• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد الدبل / مقالات
علامة باركود

العناية بالأسرة في رمضان

العناية بالأسرة في رمضان
د. محمد بن سعد الدبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/7/2012 ميلادي - 5/9/1433 هجري

الزيارات: 14684

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العناية بالأسرة في رمضان


تمهيد:

• ضرورة العناية بالأسرة ونجاتها؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].


• وما أسعَدَ المؤمن حِين يصطحبُ معه أهلَه في جنات النعيم إنْ هم صلحوا وأطاعوا؛ ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ﴾ [الرعد: 23].


• إنَّ نجاة العبد من هذه النار تحصلُ بطاعة الله سبحانه والبُعد عن مَناهيه، وإنَّ إنجاء الأهل ووقايتهم من هذه النار العظيمة تكونُ بتَعلِيمهم ما يلزمُهم من طاعة الله سبحانه وتحذيرهم من مَعاصيه، وبالحِرص الدَّائب على استِغلال مَواسم الخير في تربيتهم وتعليمهم.


• تفقَّدوا مَن حولكم من الأهل والعِيال؛ فإنَّكم مسؤولون عنهم؛ ((كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته؛ الإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤولٌ عن رعيَّته))؛ متفق عليه.


• بل إنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول محذرًا عاقبة الإهمال والتساهل؛ ((ما من عبدٍ يستَرعِيه الله رعيَّةً يموتُ يومَ يموتُ وهو غاشٌّ لرعيَّته إلا حرَّم الله عليه الجنَّة))؛ متفق عليه.


• فكونوا على حذرٍ من ذلك يا عبادَ الله وأدُّوا الأمانة التي حُمِّلتُم إيَّاها؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾[الأنفال: 27، 28].


لنا أسوةٌ في الأنبياء والمرسلين في الاهتِمام بأهليهم وأقاربهم:

• ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214].


• ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴾ [مريم: 41 - 45].


• ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾ [مريم: 54، 55].


• وقال عن نوح - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴾ [هود: 42].


• في "صحيح البخاري" عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((يا بني عبدمناف، اشتَرُوا أنفسَكم من الله، يا بني عبدالمطَّلب، اشتروا أنفسكم من الله، يا أمَّ الزبير بن العوَّام عمَّة رسول الله، يا فاطمة بنت محمد، اشتريا أنفسَكما من الله، لا أملك لكما من الله شيئًا، سَلاني من مالي ما شئتما)).


• رمضان موسم برٍّ وإحسان، وموسم تجارةٍ مع الكريم المنَّان؛ يقولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا دخَل رمضان فتحت أبواب الرحمة))؛ أخرجه البخاري، فاحرِصْ على النَّهل من هذا المنهل العذب، واستَعِنْ بالله وانفَعْ نفسك وإخوانك، وخُصَّ أهلَ بيتك وأقرَبَ الناس إليك، فلهُمْ عليك حقٌّ وواجبٌ.


• كما أنَّه يجبُ على المسلم أنْ يُبادر ساعات عُمره باستغلال هذا الشهر؛ فإنَّ عليه تجاه أولاده واجبًا لا بُدَّ منه، بحسن رِعايتهم وتَربيتهم، وحثِّهم على أبواب الخير، وتَعوِيدهم عليه؛ لأنَّ الولدَ ينشأ على ما عوَّدَه عليه والدُه:

وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ فِينَا
عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ

 

أبرز الأعمال الصالحة في رمضان:

• الصِّيام الواجب: أخرَجَ البخاريُّ عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله قالَ: مَن عادَى لي وليًّا فقد آذَنتُه بالحربِ، وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إليَّ ممَّا افتَرضتُ عليه، وما يَزالُ عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحبَبتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يبصرُ به، ويدَه التي يبطشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، وإنْ سألني لأعطينَّه، ولئن استَعاذَنِي لأُعيذَنَّه)).


• الصلاة وخاصَّة الفريضة، ثم قيام الليل.


• تلاوة القُرآن.


الصدقة والإحسان إلى الناس والمحتاجين:

• ففي الصحيحين عن عَدِيِّ بن حاتم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلِّمه ربُّه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمنَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم من عمله، وينظُر أشأمَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النارَ تلقاءَ وجهِه، فاتَّقوا النارَ ولو بشقِّ تمرة)).

 

• وعند البخاريِّ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تصدَّقَ بعدل تمرةٍ من كسبٍ طيبٍ، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإنَّ الله يتقبَّلها بيمينِه ثم يُربِّيها لصاحبِه كما يُربِّي أحدُكم فلوه حتى تكون مثل الجبل)).


• وللصَّدقة في رمضان مزيَّة؛ فقد أخرج البخاري عن ابن عباس قال: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجودَ الناسِ، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يَلْقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلةٍ من رمضان فيدارسه القُرآن، فلَرَسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجودُ بالخير من الرِّيح المرسلة".

 

• العمرة: ففي الصحيح: ((فإنَّ عمرةً في رمضان تقضي حجَّةً معي)).

• قيام الليل: فهو دأب الصالحين، وخُلُق عباد الله المتَّقين؛ ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18]، ونبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه))؛ متفق عليه، ويقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّه مَن قام مع الإمامِ حتى ينصرفَ كُتِبَ له قيامُ ليلة))؛ أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.


• الاستغفار والتوبة والدُّعاء: في الحديث القدسي: "يا بن آدم، لو بلغت ذُنوبُك عَنان السماء ثم استغفرتَني لغفرتُها لك ولا أُبالي))؛ الترمذي وأحمد، وفي ثَنايا آيات الصيام يقول تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186].


• الاعتكاف: والاعتكاف سُنَّةٌ نبويَّة فعَلَها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأزواجه وأصحابه - رضِي الله عنهم - ففي "صحيح مسلم" عن عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ من رمضان حتى توفَّاه اللهُ - عزَّ وجلَّ - ثم اعتَكَف أزواجُه من بعده.


• ومن أجلِّ الأعمالِ الصالحة في رمضان وغيرِه: البرُّ بالآباء والأمَّهات، وإحسان تربية الأولاد، والرِّفق بالزوجات، والتَّعاوُن معهم في نيل الأجرِ واستغلال مَواسِم الخيرات.


أولاً: وصايا وتنبيهات عامَّة للأسرة:

1- إظهار البشر والسُّرور بإدراك رمضان، وألا يكون استقباله كاستقبال باقي الشهور.


2- أهميَّة التفقُّه في أحكام الصيام، وهو مُتيسِّر بوسائل كثيرة.


3- يقترح أنْ تضع لنفسك ولأهلك وأولادك برنامجًا للاستفادة من رمضان، بحيث يكون مُنوَّعًا مفيدًا، ولا تنسَ مُراعاة الفروق الفرديَّة بين أفراد الأسرة، فليس بالضرورة ما يصلح لأحدِ الأفراد يصلح للآخَر.


4- مع الاستِمرار بتذكير أفراد الأسرة بثواب الأعمال، فلا تنسَ المحفِّزات الماديَّة والعبارات التشجيعيَّة، وما أجمل أنْ تُوضَع الجوائزُ المناسبةُ لِمَن أتَمَّ برامجَه بنجاح في مكانٍ بارز أمامَ مرأى الجميع!


5- شهر رمضان شهر القُرآن، فننصَحُ بعملِ مجلسٍ في كلِّ بيتٍ يُقرَأُ فيه القُرآن، ويقومُ الأب بتعليم أهله القِراءة ويُوقفهم على معاني الآيات، وكذا أنْ يكون في المجلس قراءةُ كتابٍ في أحكام وآداب الصِّيام.


6- احتساب ما تُنفِقُه على زوجتِك وعيالك:

• روى مسلمٌ عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أفضلُ دينارٍ ينفقُه الرجل دينارٌ ينفقُه على عِياله، ودِينارٌ ينفقُه الرجل على دابَّته في سبيل الله، ودينارٌ ينفقُه على أصحابه في سبيل الله))، قال أبو قلابة: وبدأ بالعِيال، ثم قال أبو قلابة: وأيُّ رجلٍ أعظم أجرًا من رجلٍ ينفقُ على عيالٍ صغار يعفُّهم أو ينفعهم الله به ويُغنيهم.


• روى مسلمٌ عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ المسلم إذا أنفَقَ على أهله نفقةً وهو يحتسبُها كانت له صدقة)).


• أخرج البخاري عن سعد بن أبي وقاصٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّك لن تنفقَ نفقةً تبتغي بها وجهَ الله إلا أُجِرت بها حتى ما تجعلُ في في امرأتك)).


• احتَسِبِ الأجر على الله تعالى فيما تبذلُ في تربية أولادك وتعليمهم وتعليم أهل بيتك، وليس للعاملِ من عمله إلا ما احتسَبَ.


• فأكرمُ الهمِّ ما كان على الأهل، وأحبُّ النفقة ما بُذِلت على القَرابة، وأفضل الجهود ما عملت مع ثمرات القُلوب.


7- الحذر من السهر الزائد.


8- الحذر من تضييع الأوقات النَّفيسة في الأسواق.


9- الحذر من كثرة الأكل: عن مِقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسْب ابن آدم أكلات يُقِمنَ صلبَه، فإنْ كان لا محالةَ فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشرابه وثلثٌ لنفَسِه))؛ أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.


10- احذَرْ من الإطالة في تناوُل الإفطار بحيث تفوتُ صلاة المغرب مع جماعة المسجد.


11- التذكير ببركة السحور، وأنَّه يُقوِّي الإنسان على الصيام.


12- إحياء البيت بالذِّكر والصلاة:

• روى مسلمٌ عن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مثل البيت الذي يُذكَر اللهُ فيه والبيت الذي لا يُذكَر الله فيه مثل الحيِّ والميت)).


• وأخرج مسلمٌ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا تجعَلُوا بيوتَكم مقابر، إنَّ الشيطان ينفرُ من البيت الذي تقرأُ فيه سورة البقرة)).


• وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فعليكُم بالصلاة في بيوتكم؛ فإنَّ خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة))؛ رواه مسلم، وفي الصلاة في البيت فوائد جمَّة من مشاهدة الصِّغار وتقليدهم وغرس حبِّ الصلاة في نفوسهم.


13- ذكِّر أفراد أسرتِك بأهميَّة وقت السَّحَرِ، فهو وقتُ النزول الإلهي؛ في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ينزل ربُّنا - تبارك وتعالى - كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليل الآخر يقولُ: مَن يدعوني فأستجيب له؟ مَن يسألني فأعطيه؟ مَن يستغفرني فأغفر له؟)).


14- إنْ تيسَّر لأفراد الأسرة الذَّهاب إلى العُمرة في رمضان فخيرٌ يُقدِّمونه لأنفسهم.


• والأفضل الذَّهاب في أوَّله تجنُّبًا للزحام، وأجرُ العمرة يحصلُ - بإذن الله تعالى - بأداء مَناسك العُمرة، ولا يلزم المكث في مكة.


• ومَن مكَث هناك فليتنبَّه لرعيَّته، فهناك تحصلُ بعض التجاوُزات.


15- احرِصْ على إعطاء وقتٍ كافٍ قبلَ صَلاة الفجر؛ لكي يُوتر مَن لم يوتر من أفراد الأسرة، ولكي يُصلِّي مَن أخَّر صلاتَه إلى آخِر الليل، ولكي يدعو كلُّ واحدٍ ربَّه بما يشاءُ.


16- في ليالي العشر تأسَّ بالنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد كان من هديِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - في العشر الأواخر أنَّه "يُحيِي ليلَه ويوقظُ أهله"، وفي هذا دلالةٌ على أنَّ الأسرة يجبُ أنْ تهتمَّ باستِغلال هذه الأوقات المباركة فيما يُرضِي الله - عزَّ وجلَّ - فعلى الزوج أنْ يُوقِظَ زوجته وأولاده للقيام بما يُقرِّبهم عند ربهم - عزَّ وجلَّ.


17- الحِرص على التَّراويح مع الأولاد مع تَرغِيبهم وتحفيزهم لا تهديدهم وضربهم.


18- اقتَرِحْ على إحدى مَحارِمك في المنزل أنْ تعقد حلقة تعليم قصيرة للخادمة.


19- حثَّ زوجتك وأولادك على الإنفاق والصَّدقة، وتفقَّد الجِيران والمحتاجين، وعوِّدْهم على ذلك عمليًّا؛ مثل قيام الأسرة بإطعام فُقَراء الحيِّ، أو التعاون مع الجمعيَّة الخيريَّة، أو التعاون مع مَشاريع تفطير الصائمين، وتقومُ البنات بإعداد الوجبات لذلك، ومَن كان عنده فضل مالٍ يتبرَّع ولو بريال.


20- ماذا لو استَضافت الأسرة بعضَ المساكين في البيت وفطَّرتهم، لينكسر الكبرُ من النُّفوس، وترقَّ القلوب.


• ونتأسَّى بنبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((انظُروا إلى مَن أسفل منكم ولا تنظُروا إلى مَن هو فوقكم؛ فهو أجدر ألا تزدَرُوا نعمةَ الله)).


• وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: "أمرَنِي خَليلي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بسبعٍ: أمرني بحبِّ المساكين، والدنوِّ منهم..."؛ أخرجه ابن أبي شيبة وصحَّحه الألباني.


21- ما أجمل أنْ يقترح على جميعِ أفراد الأسرة بأنْ يتبنَّى كلُّ واحدٍ منهم تعديلَ سُلوكٍ مُعيَّن لديه، إمَّا تغيير سلوكٍ خاطئ، أو تطوير سُلوكٍ حسن، أو المداومة على عبادةٍ من العبادات.


22- نظِّم مسابقة في قراءة كتاب شيِّق ومفيدٍ بين أفراد الأسرة، مراعيًا الفروق الفرديَّة لهم.


23- لا يشكُّ عاقل، أو يُماري مجادلٌ في أهميَّة القدوة الصالحة في كلِّ ميدان، فنفسُك ميدانك الأوَّل، فإنْ قدرت عليها فأنت على غيرها أقدرُ، وعلى سواها أمكنُ، فابدَأْ بها فأصلحها يصلحِ الله لك رعيَّتك، ومَن هم تبعٌ لك، فإنهم يومَ يسمعون منك ما يناقضُ ما صدرَ عنك، يقعُ الخلل، ويعظمُ الزلل، ويصبحُ الدِّين عندهم شعارات برَّاقة، وكلمات جَوْفاء ليس لها في حياتهم أثرٌ، ولا في واقعهم وقع.

لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ

 

• وقال تعالى عن نبيِّه شعيب - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].


24- ولا شكَّ أنَّه لكي نستفيدَ حقًّا من رمضان لا بُدَّ أنْ نحذر كلَّ الحذر من قواتل الأوقات فيما حرَّم الله تعالى؛ من الوقوع في المحرَّم، ومشاهدة وسماع المحرَّم:

مَتَى يَبْلُغُ البُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ
إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ


25- رمضان فرصةٌ لمن أراد الإقلاع عن العادات القبيحة المحرَّمة؛ لما يكون عليه القلب من قبول للخير:

• روى مسلمٌ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا جاءَ رمضان فتحت أبواب الجنَّة، وغلقت أبواب النار، وصُفدت الشياطين)).


• ومن ذلك الإقلاعُ عن التدخين؛ إنَّ قدوم شهر الصيام والاضطرار إلى الامتناع عن التدخين على مَدَى ساعات النهار هو فرصةٌ للمدخِّنين الراغبين في الإقلاع لاتِّخاذ قرار التوقف نهائيًّا عن التدخين، وقد لاحَظَ الأطباء بالفعل أنَّ نسبة نجاح الإقلاع عن التدخين في شهر رمضان أكبرُ من النسبة المعتادة في الأوقات الأخرى.

 

• وكذا مَن ابتُلِي بمشاهدة المحرَّم أو سماعه، أو ترْك صلاة الفجر في المسجد.

 

ثانيًا: ما يتعلَّق برعاية الأبوين والعناية بهما في رمضان:

• بر الوالدين من خيرِ ما تقرَّب به المتقرِّبون، وهو من أجلِّ العبادات والقُربات؛ سُئِل النبيُّ: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتِها))، قيل: ثم أي؟ قال: ((برُّ الوالدين))، قيل: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))؛ متفق عليه.

 

• برُّ الوالدين وصيام رمضان صِنوان، أخرج الترمذي وحسَّنَه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رَغِمَ أنفُ رجلٍ ذُكِرتُ عندَه فلم يصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخَل عليه رمضان ثم انسلخ قبلَ أنْ يُغفَر له، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ أدركَ عنده أبواه الكبر فلم يُدخِلاه الجنَّة))، قال عبدالرحمن: وأظنُّه قال: أو أحدهما.

 

1- احرصْ على زيارة والديك كثيرًا.


2- اذهب بهما إلى المسجدِ الذي يرتاحان للصلاة فيه.


3- أسمِعْهما القرآنَ منك أو من أحدِ أولادك أو شريط لمقرئ يحبَّانه.


4- تابِعْ حالتهما الصحيَّة مع الصيام إنْ كانا يحتاجان لذلك.


5- إنْ كانا لديك فاحرِصْ على عدمِ إزعاج أولادك لهما ليلاً.


6- علِّمْهما التلاوة إنْ كانا لا يعرفانها، ولا سيما الفاتحة.


7- إنْ كانا متوفيَيْن أو أحدهما فاحرِصْ على الدعاء والاستغفار لهما والصَّدقة عنهما؛ أخرج أبو داود عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي قال: بَيْنَا نحنُ عند رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذ جاءَه رجلٌ من بني سلمة فقال: يا رسول الله، هل بقي من برِّ أبوي شيءٌ أبرُّهما به بعد موتهما؟ قال: ((نعم؛ الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)).


ثالثًا: ما يتعلق بالزوجين:

• في شهر رمضان المبارك، تتغيَّر مواعيد النوموالعمل، وتتغير أصناف الطعام، وتتغير شخصيَّة المرء وطباعه وما اعتادَ عليه، وهذا أمرٌ شاقٌّ يحتاجُ من الزوجين لجهودٍ مُضاعَفة تعينُ على ترتيب الوقت والعادات، والاستفادةِ منالزمن الثَّمين دُون تقصيرٍ في حُقوق الله ثم حُقوق النفس والزوج والأسرة.


• هذه نقاطٌ مشتركةٌ للزوجين، عسى أنْ تعينهما على الإمساك بزمام الأسرة واستقامة الدرب فيرمضان:

1- على الزوج ألا يُكلِّف زوجته بما لا طاقةَ لها به من حيث إعداد الطعام والحلويَّات؛ فإنَّ كثيرًا من الناس اتَّخذوا هذا الشهر للتفنُّن في الطعام والشراب والإسراف فيه، وهو ما يُذهِبُ حلاوةَ هذا الشهر ويُفوِّتُ على الصائمين بلوغَ الحكمة منه وهو تحصيل التَّقوى.


2- إذا كنت تريد من ربَّة المنزل التفاعُل معك في نفع نفسها ونفع أولادك فلا تشغَلها بطلب التنويع في الأكل.


3- احرِصْ على إيجاد برامج تُناسبها في مطبخها؛ كسَماع الأشرطة وإذاعة القُرآن ونحو ذلك.


4- ذكِّرها بأنَّ لها في خِدمتها لهؤلاء الصائمين أجرًا كبيرًا.


5- تجهيز الإطار والسحور لأفراد الأسرة يستغرقُ الجزء الأكبر من وقت الزوجة، فكيف تُوفِّق بينها وبين العبادة؟

 

• تنظيم الوقت تكون البركة فيه، ولا بُدَّ من المحافظة على الأوقات المفضَّلة أثناء اليوم؛ أخرج البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ الدين يسرٌ، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه؛ فسدِّدوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة))؛ الغدوة: أوَّل النهار، والروحة آخره، والدلجة الليل أو آخره.


• فحافِظِي على وقت السحر وقبل المغرب ، وبإمكانك بعدَ صلاة التراويح الإعداد لإفطار اليوم التالي فلا يأخُذ المطبخ من وقتِك كثيرًا بعد صَلاة العصر ليَبقَى لك قبلَ أذان المغرب وقتٌ مناسب للدعاء والتلاوة.


• احرِصِي على القيام بالأعمال المنزليَّة المتشابهة في وقتٍ واحد اختصارًا الوقت.


• بإمكانك سماع شريط جيِّد أثناء عملك في المطبخ وتنظيفك أو الاستفادة من البرامج النافعة، خاصَّة في إذاعة القرآن الكريم.


•استَشعِري أنَّك في عبادةٍ في أمرك كلِّه، إنِ احتسبتِ عملَك في طاعة الزوج وإطعام أسرتك.


6- لا يعني اختلاف أوقاتالطعام والنوم والعمل أنْ نفلت العنان للفَوْضَى الشديدة في أوقاتنا، فهذه مملكتُكماأيها الزوجان، احرِصا على تنظيم أوقات الأسرة قدر الإمكان، ولا تسمَحا بالسهر وإضاعةالليل هباءً مَنثُورًا، لا يكن النهار كلُّه للنوم بدعوى الصيام والتَّعب، فهل رأيتتاجرًا يغفل عن زيادة مَبِيعاته في المواسم المضاعفة، بدعوى الإرهاقوالخمول؟!


7- ليتأمَّل الزوجان في حديث أمسلمة - رضي الله عنها - "أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يُقبِّل وهو صائم‏"‏، وحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يُقبِّل وهو صائمٌ ويُباشر وهو صائم، ولكنَّه كانأملكَكُم لإربه"، إنَّه خلقٌ رفيع ورقَّة طيبة من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمنيملك إربَه، كم تبدو لمسات لطيفة لا تحملُ شهوةً أو رغبةً، فالمرء صائم، لكنَّها نسائمُ ودٍّ ونظراتٌ حانية وكلماتٌ طيِّبة، ترفُّ علىالنفس، فتمنحها المحبَّة والرِّضا، وتغسل عن قلبها هموم الحياة ومتاعبها.


8- التعاون في الخير بين الزوجين:

• روى مسلمٌ عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُصلِّي من الليل، فإذا أوتر قال: قومي فأوتري يا عائشة.


• وأخرج أبو داود وغيره عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رَحِمَ الله رجلاً قام من الليل فصلَّى ثم أيقظ امرأته فصلَّت، فإنْ أبت نضح في وجهها الماء، ورَحِمَ الله امرأةً قامَتْ من الليل فصلَّتْ ثم أيقظت زوجَها فصلَّى، فإنْ أبى نضحَتْ في وجهه الماء)).


9- التعاوُن بين الزوجين في مهمَّات البيت وأعماله: ولنا في رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أسوةٌ حسنة.


• في "المسند" عن عائشة قالت: سُئِلت: ما كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعملُ في بيته؟ قالت: كان بشرًا من البشر؛ يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه.


• وأخرج البخاري عن الأسود قال: سألت عائشة: ما كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يصنعُ في بيته؟ قالت: "كان يكونُ في مهنة أهله - تعني: خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاةُ خرَج إلى الصلاة".


رابعًا: ما يتعلَّق بالأطفال:

1- قد يُوجد في البيت أولادٌ صغار وهم بحاجةٍ للتشجيع على الصيام؛ فعلى الأب أنْ يحثَّهم على السحور، ويُشجِّعهم على الصيام بالثَّناء والجوائز لمن أتَمَّ صيام الشهر أو نصفه.


• فعن الربيع بنت معوذ قالت: "فكنَّا نصومه بعدُ - أي: عاشوراء - ونُصوِّم صبياننا الصِّغار، ونذهب بهم إلى المساجد، ونجعلُ لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدُهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار"؛ رواه مسلم، قال النووي: "وفي هذا الحديثِ تمرينُ الصبيان على الطاعات، وتعويدهم العبادات".


2- ذَكرِّ أبناءك - خاصَّة إذا اشتكى أحدهم الجوعَ أو العطش - أنَّ منالمسلمين إخوةً لهم في بلادٍ عديدة لا ينعمون بما ينعمُ به من دفءِ الأسرة، ورعايةالوالدين، ليتذكَّرَهم بالدعاء عند إفطارِه.


3- رغِّب أولادك في حُضور الصلوات والتَّراويح في المسجد.


4- احرصْ على مُتابَعة صلاة التراويح في الحرمين عبر التلفاز أو الإذاعة.


5- نظِّم بين أطفالك مسابقات مُناسبةً كحفظِ آياتٍ أو أحاديث وأدعيَّة، وكافئهم.


6- الرفق زين مع الجميع، أخرج مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ الرِّفق لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزَع من شيءٍ إلا شانَه))، وفي سياق آخَر: "ركبت عائشة بعيرًا فكانتْ فيه صُعوبة، فجعلت تردده، فقال لها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عليك بالرفق)).


مسائل مهمَّة تتعلَّق بأحكام الصيام تهمُّ الأسرة وأفرادها:

المسألة الأولى: أنَّ مَن أفطر في رمضان لعذرٍ ثم مات قبلَ أنْ يتمكَّن من القضاء فلا قضاءَ عليه ولا كفَّارة؛ لأنَّه لم يصدرْ منه تفريطٌ، كما لو مَرِضَ في رمضان وأفطرَ ثم استمرَّ به المرض حتى تُوفِّي من مرضِه، أمَّا مَن تمكَّن من القضاء ولم يقضِ فيسنُّ لوليه أو أحدِ أقاربه أنْ يصومَ عنه؛ لما ثبت في الصحيحين عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن مات وعليه صيامٌ صام عنه وليُّه))، وهذا عامٌّ في كلِّ صيامٍ واجبٍ؛ سواء كان نذرًا أو فرضًا على الصحيح من كَلام العلماء.


المسألة الثانية: من شرط وُجوب الصيام البلوغ، فلا يجبُ الصيام على الصغير حتى يبلُغ؛ للحديث السابق، ولكن ينبغي لوليِّ الصغير أنْ يأمُرَه بالصيام عندَ استطاعته عليه؛ تمرينًا له على الطاعة، ويتأكَّد ذلك عند اقتراب البلوغ، وقد عمل الصحابة - رضي الله عنهم - بهذا الأدبِ؛ فعن الربيع بنت معوذ - رضي الله عنها - قالت: كنَّا نُصوِّمُ صبياننا ونجعلُ لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار؛ أخرجه البخاري.


المسألة الثالثة: من شُروط وجوب الصيام القُدرة على الصيام؛ لأنَّ الله تعالى لا يُكلِّفُ نفسًا إلا وُسعَها، أمَّا العاجز عن الصِّيام فلا يجبُ عليه.


وله صور؛ منها:

• أنْ يكون عجزُه مستمرًّا؛ كالكبير والمريض الذي لا يؤمل شِفاؤه، فمَن هذه حاله لا يجبُ عليه الصيام ولا القضاء، ولكن يجبُ عليه أنْ يُطعِمَ عن كلِّ يومٍ مِسكينًا، ومِقدار الإطعام كيلو ونصف الكيلو من البر أو الأرز أو غيرهما من الطعامِ، وإنْ شاء صَنَعَ طعامًا ودعا إليه من المساكين بعدد الأيام التي أفطرها؛ كما فعَلَه أنس - رضي الله عنه.


والصورة الثانية: أنْ يكون عجزُه طارئًا؛ كالمريض الذي يُؤمَّل شفاؤه، فهذا يُباح له الفطرُ، ويجبُ عليه القضاء، وضابطُ المرض الذي يبيحُ الفطرَ - كما قال أهل العلم -: أنْ يشقَّ عليه الصومُ حال مرضِه، أو يتضرَّر بالصوم من حيث زيادة المرض أو تأخُّر الشفاء مع الصيام، فمَن كانت هذه حالُه جازَ له الفطرُ ووجبَ عليه القضاءُ، ولو صامَ في رمضان أجزَأَه ولا شيءَ عليه، ومثله المرأة الحامل والمرضع إذا شقَّ عليهما الصوم.


•المسألة الرابعة: من شروط وجوب الصيام شرطٌ خاصٌّ بالنساء؛ وهو السلامة من الموانع، ويقصد بذلك الحيض والنِّفاس، فالحائض والنُّفَساء يحرمُ عليهما الصيام ويجبُ القضاء.


والحمدُ لله ربِّ العالمين.


محاضرة ألقيت في مسجد التويجري بالمجمعة في 27/8/1425هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خصائص شهر رمضان
  • أسرتنا والاجتماع العائلي في رمضان
  • رمضانيات نسائية
  • أفكار رمضانية للقائمين على تربية الشباب
  • النفحات الإيمانية في الدروس الرمضانية
  • سلوكيات مرفوضة في شهر رمضان
  • التواصل في رمضان
  • فضائل شهر رمضان
  • خبراء: استهلاك الوالدين المفرط ينقل عدوى التبذير للأطفال
  • الأسرة في رمضان ( حوار مع الأستاذة عابدة العظم )
  • العناية الربانية بصفوة البشرية (1) في عالم الغيب
  • بيتك في رمضان
  • خطبة: عناية الإسلام بالأسرة

مختارات من الشبكة

  • علمني رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • "رمضان ليس من أجل رمضان، رمضان من أجل بقية السنة"(مقالة - ملفات خاصة)
  • حال السلف في رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فانوس رمضان ( قصة قصيرة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هيا بنا نستقبل رمضان؟ (استعداد)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • انتصف رمضان فاحذر!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شهر رمضان شهر مبارك وشهر عظيم(مقالة - ملفات خاصة)
  • من حصاد رمضان (1)(مقالة - ملفات خاصة)
  • استعراض الصحف الإيطالية لشهر رمضان 2014 في إيطاليا(مقالة - ملفات خاصة)
  • رحيل رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب