• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. صغير بن محمد الصغير / كتب وبحوث
علامة باركود

الهدى في سورة البقرة

الهدى في سورة البقرة
مريم بنت حسن تيجاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/4/2024 ميلادي - 5/10/1445 هجري

الزيارات: 3281

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الهدى في سورة البقرة


سبحان مُنزل القرآن، وتبارك في عُلاه، اللهُ العظيمُ القائل: ﴿كِتَابٌ ‌أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود: 1].

 

قد كان من اللافت ورود مفردةِ "هدى" واشتقاقاتها في سورة البقرة بكثافةٍ واضحة لمن تأمَّلها، وكأن ذلكم الورود الكثير جوابٌ على آيةِ سؤالِ الهِداية في أمِّ الكتاب: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ ‌الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6]؛ لذا فلا عَجَبَ إن كانت فسطاط القرآن العظيم[1]، ولعل هذهِ اللفتة من جُملةِ الأسباب التي جعلت لها ذلك الفضل الأسنى الرفيع بعد فضل احتوائها على أعظمِ آيةٍ في القرآنِ العظيم، والآيتينِ الأخيرتينِ منها.

 

فعن أُبيّ بن كعب رضي الله عنـه أن رسول الله صلى الله عليـه وسلم قال: ((يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟)) قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ((يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟))، قالَ: قُلتُ: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ‌الْحَيُّ ‌الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: 255]، قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: ((واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ))[2].

 

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنـه، أن رسول الله صلى الله عليـه وسلم قال: ((إنَّ اللَّهَ كتبَ كتابًا قبلَ أن يخلُقَ السَّماواتِ والأرضَ بألفي عامٍ أنزلَ منهُ آيتينِ ختمَ بِهما سورةَ البقرةِ، ولا يقرآنِ في دارٍ ثلاثَ ليالٍ فيقربُها شيطانٌ))[3].

 

أولًا: معنى الهُدَى:

الهدى لغةً: الهدى والهِدَاية مصدران لقولهم: هَدَى يَهْدِي، وهما مأخوذان من مادةِ (هَدَى) التي تدلُّ على أصلين: أحدهما: التقدُّمُ للإرشاد، والآخر: بَعْثَةُ لَطَفٍ، فالأولُ قولهم: هَدَيْتُهُ الطريق هِدَايَةً؛ أي: تقدَّمتُهُ لِأُرْشِدَهُ، وكل متقدِّمٍ لذلك هادٍ، ويتشعَّبُ هذا المعنى فيُقال: الهدى خِلافُ الضلالة.. والأصلُ الآخر الهَدِيَّةُ: وهي ما أَهْدَيْتَ من لَطَفٍ إلى ذي مَوَدَّةٍ[4].

 

والهدى والهداية في موضوع اللغة واحد؛ لكن قد خصَّ الله عز وجل لفظةَ الهُدى بما تولَّاهُ وأعطاهُ، واختصَّ هو به دون ما هو إلى الإنسان نحو قوله: ﴿‌هُدًى ‌لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 2]، وقوله: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ﴾ [البقرة: 5]، والاهتداءُ يختصُّ بما يتحرَّاهُ الإنسان على طريقِ الاختيار؛ إما في الأمور الدنيوية أو الأخروية كما في قولِهِ سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ ‌لِتَهْتَدُوا بِهَا﴾ [الأنعام: 97][5].

 

الهدى اصطلاحًا:قال الراغب: الهِدَايَةُ دَلَالَةٌ بلُطْفٍ، وقال الجرجاني: الهِدَايةُ الدَّلَالَةُ على ما يُوَصِّلُ إلى المطلوب، وقال ابن القيِّم: الهِدَايةُ هي البَيَانُ والدِّلَالةُ، ثم التوفيقُ والإلهام، وهو بعد البيان والدلالة، ولا سبيلَ إلى البيانِ والدَّلَالَةِ إلا من جهةِ الرُّسُل، فإذا حصل البيانُ والدلالةُ والتعريف ترتَّب عليهِ هِدايةُ التوفيق[6].

 

ثانيًا: الهُدى والهِدَاية في سورةِ البقرة:

وردت مفردة الهدى واشتقاقاتها نحوًا من ثلاثين مَرَّة في سورةِ البقرة؛ فمن المطلعِ الكريم: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ ‌لَا ‌رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 2] وكأنَّهُ توطئة لمعنى الهِدَاية وسُبُلها وأنواعها، وموانعها؛ كالظلم والكفر على سبيلِ المثال، وكذلك ذِكرُ المصدر والهادي إليها وهو اللهُ عز وجل، وكُل ذلك مبثوثٌ في تلكم الآيات الكريمة التي نستعرضها سريعًا:

1- ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [البقرة: 5]، ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا ‌الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾ [البقرة: 16].

 

2- ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا ‌بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ﴾ [البقرة: 26].

 

3- ﴿قُلْنَا ‌اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 38].

 

4- ﴿وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ‌وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 53].

 

5- ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ‌إِنَّ ‌الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 70].

 

6- ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ ‌عَلَى ‌قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 97].

 

7- ﴿وَلَنْ تَرْضَى ‌عَنْكَ ‌الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 120].

 

8- ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ ‌مِلَّةَ ‌إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [البقرة: 135].

 

9- ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ ‌فِي ‌شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: 137].

 

10- ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ ‌عَنْ ‌قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [البقرة: 142].

 

11- ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً ‌وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 143].

 

12- ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا ‌بَلْ ‌نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 170].

 

13- ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا ‌الضَّلَالَةَ ‌بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ [البقرة: 175].

 

14- ﴿‌شَهْرُ ‌رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].

 

15- ﴿لَيْسَ ‌عَلَيْكُمْ ‌جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ [البقرة: 198].

 

16- ﴿كَانَ النَّاسُ ‌أُمَّةً ‌وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [البقرة: 213].

 

17- ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي ‌حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: 258].

 

18- ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ ‌بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 264].

 

19- ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ ‌فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 272].

 

ثالثًا: هِدَايَات كثافة الورود في السورة الكريمة:

إن كثافة ورود مُفردة (الهدى) واشتقاقاتها في سورةِ البقرة، مع ما جاء في فضل هذهِ السورة العظيمة خاصة؛ لَيُبَيِّن للقارئ أهميةَ طلبِ الاهتداء من الله عز وجل، والحرص على هذا المعنى العظيم؛ نيَّةً وقصدًا وقولًا وعملًا، كما يُنبِّه على موانعها وحجبها ليتقي ذلك حريصٌ على نَجاةِ نفسِهِ، وخلاصها من أهوالِ وعِقابِ يومٍ عظيم، بأن يتهيأ لهُ الوصولُ إلى مطلُوبِهِ بإذنِ ربِّهِ تعالى، ولا أعَزَّ من رِضوانِ ربٍّ كريم في جِوَارٍ كريم.

 

عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أنَّهُ قالَ: ((يا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ؛ ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ؛ ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي، إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ))، وفي روايةٍ: ((إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا))[7].

 

عن أبي أيوب الأنصَاري رضي الله عنـه أنَّ أعْرابِيًّا عَرَضَ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو في سَفَرٍ. فأخَذَ بخِطامِ ناقَتِهِ، أوْ بزِمامِها، ثُمَّ قالَ: يا رَسولَ اللهِ -أَوْ يا مُحَمَّدُ- أخْبِرْنِي بما يُقَرِّبُنِي مِنَ الجَنَّةِ، وما يُباعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قالَ: فَكَفَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ نَظَرَ في أصْحابِهِ، ثُمَّ قالَ: ((لقَدْ وُفِّقَ، أوْ لقَدْ هُدِيَ))، قالَ: كيفَ قُلْتَ؟ قالَ: فأعادَ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ((تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتي الزَّكاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ، دَعِ النَّاقَةَ))[8].

 

وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليـه وسلم قال: ((إنَّ الهَدْيَ الصالحَ والسَّمْتَ الصالحَ والاقتصادَ جزءٌ من خمسةٍ وعشرينَ جُزءًا من النُّبوةِ))[9].

 

وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي وامرأة من قيس أنَّهما سَمِعَا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال أحَدُهما: سمِعْته يقولُ: ((اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي، وخَطَئي وعَمْدي))، قال الآخر: سمعتُهُ يقول: ((اللَّهُمَّ إنِّي أستَهديكَ لأَرشَدِ أَمْري، وأعوذُ بكَ من شَرِّ نفْسي))[10].

 

وعن فَضَالةَ بن عبيدٍ رضي الله عنـهُ أنَّهُ سمع رسول الله صلى الله عليـه وسلم يقول: ((طوبى لمن هُدِيَ للإسلامِ وَكانَ عَيشُهُ كفافًا، وقَنعَ))[11].

 

نسأل الله تعالى أن يهدينا لرضوانهِ وصراطهِ المستقيم.



[1] الفسطاط: لغةً (الخيمة)؛ كخيمةِ قائد المعركة التي تخرج منها الأوامر والتعليمات، وسُمِّيَت كذلك لأنها كالمركز الرئيسي الذي تنبثق منهُ التشريعات والمعرفة؛ أول مرة أتدبر القرآن، ص26.

[2] رواهُ مسلم.

[3] صححهُ الألباني.

[4] موسوعة نضرة النعيم، ج 8، ص3567.

[5] المرجع السابق، نفس الجزء والصفحة.

[6] المرجع السابق، نفس الجزء ص 3568 – 3569.

[7] رواهُ مسلم.

[8] رواهُ مسلم.

[9] أخرجه الإمام أحمد في مُسنَده، وقال أحمد شاكر: إسنادُهُ صحيح. قال الشارح: "يُريدُ اللهُ لعبادِه المؤمنين الخيرَ والفلاحَ، وأن يُلبِسَهم لِباسَ التَّقوى، وفي هذا الحديثِ يُرشِد النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم المؤمنَ لذلك، فيقول: ((إنَّ الهَدْيَ الصَّالِح)؛ أي: طريقَ أهلِ الخيرِ والصَّلاحِ، والسَّيرَ على الطَّريقِ المستقيمِ، (والسَّمْتَ الصَّالِح)؛ أي: الهيْئَة الحسَنَة، المليِئَة بالسَّكِينَة والوَقَار، وهو ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، (والاقتصادَ)؛ أي: التَّوَسُّطَ في الأمورِ، والدخولَ فيها برِفقٍ؛ حتى يمكِن الدَّوَامُ عليها، (جزْءٌ مِن خَمْسة وعشرين جُزْءًا مِن النُّبُوَّةِ)؛ أي: هذه الخِلال جزءٌ مِن شَمائلِ الأنبياءِ والمرسَلينَ وفضائِلِهم، فمَن اتَّصف بهنَّ واقْتَدَى بِهم فيها فقدِ اتَّصفَ بما يُوصَف به الأنبياءُ، وكانتْ كَرامةً له مِن اللهِ تعالى؛ لأنَّ النُّبُوَّة لا تتجزَّأُ، ولا هي مُكتَسَبة، ولا نُبوَّةَ بعدَ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ انظر شرح الحديث بموقع الدرر السَّنية: https://dorar.net/hadith/sharh/28007.

[10] أخرجهُ الإمام أحمد في مُسنده، وقال شعيب الأرناؤوط: إسنادُهُ صحيح على شرط مسلم.

[11] صححهُ الألباني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تأملات في سورة البقرة
  • تفسير آية الصيام في سورة البقرة
  • الأوامر العملية في سورة البقرة

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة بديعة الهدى لما استيسر من الهدى (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة بديعة الهدي لما استيسر من الهدي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • باب الاشتراك في الهدي، وإجزاء البقرة والبدنة كل منهما عن سبعة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • مناسبة سورة الأنفال لسورتي البقرة وآل عمران(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قول الله تعالى: (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: سورة البقرة الآيات (1-5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقدمة بين يدي تفسير سورة البقرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: تفسير الآيتين (6-7) من سورة البقرة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب