما يجعل المرأة صالحةً مصلحةً، ثم تعلم العلوم النافعة؛ لأن الغرض من تعليم البنات هو تربية أنفسهن وتهذيب أخلاقهن على المحافظة على الفرائض والفضائل، واجتناب منكرات الأخلاق والرذائل، وهن أقبل الناس لتعليم الدين والأخلاق والخير، وفيهن أتم الاستعداد للاستماع والاتباع، لو وقفن للمعلمين والمعلمات المرشدين الصالحين يهدون بالحق وبه يعدلون.

 

دين الإسلام يعلمهن فضيلة الستر والعفاف، وفضيلة التواضع في المأكل واللباس، وينهى عن المغالاة فيما يسمى الكماليات، مما يعد خارجًا عن الضروريَّات، ويأمر بالاقتصاد في النكاح، وينهى عن المغالاة في المهور؛ يقول: ((إذا خطب إليكم من ترضون دينه وأمانته، فزوجوه، إلا تفعلوا، تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير))، ويأمر بالاقتصاد في النفقة بحسن التدبير، وينهى عن الإسراف والتبذير، ويأمر بالتودُّد إلى الأرحام والجيران، وحسن معاشرة الناس بالإحسان وبإفشاء السلام، وطيب الكلام، وينهى عن إطلاق اللسان باللعن والسب، ويأمرها برعاية حقوق زوجها، وحسن صحبته ومعاشرته، ولزوم طاعته بالمعروف، وألا تكلفه ما يشق عليه من متطلباته بالكماليات التي قد لا يستطيع الحصول عليها إلا بمشقة، وألا تأذن في دخول بيته مَن يكره دخوله، من رجل أو امرأة، وألا تخلو مع رجل ليس بمحرم لها.

 

نسأل الله - سبحانه - أن يهدينا لأحسن الأخلاق؛ لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنا سيِّئها؛ لا يصرف عنا سيِّئها إلا هو، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، ومن همزات الشياطين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رسالة إلى الأخوات المسلمات (ملخص أول)
  • رسالة إلى الأخوات المسلمات (ملخص ثان)

مختارات من الشبكة

  • رسالة إلى أختي المسلمة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كلمة (رسالة أو الرسالة) - تأملات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إحكام الدلالة لأحكام الرسالة: أدلة مسائل رسالة ابن أبي زيد القيرواني في فقه الإمام مالك (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رسائل إلى المواهب الصاعدة: رسالة إلى حنان(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أربع رسائل في الاجتهاد والتجديد للإمام السيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مجموع الرسائل لابن القيم ( رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مجموع الرسائل لابن القيم ( الرسالة التبوكية ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الرسالة السينية والرسالة الشينية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • رسالة قديمة من دفتر الرسائل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة مجموع فيه ثلاث رسائل أولها رسالة في الرسم(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
يحي بن يوسف - تنزانيا 24-07-2013 05:27 PM

السلام عليكم شكرا لكم على هذا الموضوع القيم بوركتم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/12/1446هـ - الساعة: 23:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب