• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات
علامة باركود

أدوار المؤسسات الوسيطة في تنمية العمل الخيري

أدوار المؤسسات الوسيطة في تنمية العمل الخيري
أ. د. علي بن إبراهيم النملة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/2/2024 ميلادي - 4/8/1445 هجري

الزيارات: 2551

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أدوار المؤسسات الوسيطة في تنمية العمل الخيري[1]

 

المدخل:

إن الحديث عن المؤسسات الوسيطة للقطاع الخيري يقوم على مفهوم مأسسة العمل الخيري وتحقيق العراقة فيه وتنمية أدائه، بحيث ينتظم العمل الخيري ويصل إلى المستفيد بسلاسة، بعيدًا عن المن والأذى، وبحيث يتحقق هدفٌ سامٍ في العمل الخيري، لطالما كان طموحًا لكثير من القائمين على فعل الخير والوسطاء والوكلاء والنواب، وهو الوصول إلى المستحقين مباشرة، من منطلق القول: نصل إليك قبل أن تصل إلينا، لا سيَّما مع كثرة المتعففين الذين هم أحق من غيرهم في البذل والعطاء وتنمية قدراتهم وإمكاناتهم الذاتية الكامنة فيهم، تلك التي تحتاج إلى من يوقظها ويوقفها على قدميها؛ لتنطلق في خدمة المجتمع، ولتتحول من آخذةٍ متلقِّية إلى معطية باذلة.

 

لا يعني هذا المفهوم في الوصول إلى المستفيد "توصيل" المواد الإغاثية فقط؛ فهذه جزئية أولية من أوليات العمل الخيري المباشر، لا غنى عنها، لكن مأسسة العمل الخيري تتخطى هذا الأداء - من دون أن تغفله - إلى أن تجعل من المستحق غير مستحق.

 

يتحقق هذا التحول من خلال الوسائل المتعددة التي تضطلع بها الحكومات (القطاع الحكومي أو العام) والقطاع الأهلي أو الخاص والقطاع الثالث أو الخيري، المتمثل في الهيئات والمؤسسات والجمعيات الخيرية، وقد يكون من أبرزها وأقربها إلى الذهن في انتشال المحتاج من حال الحاجة والعَوَز، ذلك المنحى المتمثل في التأهيل والتدريب ودراسات الجدوى للمشروعات التجارية والخدمية الصغيرة والحاضنات، وتبني ذوي الطموحات المنتجة للسلع والخدمات والرؤى والأفكار.

 

المؤسسات الوسيطة:

وقد لا تكون جميع الهيئات والمؤسسات والجمعيات الخيرية مؤهلة وحدها للقيام المباشر في تحقيق هذه النقلات النوعية في أدائها، فتستعين بالله تعالى ثم بالمؤسسات الوسيطة، التي تكفل لها تقديم هذه الخدمات بمساندتها وتلبية حاجات لها ضرورية؛ للارتقاء بخدماتها وتوسعها الأفقي بالإضافة إلى التوسع الرأسي، إما بالقيام بهذه النقلات النوعية مباشرة، نيابةً عن الهيئات والمؤسسات والجمعيات الخيرية، أو بتقديم الدراسات ووضع الإستراتيجيات والخطط التي تضمن - بإذن الله تعالى - نجاح هذه المشروعات والبرامج، ومن ثم تسهم المؤسسات الوسيطة في تحقيق أهداف الجهات الخيرية.

 

وحيث إنه من المتحقق عدم قدرة الهيئات والمؤسسات والجمعيات الخيرية القيام بمهماتها وحدها في زمننا الحاضر والمستقبل بإذن الله، بما في ذلك وجود مجالس إدارة وهيئات استشارية غير متفرغة؛ فلقد أضحى من المتحتم على الهيئات والمؤسسات والجمعيات الخيرية أن تجعل لها عددًا من الأذرعة المساندة، تكفيها مؤونة الخبرة ووضع الدراسات واقتراح الآليات التي تنفذها تلك الجهات المَعْنية، مما يمكن أن يطلق عليه مفهوم "المصادر الخارجية" "out - sourcing".

 

ومن هذه الضرورة للمصادر الخارجية تبرز أهمية المؤسسات الوسيطة، التي قد تتخصص في مجال أو مجالين أو ثلاثة من مجالات الخدمات التي تقدمها الهيئات والمؤسسات والجمعيات الخيرية.

 

نَبْذ الارتجالية:

وقد يظن البعض، من أولئك الذين تعودوا على الارتجالية في الأداء والتقديرات الشخصية للأمور، أن هذا الأسلوب في الأداء، بالاستعانة بالمؤسسات الوسيطة، إنما يعقد عمليات بسيطة تقوم على العفوية والأريحية وغيرها من المواقف المعنوية، التي لا تخلو بحال من قدر من الارتجالية وقرارات الشخص الواحد، كما أنه يظن أن هذا الأسلوب المعقد مكلف ماديًّا كذلك و"فيه مضيعة للوقت"؛ نظرًا لما تتقاضاه بعض الجهات الوسيطة من مقابل مادي على الدراسات والخدمات والأعمال الأخرى التي تقدمها، وما تحتاجه من وقت لإعداد ما يناط بها من مهمات.

 

وواقع الأمر أن الأصل في هذه المؤسسات الوسيطة أنها توفر على الجهات الخيرية على المدى البعيد الكثير من المال والجهد والوقت، وتحُدُّ كثيرًا من الاجتهادات التي قد لا تكون في محلها في بعض الأحيان، ومن دون الاستعانة بهذه المؤسسات تخسر الجهات الخيرية كثيرًا، في الوقت الذي تظن فيه أنها توفر، إذا لم تتبع أسلوب المأسسة في العمل الخيري.

 

هذا على اعتبار أن المؤسسات الوسيطة تتقاضى أتعابًا مادية على ما تقوم به من جهود، يكون أحيانًا مبالغًا فيها في نظر القائمين على الهيئات والمؤسسات والجمعيات الخيرية، بالنظر إلى أن هذه الجهات الخيرية تؤدي عملًا خيريًّا مجانيًّا، وتتطلع أن تقدم لها الخدمات المساندة مجانًا.

 

وقد تكون هناك مؤسسات وسيطة خيرية تقدم خدماتها دون مقابل مادي، وقد بدأت في الظهور على الساحة الخيرية المحلية والعالمية، مما يؤكد على النزوع إلى العمل المؤسسي الذي يصب في مأسسة العمل الخيري، وحري بالجهات الخيرية أن تُولِيَ هذه الأذرع الاهتمام الكافي، مع الاقتناع بجدواها وأهميتها ونتائجها الإيجابية بحول الله تعالى.

 

نماذج من المؤسسات الوسيطة:

تصطفي هذه الورقة خمسة نماذج - منتقاة بتحيز - من المؤسسات الوسيطة؛ وذلك لإعطاء أمثلة فقط على أهمية المؤسسات الوسيطة في تنمية المجتمع، من خلال تنمية أداء العمل الخيري وتطويره، ولكل نموذج من هذه النماذج الخمسة وجهته وطبيعته وأداؤه في مساندة العمل الخيري وتطويره، وهي - بالاعتماد على مواقعها الإلكترونية ونشراتها المطبوعة - على النحو الآتي:

النموذج الأول:

• الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية، نموذجًا للجمعيات الفنية الوسيطة.

 

• نشأت هذه الجمعية في 20/ 10/ 1426هـ الموافق 22/ 11/ 2005م، وتمثل نموذج المؤسسة الخيرية المتخصصة في المجال الهندسي، وهي تمارس دور الجهة الوسيطة التي تقدم خدماتها للهيئات والمؤسسات والجمعيات الخيرية دون مقابل مادي.

 

• وتسعى - بحسب نشرتها الإلكترونية - إلى الوصول بالمشاريع الخيرية إلى مستويات عالية من التميز فنيًّا وقيميًّا، ومن خلال رغبتها في تقديم الخدمات الهندسية للمشروعات الخيرية بالمعايير الفنية المعتمدة للوصول بها لتحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها، من خلال الاستفادة من الكفاءات الهندسية المتخصصة، تلك التي تؤدي زكاة تخصصها؛ لتتكامل خدمات الجمعية مع أهداف الجمعيات الخيرية الأخرى.

 

• وتقوم الجمعية بالإشراف والتنسيق لإعداد الدراسات العمرانية والمعمارية والهندسية والمعلوماتية وغيرها، والإشراف على إعداد دراسات الجدوى الهندسية للمنشىآت الخيرية، وتنسيق الإشراف على أعمال التجهيز والتنفيذ، وتنسيق الإشراف على أعمال الصيانة والترميم وإدارة تنفيذها، ودعم الدراسات والبحوث الهندسية وتشجيعها، بما يسهم في تطوير الآليات والوسائل المعينة - بعد عون الله تعالى - على تنفيذ المنشآت الخيرية بما يتلاءم مع متطلباتها الاجتماعيَّة والاقتصادية والبيئية والثقافية، وتقديم المعلومات والأفكار النوعية للأفراد والجهات الخيرية التي تعينها على تحقيق أهدافها.

 

• وقد حقَّقت الجمعية في هذا المجال عددًا من الإنجازات الهندسية في مجالات شتى؛ كالمساجد والمباني الاستثمارية والوقفية العائدة إلى جمعيات خيرية تسعى إلى إيجاد مواردَ مالية ثابتة، في طريق الاستغناء التدرُّجي عن الاعتماد الكلي على التبرعات، من دون إغفال أهمية التبرعات في تنمية الموارد المالية للجهات الخيرية.

 

النموذج الثاني:

• مركز حرفة.

 

• وهو مركز متخصص في عرض منتجات الأسر المنتجة وبيعها على المواطنين والمقيمين في مقر ثابت بمدينة بريدة بمنطقة القصيم، وقد ضرب مثلًا يحتذى به في تبني هذا الأسلوب في الإنتاج الذي يجمع بين الجودة والإتقان من جهة، ويحفظ للأسرة قدرًا من الخصوصية والتوفير المادي من حيث الجهد التسويقي.

 

• ويعد المركز - بهذه الصيغة - وسيطًا فاعلًا في مجال التسويق لمنتجات شعبية واستهلاكية مطلوبة في السوق السعودي، ويشرف على المركز عدد من نساء المجتمع اللاتي عُرِف عنهن جهودهن الخيرية.

 

• ويلقى المركز دعمًا واضحًا من المسؤولين في المنطقة، مما يؤثر إيجابًا على نجاح فكرة المركز وتعميمها، من دون إغفال المتطلبات الرسمية الأولية لأي منتج، سواء أكان طعامًا أم لباسًا أم فرشًا، تلك التي تكفل الجودة والإتقان وتطمئن المستهلك على تحقيق متطلبات صحة البيئة وجودة المنتج.

 

• ومع الأخذ بهذا الاعتبار من دواعي نجاح التجرِبة، يجري تعميمها على بقية المناطق في المملكة، التي لا تخلو من تجارِب مماثلة سابقة ولاحقة، مما يحيي فكرة التنافسية بينها في مجالات النوعية والإتقان، واستيفاء الشروط التي تتطلبها جهات الحفاظ على صحة المواطن والمقيم ورفاهه.

 

النموذج الثالث:

الكراسي العلمية، نماذج للمسارات الأكاديمية والبحثية:

ولدينا الآن في المملكة العربية السعودية ما لا يقل عن أربعة كراسي ومسارات علمية في كل من جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة وجامعة أم القرى وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إلا أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قد تميزت بإيجاد مسار علمي "أكاديمي" لدراسة العمل الخيري في جانبه التطوعي، وهذه نُبَذٌ سريعة عن كل من هذه الكراسي والمسارات:

1- كرسي عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته لتطوير العمل الخيري بجامعة الملك سعود:

• أنشئ الكرسي تحت مظلة جامعة الملك سعود سنة 1429هـ/ 2008م، وهو كرسي بحثي متخصص في تطوير أداء المنظمات الخيرية ورفع مستوى وعي المجتمع بثقافة العمل الخيري من خلال إجراء الدراسات المتخصصة ونقل المعرفة والتجارِب الدولية، ويهدف إلى تحقيق هدفين رئيسين، هما: الهدف الإداري: ويركز الكرسي من خلاله على وضع إطار عام لهيكلة المنظمات الخيرية، يتضمن الوظائف الرئيسة للمنظمات الخيرية والهياكل التَّنظيمية والأدلة التَّنظيمية والحوكمة والمراجعة ونظم المعلومات الإداريَّة، ووضع مؤشرات لقياس أداء موظفي المنظمات الخيرية، ووضع مؤشرات لقياس فعالية المنظمات الخيرية (أي مدى تحقيقها لأهدافها).

 

والهدف التسويقي والمالي، ويركز الكرسي فيه على مصادر التمويل والضبط المالي للمنظمات الخيرية من خلال أوجه الاستثمار وتنميته وتسويق منتجات المنظمات الخيرية وتطوير المعايير المحاسبية للجهات غير الهادفة للربح.

 

2- كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدراسات العمل الخيري:

أنشئ الكرسي تحت مظلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة في 25/ 1/ 1431هـ الموافق 10/ 1/ 2010م، ورغبة في الإسهام في تطوير أداء العمل الخيري أتت المبادرة في إنشاء هذا الكرسي لدراسات العمل الخيري تحت اسم "كرسي الأمير سلطان لدراسات العمل الخيري" بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة بالرياض.

 

وظيفة هذا الكرسي تطوير العمل الخيري من خلال إجراء البحوث والدراسات ونشر بعض الأعمال العلمية، وعقد الندوات والمؤتمرات التي تصب في تحقيق أهدافها في تطوير العمل الخيري.

 

3- كرسي البر للخدمات الإنسانية بجامعة أم القرى:

جاء الكرسي تحت مظلة جامعة أم القرى بمكة المكرمة ليواكب الحاجة إلى الخدمات الإنسانية والخيرية، التي أصبحت واحدة من أهم المجالات التي يفرضها واقع المجتمع المعاصر، وتتطلب التفاتة خاصة وعناية تناسب أهميتها، وليتخصص في انطلاقته الأولى في خدمة جمعية البر بمكة المكرمة، التي تأسست منذ عام 1371هـ، وهي التي تقدمت بهذا المشروع لإنشاء كرسي للخدمات الإنسانية.

 

وتأتي أهمية هذا الكرسي مما يتوقع أن يقدمه في مجال العمل الخيري والإنساني من تطوير لهذا المجال؛ ليحقق أهدافه على أسس علمية، ترتقي بممارسته على أرض الواقع، وتتلمس حقيقته في ضوء معطيات حقيقية وبحث علمي.

 

العمل التطوعي في مسارات برنامج المهارات الشخصية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، نموذجًا للمسارات الأكاديمية.

 

• يُعَد العمل التطوعي من أنفع الأعمال التي يحث عليها الشرع، ويدعو إليها؛ لِما فيها من إعانة الآخرين، والقيام على حوائجهم وتقديم كل ما ينفع المجتمع والأمة، وهو بهذا يعتبر جهدًا يندفع الفرد إليه برغبة ذاتية لديه، طوعًا من غير إجبار؛ ليحقق بذلك مصلحة وفائدة للمجتمع وأفراده.

 

وانطلاقًا من رغبة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مشاركة طلابها وتدريبهم على ممارسة العمل التطوعي تنمية لشخصياتهم وتطويرًا لمهاراتهم، فقد استحدثت سنة 1432هـ/ 2011م مشروعًا طموحًا لهذا الغرض، ومن أهم مسابقات البرنامج مشاركة الطلاب خلال دراستهم الجامعية في البرامج التطوعية التي تكسبهم الجدارات الأساسية المتحققة من هذه المشاركة.

 

• وسعيًا من الجامعة إلى الاهتمام بطلابها، وصقل شخصيتهم، وتنمية سلوكياتهم، وتطوير مهاراتهم، فقد ارتأت أهمية ممارسة الطلاب خلال دراستهم الجامعية بعض مجالات العمل التطوعي، وأن تكون هذه الممارسة منطلقة بدافع إيماني وإحساس ذاتي ومسؤولية وطنية.

 

ولضمان استفادة الطالب من هذه المشاركة، فقد وضعت معايير لتقويم أداء الطالب خلال فترة التطوع؛ حيث تقوم الإدارة المعنية بهذا البرنامج في الجامعة بمتابعة الطالب الراغب في الاستفادة من هذا البرنامج بالمتابعة مع جهة التطوع، باستخدام نموذج مخصص تقوم بتعبئته هذه الجهة وإرساله إلى الجامعة.

 

وسينعكس هذا المسار - بحول الله تعالى - إيجابًا على تنمية مفهوم التطوع في الأعمال الخيرية، ويؤسس لعراقة العمل التطوعي، الذي يُعَد بحق ركنًا من أركان العمل الخيري، ورافدًا فاعلًا ومهمًّا من روافد الموارد البشرية لدى الجهات الخيرية.

 

النموذج الرابع:

مركز مداد (المركز الدولي للأبحاث والدراسات) نموذجًا للمراكز الربحية:

• نشأ المركز سنة 1426هـ/ 2005م، وهو - كما يوحي اسمه - مركز دراسات دولي لتطوير العمل الخيري، يعمل على إبراز دور القطاع الخيري لدى صانعي القرار فيه، ودعمهم بالمعلومة الموثقة والدراسات الإستراتيجيَّة المبنية على أسس علمية واحترافية وموضوعية، في إطار من الشراكة الدائمة.

 

ويهدف إلى تأصيل مفاهيم العمل الخيري، والتوعية بدور القطاع الخيري كقطاع ثالث شريك في التنمية، ودراسة واقع العمل الخيري واستشراف مستقبله، والتطوير النوعي للمؤسسات الخيرية، ووضع رؤية مشتركة وترجمتها إلى برامج عمل وتحديد أولويات العمل فيها، وتقليص الفجوات وإلغاء الازدواجية في جهود الهيئات والمؤسسات والأفراد في تنفيذ المشاريع الخيرية.

 

• ويقوم المركز بإعداد دراسات حددها في خمسة برامج بحثية، يتوقع منها أن تساعد على الارتقاء بالعمل الخيري، وأن تعالج النقص البحثي والمعلوماتي الذي يعاني منه القطاع الخيري حاليًّا.

1- برنامج مستقبل العمل الخيري.

2- برنامج إسهام العمل الخيري في التنمية.

3- برنامج أفضل الممارسات العالمية في العمل الخيري.

4- برنامج الكفاءة الإداريَّة والمالية لمؤسسات العمل الخيري.

5- برنامج قاعدة معلومات العمل الخيري الخليجي.

 

• ويراعي المركز بعض القيم، مثل المنهجية العلمية والعدل والموثوقية والتخصصية والاحترافية والواقعية ورُوح الفريق الواحد.

 

ويركز المركز على عدد من عناصر العمل الخيِّر، من مثل:

المؤسسات والجمعيات الخيرية.

المتبرعين والداعمين.

المؤسسات المانحة.

صنَّاع القرار في الجهات ذات العلاقة.

 

ويصدِر المركز دورية محكَّمة تُعنى بالعمل الخيري، تصدر مرتين في السنة، وصدر منها، إلى إعداد هذه الورقة، أربعة أعداد، كما يصدر المركز عددًا من الكتب العلمية، التي تعالج مفاهيم حديثة في تطوير العمل الخيري، ولديه رصدٌ سنوي للمؤتمرات والندوات التي تعقد على مستوى العالم العربي حول العمل الخيري، كما أنه يهتم بأخبار العمل الخيري من خلال نشرة إلكترونية يومية تتابع النشاطات التي تقوم بها الجهات الخيرية على مستوى العالم العربي، وأبعد من ذلك.

 

النموذج الخامس:

شركة وافي العالمية لتطوير المنظمات غير الربحية.

 

نشأ المركز باسم "شركة وافي العالمية" في 5/ 1/ 1430هـ الموافق 1/ 1/ 2009م، وهو من المراكز المتخصصة في خدمة القطاع الخيري وتطويره، ويؤدي دور المطور لأداء مؤسسات العمل الخيري، ويقدم لهذا القطاع الاستشارات والدراسات ويقوم بوضع الأنظمة واللوائح للجهات الخيرية، مستأنسًا بلائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعيَّة فيما له علاقة بجمعيات الداخل ومؤسساته، والوزارة هي الجهة المخوَّلة للإشراف على العمل الخيري داخل المملكة العربية السعودية.

 

ويقوم المركز بهذه الأعمال بمقابل مادي، فهو مركز ربحي واضح المعالم، ويتبنى المركز المعايير العالمية برؤية إسلاميَّة، وتشمل اهتماماته تطوير أداء الجمعيات والهيئات الخيرية، وتطوير أداء المؤسسات المانحة، وتطوير برامج المسؤولية الاجتماعيَّة، وتطوير المبادرات الاجتماعيَّة، والتركيز على هذه القطاعات الأربعة كافٍ في مجال التخصص في تطوير العمل الخيري، وعليها مدار العمل الخيري الاجتماعي.

 

الخاتمة:

باستعراض هذه النماذج الخمسة غير الحصرية، وإنما هي نماذج للتمثيل فقط، وباستعراض رُؤَاها ورسائلها وأهدافها وسياساتها وطموحاتها، تتضح الأهمية لوجود مؤسسات وسيطة، تسهم إسهامًا واضحًا في مأسسة العمل الخيري وتحقيق العراقة فيه، ومن ثم الابتعاد به عن أسلوب الارتجالية القائم على الاجتهادات الشخصية المتسمة بالإخلاص - من دون شك - لكنها في مجملها قد تفتقر إلى الصواب؛ ما يوقع الجهات الخيرية في التقصير في أداء مهماتها في تنمية المجتمع المدني.

 

والحاجة قائمة إلى المزيد من مثل هذه المؤسسات الوسيطة، وذلك في مجالات تخصصية أخرى تخدم العمل الخيري وتسهم في تطويره، ويكون لها أثر واضح في نجاح أدائه، وقد وصلت - إلى تحرير هذه الورقة - إلى خمسة وأربعين مركزًا تتوزع بحسب اهتماماتها، ويتوقع لها المزيد، لا سيَّما تلك التي تنحو نحو الربحية، مما سيوجد قدرًا من التنافسية في تقديم الخدمات للهيئات والمؤسسات والجمعيات الخيرية، وسيكون هناك تركيز على الجودة والنوعية، وبضدها تتميز الأشياء.

 

كان الله في عون القائمين على مأسسة العمل الخيري، وكان الله في عون الجميع!



[1] ورقة قدمت في ملتقى المؤسسات الوسيطة: شراكة وتكامل، الرياض: مؤسسة محمد وعبدالله ابني إبراهيم السبيعي الخيرية، 28 - 29/ 12/ 1434هـ الموافق 2 - 3/ 11/ 2013م، ونشرت في أوراق العمل للملتقى، ص 9 - 18.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الواتساب والعمل الخيري
  • أضواء على العمل الخيري الإسلامي
  • من أولويات العمل الخيري
  • العمل الخيري والسيرة الذاتية

مختارات من الشبكة

  • سنان باشا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ستة أدوار يمكن أن تؤديها نحو فلسطين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أدوار الكيمياء في حياتنا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أدوار المدارس في الإنذار المبكر لكشف الانحرافات السلوكية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أدوار الخطابة في الإذاعة المدرسية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عندما يبحث الإعلام عن أدوار زائفة!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مسؤولية الطالب الجامعي.. رؤية في واقع(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • شهادات المنصفين الغربيين .. إدوار بروي ومارسيل بوازار(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • أنواع الوسائط التعليمية وقواعد استخدامها(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أهمية الوسائط التعليمية(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب