• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من حافظ عليها..
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات
علامة باركود

الاستشراق والإعجاز في القرآن الكريم (2 / 2)

الاستشراق والإعجاز في القرآن الكريم (2 / 2)
أ. د. علي بن إبراهيم النملة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/3/2016 ميلادي - 10/6/1437 هجري

الزيارات: 21144

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستشراق والإعجاز في القرآن الكريم (2 / 2)

 

• محَمَّد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن الكريم.

• إدراك الإعجاز.

• الخاتمة: الخلاصة والنتيجة.


محَمَّد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن الكريم:

توالت ترجمات معاني القرآن الكريم، دون تدخُّل مباشر، بالضرورة، من الأديرة والكنائس والمنصِّرين، ولكن بقدر من الإيحاء الذي أملته العودة إلى الترجمات السابقة. حتى يأتي جورج سيل سنة 1149هـ/ 1734م، الذي وصف، لاهتمامه البالغ بالإسلام، بأنَّه «نصف مسلم»،[1] حيث أثنى على القرآن الكريم، وترجم معانيه إلى اللغة الإنجليزية، لكنه نفى أنْ يكون وحيًا من عند الله، بل أكَّد على أنَّه من صنع محَمَّد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -، حيث يقول: «أمَا أنَّ محَمَّدا كان، في الحقيقة، مؤلِّف القرآن المخترع الرئيسي له، فأمرٌ لا يقبل الجدل، وإنْ كان المرجَّح - مع ذلك - أن المعاونة التي حصل عليها من غيره، في خطَّته هذه، لم تكُن معاونةً يسيرة. وهذا واضح في أنَّ مواطنيه لم يتركوا الاعتراض عليه بذلك»[2].

 

وفي نصٍّ آخر للترجمة ينقله علي علي علي شاهين في كتابه: الإعلام بنقض ما جاء في كتاب مقالة في الإسلام: «ومما لا شكَّ فيه ولا ينبغي أنْ يختلف فيه اثنان أن محَمَّدا هو في الحقيقة مصنِّف القرآن وأوَّل واضعيه. وإنْ كان لا يبعد أنْ غيره أعانه عليه كما اتَّهمته العرب، لكنَّهم لشدَّة اختلافهم في تعيين الأشخاص الذين زعموا أنهم كانوا يعينونه وَهَتْ حجَّتهم، وعجزوا عن إثبات دعواهم. ولعلَّ ذلك لأنَّ محَمَّدا كان أشدَّ احتياطًا من أن يترك سبيلاً لكشف الأمر».[3] ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: ١٠٣].

 

يقول نجيب العقيقي عن هذه الترجمة: «وقد نجح في ترجمته، فذكرها فولتير في القاموس الفلسفي. وأُعيد طبعها مرارًا، إلاَّ أنَّها اشتملت على شروح وحواشٍ ومقدِّمة مسهبة، هي في الحقيقة بمثابة مقالة إضافية عن الدين الإسلامي عامَّة حشاها بالإفك واللغو والتجريح».[4] وجاءت ترجمات معاني القرآن الكريم التالية له، في معظمها، عالةً عليه، متأثِّرة به، بحيث نظر الآخرون إلى القرآن الكريم بعد جورج سيل بعينيه، ولم ينظروا إليه بعيونهم.

 

كون القرآن الكريم من تأليف رسول الله محَمَّد بن عبد الله، سواء أعانه على تأليفه نفرٌ من اليهود والنصارى والحنيفيين المعاصرين له أم لم يعاونه عليه أحدٌ، أدَّى إلى المزيد من الصدِّ والالتفات عن الجانب الإعجازي في القرآن الكريم؛ إذ لا يتوقَّع القائلون بأنَّ هذا من تأليف ذلك العبقري العربي، الذي عاش في القرنين السادس والسابع الميلاديين، أنْ تكون له نظرات علمية، سواء أكانت متحقِّقةً في زمانه أم أنَّها داخلةٌ في نطاق ما يأتي من الزمان، وهو الناشئ في بيئة أمِّية، وهو نفسه كان أمِّيًّا. فلم تساعد هذه النظرة إلى كتاب الله تعالى على مجرَّد التفكير بأنَّه كتاب معجز[5].

 

الادِّعاء أن القرآن الكريم من تأليف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي فرية استشراقية قديمة في إطلاقها، ولكنها أثَّرت كثيرًا على تأثير القرآن الكريم على قرَّاء ترجمة المعاني باللغة الإنجليزية، دون شكٍّ. بل إنَّ التأثير قد امتدَّ إلى قرَّاء ترجمة المعاني باللغة الفرنسية، عندما تبنَّى المستشرق البولوني ألبر كازميرسكي (1216 - 1295هـ/ 1801 - 1887م) نقل ترجمة المعاني من اللغة الإنجليزية إلى اللغة الفرنسية (سنة 1256هـ/ 1840 - 1841م)، بالأسلوب الذي ترجمها به جورج سيل، حيث «تعوزها بعض الأمانة العلمية»، كما يقول نجيب العقيقي[6].

 

يقول محَمَّد خليفة حسن: «أدَّت وفرة الترجمات الاستشراقية في اللغات الأوروبية إلى نتيجة سلبية في الدراسات القرآنية عند المستشرقين، وهي أنَّ معظم هذه الدراسات اعتمدت على الترجمات، ولم تعتمد على النصِّ العربي للقرآن الكريم»[7].

 

على أيِّ حال فالبحث في تأريخ الترجمات، التي قام بها الرهبان، ثم الرهبانُ المستشرقون، ثم المستشرقون من غير الرهبان، بحثٌ شائق، وليس هذا مجال التوسُّع فيه، إلا أنَّه غلب على ترجمات معاني القرآن الكريم، من قِبل غير أهله، أنَّها ترجمات اتَّسمت بالنظرة السلبية تجاه الوحي، وتجاه من نزل عليه الوحي، سيِّدنا محَمَّد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -.

 

هذه النظرة التي قال عنها واحد منهم، وهو روم لاندو: «إنَّنا لم نعرف إلى وقت قريب ترجمةً جيَّدة استطاعت أنْ تتلقَّف من روح الوحي. والواقع أنَّ كثيرًا من المترجمين الأوائل لم يعجزوا عن الاحتفاظ بجمال الأصل فحسب، بل كانوا إلى ذلك مُفعمين بالحقد على الإسلام، إلى درجة جعلت ترجماتهم تنوء بالتحامُل والتغرُّض. ولكن حتَّى أفضل ترجمة ممكنة للقرآن في شكل مكتوب لا تستطيع أنْ تحتفظ بإيقاع السور الموسيقي الآسر على الوجه الذي يرتِّلها به المسلم. ولا يستطيع الغربي أنْ يدرك شيئًا من روعة كلمات القرآن وقوَّتها إلا عندما يسمع مقاطعَ منه مرتَّلةً بلغته الأصلية»[8].

 

يعلِّق مصطفى نصر المسلاَّتي على هذا النصِّ بقوله: «إنَّ اعتراف روم لاندو R. Landau لَيعطي فهمًا مبدئيًّا بأنَّ بعضًا من المستشرقين عندما حاولوا ترجمة القرآن، في أفضل ترجمة ممكنة، أفقدوا القرآن روعته، وأساؤوا إليه، سواء عن قصد أو عن غير قصد.

 

إنَّنا نشير هنا إلى أنَّ جولدزيهر Goldziher قد تمسَّك بروايات شاذَّة جاء بها دليلاً وبرهانًا على أنَّ القراءات السبع عندما نشأت كانت أصلاً عن طريق الكتابة وعدم نطقها. وقد علم المسلم - بما لا يدع مجالاً للشكِّ - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان قد أقرأ صحابته بعدَّة وجوه، وليس بوجه واحد»[9].

 

الوقفات النقدية لرؤى جولزيهر في القراءات خاصَّةً من خلال كتابه: مذاهب التفسير الإسلامي كثيرة، يُرجع منها إلى مناقشات عبدالفتَّاح عبدالغني قاضي، (رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف الأسبق)، في مجلَّة الأزهر في أعداد متواليةً، من العدد 9 المجلد 42 إلى العدد 1 من المجلد 45 (11/ 1390هـ - 1/ 1393هـ الموافق 1/ 1971 - 2/ 1973م)، ثم جمعها في كتاب، طُبَع طبعاتٍ عدَّة[10].

 

إدراك الإعجاز:

تنطلق هذه الوقفة من الإيمان المطلق بأنَّ هذا القرآن الكريم كلام الله تعالى، وأنَّ هذا الكون الفسيح بمخلوقاته وبماضيه وبحاضره وبمستقبله هو خلق الله، ومن ثمَّ فمن المتحقِّق أن يكون هذا الكتاب العزيز شاهدٌ من شواهد الإعجاز في هذا الكون.

 

من هذا المنطلق تتلمَّس هذه الوقفة ردود المستشرقين والعلماء الأوروبيين المعاصرين على المستشرقين الأوائل في قولهم بأنَّ القرآن الكريم من تأليف محَمَّد - صلى الله عليه وسلم -، ومن ثمَّ تفضي هذه الردود إلى الالتفات إلى الجوانب الإعجازية في كتاب الله تعالى[11]، فيقول المستشرق شيبس: «يعتقد بعض العلماء أنَّ القرآن كلام محَمَّد، وهذا هو الخطأ المحضُ، فالقرآن هو كلام الله تعالى الموحى على لسان رسوله محَمَّد. وليس في استطاعة محَمَّد، ذلك الرجل الأمِّي في تلك العصور الغابرة أنْ يأتينا بكلام تحار فيه عقول الحكماء ويهدي به الناسَ من الظلمات إلى النور. وربَّما تعجبون من اعتراف رجلٍ أوروبِّي بهذه الحقيقة، لا تعجبوا فإنِّي درستُ القرآن فوجدتُ فيه تلك المعاني العالية والنظم المحكمة. وتلك البلاغة التي لم أرَ مثلها قطُّ، فجملة واحدةٌ تغني عن مؤلَّفات»[12].

 

وهذه لورا فيشيا فاغليري تقول في كتابها: دفاع عن الإسلام: «كيف يكون هذا الكتاب المعجز من عمل محَمَّد وهو العربي الأمِّي الذي لم ينظم طوال حياته غير بيتين أو ثلاثة أبيات لا ينمُّ منها عن أدنى موهبة شعرية؟

 

وعلى الرغم أنَّ محَمَّدا دعا خصوم الإسلام إلى أن يأتوا بكتاب مثل كتابه، أو على الأقلِّ بسورةٍ من مثل سُوَره ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: ٢٣]. وعلى الرغم من أنَّ أصحاب البلاغة والبيان الساحر كانوا غير قلائل في بلاد العرب، فإنَّ أحدًا لم يتمكَّن من أنْ يأتي بأيِّ أثر يضاهي القرآن. لقد قاتلوا النبيَّ بالأسلحة، ولكنَّهم عجزوا عن مضاهاة السموِّ القرآني»[13].

 

وهذه ديبرا بوتر، الصحفية الأمريكية التي اعتنقت الإسلام سنة 1400هـ/ 1980م تقول: «كيف استطاع محَمَّد الرجل الأمِّي الذي نشأ في بيئة جاهلية أنْ يعرف معجزات الكون التي وصفها القرآن الكريم، والتي لا يزال العلم الحديث حتَّى يومنا هذا يسعى لاكتشافها؟ لا بُدَّ إذنْ أنْ يكون هذا الكلام هو كلام الله عزَّ وجلَّ»[14].

 

واشتهر الطبيب الفرنسي موريس بوكاي بوقفاته الموضوعية العلمية مع الكتب السماوية، وخرج من دراسته هذه بعدد من النتائج ضمَّنها كتابه المشهور القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، أو دراسة الكتب المقدَّسة في ضوء المعارف الحديثة، إذ يقول: «كيف يمكن لإنسان - كان في بداية أمره أُمّيًّا - ثمَّ أصبح فضلاً عن ذلك سيِّد الأدب العربي على الإطلاق، أنْ يصرِّح بحقائق ذات طابع علمي لم يكن في مقدور أيِّ إنسان في ذلك العصر أنْ يكونها، وذلك دون أنْ يكشف تصريحه عن أقلِّ خطأ من هذه الوجهة؟»[15].

 

وكتب المستشرق الفرنسي إميل درمنغم عن حياة محَمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وقال: «كان محَمَّد، وهو البعيد من إنشاء القرآن وتأليفه ينتظر نزول الوحي أحيانًا على غير جدوى، فيألم من ذلك، كما رأينا في فصل آخر، ويودُّ لو يأتيه المَلَكُ متواترًا»[16].

 

وتقول يوجينا غيانة ستشيجفسكا، الباحثة البولونية المعاصرة في كتابها: تاريخ الدولة الإسلامية: «إنَّ القرآن الكريم مع أنَّه أُنزل على رجل عربي أمِّي نشأ في أمَّة أمِّية، فقد جاء بقوانين لا يمكن أنْ يتعلَّمها الإنسان إلا في أرقى الجامعات. كما نجدُ في القرآن حقائقَ علميةً لم يعرفها العالم إلاَّ بعد قرون طويلة»[17].

 

وهذه الليدي إفيلين كوبولد، النبيلة الإنجليزية التي أسلمت، تقول في كتابها: الحجُّ إلى مكَّة، أو البحث عن الله: «وذكرتُ أيضًا ما جاء في القرآن عن خلق العالم وكيف أنَّ الله قد خلق من كلِّ نوعٍ زوجين، وكيف أنَّ العلم الحديث قد ذهب يؤيِّد هذه النظرية بعد بحوث مستطيلة ودراسات امتدَّت أجيالاً عديدة»[18].

 

وهذا القس المستشرق المعاصر مونتوجمري واط يعود عن أقواله السابقة التي ضمَّنها كتابَه: محَمَّد النبي ورجل الدولة من أنَّ «الوحي لم يكن من عند الله، ولكنه كان من الخيال المبدع. وكانت الأفكار مختزنة في اللاوعي عند محَمَّد، وهي أفكارٌ حصَّلها من المحيط الاجتماعي الذي عاش فيه قبل البعثة. ولم يكن جبريل إلا خيالاً نقل الأفكار من اللاوعي إلى الوعي. وكان محَمَّد يسمِّي ذلك وحيًا»[19].

 

يرجع مونتجمري واط عن قوله هذا، فيقول عن القرآن الكريم في كتابه المتأخِّر: الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر: «إنَّ القرآن ليس بأيِّ حال من الأحوال كلامَ محَمَّد، ولا هو نتاج تفكيره، إنَّما هو كلام الله وحده، قصد به مخاطبة محَمَّد ومعاصريه، ومن هنا فإنَّ محَمَّدا ليس أكثرَ من «رسول» اختاره الله لحمل هذه الرسالة إلى أهل مكَّة أوَّلاً، ثمَّ لكلِّ العرب، ومن هنا فهو قرآن عربي مبين. وهناك إشارات في القرآن إلى أنَّه موجَّهٌ للجنس البشري قاطبةً. وقد تأكَّد ذلك عمليًّا بانتشار الإسلام في العالم كلِّه، وقبله بشرٌ من كلِّ الأجناس تقريبًا»[20]. ويمضي مونتوجمري واط في توكيد ذلك في أكثرَ من موضع من كتابه سالف الذكر[21].

 

يذكر وحيد الدين خان في كتابه: الإسلام يتحدَّى أنَّ الآية الكريمة: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: ٢٨]، قرئت على الأستاذ جيمس جينز أستاذ الفلك في جامعة كامبردج، «فصرخ السير جيمس قائلاً: ماذا قلت؟ إنَّما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ؟ مدهش! وغريب، وعجيب جدًّا! إنَّ الأمر الذي كشفتْ عنه دراسة ومشاهدة استمرَّت خمسين سنةٍ من أنبأ محَمَّدا به؟ هل هذه الآية موجودة في القرآن حقيقة؟ لو كان الأمر كذلك فاكتب شهادة منِّي أنَّ القرآن كتاب موحى من عند الله. ويستطرد السير جيمس جينز قائلاً: لقد كان محَمَّد أمِّيًّا، ولا يمكنه أنْ يكشف عن هذا السرِّ بنفسه، ولكن «الله» هو الذي أخبره بهذا السر. مدهش! وغريب، وعجيبٌ جدًّا»[22].

 

يقول إبراهيم خليل أحمد، وكان قِسًّا عمل على تنصير المسلمين فاهتدى: «القرآن الكريم يسبق العلم الحديث في كلِّ مناحيه: من طبٍّ وفلك وجغرافيا وجيولوجيا وقانون واجتماع وتاريخ... ففي أيامنا هذه استطاع العلم أنْ يرى ما سبق إليه القرآن بالبيان والتعريف»[23].

 

وهذا ميلر بروز، أستاذ الفقه الديني الإنجيلي بجامعة ييل يقول: «إنَّه ليس هناك شيء لا ديني في تزايُد سيطرة الإنسان على القوى الطبيعية، هناك آيَّة في القرآن يمكن أن يستنتج منها أنَّه لعلَّ من أهداف خلق المجموعة الشمسية لفت نظر الإنسان لكي يدرس علم الفلك ويستخدمه في حياته: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 5]. وكثيرًا ما يشير القرآن إلى إخضاع الطبيعة للإنسان باعتباره إحدى الآيات التي تبعث على الشكر والإيمان: ﴿ وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ﴾ [الزخرف: 12، 13]. ويذكر القرآن - لا تسخير الحيوان واستخدامه فحسب - ولكن يذكر السفُن أيضًا. فإذا كان الجمل والسفينة من نعم الله العظيمة، أفلا يصدُق هذا أكثر على سكَّة الحديد والسيَّارة والطائرة؟»[24].

 

الخاتمة: الخلاصة والنتيجة:

يمكن تلخيص الوقفات الخمس التي وردت في هذا البحث في النقاط الآتية:

1. تأخَّر المسلمون في نقل المعلومة الشرعية، ومنها تقديم القرآن الكريم إلى الأقوام الأخرى، عن طريق ترجمة معانيه. وكان هناك جدلٌ بين علماء المسلمين حول مشروعية ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى غير اللغة العربية.

 

2. تردَّد رجال الكنيسة في قبول ترجمة معاني القرآن الكريم، خوفًا من انتشار الإسلام، وحُبست أوَّل ترجمة لمعانيه في الكنيسة لأربعة قرون (536 - 950هـ/ 1411 - 1543م)، وأُحرقت بعض الترجمات، لاسيَّما المحاولة الثانية التي قام بها جمع من رهبان ريتينا.

 

3. رغبةً في الحدِّ من انتشار الإسلام بين النصارى على حساب العقيدة النصرانية، انطلقت ترجمات معاني القرآن الكريم من الكنائس والأديرة، ولم تكن الدوافع لهذه الترجمات، بالضرورة، علمية أو موضوعية.

 

4. اتَّسمت الترجمات الأولى لمعاني القرآن الكريم التي قام بها المستشرقون بالطعون في كتاب الله تعالى، وفي كونه كتابًا منزَّلاً على نبي مرسل، ومن ثمَّ فقد ظهر الزعم بأنَّ هذا الكتاب الكريم من تأليف محَمَّد –-، أعانه عليه قوم آخرون، من معاصريه من اليهود والنصارى والحنيفيين.

 

5. كان لهذا الزعم بأنَّ القرآن الكريم من تأليف محَمَّد –- أثرُه في التعامي عن الجوانب المعجزة من كتاب الله تعالى، تستوي في ذلك الجوانب الإعجازية في العلوم التطبيقية والبحتة والعلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية، مما يعني عدم التركيز في الجوانب الإعجازية من كتاب الله تعالى على العلوم التطبيقية والبحتة فقط.

 

6. منطلق النظرة إلى إعجاز القرآن الكريم قائم على القاعدة بأن القرآن الكريم من كلام الله والكون كلُّه من خلق الله، فكان من المنتظر أنْ يكون الإعجاز من سمات هذا الكتاب الكريم المنزَّل على رسول الله محَمَّد بن عبدالله -، الذي ﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: ٤٢].

 

7. الذين تلقَّوا القرآن الكريم، من غير المسلمين، مترجمًا مباشرة عن طريق المسلمين كانوا أكثر تأثُّرًا به، وبإعجازه، ممن تلقَّوه عن طريق ترجمات المستشرقين الأولى، ومن ثمَّ انبرى مستشرقون وعلماء أوروبِّيون متأخِّرون إلى إنصاف كتاب الله تعالى بما احتوى عليه من جوانب إعجازية، ومن ثمَّ استبعاد أنْ يكون هذا القرآن الكريم من صنع البشر.

 

8. يحتِّم هذا اضطلاع المسلمين بنقل المعلومة الشرعية من منطلق انتمائي، بما في ذلك نشر ترجمات معاني القرآن الكريم التي يُعدُّها المسلمون أنفسهم، واضطلاع مراكز علمية وبحثية بذلك، على غرار ما يقوم به الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية ومجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوَّرة بالمملكة العربية السعودية، وغيرهما من المراكز الموثوقة في العالم الإسلامي، بل في بلاد العالم بأسره، حيث انتفت الجِهوية لهذا الدين الحنيف.

 

والله تعالى هو الهادي إلى سواء السبيل.



[1] انظر: محمود حمدي زقزوق. الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري. - الدوحة: رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية، 1405هـ/ 1985م. - ص 83. - (سلسلة كتاب الأمَّة؛ 5).

[2] انظر: إبراهيم اللبَّان. المستشرقون والإسلام. - القاهرة: مجلَّة الأزهر، 1390هـ/ 1970م. - ص 44. - (ملحق مجلَّة الأزهر).

[3] انظر: علي علي علي شاهين. الإعلام بنقض ما جاء في كتاب مقالة في الإسلام. - القاهرة: المؤلِّف، 1418هـ/ 1998م. - ص 189.

[4] انظر: نجيب العقيقي. المستشرقون: موسوعة في تراث العرب، مع تراجم المستشرقين ودراساتهم عنه منذ ألف عام حتَّى اليوم. - 3 مج. - ط 4. - القاهرة: دار المعارف، 1980م. - 2: 47.

[5] للوقوف على ردٍّ مستفيض لمزاعم جورج سيل المتعدِّدة انظر: علي علي علي شاهين. الإعلام بنقض ما جاء في كتاب مقالة في الإسلام. - مرجع سابق. - ص 159 - 591. وسمَّاه جرجس سال.

[6] انظر: نجيب العقيقي. المستشرقون. - مرجع سابق. - 2: 498 - 499.

[7] انظر: محَمَّد خليفة حسن. دراسة القرآن الكريم عند المستشرقين في ضوء علم نقد الكتاب المقدَّس. - 66 ص. والنصُّ من ص 45.

في: ندوة القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية المنعقدة في مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوَّرة في المدَّة من 16 - 18/ 10/ 1427هـ الموافق 7 - 9/ 11/ 2006م. - مرجع سابق.

[8] انظر: روم لاندو. الإسلام والعرب/ نقله عن الإنجليزية منير البعلبكي. - ط 2. - بيروت: دار العلم للملايين، 1977. - ص 36 - 37.

[9] انظر: مصطفى نصر المسلاتي. الاستشراق السياسي في النصف الأول من القرن العشرين. - طرابلس: إقرأ، 1986م. - ص 58.

[10] انظر: عبدالفتَّاح عبدالغني القاضي. القراءات في نظر المستشرقين والملحدين. - القاهرة: دار السلام، 1426هـ/ 2005م. - 174 ص.

[11] الاستشهاد بالأقوال الإيجابية للمستشرقين والأوروبيين حول طبيعة القرآن الكريم لا يتنافى مع ما صدر عن هؤلاء المستشرقين والعلماء الأوروبيين من وقفات سلبية للمستشرق أو العالِم الأوروبي نفسه تجاه كتاب الله تعالى وسنة رسوله محَمَّد بن عبدالله –- ودين الله الإسلام. كما لا يتنافى مع الملحوظات على النصِّ المنقول نفسه، مع الأخذ في الاعتبار أنَّ معظم النقول جاءت عمَّن لا يؤمنون بهذا الدين، فلا تتوقَّع منهم الإيجابية التامَّة.

[12] انظر: محَمَّد أمين حسن محَمَّد بني عامر. المستشرقون والقرآن الكريم. - إربد: دار الأمل، 2004م. - ص 223. - نقلاً عن محمود أبو الفيض المنوفي الحسيني. سيرة سيِّد المرسلين. - القاهرة: دار نهضة مصر،. - ص 18 - 19.

[13] انظر: لورا فيشيا فاغليري. دفاع عن الإسلام/ نقله إلى العربية منير البعلبكي. - ط 5. - بيروت: دار العلم للملايين، 1981هـ. - ص 57 - 58.

[14] نقلاً عن: عماد الدين خليل. قالوا عن الإسلام. - الرياض: الندوة العالمية للشباب الإسلامي، 1412هـ/ 1992م. - ص 55.

[15] انظر: موريس بوكاي. دراسة الكتب المقدَّسة في ضوء المعارف الحديثة. ط 4. - القاهرة: دار المعارف، 1977م. - ص 150.

[16] انظر: إميل درمنغم. حياة محَمَّد/ نقله إلى العربية عادل زعيتر. - ط 2. - بيروت: المؤسَّسة العربية للدراسات والنشر، 1988م. - ص 277.

[17] نقلاً عن: عماد الدين خليل. قالوا عن الإسلام. - مرجع سابق. - ص 68.

[18] نقلاً عن: عماد الدين خليل. قالوا عن الإسلام. - المرجع السابق. - ص 81.

[19] انظر: رجب البنَّا. المنصفون للإسلام في الغرب. - القاهرة: دار المعارف، 2005. - ص 79.

[20] انظر: محَمَّد عمارة. الإسلام في عيون غربية بين افتراء الجهلاء وإنصاف العلماء. - القاهرة: دار الشروق، 1425هـ/ 2005م. - ص 162.

[21] انظر: مونتجمري وات. الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر/ ترجمة عبدالرحمن عبدالله الشيخ. - القاهرة: مكتبة الأسرة (الهيئة المصرية العامة للكتاب)، 2001م. - نقلاً عن محَمَّد عمارة. الإسلام في عيون غربية. - مرجع سابق. - ص 159 - 178.

[22] انظر: وحيد الدين خان. الإسلام يتحدَّى/ ترجمة ظفر الإسلام خان، مراجعة وتقديم عبدالصبور شاهين. - ط 8. - القاهرة: المختار الإسلامي، 1984م. - ص 133 - 134.

[23] انظر: إبراهيم خليل أحمد. محَمَّد في التوراة والإنجيل والقرآن. - ط 2. - القاهرة: مكتبة الوعي العربي، 1965م. - ص 47 - 48.

[24] انظر: عماد الدين خليل. قالوا عن الإسلام. - مرجع سابق. - ص 51.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاستشراق والإعجاز في القرآن الكريم (1 / 2)
  • المضامين التربوية المستنبطة من آيات الاصطفاف في القرآن الكريم وتطبيقاتها التربوية في المدرسة
  • التمييز والتمايز في القرآن
  • دوافع الاستشراق

مختارات من الشبكة

  • الاستشراق والقرآن الكريم (انتشار القرآن الكريم)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستشراق والقرآن الكريم (القرآن الكريم والتنصير)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • المنهج في نقد الاستشراق (2)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستشراق وأثره في علاقة الإسلام بالغرب(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستشراق والقرآن الكريم (إدراك الإعجاز)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستشراق والرسول صلى الله عليه وسلم (الاستشراق والسيرة)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الاستشراق- الاستشراق والتنصير)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الاستشراق- الاستشراق الصحفي)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستشراق بين الحقيقة والتضليل: مدخل علمي لدراسة الاستشراق (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • الاستشراق(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب