• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي / حوارات وتحقيقات صحفية
علامة باركود

لقاء فكري مع د.الطريقي

سلطان الحماد


تاريخ الإضافة: 7/5/2011 ميلادي - 3/6/1432 هجري

الزيارات: 10782

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدكتور عبدالله بن إبراهيم الطريقي الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء لـ((الدعـوة)):

• عدم تجانس أصحاب الديانات المختلفة.. حقيقة تاريخية!

• نعم بات الإسلام خصماً خطيراً للغرب.. لا يمكن تجاهله!

• التسطيح والضبابية تشوبان الطرح الفكري الإسلامي المعاصر.

• حرية الرأي باتت بين إفراط وتفريط.

• كلما قلّ الوعي الديني نشأت طفيليات المجتمع التي تبحث عن البروز.

 

لقـاء: سلطان الحماد - سكرتير التحرير

 

لقاء فكري أمطرنا فيه الدكتور عبدالله بمعلومات قيّمة وحمل من خلال إجاباته مبضع الجراح المؤلم الذي وضعه على جراح المجتمع في طرح تحتاجه الكثير من المجتمعات اليوم، فحديثه عن التهميش الذي نال العقل المسلم، وضرورة الإعداد الجيد من خلال انعكاس لضوء للحرية الفكرية، وتقييمه للملتقيات الثقافية وخاصة الشرعية وضرورة المرجعية الشرعية في فترة الأزمات والمدلهمات والانعكاسات للغة الخطاب في الأزمات والمتغيِّرات وغيرها من القضايا التي ستستحوذ على اهتمام القارئ لهذا الحوار.

 

الضيف في سطور:

• عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي، بكالوريوس في الشريعة، ماجستير في السياسة الشرعية، دكتوراه في السياسة الشرعية، أستاذ بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام.

 

• عنوان رسالة الماجستير (الحكومة الإسلامية بين نظم الحكم الأخرى)، عنوان رسالة الدكتوراه: (الاستعانة بغير المسلمين في الفقه الإسلامي).

 

ومن البحوث المحكمة:
• من قواعد النظام السياسي.. طاعة أولي الأمر.

• آراء ابن عبدالبر في الإمامة العظمى.

• فقه الاحتساب على غير المسلمين.

• فقه التعامل مع المخالف.

• الثقافة والعالم الآخر الأصول والضوابط.

• أهل الحل والعقد في الفقه الإسلامي.

 

• من البحوث المقدمة للندوات والمؤتمرات:
- الوحدة بين المسلمين وأثرها في مواجهة التحديات الحضارية.

- المفهوم الشرعي لسلامة المنشآت.

- المصادر الشرعية للأنظمة العدلية.

- نحو مفهوم شرعي للسلامة ((العامة)).

 

الطرح الإسلامي

• هل ترون أن الطرح الثقافي الإسلامي اليوم على جميع الأطر والأصعدة يتناسب مع العقلية الفكرية المعاصرة؟

- الطرح الثقافي ذو الطابع الإسلامي، له مظاهر عديدة:

- الطرح العلمي.

- الطرح الفكري.

- الطرح الأدبي.

 

وهذه المظاهر يكمل بعضها بعضاً فيما أعتقد، ولا يغني أحدها عن الآخر، وبغض النظر عن أسلوب الطرح ووسيلته، إلا أن هذه الطروحات ذات أهمية لبناء العقل المسلم، والمجتمع المسلم، نعم قد يكون في بعضها تسطيح، أو ضبابية، أو تدنٍ مما يجعل المتلقي يبحث في مصادر أخرى، ربما زادته حيرة واضطراباً، وهذا في تقديري عائد إلى ضعف التواصل العلمي والثقافي بين ذوي الاهتمامات المتقاربة فضلاً عن غيرها.

 

تهميش العقل

• من الملاحظ في الطرح الإعلامي الثقافي تهميش دور العقل المسلم وهذا ملاحظ في كثير من الأحداث والقضايا، وكان من آخرها الحرب على العراق التي أوضحت هامشية العقل المسلم. في منظوركم من المتسبب في هذا؟ ولماذا إعلامنا يجيد التغريد خارج السرب العالمي؟

- ربما كان هذا التصور لا يمثل الحقيقة كاملة، وأنه بالغ في تصوير الواقع بما يتناغم مع الإحباطات التي أحاطت بالأمة المسلمة في هذه الأيام.

 

والسؤال هنا: هل كان العربي أو المسلم قد ألغى عقله حينما كان يتابع ((أحداث ((الحرب على العراق))؟! الحقيقة أنه كان يتنازعه أمران: الأول: خطورة الموقف.

 

الثاني: الأمل الذي يحدوه بانهزام الغازي المعتدي.

 

والذي ينتقد العقل المسلم ومن ثم الإعلام العربي بأنه كان يجيد التغريد خارج السرب العالم، لم يصدر هذا الحكم إلا بعد أن ((انتهت السكرة)) كما يقال وإلا فالعالم كله كان في أثناء الحرب يعيش هذه السكرة وليس الأمر كان - كما يتصور البعض - تعويلاً على نظام حزب البعث في العراق أو ثقة فيه.

 

أهمية الإعداد

• كشَّر الغرب عن أنياب الحقد والكراهية للمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأصبحت الحروب على الإسلام واضحة والمخططات لهدمه معلنة، كيف ينظر فضيلتكم لهذا الموضوع؟

- ظهور كراهية الغرب لنا ليس بالجديد، بل ثمة حقيقة يصعب تجاهلها هي: عدم تجانس أصحاب الديانات والملل والنحل بعضها مع بعض، بل كل ديانة تنفر من الديانات المغايرة، وتبغضها، وربما يحصل بينهما من المنافسة والمنازعة ما يجرها إلى توتر العلاقات، بل الحروب، ولا يمكن لأهل ديانة أن تهادن أخرى إلا بصفة مؤقتة، ولأجل وجود خطر أكبر ومن الحقائق التي لا تنكر أن أصحاب الديانات في جملتها ترى في الإسلام خصماً كبيراً، قد يضطرها إلى أن تتقارب فيما بينها لتقف مجتمعة في مواجهة الإسلام والمسلمين.

 

لذلك فالكراهية بين المسلمين والغرب هي حقيقة لا يشك فيها، وإن كانت هذه الكراهية لا تستلزم المنازعة والمقاتلة في كل الأحوال.

 

بيد أن الغرب أحس بالخطر بعد أحداث سبتمبر فلم يكن من بد - لأمريكا - أن تجاهر بعداوتها وحرابتها للمسلمين، بعد أن ادعت أن القائمين بالتفجير من المسلمين.

 

حرية الرأي

• أصبحت هوية المثقف الشرعي لدى الكثيرين ترفض فكرة الطرح لدى الآخر وعدم القبول بها حتى داخل الصف الإسلامي. والسؤال أين تكمن حرية الرأي وتقبل الطرف الآخر في ظل الفهم الواسع للكتاب والسنّة؟

- الحرية: واحدة من المصطلحات الحديثة التي صار لها رواج، ولها عند الغرب مفهوم واسع، بل ليس لها نهاية إلا بما يضر الآخرين، وهذا المفهوم يتعارض مع متطلبات الدين والمجتمع.

 

أما المجتمع فإن له حقوقاً على الأفراد فوق مستوى الإضرار تتمثل بالعطاء والإيثار وبذل النصح للمجتمع، فإذا قصرنا واجب الفرد نحو المجتمع بعدم الإضرار به جعلنا من الفرد رقماً سالباً، نكتفي منه بعدم الإضرار بالآخرين، وهذا خلاف ما تتطلع إليه المجتمعات.

 

وأما الدين، فإنه مجموعة من التعاليم ((الآمرة والناهية)) والأمر والنهي مقيدان للحرية، بل حتى القوانين هي تنظيمات وأوامر ونواهٍ ولذلك لا بد أن تتدخل في تقييد الحريات.

 

من هنا لا بد أن نضع هذا المصطلح ((الحرية)) في موضعه المناسب، واللائق بالإنسان المكرم.

 

وحرية الرأي هي إحدى صور الحريات، ومن أهمها فما حدودها وما ضوابطها؟

قد يكون ثمة إفراط أو تفريط في تصور حقيقة ((حرية الرأي)) فقد يتصورها البعض منفلتة من كل قيد، وأن من حق الإنسان أن يقول كل شيء، كما يتصورها البعض بعكس ذلك، فيلزم كل أحد برأيه هو، فيحاصر الري الآخر ويصادره.

 

والحق أن كلا التصورين خطأ في ميزان العقل والشرع، فالإسلام قائم على النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول الحق وإعلانه ونشره والدعوة إليه، كما أنه يحرم ويجرم الغش وكتمان الحق، والسكوت على الباطل والمنكر أو إقراره.

 

والإسلام يفرض على العقل أن يتدبر ويتعقل، ويسأل أهل الذكر.

 

كل ذلك من أجل الوصول إلى الحق وتعميمه على الخلق، ثم معرفة الباطل وإزهاقه، وذلك عن رؤية متبصِّرة، وإرادة حرة لا يتدخل فيها أصحاب الزخارف من القول.

 

كما قال الحق تعالى في دعوته للمشركين: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ﴾ [سبأ].

 

لكن هذه الحرية ليست مطلقة، ليقول كل أحد ما بدا له، فينتهك حرمات الدين بالسب والسخرية والتشكيك وبلبلة العقول باسم حرية الرأي، أو ينتهك حرمات المجتمع والأفراد بالطعن والقذف والسخرية والتنابز بالألقاب باسم حرية الرأي.

 

وجملة الأمر.. أن حرية الرأي لها مكان فسيح في المعيار الشرعي، ومن هنا جاءت الدعوة إلى الاجتهاد وإعمال العقل، إلا أن ذلك غير مفتوح.

 

الملتقيات الثقافية

• تعاني مؤسساتنا الثقافية من ندرة الندوات والملتقيات الثقافية وإن وجدت فالحضور يعدون على أصابع اليد الواحدة ما أثر الإحجام عن الملتقيات الثقافية على عقلية المتلقي؟ وكيف يمكن إيجاد عوامل جذب في مثل هذه الملتقيات العلمية؟

- صحيح أن الملتقيات الثقافية شحيحة في المجتمع وبخاصة ذات الطابع الشرعي، فقلما نسمع عن ندوة أو مؤتمر إسلامي، في الوقت الذي نلحظ فيه كثرة الملتقيات في جوانب الحياة التنظيمية والمادية ولا أدري ما سر ذلك؟

 

وللأسف فقد يتوهم البعض بأن الناس كلما زاد وعيهم الديني كثر فيهم التطرف والعنف، وهذا وهمّ بلا شك، بل العكس هو الصحيح، فمتى قلّ الوعي الديني نشأت الطفيليات في المجتمعات، حيث تظهر عناصر تريد البروز، أو تريد أن تأثر لنفسها، أو تتبرع بالدفاع الاجتماعي.

 

وليس ذلك من حل إلا بترسيخ الوعي الديني لدى أفراد المجتمع.

 

ولذلك وسائل كثيرة من أهمها ما نحن بصدده في هذا السؤال وهو تكثيف البرامج الإسلامية المتطورة، سواء عن طريق الندوات أو المؤتمرات أو المحاضرات، وعقد الدورات، عبر وسائل الإعلام المختلفة، وفي ساحات المساجد والجوامع، وردهات الجامعات والمؤسسات العلمية وغيرها.

 

المرجعية الشرعية

• في فترة الأحداث والفتن والأزمات والمحن تبرز أهمية المرجعية الشرعية العلمية في قيادة سفينة المجتمع في خضم هذا البحر المتلاطم؟ والسؤال لماذا يتصدر الحديث عنها عبر وسائل الإعلام، من لا علم لهم ضمن أطروحات منفردة بعيدة عن العمل الجماعي المؤسسي وما أثر ذلك على المتلقي؟
- إنني أعزو ذلك إلى أمر قد يكون غريباً لدى البعض إنه اختلاف الرؤية نحو الأزمات وطبيعة التعامل معها، ففي حين نلحظ أن كثيراً من المتعالمين والانتهازيين يستغل هذه الظروف لطرح رؤى غريبة وجريئة، قد تتجاوز الخطوط الحمراء في العرف الشرعي، أو العرف الاجتماعي، سواء عبر وسائل الإعلام، أو المنتديات أو الوسائل الحديثة ((شبكة الاتصال العالمية)). في الوقت نفسه نلحظ أن كثيراً من العلماء والمتعلمين يدعو إلى ضبط النفس، وعدم الخوض في قضايا الساعة على اعتبار أن ذلك غير مجدٍ، لكونه خوضاً في قضايا ليست من اختصاصهم.

 

ولكن هذا الموقف، وهذا التصور من قبل أهل العلم فيه نظر، فإنهم حين يلتزمون الصمت ويدعون إليه، إنما يخاطبون شباب الأمة المستقيم، وكأنهم بهذا يفرغون ساحة الحديث والرأي والشورى والبلاغ لغير المؤهلين، إما لقصور في العلم الشرعي أو لغلبة الهوى والشهوة والشبهة. وهي هدايا تقدم لهم على أطباق من ذهب.

 

ولذلك فإنني أدعو رجالات العلم والفكر والرأي الذين يحملون همّ الأمة وهمّ الإسلام أن يكونوا على مستوى الأحداث التي تجري، وذلك بالتفاعل الإيجابي معها تفاعلاً يبني ولا يهدم، وينصح ولا يغش.

 

أما السكوت والدعوة إليه، فهذا فرار من الزحف، وتخل عن المسؤولين وهو تمكين لدعاة الضلالة والجهالة، لإشاعة آرائهم.

 

لغة الخطاب في الأزمات

• ارتكزت لغة الخطاب في أزمة العراق على المبشِّرات ورفع المعنويات دون التركيز على العمل والأخذ بالأسباب والسنن الكونية حتى وصف هذا الخطاب بأنه خطاب مهمش ما تعليقكم على هذا؟

- يبدو لي أن ثمة ملحوظتين ينبغي ملاحظتهما هنا:

الأولى: أن الأمة المسلمة في موقف ضعيف مستضعف.

 

الثانية: أن الأمة ليس لها عهد قريب بالانتصار.

 

وأعتقد أن الملحوظة الأولى: وهي ضعف الأمة، تجعل الإنسان يخرج من إطار المعقول - بسبب هول الصدمات - إلى السباحة في ((المجهول)). فتغلب العواطف والآمال والأمني على المعقولات والأسباب الصحيحة وقد يكون ذلك من أجل تسلية النفس ليس إلا.

 

وأما الملحوظة الثانية وهي: بعد العهد بالانتصار فهذا يجعل الإنسان بعيداً في تصوره عن حقيقة الهزيمة والانتصار وأسبابهما وعلاماتهما وآثارهما فيظن أنه بمجرد كونه مسلماً يستحق النصر والحق أن الأمر ليس بهذه الصورة المبسطة فعوامل النصر كثيرة من أهمها:

1 - صدق اللجوء إلى الله تعالى.

2 - الاعتصام بحبل الله وعدم الفرقة.

3 - وجود القيادة الصادقة والناصحة.

4 - العدل في القول والعمل.

5 - الأخذ بالأسباب المادية أو الإعداد للجهاد فإذا انخرم شيء من هذه المقومات، أصبح المسلمون مثل عدوهم، وعندئذ تكون الغلبة للأقوى سلاحاً وعدة وعدداً، وعلى رغم وضوح هذه المسألة في تقديري إلا أن كثيراً من الناس يجهلها أو يتجاهلها فيؤمل بالنصر مع أنه يرى أن المسلمين لا يوجد عندهم مقوم واحد من مقومات النصر الحقيقية.

 

ضعف الطرح العام

• متى يكون لجامعاتنا الدور المنوط بها للإسهام في إضاءة الفكر المعرفي لدى المثقفين؟

- إذا عرف للمتخصص دوره ومكانته، وكان العلم يطلب للفائدة والاستفادة، أما إذا كانت الشهادة من أجل لقمة العيش، وكانت نظرة المجتمع إلى العالم كنظرتها إلى المتسول، فأنّى يكون للعالم أثر؟ ووزن؟

 

الحرب الصليبية

• بدأت الحرب الصليبة في الألفية الثالثة على أفغانستان ثم العراق، من خلال استقراءاتكم للواقع أين ستضع هذه الحرب أوزارها وما المحطة القادمة لها، وكيف ترون أثر الوجود الغربي في المنطقة وما الخطط التي سينفذونها للضغط على الدول المجاورة لها اقتصادياً وفكرياً وثقافياً؟

- من يستقرئ تاريخ البشرية، يظهر له بجلاء أن الصراع مستمر لا محالة وكما أخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن السيف إذا وضع في أمته فلن يرفع حتى تقوم الساعة، فالحرب قائمة والنزاع قائم بين الملل والنحل والطوائف لكن قد يخف أحياناً، وقد يستشري أحياناً أخرى.

 

والوجود الغربي في المنطقة ليس جديداً، فإسرائيل هي جزء من الغرب، وقد استوطنت بين المسلمين منذ عقود من السنين ورسخت قدماها في جزء عزيز من أوطان المسلمين، ومع ذلك لم يكن بمقدور العرب أن يفعلوا شيئاً.

 

وهكذا بالنسبة للوجود الأمريكي قد يبدو غريباً في أول الأمر لكن سيكون مألوفاً، سواء كان وجوداً عسكرياً أو كان بشكل نفوذ في كيان الدول العربية أو الإسلامية.

 

وقد أزعم بأنه ربما يأتي زمان يطالب فيه بعض القيادات في العالم العربي أمريكا لتبقى بقوتها وهيمنتها وها هي البوادر ظاهرة، فكم نسمع من بعض مثقفينا بأن أمريكا لن تسكت للأنظمة العربية التي لا تتفاعل معها، ولا تأخذ بديمقراطيتها، ولا تأخذ بالإصلاحات التي تمليها.

 

وأن أمريكا لن تسكت إذا رأت أن السلطات الدينية تبسط هيمنتها على نظام المجتمع، حتى لو كان الشعب كله متديناً فأمريكا لن تسكت لذلك.

 

وكأنما هي دعوة مبطنة من هؤلاء المثقفين ((المستغربين)) لأمريكا بأن تتدخل من أجل إحداث ما يسمى بالإصلاحات، وأن من حق أمريكا أن تفعل ذلك.

 

لذا.. يكون من المناسب، بل المتعين أن يكون أهل العلم وأهل الثقافة والفكر على وعي تام بهذه المجريات.

 

إعمال الفكر والعقل

• يحرص الإسلام على تفعيل الجانب العقلي والفكري من خلال إعمال الفكر والعقل لذا قال ابن القيم: ((تفكير ساعة خير من عبادة سنة)) والسؤال هل ترى أننا أعطينا الفكر حقه من خلال معطياتنا اليومية: ((المدارس والإعلام)) ما يستحقه؟ ولماذا؟

- سؤال في غاية الأهمية، ولكن جوابه لا يصلح فيه التعميم. إن فئات كثيرة من المتثقفين قد يشغلهم الفكر عن الفقه فأصبح اهتمامهم ومن ثم نتاجهم عقلياً بحتاً، لا صلة له بالوحي، بل ولا بالواقع، لذلك صارت سياحتهم ذهنية ((خيالية)) وربما صادفهم الحق من حيث لم يحتسبوا، وهم بهذا أشبهوا الفلاسفة الذين يبنون بيوتاً من ورق.

 

ويقابل هؤلاء فئات من علماء التشريع تشاغلوا بالفقه على حساب الفكر، لكن فقه غير عميق، فأخذوا الجزئيات علماً وعملاً، دون فهم للكليات والمقاصد.

 

ومن هنا جاء فقههم ليخاطب الأفراد ويعالج مشكلاتهم، أما قضايا المجتمع، وقضايا الأمة، وقضايا الدولة، وقضايا العالم فهي خارج الاهتمام.

 

والأمر - فيما أظن - يتطلب فقهاً وفكراً، يخاطب الأفراد والمجتمعات، ويخاطب العقول والقلوب.

 

الصحوة المعاصرة

• تعيش الأمة صحوة إسلامية عامة أين فما دوركم كرجال للفكر والثقافة في توجيه هذه الصحوة؟ وهل ما قُدِّمَ من نصح وتوجيه يكفي في تسيير هذه الصحوة المباركة؟ ولماذا؟

- نعم، ما زالت الأمة تعيش منذ أكثر من ربع قرن صحوة عامة، والأمر يسير إلى الأحسن، لكن هذه الصحوة تحتاج إلى رعاية صحيحة ومتكاملة ممن يهمه أمر الإسلام، لئلا تعود إلى الغفوة أو السبات.

 

كثيرون هم أولئك الذين يتفاعلون مع هذه الصحوة بيد أن هذا التفاعل لا يخلو من التناقض، والمواجهة في أحيان كثيرة، نظراً إلى اختلاف المدارس القائمة بالتوجيه.

 

وإذا كان الخلاف طبيعة بشرية، فإن ذلك يوجب على أهل العلم والرأي والفكر النصيحة والتشاور فيما بينهم، وألا يكتفوا بالأحكام الغيابية على المخالفين أو دعوى احتكار الحق.

الشباب والفكر

• يعد الشباب عاملاً مهماً وأساسياً في العمل الإسلامي إلا أن الملاحظ وقوع بعض الشباب في أتون الفكر المضاد وتأثره بالطرح المؤدلج من خلال التيارات والمذاهب المعاصرة، وبروز فكر التكفير والجهاد لدى الكثير.. والسؤال كيف يتم علاج هذه الظاهرة واحتواء الشباب ضمن فكر سلفي بعيد كل البعد عن هذا الفكر المؤدلج؟

- صحيح أن الشباب هم العنصر الرئيس في الخطاب والدعوة وعليهم المعوَّل بإذن الله، وإذا لم تحتضنهم مدارس العلماء العاملين والدعاة المخلصين، فسيجدون مدارس بديلة كثيرة، منها مدارس غربية ومدارس شرقية ذات مذاهب وأيدلوجيات كافرة، أو تتستر بالإسلام، وتعمل للإسلام على غير بصيرة، فتغلو أو تجفو، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.

 

وإذا لم تكن مدارس الهدى والخير واعية للمشكلة فيخشى على الشباب أن ينفلتوا ويتلقفهم أهل الأهواء والشهوات.

 

وهذا يفرض على أصحاب هذه المدارس أن يفتحوا صدوهم ويستقبلوا أبناءهم بالترحاب.

 

يقول الإمام ابن عبدالبر روينا عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه من طرق أنه كان يقول إذا رأى الشباب يطلبون العلم: مرحباً بينابيع الحكمة ومصابيح الدجى (جامع بيان العلم 1/52).

 

المناهج التعليمية

• يتهم البعض المناهج التعليمية الدينية بأنها ما زالت ينقصها الكثير وبعدم مجاراتها ومواءمتها للواقع المعاصر وأنها بعيدة كل البعد عن مشكلات وهموم الدارسين سواء في الدراسات الشرعية أو النظرية والتطبيقية وفي سد حاجة السوق؟ ما رأي فضيلتكم؟

- يبدو لي أن الأحكام السلبية على المناهج فيها مبالغة وربما كان أكثر اللوم منصباً على المناهج الشرعية، بدعوى عدم المعاصرة فيها، وأن أسلوبها لا يتناسب مع الطالب، بالنظر إلى مستواه العقلي والعمري، أو بالنظر إلى كونه فرداً في مجتمع متغير. وإذا صح وجود شيء من ذلك، فإن القضية لا تستحق هذه الحملة الدعائية، والحق أن الناقدين نوعان:

 

1 - نوع غيور يريد السعي نحو الكمال.

 

2 - نوع مغرض يسعى إلى تقليص المناهج وتقليلها، حذف ما لا يرضاه العدو كباب الجهاد مثلاً. ومن هنا كانت الحساسية بالغة عند طرح الموضوع، لكن الشيء الذي لا يليق هو كيل الاتهامات جزافاً في حق المناهج، وفي حق من يتولاها.

 

والذي لا يليق أيضاً ولا ينبغي أن يكون هو بحث الموضوع في جو متوتر، سواء كان بضغوط خارجية أو بضغوط نفسية عند بعض المتحمسين.

 

أما مسألة ((حاجة السوق)) فهي معتبرة دون شك ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب المسلّمات والثوابت، إذ يمكننا أن نلبي حاجة سوق العمل بدون أن يطول ذلك المواد الشرعية واللغوية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • فضل من أحب لقاء الله ورقية المريض نفسه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نحو إصلاح فكري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من تراجم الشعراء: عبدالله باشا فكري - البارودي - عائشة التيمورية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رسالة في التهنئة لعبدالله باشا فكري (ت 1307هـ)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قال عبدالله باشا فكري المتوفى سنة 1307هـ ينصح ابنه(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التعليقات على تنبيهات الشيخ فكري الجزار - رحمه الله -(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أعظم المصائب وحديث عن الشيخ فكري بن محمود (الجزار)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التفكير في الزواج يشتت فكري(استشارة - الاستشارات)
  • بين فكر الأزمة وأزمة الفكر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الوجودية والعبث وانتفاء الحياء في الأدب: إبداع فني أم سقوط فكري وأخلاقي(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب