• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

كبائر في حق اليتيم، والهدي النبوي في كفالة أيتام وأرامل الشهداء (خطبة)

كبائر في حق اليتيم، والهدي النبوي في كفالة أيتام وأرامل الشهداء (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/1/2019 ميلادي - 14/5/1440 هجري

الزيارات: 23161

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كبائرُ في حقِّ اليتيم

والهدي النبوي في كفالة أيتام وأرامل الشهداء

 

الحمدُ للهِ بمَجامِع مَحامِدهِ التي لا يُبلَغُ مُنتَهاها، والشُّكرُ له على آلائِهِ وإن لم يَكُن أحدٌ أحصاها، وأشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وَحدَهُ لا شريكَ لَهُ شَهادَةَ مُحَقِّقٍ أصُولِهَا مُحيطٍ بمعناهَا، وأشهَدُ أنَّ محمَّداً رسُولٌ حَلَّ مِنْ رُبَى النُّبوَّةِ أعلاَها فَعَلاَهَا، وحَمَلَ مِن أَعبَاءِ الرِّسَالَة إِدَّهَا فاضطلَعَ بهَا وأَدَّاهَا، فَجَلا اللهُ بهِ عن البصائرِ رَينَهَا وعن الأبصارِ عَشَاهَا، صلَّى اللهُ عليهِ من الصلواتِ أفضَلَهَا وأزكَاهَا، وأبلَغَهُ عنَّا من التحياتِ أكمَلَهَا وأَولاَها، ورضيَ اللهُ عن عِتْرَتِهِ وأزواجِهِ وصَحَابتِهِ ما سَفَرَت شمسٌ عن ضُحَاهَا.


أما بعد: فقد تحدَّثنا في الجُمُعةِ الماضيةِ عن فضائلِ كفالةِ الأيتامِ والأراملِ والإحسانِ إليهم ورعايتِهِم، ألاَ وإنَّ من السبعِ المُوبقاتِ: أكل مالِ اليتيمِ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: («اجتَنِبُوا السبعَ المُوبقاتِ»، قالُوا: يا رسولَ اللهِ وما هُنَّ؟ قالَ: «الشِّرْكُ باللهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النفسِ التي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليتيمِ، والتَّوَلِّي يومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصناتِ المُؤمناتِ الغافِلاتِ») رواه البخاري ومسلم.


وقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (اللهُمَّ إنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعيفينِ: حَقَّ اليَتِيمِ وحَقَّ الْمَرْأَةِ) رواه النسائي في الكبرى وحسنه النووي.


وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ ﴾ [النساء: 127]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ﴾ [الأنعام: 152] [الإسراء: 34]، قال الشيخ ابنُ بازٍ رحمه الله: (فلا يُقرَبُ مالُ اليتيمِ إلاَّ بالتي هي أحسنُ، وذلك بالتصرُّفِ فيه بالتجارةِ والتنميةِ وبالنُّصحِ وأداءِ الأمانةِ حتى يَبْلُغَ اليتيمُ أشُدَّهُ، أي حتى يَبْلُغَ الْحُلُم، ويَزُولَ عنه السَّفَهُ ويكون رشيداً، فإذا رَشَدَ دُفعَ إليهِ مالُهُ وأُشهِدَ عليه، ولا يَجوزُ قُرْبُ مالهِ للطَّمَعِ فيهِ والإساءةِ إليهِ، بل هذا من أعظمِ أسبابِ العُقوباتِ وكبائرِ الذنوب) انتهى.


و(عنْ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها: ﴿ وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 6]، قالتْ: «أُنْزِلَتْ في والِي اليَتِيمِ أنْ يُصِيبَ مِنْ مالهِ إذا كانَ مُحْتَاجاً بقَدْرِ مالهِ بالمعرُوفِ») رواه البخاري ومسلم.


ومن الإثمِ الكبيرِ: أن يأخذ الولي من مال اليتيم الشيء النفيس ويضعَ بدلاً منه الشيء الرديء، وأن يَخْلِطَ مالَهُ بمالهِ فيأكله جميعاً، قال تعالى: ﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 2]، ومن الإثم العظيم: قهرُ اليتيم بإذلالِه وإهانتهِ: قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 9]، قال ابنُ كثيرٍ: (أيْ: كَمَا كُنْتَ يَتيماً فآوَاكَ اللهُ فلا تَقْهَرِ اليتيمَ، أيْ: لا تُذِلَّهُ وتَنْهَرْهُ وتُهِنْهُ، ولكِنْ أحسِنْ إليهِ وتَلَطَّفْ بهِ، قالَ قتادَةُ: «كُنْ للْيَتيمِ كالأَبِ الرَّحيمِ») انتهى.


ولِخُطُورةِ أموال اليتامي: نَصَحَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مَنْ كانَ ضَعيفاً من الصحابةِ ألاَّ يَتَوَلَّيَنَّ مالَ يتيمٍ، فعنْ أبي ذَرٍّ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: (يا أَبَا ذَرٍّ، إني أَرَاكَ ضَعِيفاً، وإني أُحِبُّ لَكَ ما أُحِبُّ لنَفْسي، لا تَأَمَّرَنَّ على اثنينِ، ولا تَوَلَّيَنَّ مالَ يَتيمٍ) رواه مسلم.


ومما ينبغي على الْمُتولِّي على مالِ اليتيمِ: أن يَتَّجِرَ فيه ويُنمِّيه لكي لا تأكُلْهُ الزكاة، قال عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ: (ابْتَغُوا بأَمْوَالِ الْيَتَامَى لا تَأْكُلْهَا الصَّدَقَةُ) رواه البيهقيُّ وصحَّحه، وقال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية: (ويُستحبُّ التجارةُ بمالِ اليتيمِ) انتهى.


وقد مدَحَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلمَ الصالحات من نساءِ قريش لِشَفَقَتِهِنَّ على الأيتامِ، وحُسن تدبيرهنَّ في النفقةِ ومالِ الزوجِ وصِيانتِه، فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (خَيْرُ نِساءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ: قالَ أَحَدُهُما - أي أحدُ الرَّوِايينِ عنْ أبي هريرةَ -: صالِحُ نِساءِ قُرَيْشٍ، وقالَ الآخَرُ: نِساءُ قُرَيْشٍ –: أَحْنَاهُ على يَتيمٍ في صِغَرِهِ، وأَرْعَاهُ على زَوْجٍ في ذاتِ يَدِهِ) رواه مسلم.


قال النووي: (فيهِ فضيلَةُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، وفضْلُ هذهِ الخِصالِ، وهيَ الحَنْوَةُ على الأولادِ والشفَقَةُ عليهِم وحُسنُ تَرْبيَتِهِم والقيامُ عليهِم إذا كانُوا يَتَامى ونحْوُ ذلكَ.. ومعنى أحْنَاهُ: أَشْفَقُهُ، والحانيَةُ على ولَدِها التي تَقُومُ عليهِمْ بعدَ يُتْمِهِمْ، فإنْ تَزَوَّجَتْ فلَيْسَتْ بحانيَةٍ) انتهى.


عبادَ اللهِ: إنَّ صنائَعَ المعروفِ في الأراملِ والأيتامِ تقي مَصَارعَ السوءِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ) رواه الطبراني في الكبير وحسنه الهيثمي.


قال الذهبيُّ رحمه الله في كتاب الكبائر المنسوب إليه: (وَمِمَّا حُكيَ عن بعض السلف قالَ: كنتُ في بداية أَمْرِي مُكِبَّاً على المعاصي وشُربِ الخمر، فظَفَرتُ يَوْماً بصبيٍّ يَتِيم فَقيرٍ فأَخَذتُه وأحسنتُ إليهِ وأَطْعَمْتُه وكسوتُه وأدخلتُه الحمَّام وأزلتُ شَعَثَهُ وأكرَمْتُه كمَا يُكرمُ الرَّجُلَ وَلَدَهُ بلْ أَكثر، فَبتُّ لَيْلَةً بعدَ ذلكَ فرَأَيْتُ في النومِ أَنَّ الْقِيَامَةَ قَامَتْ ودُعيتُ إلى الحساب، وأُمِرَ بي إلى النارِ لسُوءِ ما كُنتُ عليهِ من المعاصي، فَسَحَبَتني الزَّبانِيَةُ لِيَمْضُوا بي إلى النارِ وأنا بينَ أيديهِم حقيرٌ ذليلٌ، يَجُرُّوني سَحْباً إلى النارِ، وإذا بذلكَ اليتيمِ قدْ اعتَرَضَني بالطَّريقِ وقالَ: خَلُّوا عنهُ يا ملائكَةَ رَبِّي حتَّى أشفَعَ لهُ إلى رَبِّي فإنهُ قدْ أحسَنَ إليَّ وأكْرَمَني، فقالت الملائكةُ: إنا لَمْ نُؤْمَر بذلكَ، وإذا النِّداءُ من قِبَلِ اللهِ تعالى يَقُولُ: خَلُّوا عنهُ، فقدْ وَهَبْتُ لَهُ ما كانَ مِنْهُ بشفاعةِ الْيَتِيمِ وإحسانهِ إليهِ، قالَ: فاسْتَيْقَظْتُ وتُبْتُ إلى اللهِ عزَّ وَجَلَّ، وبَذَلْتُ جُهْدِي في إيصَالِ الرَّحْمَةِ إلى الأيتامِ) انتهى.

♦    ♦    ♦


إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُهُ ونستعينُهُ، مَنْ يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ، ومنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ، وأنَّ محمداً عبدُهُ ورسُولُهُ.


أمَّا بعدُ: (فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و(لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).


أيها المسلمون: اللهَ اللهَ بكفالةِ وإعانةِ أراملِ وأيتامِ الشُّهداءِ الذين دَافَعُوا عن دينِنا وبلادِنا: فعن عبدالله بن جعفرٍ في قصة استشهاد أبيه في غزوة مُؤتة، فأتاهم رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: (لا تَبْكُوا على أَخي بعدَ اليومِ، ادْعُوا إليَّ ابْنَي أخي، قالَ: فَجيءَ بنَا كأَنَّا أَفْرُخٌ، فقالَ: ادْعُوا إليَّ الحلاَّقَ، فجيءَ بالحلاَّقِ فحَلَقَ رُؤوسَنَا، ثمَّ قَالَ: أمَّا محمَّدٌ فشَبيهُ عمِّنَا أَبي طالبٍ، وأمَّا عبدُ اللهِ فشَبيهُ خَلْقِي وخُلُقِي، ثمَّ أخَذَ بيَدِي فأَشَالَهَا –أي رَفَعَها-، فقالَ: اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَراً في أَهْلِهِ، وبَارِكْ لعبدِ اللهِ في صَفْقَةِ يَمِينِهِ، قالَهَا ثلاثَ مِرَارٍ، قالَ: فجَاءَتِ أمُّنَا فذَكَرَتْ لَهُ يُتْمَنَا، وجَعَلَتْ تُفْرِحُ لَهُ – أي لا عشيرةَ لأبنائي بعد موتِ أبيهم-، فقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الْعَيْلَةَ تَخَافِينَ علَيْهِمْ – أي الفقر والحاجة - وأَنَا وَلِيُّهُمْ في الدُّنْيا والآخِرَةِ) رواه أحمد وصحَّحه الذهبي.


وفي روايةٍ: قال عبدالله بن جعفر: (ثُمَّ مَسَحَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على رأْسي ثلاثاً، وقالَ كُلَّمَا مَسَحَ: اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَراً في وَلَدِهِ) رواه أحمد وقوى ابن حجر إسناده.


و(عنْ زيدِ بنِ أَسْلَمَ عنْ أبيهِ قالَ: خَرَجْتُ معَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنهُ إلى السُّوقِ، فَلَحِقَتْ عُمَرَ امْرَأَةٌ شابَّةٌ، فقالَتْ: يا أميرَ المؤمنينَ، هَلَكَ زَوْجِي وتَرَكَ صِبْيَةً صِغَاراً، واللهِ ما يُنْضِجُونَ كُرَاعاً، ولا لَهُمْ زَرْعٌ ولا ضَرْعٌ، وخَشِيتُ أنْ تَأْكُلَهُمُ الضَّبُعُ، وأنا بنْتُ خُفَافِ بنِ إيْمَاءَ الغِفَارِيِّ «وقَدْ شَهِدَ أبي الحُدَيْبِيَةَ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ»، فوَقَفَ مَعَهَا عُمَرُ ولَمْ يَمْضِ، ثمَّ قالَ: مَرْحَباً بنَسَبٍ قَرِيبٍ، ثمَّ انْصَرَفَ إلى بَعِيرٍ ظَهِيرٍ – أي قوي الظهر- كانَ مَرْبُوطاً في الدَّارِ، فَحَمَلَ عليهِ غِرَارَتَيْنِ - أيْ وِعَائين - مَلأَهُمَا طَعَاماً، وحَمَلَ بيْنَهُمَا نَفَقَةً وثِيَاباً، ثمَّ ناوَلَهَا بخِطَامِهِ، ثمَّ قالَ: اقْتَادِيهِ، فلَنْ يَفْنَى حتى يَأْتِيَكُمُ اللهُ بخَيْرٍ، فقالَ رَجُلٌ: يا أميرَ المؤمنينَ، أَكْثَرْتَ لَهَا؟ قالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، واللهِ إني لأَرَى أبَا هذهِ وأَخَاهَا، قدْ حَاصَرَا حِصْناً زَمَاناً فَافْتَتَحَاهُ، ثُمَّ أَصْبَحْنَا نَسْتَفِيءُ سُهْمَانَهُمَا فيهِ - أي فَتَحاهُ ونحنُ ننتفعُ بثمرة جُعدِهما -) رواه البخاري.


حفظَ اللهُ أيتامَ وأراملِ المسلمينَ، وأغناهم بفضله عمَّن سواه، وأخلفَ آبائهم فيهم خيراً، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • موارد مال اليتيم بين الحل والتحريم
  • خطبة أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة
  • حافظوا على كرامة اليتيم وأنتم تعطونه
  • استهداف اليتيم
  • خطبة: فأما اليتيم فلا تقهر
  • فضائل كفالة اليتيم، وفضل الأرملة الحابسة نفسها على أيتامها ما لم تخش الفتنة (خطبة)
  • الإسلام يراعي حق اليتيم والمسكين والأرملة

مختارات من الشبكة

  • كبائر في حق اليتيم، والهدي النبوي في كفالة أيتام وأرامل الشهداء(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الجامع لكبائر الذنوب الحلقة (1): تعريف الكبيرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجامع لكبائر الذنوب: دراسة علمية للكبائر بأدلتها وما يتعلق بها من أحكام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أرجوزة تحذير كل سائر إلى العلا من خطر الكبائر نظم عصارة كتاب الكبائر للذهبي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل الصالحون يفعلون كبائر الذنوب؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير آية: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل عمل الصالحات يكفر كبائر الذنوب؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل الغيبة من كبائر الذنوب؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحج يُكفِّر كبائر الذنوب(مقالة - ملفات خاصة)
  • الحج يُكفِّر كبائر الذنوب(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
amhamedhabhoub - الجزائر 06-01-2023 09:25 AM

محتوى جيد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب