• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

التحذير من الاحتفال بعيد النصارى (خطبة)

التحذير من الاحتفال بعيد النصارى (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/3/2017 ميلادي - 3/6/1438 هجري

الزيارات: 98907

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التحذيرُ من الاحتفال بعيد النصارى

 

الحمدُ لله الذي مَن اعتصمَ بحبلِ رجائه وفَّقه وهداه، ومَن لَجَأَ إليهِ حفظَهُ وَوَقَاه، ومَن تواضعَ له رَفَعَهُ وحَمَاه، أحمَدُه سبحانه على ما أعطى من الإنعام وأولاه، وأشكُره على ما خوَّلَه بفضله وأسداه، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، أرسلَهُ إلى خلقهِ بالتوحيدِ وأوصاه بتقواه، وعن طاعة الكفار والمنافقين والتشبُّه بهم حذَّرَهُ ونهاه، اللهمَّ صلِّ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آله وأصحابه الذين عَضُّوا على سُنَّتهِ بالنواجِذِ وتمسَّكُوا بهُداه، وسلِّم تسليماً كثيراً.


أمَّا بعد: فيا أيها الناسُ، اتقوا الله تعالى حقَّ تقواه.

عبادَ الله: لقد قضى الله تعالى بحكمته أن جعلَ الناس فريقين؛ مؤمنين وكفاراً كما قال سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ﴾، ومن حكمته ورحمته أن أرسلَ الرُّسلَ مُبشِّرين ومنذرين ليُخرجَ الناسَ من الظلماتِ إلى النورِ بإذنه، ويُميِّزَ الكافرينَ من المؤمنينَ، كما قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ﴾، وقد فَصَلَ اللهُ تعالى بينَ الفريقينِ في الموالاةِ، فجَعَلَ المؤمنينَ بعضُهم أولياءُ بعضٍ، والكافرين بعضُهم أولياءُ بعضٍ، قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾، وقال: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ .

 

وفرَضَ سبحانه على المؤمنين البراءةَ من الكافرين ومِن دينهم ومما يعبدون، كما قال تعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾، وقال: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ .

 

وقد ميَّزَ اللهُ المسلمين بما جاء به نبيُّهم - صلى الله عليه وسلم - من الشرائع والشعائر، فأغناهم بذلك عن أوضاع الجاهلية؛ جاهليةِ أهلِ الكتابِ والأُمِّيين.

 

عباد الله: ألا وإنَّ من الشعائرِ الدينيةِ والعاديةِ في الأُمَمِ: الأعياد، فللمسلمينَ ما شَرَعَ اللهُ لهم من عيدي الفطر والأضحى وأيام التشريق ويوم عرفة، فأغناهم اللهُ بذلكَ عن أعيادِ أهلِ الجاهليةِ وميَّزهم بها عنهم.

 

فعن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: (قدمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقالَ: ما هذانِ اليومانِ؟ قالوا: كُنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليةِ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ الله قد أبدلَكم بهما خيراً منهما: يومَ الأضحى، ويومَ الفطر) رواه أبو داود وصحَّحه ابنُ تيميَّة.

 

وعن عقبةَ بنِ عامرٍ - رضي الله عنه - قالَ: قالَ - صلى الله عليه وسلم -: (يومُ عَرَفَةَ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ) رواه أبو داود وصحَّحه ابن حجر.


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ لكلِّ قومٍ عيداً، وإنَّ هذا عيدُنا) رواه البخاري ومسلم، وكان يومَ فطرٍ أو أضحى.

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَن تَشبَّهَ بقومٍ فهو مِنهُم) رواه الإمام أحمد وصحَّحه ابنُ مُفلح.

وعن ثابت بن الضحاك - رضي الله عنه - قال: (نَذرَ رَجُلٌ على عَهْدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن يَنحَرَ إِبلاً ببُوَانةَ، فأَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: إنِّي نَذرْتُ أنْ أنحَرَ إبلاً ببُوَانةَ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: هَلْ كانَ فيها وَثنٌ مِنْ أوثانِ الجاهليةِ يُعبَدُ؟ قالوا: لا، قال - صلى الله عليه وسلم -: هلْ كانَ فيها عيدٌ مِنْ أعيادِهم؟ قالوا: لا، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أَوْفِ بنَذرِكَ، فإنه لا وَفَاءَ لنذرٍ في معصيةِ اللهِ، ولا فيما لا يَملِكُ ابنُ آدَمَ) رواه أبو داود وصحَّحه النووي.

قال الملا القاري: (وهذا كلُّه احترازٌ من التشبيه بالكفَّار في أفعالهم) انتهى.

وعن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: (كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يصومُ يومَ السبتِ ويومَ الأحدِ أكثرَ مِمَّا يصومُ من الأيامِ، ويقول: إنهما عيدا المشركين، فأنا أُحِبُّ أنْ أُخالِفَهم) رواه الإمام أحمد وصحَّحه ابن باز.

 

قال الذهبيُّ: (فهذا القولُ منه - صلى الله عليه وسلم - يُوجبُ اختصاصَ كلِّ قومٍ بعيدهم، كما قالَ تعالى: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾، فإذا كان للنصارى عيدٌ ولليهودِ عيدٌ مُختصين بذلك، فلا يَشركهم فيه مُسلمٌ، كما لا يُشاركهم في شِـرعتهم ولا في قبلتهم) انتهى.

 

وقالَ عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه -: (اجتنبوا أعداءَ الله في عيدهم) رواه البخاري في التاريخ الكبير، وقال أيضاً - رضي الله عنه -: (لا تدخلوا على المشركينَ في كنائسهم يومَ عيدهم، فإنَّ السُّخطَةَ تَنزِلُ عليهم) رواه عبدالرزاق وصححه ابن تيمية.

 

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (مَنْ بَنَى ببلادِ الأعاجمِ، وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُم ومهرَجانَهُم، وتشـبَّهَ بهم حتى يَموت وهو كذلكَ، حُشِرَ معهم يومَ القيامةِ) رواه البيهقي في الكبرى وصحَّحه ابن تيمية.

 

فيجبُ على المسلمين أن يَستغنُوا بما أغناهمُ اللهُ به، ويكتفوا بهذه الأعياد التي شَرَعَهُا اللهُ لهم عن أعيادِ الأُمم التي أَمَرَنَا اللهُ بمخالفتهم في شعائرهم وعوائدهم الخاصة، ومن ذلك أعيادُهم، وفي هذا تنبيهٌ على عدم الاحتفاءِ بها، استغناءً بعيدِنا الذي شَرَعَ اللهُ لنا أهلَ الإسلام.

 

عبادَ الله: لا ريبَ أن مولدَ المسيح - عليه السلام - ومولد نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم -، من النِّعمِ العظيمةِ على البشريَّةِ، لِمَا بعَثَهُما اللهُ به من الهُدى الذي أَخرجَ به مَن شاءَ من الظُلُماتِ إلى النورِ، وهذا يَستوجبُ شُكْرَهُ تعالى على ذلكَ في كُلِّ حينٍ، ولا يُتقيَّدُ ذلكَ بنظيرِ يومِ المولدِ من كُلِّ عام، وفرقٌ بينَ يومِ مولدِه ونظيرِه من كُلِّ عامٍ، فاللهُ لم يشرع لعباده أن يتخذوا ذينكَ اليومينِ عيداً كُلَّ عامٍ يُخصَّانِ بعباداتٍ وعاداتٍ من بين سائر الأيام، فاحتفالُ المسلمين بمولدِ النبيِّ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بدعةٌ في الدِّين، وتشبُّهٌ بالنصارى في احتفائهم بمولد المسيح u، وأقبحُ من ذلك احتفالُ المسلمين بمولد المسيح وغيره من أعيادهم الدينية والعادية مُجاراةً للنصارى، فإن موافقتَهُم في ذلك مُناقَضةٌ لِما أوجبَ اللهُ من مُخالفتهم، والبراءةِ منهم ومن دينهم، ولِما نهى عنه من اتِّباع أهوائهم.

 

أيها المسلمون: إنَّ تهنئةَ الكُفار بأعيادِهم حَرامٌ كما أفتى بذلك العلماءُ قديماً وحديثاً، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (وأمَّا التهنئةُ بشعائِرِ الكُفرِ المُختَصَّةِ بهِ فحَرَامٌ بالاتفاقِ، مثلَ أن يُهنِّئهُم بأعيادِهِم وصَوْمِهِم، فيقُولَ: عيدٌ مُباركٌ عليكَ، أو تَهنَأُ بهذا العيدِ، ونحوَهُ، فهذا إنْ سَلِمَ قائلُهُ من الكُفرِ فهُوَ منَ المُحرَّماتِ، وهو بمنزِلَةِ أن يُهنِّئهُ بسُجُودِه للصليبِ، بلْ ذلكَ أعظَمُ إثماً عندَ اللهِ وأشَدُّ مَقتاً منَ التهنئةِ بشُرْبِ الخمرِ وقتلِ النفسِ وارتكابِ الفَرْجِ الحرامِ ونحوِه، وكثيرٌ ممَّن لا قَدْرَ للدِّينِ عندَهُ يَقَعُ في ذلكَ، ولا يَدري قُبْحَ ما فَعَلَ، فَمَن هَنَّأَ عبداً بمعصيةٍ أو بدعَةٍ أو كُفْرٍ فقد تعَرَّضَ لمقتِ اللهِ وسَخَطِه) انتهى.


فالحمدُ لله الذي جعلنا مُسلمين، ونعوذُ بالله من طريق المغضوبِ عليهم والضالين، آمين، ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ * هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾.

باركَ اللهُ لي ولكم ولوالدينا وأهلينا في القرآن العظيم، ونفَعَنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليل، فاستغفروهُ إنه هو الغفورُ الرحيم.

♦ ♦ ♦ ♦


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وعلى آلهِ وصحبهِ ومَن والاه.

أمَّا بعد: أيها المسلمون: إن المسلمَ حينَ يسمعُ ويرى الاستعداد الكبير والاهتمام البالغ من طوائفِ اليهودِ والنصارى ومَن تأثرَ بهم ممن يَنتسبُ للإسلام بمناسبةِ الاحتفالِ برأس السنة الميلاديةِ لا يَسَعُه إلا النصحُ والبيان، ليكون المسلمون على بصيرةٍ من دينهم، ويَحذرُوا من الانحرافِ إلى ضلالاتِ المغضوبِ عليهم والضالين، ولا يخلو هذا الاحتفال من لَبس الحقِّ بالباطلِ، والدَّعوةِ إلى الكفرِ والضلالِ والإباحيةِ والإلحاد، وظهورِ ما هو مُنكرٌ شرعاً، ومن ذلك: الدَّعوةُ إلى وَحدةِ الأديان، وتسويةِ الإسلام بغيرهِ من المِللِ والنِّحلِ الباطلة، والتبرُّكِ بالصليبِ، وإظهارِ شعائرِ الكفرِ النصرانيةِ واليهودية، هذا فضلاً عن كونهِ وسيلةٌ من وسائل تغريب المسلمين عن دينهم، ولم يتوقف الاحتفال فيه على النصارى فقط، بل يُشاركهم فيه بعضُ المسلمين، الذين دعاهم إلى ذلك الخضوع لشهواتِ النفسِ والهوى والشيطان؛ لِما يحصلُ في هذه الاحتفالات من اختلاطِ النساءِ بالرِّجالِ، ونزع جلباب الحَياءِ بالكليةِ، وشُرْب المسكراتِ، ورقصِ النساءِ معَ الرِّجالِ، وما يَحدُثُ في هذه الاحتفالات من الأُمور التي في ذكرها خدشٌ لكرامةِ المتحدِّث والمستمع - عافاني الله وإياكم مما ابتلاهم به -.


أيها المسلمون: إن النهي عن أعياد الكفار لاعتباراتٍ كثيرةٍ منها غيرُ ما تقدَّم:

أولاً: أن مشابهتهم في بعض أعيادهم يُوجبُ سُرور قلوبهم وانشراح صُدورهم بما هُم عليه من الباطلِ.

ثانياً: المشابهةُ والمشاكلةُ في الأمور الظاهرةِ تُوجبُ مشابهةً ومشاكلةً في الأُمورِ الباطنة، من العقائدِ الفاسدةِ على وَجهِ المسارقةِ والتدرُّج الخفي.

ثالثاً: ومن أعظم المفاسدِ أيضاً الحاصلة من ذلك: أنَّ مُشابهةَ الكفارِ في الظاهرِ تُورثُ نوعَ مودَّةٍ ومحبةٍ وموالاةٍ في الباطنِ، والمحبةُ والموالاةُ لهم تُنافي الإيمان، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾، وقال سبحانه: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ .

 

رابعاً: وبناءً على ما تقدَّم فلا يجوزُ لمسلمٍ يُؤمنُ بالله ربَّاً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - نبيَّاً ورسولاً أن يُقيمَ احتفالاتٍ لأعيادٍ لا أصلَ لها في دينِ الإسلامِ، ومنها الاحتفال برأس السنة الميلادية، ولا يجوزُ أيضاً حضورُها ولا المشاركةُ فيها، ولا الإعانةُ عليها بأيِّ شيءٍ كان؛ لأنها إثمٌ ومجاوزةٌ لحدودِ الله، والله تعالى يقول: ﴿ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ .

 

خامساً: لا يجوزُ لمسلمٍ التعاونَ مَعَ الكُفَّار بأيِّ وجهٍ من وُجوه التعاونِ في أعيادهم، ومن ذلك إشهارُ أعيادِهم وإعلانِها، ولا الدَّعوةُ إليها بأيةِ وسيلةٍ، سواءً كانت الدَّعوةُ عن طريقِ وسائلِ الإعلام، أو نصبِ الساعاتِ واللوحاتِ الرقميَّة، أو صناعةِ الملابس والأغراض التذكاريَّة، أو طبع البطاقات، أو عمل التخفيضات التجاريةِ والجوائز المادية من أجلها، أو الأنشطة الرياضية، أو نشر شعارٍ خاصٍّ بها.

 

سادساً: لا يجوزُ لمسلمٍ اعتبارُ أعيادِ الكُفَّار مناسباتٍ سعيدةً وأوقاتاً مباركةً، فتُعطَّلُ فيها الأعمالُ، وتُجرى فيها عُقودُ الزواج، أو ابتداءُ الأعمالِ التجاريةِ، أو افتتاح المشاريع وغيرها، ولا يجوزُ أن يُعتقدَ أن في هذه الأيام ميزةً على غيرها؛ لأن هذه الأيام كغيرها من الأيام، ولأن هذا من الاعتقادِ الفاسدِ الذي لا يُغيِّر من حقيقتها شيئاً، بل إن هذا الاعتقاد فيها هو إثمٌ على إثمٍ، نسألُ اللهَ العافيةَ والسلامة.

 

سابعاً: لا يجوزُ لمسلمٍ التهنئةُ بأعيادِ الكفارِ؛ لأن ذلك نوعُ رضىً بما هم عليه من الباطل، وإدخال للسرور عليهم.

 

ثامناً: شَرَفٌ للمسلمين التزامُهم بتاريخ هِجرة نبيِّهم محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، الذي أجمَعَ عليه الصحابةُ y، وأرَّخُوا به بدون احتفالٍ، وتوارثه المسلمون مِن بعدهم منذُ أربعةَ عشرَ قرناً إلى يومنا هذا؛ لذا فلا يجوزُ لمسلمٍ التولِّي عن التاريخ الهجري والأخذ بغيره من تواريخ أُمَمِ الأرضِ، كالتاريخ الميلادي، فإنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خيرٌ.

اللهمَّ رُدَّنا إليك ردَّاً جميلاً يا ربَّ العالمين، اللهمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعدائك أعداء الدِّين، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حكم تسمية النصارى بالمسيحيين

مختارات من الشبكة

  • إندونيسيا: التحذير من المشاركة في أعياد النصارى(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الاحتفال بعيد النصارى ( خطبة )(مقالة - ملفات خاصة)
  • التحذير من كتابي: التحذير من فتنة التكفير، وصيحة نذير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • روسيا: محاكمة مسلمة دعت المسلمين لعدم الاحتفال بأعياد النصارى(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التحذير من الاحتفال بما يسمى عيد الحب (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 4/3/1433 هـ - التحذير من ضياع الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان القرآن لانحرافات اليهود والنصارى والرد عليهم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من الاحتفالات الغير مشروعة(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • حكم تعظيم أعياد النصارى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإحسان إلى النصارى في عيدهم بين الحق والتضليل(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب