• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالحليم عويس / قالوا عنه
علامة باركود

عبد الحليم عويس المفكر .. الإنسان

باهر عبدالفتاح علم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/12/2012 ميلادي - 28/1/1434 هجري

الزيارات: 9133

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عبد الحليم عويس المفكر.. الإنسان


عسير على مثلى ان يتحدث ويكتب محاولاً الإحاطة بجوانب السمو والرفعة، والاخلاق الرفيعة والنبل في أوضح صوره والتي اتصف بها في وضوح تام لا يخطئه ذو عينين الأستاذ المفكر عبد الحليم عويس.

 

فمنذ نعومة أظفاره ونشأته في بيت قرآني لأب حافظ لكتاب الله يسعى ويكد ويكدح ويلتزم بالفضائل تربى هذا الفتى النابغة ووعى قلبه كتاب الله، بعد أن ألتحق بمعهد المحلة الكبرى الديني في سن مبكرة.

 

ولم يكن هذا الشاب في مراحله الأولى شخصا عادياً بل إن المتتبع لسيرته يدرك بعد نظره وعلو همته فائقا أقرانه وواضعا قدمه على طريق المجد الذي لا يسلكه إلا أصحاب النفوس الشامخة والتي ترى أن لها هدفاً سامياً يسعى إلى الإسهام في بناء أمته و الذود عن دينه وعقيدته.

 

في فتره تلقيه العلم في معهد المحلة الكبرى عقدة ندوه حضرها من الأساتذة العلماء مجموعة ممن كانوا يدرّسون بالأزهر والتعليم العام. وفى تلك الآونة كان للمعهد دوره الكبير. أساتذة وطلاباً في نوعية الناس وحث الخطى وتدريب الطلاب لدعوة المسلمين إلى فهم دينهم فهماً صحيحاً لا غلو فيه ولا شطط.

 

وفي أحد هذه المؤتمرات - أو الندوات أنحى العالم الجليل الاستاذ الشيخ/ عبد الفتاح علم باللائمة على تقصير الأزهريين نحو مجتمعهم والذي يتطلع إلى تبوأ دوره المفروض في تقدم الأمة والنهوض بها. وهنا طلب الشاب عبد الحليم عويس الكلمة معقبا موجها حديثه وتساؤله للمتحدث الكريم ذاكراً أن اللوم ينبغي أن يوجه إلى الأساتذة المعلمين الذين لا يرتقون بفكر طلابهم الى ما هو مأمول، وتحدث عن ضرورة تطوير الفكر وإزالة الجمود الذي ران عليه ردحاً طويلاً من الزمن كي ينطلق الازهر محلقا في سماء العلم والعمل معاً.

 

أثارت هذه المداخلة الإعجاب الشديد لدى الأستاذ الشيخ/ عبد الفتاح علم واستدعى هذا الطالب مثنيا على جرأته وعميق فكره وطلب منه الحضور إلى منزله لمناقشته فيما ذكره فقد أدرك فيه مخايل النجابة، وعلامات الذكاء الشديد وكأنه أدرك أن لهذا الشاب شأناً وأي شأن ووجهه إلى مزيد من القراءة والاطلاع وفتح أمامه مكتبته الخاصة يتزود منها ما يشاء من مراجع وكتب مما كان له الأثر الكبير في بدايات تأليف الكتب خاصة في مجال التاريخ الإسلامي وأدى إلى أن يؤلف الشاب عبد الحليم عويس وهو في الثامنة عشرة كتابه "قصص إسلامية" والذي طبع عام 1381هـ - 1961م.

 

وفي هذا الكتاب تعرفت الناشئة بأسلوب سهل وشيق معا على العديد من أثمة العلم والفقه والجهاد بكل أنواعه سواء كان جهادا ضد الظالمين من الحكام أو الأعداء الكارهين للإسلام أو جهاد النفس وكتب في إهدائه.

 

إلى جيش الله المؤمن بمبادئه ومثله - الرابض هناك على الحدود بين عالم المثل والخلق وعالم الأمثل ولأخلق.

 

الى الجمعيات الإسلامية المكافحة قدر ما تستطيع وقدر مالا تستطيع..

 

وإليك أنت يا أخي المسلم أهدى كتابي الاول عله يصيب قلباً مظلماً فينير له طريق النجاح أو يصيب قلبك فيزيده إيماناً وثباتاً.

 

"قصص إسلاميه" عبد الحليم عويس:

قدم لهذا الكتاب الشيخان الجليلان الشيخ/ محمد الدهان وكيل المعهد الديني بالمحلة الكبرى والذي قال: أطلعني تلميذنا النابه "عبد الحليم عويس" على تلك المجموعة الطيبة فوجدتها حافلة بالفصول القيمة في روائع العظات وكريم السير وجلائل العقائد وسامى العبر وذخائر التاريخ وحميد الأثر في أسلوب قصصي طريق يغرى بالقراءة ويحمل على الاستفادة" والشيخ عبد الفتاح علم والذي قال "أنبأنا الفتى الأزهري الناشئ والباحث الدؤوب السيرة العطرة والمواقف الرائعة للغر الميامين من أسلافنا الأولين وحيث حلل الشخصيات الفذة وبين نواحي العظمة فيهم وجلاها كالشمس وضحاها بأسلوب فريد في هذا الزمان يجذبك معه حتى يصعد بك إلى الجاحظ وبعد الحليم".

 

لعل فيما اسلفت مقدمة للحديث بإسهاب عن مرحلة الانطلاق نحو سبر أغوار التاريخ والحضارة بحثاً وتحليلاً وتحقيقاً للحوادث وغربلتها ووزنها بميزان علمي دقيق ولا غرو أن يكون حصوله على الإجازة العالية "الليسانس" من كليه دار العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1968 معبراً بصدق عن هذا الاستيعاب الذي يتيح لصاحبه أن يكون في الصفوف الأولى من الباحثين والمفكرين والعلماء الذين ستثبت الايام عظيم اسهاماته وغزارة أنتاجه لخدمة الثقافة الإسلامية في معركتها ضد التيارات الهدامة المعاصرة.

 

لم يتوان الاستاذ - حتى قبل حصوله على الماجستير عام 1973 والدكتوراه عام 1977- في كتابه المقالات وتدبيج الرسائل مخاطباً وسائل الإعلام المختلفة - من صحف وإذاعات مسموعة ومرئية - مناقشا بالحجة والدليل الآراء المشوهة والمشبوهة التي تتخذ من طويتها الخبيثة منطلقاً الهجوم على الاسلام وأهله والكيد لأتباعه ومعتنقيه وتستثمر أزمات الناس الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لطمس الصورة المضيئة للحضارة الإسلامية التي هي السبب الاساسي في هذا التقدم والتمدن الذي يحياه العالم في هذه العصور.

 

أتاح له عمله بالتدريس في جامعات الجزائر والكويت وفي جامعه الامام محمد بن سعود الإسلامية ومشاركته في الكثير من المؤتمرات والندوات في كثير من دول العالم وقاراتها وزياراته المتعددة لإلقاء المحاضرات في العديد من الأخطار أن يسهم بعمق في نشر الوعى الحضاري الإسلامي والثقافة الجادة التي تنفع الناس وتمكث في الأرض.

 

إن نظرة واحدة على بعض مؤلفاته - علاوة على بداية تأليفه في (سبيل الإسلام قصص إسلامية) تنبئ كم كان مهموماً ومشغولاً بقضايا الأمة التي اختارها الله لتكون خير أمة أخرجت للناس نذكر من مؤلفاته:

• الخلفاء الراشدون (سلسلة).

• دولة بنى حماد بالجزائر.

• ابن حزم الأندلسي وجهوده.

• أوراق ذابلة من حضارتنا (وقد درس فيه سقوط ثلاثين دولة إسلامية).

• صور وبطولات من حضارتنا الإسلامية.

• المسلمون في معركة البقاء.

• العقل المسلم في مرحلة الغزو الفكري.

• طريقنا الى القدس.

• في ظلال الرسول صلى الله عليه وسلم.

• الثقافة الإسلامية وتحديات العصر.

• الإسلام كما ينبغي أن تؤمن به.

• مشكلاتنا الاقتصادية في ضوء الفقه الإسلامي.

• مشكلات المرأة في الفقه الإسلامي.

إضافة الى:

• أثر العصبية القبلية في سقوط الأندلس ولنا معه عودة بعد قليل.

• "الإعلام الخليجي ودوره في مكافحة تيارات الاتحاد والانحراف" بالاشتراك مع الدكتور مرعى مدكور "طباعه دار الصحوة القاهرة 1990".

 

إنك وأنت تقرأ هذا الكتاب تكاد تستشعر تحذيره من سقوط هذا الإعلام في هوة التبعية وخطورة التوجه جاء في المقدمة "فقد سقط الإعلام العربي في هوة المباشرة وظهرت تبعية الثقافة والمثقفين في دول عربية كثيرة للسياسة بالمعنى المباشر فقد ظهرت إذاعات موجهه متعددة لا تحمل الى آذان المستمعين سوى روح المذهبية والحزبية و الهتافات العدائية وغاب عن هذه الأجهزة الإعلامية التزامها الحقائق الموضوعية في الإقناع وتقديم الشواهد أو البراهين أو الأدلة مما ادى الى بحث المستمع العربي عن البديل الشامل في إذاعات اخرى غير عربية "المصدر السابق".

 

وأنت تطوف في هذا الكتاب تدرك تماما مدى الخطر الذي يمثله الإعلام غير المنضبط على اخلاقنا وعاداتنا وتشكيل وعى مضطرب غير سوى يعود بالضرر البالغ على الأمة وخاصة شبابها "وهم الاكثرية" مما يدفع بالأمة الى الانسحاق تحت اقدام عدو لا يرحم.

 

قال "إن التركيز على المحتوى أهم عشرات المرات من مضاعفة ساعات الإرسال الذي يعتمد بشكل كبير على المواد المستوردة فهذه المواد - المستوردة - على جاذبيتها وإغراءاتها التي تجذب المشاهدين وتقيدهم أمام الشاشة الصغيرة ستورثنا على المدى البعيد قيما بعيدة عن قيمنا وسلوكيات غريبة عنا، وستتفشى فينا أمراض السلبية والعنف والجري خلف الأنماط الاستهلاكية الناتجة عن الهجوم الإعلاني الذي لا يرحم، وهذا ما جنيناه بالفعل - بصورة أو بأخرى - من بعض برامج التليفزيون".

 

المصدر السابق ص23 نقلا عن الأستاذ عبد الواسع بن سعيد "القمر الصناعي العربي"

 

فهو يدرك تماما كأستاذ للتاريخ والحضارة ومفكر يسبر عمق التاريخ ونطاسي لبيب يضع يده على الداء والعلل التي تصيب الأمم بالأمراض التي تسرع إلى شيخوختها وبالتالي إلى تمزقها وهلاكها وإذا عرف الداء وشخصت العلل فقد يسهل وصف الدواء والأخذ بيد الامة الى العلاج الناجع الذي ينتشلها من أزمتها ويعيدها إلى مسارها الصحيح.

 

عبد الحليم عويس كاتباً ومتحدثاً:

الكثير من الدعاة وأئمة الفكر تتوافر فيهم موهبة من اثنتين إما أن تقرأ له أو تسمع منه، فإذا كان النبوغ في التأليف والكتابة فتجد في القراءة له استمتاعاً وتلذذاً وتلهفاً على نتاج قلمه بما يحوى كتابه أو مقاله من إفادة وسرد للموضوع وطرح سليم لما يريد ان يعبر عنه مع تجديد للأفكار وغير ذلك فإذا أتيح لك أن تستمع الى هذا المفكر أو الأديب ربما لا يلقى نفس القبول لديك عند قراءتك له.

 

وإذا كان التميز في الحديث والحوار والخطابة مثلا يستريح سمعك، وتعي أذناك ما يقول، وترجو ان يطيل في الحديث من عذب كلامه ولا تجد هذا الشعور عندما تقرأ له ربما يضيق صدرك ويقل صبرك فلا تكمل قراءة كتابه أو تتم مقاله والقلة من جمعوا بين هذين الأمرين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ الشيخ / محمد الغزالي والأستاذ الدكتور / عبد الحليم عويس.

 

والذي يقرأ لعبد الحليم عويس يلحظ أمرا مدهشاً إنه ما أن يبدأ في قراءة مؤلفه - كتاباً أو مقالاً - أو حواراً في مجلة أو دورية لا يدركه الملل أو يفقد الصبر فهو أمام أسلوب سيال ذي الفاظ قويه معبره موضحة للمعاني والأفكار تعين القارئ على الإلمام بالموضوع والانغماس والاندماج مع المؤلف فيما كتب وعبر وأنا أدعوك الى أن تقرأ هذا الكتاب القيم المعنون: "اثر العصبية القبلية في سقوط الاندلس" وكأنك في سياحتك في هذا الكتاب ترى بأم عينيك هذا الهرج الذي عاش فيه وبه هؤلاء الأمراء العابثون في أواخر أيام دولة الأندلس وكان شغلهم الشاغل هذه المذابح والمجازر التي أقاموها لمنافسيهم بدم بارد على وقع الطبول الزاعقة التي منعت الاستماع إلى الصراخ الذى يخرج ممن يقتلون في أمر لا تدرى أسبابه وبواعثه مما كان له الأثر الكبير في زوال دولة الإسلام من أوروبا الغربية وطرد المسلمين من الأندلس وكما عبر الشيخ / محمد الغزالي في إحدى مقالاته وهو يشرح ويحلل أسباب ما حدث للمسلمين هناك "أنهم طردوا من ارض لم يحسنوا خلافة الله ورسوله فيها" يكاد المرء يحس بزفرات الألم ويتصور قطرات الدموع التي تنساب من عين المؤلف وهو يحدثنا عن هذا الموقف المؤلم والمخزي لقوم كان يتصور أن يعم السلام وينتشر الإسلام على أيديهم إلى أرجاء اوروبا ومنها إلى كافة الأصقاع والبقاع.

 

أما أحاديثه - محاضراً كان أو محاوراً او مجيباً في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والندوات العامة والمؤتمرات المتخصصة، فقد كان يعبر عنها صوت عذب بنبرات قوية واضحة بمخارج حروف غاية في الإتقان وتنساب العبارات على لسانه جزلة في مكانها المناسب تماماً مستشهداً ومؤيداً حديثه بأمثال العرب وكلامهم البليغ ومرصعاً ما يقوله بآيات القرءان الكريم وأحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. وأحاديثه في الإذاعات المسموعة والمرئية وخاصة بعد ظهور وانتشار القنوات الفضائية تشهد بذلك، إن أسلوبه وتمكنه من إيجاد الدليل القوى الذي يؤيد قوله لهو مدرسة في فن الحديث وإقناع الطالب والمستمع معاً بل إن له فضلاً كبيراً في تصحيح كثيرا من القصص المتداولة في التاريخ ويتناقلها الخلف عن السلف دون تمحيص بل لا يستسيغها عقل مفكر كبير ومحلل للتاريخ بما يتوافق والعقل الراشد.

 

كنا قديماً ونحن نقرأ قصة فتح الأندلس على يد القائد البطل / طارق بن زياد عام 92 هـ نكاد أن نطرب بما فعله هذا الفاتح العظيم حين وصوله الى الشاطئ الايبيرى (الإسباني) من أمره بإحراق السفن التي اقلت الجنود من الشاطئ الأفريقي إلى هناك وقال قولته الشهيرة:

أيها الناس أين المفر؟ العدو أمامكم والبحر من ورائكم.

 

ولكن أستاذنا الجليل فند هذه الحادثة (حرق السفن) تفنيداً منهجياً وأثبت أنها لم تحدث وأن طارق بن زياد هذا القائد الفذ لم يكن ليقدم على هذه الخطوة وهو يوقن تماماً أن هذه المراكب الحربية وتلك الادوات العسكرية هي ملك للمسلمين جميعاً من مال الأمة ومن أصولها مما يستوجب استخدامها في الغرض الذي صممت من أجله وكذلك الحفاظ عليها.

 

لهذا كان في معظم أحاديثه سواء الخاصة أو العامة ينصح الدعاة والخطباء والكتاب جميعاً أن يبتعدوا عن الغرائب وعن مالا يستسيغه عقل المستمع ويشعر من يستمع إليه أنه يرتفع بفكره وينمى فيمن يتلقى العلم على يديه مبدأ تنقيح المسائل وفقاً للمنهج السليم والأثر الصحيح الذى يميز العالم الثبت عن غيره ممن لا يمتلكون مزية هذا العمق الفكري والإلمام الموسوعي.

 

عبد الحليم عويس.. ونظرة عن قرب:

أود هنا أن أترك نفسى على سجيتها وفطرتها في الحديث عنه وعن صفاته وشمائله حديث القريب الذي رأيته في منزلنا متتلمذا على يد الوالد الكريم الذى أسماه فى أحد كتبه (قصص إسلامية) مربينا الأجل ورأيت من توقيره لشيخه بل ولكل شيوخه وأساتذته حتى وهو يتبوأ مكان الصدارة في الفكر والتعليم الجامعي والمنتديات الثقافية والمؤتمرات العالمية هنا وهنالك بل وانشغاله الدائم في زياراته لدول العالم، رأيت الحرص الشديد على الاطمئنان على أساتذته وعلى أسرهم والتواصل معهم سواء بالخطابات أو بالهاتف، وبالزيارات في المناسبات وسواها. وكان لقريته "سندسيس" مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية نصيباً كبير من صلته وبره واهتمامه فكان كثير العودة والأوبة إليها يستريح في منزله ويدعو الأقرباء والأصدقاء والمريدين والمحبين لندوات علمية وثقافية يفتتحها بتلاوة كريمة من آيات الذكر الحكيم مع الحرص دائماً على تقديم الطعام الشهي بما يدل على مزيد كرمه وسخاء نفسه، ذكرني ما رأيت من جوده مثلاً عربياً يعبر عن الأجواد والأسخياء يقول العرب: "هؤلاء قوم لا يطفأ في بيتهم نار" وهو كناية عن الطعام المبذول والمتواصل بأريحية نفس وترحيب غامر بالأضياف والقادمين وهو ما امتاز به – إلى جوانب العديد من صفاته - أستاذنا الجليل.

 

ومن الأمور المجربة والملموسة، أنه كلما كان العالم كريماً كان ذلك من أبواب الفتوح الإلهي عليه فيزداد علماً وفكراً واستنباطاً بل ويلقى الله في قلوب الأسوياء حبه وتقديره وتوقيره وقد أدت هذه الصفة الطيبة إضافة إلى غزارة علمه ونبوغه في مجال الفكر الإسلامي إلى ترفعه عن الصغائر، وزهده في طرق أبواب الملوك والأمراء والرؤساء بل كانوا هم الذين يسعون إليه، حدثني ذات يوم أنه تلقى أتصالاً هاتفياً من أحد الأمراء في دولة خليجية كبرى - وكان يشغل منصباً هاماً - يطلب منه أن يذهب إلى مطار القاهرة الآن فلما أستفسر منه عن السبب أخبره أنه أرسل طائرته الخاصة مستدعيا إياه لاحتياجه في مناقشة بعض الأمور التي لا يطمئن في الحوار مع أحد إلا معه بشأنها ولن يتناول طعام العشاء إلا في حضوره.

 

إن كثيراً من ذوى المناصب الحساسة في مصر - على وجه الخصوص - كانوا يلتقون به ويحكون له كثيراً من مخازي ومآسي وجرائم النظام السابق البائد المظلم مما أتاح له الاطلاع على كثير من الأسرار بل والفضائح التي أدرك من خلالها أن أيام هذا العهد أصبحت معدودة وحتماً في طريقه إلى الهلاك والزوال وهو الأمر الذى رآه بعينه وشرح الله صدره بإزالة نظام فاسد إلى قمامة التاريخ ولا عجب أن آخر كتاب ألفه وبذل فيه جهداً كبيراً كان عن المجرمين المائة في التاريخ ومن بينهم المخلوع حسنى مبارك بل إن جريدة الوفد في عددها رقم 1333 والصادر في 18 من رمضان 1432 هـ 18/8/2011 نشرت في صفحتها السادسة حواراً معه جاء في مقدمته.

 

"أكد الدكتور/ عبد الحليم عويس أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، والمفكر الإسلامي الشهير أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك يجب أن يعامل كأكبر مجرم في التاريخ بعد أن خرجت مصر على يده في كل المجالات سواء الصحية أو التعليمية أو الاقتصادية فضلاً عن موالاته للصهاينة والأمريكان لتمرير مشروع التوريث وإذلاله للمصريين مشدداً على عدم جواز العفو عنه خاصة أنه كان لعنة من لعنات الزمان".

 

لا يتسع المجال للحديث عن كثير من جوانب التميز والشمولية والموسوعية التي حظى بها هذا العالم الجليل والمفكر الإنسان الذى غادرنا إلى رحاب الله والأمة كانت في أشد الاحتياج إلى وجوده وفكره ولكنها أرادة الله وهو "سبحانه" القادر على أن يجزيه خير الجزاء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عبد الحليم عويس ..الإنسان والمفكر

مختارات من الشبكة

  • الدكتور عبد الحليم عويس .. العالم القدوة(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • الشيخ الدكتور: عبد الحليم عويس.. غيض من فيض(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • في رثاء الدكتور عبد الحليم عويس (قصيدة)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • شيخ الأزهر ينعى الكاتبين "أحمد بهجت" و "عبد الحليم عويس"(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • في صحبة عبد الحليم عويس(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • حوار "المركز العربي للدراسات والأبحاث" مع المؤرخ الإسلامي الدكتور عبد الحليم عويس(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • الدكتور عبد الحليم عويس .. رحلة عطاء مُكلَّلة بالجائزة(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • الدكتور: عبد الحليم عويس .. عالم رباني(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • آخر ما قال "عبد الحليم عويس" عن الشباب(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • إتحاف الكرام بشرح لامية شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (ت 728 هـ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب