• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي / حوارات وتحقيقات صحفية
علامة باركود

جامعاتنا ومحاورها الثلاثة (2)

هداية درويش سلمان

المصدر: مجلة الرياض - العدد 8336، السنة السابعة والعشرون
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/8/2011 ميلادي - 23/9/1432 هجري

الزيارات: 11201

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جامعاتنا ومحاورها الثلاثة: الطالب - الكتاب - الأستاذ الجامعي

الحلقة الثانية

 

[هل الجامِعة مدرسةٌ ثانوية - تقليديَّة التعليم الجامعي، ورتابة أسلوب الأستاذ مِن أسباب ضعْف الطالِب الجامعي - بعض الجامعات ما زالتْ تدرس مناهج مضَتْ عليها سنواتٌ دون تعديل - ما مصيرُ خرِّيج الثانوية العامَّة ممَّن لا تقبلهم الجامعات؟]

 

طرحَت "الرياض" في عددها الصادر يومَ أمس السبت "الحلقة الأولى"، مثَّلتِ العملية التعليمية بالجامعة المحليَّة: الطالب - الكتاب - الأستاذ الجامعي؛ لتقويم مسارِ التعليم العالي، وإلْقاء الضوء على جوانبِ السلبيَّة فيه؛ بحثًا عن رؤية قد تُسهِم في صياغةٍ جديدة لمستقبل الأجيال القادِمة عبر منافِذ التعليم العام، وتلبية احتياجات الوطن مِن الكفاءات المؤهَّلة القادِرة على إدارة شؤون البلاد.

 

ولأهميَّة هذه القضية ليس فقط مِن الجانب التعليمي/ الأكاديمي؛ وإنَّما أيضًا من الجوانب الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة، حيث تتَّضح أهمية المبادَرة في إيجاد عِلاج "تنظيمي" لظاهِرة تزايُد أعداد الخرِّيجين من الجامعيِّين، دون أن يصاحِب ذلك توفُّر الفُرَص الوظيفيَّة الأساسيَّة لنوعيات مِن الخرِّيجين قد لا يتوفَّرون عبْر هذا النمط مِن التأهيل، الأمْر الذي يستلزم "الدعوة" عبر "الرياض" لتبني فِكرةَ عقد ندوة أو اجتماع موسَّع تحضرُه القطاعات المعنيَّة؛ لبحثِ هذه الإشكالية وإيجاد الحلول الآنيَّة والبعيدة المدَى؛ لتأمينِ سلامة المؤسَّسات التعليميَّة والأفراد مِن سلبية استمراريَّة النمط الذي ما زال يشكِّل منفذًا ووسيلةً لتخريج أعداد غير مطلوبة، وإهدارًا للطاقة البشريَّة، وهو ما نستكمل طرحَه في حلقة اليوم "الثانية والأخيرة" مِن هذا التحقيق.

 

هناك مَن يتَّهِم الجامعات بأنَّها لا تعْدو أن تكونَ مدارسَ، يتلقَّى طلابها تعليمًا عاليًا بالاسمِ فقط، ما رأيك في هذا الاتِّهام؟

 

د. رضا عبيد - مدير جامعة الملك عبدالعزيز -:

يُؤسِفني القول بأنَّ صاحب هذا الاتِّهام لا يُدرك ماهية الجامعة ودَورها الذي أُنشئت مِن أجله أولاً، ثم لا يُدرك ما هو التعليم العالي الذي درسَه ويدرسه الطالب ثانيًا.

 

وسعيًا منَّا لتوضيح دور الجَامعة ونوعية ما تُقدِّمه من علوم ومعارف، يطيب لي أن أقول: إنَّ حضارة الأمم، ومجْدَها الذي يخلِّده التاريخ لا يقوم إلا بالعِلم ومنهجه، فبقدر ما يتوفَّر لها مِن هذا العلم يكون لها مِن مجد وحضارة، ولا أعْني بالعلم هنا تلك الكلمات أو الأرْقام التي تملأ صفحاتِ الكتب، إنَّما أعني تلك الروح المتوثِّبةَ إلى المعرفة الحقَّة التي تبحث وتنقِّب، وتناقش وتستخلِص، تطوّر وتستحدِث في قاعات الدرس، وفي المختبرات، وفي حقول التجارِب، وتلك هي رسالةُ الجامعة وهدفها الأوَّل الذي قامتْ مِن أجله.

 

ومِن هذا المنطلق يقوم طلاَّبنا بالمشاركة في العديدِ مِن الأبحاث العلميَّة أثناء دراستهم، ثم قبل تخرُّجهم تشترط عليهم الخطَّةُ الدراسية تقديمَ بحْث التخرُّج، "وهي مادَّة إجباريَّة"، والنجاح فيها شرطٌ للتخرج، فنجِد أمامنا بحوثًا علميَّة بعدد طلاَّب الجامعة، ثم يأتي دَور أعضاء هيئة التدريس وبحوثهم الهادِفة بكافة التخصُّصات التي تخدم البيئة المحيطة كالجامِعة، ونودُّ هنا أن نُعطي أمثلةً بسيطة لما قدمت بعضُ كليات جامعة الملك عبدالعزيز على سبيلِ المثال لا الحصر، حيث قامت كلية الهندسة بالإسهام الفاعِل في مشروع المياه الجوفيَّة بكلٍّ مِن مدينتي جدة ومكة المكرمة، كما قامتْ نفس الكلية بتقديم خِدماتها في فحْص مدَى صحيَّة المواد الغذائية الواردة بالموانئ والمطارات.

 

كما قامتْ كلية الأرْصاد والبيئة وزِراعة المناطق الجافة بتقديم دورات تدريبيَّة لمنسوبي مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، كما تمثِّل محطَّة الأبحاث الزِّراعيَّة التابعة للكلية بهذا الشأن صقلاً إرشاديًّا للمنطقة الغربيَّة مِن المملكة، وكل هذه الأمثلة وغيرها مما تقدِّمه باقي كليات الجامعة ما هو إلا ترجمةٌ حقيقيَّة لواحِدٍ مِن أهداف الجامعة، وهو خِدمة البيئة المحليَّة المحيطة بها.

 

نظرة سطحية:

د. مانع الجهني: إنَّ النظرة السطحيَّة قد توهِم بهذه النتيجة؛ لأنَّ كثيرًا من خرِّيجي الجامعات والمعاهِد تبدو عليه هذه الظاهِرة، وفي اعتقادي أنَّ اللوم يقَع بالدرجة الأولى على بعضِ الطلاَّب والطالبات؛ وذلك لأنَّ الجامعات في المملكة على وجهِ الخُصوص تأخُذ بأرقى الأساليب التربويَّة والتعليميَّة والأكاديميَّة، وتوفِّر للدَّارسين جميعَ المتطلبات، وتؤمِّن لهم المختبرات، ومراكز البحوث، والمراجِع العلميَّة، وفُرص التدريب.

 

والملاحَظ أنَّ هناك تقصيرًا من جانب بعض الطلبة في الاستفادة مِن فُرص التأهيل الجامعي، والتسهيلات التي توفِّرها الجامعاتُ، وقد يقع اللوم أحيانًا على الأستاذ الجامعي، الذي يَكتفي بالمذكِّرة التي يَضعها للطلاَّب، والمحاضرات التي يُلقيها عليهم، ثم يمتحنهم بها في نهايةِ المقرَّر الدِّراسي على الطريقة المدرسيَّة، بينما المطلوب أن يبذل الأستاذ جهدَه في التحضير مِن مصادر شتَّى، ثم يقدِّم محاضرته ومعلوماته، ويناقش الطلاَّب ويطلب منهم بذلَ الجهد في البحث في المكتبات لاستيفاء الموضوع، وهذا يساعِد الطالب الجامعي على الاستيعاب والتمكُّن مِن البحْث العِلمي السَّليم.

 

والأمْر بالدرجة الأولى يعود إلى الطالِب ومدَى تفاعله وجديته، وعلى الجامِعة أو المؤسَّسة التعليميَّة من جِهة أخرى، وذلك مِن حيث وضع ضوابطَ ومتطلَّباتٍ أكاديميَّة تستطيع مِن خلالها معالجة هذه المشكلة والتغلُّب عليها، كتكليف الطالِب بالبحوث والتجارِب العلميَّة والدِّراسات الميدانيَّة، ومطالبتهم بفترة تدريبية ضِمنَ متطلبات التخرُّج على طريقةِ كليات الطبِّ وأقسام التربية وأمثالها؛ ليتكامل تأهيلُ الطالب الجامعي، ويكون على مستوى الشهادة التي يحملها.

 

ما ينقص الجامعة:

د. عبدالله بن إبراهيم الطريقي - جامعة الإمام -: المفترَض في الجامعات أن تكونَ مصنعًا لبناء الإنسان ولنُضج عقله، وميدانًا للسِّباق والتنافُس على العِلم والإنتاج والابتكار؛ ليتخرَّج منها الطلاَّب وقد تهيَّؤوا لقيادة أمَّتهم، وربما يلاحظ أنَّ كثيرًا مِن الجامعات - وليس كلها - تهتمُّ بالكم قبل الكيْف، فتخرِّج الآلاف مِن الطلاب، ولكن على غيرِ أساس سليم؛ إذ يحصل الطالبُ على الشهادة الجامعيَّة وهو أُمي في تفكيره ونظرته للحياة ومعاملته للناس، قدْ لا يتجاوز في مستواه طالِبَ المرحلة المتوسِّطة، وأعتقد أنَّ هذا يرجِع في الدرجة الأولى إلى الجامِعة نفسها، فهي بحاجةٍ إلى أن تُعيد النظر في أهدافها ومناهجها، وأساليبها ووسائلها.

 

مواطن الضعف في المحاور الثلاثة:

د. زامل أبو زنادة: لا يُفيد الجامعاتِ وصفُها أو تسميتها بمدارس؛ لأنَّها - والحديث هنا عن الجامعة أيّ جامعة - لا تخرج عن كونها مجموعةً من المدارس مختلفة التخصُّصات والمناهج، متحِدة الأهداف، والعمليَّة التعليميَّة بجميع أشكالها - سواء أكانتِ ابتدائية أم رَفيعة المستوى - تتكوَّن مِن ثلاثة محاور أساسيَّة:

1- الطالب.

2- الكتاب.

3- الأستاذ.

 

وفي اعتقادي أنَّ هناك مواطنَ ضعْف جوهريةً في جميع هذه المحاور في التعليم الجامعي.

 

أولاً - الطالِب: يطول بنا الحديثُ وتكثر الشواهد المدعمة عن مواطِنِ الضعف بهذا المحور الأساسي في العمليَّة التعليميَّة، فعلى سبيلِ المثال لا الحصر يُلاحَظ على مُعظَم الطلاَّب في هذه المرحلة الآتي:

1- العزوف عنِ القراءة.

2- اللامبالاة.

3- التعوُّد على التلقِّي وعدَم البحْث.

4- ضَعْف اللُّغة.

5- عدم التحضير المسبَق.

6- التذمُّر مِن الواجبات.

7- كثرة الغِياب.

8- ضعْف الإعداد السابِق في المراحل السابقة للتعليم الجامعي.

 

ثانيًا - الكتاب:

وهذا هو المحور الرئيس في العمليَّة التعليميَّة، يشكو في العديدِ من التخصصات مِن نقصٍ خطير ومنهجيَّة وصفيَّة سطحية لا تُثري المتلقِّي أو الناقِل، ومِن جملة المشكلات المرتبطة بهذا المحور:

مادة المنهج:

هناك جوانبُ سلبيَّة خاصَّة بطُرق وأساليب التدريس في الجامعات [التلقين - التمحور حول كتاب أو ملزمة] مَن المسؤول عنها؟

الجامعة - الأستاذ الجامعي - أم محتويات بعضِ الكتب التي لا تتمشَّى مع رُوح العصر؟


د. رضا عبيد:

سؤال أعتبِره جيِّدًا، يتناول قضيةَ تطهير المناهج بالجامعة وأساليب التدريس فيها، والحمد لله فقدْ كانت - وما زالت - جامعة الملك عبدالعزيز سبَّاقة للإعداد لهذا الأمْر عُدَّته منذ زمن طويل، فقد صدَر قرار مجلس الجامعة الموقَّر برقم (2) المتَّخذ بجلسته الرابعة عشرة لعام 1408 هـ المنعقدة بتاريخ 15/4/1405 هـ، متضمنًا تشكيلَ لجنة دائمة لتطوير المناهج بالجامعة؛ بهدف تقويمِ مشاريع تطوير الخُطط الدِّراسيَّة لكليات الجامِعة، بما يضمن تمشيَها مع السياسة التعليميَّة بالمملكة، التي تؤكِّد في المقام الأوَّل سيرَ التعليم على النَّهْج الإسلامي الحنيف، ثم مواكبتها للمستجدَّات العصريَّة بمجالات تخصُّص كليات الجامعة كافَّةً، بالإضافة إلى ذلك العمل على تطهير متطلَّبات الجامعة التي تمثِّل الحدَّ الأدنى مِن الإدراك السليم بمختلف العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة والطبيعيَّة، واللغة وآدابها، وهو ما يمثِّل حصيلةَ الطالب على مدَى سنوات التعليم الجامعي وإعداده؛ ليقومَ بدوره كمواطنٍ صالح.

 

ومِن هذا المنطلَق، فقد تمَّ تطوير الخُطط الدِّراسية لكليَّات الآداب والعلوم الإنسانيَّة، والهندسة والاقتصاد والإدارة والعلوم (علوم الأرْض، وعلوم البحار)، قسم الاقتصاد المنزلي (طالبات)، كما تمَّ تطوير متطلبات الجامعة مع مطلَع عام 1411 هـ الجامعي.

 

وبذلك فقدِ اطمأنَّتِ الجامعة للجانب المتعلِّق بالخُطط الدراسيَّة، أمَّا فيما يتعلَّق بطُرق وأساليب التدريس، فقد قامتِ الجامعة بإنشاء مركَز تطوير التعليم الجامعي؛ ليتولَّى مسؤوليةَ تقديم طرق التدريس، والتعرُّف على العوامِل المختلفة التي تؤثِّر في عملية التقويم، والتعرُّف على طُرق ووسائل التعليم، وإعداد النَّدوات والحلقات الدراسيَّة عن طُرق وأساليب التدريس الحديثة بالجامِعات.

 

شواهد سلبية:

د. مانع الجهني:

لا بدَّ وأن نعترفَ بوجودِ الجوانب السلبيَّة فيما يتعلَّق بطُرق التدريس، أمَّا حصْرها بطرَف دون آخَر، فربَّما يكون فيه بعضُ التجنِّي، فالجامعات تحاول تطويرَ أساليب التدريس وتجديدها، ولكن بعض هذه الأساليب تَظهر لها جوانبُ سلبية عندَ التطبيق العمَلي، أو بعد مُضيِّ مدَّة على المنهج؛ لأنَّ المناهج التعليميَّة من طبيعتها التجديد والتطوير، فهي تطلبهما دائمًا، ولكلِّ زمان دولة ورِجال.

 

ولكن الناقِد لهذه الأساليب لا يلتمِس العُذر للجامعة ويعتبرها مقصِّرة، أمَّا الأستاذ الجامعي، فهو المِرآة العاكسة للجامعة؛ لأنَّه ينفذ خُطَّة تعليميَّة مدروسة، ويُدرِّس منهجًا يلتزم به، وربَّما يكون قد شارَك في وضعه، وعندها يتحمَّل جزءًا من المسؤولية، وهذا طبعًا لا يُعفي بعضَ الأساتذة الذين لا يلتزِمون بخُطَّة الجامعة، ولا يتبعون التعليماتِ الأكاديميَّةَ؛ طلبًا للتسهيل على أنفسهم وعلى طلاَّبهم.

 

أمَّا الكتب والمحتويات، فلا بدَّ مِن الاعتراف أنَّ بين جنباتها ما يبتعد عن رُوح العصر، ولكنَّنا لا نستطيع توجيهَ الاتهام لها؛ لأنَّ الجامعة أو لجان التطوير التربوي قدِ اشتركوا في وضعها واختيارها، فتلك مسؤوليتهم، وإنْ ظهرت فيها عيوب أكاديميَّة لا تتوافق مع أساليبِ التعليم الحديثة، فالواجب على الجامعة تَدارُك ما فيها مِن عيوب وصقلها برُوح المنهج السَّليم، مع مراعاة المحافَظة على أصالتها وانتمائها لعقيدةِ التوحيد.

 

وعلى الأستاذ الجامعي كتابَة تقاريرَ دائمةٍ وملاحظات للجامِعة مِن خلال التطبيق العمَلي للمنهج؛ لأخذها بعَيْن الاعتبار عندَ تطوير المنهج، كما أنَّ عليه أن يستأنس برأي طلاَّبه وملاحظاتهم أو معاناتهم مِن بعض المقرَّرات؛ لإضافتها إلى الملاحظات التي يقوم بجَمْعها.

 

د. عبدالله الطريقي:

التعليم الجامعي له طابعٌ خاصٌّ يتميَّز بأسلوبه وطريقته، فإذا كانتِ المراحل التعليميَّة الدنيا والوُسطى تعتمد على التلقِّي والتفهيم والتَّكْرار واعتبار الأستاذ هو المحور، وهو أمرٌ طبيعي؛ لأنَّها مراحل تأسيس وبِناء، فإنَّ المرحلة الجامعيَّة - وهي مرحلةٌ عالية - ينبغي أن يكونَ محور الدِّراسة فيها على الطالِب، فهو الذي يرسم في إطارِ النِّظام العام للجامِعة خُططَه التعليميَّة، فالمنهج المقرَّر الإجمالي للجامِعة يستطيع أن ينطلق في ضوئه بلا حُدود، والمراجع العلميَّة ليستْ محصورةً، هذا مع المناقَشة والتطبيقات، ذلك طبيعة نِظام التعليم الجامِعي، فهل واقعنا كذلك؟

 

إنَّنا نجِد - بكلِّ أسف - ظواهرَ غير جيِّدة في بعض الجامعات، ومنها أنَّ الأسلوب والطريقة في التعليم لا تكاد تميِّزها عنِ المراحِل التعليميَّة السابقة للجامِعة، بحيث يسير الطالبُ في خطٍّ واحد لا يختلف، ويتخرَّج وهو لا يعرف سوى أسلوب التلقِّي، فمَن المسؤول عن ذلك يا ترى؟ أهو الطالب؟ أم الأستاذ؟ أو نِظام الجامعة؟


لعلَّ مِن الإنصاف أن نقول: إنَّ المسؤولية مشترَكة؛ إذ لا يعقل أن يصبَّ اللوم على جِهة واحدة فقط، فالطالب له دَور في محاولة الاختصار والابتِسار في كلِّ الأشياء الممكِنة؛ حتى ينهي تخرجه بسلام، ولا أقول هذا ينطبق على كل الطلاَّب؛ ولكن بعضهم، والأستاذ ربَّما كان أحيانًا سببًا في تحجيمِ المادة العلميَّة وإخراجها في ورَقات معدودة أو تقرير كِتاب يؤلِّفه، والنِّظام الجامِعي أو الجو الجامعي ربَّما ساعَد الطالبَ والأستاذَ على تلك الأساليب، حتى تشيع وتتكرر، ثم تُصبح ظاهرةً عامَّة يصعُب على الجامعة علاجُها لو أرادتْ ذلك، لكنَّني أؤكِّد هنا أنَّ على الجامِعة لزامًا أن تُعيد النظر في مِثل هذه الأوضاع غير الصحيحة؛ لأنَّ وجودها ليس مِن مصلحة الجامِعة، ولا مِن مصلحة الطالِب، ولا مِن مصلحة المجتمَع.

 

د. زامل أبو زنادة:

تجرِبة التعليم الجامِعي في المملكة لا تدَّعي الكمال، فالكمال لله - سبحانه وتعالى - والجوانب السلبيَّة كالتلقين والمذكِّرات والتمحور حولَ الكتاب، إنْ وجدت ممارستها، فهي في إطار محدود وضيِّق جدًّا، وما تواجدها إلا محصِّلات ونتائج لمجموع مواطني الصفِّ المرتبطة بمحاور العمليَّة التعليميَّة، وبصدد هذا نقول: إذا عُرِف السبب بطَل العجَب.

 

هل هناك توجُّه معيَّن نعبِّر من خلاله لتوعية طلاَّبنا وطالباتنا، ابتداءً من المراحل الثانويَّة؛ وذلك بهدَف توجيههم نحوَ التخصُّصات التي تحتاجها البِلاد، وتتماشَى مع خُطط ومتطلَّبات التنمية؟

 

د. رضا عبيد:

يُسعدني أن أوضِّح هنا أنَّ كليات الجامِعة نهجَت منذ زمَن أسلوبًا تربويًّا للإعلان عن تخصُّصاتها وإنجازاتها، وذلك مِن خلال تخصيص يومٍ كلَّ عام أُطلق عليه "اليوم المفتوح"، حيث تفتح الكليات أبوابَها للزائرين من داخلِ وخارج الجامعة، وتعرض عليهم بأسلوبٍ علمي مبسَّط أقسام الكليَّة وبرامجها الدِّراسيَّة، وفُرَص العمَل الذي تنتظر خرِّيجيها، وتقوم الكليات بتوجيهِ الدعوات إلى المدارس بصِفة عامَّة، والثانوية بصِفة خاصة، لزِيارة الكلية في هذا اليوم، حيث تقوم كلُّ كلية بتوزيعِ الكتيِّبات الإعلاميَّة الخاصَّة بها على هؤلاء الطلاَّب، وهذا يعتبر واحدًا من الأساليب المتبعة حاليًّا لتوعية طلاَّبنا في مراحِل التعليم الأولى نحوَ التخصُّصات التي تحتاجها خُططنا التنمويَّة الطَّموحة، كما تعْمَل جميعُ الأقْسام العلميَّة على تنفيذ وصية اللجْنة الدائِمة لتطوير المناهِج بالجامعة، فيما يتعلَّق بالبيان الصادر مِن الديوان العام للخِدمة المدنيَّة بشأن التخصُّصات الجامعيَّة التي تحتاجها بلادُنا في الوقت الحاضر.

 

د. عبدالرحمن الشبيلي:

هذا الموضوع مهمٌّ جدًّا، ويحتاج إليه الطلاَّب فعلاً وهناك مجهود، ولكنَّه محدود تقوم به مؤسَّسات التعليم العالي، ولكن المسؤولية الرئيسيَّة في هذا الموضوع تقَع على عاتِق جِهات أُخرى مسؤولة، ولعلَّ أقربها "مجلس القُوى العامِلة"، "الدِّيوان العام للخِدمة المدنيَّة"، "الغرف التجاريَّة".

 

الطلبة والطالبات الذين تجاوزوا اختبارات الثانويَّة العامَّة، ولم يحصلوا على معدَّلات تؤهِّلهم للالتِحاق بالجامِعة، إلى أين يذْهَبون؟!

ولماذا لا تُستحدَث تخصُّصات تستوعب هؤلاء الخرِّيجين لتشركهم في العمل على دفْع عجلة التنمية؟

 

د. عبدالرحمن الشبيلي:

نهجَتِ الجامعات السعوديَّة حتى الآن على وضْع معايير معيَّنة للقَبول، تعتمد بشكلٍ رئيس على معدَّلات المرحلة الثانويَّة، وهو أحَد الأساليب المتَّبعة في العالَم للقَبول في الجامِعات، فالمعروف أنَّ هناك مؤسساتٍ تعليميَّةً عُليا تتَّبع أساليبَ أخرى، وفي ذِهننا ما هو متَّبع بشكل خاص في الولايات المتحدة، حيث إنَّ بعض الجامعات وإنْ كانت متوسِّطة المستوى تَقْبل الطالب حتى ولو لم تكُن لديه الثانوية العامَّة أصلاً، وبعض تلك الجامعات تتَّبع وسائل أخرى للقَبول، مِثل الخبرة المهنية، والواقع أنَّ معدَّلات الثانوية العامة تبقَى مؤشرًا جيِّدًا، وإن لم يكُن كافيًا للحُكم على قُدرة الطالِب، فمِن ناحيةٍ أُخرى أتَّفق معكم في أنَّه لا بدَّ أن تتوفَّر مقاييس أُخرى للقَبول في الجامِعات جنبًا إلى جنبٍ مع نتيجة الثانوية العامَّة.

 

ومِن الناحية الثانية أشعُر أنَّ الجامِعات يفترض أنَّها لا تقبل على أيَّة حال إلا المؤهَّلين لدخولها، أمَّا الذين لا يتوفَّر لديهم التأهيل الكافِي والمقدِرة الكافية للدُّخول إلى الجامِعة، فيفترض أن ينصرِفوا إلى مجالاتٍ أخرى، تعليميَّةً كانت أو مهنيَّة، وهذه مسؤولية لا تتحمَّلها الجامعات فقط، بلْ تشترك فيها جِهات أُخرى.

 

وأودُّ في هذا الصَّدد أن أذكُر أنَّ القطاعات الأُخرى في الدَّولة - وخاصَّة العسكريَّة - لا بدَّ أن تبذل جهودًا أكْبر في الإسهام مع الجامعات في قَبول خرِّيجي المراحل الثانويَّة على مختلف معدَّلاتهم، وكذلك الكليات التقنية، وأتمنَّى شخصيًّا أن يأتيَ اليوم الذي يتعاون فيه القِطاع الخاص مع الدولة في إنشاء بعضِ الكليَّات الأصليَّة التقنية، حيث أعتقد أنَّها قد تساعِد على ما أشار إليه السؤال.

 

د. رضا عبيد:

فيما يتعلَّق بهذا السُّؤال أعتقِد أنَّ مجتمعنا وخُططنا التنموية ما زالتْ بحاجة ماسَّة لأجيال مِن الفنيِّين المؤهَّلين، الذين يُعتمد عليهم بصفة دائمة بالمصالح الحكوميَّة والمؤسَّسات الخاصَّة كافَّةً، مِن هذا المنطلق يُسعدني القول بأنَّ الجامعة قد وفّرت لديها برامج فنيَّة بكليَّات علوم الأرْض والأرصاد والبيئة وزِراعة المناطق الجافة، ومدَّة الدراسة بها سَنتان، يُمنح الخرِّيج دبلومًا فنِّيًّا متخصِّصًا، وهذا الدبلوم معترَف به لدَى الديوان العام للخِدمة المدنية، كما وفَّرَتْ حكومتنا الرشيدة الكلياتِ التقنية المتوسِّطة وبتخصُّصاتها العديدة والهامَّة، ويصرف لطلاَّبها مكافآت شهريَّة، ويؤمّن لهم مساكن للإقامة؛ تشجيعًا لهم، وهناك مركَز تدريب القوَّات البحريَّة بجدَّة، وهو بحاجةٍ ماسَّة أيضًا لسواعدِ مِثل هؤلاء الشباب، بالإضافة إلى ذلك نجِد الكليَّات العسكريَّة العديدة التي تنتظر شبابَنا المؤمن بربِّه ومليكه ووطنه؛ للانخراط في الدِّراسة بها، وأعتقد أنَّ الظروف التي تعيشها منطقةُ الخليج العربي في الوقت الراهن أظهرتْ مدَى الحاجة إلى القوَّة العسكريَّة لحمايةِ الحقِّ وأهله.

 

أمَّا بالنسبة للطالبات، فإنَّ الكليات والمعاهد التابِعة للرئاسة العامَّة لتعليم البنات، بالإضافة إلى كلية المعلِّمات هي بحاجة ماسَّة لهنَّ.

 

أمَّا فيما يتعلَّق باستحداثِ تخصُّصات جديدة، فإنَّ ذلك رهنٌ باحتياجات الخُطط التنمويَّة، وتَسعى الجامعة جاهدةً لاستكمال المركز الطبي، وافتتاح المباني الجديدة لكليَّات الطب والعلوم الطبيَّة المساعدة، وطب الأسنان والتقنية الطبية؛ لتستوعب المزيدَ مِن الطلاَّب والطالبات - بإذن الله تعالى - كما أنشأتِ الجامعة قسم هندسة الطائرات تحتَ إشراف كلية الهندسة، وتخصّصًا للمساحة البحرية بكلية علوم البحار.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • جامعاتنا ومحاورها الثلاثة (1)

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة الغزوات الضامنة الكاملة والفتوح الجامعة الحافلة الكائنة في أيام الخلفاء الأول الثلاثة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • البحث العلمي والتعليم في جامعاتنا: المعوقات وضرورات النهوض (PDF)(كتاب - حضارة الكلمة)
  • منظومة النصائح الجامعة لطلاب الجامعة (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • جزر القمر: رئيس جامعة جزر القمر يؤكد قدرة الجامعة على استيعاب كل الطلاب(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الوظيفة الثالثة للجامعة: خدمة المجتمع "جامعة الإمام نموذجا"(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الهند: خريجو جامعة أليجار يتعهدون بدعم الجامعة الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الهند: جامعة أليجار الإسلامية تفوز ببطولة الجامعات لكرة المضرب(مقالة - المسلمون في العالم)
  • روسيا: جامعة الأورال تضيف الأدب الإسلامي ضمن مناهج الجامعة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الثلاثة الذين يبغضهم الله (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محاور الهدم الثلاثة(مقالة - موقع الشيخ صفوت الشوادفي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب