• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

الهناءة في العيش بالإيمان بالقدر (خطبة)

الهناءة في العيش بالإيمان بالقدر (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/10/2018 ميلادي - 26/1/1440 هجري

الزيارات: 16622

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الهَنَاءَةُ في العيشِ بالإيمانِ بالقَدَرِ

 

الحمد للهُ ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2]، وجَرَتِ الأُمُورُ على ما يَشاءُ حكمةً وتدبيراً، ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، ﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 123]، ولن تجدَ من دُونهِ وليَّاً ولا نصيراً، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ له الملكُ وله الحمدُ ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ﴾ [الأحزاب: 27]، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه أرسلَهُ بين يديِ الساعةِ ﴿ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45، 46]، صلَّى اللهُ وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم تسليماً كثيراً.


أما بعد: فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى وآمنوا به، وآمنوا بقضائهِ وقَدَرِه، فقد ثبتَ بالكتابِ والسنةِ وإجماعِ الأُمَّةِ أنَّ الإيمانَ بالقَدَرِ أحدُ أركانِ الإيمان, فمَن لم يُؤمنْ بالقَدَرِ فإنه ما آمَنَ باللهِ حقيقةً، وعلينا أن نُؤمنَ بجميعِ مراتبِ القَدَرِ، فنؤمنُ أنَّ اللهَ بكلِّ شيءٍ عليم, وأنه كَتَبَ في اللوحِ المحفوظِ جميعَ ما كانَ وما يكونُ إلى يومِ القيامةِ, وأنَّ الأُمُورَ كُلُّها بخلْقهِ وقُدْرَتهِ وتدبيرهِ، وأنَّ ما شاءَ كانَ وما لَمْ يَشأْ لَمْ يَكُنِ، قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾ [الحديد: 22، 23].


عباد الله: إنَّ مسائلَ القَدَر مَبنيَّةٌ على التسليمِ لنُصوصِ الوحيينِ، والانقيادُ والقَبُولُ بما جاءَ في الكتابِ والسنةِ، فلا يَحْصُلُ بَرْدُ اليقينِ ورُسوخُ الإيمانِ إلاَّ بالتسليمِ والاستسلامِ، قال الإمامُ الطَّحَاويُّ رحمه الله: (فإنهُ ما سَلِمَ في دينهِ إلاَّ مَنْ سَلَّمَ للهِ عزَّ وجلَّ ولرسولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.. ولا تَثْبُتُ قَدَمُ الإسلامِ إلاَّ علَى ظَهْرِ التسليمِ والاستسلامِ) انتهى، وقال الزُّهريُّ: (مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ العِلْمُ، وعلى الرسولِ البَلاغُ، وعلينا التسليمُ) رواه الْخَلاَّل.


وقال الإمامُ ابنُ بطَّةَ رحمه الله: (يَلْزمُ العُقلاءُ الإيمان بالقَدَرِ والرِّضا والتسليم لقَضَاءِ اللهِ وقَدَرِهِ، وتَرْكَ البَحْثِ والتنْقِيرِ، وإسقَاطَ لِمَ وكَيْفَ ولَيْتَ ولَوْلا، فإنَّ هذهِ كُلَّها اعتراضاتٌ منَ العبدِ على ربِّهِ، ومِنَ الجاهِلِ على العَالِمِ، مُعَارَضةٌ منَ المخلُوقِ الضعيفِ الذَّليلِ على الخالقِ القَوِيِّ العزيزِ، والرِّضا والتسليمُ طَرِيقُ الهُدَى وسَبيلُ أَهلِ التقوَى ومَذْهَبُ مَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ للإسلامِ) انتهى.


أيها المسلمون: إنَّ الإيمانَ بالقَدَرِ ليسَ مُجرَّدَ كَلامٍ وَقْتَ الرَّخَاءِ، ثمَّ يَزولُ أو يَضْعُفُ وقتَ الشدَّة، قال ابنُ تيمية: (والناسُ تَغِيبُ عنهُم مَعاني القُرآنِ عندَ الحَوَادِثِ فإذا ذُكِّرُوا بها عَرَفُوها)اهـ.


وأمَّا الصحابةُ رضي الله عنهم فلا يَغيبُ عنهم الإيمانُ بالقَدَرِ حتى في أصعبِ المواقفِ، فعن (عَمْرِوِ بنِ مَيْمُون قالَ: رأيتُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنهُ يومَ أُصِيبَ وعليهِ ثوْبٌ أصْفَرُ، فَخَرَّ وهُوَ يَقُولُ: ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38])، وعن الْحَسَنِ قالَ: (لَمَّا رُمِيَ طَلْحَةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ يومَ الجَمَلِ، جَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عن صَدْرِهِ وهوَ يَقُولُ: ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38]) رواهما ابنُ بطَّة.


وكم من عوامِّ المسلمين من يَظْهَرُ عليه الإيمانُ بالقضاءِ والقَدَرِ، وانتقلوا عن منازلِ الصبرِ على البلاءِ إلى منازلِ الحمدِ والرِّضا، وألسنتُهُم لا تَفتُرُ عن حَمْدِ اللهِ وشُكرِه، وبالمقابلِ تقرأُ وتُشاهِدُ بعضَ المتعلِّمين كثيرَ الاعتراض على الأقدارِ، قد استحوذَ عليهم سُوءُ الظنِّ باللهِ والعُجبُ بأنفُسِهِم.


دَخَل ابنُ الجوزيِّ على أبي الفَرَجِ الحدَّادِ صَدقَة بن الحسينِ، وكان حافظاً للقرآنِ مُشتغلاً بالفقهِ، ثمَّ أُصيبَ بالجَرَبِ، فلمَّا دَخلَ عليه ابنُ الجوزي، قال الحدَّادُ: (ينبغي أن يكونَ هذا على جَمَلٍ لا علَيَّ أنا) انتهى، وقال ابنُ القيِّم: (فلقد بَلَغنَا وشاهَدْنَا مِن كثيرٍ من هؤلاءِ منَ التظلُّمِ للرَّبِّ تعالى واتهامهِ ما لا يَصْدُرُ إلاَّ من عَدُوٍّ..وأنتَ تُشاهدُ كثيراً من الناسِ إذا أصابَهُ نوعٌ من البلاءِ يَقُولُ: تُرى ما كان ذنبي حتى فَعَلْتَ بي هذا؟.. وهذه الأقوال والظنون الكاذبةُ الحائدةُ عن الصواب مَبْنيَّةٌ على مُقدِّمتين: إحداهما: حُسْنُ ظَنِّ العبدِ بنفسه ودينهِ، واعتقادُه أنه قائمٌ بما يجبُ عليه، وتارك ما نُهيَ عنه، واعتقادُه في خَصْمِهِ وعَدُوِّه خلاف ذلك.. والمقدِّمةُ الثانية: اعتقاده أن الله سبحانه وتعالى قد لا يُؤَيِّد صاحبَ الدِّين الحق ويَنْصُره.. فلا إلهَ إلاَّ اللهُ، كَمْ فَسَدَ بهذا الاغترارِ مِنْ عابدٍ جاهلٍ! ومُتَدَينٍ لا بصيرةَ له! ومُنْتسبٍ إلى العلمِ لا مَعْرِفَةَ له بحقائقِ الدِّينِ!) انتهى.


وقال الإمامُ ابنُ تيمية: (فَشُهُودُ القَدَرِ في الطاعاتِ مِن أَنفَعِ الأُمُورِ للعَبْدِ، وغَيْبَتُهُ عن ذلكَ مِنْ أَضَرِّ الأُمُورِ بهِ، فإنهُ يَكُونُ قَدَرِيَّاً مُنْكِراً لنِعْمَةِ اللهِ عليهِ بالإيمانِ والْعَمَلِ الصالحِ، وإنْ لَمْ يَكُنْ قَدَرِيَّ الاعتقَادِ كانَ قَدَرِيَّ الحَالِ، وذلكَ يُورِثُ الْعُجْبَ والكِبْرَ ودَعْوَى القُوَّةِ والْمِنَّةِ بعَمَلِهِ) انتهى.


فتأمَّل -وفقني الله وإياك- كلام شيخ الإسلام، فإنَّ أنفع وأصلحَ ما يكونُ للعبدِ أن يعترفَ بفضلِ اللهِ عليهِ في فعلِ الطاعات، وأنَّ اللهَ هو الذي وفَّقه وهداهُ وأعانهُ، فلا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، وإذا غابَ عنهُ هذا الاعترافُ والاقرارُ ظَهَرَ عليهِ الغُرورُ والعُجبُ، وقد لا يكون هذا الشخص قدريَّ الاعتقادِ على طريقةِ المعتزلةِ الذينَ ينفُون القَدَرَ ويقولون: إن الإنسانَ يَخلُقُ فعلَ نفسِهِ، لكنه قَدَرِيَّ الحال، فلربما كان في الاعتقادِ المجرَّدِ على طريقة السلف، لكنَّ حالَهُ على طريقةِ نُفاةِ القَدَرِ.


قال أبو سليمان الدارانيُّ: (إنما التوَاضُعُ في أنْ لا تُعْجَبَ بعَمَلِكَ، وكيفَ يُعْجَبُ عاقلٌ بعَمَلِهِ، وإنما يَعُدُّ العَمَلَ نعْمَةً منَ اللهِ عزَّ وجَلَّ يَنبغي أنْ يَشْكُرَ اللهَ ويَتَوَاضَعَ، إنما يُعْجَبُ بعَمَلِهِ القَدَرِيُّ) رواه ابنُ بطَّة.


اللهُمَّ يا لطيفُ الطفْ بنا في قضائِكَ، وبارِكْ لنا في قَدَرِكَ، حتى لا نُحبَّ تعجيلَ ما أخَّرتَ، ولا تأخيرَ ما عجَّلتَ، آمين.

♦   ♦   ♦

 

أمَّا بعدُ: فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ.


أيها المسلمون: إن الإيمانَ بالقَدَرِ يَستوجبُ تحريكَ القلبِ نحوَ مَحبَّةِ اللهِ تعالى ورَجَائهِ والخوفِ منهُ، فأيُّ سعادةٍ أتمُّ وأيُّ فَرَحٍ أكمَلُ مِمَّن عَمَّرَ اللهُ قلبَهُ بمحبتهِ وخشيتهِ ورَجائهِ، فنالَ الأُنسَ باللهِ والاستغناءَ به عمَّن سواه، قال ابنُ رَجَبٍ: (إنَّ العبدَ إذا عَلِمَ أنْ لَنْ يُصيبَهُ إلاَّ ما كَتَبَ اللهُ لهُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، ونَفْعٍ وضُرٍّ.. عَلِمَ حينئذٍ أنَّ اللهَ وحدَهُ هُوَ الضَّارُّ النافعُ الْمُعطي الْمانعُ، فأَوْجَبَ ذلكَ للعبدِ توحيدَ ربِّهِ عزَّ وجَلَّ، وإفرادَهُ بالطاعةِ.. فمَنْ يَعْلَمُ أنهُ لا يَنفَعُ ولا يَضُرُّ ولا يُعْطي ولا يَمْنَعُ غيْرُ اللهِ، أَوْجَبَ لهُ ذلكَ إفرادَهُ بالخَوْفِ والرَّجاءِ والمحبَّةِ والسُّؤالِ والتَّضَرُّعِ والدُّعاءِ وتقديمِ طاعتهِ على طاعةِ الخلقِ جَميعاً) انتهى.


أيها المسلم: إنَّ يَقينَكَ بأنَّ اللهَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنَّ ما شاءَ كان، وما لم يشأ لم يكن، يُحقِّقُ لكَ توكُّلاً على الله وتوفيقاً منه وَحْدَهُ، قال ابنُ القيم: (الْخُذلانُ أن يُخلِّيَ اللهُ تعالى بينَ العبدِ وبين نفسهِ ويكِلُه إليها، والتوفيقُ ضِدُّهُ أنْ لا يَدَعَهُ ونفسَهُ ولا يَكِلُهُ إليها، بل يَصنَعُ له ويَلْطُفَ به ويُعينُه ويَدْفَعُ عنه) انتهى، ولذا كان من دُعائه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أصبحَ وإذا أمسى: (يا حَيُّ يا قيُّومُ برحْمَتِكَ أستغيثُ، وأَصْلِحْ لي شأني كُلَّهُ، ولا تكِلْني إلى نفسي طرفَةَ عينٍ أبدَاً) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة وحسنه الألباني.


إنَّ الإيمانَ له حَلاةٌ وأيُّ حلاوةٍ، ولكنْ لا تذوقها إلا بالإيمانِ بالقَدَر، (قالَ عُبادةُ بنُ الصَّامِتِ لابنهِ: يا بُنَيَّ، إنكَ لَن تَجِدَ طَعْمَ حقيقَةِ الإيمانِ حتى تَعْلَمَ أنَّ ما أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ ليُخْطِئَكَ، وما أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ ليُصيبَكَ) رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.


إن الإيمان بالقدر يدفعك إلى تحقيق الإخلاص، وتصفية عملكَ من كلِّ شائبةٍ، وأن المصائب لا تتعاظمُ عليك إلاَّ من ضعف إيمانك بالقدر، ومما يُعينك على الصبر كما قال شيخ الإسلام: (عدّةُ أشياءَ: أحدها: أن يشهدَ أن الله سبحانه وتعالى خالقُ أفعالِ العبادِ حركاتِهم وسَكَناتِهم وإراداتِهم، فما شاءَ الله كان ومالم يشأ لم يكن، فلا يتحرك في العالم العُلْوِيّ والسّفليّ ذرَّةٌ إلاّ بإذنه ومشيئتِه، فالعباد آلَةٌ، فانظر إلى الذي سَلَّطَهم عليك، ولا تَنظُرْ إلى فِعلِهم بكَ، تَسْتَرِحْ من الهمِّ والغَمِّ، الثاني: أن يَشْهَد ذُنُوبَه، وأنّ الله إنما سلَّطهم عليه بذنبه.. فإذا شهدَ العبدُ أن جميع ما يناله منْ المكروه فسببُه ذنوبُه، اشتغلَ بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلَّطهم عليه بسببها عن ذَمِّهم ولَومِهم والوقيعةِ فيهم) انتهى.


إن الإيمان بالقدر يبعث على الشجاعة في مواجهة الشدائد، ويُحقِّق الاعتدال في حال السراء والضراء، ويُطهِّرُ القلوب من غوائل الحسد والأضغان، فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، ورحمَ الله الإمام إيراهيم الحربي (ت: 285) حيث قال: (أَجْمَعَ عُقَلاءُ كُلِّ أُمَّةٍ أنَّ مَنْ لَمْ يَجْرِ مَعَ الْقَدَرِ لَمْ يَتَهَنَّ بعَيْشِهِ) انتهى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإيمان بالقدر
  • الإيمان بالقدر (خطبة)
  • وسطية أهل السنة في الإيمان بالقدر
  • الإيمان بالقدر ومنزلته
  • الإيمان بالقدر والتسليم لله تعالى
  • كلمة عن الإيمان بالقدر

مختارات من الشبكة

  • الهناءة في العيش بالإيمان بالقدر(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الزواج وهناءة الحياة(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • النجاة من الخسران المبين بالإيمان والعمل: في رحاب سورة العصر (3) (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصحابة الذين سبقونا بالإيمان (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قوام العيش ( خطبة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وأردت الخلع من زوجي!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأحاديث والآثار المتعلقة بالإيمان بالرسل واليوم الآخر والقدر في مصنف ابن أبي شيبة ترتيبا ودراسة عقدية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • المعنى السياسي في دعوة الإسلام المرأة إلى الاحتشام(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب