• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري / محاضرات مفرغة
علامة باركود

مجالس المعتكفين (6) أذكار الصـلاة

د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/7/2016 ميلادي - 26/9/1437 هجري

الزيارات: 9933

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المجـلـس السادس

أذكار الصـلاة

 

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عبده الذي اصطفى، وعلى آله وخلفائه أهل الوفاء، وعلى من سار على نهجهم فاتبع واقتفى.

 

يقول الله تعالى: ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت: 45] ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: "سبق المفردون " فلما سئل: من هم؟ قال صلى الله عليه وسلم: "الذاكرون الله كثيراً والذاكرات "، فكيف تكون من الذاكرين لله كثيراً؟ كيف يكون الإنسان من هؤلاء؟ كم تذكر الله عز وجل في اليوم؟ عُرضت هذه المسألة على ابن الصلاح رحمه الله تعالى فقال: من داوم على أذكار اليوم والليلة فهو من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، بمعنى أنه أتى بأذكار الصباح وأذكار المساء، وأذكار الدخول إلى المساجد أو إلى البيت أو إلى الحمام، وأذكار الخروج، وداوم على هذه الأذكار التي لها أوقات أو لها أسباب، فمن كان هكذا، إذا نام ذكر الله، وإذا خلع ثيابه ذكر الله، إذا أكل ذكر الله وأتى بالأذكار الواردة وبهذا يكون ممن ذكر الله كثيراً.

 

وقد قال أهل العلم رحمهم الله تعالى: أن أفضل أهل كل عبادة أكثرهم فيها ذكراً، فمن كان في صيامه أكثر ذكرًا فهو أفضل الناس صياماً، ومن كان في صلاته أكثر ذكراً فهو أفضل الناس صلاة، ألم يقل الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14]؟

 

ولذلك كان لزاماً علينا أن نقف على أذكار الصلاة، لنتعلم هذه الأذكار ونداوم عليها حتى تكون صلاتنا عند ربنا سبحانه وتعالى في أعلى الدرجات.

 

ماذا تقول بعد تكبيرة الإحرام؟ ماذا تقول في الركوع؟ ماذا تقول في السجود؟ أسئلة تحتاج أن تعرف إجابتها، وخصوصاً وأئمة القيام في هذه الليالي يطيلون في الركوع والسجود وهذا يجعلك بحاجة أن تعرف ماذا كان صلى الله عليه وسلم يقول إذا ركع وإذا سجد، وأن تحفظ أكثر من ذكر لأجل أن تأتي بما استطعت من ذلك. لا شك أيها الأخوة أنه يُشرع للإنسان أن يكرر فلو تحفظ ذكراً أو ذكرين ممكن أن تكرره ما دام أنه يُشرع التكرار. وأذكار الصلاة يُشرع تكرارها وتنوعها على الصحيح؛ بمعنى أنه لك أن تأتي بالذكر أكثر من مرة أو لك أن تأتي بذكرين أو ثلاثة أو أربعة في ركوع واحد من أذكار الركوع، ذكرين أو ثلاثة أو أربعة من أذكار السجود في سجدة واحدة، ممكن تكرر الذكر الواحد مما تنوعت فيه الأذكار، إلا دعاء الاستفتاح والتشهد، فتأتي باستفتاح واحد ولا تكرر، وتأتي بتشهد واحد ولا تكرر. هذا يجعلنا بحاجة ماسة وبشوق لكي نعرف ما هي أذكار الصلاة؟

 

• لنبدأ أولاً بأدعية الاستفتاح؛ وسأذكر هذه الأدعية وما بعدها من الأذكار إن شاء الله دون ذكر تخريجها وهي - إن شاء الله - كلها صحيحة.

 

من أدعية الاستفتاح: (الله باعد لي بين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، الله نقّني من خطاياي كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد) وهذا مبالغة في التطهير والتنظف والتطهر من هذه الخطايا والذنوب. انظر لهذا الدعاء، كم يُشرق في القلب آفاقاً للتوبة والرجوع والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى وقفة المستعتب الذي يرجو من الله سبحانه وتعالى رحمته.

 

من أذكار أيضاً أدعية الاستفتاح: (اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، والنبيون حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، أنت ربنا وإليك المصير، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدّم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت) ما أجمل هذا الثناء على الله عز وجل والتوكل عليه والاعتماد وتفويض الأمور إليه! ما أجمل أن تفتتح صلاتك بهذا الدعاء! قد تكون تصلي صلاة نافلة، لأن صلاة الفريضة لا يسعك أن تأتي فيها بهذا الدعاء الطويل، لكن إذا صليت نافلة وخصوصاً إذا كنت منفرداً كأن تصلي نافلة الظهر، أو نافلة المغرب، فأتِ بهذا الدعاء من أدعية الاستفتاح.

 

من أدعية الاستفتاح أيضاً هذا الدعاء الجميل: (وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين). انظر كيف تستحضر التوجه إلى الله سبحانه وتعالى عند الصلاة بالتوحيد والإخلاص، (اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنبي جميعاً فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، والمهدي من هديته، أنا بك وإليك لا منجأ ولا ملجأ منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك) وهذه الأدعية طويلة، تحتاج إلى حفظ وإلى وقت أيضاً لكي تأتي بها.

 

هناك أدعية للاستفتاح أقصر من هذه؛ منها: (الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً) هذه فُتحت لها أبواب السماء، فاحفظها وائت بها أحياناً.

 

من أدعية الاستفتاح أيضاً، وهذا أيضاً قصير، وقد اختاره بعض أهل العلم؛ لأنه ثناء على الله عز وجل محض (سبحانك الله وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك) هذا دعاء من أدعية الاستفتاح وهو قصير، وتستطيع أن تأتي به في الصلاة الفريضة، قبل أن يشرع الإمام في الفاتحة، (وتعالى جدك) يعني: عظمتك ونصيبك وحظك، فالله أعظم كل شيء سبحانه، وحظه وما يعطيه عز وجل من نصيب لا شك أنه أوفر كل شيء، طبعاً وردت بعض أدعية الاستفتاح التي ذكرناها في قيام الليل التي مرت معنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقولها في قيام الليل مثل: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل..) فهذه تكون أيضاً خاصة بقيام الليل.

 

• أذكـار الركوع: إذا ركع الإنسان وهو في هذه الحالة - أيها الأخوة - من نزول جسمه تواضعاً وإخباتاً لربه، طأطأ رأسه في الأرض، وسوّى ظهره بعجزه، وأصبح رأسه في مستوى عجيزته، ورأسه مطأطأ في الأرض لا شك أنه موضع ذلة لله سبحانه وتعالى وما يُذل إلا لله عز وجل، فماذا تقول في هذا الموضع؟ لأن فيه نزول، والنزول يُشرع فيه التسبيح، فتقول: (سبحان ربي العظيم) وتكرر، وبعض أهل العلم يحسّن (سبحان ربي العظيم وبحمده)، لكن ما معنى (سبحان الله)؟ كثيراً ما نقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله، إيش يعني؟ مهم جداً تفهم معنى الذكر، معنى سبحان الله: أي أنزّه الله عن كل النقائص والعيوب، فتنزه الله عز وجل عن ذلك، وهو منزه سبحانه السبوح القدوس.

 

أما الحمد لله، إيش معنى الحمد لله؟ يعني: أثبتُ لله كل كمال، سبحان الله أنزه الله عن كل نقص، الحمد لله أثبت لله كل المحامد كل الكمالات ولا يستحقها إلا هو سبحانه، فهذا معنى سبحان الله والحمد لله، تستحضر هذا.

 

من أذكار الركوع أيضاً احفظ هذا الذكر: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) سبوح يعني: منزه عن النقص، والقدوس اسم من أسماء الله معناه: منزه عن النقص والعيب، قدوس تقدس ربنا يعني تنزه عن النقص والعيب.

 

أيضاً تقول: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) لما ركعت في موطن الذل هذا ذكرت عظمة الله عز وجل فسبّحته سبحانه وتعالى، هذا يقال في الركوع ويقال أيضاً في السجود.

 

أيضاً تقول: (اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، أنت ربي، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظامي وعصبي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين) استحضر هذا الخشوع وكل جزء من جسمك يستحضر تعظيم الله عز وجل، كلها تعظيم لله سبحانه وتعالى؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "فأما الركوع فعظموا فيه الرب "، لكن جاء عن رسولنا صلى الله عليه وسلم دعاء في الركوع، ما هو؟ كان يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي) هذا دعاء كان كثيراً ما يقوله صلى الله عليه وسلم في الركوع والسجود.

 

• وإذا رفعت من الركوع (سمع الله لمن حمده) فتأتي بهذا الذكر: (ربنا لك الحمد) أو تزيد الواو (ربنا ولك الحمد) أو تزيد اللهم: (اللهم ربنا لك الحمد) أو تزيد اللهم والواو (اللهم ربنا ولك الحمد) إذاً تقول هذا (ربنا لك الحمد) أو تزيد الواو أو تزيد اللهم في بدايته، ولك أن تزيد أكثر فتقول: (اللهم ربنا ولك الحمد حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) فتحمد الله حمداً طيباً كثيراً مباركاً يملأ السماء يملأ الأرض يملأ ما بينهما يملأ ما شاء الله، أهل الثناء والمجد يعني: أنت يا الله أهل للثناء والمجد أنت سبحانك المستحق لأن يُثنى عليك ويُمجد، أحق ما قال العبد يعني: هذه الكلمات ووصفك بالثناء والمجد هو أحق ما ينبغي أن يقوله العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت: إن أعطى الله شيئاً ما استطاع أحد أن يمسكه ولا يمنعه، ولا معطي لما منعت: وإن منع ما أعطاك أحد ولو اجتمع لك من بأقطارها، ولا ينفع ذا الجد منك الجد: لا ينفع الإنسان حظه منك، لا ينفع الإنسان غناه، لا ينفع الإنسان ما معه لأن ما يعطي الله سبحانه وتعالى هو الخير الكثير الوفير. ولك أن تقول: (ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يُحب ربنا ويرضى) عدّوا كم كلمة لأن إحصاء الكلمات يدل على قوة الحفظ، إثنا عشر كلمة ينزل لها إثنا عشر ملك يصعدون بها إلى السماء، سبحان الله كأن كل ملك نزل يأخذ له كلمة من هذه الكلمات؛ فيصعد إلى السماء، حمد عظيم: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، ولك أن تكرر: (ربي ولك الحمد) خاصةً إذا طال الإمام أو أنت تريد أن تطيل الصلاة، فتقول: ربي لك الحمد وتكرر، أو تقول: لربي الحمد، لربي الحمد، وتكرر، أو تكرر: ربنا لك الحمد.

 

• في السجود هيئة عظيمة جداً، أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، أقرب ما تكون وأنت ساجد؛ لأنك أذل ما تكون وأنت ساجد، وكلما ازددت ذلاً كلما ازددت قرباً ﴿.. وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ [العلق: 19]  كلما أكثرت من السجود كلما أكثرت من القرب من الله عز وجل. تريد ترافق الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، الله الله في كثرة السجود، تريد تتقرب إلى الله، الله الله في كثرة السجود، إنك ما تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، في السجود هيئة ذل للعبد وتعظيم لله عز وجل، تذل أنت وتعظم ربك سبحانه. وانظر إلى السجود ما الذي يحدث فيه؟ إذا كان الركوع رأسك أصبح على مستوى عجيزتك، في السجود انقلبت الأمور، وأصبح أعلاك أسفلك وأسفلك أعلاك، وطأطأ رأسك في الأرض، إذا كان في الركوع توجهت إلى الأرض فإنك في السجود لاصق الأرض، وضعت جبهتك وأنفك في قاع الأرض ذلاً لله وخشوعاً، وقُيّدت في الأرض فوُضعت أعضائك السبعة لا ترفع منها عضواً، فانظر لهذه الهيئة وأنت مكتف على هيئة السجود لا تحرك أعضائك ولا ترفعها حتى تنتهي السجدة التي بينك وبين الله عز وجل، في هذا يقول صلى الله عليه وسلم: " فأكثروا الدعاء " أكثر من الدعاء، في السجود تعظيم لله عز وجل من كل النقائص، وفيه دعاء أيضاً من ذلك: (سبحان ربي الأعلى) وتكررها، لما تسفلت أنت تذكرت علو الله سبحانه وتعالى، وهو عال على عرشه سبحانه وتعالى، وعال بصفاته، وعال بقدره وقهره (سبحان ربي الأعلى) (سبحان ربي الأعلى) وتكرر، أو تقول: (سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي) كما في الركوع، أو تقول: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) كما في الركوع، أو تقول: (اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوّره وشقّ سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين).

 

ومما ورد عن رسولنا صلى الله عليه وسلم أيضاً هذه الأدعية: (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقّه وجله، أوله وآخره، علانيته وسره)، وورد أيضاً (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) قالها صلى الله عليه وسلم وهو ساجد في قيام الليل، وورد أيضاً (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) كما مر معنا في الركوع و (اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت) فهذه وغيرها مما ورد تحرص على أن تكرره، أن تأتي به تارة وتأتي بالآخر تارة.

 

• بين السجدتين تقول: (رب اغفر لي، رب اغفر لي) وتكرر، تثنيها وتثنيها، ما تأتي بها مفردة إنما تأتي بها كل مرة مثنى مثنى، رب اغفر لي رب اغفر لي، رب اغفر لي رب اغفر لي، رب اغفر لي رب اغفر لي.. وهكذا، أو تقول: (رب اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، واهدني، وعافني، وارزقني) وما أجمل هذا الدعاء، ما تركت شيئاً من خير الدنيا والآخرة إلا ودعوت به، (رب) أو (اللهم اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، واهدني، وعافني، وارزقني).

 

• أما التشهد فورد فيه أشياء كثيرة، منها: (التحيات لله، والصلوات والطيبات) ما معنى التحيات لله؟ يعني: كل كلمات الثناء والتعظيم والمدح والتمجيد كل الكلمات التي يُحيى بها هي لك يا الله، أنت تستحق كل كلمات الثناء، سبحان الله! بداية التشهد تثني على الله، فماذا تقول في الثناء على الله؟ تقول: يا الله لك كل كلمات الثناء، كل الطيبات لك يا الله، وكل الصلوات يعني الدعوات لك يا الله، وكل التحيات والثناءات لك يا الله، فلك كل الصلوات ولك كل الثناءات ولك كل الدعوات ولك كل الطيبات، ما أعظم هذا الثناء على الله عز وجل!، ثم تسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) ثم تسلم على الصالحين (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) تصيب بها كل صالح في السماء والأرض، نحن أمة موصولة أولنا بآخرنا، يدعو بعضنا لبعض، ويترحم بعضنا على بعض، أثنيت على الله، صليت على الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم سلمت على كل صالح، ثم تذكر العهد الذي بينك وبين الله تذكّر الميثاق (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) تُثبت لله عز وجل أنه مستحق للعبادة وحده، ولرسوله صلى الله عليه وسلم أنه هو الذي يُطاع، وهو العبد الذي أرسله الله سبحانه وتعالى بدين الحق، ثم تصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد).

 

ووردت أيضاً تحيات كثيرة بصيغ مختلفة، وصلوات إبراهيمية بصيغ مختلفة احفظ ما استطعت منها، (اللهم صل على محمد النبي الأمي)، (اللهم صل على محمد وذريته وأزواجه) واحفظ ما استطعت من ذلك، وائت بهذا تارة وهذا تارة؛ لأنه أدعى للخشوع، فإذا انتهيت من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم تقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال) تستعيذ بالله من هذه الشرور الأربعة الخطيرة؛ عذاب جهنم، عذاب القبر، فتنة المحيا والممات، يُفتن الإنسان في حياته فيرتد عن دينه فيترك الطاعة فينتكس؛ أعوذ بالله من هذه الفتنة التي توقع في الضلالات وفي المعاصي والموبقات، فاستعذ بالله من فتنة المحيا، ومن فتنة الممات وما يكون عند الموت قد يُفتن بعض الناس والعياذ بالله وتظهر سيئات أعماله عند ختامه، نعوذ بالله من سوء الختام، فاسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتك في الحياة وأن يثبتك في الممات وبعد الممات بالقول الثابت، فهو الذي يثبت من يشاء من عباده، وتتعوذ بالله من شر فتنة المسيح الدجال: هذه الفتنة العظيمة الرابعة، قال: " وتارة يقول ما سبق ويزيد (اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم) " المأثم يعني: الإثم، والمغرم يعني: الدين، قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، ما أكثر ما تستعيذ بالله من المغرم، قال: "يا عائشة، إن الرجل إذا غرم حدّث فكذب ووعد فاخلف " أو كما قال صلى الله عليه وسلم، صاحب الدين يقول سأفي ويكذب، ويعد ولا يفي، فاستعذ بالله من المأثم والمغرم، وكان أيضاً يقول عليه الصلاة والسلام: (اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر) وكان يقول: (اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت)، وعلم عليه الصلاة والسلام أبا بكر رضي الله عنه دعاءً يدعو به في صلاته، تخيّل ما هو الدعاء الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق أفضل الأمة بعد رسولها، ليدعو به في صلاته، قال: قل (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، إنك أنت الغفور الرحيم)، ولك أيضاً أن تقول: (اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، أو تقول: (اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار) إذاً تأتي بالتحيات (التشهد)، ثم الصلاة الإبراهيمية، ثم تستعيذ بالله من شرور هذه الأربع، ثم تدعو الله عز وجل بما ورد عن رسولنا عليه الصلاة والسلام، ثم تسلّم.

 

واعلم أن الدعاء مطلق في السجود وقبل السلام، فلك أن تدعو في السجود بأي دعاء من خير الدنيا والآخرة، ما لم تدعُ بإثم أو قطيعة رحم، فادع الله أن يرزقك، ادع الله أن يزوجك، ادع الله أن يوفقك، ادع الله أن يغفر ذنبك، ادع الله سبحانه وتعالى لك ولغيرك للمسلمين، متى تدعو؟ في السجود وقبل السلام، قبل أن تسلم أيضاً تدعو بخير الدنيا والآخرة.

هذه أدعية طيبة ونحن بحقيقة بحاجة أن نراجعها وأن نحفظها حتى نعمل بها.

 

• بعد السلام يأتي بأذكار ما بعد الصلاة المفروضة، والأذكار من أعمال اليوم والليلة، وينبغي عليك أن تحافظ عليها، فيها ما يرفع درجتك، فيها ما يغفر ذنبك، فيها ما يحفظك من الشيطان، فيها ما يدخلك الجنة، لا تترك هذه الأذكار، والأذكار ميسورة سهلة جداً، لكن استحضر، حاول تستحضر وتأتي بالأذكار، لما تقول سبحان الله، لما تقول الحمد لله، تعرف معناها، تستحضر هذا وتتوجه إلى الله به، حتى تنفعك هذه الأذكار على قلتها لكنها مباركة جداً؛ من ذلك: أن يقول: " استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام " كما عند الإمام مسلم، مع أنك سبحان الله صليت، لكن الصلاة قد يكون فيها نقص، ومن منا صلاته تكمل؟ والإنسان إذا ختم العبادة ـ أيها الأخوة ـ يختمها بالاستغفار؛ إذا ختمت قيام الليل فاختمه بالاستغفار ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ [آل عمران: 17].

 

إذاً تقول: استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله، اللهم أنت السلام، ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ولك قبل هذا أن تكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر؛ لحديث ابن عباس في الصحيحين قال: ما كنا نعرف انقضاء صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير، فلك أن تكبر، ثم تستغفر، ثم تقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) وهذه تأتي بها (اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) رواه البخاري ومسلم، وتزيد كما عند مسلم: (لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) هذه التهليلات تحرص عليها تأتي بها مرة بعد كل فريضة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) وعشر مرات بعد الفجر والمغرب، واسمع لهذا الحديث العظيم لكن له شرط يقول صلى الله عليه وسلم كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله تعال عنه: " من قال حين ينصرف من صلاة الغداة - يعني الفجر - لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات أُعطي بهن سبعاً: كتب الله له بهن عشر حسنات، ومحا عنه بهن عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكنّ له عِدل عشر نسمات - يعني كأنه أعتق عشر رقاب -، وكن له حفظاً من الشيطان، وحرزاً من المكروه ولم يلحقه في ذاك اليوم ذنب إلا الشرك بالله " وفي رواية: " ولم يكن أحد أفضل منه إلا من فعل مثله، ومن قالهن حين ينصرف من المغرب أُعطي مثل ذلك ليلته " طيب، ما هو الشرط؟ الشرط جاء في حديث عبد الرحمن بن غنم رضي الله عنه قال: " من قال قبل أن ينصرف، ويثني رجليه من صلاة المغرب والصبح) الصبح هذه جاء فيها حديث صحيح والمغرب أيضاً يحسنه الشيخ الألباني، شرط قبل أن تثني رجليك يعني وأنت على هيئة ما سلّمت على هيئة التشهد، متورك متورك، مفترش مفترش، لا تتحرك حتى تأتي بها عشر مرات قبل أن تثني رجليك لا ترجع ولا تتربع ولا تتحرك ولا تتقدم، تبقى على هيتئك في مكانك.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مجالس المعتكفين (3) السنن الرواتب
  • مجالس المعتكفين (4) قراءة القرآن
  • مجالس المعتكفين (5) أذكار النوم
  • هنا المعتكف
  • مبيت المعتكف ليلة العيد في المسجد والخروج منه إلى المصلى
  • يستحب اشتغال المعتكف بالقرب، واجتناب ما لا يعنيه

مختارات من الشبكة

  • المجلس التاسع عشر من مجالس شهر رمضان 1437 هـ (مسائل مهمة يحتاجها المعتكف)(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • المجلس التاسع عشر من مجالس شهر رمضان 1437 هـ (مسائل مهمة يحتاجها المعتكف)(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • المجلس الثامن من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس السابع من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس السادس من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس الخامس من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس الرابع من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس الثالث من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس الثاني من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجلس الأول من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب