• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد الدبل / خطب منبرية
علامة باركود

أسباب الفتن وقمعها

أسباب الفتن وقمعها
د. محمد بن سعد الدبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/11/2012 ميلادي - 1/1/1434 هجري

الزيارات: 45189

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسباب الفتن وقمعها


الحمد لله الأول والآخر والظاهر والباطن، الحمد لله الذي هو بكل شيء عليم. خلق الكون والعوالم والكائنات على غير مثال سابق، وكلها مسبحة بقدسه آناء الليل وأطراف النهار فإن ﴿ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ﴾ [فصلت: 38]، الحمد لله الذي بقدرته وجد الكون وبحكمته نشأت الأحياء وبعدله قسمت الأرزاق وبعلمه وتدبيره فصل كل شيء تفصيلا.

 

نحمده سبحانه ونشكره ولا نكفره ونشهد أن لا إله في الأرض ولا في السماء إلا هو خلق فأبدع وأعز وأذل، وأغنى وأفقر، ورفع ووضع، وضيق وبسط، وأمات وأحيا، إليه يرجع الأمر كله، فنشهد أنه الإله الواحد الفرد الصمد، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله نبي الله وبشارته ونذيره المبلغ عنه، صلى الله وسلم وبارك عليه ما ذرت شمس وتعاقب ليل.

 

أما بعد:

فيا عباد الله كثير ما تلهج الألسنة ويردد الدعاة والخطباء والوعاظ الأمر بتقوى الله عز وجل، وما ذلك إلا لأن التقوى جماع فضائل الدين الحنيف وأساسه ومبدأه ومنتهى عبادة الله فبتقوى الله تعمر القلوب وتطمئن النفوس وتحلق الأرواح وتخفق في آلاء الله التي لا تحصى. ولعظم تقوى الله قرنت بالدعوة إلى عبادته وحده ﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ﴾ [نوح: 3] وفي حديث رسول الله كثيرا ما تجيء كلمة التقوى غب أمر أو نهي: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن".

 

فاتقوا الله عباد الله في سركم وجهركم في ليلكم ونهاركم في حركاتكم وسكناتكم، فيما تقولون وفيما تفعلون. وجماع التقوى في حياة المسلم أن يحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وأن يتذكر الله في ساعة البلى.

 

أيها العباد المؤمنون:

تذكروا وضعكم منذ ما قبل هذه الفتنة العمياء التي فتن بها العالم الإسلامي والعربي بأسره. كيف حالكم منذ ما قبل سبعة أشهر، هل تطاير في أرضكم شواظ من نار؟ هل ضج حواليكم سلاح؟ هل سمعتم صفافير الإنذار؟ إنه في هذه الأشهر القلائل من عمر بلادكم وبلاد المسلمين المجاورين لكم ممن تربطكم بهم وشيجة الدم والعرق والعرض والنسب والعقيدة. أثار أعداؤكم وأعداء دينكم من الإحن والفتن والمصائب ما يندى لذكره الجبين، وتقشعر من هوله الجلود وتستك الألسن، فبلاد عربية مسلمة تغير على بلد عربي مسلم مجاور، وتفعل بأهله ما لا يفعله التتار والمغول واليهود وقراصنة الإرهاب. ما سبب هذا الرعب وهذا الطوفان الهائل وهذه المكيدة؟ ما سبب هذا الغزو الذي لم يرحم شيخا ولا طفلا ولا أما ولا عاجزا ولا مريضا ولا مسلما، ولم يرع حق دين أو جوار أو عرق؟ نعم ما سبب هذا الهتك والغزو السافر تحت جنح الظلام وفي وضح النهار؟


إن سبب هذا البلاء يكمن في المجتمع الإسلامي. بأسره إلا من شاء الله من العباد والبلاد. فقد بعدنا وبعد المسلمون في أنحاء الأرض عن منهج الله الذي ارتضاه للناس كافتهم، وصدق الله وقوله الحق: ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38]، ﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [النحل: 118].

 

وبأي شيء أخي المسلم يظلم المسلمون أنفسهم؟ نعم متى بعد المسلمون عن منهج الله، وارتكبوا المعاصي واستباحوا الحرام، فقد ظلموا أنفسهم. وهذا هو واقع المسلمين اليوم. فقد ارتكبت المعاصي في البلدان الإسلامية، واستبيح الحرام في المعاملات في البيع والشراء، فقد أطلق الناس لأنفسهم التبايع بالربا والغش وأخذ الرشاوي، فضلا عن إهمال كثير من المسلمين فروض الإسلام إن لم يكن ضياعا البتة، فلا تقام الصلوات إلا لماما، ولا تؤدى زكاة الأموال، ولا يحج لبيت الله إلا لغرض الرحلة والسياحة وإشعال الفتن قرب بيت الله الحرام. ولا يصام رمضان إلا من عدد محدود.

 

وهذا كله من أسباب اشتعال الفتن، وتأخر القطر والنصر على أعداء دين الله. أيها الأحباب المسلمون، قولوا لي بربكم: إنه منذ ما يزيد على تسعين عاما لم نر ولم نسمع في حي من الأحياء، ولا في مدينة من المدن، ولا في قرية من القرى لم نر ولم نسمع في بقاع هده البلاد الآمنة المستقرة صوت بندقية أو صفارة إنذار أو هدير مدفع أو دوي صاروخ أو ضجيج طائرة مقاتلة.

 

وها نحن منذ ما يقرب من شهر قد رأينا وسمعنا كل هذه الأسلحة تخترق جدران بلادنا من عدو لص متربص ناكث للعهد يدعي الإسلام والجهاد من أجل المقدسات وأهلها، ونبرأ إلى الله منه ومما يدعي.

 

ولئن سألت أخي المسلم عن علاج هذه الفتن، وعن الخروج منها بأمن وسلام، فأقول لك: لا علاج لهذه المآسي الدامية التي يشعلها نظام العراق إلا الرجوع إلى الله تعالى والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله. فلنتأمل في النصوص الآتية مما خاطبنا به كتاب الله وخاطبتنا به سنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم.

 

يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [الزمر: 53- 54]. ويقول تبارك وتعالى: ﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: 71].

 

ويقول جل من قائل: ﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 14-15] ومن نصوص السنة الشريفة في هذا المقام مقام الصدق والثبات وكيفية علاج الفتن والخروج منها بأمن وسلام من هذا المقام قول رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم- لسائل سأله: "أرأيت يا رسول الله لو أن رجلا- أو قال أحدا- تعدى على مالي ما أفعل؟

 

قال - صلى الله عليه وسلم -: قاتله. فقالت السائل: أرأيت إن قتلته. فقال - صلى الله عليه وسلم-: هو في النار.

 

قال: أرأيت إن قتلني؟ قال - صلى الله عليه وسلم-: فأنت شهيد".

 

هذه النصوص من أصلي التشريع الإسلامي كلها - أيها الإخوة - آمرة بالقتال موجهة إلي الكيفية التي بها تصان خمسة أمور كلها أصل في حياة المسلم وإسلامه. وهي العقل والعرض والمال والنفس والعقيدة.

 

ولقد سطا نظام العراق ونظام شيطانه وطاغيته عل كل هذه القيم في حق المسلم في الكويت، وفي غير الكويت، فقد أهدر طاقة العقل واستباح الأعراض وسلب الأموال وأجهز على النفوس. وتذرع بعقيدة الإسلام، وقد نكس أعلامها وهدم أسسها، وهددها بانهيار الهيكل الثابت، وإطفاء نورها الساطع، ولكي يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

 

إنه لا يسع كل مسلم قي هذا البلد المسلم الآمن العامر، وفي كل بلد مسلم غيور على الإسلام والمسلمين، إنه لا يسعنا جميعا، ولا يسع المسلمين في كل مكان إلا الوقوف صفا واحدا أمام هذه الفتنة الهوجاء، وأمام مشعليها وطغاتها، وإنه قد حق ووجب عليه. ففي تفاقمها تقويض لحضارة الإسلام وإهدار لمادته البشرية والعقدية، فقد بانت نوايا حكام العراق ومن سار في ركابهم، إنه لا هم لهؤلاء الطغاة إلا هد أركان الإسلام حتى لا يبقى في جزيرة العرب مهبط النور ومنتجع الإسلام، بل حتى لا يبقى على الأرض من يقول ربي الله. فحسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإليه راجعون.

 

ومن علاج هذه الفتنة والخروج منها بأمن وسلام أن يستخدم المسلمون شتى أنواع السلاح والقوة والعدة والعتاد، ووضع البرنامج الصحيح السليم الملائم لتقلبات الأجواء. ومصداق القوة التي يأمر الإسلام بإعدادها قوله تبارك وتعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 60].

 

وأكبر قوة وأكبر سلاح يجب أن يعده المسلم في جهاد الكفر ونصرة الحق والدين، هو قوة الإيمان بالله قوة التسلح بالإيمان الصادق بالله جملة وتفصيلا، وتفويض الأمور كلها إليه وحده.

 

ويلي هذه القوة تربية ناشئة الإسلام وشبابه ورجاله وكهوله على حب الجهاد في الله لحفظ الحقوق والحرم والأعراض، وللذود عن حياض الإسلام والمسلمين.

 

ويلي هذه الوثيقة نوعية السلاح والعمل على استخدامه استخداما سليما بكثرة التدريب والمهارة فيه سواء كان هذا السلاح محليا أو مستوردا، ويلي هذه القوة استعانة الحاكم والمحكوم بالصف الإسلامي وخصوصا إذا احتدم الخطر وجد الخطب، وانتهكت الحرم وسلبت الحقوق قسرا، وعلنا كالذي جرى في هذه الفعلة النكرة التي فعلها النظام الحاكم في العراق، وصب أوارها، وأشعل لهيبها على أرض مسلمة عربية مجاورة. لا لشيء إلا للاستعلاء والأطماع وجنون العظمة.

 

ومن هنا فإن ما تقوم به القوات المتحالفة في حرب أرادها النظام العراقي، إنما هو جهاد وليس حربا، لأن الغاية من هذه القوة رد الصائل وردع الظالم ونصرة المظلوم.

 

وهذا هو الفارق الكبير - أيها الإخوة المسلمون - بين الجهاد والحرب. الجهاد نصرة للمظلوم وردع للظالم، وعمل على نشر دين الله وذود عن بلاد الإسلام والمسلمين.

 

أما الحرب أيها المسلمون ففتنة يشعل لهيبها الأول معتد أو صائل أو مغير بغية مطمع دنيوي من فرض سيطرة أو حب منصب أو تهالك على مال. وهذه هي صبغة ما قام به نظم العراق الذي سمى سطوه وتعديه جهادا إسلاميا، وما هو من الجهاد الإسلامي في شيء إنما هو حرب نكراء فتلت خيوطها منذ أمد بعيد للقضاء على الإسلام وديار الإسلام وأهله، وخاصة سيادة المملكة العربية السعودية العامرة، البلد الذي شع منه نور الإسلام، ولكن.. ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].

 

أيها الإخوة المؤمنون:

هناك شيء لا بد من التنبيه عليه وهو تعريف الجندي المسلم معنى الثبات والصبر والصمود في جهاد العدو. سواء أكان هذا الجندي عسكريا أو مدنيا.

 

إن معنى الثبات والصبر والصمود أن يتيقن الجندي المسلم بأن مفهوم الصبر والثبات قوة إيمانية راسخة في قلب المسلم وكيانه وروحه ودمه، وأن هذه القوة تدخل في معنى القوة التي أمرنا الله بإعدادها. فكيف نقوم بإعداد هذه القوة.

 

إنها قوة تتم بالرضا والتسليم لحكم الله مهما تطلبت الظروف من تضحيات قوة تقوم على وعي الجندي المسلم وإدراكه لمسئولياته سواء كان يجاهد على خط النار أي في جهة القتال، أو كان جنديا مدافعا يحمي ظهور الرماة أو كان مرابطا على أي ثغر من ثغور الوطن كحماية الداخل وضبط أمن الحدود أو كان متطوعا للقيام بمهمات الجهاد، أو كان مواطنا مدنيا، فعليه بضبط النفس والصبر والتضرع إلى الله لينصر دينه وجنده، فإن جند الله هم الغالبون المنصورون بحوله وقوته.

 

وبالصبر والثبات والمرابطة وتنفيذ الأوامر بعد التوجه إلى الله يتم النصر بحوله وقوته.

 

وإليكم - أيها الإخوة - من ذاكرة تاريخ الجهاد الإسلامي المظفر بقيادة إمام الأولين والآخرين محمد - صلى الله عليه وسلم - معنى الصمود والاحتساب وطلب الشهادة والصدق في القول والعمل.

 

كان عمير بن الحمام المري الصحابي الجليل أحد المجاهدين في الحبس الإسلامي بإحدى الغزوات مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولما اصطفت الصفوف وبرز العدو أظهر جموعه فهال المسلمين عدد عدوهم، فقالت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لا يقاتلهم اليوم مسلم مؤمن محتسب صابر مقبل غير مدبر إلا أدخله الله جنة عرضها السموات والأرض" فسمع عمير بن الحمام هذا القول الشريف فاستفهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنة عرضها السماوات والأرض؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم" وكان عمير قد أخرج من قرنه تمرات وابتدأ يأكلهن فرماهن عن يده وقال: لئن صبرت إلى أن آكلهن إنها لحيلة طويلة، ثم نزل المعركة وقاتل حتى نال الشهادة في سبيل الله.

 

فاللهم الهمنا الصبر وارزقنا الشهادة في سبيلك، وانصرنا على عدوك وعدو دينك. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200].

 

بارك الله لي ولكم في كتابه الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الأحكام والعظات والتوجيهات والذكر الحكيم. أقول هفا القول وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه جواد بر رؤوف رحيم.


الخطبة الثانية

الحمد الله الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو العزيز الحكيم، إله الأرض والسماوات ومن فيهما وما عليهما. خلق كل شيء فقدره تقديرا، وقضى بعدله وحكمه في عباده، فجعل منهم شقيا وسعيدا وضالا ومهتديا وكافرا ومؤمنا، نحمده سبحانه ونستعينه ونستهديه، ونشهد أن لا إله في الكون سواه. ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام الأولين والآخرين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره وأثرهم على يوم الدين.

 

أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون المؤمنون الصابرون الصادقون المجاهدون:

أعلموا أن تقوى الله من أعظم الطاعات، وبالتقوى ينال العبد مراده في دنياه وأخراه، لأن الله معه حب الحياة الدنيا وفي الآخرة. ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128].

 

ومما يدل محام تقوى المؤمن تحمله مسئوليته في أصعب الظروف وأحرجها، وأول ما يجب عل المجاهد في سبيل الله إعلاء لكلمته وذبا عن شريعته وحماية لأرواح المسلمين وأوطانهم وأموالهم وأعراضهم وجميع حقوقهم. مما يدل على صدق تحمل المسئولية أن يتجه كل مسلم مجاهد قائم على ثغر من ثغور المسلمين أن يتجه بالدعاء والضراعة إلى الله في جنح الليل وأطراف النهار، وفي كل طرفة عين بأن ينصر الإسلام والمسلمين والقائمين على شئون المسلمين في كل مكان، وأن يهلك أعداءهم، وليعلم كلى مسلم غيور على إسلامه ووطنه وحقوق أمته أن من الجهاد إسهام كل مواطن عسكري أو مدني في حفظ الأمن وضبط المجتمع والوقوف أمام الشائعات المغرضة والتصدي لها بالتكذيب والإفساد، فإن كل عدو متربص يعمل على إعداد كل ما من شأنه إضعاف القوة المعنوية وسحق الروح المعنوية، والتغلغل في صفوف المجتمعات بنشر الشائعات والأكاذيب، وتضخيم فعالية الخطر إن كان هناك من خطر. ثقوا جميعا أنه لا خطر عليكم ولا على بلادكم ولا على حقوقكم لأننا جميعا في هذا الموقف الحرج أنصار حق ودعاة أمن وسلام وأنصار فئة مظلومة.

 

فاللهم يا رب الأرباب، ويا مالك السبع الشداد، ويا رازق العباد من حاضر وباد، ويا من إليه المنتهى والمعاد. نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، نسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به لا ترد أن تقمع هذه الفتنة وتنصرنا على مشعليها، وترد الحق إلى أهله إنك ولي ذلك والقادر عليه.

 

أيها العباد المسلمون:

هناك أمر خطير لابد من التنبيه عليه، وخصوصا في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا العربية المسلمة، ويعايشه كل بلد مسلم في أنحاء الأرض. هذا الأمر يتبين في صمود الصفوف وثبات الزحف في كل بلد، مدينة كان أو قوية. فالزحف يعني حشد القوة لجميع المسلمين بثباتهم وصبرهم ولزومهم أماكن إقامتهم. ولكننا نلاحظ من بعض الناس خروجهم من أماكن إقامتهم إلى أماكن أخرى خوف الحرب واتقاء الأخطار، وهذا التصرف ينم عن ضعف الإيمان، ويعد صاحبه من المتولين يوم الزحف. وقد نهي المسلم عن مثل هذا العمل.

 

عباد الله:

ارفعوا أكف الضراعة إلى الله، واصبروا وصابروا وادعوا ربكم في تذلل وانكسار قائلين مرددين: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب اهزم أعداءنا أعداء كتابك وانصرنا عليهم، اللهم جنبنا وجنب بلادنا وبلاد المسلمين أخطار وأحقاد الشيوعية والصهيونية والعلمانية. اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه. اللهم آمن روعاتنا، وارحم ضعفنا، وارأب صدعنا، ووحد صفوفنا، وارحمنا وارحم ضعفنا بأطفالنا ونسائنا وشيوخنا ومرضانا أولئك الأبرياء الذين لا حول لهم ولا طول إلا برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم شتت شمل طغاة العراق وشمل كل طاغية يكيد للإسلام. اللهم اختصر أعمار أعدائك، واقمع شوكتهم، وفرق صفوفهم. اللهم خذهم بقوتك التي لا تقهر وسلط عليهم جنودك التي لا يعلمها إلا أنت.

 

وأحفظ يا رب إمامنا وولي عهده وبطانته وكن معهم لا عليهم، وانصرهم على أعدائهم، ومكن لهم في الأرض ما مكنت لعبادك الصالحين. إنك ولي ذلك والقادر عليه.

 

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. هذا وصلوا وسلموا على أكرم نبي وأشرف هاد، واذكروا الله العلي العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حديث الفتن
  • التحذير من الفتن
  • فضل اعتزال الفتن
  • ما يعصم من الفتن
  • تربيتنا في زمن الفتنة
  • سلوك المسلم عند الفتن والشدائد
  • التعوذ من الفتن
  • جمال الفتن
  • الحذر من الفتن (خطبة)
  • الفتن وأسباب الثبات (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أسباب النجاة من الفتن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب النجاة من الفتن(مقالة - موقع أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي)
  • معرفة أسباب الفتن وطريقة النجاة منها(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • أسباب السلامة من الفتن(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الأسباب والمسببات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب التخفيف في التكاليف الشرعية(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أسباب الإعاقة البصرية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • صدقة السر سبب من أسباب حب الله لك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صدقة السر سبب من أسباب رضى الله عنك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صلة الرحم سبب عظيم من أسباب الرزق(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- NO THANKS
تاج الغرام محمد الامين - SUDAN 04-02-2013 05:40 PM

IM VERY THANK FOR YOU FOR THIS EDUCATION

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب