• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد الدبل / خطب منبرية
علامة باركود

فضل الإيمان وحقيقته

فضل الإيمان وحقيقته
د. محمد بن سعد الدبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/6/2013 ميلادي - 3/8/1434 هجري

الزيارات: 53777

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل الإيمان وحقيقته


الحمد لله الذي خلق الكون ومن فيه ومن عليه بحكمته ابتداء، الحمد لله الذي فطر السماوات والأرض، وبدأ خلق الإنسان من طين؛ ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. سبحانه وتعالى من إله واحد لا شريك له ضمن الرزق، وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين، وسن الشرائع للأمم وجعل شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - لأمته دين الإسلام. وزاد في الفضل والإنعام على ابن آدم يوم خلقه، فنفخ فيه من روحه، وكمله بنعمة العقل والسمع والبصر، فأشهد أن لا إله إلا الله الخلاق العليم أبتغي بها النجاة لي ولكم يوم لقياه، يوم يبعثر ما في القبور، ويحصل ما في الصدور، يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام المتقين وصفوة الخلق والأنبياء والرسل أجمعين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن اقتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فيا أيها المسلمون، اعلموا أن الله أمر بالتقوى جميع من خلق من الجن والإنس أجمعين، فما خلقهم إلا لعبادته وحده، ومن عظيم عبادته سبحانه وتعالى توحيده وتقواه، فاتقوا الله ما استطعتم، واجعلوا من تقواه سترًا وحجابًا لكم من عذابه، وسببًا في التوصل إلى مغفرته وفضله وإنعامه، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى غني عن عبادتكم وطاعتكم، فلا من لواحد منكم بما يعمل ويعبد ويتقي، وإنما أعمالكم لكم توفون بها أجرا ومغفرة إذا آمنتم وأحسنتم واتقيتم، وصبرتم وصابرتم. يقول جل وعلا: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]. ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

 

ويقول - صلوات الله وسلامه عليه - في بيان فضل المسلم المؤمن: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير".

 

من هنا - يا عباد الله - يدرك كل مسلم رشيد أن دين الله الإسلام، لا يتم إلا بإيمان المسلم والمسلمة، فما الإيمان الذي نوه بذكر القرآن، وحثت عليه السنة الشريفة؟ الإيمان - أيها الإخوة - جوهر عقيدة المسلم يحمله في قلبه وفي عينه وسمعه وكل جوارحه يتأثر بما يكمن في النفس الإنسانية من مصدر الخير والشر.

 

إنه ميزان عدل يزن به المرء أعماله- إنه مصدر صالح يؤديه الإنسان ابتغاء وجه الله والدار الآخرة. إنه قول باللسان وعمل بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.

 

وفرق كبير بين إسلام المرء وإيمانه. يقول جل وعلا: ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الحجرات: 14].

 

الإيمان - أيها الإخوة - في الله صفة خلقية ذاتية لا تنفك عن المسلم متى ذاق حلاوتها في نفسه وروحه وقلبه وقالبه وسلوكه وتصرفاته كلها. إنه صفة تميز المسلم عين سواه. فبالإيمان تكمل شخصية المسلم، ويكمل دينه ويرجى له كل خير في دنياه وأخراه، ولعظم إيمان المسلم بربه وما أنزل وبرسله وما دعوا إليه، وبملائكته الذين هم عباد الله، لعظم إيمان المسلم بهذه الأمور كثيرا ما يخاطب الله في القرآن الكريم عباده بلفظة المؤمنين، وبلفظ الذين آمنوا ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25]، ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ [الانشقاق: 25]، ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 193]، ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 124]، ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الحج: 50]. ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴾ [الكهف: 107]. وكثيرة تلك الآيات البينات الدالة على الدعوة إلى الإيمان والتخلق به، وهذا في جانب الحث على التزام الخلق القويم والإيمان السليم. وفي جانب النواهي عما يحرم أو يخدش إيمان المسلم أو لا يجوز منه عمل السيئات نجد القرآن الكريم يخاطب الذين آمنوا آمرا وناهيا.

 

وفي هذا دليل على عظم الإيمان، إذ هو المعيار الأول في موازين المسلم، ولذا يخاطبنا القرآن الكريم بيا أيها الذين آمنوا لا تفعلوا كذا، ويا أيها الذين آمنوا اعملوا كذا واصنعوا كذا. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ ﴾ [آل عمران: 118]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً ﴾ [آل عمران: 130] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ [النساء: 29] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ﴾ [النساء: 135]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ [الأحزاب: 9]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ [المائدة: 35]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [النساء: 136] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ [النساء: 59].

 

لا يكاد القارئ المتتبع لكتاب الله يحصي آياته الدالة على فضل الإيمان ناهية زاجرة واعظة. ولكن صدأ القلوب عفا إيمان المرء. فهي شيء يرجى من عمل المسلم ما لم يكن مقرونا بالإيمان. إن شخصية المسلم هي تلكم الشخصية المؤمنة الثابتة، ليست تلك الشخصية التي تميلها الريح ويلعب بصاحبها شياطين الإنس والجن. إنها الشخصية المسلمة المؤمنة القوية المتأسية بفعل محمد - صلى الله عليه وسلم - وبأقواله وتقريراته. يقول - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين"، وكما قال - صلى الله عليه وسلم.

 

إنه لجدير بنا - أيها الإخوة المسلمون - أن نتعرف صفات الشخصية الإسلامية المؤمنة من خلال ما ورد في آي الذكر الحكيم، والأحاديث النبوية الشريفة. فلسوف ندرك أن المسلم هو ذلك الشخص المتميز من غيره في كل حركة وسكون، لا يدفعه إلى القول أو العمل إلا دافع الإيمان بربه طمعا فيما عنده للمؤمنين.

 

إن مئات الملايين من الناس دينهم الإسلام، وجوهر الأمر في هذا الدين هو الإيمان، ذلك الجوهر العقدي الخلقي الذاتي الذي يميز المسلم من سواه، وإذا لم يقرن المسلم إسلامه بالإيمان فإنه مسلم بمجرد الانتماء الرسمي يمارس إسلامه شكلاً وقولاً ومظهرًا، دون أن يتمثله عقيدة وخلقًا وسلوكًا.

 

وفي الناس - يا عباد - الله كثير ممن يؤدون فرائض الإسلام طقوسا آلية بدافع التقية والمداراة والمسايرة أو النفاق والرياء والسمعة عياذًا بالله.

 

فلا يقيمون الصلاة في المساجد إلا عادة لا عبادة، وبعد خروجهم من مساجدهم يسبون هذا ويقذفون هذا ويؤذون هذا، وهؤلاء يصدق عليهم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزد من الله إلا بعدًا".

 

هؤلاء لا يؤدون زكاة أموالهم المفروضة وصدقاتها المندوبة إلا لطلب الرياء والمفاخرة بالتكاثر بحطام الدنيا؛ ولذلك قل أن يصرفوها لمستحقيها من الفقراء وغير الفقراء ممن ذكرهم القرآن الكريم.

 

هؤلاء لا يقيمون بقية أركان الإسلام الخمسة إلا محاكاة وتقليدا لغيرهم، ولو كانت عبادتهم لوجه الله لاستمروا طائعين متمثلين مخبتين. فهل مثل هؤلاء يدخلون ضمن الشخصية الإسلامية التي تميزت بإسلامها وبالإيمان بربها. إن شخصية المسلم تتمثل في امتثاله الأوامر واجتنابه النواهي. صاحبها يكون حريصا على نصح المسلمين محبا لهم غير متكبر على أحد، يكون حريصًا على نفعهم وقضاء حاجاتهم قدر استطاعته، يكون حريصًا على حفظ دينه من مزالق المشككين والمضللين، قويًّا في حجاجه عن الحق بالحق، غير ضعيف ولا واهي العزم قويا في كلمته، نظيفا في مظهره، طاهرًا في باطنه، لا سبَّابًا ولا شتَّامًا ولا بذيئًا؛ ليكون من المؤمنين الذين قال الله فيهم: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 72 - 74].

 

اللهم اجعلنا منهم، واجعلنا للمتقين إماما. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول هذا القول وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمد الشاكرين المؤمنين. أحمده سبحانه من إله عظيم برؤوف رحيم، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد المصطفى الأمين.

 

أما بعد:

أيها الإخوة المؤمنون، لقد عرض القرآن الكريم الآيات الدالة على الإيمان بالله وأنه المدبر المتصرف المصرف الأمور، عرضها في ثلاثة أشياء كلها في متناول الإنسان ومعرفته وتوجها بقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]. هذه الأشياء الثلاثة هي الكون والإنسان والحياة.

 

فمن الآيات الكونية الدالة على آيات الأيمان قول الله تبارك وتعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ * وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الرعد: 2، 3].

 

وهذا غيض من فيض من كتاب الذي لا تفنى عجائبه ولا تنقطع فوائده، ولا ينتهي ولا يتبدل ولا يزول. وأما عرض آيات الإيمان في الإنسان أو الآيات الدالة على الإيمان من خلال خلق الإنسان وتعهده بالرزق والإحياء والتدبير والتخيير منذ أن يولد إلى أن يموت، فيكفي أن نسوق دليلا واحدا من كلام الله سبحانه وتعالى، يقول جل وعلا: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21]. نعم تبصر وتفكر أيها المخلوق الضعيف في خلقتك من أين جئت؟ ولماذا جئت؟ وإلى أين ستنتهي؟ جئت لعبادة الله وعمارة الأرض، لإحياء دين الله وإعلاء كلمته. وإلى أين ستنتهي؟ إلى ستنتهي إلى الذي خلقك ليحاسبك ثم ليجازيك على ما كسبت واكتسبت. ﴿ كل نفس بما كسبت رهينة ﴾.

 

وأما عرض آيات الإيمان في الحياة، فتدبر - أخي المسلم - بعض آيات كريمات من سورة الواقعة. ففي هذه الآيات ما يفتح لك أفق التفكير في آلاء الله ونعمه عليك، فهي سبب حياتك ومآلك وقدرتك وطريقة عيشك. يقول وقوله الحق سبحانه، يقول عن بدء الحياة من السلالة الإنسانية. ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ * أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴾ [الواقعة: 57 - 59] إلى قوله تعالى في تسخير الحياة الحسية لبني البشر: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ * فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ [الواقعة: 63 - 76].

 

عباد الله:

ما الذي يريده الإنسان ليؤمن؟ أيريد أكثر من هذه الزواجر الواعظة؟ والله لا يريد أكثر من هذه الدلائل إلا كافر بالله ورسوله، مجادل معاند مكابر. قولوا لي بربكم هل سرتنا الحضارة المعاصرة من خلال فكرها وما جلبته تلك الحضارة الآثمة التي تتصيد الشباب وغير الشباب من المسلمين، فتقلب لهم حقائق الأشياء، وتحاول إبعاد كتاب الله وما حوى، تحاول إبعاده عن مناهج التعليم في مختلف مراحله لا لشيء إلا خوف إيمان الشباب بربهم خالق السماوات والأرض.

 

عباد الله:

اقرأوا سورة الكهف وغيرها من السور، ففيها العجب العجاب من إيقاف المسلم على ما أوجده الله له من معاش الحياة وأسبابها، وتدبروا القصص القرآني فكله عبر ومواعظ تدعو إلى الإيمان بالله وبوجوده، وأنه الواحد الذي تألفه القلوب وتخبت له.

 

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.

 

اللهم أعزنا بإسلامنا وأعزه بنا، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين من كفر وملحدين وغواة مغوين. اللهم من أراد الإسلام وأهله بسوء فاجعل تدبيره في تدميره، واردد كيده في نحره. وانصر اللهم قادتنا وولاة أمورنا وكن معهم لا عليهم. وانصر اللهم المجاهدين عن دينك في كل زمان ومكان. سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.

 

من كتاب: من المنبر خطب وتوجيهات





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضل الإيمان وأنه يزيد وينقص
  • كتاب الإيمان: أركانه، حقيقته، نواقضه
  • فضل الإيمان وأهميته في قلوب الأبناء (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • مفهوم الفضائل والمناقب والخصائص والبركة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل العفو والصفح - فضل حسن الخلق - فضل المراقبة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فضل الإيمان بأسماء الله ذي الطول وذي الفضل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نسبة الفضل لله {ذلك من فضل الله علينا}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الرب العلي فيما فضل الله به النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل شهر الله المحرم وفضل صومه وصيام عاشوراء(محاضرة - ملفات خاصة)
  • خطبة عن فضل عشر ذي الحجة وفضل الأضحية وأحكامها(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحاديث في فضل العلم: 110 حديثا وأثرا في فضل العلم وبيان آدابه (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من فضل الأذان: كل من سمع المؤذن يشهد له بالفضل من عدو أو صديق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في حكم بيع فضل الماء(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب