• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك / بحوث ودراسات / المرتع المشبع في مواضع من الروض المربع
علامة باركود

أحكام الصيام

أحكام الصيام
الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/11/2014 ميلادي - 22/1/1436 هجري

الزيارات: 15949

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أحكام الصيام

المرتع المشبع في مواضع من الروض المربع


قوله: (وإن حال دون هلال رمضان ليلة الثلاثين من شعبان غيمٌ أو قَتَرٌ فظاهر المذهب يجب صومه...) إلى آخره[1].

 

قال في ((الإفصاح)): ((واتفقوا على أن صوم شهر رمضان يجب برؤية الهلال، أو إكمال شعبان ثلاثين يومًا عند عدم الرؤية وخلو المطلع من حائل يمنع الرؤية[2].

 

ثم اختلفوا فيما إذا حال دون مطلع الهلال غيمٌ أو قَتَرٌ في ليلة الثلاثين من شعبان:

فقال أبو حنيفة[3] ومالك[4] والشافعي[5]: لا يجب صومه.

وقال أحمد[6]: يجب صومه في الرواية التي نصرها أصحابه، ويتعيَّن عليه أن ينويه من رمضان حكمًا.

وأجمعوا على أنه إذا لم يَحُل دون مطلعه في هذه الليلة حائل ولم يُرَ أنه لا يجب صومه.

ثم اختلفوا: هل يجوز صومه تطوُّعًا؛ وإن كان من شعبان؟

فقال الشافعي[7] وأحمد[8]: يُكره لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامه؛ إلا أن يكون يوافق عادة[9].

وقال أبو حنيفة[10] ومالك[11]: لا يُكره.

ثم اختلفوا في صيامه قضاءً: فكرهه أيضًا الشافعي[12] وأحمد[13]. وأجازه أبو حنيفة[14] ومالك[15]))[16].

 

وقال ابن رشد: ((إن العلماء أجمعوا على أن الشهر العربي يكون تسعًا وعشرين ويكون ثلاثين، وعلى أن الاعتبار في تحديد شهر رمضان إنما هو الرؤية[17]؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (صُومُوا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)[18]، وعنى بالرؤية: أول ظهور القمر بعد السواد.

 

واختلفوا في الحكم إذا غُمَّ الشهر ولم تمكن الرؤية:

فإن الجمهور[19] يرون أنَّ الحكم في ذلك أن تكمل العدة ثلاثين، فإن كان الذي غُمَّ هلال أول الشهر عُدَّ الشهر الذي قبله ثلاثين يومًا، وكان أول رمضان الحادي والثلاثين، وإن كان الذي غُمَّ هلال آخر الشهر صام الناس ثلاثين يومًا.

 

وذهب ابن عمر: إلى أنه إن كان المُغَمَّى عليه هلال أول الشهر صِيمَ اليوم الثاني، وهو الذي يُعرف بيوم الشك[20].

 

ورُوي عن بعض السلف: أنه إذا أُغْمِيَ على الهلال رُجع إلى الحساب بمسير القمر والشمس، وهو مذهب مُطَرِّف بن الشِّخِّير وهو من كبار التابعين[21].

 

وحكى ابن سُريج، عن الشافعي[22] أنه قال: من كان مذهبه الاستدلال بالنجوم ومنازل القمر ثم تبيَّن له من جهة الاستدلال أن الهلال مرئي وقد غُمَّ فإن له أن يعقد الصوم ويجزئه.

 

وسبب اختلافهم الإجمال الذي في قوله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له)[23].

 

فذهب الجمهور: إلى أن تأويله: أكملوا العدة ثلاثين.

 

ومنهم من رأى: أن التقدير له هو عَدُّه بالحساب.

 

ومنهم من رأى: أن معنى ذلك أن يصبح المرء صائمًا، وهو مذهب ابن عمر كما ذكرنا، وفيه بُعدٌ في اللفظ.

 

وإنما صار الجمهور إلى هذا التأويل؛ لحديث ابن عباس الثابت: أنه قال عليه الصلاة والسلام: (فإنْ غُمَّ عليكم فأَكمِلوا العِدةَ ثلاثين)[24] وذلك مجمَل وهذا مفسَّر، فوجب أن يُحمل المجمَل على المفسَّر.

 

وهي طريقة لا خلاف فيها بين الأصوليين، فإنه ليس عندهم بين المُجمَل والمفسَّر تعارض أصلاً، فمذهب الجمهور في هذا لائحٌ، والله أعلم))[25].

 

وقال في ((الإفصاح)) أيضًا: ((واتفقوا على أنه لا اعتبار بمعرفة الحساب والمنازل في دخول وقت الصوم على من عرف ذلك، ولا على من لا يعرفه[26]، خلافًا لابن سُريج من الشافعية[27].

 

قال الوزير يحيى بن محمد: على أن ابن سُريج إنما قال هذا فيما يظن به الاحتياط للعبادة، إلا أنه شذوذٌ منه يباين احتياطه للعبادة بما يترك للمنجِّمين مدخلاً في عبادات المسلمين، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)[28]، ولم يقل صلى الله عليه وسلم: صوموا للحساب وأفطروا له، وأن ذلك إنما يجب عن رؤية أو كمال عدد أو وجود علة على ما تقدم من اتفاقهم في ذلك على ما اتفقوا عليه منه واختلفوا))[29].

 

وقال الشيخ ابن سعدي:

((سؤال: ما حكم الصيام؟ وما حكمته؟

الجواب، وبالله التوفيق: أما حكمة الصيام فقد ذكر الله في ذلك معنىً جامعًا، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، فقوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ يجمع جميع ما قاله الناس في حكمة الصيام، فإن التقوى اسم جامع لكل ما يحبُّه الله ويرضاه من المحبوبات وترك المنهيَّات، فالصيام الطريق الأعظم للوصول إلى هذه الغاية التي هي غاية سعادة العبد في دينه ودنياه وآخرته.

 

فالصائم يتقرَّب إلى الله بترك المُشْتَهَيات تقديمًا لمحبته على محبة النفس؛ ولهذا اختصه الله من بين الأعمال حيث أضافه إلى نفسه في الحديث الصحيح، وهو من أصول التقوى؛ إذ الإسلام لا يتم بدونه.

 

وفيه من زيادة الإيمان وحصول الصبر والتمرُّن على المشقات المقرِّبة إلى ربِّ السماوات وأنه سبب لكثرة الحسنات من صلاة وقراءة وذكر وصدقة: ما يحقق التقوى.

 

وفيه من ردع النفس عن الأمور المحرمة من الأفعال المحرمة والكلام المحرم ما هو عماد التقوى، وفي الحديث الصحيح: (من لم يَدَعْ قولَ الزور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أَنْ يدعَ طعامَه وشرابَهُ)[30]، فيتقرب العبد إلى الله بترك المحرَّمات مطلقًا وهي قول الزور، وهو كل كلام محرَّم، والعمل بالزور وهو كل فعل محرَّم، وبترك المحرمات لعارض الصوم وهي المفطرات.

 

ولما كان فيه من المصالح والفوائد وتحصيل الخيرات والأجور ما يقتضي شرعه في جميع الأوقات أخبر الله تعالى أنه كتبه علينا كما كتبه على الذين من قبلنا، وهذا شأنه تعالى في شرائعه عامة للمصالح.

 

وأما أحكامه: فتجري فيه جميع الأحكام التكليفية بحسب الأسباب:

أما الواجب والفرض: فهو صيام شهر رمضان على كل مسلم مكلَّف قادر، وكذلك صوم النذر والكفارة.

 

وأما المحرَّم: فصوم أيام العيد، وأيام التشريق؛ إلا لمتمتع وقارن عَدِمَ الهَدْي، ولم يصم قبل يوم النحر.

 

ومن الصوم المحرَّم: صوم الحائض، والنفساء، والمريض الذي يخاف التلف، وكذلك يجب الفطر على من يحتاجه لإنقاذ معصوم من هلكةٍ.

 

وأما الصوم المسنون: فهو صوم التطوُّع المقيَّد والمطلَق.

 

وأما المكروه: فهو صوم المريض الذي عليه مشقَّة.

 

وأما الجائز: فهو صوم المسافر، يجوز أن يصوم وأن يفطر، خصوصًا إذا سافر في يوم ابتدأ صومه في الحضر))[31].

 

وقال البخاريُّ: ((باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا).

 

وقال صِلَة، عن عمار: من صام يوم الشكّ فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم.

 

وذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال: (لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، [فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له)[32].

 

وحديث ابن عمر أيضًا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال]: (الشهر تسعٌ وعشرون ليلةً، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العِدة ثلاثين)[33].

 

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين) [34]... إلى آخره)).

 

قال الحافظ: ((قوله: (باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا)، هذه الترجمة لفظ مسلم[35]، وذكر البخاريُّ في الباب أحاديث تدلُّ على نفي صوم يوم الشك، ورتَّبها ترتيبًا حسنًا، فصدَّرها بحديث عمار المصرِّح بعصيان من صامه، ثم بحديث ابن عمر من وجهين:

أحدهما: بلفظ: (فإن غُمَّ عليكم فاقدُرُوا له).

والآخر: بلفظ: (فأكملوا العِدة ثلاثين).

وقصد بذلك بيان المراد من قوله: (فَاقْدُرُوا له)...

 

إلى أن قال: قوله: (لا تصوموا حتى تروا الهلالَ)، ظاهره: إيجاب الصوم حين الرؤية متى وجِدت ليلاً أو نهارًا، لكنه محمولٌ على صوم اليوم المستقبل.

 

وبعض العلماء فرَّق بين ما قبل الزوال أو بعده.

 

وخالف الشيعةُ الإجماعَ فأوجبوه مطلقًا.

 

وهو ظاهر في النهي عن ابتداء صوم رمضان قبل رؤية الهلال فيدخل فيه صورة الغيم وغيرها.

 

ولو وقع الاقتصار على هذه الجملة لكفى ذلك لمن تمسَّك به، لكن اللفظ الذي رواه أكثر الرواة أوقع للمخالف شُبهة، وهو قوله: (فَإنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لهُ)، فاحتمل أن يكون المراد: التفرقة بين حكم الصحو والغيم، فيكون التعليق على الرؤية متعلِّقًا بالصحو، وأما الغيم فله حكم آخر.

 

ويحتمل أن لا تفرقة ويكون الثاني مؤكِّدًا للأول.

 

وإلى الأول ذهب أكثر الحنابلة[36].

 

وإلى الثاني ذهب الجمهور[37]، فقالوا: المراد بقوله: (فاقدروا له)، أي: انظروا في أول الشهر واحسبوا تمام الثلاثين.

 

ويُرجِّح هذا التأويل: الروايات الأُخر المصرِّحة بالمراد، وهي ما تقدَّم من قوله: (فأكملوا العدة ثلاثين) ونحوها، وأَولى ما فُسِّر الحديث بالحديث...

 

إلى أن قال: قوله: (فلا تصوموا حتى تروه)، ليس المراد تعليق الصوم بالرؤية في حقِّ كل أحد، بل المراد بذلك: رؤية بعضهم وهو من يثبت به ذلك إما واحد على رأي الجمهور[38] أو اثنان على رأي آخرين[39].

 

وقد تمسَّك بتعليق الصوم بالرؤية من ذهب إلى إلزام أهل البلد برؤية بلد غيرها، ومن لم يذهب إلى ذلك قال: لأن قوله: (حتى تروه) خطاب لأناس مخصوصين فلا يلزم غيرهم، ولكنه مصروفٌ عن ظاهره فلا يتوقف الحال على رؤية كل واحد فلا يتقيد بالبلد.

 

وقد اختلف العلماء في ذلك على مذاهب:

أحدها: لأهل كل بلد رؤيتهم[40]، وفي ((صحيح مسلم)) من حديث ابن عباس ما يشهد له[41].

 

وحكاه ابن المنذر[42] عن: عكرمة، والقاسم، وسالم، وإسحاق، وحكاه الترمذي[43] عن أهل العلم، ولم يَحْكِ سواه، وحكاه الماوردي وجهًا للشافعية[44].

 

ثانيها: مقابله، إذا رُئي ببلدة لزم أهل البلاد كلها، وهو المشهور عند المالكية[45]، لكن حكى ابن عبدالبر الإجماعَ على خلافه[46]، وقد أجمعوا[47] على أنه لا تراعى الرؤية فيما بَعُدَ من البلاد كخُراسان والأندلس.

 

قال القرطبي[48]: قد قال شيوخنا: إذا كانت رؤية الهلال ظاهرة قاطعة بموضع، ثم نقل إلى غيرهم بشهادة اثنين لزمهم الصوم.

 

وقال ابن الماجشون[49]: لا يلزمهم بالشهادة إلا لأهل البلد الذي ثبتت فيه الشهادة، إلا أن يثبت عند الإمام الأعظم فيلزم الناس كلهم؛ لأن البلاد في حقِّه كالبلد الواحد، إذ حكمه نافذٌ في الجميع.

 

وقال بعضُ الشافعية[50]: إن تقاربت البلاد كان الحكم واحدًا، وإن تباعدت فوجهان: لا يجب عند الأكثر، واختار أبو الطيب وطائفة الوجوب، وحكاه البغوي عن الشافعي، وفي ضبط البعد أوجه:

أحدها: اختلاف المطالع، قَطَعَ به العراقيون والصيدلاني، وصحَّحه النوويُّ في ((الروضة))[51]، و((شرح المهذب))[52].

 

ثانيها: مسافة القصر، قطع به الإمام والبغوي، وصحَّحه الرافعي في ((الصغير))، والنووي في ((شرح مسلم))[53].

 

ثالثها: اختلاف الأقاليم.

 

رابعها: حكاه السَّرَخْسي[54]، فقال: يلزم كل بلد لا يتصور خفاؤه عنهم بلا عارض دون غيرهم.

 

خامسها: قول ابن الماجشون المتقدم[55]، واستدل به على وجوب الصوم والفطر على من رأى الهلال وحدَه وإن لم يثبت بقوله، وهو قول الأئمة الأربعة في الصوم[56].

 

واختلفوا في الفطر:

فقال الشافعي[57]: يفطر ويخفيه.

وقال الأكثر[58]: يستمر صائمًا احتياطًا))[59].

 

وقال في ((الاختيارات)): ((تختلف المطالع باتفاق أهل المعرفة بهذا، فإن اتفقت لزمه الصوم وإلا فلا، وهو الأصحُّ للشافعية[60]، وقول في مذهب أحمد[61].

 

ومن رأى هلال رمضان وحدَه ورُدَّتْ شهادته لم يلزمه الصوم ولا غيره.

 

ونقله حنبل عن أحمد في الصوم[62]، وكما لا يُعَرِّفُ ولا يُضحِّي وحده.

 

والنزاع مبنيٌّ على أصل، وهو: أن الهلال هل هو اسم لما يطلع في السماء وإن لم يشتهر ولم يظهر؟ أو لأنه لا يُسمَّى هلالاً إلا بالاشتهار والظهور، كما يدلُّ عليه الكتاب والسنة والاعتبار؟ فيه قولان للعلماء، وهما روايتان عن الإمام أحمد[63]...

 

إلى أن قال: ويصحُّ صوم الفرض بنية من النهار إذا لم يعلم وجوبه بالليل، كما إذا شهدت البيِّنة بالنهار، وإن حال دون منظر الهلال ليلة الثلاثين غَيْمٌ أو قَتَرٌ فصومه جائز لا واجب ولا حرام، وهو قول طوائف من السلف والخلف[64]، وهو مذهب أبي حنيفة[65].

 

والمنقولات الكثيرة المستفيضة عن أحمد إنما تدلُّ على هذا، ولا أصل للوجوب في كلامه ولا في كلام أحد من الصحابة رضي الله عنهم.

 

وحكى أبو العباس: أنه كان يميل أخيرًا إلى أنه لا يُستحبُّ صومه))[66].



[1] الروض المربع ص177- 180.

[2] فتح القدير 2/ 52، وحاشية ابن عابدين 2/ 404- 405 و417، والشرح الصغير 1/ 240، وحاشية الدسوقي 1/ 509، وتحفة المحتاج 3/ 371- 372، ونهاية المحتاج 3/ 149، وشرح منتهى الإرادات 2/ 338، وكشاف القناع 5/ 195- 196.

[3] فتح القدير 2/ 52، وحاشية ابن عابدين 2/ 404- 405.

[4] الشرح الصغير 1/ 240، وحاشية الدسوقي 1/ 509.

[5] تحفة المحتاج 3/ 372، ونهاية المحتاج 3/ 150.

[6] شرح منتهى الإرادات 2/ 339، وكشاف القناع 5/ 200- 201.

[7] تحفة المحتاج 3/ 417- 418، ونهاية المحتاج 3/ 177- 178.

[8] شرح منتهى الإرادات 2/ 387- 388، وكشاف القناع 5/ 334- 335.

[9] أخرج البخاري (1914)، ومسلم (1082)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَقَدَّموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صومًا، فليصمه)).

[10] فتح القدير 2/ 53، وحاشية ابن عابدين 2/ 405.

[11] الشرح الصغير 1/ 242، وحاشية الدسوقي 1/ 513.

[12] تحفة المحتاج 3/ 417- 418، ونهاية المحتاج 3/ 178.

[13] شرح منتهى الإرادات 2/ 387- 388، وكشاف القناع 5/ 334- 335.

[14] فتح القدير 1/ 54، وحاشية ابن عابدين 2/ 405.

[15] الشرح الصغير 1/ 242، وحاشية الدسوقي 1/ 513.

[16] الإفصاح 1/ 385- 386.

[17] فتح القدير 2/ 52، وحاشية ابن عابدين 2/ 416- 417، والشرح الصغير 1/ 240، وحاشية الدسوقي 1/ 509، وتحفة المحتاج 3/ 371- 372، ونهاية المحتاج 3/ 149- 150، وشرح منتهى الإرادات 2/ 338، وكشاف القناع 5/ 195- 196.

[18] أخرجه البخاري (1909)، ومسلم (1081)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[19] فتح القدير 2/ 52، وحاشية ابن عابدين 2/ 416- 417، والشرح الصغير 1/ 240، وحاشية الدسوقي 1/ 509، وتحفة المحتاج 3/ 371- 372، ونهاية المحتاج 3/ 149- 150.

[20] لم نقف عليه عن ابن عمر، وأورد ابن الجوزي في رسالته درء اللوم والضيم في صوم يوم الغيم ص52، عن مكحول، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يصوم إذا كانت السماء في تلك الليلة متغيّمة، ويقول: ليس هذا بالتقدُّم ولكنه التحرِّي.

ومكحول عن عمر: مرسل؛ كما قال أبو زرعة الرازي، انظر المراسيل لابن أبي حاتم ص213.

وهو مذهب الحنابلة، انظر: شرح منتهى الإرادات 2/ 339، وكشاف القناع 5/ 200- 201.

[21] ضعّف ابن عبدالبر هذه الرواية عن ابن الشخير، انظر: التمهيد 14/ 352.

[22] لم يثبت هذا القول عن الشافعي رحمه الله، والصحيح الثابت عنه في كتبه وعن أصحابه خلافه، انظر: تحفة المحتاج 3/ 372- 374، ونهاية المحتاج 3/ 150- 151، أما هذا القول فقد نسبه النووي لابن سريج، وانظر: المجموع 6/ 276.

[23] سبق تخريجه 3/ 133.

[24] أخرجه النسائي 4/ 153- 154، وابن خزيمة 3/ 204، وابن حبان 8/ 357 (3590)، والحاكم 1/ 424- 425، من طريق سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحابة، أو ظلمة؛ فأكملوا العدة عدّة شعبان، ولا تستقبلوا الشّهر استقبالاً، ولا تصِلُوا رمضان بصوم يوم من شعبان).

قال ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 197- 198: وهو من صحيح حديث سماكٍ، لم يدلّس فيه، ولم يلقَّن أيضًا، فإنّه من رواية شعبة عنه، وكان شعبة لا يأخذ عن شيوخه ما دلّسوا فيه، ولا ما لُقِّنوا. وروى البخاريّ [(1909)] من وجهٍ آخر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غمّ عليكم فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين)).

[25] بداية المجتهد 1/ 263- 264.

[26] المبسوط 3/ 78، وحاشية ابن عابدين 2/ 411- 412، والشرح الصغير 1/ 241، وحاشية الدسوقي 1/ 512، وتحفة المحتاج 3/ 372- 373، ونهاية المحتاج 3/ 150- 151، وكشاف القناع 5/ 205، والفروع 3/ 11.

[27] المجموع 6/ 276.

[28] سبق تخريجه 3/ 133.

[29] الإفصاح 1/ 236- 237 (ط السعيدية).

[30] البخاري (1903)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[31] الإرشاد ص471- 472.

[32] البخاري (1906)، من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.

[33] البخاري (1907)، ومسلم (1080)، من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.

[34] البخاري (1909)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[35] (1081).

[36] شرح منتهى الإرادات 2/ 339، وكشاف القناع 5/ 200- 202.

[37] فتح القدير 2/ 52، وحاشية ابن عابدين 2/ 416- 417، والشرح الصغير 1/ 240، وحاشية الدسوقي 1/ 509، وتحفة المحتاج 3/ 371- 372، ونهاية المحتاج 3/ 149- 150.

[38] فتح القدير 2/ 59- 60، وحاشية ابن عابدين 2/ 410- 411، وتحفة المحتاج 3/ 375، ونهاية المحتاج 3/ 151، وشرح منتهى الإرادات 2/ 343، وكشاف القناع 5/ 208.

[39] الشرح الصغير 1/ 240، وحاشية الدسوقي 1/ 509- 510، وتحفة المحتاج 3/ 377، ونهاية المحتاج 3/ 152.

[40] فتح القدير 1/ 53، وحاشية ابن عابدين 2/ 418- 419.

[41] وهو ما أخرجه مسلم (1087)، عن كُريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام، قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها، واستهل علي رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر؛ فسألني عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة. فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس، وصاموا وصام معاوية. فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه. فقلت: أو لا تكتفي برؤية معاوية وصامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[42] الإشراف 3/ 112 (1124).

[43] (693).

[44] الحاوي 3/ 409، والمجموع 6/ 282.

[45] الشرح الصغير 1/ 240، وحاشية الدسوقي 1/ 510.

[46] التمهيد 14/ 358.

[47] الاستذكار 3/ 283.

[48] المفهم 3/ 143.

[49] المنتقى شرح الموطأ 2/ 37.

[50] تحفة المحتاج 3/ 381، ونهاية المحتاج 3/ 156، والمجموع 6/ 280- 281، وشرح النووي على صحيح مسلم 7/ 197.

[51] روضة الطالبين 2/ 348- 349.

[52] المجموع 6/ 280.

[53] شرح النووي على صحيح مسلم 7/ 197.

[54] المجموع 6/ 282.

[55] المنتقى شرح الموطأ 2/ 37.

[56] فتح القدير 2/ 58، وحاشية ابن عابدين 2/ 408، والشرح الصغير 1/ 241، وحاشية الدسوقي 1/ 511- 512، والمجموع 6/ 290، وشرح منتهى الإرادات 2/ 346، وكشاف القناع 5/ 214.

[57] تحفة المحتاج 3/ 384، ونهاية المحتاج 3/ 203، والمجموع 6/ 290.

[58] فتح القدير 2/ 61، وحاشية ابن عابدين 2/ 408، والشرح الصغير 1/ 241، وحاشية الدسوقي 1/ 512، وشرح منتهى الإرادات 2/ 345، وكشاف القناع 5/ 214.

[59] فتح الباري 4/ 119- 124.

[60] تحفة المحتاج 3/ 381، ونهاية المحتاج 3/ 156.

[61] الإنصاف مع المقنع والشرح الكبير 7/ 346- 347.

[62] الإنصاف مع المقنع والشرح الكبير 7/ 346.

[63] الإنصاف مع المقنع والشرح الكبير 7/ 346- 347، وكشاف القناع 5/ 215.

[64] شرح منتهى الإرادات 2/ 339، وكشاف القناع 5/ 200- 201.

[65] فتح القدير 2/ 54، وحاشية ابن عابدين 2/ 404- 407.

[66] الاختيارات الفقهية ص106- 107.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فوائد من أحكام الصيام
  • ملخص أحكام الصيام من تمام المنة
  • مختصر أحكام الصيام
  • أحكام الصيام من تمام المنة
  • أحكام الصيام والتراويح والزكاة
  • أحكام الصيام في حالات خاصة من تمام المنة
  • المنهج التربوي السلوكي في ضوء أحكام الصيام
  • مسائل متفرقة في أحكام الصيام
  • أحكام الصيام

مختارات من الشبكة

  • أحكام الجنائز: مقدمات الموت - تغسيل الميت - تكفينه - دفنه - تعزية أهله - أحكام أخرى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من أحكام الحج أحكام يوم التشريق(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • أحكام الاعتكاف وليلة القدر وزكاة الفطر وما يتعلق بها من أحكام فقهية وعقدية (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • مخطوطة أحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • قاعدة أحكام النساء على النصف من أحكام الرجال(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • إحكام النظام في أحكام الصيام (PDF)(كتاب - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • شرح منظومة إحكام النظام في أحكام الصيام (PDF)(كتاب - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • القول المفيد في أحكام صيام العبيد (بحث مفيد يجمع مسائل متعلقة بأحكام الصيام)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من أحكام صيام رمضان وحكمه (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الحكم التكليفي والحكم الوضعي والفرق بينهما(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب