• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

علامة قبول الحج، وجهود الدولة السعودية في خدمة ضيوف الرحمن (خطبة)

الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/9/2018 ميلادي - 28/12/1439 هجري

الزيارات: 9068

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عَلامَةُ قَبُولِ الحجِّ

وجُهود الدولةِ السعوديةِ في خدمةِ ضُيوفِ الرَّحمنِ

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، يُوالي على عبادهِ مواسمَ الخيرِ، ويَحثُّهم على اغتنامها بالطاعةِ ليُكفِّرَ عنهُم سيئاتِهم ويرفعَ من درجاتِهم تفضُّلاً منهُ وإحساناً، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه أول سابقٍ إلى الخيرات، صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه الذين ﴿ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 61] .


أما بعد:

فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى واغتنموا أعمارَكُم بالأعمال الصالحة، والاستفادة من أوقات الفضائل ومواسم الخيرات والنفحات، فالسعيدُ مَن تنبَّهَ لها وعَمَرها بطاعة ربِّه، والشقيُّ مَن غَفِلَ عنها وضيَّعَ نفسَهُ، قال صلى الله عليه وسلم: (الكَيِّسُ مَنْ دانَ نفسَهُ وعَمِلَ لِما بعدَ الموتِ، والعاجزُ مَنْ أَتْبَعَ نفسَهُ هواهَا وتَمنَّى على اللهِ) رواه الترمذي وحسَّنه، وقال: (ومَعنى قولِهِ: «مَن دانَ نفسَهُ»، يَقُولُ: حاسَبَ نفسَهُ في الدُّنيا قبلَ أنْ يُحاسَبَ يومَ القيامةِ) انتهى.


عبادَ الله:

مَضَت أيامُ الحجِّ إلى بيتِ الله الحرام، وطُوِيَ بمُضَيِّها صفحةٌ من صَفَحَاتِ أعمارِنا قد سُجِّل ما عملناه في تلك الأيام من خيرٍ أو شرٍّ، لقد مَضَت أيامُ الحجِّ بخيراتِها وبرَكاتِها فلنُحاسب أنفُسَنا ماذا عملنا فيها، فإن كان خيراً حمدنا الله وسألناهُ القَبُول والثبات، وإن كان شرَّاً استغفرنا الله وأتبعنا بالحسنات، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114] ، مَضَت أيَّامُ الحجِّ التي دَعَا اللهُ عبادَهُ فيها لزيارةِ بيِتهِ العتيق، ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28] ، فأَتَوْا من كلِّ فَجٍّ عميقٍ قائلين: لبيكَ اللهمُّ لبيك، قال الإمام مالك عن الإمام جعفر بن محمد رحمهم الله: (ولقدْ حَجَجْتُ مَعَهُ سَنَةً فلَمَّا أتى الشَّجَرَةَ أَحْرَمَ، فكُلَّمَا أرَادَ أنْ يُهِلَّ كادَ يُغْشَى عليهِ، فقُلْتُ لهُ: لا بُدَّ لكَ من ذلكَ.. فقالَ: يا ابنَ أبي عامِرٍ إنِّي أَخْشَى أنْ أقُولَ لبَّيكَ اللهُمَّ لبَّيكَ، فيقُولُ: لا لبَّيكَ ولا سَعْدَيْكَ، قالَ مالكٌ: ولقَدْ أحرَمَ جَدُّهُ عليُّ بن حُسينٍ فلَمَّا أرادَ أن يقُولَ: اللهُمَّ لبَّيكَ أو قالَهَا غُشِيَ عليهِ وسَقَطَ من ناقَتِهِ فَهُشِّمَ وجْهُهُ رضيَ اللهُ عنهُم أجمعينَ) [1] انتهى.


وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 29، 30] ، فَمَن تقبَّلَ اللهُ حَجَّهُ رَجَعَ كيومِ وَلَدَتُه أُمُّهُ، لقد مَضَت تلكَ الأيامُ التي فيها أفضلُ الأيامِ عشرُ ذي الْحِجَّةِ التي العَمَلُ الصالحُ فيها أعظمُ وأزكى عندَ اللهِ من العمل في غيرها، مضى يومُ عَرَفةَ الذي فيه يدنوا الرَّبُّ تبارك وتعالى ويُباهي بأهلِ عَرَفَة ملائكته، مضى يومُ عَرَفةَ الذي لا يُعرفُ يومٌ أكثرَ فيه عِتقَاً للعِبادِ من النار، مضى أَعظَمُ الأيامِ عندَ اللهِ تباركَ وتعالى يومُ النَّحْرِ ثُمَّ يومُ القَرِّ، مضَت أيام ذبح الهدي والأضاحي، مَضَت الأيامُ المعلوماتُ أيامُ العشرِ، مَضَتِ الأيامُ المعدوداتُ أيام التشريق.


عبادَ الله:

لقد مرَّت تلك الأيامُ العظيمةُ والمواسمُ الجليلة بخيراتها وبركاتها فماذا قدَّمنا فيها، لنُحاسبَ أنفُسنا، فمن قدَّم خيراً فليحمدِ اللهَ تعالى وليُواصل أعمال الخير، ومن فرَّط في تلك الأيام وضيَّع تلك الفضائلَ فليستغفرِ الله ويَحفَظَ بقيَّة عُمُره، فالاستغفارُ يَجبرُ النقصَ ويَستُرُ الخَلَل، ثم لنعلمَ أننا بعد أيامٍ سنُودِّعُ عامنا هذا ونستقبلُ عاماً جديداً أوَّلُه شهرُ الله المحرَّم، الذي قال فيه النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (أفضَلُ الصيامِ بعدَ رمَضَانَ: شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وأفضَلُ الصلاةِ بعدَ الفريضةِ: صلاةُ الليلِ) رواه مسلم.

وهكذا لا ينتهي موسمٌ من مواسمِ الخيرِ إلاَّ ويَعقُبه موسمٌ آخر، وهكذا أفضال الله على عباده لا تنقضي.


عباد الله:

لنتذكر بانتهاء الأيام والشهور انقضاء الأعمار، والرحيل إلى دار القرار، وأن الدنيا ليست بدار مُقام، وإنما هي مَمَرٌّ إلى الآخرة، وسوقٌ يَتزوَّدُ منه المسافرُ زاد سفرِه، فتزوَّدُوا منها لطول الطريق، ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [2] .


رزقني اللهُ وإياكم حلاوةَ الطاعةِ، قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ رحمه الله: (مَن أرادَ السعادَةَ الأبديَّةَ فلْيَلْزَمْ عَتَبَةَ العُبُوديَّةِ) [3] ، وقال أيضاً: (إذا لم تَجِدْ للْعَمَلِ حلاوَةً في قلْبكَ وانشِراحاً فاتَّهِمُهُ، فإنَّ الرَّبَّ تعالى شَكُورٌ)[4] ، وعلَّق ابن القيم رحمه الله بقوله: (يَعني أنهُ لا بُدَّ أنْ يُثيبَ العاملَ على عَمَلِهِ في الدُّنيا مِن حَلاوَةٍ يَجِدُها في قلْبهِ، وقُوَّةِ انشراحٍ وقُرَّةِ عَيْنٍ، فحيْثُ لم يَجِد ذلكَ فَعَمَلُهُ مَدْخُولٌ) [5] انتهى.


مَنَّ الله علينا بالتوبةِ والإنابةِ، وفتَحَ لأدعيتنا أبوابَ الرحمةِ والإجابةِ، آمين.

باركَ اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

♦♦♦♦

 

أمَّا بعدُ:

فنحمدُ اللهَ تعالى حمداً كثيراً طيباً مُباركاً فيه، وكما يُحبُّ ويَرضى، وكما ينبغي لكرَمِ وجهِهِ وعزِّ جلالهِ، على نجاح موسم حجِّ هذا العامِ 1439 نجاحاً ليسَ له مثيلٌ، والذي وصل عدد الحُجَّاج فيه: 2371675 حاجَّاً، وكُلُّ ذلك إنما تَمَّ بفضل الله سبحانه ثمَّ بفضلِ حُكومتنا وفَّقها الله، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله من كُلِّ سوءٍ ونصَرَ بهما الحق، وفسحَ في أجلهما على خيرِ عَمَلٍ، وجزاهم الله عن الحُجَّاج والمعتمرين والزوَّارِ خيراً عظيماً، آمين.


عباد الله:

لقد حَرِصَ وُلاة أُمورنا منذ عهدِ المؤسِّسِ الملكِ عبدالعزيز رحمه الله على العنايةِ بالحرمينِ الشريفينِ، وخدمةِ الْحُجَّاج والمعتمرين، فبعدَ أن مَنَّ اللهُ عزَّ وجلَّ بدخولِ مكةَ المكرَّمةَ تحتَ حُكمِ الملكِ عبدالعزيز عام 1343هـ أصدرَ رحمه الله بياناً في غُرَّة شعبان 1343هـ بأن الحكومة السعودية ستكونُ (خيرَ حاميةٍ للحُجَّاج بالقولِ والفعلِ)[6] ، وقد قال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله عن حجِّ عام 1343: (ظَهَرَ للعالمِ كُلِّه أن طريقَ رابغ التي أعلَنَ ابنُ السُّعودِ أنهُ كافلٌ للأمنِ فيها كانت آمنةً لم يُصَبْ أحدٌ مِمَّن سلَكَها إلى مكَّةَ المكرمةَ بسوءٍ في نفسهِ ولا في مالهِ) [7] انتهى، ووصفت الوثائق البريطانية حجَّ ذلك العام والذي هو أول حجٍّ تحتَ حُكمِ الملك عبدالعزيز رحمه الله (بأنه حجٌّ مُنظَّمٌ لم يَشهدِ الحِجازُ مثلَهُ، من حيثُ الأمن والسلامة من الأمراضِ والأوبئةِ إضافةً إلى سلوكِ الطُرُقِ فيه، وعدمِ تعرُّضِ الحُجَّاج فيما بينَ الحرمين للسرقةِ والنهبِ كما كان سائداً من قبل)[8] ، وقد فرِحَ الملكُ عبدالعزيز رحمه الله بهذه النتائج التي أخذَ يُبشِّرُ بها، حيث قال: (ولا والله جرى ما يُكدِّرُ خواطرهم، حجَّ الناسُ حجَّاً ما يُقاس)[9] انتهى، ثمَّ بادَرَ رحمه الله بعمل الإصلاحات والترميمات للمسجد الحرام، وتَمَّت هذه الإصلاحاتُ بشكلٍ عاجلٍ قبل موسم حجِّ عام 1344[10] ، ونتيجةً لذلك تزايد عدد الحجَّاج فبلغ عددُهم بعد سنتين من ولايته رحمه الله على الحجاز: مئتين وخمسين ألفَ حاجٍّ عام 1345[11] ، ونظَراً لِما وجَدَهُ الحُجَّاج من التيسير والتسهيل وحُسن الاستضافةِ قامَ بعضُهم بتدوين رَحَلاتهم للحجِّ لاطَّلاع الناسِ وحفظاً للتاريخ، ومنهم الأمير شكيب أرسلان الذي حجَّ عام 1347 ودوَّن حَجَّتَه في كتابه (الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف)[12] ، ومنهم الأستاذ حسن خرسا الذي حجَّ عام 1354 فألَّف كتابه (رحلتي إلى الحجاز) وأشار فيه إلى أنه قام بذلك إعجاباً بما وصلَت إليه بلاد الحرمين من التطوُّر، وما لقيه من حُسن المعاملة والأخلاق الفاضلة، وليأخذ الناسُ صورةً واضحةً عن سهولة أداء فريضة الحجِّ[13] ، ومن عنايته رحمه الله: أن جمَعَ المسلمين في المسجد الحرام على إمام واحد، بعد أن كانوا ولعدَّة قرون يُصلُّون خلف أربعة أئمة، كلُّ مذهبٍ من المذاهب الفقهية الأربعة يُصلِّي خلفَ إمامهِ، وقد ذكرَ ذلكَ ابنُ بطوطة في رحلته للحج عام 726هـ فيبدأ الشافعية، ثم المالكية، ثم الحنابلة، ثم الأحناف، وأما صلاة المغرب فإنَّهم يُصلَّونها في وقتٍ واحدٍ، كلُّ إمام يُصلِّي بأهل مذهبه، فيدخلُ التشويشُ والاختلافُ والتنافرُ والتباغضُ بين المصلِّين، وقد سبقَ أن أفتى أبو القاسم الحباب المالكي عام 550 بمنع الصلاة بأئمةٍ مُتعدِّدةٍ وجماعاتٍ مُرتَّبةٍ بحرم الله، بل قال بعدم جوازها على مذاهب الأئمة الأربعة، حتى وفَّق اللهُ الملكَ عبدالعزيز رحمه الله بجمع الناسِ على إمامٍ واحدٍ عام 1345[14] ، فللهِ الحمد والشكر، وللملك عبدالعزيز الفضل بعد الله تعالى، ومن عنايتةِ رحمه الله أنه كان يترك الحجَّ في بعض السنوات بهدف التوسعة على الحُجَّاج، ويتصدَّق بما كان مُعدَّاً لِحَجِّه ومن مَعَه على الفقراء والمساكين، كما في حَجِّ عام 1360[15] ، ومن عنايته أيضاً: تشديده الأوامر والتعليمات لأُمرائه في المناطق بالعناية بالحُجَّاج، وتوفير كافة السبل والتسهيلات لهم، ومن ذلك قولُه رحمه الله في خطابه إلى أمير أبها عام 1353: (من طرف حُجَّاج اليمن لا أحد يُعارضهم بشيء، بل يجبُ إكرامهم وأخذ خاطرهم، ومَن تعرَّضهم فلا يأمن العَتَب)[16] انتهى، ومن عنايته أيضاً: استغلال مواسم الحجِّ في الدعوة إلى الله ونشر العقيدة الصحيحة بين الحُجَّاج والمعتمرين، قال رحمه الله في رسالة لابنه الملك سعود: (جميع الوفود الذين جو من الأقطار كلُّهم راغبين بأمر هالدين وعارفين من فضل الله إن الذي حِنَّا عليه ومُعتَقَدُنا أنه هو الحق وموافق للصواب، وشفنا من فضل الله رغبة وإقبال ما تكاد توصف فيما كان عليه السلف الصالح)[17] انتهى، ومن عنايته رحمه الله: أن أمرَ في عام 1347 بإنشاء مدرسةٍ للمطوِّفين، لتلقينهم علم التوحيد وعلم المناسك وأدائها حسب ما دوَّنه علماء السلف والأئمة الأربعة رضوان الله عليهم[18] ، واستمرَّت عنايةُ الملك عبدالعزيز بالحُجَّاج والإصلاحات في الحرمين الشريفين، والعناية بزوَّارهما من الحجَّاج والمعتمرين إلى وفاته رحمه الله، وسارَ أبناؤُه البرَرَةُ الْمُلوك: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله والملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله على نهجه في خدمة الحُجَّاج والمعتمرين، وخدمة الحرمين الشريفين، والعناية الفائقة بالمشاعر المقدَّسة[19] ، قال تعالى: ﮋ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِﮊ ، وما نشهده اليوم من العمل في التوسعة السعودية الثالثة للحرمين الشريفين، والتي هي أكبر توسعة للحرمين في التأريخ الإسلامي خيرُ دليلٍ[20] ، أجزلَ اللهُ لولاةِ أُمورِنا الأُجور، وحفظهم من كُلِّ سوء.


قال علاَّمةُ اليمنِ ومُحدِّثها الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: (وأنا أقول: إنها لا تستطيع حكومة أن تقوم بخدمة الحجيج كما تقوم الحكومة السعودية بخدمة الحجيج، فالحقُّ لا بُدَّ أن يُقال) [21] انتهى.


فاشكروا الله أيها المسلمون على هذه النعم، وأكثروا الدُّعاء لولاةِ أُمورِنا وحكومتنا بالتوفيقِ والتسديدِ والقَبُولِ، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (مَن لا يَشكُرُ الناسَ لا يَشكُرُ اللهَ) رواه الترمذيُّ وصحَّحَهُ.


قال الخطَّابي رحمه الله: (هذا الكلامُ يُتأوَّلُ على وجهين: أحدهما: أنَّ من كان طبعه وعادته كُفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم، كان من عادته كفران نعمة الله وترك الشكر له سبحانه، والوجه الآخر: أن الله سبحانه لا يَقبلُ شكرَ العبد على إحسانه إليه إذا كان العبدُ لا يشكر إحسان الناس ويكفرُ معروفهم، لاتصال أحد الأمرين بالآخر)[22] انتهى.


فنسألُكَ اللهمَّ بأسمائكَ الْحُسنى أن تُوفِّقَ خادمَ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وحكومَتَنا وعلمائنا إلى ما فيه صلاحُ البلادِ والعبادِ، وأن تُصلحَ أحوالَ المسلمينَ في كُلِّ مكانٍ، إنكَ وليُّ ذلكَ والقادرُ عليه.



[1] التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 2/ 67 لابن عبد البر رحمه الله.

[2] ما ينبغي أن يكون عليه المسلم بعد الحج ص11-14 لسماحة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله. مجلة التوعية الإسلامية س10 ع11 ذو الحجة عام 1405هـ.

[3] مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين 1/ 429 لابن القيم رحمه الله.

[4] المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام 1/ 153 جمعه ورتبه الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله.

[5] مدارج السالكين 2/ 68.

[6] دراسات وثائقية عن الجزيرة والخليج العربي: نماذج من عناية الملك عبدالعزيز رحمه الله بالحج ص363 لحمد بن عبدالله العنقري. دارة الملك عبدالعزيز مج31 ع4 عام 1427.

[7] مجلة المنار. مج28 ع4 ص293 ذو القعدة 1345هـ.

[8] دراسات وثائقية عن الجزيرة والخليج العربي: نماذج من عناية الملك عبدالعزيز رحمه الله بالحج ص368.

[9] دراسات وثائقية عن الجزيرة والخليج العربي: نماذج من عناية الملك عبدالعزيز رحمه الله بالحج ص368.

[10] دراسات وثائقية عن الجزيرة والخليج العربي: نماذج من عناية الملك عبدالعزيز رحمه الله بالحج ص361.

[11] دراسات وثائقية عن الجزيرة والخليج العربي: نماذج من عناية الملك عبدالعزيز رحمه الله بالحج ص368.

[12] دراسات وثائقية عن الجزيرة والخليج العربي: نماذج من عناية الملك عبدالعزيز رحمه الله بالحج ص375.

[13] دراسات وثائقية عن الجزيرة والخليج العربي: نماذج من عناية الملك عبدالعزيز رحمه الله بالحج ص373.

[14] إصلاحات الملك عبدالعزيز الدينية في مكة المكرَّمة لأميمة الجلاهمة. المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل. مج6 عدد خاص لاختيار مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية ص175-177. عام 1426.

[15] دراسات وثائقية عن الجزيرة والخليج العربي: نماذج من عناية الملك عبدالعزيز رحمه الله بالحج ص381-382.

[16] دراسات وثائقية عن الجزيرة والخليج العربي: نماذج من عناية الملك عبدالعزيز رحمه الله بالحج ص382.

[17] دراسات وثائقية عن الجزيرة والخليج العربي: نماذج من عناية الملك عبدالعزيز رحمه الله بالحج ص383.

[18] دراسات وثائقية عن الجزيرة والخليج العربي: نماذج من عناية الملك عبدالعزيز رحمه الله بالحج ص383-384.

[19] اهتمام المملكة العربية السعودية بخدمة ضيوف الرحمن ص264-277 للشيخ سعود الرشود. مجلة التوعية الإسلامية س24 ع219 عام1419هـ، جهود المملكة العربية السعودية في ضمان السلامة الصحية للحُجَّاج ص9-23 لوحيدة بديسي. مجلة صوت الأمة بالهند مج47 ع12 عام 1436، خطب ملوك المملكة العربية السعودية في موسم الحج وأثرها في تعزيز التضامن الإسلامي ص9-54 لسليمان العقيل. دارة الملك عبدالعزيز رحمه الله مج28 ع4 عام1423.

[20] نجاح الحج مسؤولية مشتركة ص 179-180 لإبراهيم بن قاسم. مجلة التوعية الإسلامية ع234 ذو الحجة 1434هـ .

[21] فضائح ونصائح ص27 للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله. دار الحرمين بالقاهرة ط1 عام 1419.

[22] معالم السنن 4/ 113.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة السعودية

مختارات من الشبكة

  • خطبة المسجد النبوي 20/12/1431هـ - علامات قبول الحج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنساك الحج وأيها أفضل(مقالة - ملفات خاصة)
  • علامة قبول الحج(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الحج: الآداب والأخلاق(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • الحج الأكبر (فضائل الحج، والحج على الفور)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أركان وواجبات الحج وأحكام العمرة(مقالة - ملفات خاصة)
  • هل لقبول الحج والعمرة علامات ؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • العائدون من الحج وعلامات القبول(مقالة - ملفات خاصة)
  • الحج المبرور وعلامات القبول(مقالة - ملفات خاصة)
  • أنواع العلامات في النظام النحوي(مقالة - موقع الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب