• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله في أسفاره (خطبة)

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله في أسفاره (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/12/2019 ميلادي - 3/5/1441 هجري

الزيارات: 17735

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هديُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوةِ إلى اللهِ في أسفارهِ

 

الحمد لله المحمودِ على كلِّ حال، الموصوفِ بصفات الجلال والكمال، المعروفِ بمزيد الإنعام والإفضال، أحمده سبحانه وهو المحمودُ على كل حال، وفي كل حال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العظمة والجلال، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخليلُه الصادقُ المقال، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه خيرِ صحبٍ وآل، وسلِّم تسليماً كثيراً.


أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته، وأجيبوا الداعي إلى دار كرامته وجناته.


عباد الله: للسفر في الإسلام موقع متميز، وقد حظي هذا الميدان باهتمام النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فدعا إلى الله في أسفاره المتعددة، وحرص على هداية الناس، امتثالاً لأمر الله بتبليغ دينه وأداء رسالته، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45، 46]، وقد تعدَّدت وسائل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في السفر وتنوعت أساليبه بحسب الظروف والأحوال، ولقُرب إجازة منتصف العام الدراسي، فيكثر المسافرون للعمرة وزيارة مسجد النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أو لصلة رحم، أو لطلب علم، أو لتجارةٍ، وإن معرفة المسافرين بهديه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الدعوة إلى الله في سفره من أهمِّ المطالب، قال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]، وقال تبارك وتعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].


أيها المسلمون:

إن الدعوة إلى الله تعالى من أهمِّ الضرورات، قال الشيخ ابنُ بازٍ رحمه الله: (فالدَّعوة إلى الله هي طريق الرسل، وطريق أتباعهم إلى يوم القيامة، والحاجةُ إليها بل الضرورة معلومة، فالأُمةُ كلُّها من أولها إلى آخرها بحاجة شديدة بل في ضرورة إلى الدعوة إلى الله.. في مشارقِ الأرض ومغاربها) انتهى، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33]، وقال تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (فواللهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بكَ رَجُلاً واحداً، خيرٌ لكَ من أنْ يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ) متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ دَعا إلى هُدىً كانَ لهُ منَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً) رواه مسلم.


فمن نماذج دعوته صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في السفر:

خُروجُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للدَّعوة من مكَّة إلى سوق ذي المجاز: فعن (شيخٍ منْ بَني مالكِ بنِ كِنانةَ قالَ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بسُوقِ ذِي الْمَجَازِ يَتَخلَّلُها يقولُ: يا أيُّها الناسُ، قُولُوا لا إلهَ إلا اللهُ تُفْلِحُوا، قالَ: وأبو جَهْلٍ يَحْثي عليهِ التُّرابَ ويقولُ: يا أيُّها الناسُ، لا يَغُرَّنكُمْ هذا عنْ دِينِكُم، فإنما يُرِيدُ لِتَتْرُكُوا آلِهَتَكُمْ، وتَتْرُكُوا اللاَّتَ والعُزَّى، قالَ: وما يَلْتَفِتُ إليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه مُحقِّقو المسند.


ومنها: خُروجه صلى الله عليه وسلم لدعوة الناس بمنى وإلى أسواقهم: (عن جابرٍ قالَ: مكَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بمكَّةَ عَشْرَ سِنينَ، يَتْبَعُ الناسَ في مَنازلهمْ بعُكاظٍ ومَجَنَّةَ، وفي الْمَواسِمِ بمنىً، يقولُ: مَنْ يُؤْوِيني؟ مَنْ يَنْصُرُني حتى أُبلِّغَ رِسالةَ ربِّي ولهُ الجنَّةُ؟) الحديث رواه أحمد وصحَّحه مُحقِّقو المسند.


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: اتصالُه الْمُباشر بأفراد الناس: فعنِ ابنِ عُمَرَ قالَ: (كُنَّا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سَفَرٍ، فأقْبَلَ أعرابيٌّ فلَمَّا دَنا منهُ، قالَ لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «أينَ تُرِيدُ؟» قالَ: إلى أَهْلي) رواه الدارمي، وفي روايةٍ: (فقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «هلْ لكَ في خَيْرٍ؟ تشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ» قال: ومَنْ يَشهدُ لكَ؟ قالَ: «هذهِ السَّلَمَةُ» فدَعَاها وهيَ على شاطئِ الوادِي، فجاءَتْ تَخُدُّ الأرضَ حتى قامتْ بينَ يديهِ، فاستَشْهَدَها فشَهِدَتْ ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ رجَعَتْ إلى مكانها، فقالَ الأعرابيُّ: آتي قومي فإنْ تابَعُوني أتَيْتُكَ بهِمْ، وإلاَّ رَجَعْتُ إليكَ فأكُونَ معَكَ) رواه أبو يعلى وصحَّحه البوصيري.


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: عدم المعاقبة بالمثل رغبةً في الدَّعوة: (عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: غَزَوْنا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غَزْوَةَ نجدٍ، فلَمَّا أدْرَكَتْهُ القائلةُ، وهُوَ في وادٍ كثيرِ العِضَاهِ، فنَزَلَ تحتَ شجَرةٍ واستظَلَّ بها وعلَّقَ سيفَهُ، فتَفَرَّقَ الناسُ في الشَّجرِ يَستظلُّونَ، وبَيْنا نحنُ كذلكَ إذ دعانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فجِئنا، فإذا أعرابيٌّ قاعدٌ بينَ يديهِ، فقالَ: إنَّ هذا أتاني وأنا نائمٌ، فاختَرَطَ سيفي، فاستيقظْتُ وهوَ قائمٌ على رأسي، مُخْتَرِطٌ صَلْتاً، قالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ منِّي؟ قلتُ: اللهُ، فشامَهُ ثمَّ قعَدَ، فهُوَ هذا، قالَ: ولَمْ يُعاقبْهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) رواه البخاري ومسلم، وقال ابن حجر: (وقد ذكَرَ الواقديُّ في نحوِ هذهِ القصَّة أنه أسلَمَ وأنهُ رجَعَ إلى قومِهِ فاهتَدَى بهِ خلْقٌ كثيرٌ) انتهى.


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: التعليم، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (إنَّ اللهَ لم يَبْعَثْني مُعَنِّتاً ولا مُتَعَنِّتاً، ولكِنْ بَعَثَني مُعَلِّماً مُيَسِّراً) رواه مسلم، وقال معاوية بن الحكم: (ما رأيتُ مُعَلِّماً قبلَهُ ولا بعدَهُ أحْسَنَ تَعْليماً منهُ) رواه مسلم، و (عن عِمرانَ بنِ حُصينٍ قالَ: كُنَّا معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سَفَرٍ فتفاوَتَ بينَ أصحابهِ في السَّيْرِ، فرَفَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صَوْتَهُ بهاتينِ الآيتينِ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج: 1]، إلى قولهِ: ﴿ وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2]، فلَمَّا سمعَ ذلكَ أصحابُهُ حثُّوا الْمَطِيَّ وعَرَفُوا أنهُ عندَ قوْلٍ يقُولُهُ، فقالَ: «هلْ تدرُونَ أيُّ يومٍ ذلكَ»؟ قالوا: اللهُ ورسولُهُ أعلَمُ، قالَ: ذلكَ يومٌ يُنادي اللهُ فيهِ آدَمَ، فيُناديهِ ربُّهُ فيقولُ: يا آدمُ ابعَثْ بَعْثَ النارِ، فيقولُ: أيْ رَبِّ، وما بعْثُ النارِ؟ فيقولُ: مِنْ كُلِّ ألفٍ تِسْعُ مائةٍ وتسعَةٌ وتسعُونَ إلى النارِ وواحِدٌ في الجنَّةِ، فيَئِسَ القومُ، حتى ما أبدَوْا بضاحكَةٍ، فلَمَّا رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الذي بأصحابهِ قالَ: «اعْمَلُوا وأبشِرُوا، فوالذي نفْسُ محمدٍ بيدِهِ إنكُمْ لَمَعَ خليقتينِ ما كانتا معَ شيءٍ إلاَّ كثَّرَتاهُ، يأجُوجُ ومأْجُوجُ، ومن ماتَ من بني آدَمَ وبني إبليسَ» قالَ: فسُرِّيَ عنِ القومِ بعضُ الذي يجدونَ، فقالَ: «اعْمَلُوا وأبشرُوا، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدهِ ما أنتُمْ في الناسِ إلاَّ كالشَّامةِ في جَنْبِ البعيرِ أوْ كالرَّقْمةِ في ذِراعِ الدَّابَّةِ») رواه الترمذي وقال: (هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ).


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: أن يكون قدوة لهم، كإفطاره صلَّى الله عليه وسلم في بعض أسفاره بعد العصر شَفَقةً عليهم، مع قدرته على الصيام، كما في خروجه إلى مكة عام الفتح في رمضان، رواه مسلم.

 

ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: الاحتساب على المسافرين، (عن عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ قالَ: رجَعْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من مكَّةَ إلى المدينةِ حتى إذا كُنَّا بماءٍ بالطريقِ تعَجَّلَ قومٌ عندَ العصْرِ فتوَضَّئُوا وهُمْ عجالٌ، فانتَهَيْنا إليهِمْ وأعقابُهُمْ تَلُوحُ لم يَمَسَّها الماءُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ويْلٌ للأعقابِ من النارِ، أسبغُوا الوُضُوءَ) رواه مسلم.

 

الخطبة الثانية

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُهُ ورسولُهُ.


أمَّا بعدُ: ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: خدمته صلَّى الله عليه وسلم للمسافرين وتفقُّده لأحوالهم: فعن جابر بن عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنهما قالَ: (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَتَخَلَّفُ عنِ الْمَسيرِ، فيُزْجي الضَّعيفَ، ويُرْدِفُ، ويَدْعُو لهم) رواه الحاكم وصحَّحه ووافقه الذهبي.


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: الْخُطبة: كخطبته صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني من فتح مكة (متفق عليه)، وخطبته في حنين في بيان فضل الأنصار وحُبِّه لهم (متفق عليه).


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: مشاورته لمن معه، كمشاورته لمن معه في قتال المشركين في بدر (رواه مسلم)، واستشارته لهم في أسرى بدر (رواه مسلم).


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: الدُّعاء، وهو من أهمِّ الوسائل في الدعوة إلى الله، (عن جابرٍ قالَ: قالوا يا رسولَ اللهِ أخْرَقَتْنا نِبالُ ثقيفٍ فادعُ اللهَ عليهِمْ، قالَ: اللهُمَّ اهْدِ ثقِيفاً) رواه الترمذي وقال: (هذا حديثٌ حسَنٌ غريبٌ).


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: تأليفهم بالمال، قال صفوان بن أُميَّة: (واللهِ لقدْ أعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ما أعطاني، وإنهُ لأبْغَضُ الناسِ إليَّ، فما بَرِحَ يُعْطيني حتى إنهُ لأَحَبُّ الناسِ إليَّ) رواه مسلم.


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: إجابته عن أسئلة المسافرين، فعن أبي أيوب رضي الله عنه (أنَّ أعرابيَّاً عَرَضَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهوَ في سَفَرٍ، فأخَذَ بخطامِ ناقتهِ أوْ بزِمامها ثمَّ قالَ: يا رسولَ اللهِ أو يا محمدُ أخبرني بما يُقرِّبُني من الجنَّةِ وما يُباعدُني من النارِ، قالَ: فكَفَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثمَّ نظَرَ في أصحابهِ ثمَّ قالَ: «لقدْ وُفِّقَ أوْ لقدْ هُدِيَ»، قالَ: كيفَ قُلْتَ؟ قالَ: فأعادَ، فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «تعْبُدُ اللهَ لا تُشْرِكُ بهِ شيئاً، وتُقيمُ الصلاةَ، وتُؤْتي الزَّكاةَ، وتصِلُ الرَّحِمَ، دَعِ الناقةَ») رواه مسلم.


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: الموعظة، كموعظته لأصحابه في غزوة بدر (رواه مسلم)، وكموعظته لهم في سفر وتحذيرهم من الفتن ووجوب الوفاء في البيعة ولزوم الجماعة (رواه مسلم).


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: الْحِوار، كحواره مع معاذ بن جبل في أعظم المسائل (متفق عليه)، وكحواره مع رُسُلِ قريش في صلح الحديبية (رواه البخاري).


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: المداعبة والملاطفة، (عن أبي هريرةَ قالَ: قالوا: يا رسولَ اللهِ، إنكَ تُداعِبُنا، قالَ: إني لا أقولُ إلاَّ حَقَّاً) رواه الترمذيُّ وحسَّنه، ومن ذلك مسابقته لعائشة رضي الله عنها في السَّفَر (رواه أبو داود وصححه الألباني)، و (عن عوفِ بنِ مالكٍ الأشجعيِّ قالَ: أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في غَزْوَةِ تبوكَ وهوَ في قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فسَلَّمْتُ فرَدَّ وقالَ: «ادْخُلْ» فقلتُ: أَكُلِّي يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «كُلُّكَ» فدَخَلْتُ) رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: استثمارهُ للمواقف والمناسبات في التوجيه والنُّصح، ففي غزوة تبوك لَما مَرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بديار ثمود، قال لأصحابه: (لا تَدْخُلُوا على هؤلاءِ القومِ الْمُعذَّبينَ إلا أنْ تكونُوا باكينَ، فإنْ لم تكونوا باكينَ فلا تَدْخُلُوا عليهِمْ أنْ يُصيبَكُمْ مِثلُ ما أصابَهُمْ») رواه مسلم.


ومن وسائله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدَّعوة إلى الله في السفر: تصحيح الأخطاء، (عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنهما: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أدركَ عُمَرَ بنَ الخطابِ وهوَ يَسيرُ في ركْبٍ يَحْلِفُ بأبيهِ، فقالَ: «ألاَ إنَّ اللهَ يَنهاكُمْ أنْ تحلفُوا بآبائكُمْ، مَنْ كانَ حالفاً فلْيَحْلِفْ باللهِ أو ليَصْمُتْ») رواه البخاري ومسلم.


اللهُمَّ إني أسألُكَ بأنَّ لكَ الحمدَ، لا إلهَ إلاَّ أنتَ، وحدكَ لا شرِيكَ لكَ، الْمنَّانَ بَديعَ السماواتِ والأرضِ، ذا الجلالِ والإكرامِ، من جُودِكَ وعَطائِكَ ونَوالِكَ وعَفْوِكَ ووَفْرَةِ إحسانِكَ، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من هدي النبي في الليالي العشر وشرف تاج ليالي الدهر
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الأمطار
  • فضل الدعوة إلى الله تعالى في القرآن الكريم
  • من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التبسم

مختارات من الشبكة

  • خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالمؤمنين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله في أسفاره(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعوته(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الابتسامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التربية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة "هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الخطأ"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أصحاب الهمم (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • هدي السلف في محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قيام رمضان(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب