• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. صغير بن محمد الصغير / مقالات
علامة باركود

الحث على لزوم منهج السلف الصالح في طريق الدعوة، والحذر من المناهج البدعية المخالفة (خطبة)

الحث على لزوم منهج السلف الصالح في طريق الدعوة، والحذر من المناهج البدعية المخالفة (خطبة)
د. صغير بن محمد الصغير

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/12/2021 ميلادي - 5/5/1443 هجري

الزيارات: 19402

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحث على لزوم منهج السلف الصالح في طريق الدعوة،

والحذر من المناهج البدعية المخالفة.


الحمد لله... وبعد..

أيها الإخوة: لقد حثنا الله تعالى على لزوم منهج السلف الصالح الذي هو طريق النجاة كما في قوله جل وعلا: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[1]، أمرنا بأن نلزمَ المنهج السليم منهجَ السلف الصالح حتى نلحق بنبينا صلى الله عليه وسلم وبأصحابه وأتباعه رضي الله عنهم وأرضاهم.. والمراد أيها الأحبة بالسلف الصالح: القرن الأول من هذه الأمة، وهم صحابة رسول الله صلى الله وعليه وسلم من الهاجرين والأنصار وتابعيهم بإحسان.. قال الله جل وعلا: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾[2]، وقال سبحانه: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾[3]، هذه في المهاجرين، ثم قال سبحانه في الأنصار: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾[4]، ثم قال في الذين يأتون من بعدهم: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾[5].

 

ثم من جاء بعدهم وتتلمذ عليهم من التابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم من القرون المفضلة؛ التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم»، قال الراوي لاَ أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً.[6] وعصرهم يمتاز على من بعدهم و يسمى: (عصر القرون المفضلة)، هؤلاء هم سلف هذه الأمة الذين أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»، فهؤلاء هم القدوة لهذه الأمة، منهجهم هو المنهج المأخوذ من الكتاب والسنة لقربهم من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقربهم من عصر التنزيل، وأخذهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

أيها الأخوة: والأمة على هذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أخبر صلى الله عليه وسلم أنه سيكثر الاختلاف في هذه الأمة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً»[7]، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً» فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي»[8].

 

بل إنّ النبي صلى الله عليه وسلم وعظ أصحابه في آخر حياته، موعظة بليغة آثرت فيهم حتى ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، قالوا يا رسول الله: كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ»[9]..

هذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته أن تسير على منهج السلف الصالح..[10].

 

ثم كان المسلمون عند وفاة رسول الله ﷺ على منهاج واحد في أصول الدين وفروعه، غيرَ من أظهرَ وفاقا وأضمرَ نفاقا.

 

وأول خلاف وقع منهم اختلافهم في موت النبي عليه الصلاة السلام، فزعم قوم منهم أنه لم يمت، وإنما أراد الله تعالى رفعه إليه كما رفع عيسى بن مريم إليه، وزال هذا الخلاف وأقر الجميع بموته حين تلا عليهم أبو بكر الصديق قول الله لرسوله عليه السلام: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾[11]، وقال لهم: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ[12].

 

ثم اختلفوا بعد ذلك في موضع دفن النبي عليه الصلاة والسلام، فأراد أهل مكة رده إلى مكة لأنها مولده ومبعثه وقبلته وموضع نسله وبها قبر جدّه إسماعيل عليه السلام، وأراد أهل المدينة دفنه بها لأنها دار هجرته ودار أنصاره، وقال آخرون بنقله إلى أرض القدس ودفنه ببيت المقدس عند قبر جده إبراهيم الخليل عليه السلام. وزال هذا الخلاف بأن روى لهم أبو بكر الصديق عن النبي ﷺ: «مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلَّا دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ»[13] فدفنوه في حجرته بالمدينة.

 

ثم اختلفوا بعد ذلك في الإمامة، ثم أذعنت الأنصار لقريش لما رَوى لهم قول النبي عليه السلام: «الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ»[14].

 

ثم اختلفوا بعد ذلك في شأن فدك وفي توريث التركات عن الأنبياء عليهم السلام. ثم نفذ في ذلك قضاء أبي بكر بروايته عن النبي عليه الصلاة والسلام: «لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ»[15].

 

ثم اختلفوا بعد ذلك في مانعي وجوب الزكاة ثم اتفقوا على رأي أبي بكر في وجوب قتالهم.

 

ثم اشتغلوا بعد ذلك بقتال طليحة حين تنبئ وارتد حتى انهزم إلى الشام ثم رجع في أيام عمر إلى الإسلام، وشهد مع سعد بن أبي وقاص حرب القادسية، وشهد بعد ذلك حرب نهاوند وقتل بها شهيداً.

 

ثم اشتغلوا بعد ذلك بقتال مسيلمة الكذاب إلى أن كفى الله تعالى أمره وأمر سجاح المتنبئة، وأمرَ الأسود بن زيد العنسي، المدعي للنبوة أيضاً.

 

ثم اشتغلوا بعد ذلك بقتل سائر المرتدين إلى أن كفى الله تعالى أمرهم.

 

ثم اشتغلوا بعد ذلك بقتال الروم والعجم. وفتح الله تعالى لهم الفتوح وهم في أثناء ذلك كله على كلمة واحدة في أبواب العدل والتوحيد والوعد والوعيد وفي سائر أصول الدين، وإنما كانوا يختلفون في فروع الفقه التي لا تثريب فيها.

 

ثم اختلفوا بعد ذلك في أمر عثمان رضي الله عنه ثم بعد قتله في قاتليه وخاذليه.

 

ثم اختلفوا بعد ذلك في شأن علي رضي الله عنه وأصحاب الجمل وفي شأن معاوية رضي الله عنهم، وأهل صفين وفي حكم الحكمين أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص رضي الله عنهم اختلافا باقيةً بعض آثاره إلى اليوم.

 

ثم حدث في زمان المتأخرين من الصحابة خلاف القدرية في القدر والاستطاعة من معبد الجهني وغيلان الدمشقي والجعد بن درهم. وتبرأ منهم المتأخرون من الصحابة؛ كعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وابن عباس وأنس بن مالك وعبد الله بن أبي أوفى وعقبة بن عامر الجهني وأقرانهم رضي الله عنهم، وأوصوا أخلافهم بأن لا يسلموا على القدرية ولا يصلوا على جنائزهم ولا يعودوا مرضاهم.

 

ثم اختلفت الخوارج بعد ذلك فيما بينها حتى وصلت إلى عشرين فرقة كل واحدة تكفر سائرها.

 

ثم حدث في أيام الحسن البصري رحمه الله خلاف المعتزلة فقيل لهم ولأتباعهم معتزلة لاعتزالهم الأمة في أقوالهم.

 

وأما الروافض فأظهروا بدعتهم في زمان علي رضي الله عنه، فقال بعضهم لعلي أنت الله.. تعالى الله..، فأحرق عليٌّ قوما منهم، ونفى ابن سبأ إلى ساباط المدائن. وهذه الفرقة ليست من فرق أمة الإسلام لتسميتهم عليا إلها.

 

ثم افترقت الرافضة بعد زمان علي رضي الله عنه أربعة أصناف ثم أصناف كثيرة[16]..

 

وكل هذه الفرق والأحزاب التي سبق وأن حذر النبي صلى الله عليه منها، لا تكون النجاة منها بعد الله تعالى والاستعانة به إلا بالالتزام بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.


وهكذا يجب على المسلم أن يسأل الله الثبات على هذا المنهج ويلزم أسبابه، قال ابن القيِّم رحمه الله: "وتحتَ قوله: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ... ﴾[17] كنزٌ عظيمٌ، مَن وُفِّقَ لمظنَّتِه وأحسَنَ استخراجَه واقتِناءَه، وأَنفَق منه فقد غَنِمَ، ومَن حُرِمَه فقد حُرِم؛ وذلك أن العبد لا يَستغني عن تثبيت الله له طَرْفة عين، فإن لم يُثبِّتْه وإلا زالت سماء إيمانه وأرضُه عن مكانهما، وقد قال تعالى لأكرمِ خلْقِه عليه، عبدِه ورسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا﴾[18]"اهـ [19].

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله.


الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه:

أيها الإخوة: ولما كانت مهمَّة شياطين الجن والإنس إضلالُ بني آدم، لازال الاختلاف والتحزب على غير منهج السلف إلى اليوم.

 

ومن البدع المنكرة في هذه الزمن لبعض الطرق والجماعات والأحزاب ما يلي:

أولاً: تقديس الأولياء والصالحين إلى درجة تفوق منزلتهم، كدعائهم والاستنصار بهم واتخاذهم شفعاء عند الله.. ودعاء غير الله من الأموات والغائبين والاستعانة بهم في كشف غمة أو تفريج كربة أو شفاء مريض أو نحو ذلك، وهذا كما هو معلوم شرك أكبر؛ لأن هذا الدعاء وهذه الاستغاثة عبادة وقربة فالتوجه بها إلى الله وحده توحيد، وصرفها لغيره شرك أكبر، ومن ذلك قراءة الأدعية المبتدعة واعتقاد ما فيها من دعاء غير الله شرك أكبر يخرج من ملة الإِسلام - والعياذ بالله - قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾[20]، وقال: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴾[21]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُون ﴾[22]. إلى غير ذلك من الآيات التي دلت على اختصاص الله بالاستغاثة والدعاء، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِال» الحديث[23] [24].

 

ثانياً: بدعة الخروج للدعوة، كما تسميه بعض الجماعات التي تنتسب للدعوة بالخروج للدعوة إلى الله أو بتغيير البيئة بأن أُخرج ثلاثة أيام أو أربعين يوماً أو أربعة أشهر، ويجعلون هذا ترتيباً لا يحيدوا عنه، وربما استدل بعضهم بقول الله جل وعلا ﴿ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ﴾[25]، وهذا من الجهل بالكتاب والسنة. ثم التركيز بالدعوة على الأخلاق فقط دون أصول الدين وتوحيد الله جل وعلا الذي بعثت الرسل عليهم السلام من أجل فكل نبي صدّر دعوته بــــــــ ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه ﴾[26]

 

ثالثاً: كثرة التأويل المذموم فإنَّه ما نشَأت الفِتَنُ المُدلَهمَّة، والتفرُّق في الأمَّة، والضلال المبين إلا مِن هذا الطريق... حِينَ يَتْرُكُ المَفْتُونُ اليَقِينَ وَيَتَّجِهُ للشُّبْهَةِ فَتَصْرِفُهُ بِالتَّأْوِيلِ عَنِ الحَقِّ إِلَى أَنْ يَزِيغَ. وَفِي آثَارِ التَّأْوِيلِ يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ نَفِيسٍ، أذكر طرفًا منه: "وَإِنَّمَا أُرِيقَتْ دِمَاءُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَصِفِّينَ، وَالْحَرَّةِ، وَفِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَهَلُمَّ جَرًّا بِالتَّأْوِيلِ... فَمَا اُمْتُحِنَ الْإِسْلَامُ بِمِحْنَةٍ قَطُّ إِلَّا وَسَبَبُهَا التَّأْوِيلُ.."[27].

 

وأخيراً فعلى طالب العلم تصحيح المناهج الخاطئة في الدعوة وعلى المسلم التمسك بمنهج السلف الذي حث على الاجتماع ونبذ الفرقة والسمع والطاعة لولاة الأمر المسلمين في غير معصية، قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾[28].

 

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾[29].



[1] [الأنعام: 153].

[2] [التوبة: 100].

[3] [الحشر: 8].

[4] [الحشر: 9].

[5] [الحشر: 10].

[6] متفق عليه؛ أخرجه البخاري (2651)، ومسلم (2535).

[7] أخرجه أبو داود (4596)، والترمذي (2640)، وابن ماجه (3991)، وابن حبان في "صحيحه" واللفظ له (6247)، وصححه الألباني في "الصحيحة"(203).

[8] ذكر هذه الزيادة الحاكم في "المستدرك"(444)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.

[9] أخرجه أبو داود (4607)، والترمذي (4676)، وابن ماجه (42)، وأحمد (17144)"واللفظ له"، دون زيادة لفظ "وكل ضلالة في النار" أخرجها النسائي(1578)، وصحح الحديث الألباني في "الصحيحة"(165).

[10] من محاضرة للشيخ صالح الفوزان وجوب لزوم منهج السلف بتصرف.

[11] [الزمر: 30].

[12] جزء من حديث أخرجه أحمد (25841)، وصححه الألباني في "صحيح وضعيف سنن ابن ماجه"(1627)، وذكرها البخاري في "صحيحه" معلقا على الزهري بصيغة الجزم (4454).

[13] أخرجه ابن ماجه (1628)، ضعفه الألباني في "صحيح وضعيف ابن ماجه"(1628)، وفي رواية عند الترمذي (1018): قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مَا نَسِيتُهُ، قَالَ: «مَا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا فِي المَوْضِعِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُدْفَنَ فِيهِ»، ادْفِنُوهُ فِي مَوْضِعِ فِرَاشِهِ. وصححه الألباني في "صحيح الأحكام"(137 - 138)، و"مختصر الشمائل"(326).

[14] جزء من حديث أخرجه أحمد (12307)، صححه الألباني في "إرواء الغليل"(520).

[15] متفق عليه؛ أخرجه البخاري (4035)، ومسلم (1758).

[16] من كتاب: الفرق بين الفرق لأبي منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي بتصرف.

[17] [إبراهيم: 27].

[18] [الإسراء: 74].

[19] إعلام الموقعين (2/306).

[20] [يونس: 106- 107].

[21] [الجن: 17].

[22] [المؤمنون: 117].

[23] أخرجه الترمذي (2561)، وغيره، وصحيحه الألباني في "المشكاة"(5302).

[24] فتوى اللجنة الدائمة رابط المادة: http://iswy.co/eugnr

[25] [التوبة: 2].

[26] [الأعراف: 59].

[27] إعلام الموقعين (4/193).

[28] [آل عمران: 103].

[29] [الأحزاب: 56].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • معالم وأساسيات في منهج السلف الصالح رضي الله عنهم
  • خطبة المسجد الحرام 27/3/1434 هـ - أصول منهج السلف الصالح
  • تحذير الدعاة إلى الله تعالى من مخالفة الأمر والنهي

مختارات من الشبكة

  • المنهج القرآني في الحث على محاسن الأخلاق والتحذير من مساوئها (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحث على العمل الصالح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحث على الدعوة(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • من أقوال السلف في الحث على صحبة الصالحين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح (باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر) من كتاب رياض الصالحين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة الحديث: الحث على لزوم تقوى الله عز وجل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحث على لزوم الآداب والأخلاق الحسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحث على لزوم الآداب الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحث على شكر النعم والحذر من تبدلها بالنقم(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • في الحث على التمسك بكتاب الله والحذر من عواقب الذنوب(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب