• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / بحوث ودراسات
علامة باركود

الحاجات الدعوية للشباب

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/11/2007 ميلادي - 1/11/1428 هجري

الزيارات: 30757

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
الحاجات الدعوية للشباب
بحث مقدم للملتقى الأول للدراسات الدعوية

بسم الله الرحمن الرحيم

تقـديم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا غله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبداً ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:-

فإن مرحلة الشباب من أهم مراحل العمر في حياة الإنسان، وأطولها مدة، وأشدها تأثراً، فهم يحملون نفوساً خصبة صالحة للخير والإصلاح، وهم أسرع فئات المجتمع تأثراً بقبول النصيحة واستجابة الدعوة إذا وجدوا الناصح الأمين الذين يعرف كيف الدخول إلى نفوسهم، غضافة إلى ما فيهم من حدة في الذهان وقوة في الأبدان.

وإن الدعوة الناجحة لأولئك الشباب هي التي تراعي حاجاتهم وتعرف نفسياتهم، ولقد كان سيد الأمة، وإمام الدعاة صلى الله عليه وسلم هو خير من عرف كيفية الدعوة لأولئك الشباب بمراعاة خصائصهم النفسية وحاجاتهم، وهذا البحث يلقي الضوء على حاجات الشباب الأساسية وكيفية مراعاتها في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

وسيكون البحث بإذن الله تعالى على قسمين: القسم الأول هو القسم النظري، والقسم الثاني هو القسم التطبيقي على عينة من الشباب الجامعي لعرفة مدى توجهاتهم حول مراعاة الحاجات الدعوي للشباب، وسيكون التقسيم التالي:-
القسم الأول: الجانب النظري ويشمل:
الحاجات الأساسية للشباب
- الحاجة على الصلة بالله عز وجل
- الحاجة إلى الزواج  
- الحاجات الجسمية
- الحاجات العقلية
- الحاجات الاجتماعية

مراعاة الحاجات في الدعوة إلى الله
 أولاً: في الناحية الجسدية
 ثانياً: في الناحية العقلية
 ثالثاً: في الناحية الاجتماعية
 رابعاً: في الناحية النفسية
 خامساً: في العبادة

القسم الثاني: نتائج التطبيق الميداني على عينة الشباب.
الحاجات الأساسية:
الحاجة هي افتقار إلى شيء ما إذا وجد حقق الإشباع والرضا والارتياح للكائن الحي. والحاجة إما شيء ضروري لاستقرار الحياة نفسها. أو للحياة بأسلوب أفضل. فالحاجة إلى الأكسجين ضرورية للحياة نفسها أما الحاجة إلى التقدير مثلاً فهي ضرورية للحياة بأسلوب أفضل[1].
ومن المعروف أن لكل مرحلة من مراحل النمو حاجات ومتطلبات مادية ونفسية لابد من تلبيتها وإشعار من هم في هذه المرحلة باهتمام المجتمع بها، والشباب مرحلة من هذه المراحل، لها متطلباتها، وحاجاتها، وغالباً ما تنشأ الأزمات والمشكلات التي يعاني منها الشباب بسبب عدم تلبية تلك الحاجات وهاتيك المتطلبات.
ويشير القرآن الكريم إشارات لطيفة مجملة إلى مجموعتين أساسيتين من الحاجة منبهاً إلى تلبيتها، قال تعالى يمن على قريش بتلبية هذه الحاجات، رامزاً لها بالطعام من جهة وبالأمن والاطمئنان من جهة أخرى، ومرشداً إياهم بمناسبة تلبية هذه الحاجات لعبادة ربهم (عز وجل).
{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ(3) لَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}[2].
وقال سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}[3].
وقال سبحانه: مبيناً أن العذاب قد يكون بصورة عدم تلبية هذه الحاجات: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}[4].

ولن أذكر جميع حاجات المرحلة ولكنني سوف اقتصر على المهم منها على النحو التالي:
(أ) الحاجة إلى الصلة بالله جل وعلا:
هذه الحاجة من أهم الحاجات لدى الشباب، وتقع في إطار حاجة الإنسان في جميع أطواره كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[5].
قال ابن كثير (رحمه الله)[6]: يخبر (تعالى) بغنائه عما سواه، وبافتقار المخلوقات كلها إلهي وتذللها بين يديه، فقال: أي محتاجون إليه في جميع الحركات والسكنات، وهو (تعالى) الغني عنهم بالذات.
ويقول ابن القيم (رحمه الله)[7]: لا سعادة للقلب، ولا لذة، ولا نعيم، ولا صلاح، إلا بأن يكون إلهه وفاطره وحده هو معبوده وغياته ومطلوبه، وأحب إليه من كل ما سواه، ومعلوم أن كل حي سوى الله (سبحانه وتعالى) من ملك أو إنس أو جن أو حيوان، فهو فقير إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره.
ويشير(سبحانه وتعالى) إلى آثار هذه الصلة بقوله: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126)}[8].

(ب) الحاجة إلى الزواج:
تبدأ هذه الحاجة بالإلحاح في اكتمال نضج الشاب العضوي، وإدراكه البلوغ بمظاهره المتعددة من نبوت الشعر، وحدوث القذف، والاحتلام، ونمو الأعضاء التناسلية، والقدرة على الإنجاب، وكل هذه الظواهر تحدث في الغالب عند سن الخامسة عشرة أو قبلها، وهي مظاهر متتالية، تؤذن الفتى وأسرته بالاستعداد الغريزي، والحاجة إلى تلبيته[9].
لذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشباب نداء بقوله: "يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء"[10].ولقد أدرك شباب الصحابة شدة هذه الحاجة، كما يقول سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه): رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل[11]. ولو أذن له لاختصينا.

وإضافة إلى ما في الزواج من إشباع للغريزة ففيه أيضاً سكينة وطمأنينة للنفس، كما في قوله (سبحانه): {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكّرُونَ}[12].


(ج) الحاجات الجسمية:
 إن جسد الشاب يواجه عملية تحول كاملة في وزنه وحجمه وشكله، في الأنسجة والأجهزة الداخلية، وفي الهيكل والأعضاء الخارجية[13] ويعد هذا التحول الجسدي ميزة لمرحلة الفتة، ومن أبرز معالمها.

وإزاء هذا التحول والنمو السريع فإن الجسم بحاجة إلى أمور يمكن إيجازها على النحو التالي:
1-حاجات ضرورية لبقاء الجسم وسلامته واستمرار نموه بشكل طبيعي: كالماء والهواء والغذاء والدواء.
2-في بداية مرحلة الشباب تبرز الحاجة إلى ممارسة أنشطة لا تتطلب مجهوداً عضلياً كبيراً، كالمشي ففيه تنشط للأبدان، وإذابة لفضول الأخلاط، ولما كان العلماء والطلبة من السلف الصالح كثيري الأسفار في طلب العلم، وأكثر رحلاتهم كان مشياً، حتى كانوا يمشون آلاف الفراسخ[14]. من بلد إلى بلد، فما دعتهم حاجة إلى الرياضة البدنية مثل احتياجنا إليها. إضافة إلى اشتغالهم بالفرائض الدينية التي لم يألوا فيها جهداً، مثل الصلاة في المساجد، وشد الرحال إلى الحج، والتهيؤ للجهاد، والمشي خلف الجنائز، وعيادة المرضى، وخدمة الأشياخ، ومرافقة الأقران، والتودد للغرباء، وأداء حقوق الجيران.. وغير ذلك مما يتطلب جهداً بدنيا. ولما كانت هذه حالهم، صحت أجسادهم، وطابت أعمارهم، ونزهت أرواحهم، حتى صاروا أغنياء عن الرياضة والمواظبة على المشي، وبقينا مفتقرين إلى الرياضة الحسية، قاصرين عن إدراك المعالي الخفية[15].
3-الترويح البرئ الذي يجدد النشاط، ويذهب العناء والتعب: فإن للجسم قدراً محدوداً في تحمل المجهود، فإذا تجاوز حده ربما أضر به. ويحتاج البدن إلى الترويح حتى من جهد العبادة، كما في قصة حنظلة (رضي الله عنه) عندما قدم على رسول الله صلى الله عليه ولسم وقال: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما ذاك؟".
قال: يا رسول الله، نكون عندك، تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج، والأولاد والضيعات[16]. نسينا كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم. ولكن، يا حنظلة ساعة وساعة" ثلاث مرات[17].
وروى البخاري من حديث أنس بن مالك (رضي الله عنه) قوله عليه الصلاة والسلام: "لُيصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد"[18].

(د) الحاجات العقلية:
تبرز عند الشباب حاجات عقلية مهمة أذكر بعضها على النحو التالي:
1- الحاجة إلى معرفة الحقائق، والظواهر الطبيعية وتفسيرها، فنجد بعض الشباب يكثرون التساؤل عن هذه الأمور ليتعرفوا عليها. وقد كان شباب الصحابة (رضي الله عنهم) يكثرون سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كثير من الأشياء في أمور دينهم ودنياهم.
عن أبي ذر (رضي الله عنه) قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا}. قال "مستقرها تحت العرش"[19].
وعن عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: "الصلاة لوقتها" قال: قلت: ثم أي ؟ قال: "بر الوالدين" قال: قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" فما تركت أستزيده إلا إرعاء عليه[20].
وعن عبدالله بن مسعود أيضاً قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم من الله قال: "أن تجعل لله نداً وهو خلقك" قال: قلت له: إن ذلك لعظيم. قال: قلت ثم أي ؟ قال: " ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك" قال: قلت: ثم أي؟ قال: " ثم أن تزاني حليلة جارك[21].
2-الحاجة إلى الحوار وإبداء الرأي: لأن الشاب في هذه المرحلة ليس كالطفل يُسلم في الغالب بما يقال له، دون تفكير ونقاش، بل يميل إلى الحوار نتيجة لنموه العقلي وخبراته الجديدة.
3-الحاجة إلى توسيع المعلومات والتجديد، لأن أول مرحلة الشباب هي الفرصة الذهبية للتعلم ففيها يحصل الشاب ما لا يحصله غيره من العلوم. كما أن الركود في المعلومات، أو أساليب ووسائل عرضها تؤدي إلى عدم الرغبة فيها، وبالتالي لابد من البحث عما هو جديد ومفيد للشاب سواء في المعلومات نفسها أو في وسائل وأساليب عرضها.
4-الحاجة إلى اكتشاف المواهب العقلية وتوجيهها. فالشاب في بداية مرحلته غالباً ما يكون لديه بعض المواهب العقلية، ولم تكتشف ولم توجه الوجهة الصحيحة، فالمربي الحاذق والداعية الناجح هو الذي يتمكن من اكتشاف تلك القدرات وتوجيهها وجهتها الصحيحة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه قدرات شباب الصحابة- كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
5-الحاجة إلى السعي وراء الابتكار. وهذه الحاجة تبرز عند الأذكياء من الشباب.

(هـ) الحاجات الاجتماعية:
1-الحاجة إلى التقدير والقبول والمكانة الاجتماعية. قد لا تكون هناك حاجة نفسية يمكن أن تؤدي إلى الانحراف مثل التقبل الاجتماعي، فالذين يوضعون في المكان الملائم، ويرتادون الأماكن المناسبة لهم وتبرز أسماؤهم بين زملائهم، وينالون الابتسامة والاستحسان من غيرهم إنما يتحقق لهم الرضا عن مكانتهم، مما يؤدي إلى حب وحنان وثقة واحترام متبادل بين الشباب ومن حولهم مما يعين على تقبل التوجيه.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على مصلحة شباب المسلمين، وأعرف الناس بحاجتهم إلى التقدير والاحترام، فكان (عليه الصلاة والسلام) يعامل الشباب بما يحقق عندهم هذه الحاجة، ويوصي بهم خيراً في سبيل ذلك.
عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيأتيكم أقوام يطلبون العلم. فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحباً مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم واقنوهم" قلت للحكم: ما أقنوهم؟ قال: علموهم[22].
وإحساس الفرد بالتقدير من الآخرين يؤدي إلى ارتفاع تقدير لنفسه، وبالتالي إلى الإحساس بالأمن والطمأنينة النفسية، وعلى العكس عندما يحرم الشاب من التقدير في المنزل أو المدرسة أو جماعة الأصدقاء فربما يؤدي ذلك إلى الالتجاء إلى الجماعات المنحرفة وإلى النشاط التخريبي أو العدواني، وخاصة عندما يجد من يزين له سوء عمله، ويعجب به، ويشجعه عليه فيكون قد أشبع حاجته عن طريقهم.
ولكن الإسراف في التقدير، له خطورة أيضاً حيث يؤدي بالشاب إلى الغرور وإلى تكوين صورة غير صادقة عن نفسه. وقد يصاب بخيبة أمل شديدة عندما ينكشف له ما في هذه الصورة من تمويه وتزييف[23].
2-الحاجة للانتماء: الإنسان كائن اجتماعي وهو في سائر أطوار حياته بحاجه إلى أن ينتمي دائماً إلى جماعة أو أكثر يشعر معها بالتجانس، ويلتمس فيه التقبل والتقدير.
ولدافع الانتماء من القوة ما جعل بعض علماء النفس يطلق عليه الجوع الاجتماعي[24]. ويتطور انتماء الفرد حسب نموه فمن المنزل على المدرسة إلى جماعة الأصدقاء، ويمكن استغلال هذا الجوع الاجتماعي في ربط الشاب بصحبة صالحة ذات سلوك سليم واتجاه قويم. والحرص على إبقاء هذا الرابط ولو اختلفت أشكاله بحيث يشعر الشاب به.
والحاجة إلى الإنتماء وهي بذاتها التي تدفع بعض الأفراد إلى الانتماء إلى العصابات أو الجماعات المنحرفة، إذا لم تتوفر له الجماعة السوية أو لم يتوافق معها، ذلك أن الانتماء لابد منه لتوفير الاطمئنان النفسي ولإشباع كثير من الحاجات النفسية الأخرى.
3-الحاجة إلى الاستقلال: لا يعني القول بأن الإنسان اجتماعي بطبعه أنه لا يتمتع بفرديته. فالفرد يحتاج لقدر من الحرية. حرية العمل، حرية اتخاذ القرارات الشخصية[25]. وهذه الحاجة تبدو واضحة لدى الشباب ففي الأمور الشخصية مثلاً نجد الشاب هو الذي يحدد نوعية مطعمه ومشربه وملبسه، وتخصصه في دراسته ومجال عمله، وهذه الحاجة لدى الشباب تمثل واحداً من الدوافع الهامة للسلوك.
ويعبر الشباب عن هذه الحاجة ببعض العبارات منها: (أنا لست صغيراً تحبسوني في المنزل، دعوني أخرج مع زملائي.. أنا أعرف منكم بنفسي.. أنا أدري بأصحابي..).
وإن كان الشباب يحتاج إلى الحرية والاستقلال فإن هذا ليس علي إطلاقه ولا في كافة مجالاته، فهو بحاجة أيضاً إلى إطار يحكم هذه الحرية حتى لا تنحرف به ولا تتجاوز حدودها. وهذا الضبط إما أن يكون من قبل الوالدين أو المربين أو بصورة أحكام شرعية ونظم اجتماعية.
4-الحاجة إلى العمل والمسؤولية: إن التغير في الناحية العضوية بطول الجسم ووزنه وشكله، وبعض وظائفه تؤذن بالتحول من الطفولة إلى الرجولة. فهو بذلك يستعد لدور جديد في مجتمعه، يستعد للمسؤوليات والمهمات، لوظيفة ولي الأمر، والأخ الكبير والزوج والأب ورب الأسرة.. الخ، فضلاً عن التطلع للقيام بمسؤوليات جزئية ومهام مؤقتة، تختلف عما كان عليه في طفولته.

وبالتالي فإن الشاب في هذه المرحلة يتطلع إلى أسرته أن تحقق له شيئاً من ذلك، وإليك هذا الحوار بين شابين يصور هذه الحاجة:
خالد: أين كنت البارحة بعد المغرب؟
فهد: مع الوالد. ذهبنا نشتري خضاراً وفواكه للبيت، تُصدق!!
خالد: ماذا؟
فهد: أبي لا يتركني أنزل من السيارة، ولا يتركني أشتري شيئاً.
يقول: " إن البائعين يغلبونك، أنت ما تعرف لهم" وهذا الكلام يقوله من زمن بعيد من أيام الصغر.
خالد: أنت في حالة جيدة، والتعامل معك قمة. هل تصدق؟
فهد: ماذا؟
خالد: تُصدق أن الوالد يضربني بالعصا وأنا عمري الآن (17) سنة يقول: "أدرس ذاكر، كأني لا أعرف مصلحة نفسي، ودائماً يحقرني عند إخواني وأقاربي، ولا يعتمد علي بأي شيء،حتى التفاهم ما يتفاهم معي بالكلام، كل شيء بالضرب والسب والغضب[26].

وآخر يتحدث ويقول:
أبي عندما نكون في رحلة مع الرجال يسألني: ماذا تريد؟ ما رأيك في كذا من شؤون الرحلة؟ هل تحب أن ترجع؟
لكنه في البيت ومن وراء الناس، كأني جدار من جدران البيت لا رأي لي ولا مشورة، ولا استطيع أن أتصرف، حتى حاجات البيت ما يوكلني عليها، فقط أوامر: أفعل أو لا تفعل[27].
نعم هذه حاجة من حاجات الشباب، وهذه حال أهليهم، فأين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين (رضي الله عنهم) الذين كانوا يستشيرون الشباب في أمور الدولة!!.
 مراعاة الحاجات في الدعوة إلى الله

لقد أمر الله (سبحانه وتعالى) نبيه محمداً بقوله: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}[28].
وأمره (سبحانه) بقوله: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[29].

يقول ابن كثير[30]. على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي.

ويقول سيد قطب[31]: " على هذا الأسس يرسي القرآن الكريم قواعد الدعوة ومبادئها، ويعين وسائلها وطرائقها، ويرسم المنهج للرسول الكريم، وللدعاة من بعده".
ومن الدعوة بالحكمة: النظر في أحوال المخاطبين وظروفهم، والقدر الذي يبينه لهم في كل مرة حتى لا يثقل عليهم، ولا يشق بالتكاليف قبل استعداد النفوس لها، والطريقة التي يخاطبهم بها، والتنويع في هذه الطريقة حسب مقتضياتها، فلا يستبد فيه الحماس والاندفاع والغيرة فيتجاوز الحكمة في هذا كله.

إن معرفة طبيعة المدعوين وخصائصهم، من الناحية الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية وحاجاتهم الأساسية من الأمور المهمة في الحكمة ليتم من خلالها التعامل معهم بأنسب الأساليب لهم وأسهل الطرق عليهم. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أعرف الناس بأمته وبما يصلح لهم. وقد رسم لنا في ذلك منهاجاً واضحاً وسأعرض بعض الوقفات التي تشير إلى أهمية مراعاة الخصائص والحاجات في العملية الدعوية.

أولاً: في الناحية الجسدية
:
(أ) الجهد على قدر الطاقة:
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يكلف الشباب بجهود جسمية تفوق قدراتهم وطاقاتهم، ولم يكن أيضاً يسمح لشاب أن يكلف نفسه لما لا يستطيعه.
ولما كان الجهاد يحتاج إلى جهد ومشقة، وصبر على ذلك، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يسمح للشباب دون الخامسة عشرة بالمشاركة فيه إلا من ثبتت كفاءته.
ففي غزوة أحد، يقول ابن هشام[32]. وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم سمرة بن جندب الفزاري. ورافع بن خديج، وهما ابنا خمس عشرة سنة. وكان قد ردهما. فقيل له يا رسول الله، إن رافعاً رام، فأجازه، ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد، وعبدالله بن عمر، وزيد بن ثابت. والبراء بن عازب. وعمرو بن حزم. وأسيد بن ظهير، ثم أجازهم يوم الخندق، وهم أبناء خمس عشرة سنة.
ومن ذلك أيضاً إنكاره صلى الله عليه وسلم على عبدالله بن عمرو بن العاص مشقته على نفسه بالعبادة[33].

(ب) التشجيع على اكتساب المهارات الجسدية:
من المستحسن أن يكون لدى الشباب بعض المهارات الجسدية التي تنفعهم وقت الحاجة: كالجهاد في سبيل الله، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يشجع شباب الصحابة على ذلك، فعن سلمة بن الأكوع. (رضي الله عنه) قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم[34]. ينتضلون[35]. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً، أرموا وأنا مع بني فلان[36]. قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول صلى الله عليه وسلم: "ما لكم لا ترمون؟ " قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ارموا فانا معكم كلكم"[37].
كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشجع الشباب على الفروسية، ويجري السباق بين الخيل لما في حديث عبدالله بن عمر (رضي الله عنه) قال: أجرى رسول اللهصلى الله عليه وسلم ما ضمر[38]. من الخيل من الحفياء[39]. إلى ثنية الوداع[40]. وأجرى ما لم يُضمر من الثنية إلى مسجد بني زُريق قال ابن عمر: وكنت فيمن أجرى[41].

(ج) إتاحة الفرصة لمزاولة النشاط الجسدي:
عن عائشة رضي الله عنها قال: " لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً على باب حجرتي، والحبشة يلعبون في المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه انظر إلى لعبهم"[42]. ولعب الحبشة[43]. في المسجد ليس لعباً مجرداً، بل فيه تدريب لأجسادهم وتنشيطها للحروب والاستعداد للعدو.

(د) التوجيه لإراحة البدن:
من المعلوم أن للجسم طاقة وحداً من المقدرة، فإذا حُمل أكثر من طاقته تعب، وربما كان ضرراً عليه. وليس أحرص على هذه الأمة من رسولصلى الله عليه وسلم فمن حرصه على شباب أمته توجيههم لإراحة أبدانهم وعدم تكليفها ما لا تطيقه من عبادة أو كسب معاش.
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنه) قال: قال لي رسولصلى الله عليه وسلم: "... صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً.... "[44].
وفي رواية[45]. "وإن لنفسك حقاً" يقول ابن حجر[46]. في هذا: أي يعطيها ما تحتاج إليه ضرورة البشرية، مما أباحه الله للإنسان، من الأكل والشرب والراحة التي يقوم بها بدنه، ليكون أعون على عبادة ربه.

ثانياً: في الناحية العقلية
:
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب حضوره بما يدركونه، فيفهم البدوي الجافي بما يناسب جفاءه وقسوته، ويُفهم الحضري بما يلائم حياته وبيئته، كما أنه يراعي تفاوت المدارك، وانتباه أصحابه، وقدرهم الفطرية والمكتسبة، فتكفي منه الإشارة إلى الألمعي الذكي، واللمحة العابرة إلى الحافظ المجيد، فسأعرض بعون الله بعض المواقف التي تبين مراعاة الناحية العقلية.

(أ) الحوار العقلي وإتاحة الفرصة للاستنتاج:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم مع الشباب من الوسائل والأساليب الدعوية التي تجعل الشاب فيها إيجابياً إذ يتيح له فرصة المناقشة والحوار، والاستدلال والاستنتاج.
عن أبي إمامة[47]. قال: إن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنى، فأقبل القوم عليه فزجروه. فقال: "ادنه".
فدنا منه قريباً قال: فجلس.
قال: "أتحبه لأمك؟".
قال: لا والله، جعلني الله فداءك.
قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم".
قال: "أفتحبه لابنتك؟"
قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك.
قال: "ولا الناس يحبونه لبناتهم".
قال: "أفتحبه لأختك؟".
قال: "لا والله جعلني الله فداءك.
قال: "ولا الناس يحبونه لأخواتهم".
قال: "أفتحبه لعمتك؟".
قال: لا والله جعلني الله فداءك.
قال: "ولا الناس يحبونه لعماتهم".
قال: "أفتحبه لخالتك؟".
قال: لا والله جعلني الله فداءك.
قال: "ولا الناس يحبونه لخالاتهم".
قال: فوضع يده عليه وقال: "اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحصن فرجه" فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء[48]. 
أتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الشاب الحوار، وجعله بنفسه يستنتج الحكم ويقتنع به.

(ب) توجيه القدرات العقلية:
لقد خلق الله (سبحانه وتعالى) البشر يختلفون في استعداداتهم وقدراتهم وميولهم حتى يكمل بعضهم بعضاً، ويتعاونوا في شؤون دينهم ودنياهم، والقدرات العقلية من جملة هذه القدرات التي يختلف فيها البشر، فإذا وجد من يعرفها ويوجهها، وجهتها السليمة استفاد منها أصحابها وغيرهم، كان رسول الله يعرف ما لدى شباب الصحابة من الاستعدادات والقدرات فيحسن توجيهها.
من ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر زيد بن ثابت أن يتعلم كتاب اليهود، ويقول زيد: "حتى كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم كتبه، وأقرأته كتبهم، إذا كتبوا إليه"[49]. 

ومما يدل على قدرة زيد بن ثابت (رضي الله عنه) في تعلم كتاب يهود، ما رواه أبو داود[50]. عن زيد بن ثابت (رضي الله عنه) قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له كتاب يهود. وقال: "إني والله ما آمن يهود علي كتابي" فتعلمته فلم يمر بي إلا نصف شهر حتى حذقته، فكنت أكتب له إذا كتب، وأقرأ له إذا كُتب إليه" ومن باب توجيه النبي صلى الله عليه وسلم ما لدى أصحابه من قدرات ما ورد عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأقرؤهم لكتاب الله أُبي بن كعب وأعلمهم بالحلال والحرام ومعاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، ألا وإن لكل أمة أميناً،وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح[51]. 

(ج) التعليم أول الشباب:
من الحكم الشائعة "العلم في الصغر كالنقش في الحجر"[52]. ومما أنشد نفطويه لنفسه[53].
أراني نسيت ما  تعلمت  في  الكبر        ولست بناء ما تعلمت  في  الصغر
وما  العلمُ  إلا  بالتعلم  في   الصبا        وما  الحُلم  إلا  بالتحلم  في  الكبر
وما العلم بعد  الشيب  إلا  تعسف        إذا كلّ عزم المرء والسمع  والبصر
ولو فلق  القلب  المعلم  في  الصبا        لأبصر فيه العلم كالنقش في الحجر
وعن علقمة قال: "أما ما حفظت وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة[54].
وكما أسلفت في الخصائص العقلية[55]. أن قوة التذكر تزداد حتى سن الخامسة عشر، وعلى هذا الأساس تزداد المقدرة على الحفظ في هذه السن. إذا فالفترة الذهبية للتعلم هي الخامسة عشرة فما دون، لأن السنة الخامسة عشرة حد بين الصغير والكبير. لما رواه ابن عمر قال: عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني، وعرضني يوم الخندق وأنا أبن خمس عشرة فأجازني.

قال نافع: فقدمت على عمر بن عبدالعزيز، وهو يومئذ خليفة فحدثته هذا الحديث فقال: إن هذا لحد بين الصغير والكبير، فكتب إلى عماله أن يفرضوا[56]. لمن كان ابن خمس عشرة سنة ومن كان دون ذلك فاجعلوه في العيال[57].

وعلى هذا الأساس كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تعليم صغار الصحابة، فعن ابن عباس (رضي الله عنهما): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء: يقول"قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات"[58].

وعن جابر بن عبدالله (رضي الله عنه) قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن يقول: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم يقول: اللهم أني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، تعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري- أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاقدره لي، إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري- أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به، ويسمى حاجته"[59].

وعن الحسن بن علي (رضي الله عنه) قال:علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت[60].

(د) مراعاة المستويات العقلية:
كان الرسولصلى الله عليه وسلم يقدر لكل قدره، ويخاطب كلاً حسب عقله، يخاطب الطفل بما يفهمه، والشاب بما يلائمه، والشيخ بما يريحه.
لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي أخذ تمرة من الصدقة، خاطبه قائلاً: "كخ،كخ" ليطرحها، ثم قال: "أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة"[61].

ويخاطب الشاب بأسلوب يناسب نمو عقله كما في قصة الفتى الشاب السابقة[62]. ويخاطب الأعراب بما يناسب غلظتهم وجفاءهم. لما جاء الرجل الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك؟ قال " صدق" قال: فمن خلق السماء؟ قال: "الله". قال: فمن خلق الأرض؟ قال: "الله" قال: فمن نصيب هذه الجبال؟ وما زال الأعرابي يسأل بجفاء وغلظة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينكر ذلك عليه، بل يجيبه بهدوء إلى أن قال الأعرابي: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن "يعني شرائع الإسلام" فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لئن صدق ليدخلن الجنة"[63].

والأعرابي الآخر الذي عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها، فأخذ يسأل وسول الله صلى الله عليه وسلم يجيبه فلما فرغ قال: "دع الناقة"[64].

كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراعي للذكي مقدرته فيخاطبه برمز وإيجاز. لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوجه عبدالله بن عمر لقيام الليل لم يزد على أن قال: "نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل" فكان عبدالله لا ينام من الليل إلا قليلاً[65].

ثالثاً: في الناحية الاجتماعية
:
(أ) بيان أهمية الجماعة في حياة الشاب: 
لابد أن يوضح الشاب أهمية الجماعة بالنسبة له وتعويده على التفاعل معها والاستفادة منها، مع تأصيل وحدة الجماعة الإسلامية في حياة الفرد كما في الحديث الذي رواه البخاري عن النعمان بن بشير. (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى[66].
كما يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم على أن التعاون في إطار هذا المجتمع فيما فيه مصلحة للفرد والجماعة من متطلبات الإيمان، وقد وردت في ذلك أحاديث كثيرة منها:
ما رواه البخاري أيضاً عن أبي هريرة (رضي الله عنه): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"[67]. وعلى العموم فإن الله (سبحانه وتعالى) أمر عباده المؤمنين بالتعاون على البر والتقوى فقال (سبحانه): "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب"[68].

(ب) إتاحة الفرصة للفتى في التعبير عن ذاته:
وذلك في عدم الإنكار عليه في بعض الأمور التي تستجد في حياته من اهتمام بمظهره أو الحديث عن نفسه أو إبراز قدراته وإمكاناته مع الحذر أن لا يتجاوز هذا التعبير حده فينقلب إلى ضده.
وقد أتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل من سمرة بن جندب ورافع بن خديج (رضي الله عنهما)، وهما ابنا خمس عشرة سنة المجال للتعبير عن مقدرتهما على الحرب وأجازهما للمشاركة، وكان قد ردهما قبل ذلك، فقيل: له: يا رسول الله، إن رافعاً رام فأجازه، فلما أجاز رافعاً قيل له: يا رسول الله، فإن سمرة يصرع رافعاً فأجازه.."[69].
 وذكر ابن حجر[70]. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عُرض عليه سمرة فقال: لقد أجزت هذا ورددتني ولو صارعته لصرعته، قال: "فدونكه" فصارعه، فصرعه سمرة، فأجازه.

(ج) التأكيد على ارتباط الفتى بوالديه وأسرته:
حيث إنه يظهر عند الفتى في هذه المرحلة الحاجة إلى الاستقلال. مما يؤدي به أحياناً إلى التمرد على أسرته وعقوقه لوالديه. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تؤكد على بر الوالدين، كما أن الله (سبحانه وتعالى) أمر به، ومن ذلك.
قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}[71]. 
وقوله: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}[72]. 
وفي هذه الآيات وغيرها ربط (سبحانه وتعالى) بر الوالدين بعبادته مما يؤكد على أهمية بر الوالدين.
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: جاء رجل إلى رسول صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك" قال: ثم من ؟ قال: "ثم أمك" قال: ثم من ؟ قال: " ثم أمك" قال ثم من؟ قال: "ثم أبوك"[73]. 

(د) التوجيه المباشر وغير المباشر للفتى في حسن اختيار الصديق:
من خصائص الفتى في هذه المرحلة تكوين صداقات وانتماء لجماعات، ولما للصديق من أثر كبير عليه فهو في أمس الحاجة إلى التوجيه المباشر وغير المباشر في حسن اختيار الصديق، مع تزويده بالمعايير التي تعين على ذلك. ومما يدل على ضرورة مراعاة هذا الأمر ما ورد عن أبي موسى (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الجليس الصالح والسوء: كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير، إما أن يُحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة"[74].
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"[75].

وكما قيل الصاحب ساحب، وقال الشاعر:
لا تصحب الكسلان في حالاته        كم  صالح  بفساد  آخر  يفسد
عدوى البليد إلى الجليد  سريعة        والجمر يوضع في الرماد فيخمد
وفي هذا تنبيه على أن حق على الإنسان أن يتحرى بغاية جهده مصاحبة الأخيار ومجالستهم، فهي قد تجعل الشرير خيراً، كما أن صحبة الأشرار قد تجعل الخير شريراً، قال الحكماء: من صحب خيراً أصاب بركته، فجليس أولياء الله لا يشقى وإن كان كلباً ككلب أهل الكهف، ولهذا جاءت الوصية للأحداث بالبعد عن مجالسة السفهاء، قال علي (رضي الله عنه): لا تصحب الفاجر، فإنه يزين لك فعله، ويؤد لو أنك مثله. وقالوا إياك ومجالسة الأشرار، فإن طبعك يُسرق منهم وأنت لا تدري، وليس إعداء الجليس جليسه بمقاله وفعاله فقط، بل بالنظر إليه، والنظر في الصور يورث في النفوس أخلاقاً مناسبة لخلق المنظور إليه. وقال بعض السلف عند الحديث[76]. في ضمنه إرشاد إلى الأمر بمجالسة من تنتفع بمجالسته في دينك، من علم تستفيده، أو عمل يكون فيه، أو حسن خلق يكون عليه، فإن الإنسان إذا جالس من تذكره مجالسته الآخرة فلابد أن ينال منه، بقدر ما يوفقه الله بذلك[77].

(هـ) تكوين جماعة الأقران المنظمة:
إن جماعة الأقران المنظمة ذات الأهداف السليمة الواضحة، أمر ضروري في حياة الشاب نفسه تأميناً لسلامة نموه، وللمجتمع أيضاً نهوضاً بمستقبله. فبداية الدعوة الإسلامية كانت على أكتاف جماعة منظمة من الشباب تلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بن الأرقم., فيوجههم ويشحذ عزائمهم، ويصحح أخطاءهم، ويثني على موافقتهم. كما يلتقي الشباب مع بعضهم ليتبادلوا الخبرات ويتناقشوا في تجاربهم، ويتشاوروا في أمورهم للنهوض بمستقبل أمتهم.

وحيث إن مرحلة الشباب كما علمنا هي المرحلة التي يميل فيها الشاب إلى جماعة الأقران، فينتمي إليها، ويتفاعل معها، ويخلص لها، لابد من الحرص على تكوين جماعة الأقران المنظمة، التي يقوم عليها مشرفون واعون، يأخذون بأيدي الشباب إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، أو توكل أمورهم إلى فئة منهم تكون أهلاً للقيام بالمسؤولية.

عن أبي سليمان مالك بن الحويرث (رضي الله عنه) قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببه متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أن اشتقنا أهلنا، وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقاً رحيماً فقال: "ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم، وصلوا كما رأيتموني أصلي، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم[78].

فقد تولى رسول صلى الله عليه وسلم الإشراف عليهم وتعليمهم فترة بقائهم عنده، وعندما أرادوا الرجوع إلى أهليهم رسم لهم منهجاً في دعوتهم وفي تنظيم جماعتهم.

ويشير ابن سيناء إلى تأثير الصبي بجماعته بقوله: " أن يكون مع الصبي صبية حسنة آدابهم، مرضية عاداتهم، لأن الصبي عن الصبي ألقن، وهو عند آخذ، وبه آنس"[79].

(و) الثقة بالشباب وتوليتهم بعض المسؤوليات:
إن الثقة بالشباب وتوليتهم بعض المسؤوليات مما يعينهم على الثقة بأنفسهم وقيامهم بمسؤولياتهم الاجتماعية على الوجه المطلوب. كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشاور شباب الصحابة، ويحترم آراءهم، ويوكل إليهم المسؤوليات المهمة في المجتمع.

ومن ذلك بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامه بن زيد. بن حارثة إلى الشام- وهو حينئذ شاب حديث السن- وانتدب كثيراً إلى الكبار من المهاجرين والأنصار في جيشه كان من أكبرهم عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به المرض، وجيش أسامه مخيم بالجرف[80].

واستبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في بعث أسامه بن زيد في وجعة فخرج عاصباً رأسه، حتى جلس على المنبر، وقد كان الناس قالوا في إمرة أسامة: "غلاماً حدثاً على جملة المهاجرين والأنصار" فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله. ثم قال: " أيها الناس، انفذوا بعث أسامه، فلعمري إن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله، و إنه لخليق للإمارة، وإن كان أبوه لخليقاً لها". ثم ثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم المرض، وأنفذ أبو بكر جيش أسامة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم[81].

ومن ذلك أيضاً إعطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في غزوة خيبر.

ومن ذلك إرساله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير إلى المدينة، ومعاذ بن جبل إلى اليمن. والأمثلة في ذلك كثيرة تفيد تحمل الشباب المسؤوليات العظيمة، وقيامهم بها أحسن قيام.

كما أن الخليفة الراشد أبو بكر (رضي الله عنه) يكلف زيد بن ثابت بجمع القرآن ويقول له: "إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، وكنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه"[82]. ويقول زيد بن ثابت (رضي الله عنه) معبراً عن ضخامة هذه المسؤولية: "فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرين به من جمع القرآن"[83]. ومع هذا كله فقط قام زيد بن ثابت (رضي الله عنه) بجمع القرآن على أكمل وجه.

فهذه مسؤوليات ضخمة تولاها الشباب وأحسنوا في ولايتها، فكيف بمن يبخل على الشباب بما دونها من المسؤوليات نظراً لعدم الثقة بهم، فيوليها من ليس أهلاً لها إما لكبر سنه أو مكانته الاجتماعية!!.

رابعاً: في الناحية النفسية
:
إن حظوظ الناس من الطبائع النفسية التي فُطروا عليها حظوظ متفاوتة،فالناس كما تتفاوت حظوظهم من الذكاء الفطري، وتتفاوت حظوظهم من الجسد قوة وضعفاً، وطولاً وقصراً، وصحةً وسقماً، ودون ذلك فإن حظوظهم من الطبائع النفسية والخلقية حظوظ متفاوتة. وإن من يتتبع أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم يجد ما يثبت هذا التفاوت النظري في الطباع الخُلُقية وغيرها. فقد روى الإمام أحمد[84]. عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: "إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى.. ألا وإن منهم البطئ الغضب سريع الفئ[85]، ومنهم سريع الغضب سريع الفئ، فتلك بتلك[86]ألا، وإن منهم سريع الغضب بطئ الفئ، ألا وخيرهم بطئ الغضب سريع الفئ، ألا وشرهم سريع الغضب بطئ الفئ".

ولا شك أن مرحلة الشباب تختلف في طبائعها النفسية عن غيرها من المراحل، فتحتاج مع هذا إلى حذق في التوجيه، وبصر بالعواقب، وحزم رفيق، وحسم رقيق، ومن المواقف في مراعاة الناحية النفسية ما يلي:
(أ) الثناء على الشباب:
لما للثناء من تأثير كبير على النفوس، وخاصة نفوس الشباب، كثيراً ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني على الشباب، وغالباً ما يربط هذا الثناء بتوجيه معين من الأمر والنهي أو من الترغيب والترهيب.
عن عبدالله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل" فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً[87].
وقال عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في غزوة خيبر "لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله، أو قال يحب الله ورسوله"[88].

(ب) العطف على الشباب:
عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب"[89]. ويتمثل العطف هنا بالضم، كما يضم الوالد الحنون ابنه عطفاً عليه.

وعن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: إنا لجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ طلع علينا مصعب بن عمير وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو فيه اليوم[90].

(ج) تقدير الشباب واحترام حقوقهم:
عن سهل بن سعد الساعدي[91]. (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره الأشياخ فقال للغلام: "أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟" فقال الغلام: لا والله يا رسول الله، لا أوثر من نصيبي منك أحداً[92].

وعن جابر بن عبدالله البجلي[93]. (رضي الله عنه) قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري، فقال: اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً[94].

وأنس بن مالك (رضي الله عنه) وهو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث يقول: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أف، ولا: لم صنعت؟ ولا ألا صنعت؟"[95].

(د) مراعاة نفسياتهم:
عن مالك بن الحويرث (رضي الله عنه) قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون،فأقمنا عند عشرين يوماً وليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رفيقاً. فلما ظن أن قد اشتهينا أهلنا- أو قد أسلفنا- سألنا عمن تركنا بعدنا. فأخبرناه، قال: "أرجعوا إلى أهليكم،فأقيموا فيهم وعلموهم، ومروهم"[96].
لم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب يبقون عنده مع ما في ذلك من النفع، مراعاة لنفسياتهم واشتياقهم لأهلهم، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بما يشرح الصدور، ويدخل على النفس السرور، ويقرب المؤمنين بعضهم من بعض، حيث أمر بطلاقة الوجه عند اللقاء والابتداء بالسلام، وبالكلمة الطيبة، ونهى صلى الله عليه وسلم عن كل ما يثير الأنفعال وبسوء الإنسان، نهى عن الغيبة والنميمة، والسب والفحش في القول والذم والتحقير. ومن جملة ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ما رواه البراء بن عازب (رضي الله عنه) قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع: بعيادة المريض واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم، ونهى عن الشرب في الفضة، ونهى عن تختم الذهب، وعن ركوب المياثر[97]. وعن لبس الحرير،والديباج والقسي[98]. والإستبرق[99].

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينصح مباشرة- في بعض الأحيان- مراعاة لنفسيات المدعوين، كما في حديث عائشة (رضي الله عنها) قالت: صنع النبيصلى الله عليه وسلم شيئاً فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب، فحمد الله ثم قال: "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه،فوالله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية"[100].

ومما يجدر الانتباه له أن الاحترام والتقدير واللين والعطف على الشباب لم يكن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع الأحوال، بل والغضب أحياناً في موضعه، كما غضب على أسامه بن زيد (رضي الله عنه) حين جاءه في شأن المخزومية التي سرقت فقال: "إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه، لو كانت فاطمة لقطعت يدها"[101].

خامساً: في العبادة
:
(أ) ضبط حماس الشباب:
على الدعاة ومن تهمهم رعاية الشباب أن ينظروا إلى حماس الشباب نظرة حكيمة ومستقبلية، وأن يأخذوا بأيديهم خوفاً عليهم من الفترة التي تتعدى بهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في قوله: "لكل عمل شره"[102]. ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فتراته إلى غير ذلك فقد هلك[103].

وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: "جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوا، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا، فأنا أصلي الليل أبداً وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له؛ لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"[104].

وذكر ابن حجر في الفتح[105]. أن الثلاثة المذكورين هم: علي بن أبي طالب، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وعثمان بن مظعون. (رضي الله عنه).

ومن ذلك أيضاً حديث ابن عمرو (رضي الله عنهما) قال: جمعت القرآن كله في ليلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أخشى أن يطول عليك الزمن وأن تمل فاقرأه في شهر" فقلت: دعني استمتع من قوتي وشبابي، قال: "فاقرأه في عشرة" قلت: دعني استمتع من قوتي، قال: "فاقرأه في سبع" قلت: دعني استمتع من قوتي وشبابي فأبى[106].

فلم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب كما يريدون مع أنهم في عبادة، وزيادة العبادة تقربهم من الله (سبحانه وتعالى) ولكن حماس الشباب دعاهم إلى تكليف أنفسهم ما لا يطيقون فوجههم الرسول صلى الله عليه وسلم لما فيه صلاحهم.

(ب) متابعة العبادة:
لما كان مستوى العبادة في مرحلة الشباب غير مستقر، فهو معرض للتغير والتبدل والنقص والزيادة، فإن هذا يتطلب مراقبة حكيمة عند الشباب حتى لا ينقطع الشاب عن عمل اعتاده لما فيه من المشقة عليه، فيهمل واجباً أو يترك سنة. ويؤدي به ذلك إلى الفتور الذي لا تحد عقباه.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر ابن عمرو من ترك قيام الليل. فيقول: "يا عبدالله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل"[107].

(ج) توجيه الشباب للعبادات المناسبة لهم:
من المفيد في هذه الناحية توجيه الشباب في مجال النوافل- أما الواجبات فلا خيار فيها- إلى ما يناسبهم من العبادات والتي تتناسب مع نموهم الجسمي والعقلي والنفسي، ووضعهم الاجتماعي، وما لديهم من استعدادات وقدرات قد يجهلونها هم بأنفسهم، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه شباب الصحابة.
فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام"[108].

وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل بقوله: "يا معاذ! والله إني لأحبك، والله أني أحبك" فقال: "أوصيك يا معاذ! لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك،وشكرك، وحسن عبادتك"[109]. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنه) قال: أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغى الأجر من الله، قال: "فهل من والديك أحد حي" قال: نعم، بل كان كلاهما، قال: "فتبغي الأجر من الله" قال: نعم، قال: "فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما[110].

وفي الوصية المذكورة لأبي هريرة قال ابن حجر[111]. ورد مثلها لأبي الدرداء فيما رواه مسلم، ولأبي ذر فيما رواه النسائي، واقتصر في الوصية للثلاثة المذكورين على الثلاثة المذكورة، لأن الصلاة والصيام أشرف العبادات البدنية، ولم يكن المذكورون من أصحاب الأموال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]  انظر: د. حامد عبدالسلام زهران، علم النفس الاجتماعي، ص111. 
[2]  سورة قريش: الآيتان 3، 4. 
[3]  سورة البقرة: الآية 155. 
[4]  سورة النحل: الآية 112 وانظر: د. إسحاق فرحان، مشكلات الشباب في ضوء الإسلام، الطبعة الرابعة (عمان، دار الفرقان، 1403هـ) ص23، 24. 
[5]  سورة فاطر: الآية 15. 
[6]  تفسير القرآن العظيم، 3/255. 
[7]  مختصر إغاثة اللفهان، اختصار عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين، ص28. 
[8]  سورة طه: الآيات 123- 126. 
[9]  انظر: د. عبدالعزيز النغيمشي، المراهقون، ص87. 
[10]  أخرجه البخاري من حديث ابن مسعود (رضي الله عنه)، الجامع الصحيح، كتاب النكاح، باب من لم يستطيع الباءة فليصم، 3/355، حديث 5066. 
[11]  المراد بالتبتل الانقطاع عن النكاح وما يتبعه من الملاذ إلى العبادة، (ابن حجر، فتح الباري، 9/118). 
[12]  سورة الروم: الآية (21). 
[13]  راجع الخصائص الجسمية ص 59 – 62. 
[14]  الفرسخ ثلاثة أميال أو سنة، سمي بذلك لأن صاحبه إذا مشى قعد واستراح من ذلك كأنه سكن. (ابن منظور، لسان العرب، 3/44، مادة: (فرسخ). 
[15]  انظر: ابن جماعة، تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم (بيروت، دار الكتب العلمية) ص80. 
[16]  (عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات) حاولنا ذلك ومارسناه واشتغلنا به أي عالجنا معايشنا وحظوظنا. والضيعات جمع ضيعة، وهي معاشر الرجل من مال أو حرفة أو صناعة. (صحيح مسلم بشرح النووي، 17/66). 
[17]  أخرجه مسلم، كتاب التوبة، باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة، وجواز ترك ذلك في بعض الأوقات والاشتغال بالدنيا، 4/2106. 
[18]  الجامع الصحيح، مطولاً، كتاب التهجد، باب ما يكره من التشدد في العبادة، 1/257، حديث 1150. 
[19]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب التوحيد، باب قول الله (تعالى): تعرج الملائكة والروح إليه)، 4/390، حديث 7433. 
[20]  أخرجه مسلم، كتاب الإيمان- باب كون الإيمان بالله (تعالى) أفضل الأعمال 1/89. 
[21]  المرجع السابق، باب كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده 1/90. 
[22]  اخرجه ابن ماجه، المقدمة، باب الوصاة بطلبة العلم، 1/90، 91 حديث 274 وقال الألباني في كتابه (صحيح سنن ابن ماجه) 1/47: (حسن) والحكم هو أحد رواة الحديث. 
[23]  انظر د. محمد جميل منصور، د. فاروق سيد عبدالسلام، النمو من الطفولة إلى المراهقة، الطبعة الثانية (جدة، تهامة، 1403هـ) ص530، 531. 
[24]  المرجع السابق، ص574. 
[25]  انظر: د. محمد جميل منصور، د. فاروق سيد عبدالسلام، النمو في الطفولة إلى المراهقة، ص534. 
[26]  انظر: د. عبدالعزيز النغيمشي، المراهقون، دراسة نفسية إسلامية، ص103. 
[27]  المرجع السابق. 
[28]  سورة النحل: الآية (125). 
[29]  سورة يوسف: الآية 108. 
[30]  تفسير القرآن العظيم، 2/497. 
[31]  انظر: في ظلال القرآن، الطبعة السادسة (بيروت، دار الشروق، 1398هـ). 4/2202. 
[32]  السيرة النبوية، 2/66. 
[33]  راجع صفة (31). 
[34]  أي من قبيلة أسلم المشهورة، بطن خزاعة، وهم بنو أسلم بن أقصى بن حارثة بن عمرو بن عامر. انظر: عمر رضا كحالة، معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، الطبعة الثالثة (بيروت، مؤسسة الرسالة، 1402هـ) 1/26. 
[35]  ينتضلون: يترامون، والتناضل: الترامي للسبق. (الجوهري، الصحاح، 5/1830، مادة: نضل). 
[36]  قال ابن حجر في الفتح (6/91): في حديث أبي هريرة في نحو هذه القصة عند ابن حبان والبزار "وأنا مع ابن الأدرع"..، واسم ابن الأدرع (محجن)، وقع ذلك من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي في هذا الحديث عند الطبراني، قال فيه: "وأنا مع محجن بن الأدرع". 
[37]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الجهاد، باب التحريض على الرمي، 2/332، حديث 2899. 
[38]  ضمر: المراد أن تغلف الخيل حتى تسمن وتقوى، ثم يقلل علفها بقدر الموت، وتدخل بيتاً وتغشى بالجلال حتى تحمى فتعرق، فإذا جف عرقها خف لحمها وقويت على الجري. فرس ضمر: دقيق الحاجبين. وتضمير الخيل أن تشد عليها سروجها، وتجلل بالأجلة حتى تعرق تحتها، فيذهب رهلها، ويشتد لحمها ويحمل عليها غلمان خفاف يجرونها ولا يعنفون بها. وإذا فعل ذلك بها أمن عليها البهر الشديد عند حضرها. ولم يقطعها الشد (انظر ابن منظور، لسان العرب، 4/491 مادة: (ضمر). 
[39]  الحفياء: مكان قرب المدينة بينه وبين المدينة خمسة أميال أو ستة (الحموي، معجم البلدان، 2/276). 
[40]  ثنية الوداع: عند المدينة سميت بذلك لأن الخارج من المدينة يمشي معه المودعون إليها. وهي مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة: (المرجع السابق ص68). 
[41]  أخرجه الإمام أحمد في "المسند" 2/11، والبخاري، الجامع الصحيح، كتاب الجهاد، باب السبق بين الخيل، 2/323 حديث 2868،ومسلم، كتاب الإمارة، باب المسابقة بين الخيل وتضميرها 3/1491. 
[42]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الصلاة، باب أصحاب الحراب في المسجد، 1/163،حديث 454. 
[43]  ليس في الحديث دليل على أن الحبشة شباب، ولكن لعبهم من ألعاب الشباب. 
[44]  أخرجه البخاري مطولاً، الجامع الصحيح، كتاب الصوم، باب حق الجسم في الصوم 2/51، 52 وحديث 1975م. 
[45]  المرجع السابق، كتاب التهجد، باب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه، 1/358 حديث 1153. 
[46]  أنظر: فتح الباري، 3/38. 
[47]  أنظر: فتح الباري، 3/38. 
[48]  أخرجه الإمام أحمد، المسند، 5/256. 
[49]  ذكره البخاري تعليقاً، الجامع الصحيح، كتاب الأحكام، باب ترجمة الحكام، وهل يجوز الترجمان واحد، 4/341، 342، حديث 7195. 
[50]  سنن أبي داود، كتاب العلم، باب رواية حديث أهل الكتاب، 4/60، وقال الألباني في كتابه (صحيح سنن أبي داود) 2/695، (حسن صحيح). 
[51]  أخرجه ابن ماجه، المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، 1/55 حديث 154: وقال الألباني في كتابه (صحيح سنن ابن ماجه) 1/31 صحيح. 
[52]  ذكر السخاوي أن هذا الحديث أخرجه البيهقي في المدخل من جهة يزيد بن معمر الراسي.. رواه الطبراني في الكبير بسند ضعيف عن أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ آخر. انتهى، وضعفه الألباني بلفظ: "حفظ الغلام الصغير كالنقش في الحجر، وحفظ الرجل بعد ما يكبر كالكتاب على الماء" (انظر المقاصد الحسنة للسخاوي ص 287 وضعيف الجامع للألباني 3/99. حديث رقم 2726. 
[53]  محمد نور سويد، منهج التربية النبوية للطفل، الطبعة الثانية، (الكويت، مكتبة المنار الإسلامية، 1408هـ) ص220. 
[54]  السخاوي، المقاصد الحسنة، ص287. 
[55]  راجع ص65. 
[56]  يفرضوا: أي يقدروا لهم رزقاً في ديوان الجند، وكانوا يفرقون بين المقاتلة وغيرهم في العطاء، وهو الرزاق الذي يجمع في بيت المال ويفرق على مستحقيه (حاشية صحيح مسلم 3/1490). 
[57]  أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب سن البلوغ، 3/1490. 
[58]  أخرجه مسلم، كتاب المساجد، ومواضع الصلاة، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، 1/413. 
[59]  أخرجه البخاري الجامع الصحيح، كتاب الدعوات، باب الدعاء عند الاستخارة، 4/168،حديث 6382. 
[60]  أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر،2/133، 134، وقال الألباني في كتابه (صحيح سنن أبي داود) 1/267: (صحيح). 
[61]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح كتاب الزكاة باب ما يذكر في الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم، 1/462 حديث 1491، والإمام أحمد في المسند) 2/409، والدارمي في سننه، كتاب الزكاة، باب من تحل له الصدقة، 1/386. 
[62]  راجع صفحتي 110-111. 
[63]  أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب السؤال عن أركان الإسلام، 1/41، 42. 
[64]  المرجع السابق، باب الإيمان الذي يدخل به الجنة، 1/43. 
[65]  أخرجه البخاري مطولاً. الجامع الصحيح، كتاب التهجد، باب فضل قيام الليل، 1/350 حديث 122 وردت كلمة (نعم) في حديثه رقم 1157 في باب "فضل من قام الليل فصلى" من نفس الكتاب. 
[66]  الجامع الصحيح، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، 4/93، حديث 6011. 
[67]  المرجع السابق، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، 4/94، - حديث 6018. 
[68]  سورة المائدة: الآية الثانية. 
[69]  أنظر: ابن هشام،السيرة النبوية 3/66. 
[70]  الإصابة 2/79. 
[71]  سورة الإسراء: الآية 23. 
[72]  سورة النساء: الآية 36. 
[73]  أخرجه مسلم. كتاب البر والصلة، باب بر الوالدين وأنهما أحق به، 4/1974. 
[74]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الذبائح والصيد، باب المسك 3/463، حديث 5534. 
[75]  أخرجه الترمذي في سننه كتاب الزهد، باب رقم 45، 4/589،وقال، (حسن غريب) وقال الألباني في كتابه (صحيح سنن الترمذي)، 2/280 (حسن). 
[76]  حديث: "مثل الجليس الصالح... ". 
[77]  أنظر: عبدالرؤوف المناوي، فيض القدير، شرح الجامع الصغير، الطبعة الأولى (مصر، مصطفى محمد، 1356هـ) 5/507. 
[78]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، 4/93، حديث 6008. 
[79]  عبدالله ناصح علوان: تربية الأولاد في الإسلام 1/155. الطبعة 8 نشر دار السلام. 
[80]  الجرف: ما أكل السبل من أسفل شق الوادي والنهر، وهو موضع على ثلاثة أميال من المدينة (الحموي، معجم البلدان، 2/128). 
[81]  انظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى، 2/190، 4/68. 
[82]  أخرجه البخاري مطولاً، الجامع الصحيح، كتاب التفسير، باب لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم، 3/240، حديث 4679. 
[83]  المرجع السابق. 
[84]  في المسند مطولاً، 3/19، 61، وأخرجه الترمذي في سنته واللفظ له، كتاب الفتن، باب ما جاء ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابهبما هو كائن إلى يوم القيامة، 4/483، حديث 2191، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). 
[85]  سريع الفئ: سريع الرجوع من الغضب، (تحفة الأخوذي، محمد بن عبدالرحمن المباركفوري، الطبعة الثانية، القاهرة، الفجالة الجديدة، 1385هـ 6/430). 
[86]  فتلك بتلك، أي إحدى الخصلتين مقابلة للأخرى، ولا يستحق المدح والذم، (المرجع السابق، ص431). 
[87]  أخرجه البخاري مطولاً، الجامع الصحيح، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عبدالله بن عمر بن الخطاب، 3/29، حديث 3739. 
[88]  أخرجه البخاري مطولاً، الجامع الصحيح، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب علي بن أبي طالب، 3/22، حديث 3702. 
[89]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر ابن عباس (رضي الله عنهما)، 3/33، حديث 3756 وابن ماجه واللفظ له، المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، 1/58، حديث 166. 
[90]  ابن الأثير، أسد الغابة 4/370، وذكره ابن حجر في الإصابة 3/421، وقال أخرجه الترمذي بسند فيه ضعيف. 
[91]  سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة.. الأنصاري الساعدي، من مشاهير الصحابة يقال: كان اسمه حزناً، فغير الرسول صلى الله عليه وسلم اسمه،مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة. مات بالمدينة سنة إحدى وتسعين، (انظر: ابن حجر، الإصابة، 2/88). 
[92]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الأشربة، باب هل يستأذن الرجل من عن يمينه، 4/19، حديث 5620. والغلام هو ابن عباس. 
[93]  جرير بن عبدالله بن جابر بن مالك.. البجلي، الصحابي الشهير، يكنى أبا عمرو، وقيل أبو عبدالله. كان جميلاً. قال عنه عمر: يوسف هذه الآمة، مات سنة إحدى وخسمين وقيل أربع وخمسين (انظر: ابن حجر، الإصابة، 1/232). 
[94]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر جرير بن عبدالله، 3/48، حديث 3822 ومسلم واللفظ له، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل جرير بن عبدالله، 4/1925. 
[95]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الأدب، باب حسن الخلق، 4/98، حديث 6038. 
[96]  أخرجه البخاري، كتاب الآذان، باب الآذان للمسافرين إذا كانوا جماعة والإقامة 1/212، حديث 631. 
[97]  المياثر: جمع ميثرة، وأصلها من الوثارة، أو الوثرة، قال أبو عبيد: (المباثر الحمر) كانت من مراكب العجم، من حرير أو ديباج، (الجوهري، الصحاح، 2/844، مادة (وثر) وأنظر ابن حجر في الفتح 10/293. 
[98]  القيسي: ثياب كانت تأتي من الشام أو من مصر، مضلعة فيها حرير، وفيها أمثال الأترنج (البخاري تعليقاً الجامع الصحيح، 4/63). 
[99]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الاستئذان،باب إفشاء السلام، 4/137، حديث 6235. 
[100]  المرجع السابق، كتاب الآداب، باب من لم يواجه الناس بالعتاب، 4/110، حديث 6101. 
[101]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر اسامه بن زيد، 3/28، حديث 3733. 
[102]  الشرة: هي النشاط والهمة،وشرة الشباب أوله وحدته. (المنذري، الترغيب والترهيب، الطبعة الثالثة (دار إحياء التراث العربي، 1388) 1/87. 
[103]  أخرجه الإمام أحمد، المسند، 2/188، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب، 1/87، وقال رواه ابن أبي عاصم وابن حبان، وقال الألباني في كتابه (صحيح الترغيب والترهيب)، 1/26: (صحيح). 
[104]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، 3/354، حديث 5063. 
[105]  فتح الباري، 9/104. 
[106]  أخرجه ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة باب في كم يستحب أن يقرأ القرآن، 1/428، حديث 1346، وقال الألباني في كتابه (صحيح سنن ابن ماجه) 1/225: (صحيح).. 
[107]  أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب التهجد، باب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه، 1/358، حديث 1152. 
[108]  المرجع السابق، كتاب الصوم، باب صوم أيام البيض، 2/54، حديث 1981ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى، 1/499، واللفظ للبخاري. 
[109]  أخرجه الإمام أحمد، المسند، 5/245، وأبو داود في كتاب الوتر، باب في الاستغفار، 2/181، وقال الألباني، في كتابه (صحيح سنن أبي داود) 1/284. (صحيح) وهذا لفظ أبي داود. 
[110]  أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة، باب بر الوالدين وأنهما أحق به، 4/1975. 
[111]  فتح الباري، 3/57، 58. 




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إلى الشباب
  • المنقود
  • الشباب: جيل جديد وهوايات جديدة
  • ليسوا سواء
  • الشباب والوقت
  • الجهود الدعوية في تحصين طالبات المرحلة الثانوية
  • مفاهيم دعوية
  • تعليقة في مسيرة بولص الدعوية
  • توظيف الطاقات البشرية في المشاركة الدعوية
  • التواصل الدعوي

مختارات من الشبكة

  • الحاجات الجسمية عند الطالبات المدعوات في المرحلة الثانوية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • من سبل نجاح الدعوة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحاجة لتطبيق معيار الكفاءة الشخصية في الأعمال الدعوية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحاجات النفسية عند طالبات المرحلة الثانوية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عشرات المسلمين الجدد بقريتين شمال غانا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الفلبين: حملة دعوية لتوزيع آلاف الكتب والمطويات الدعوية في "سيبو"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • غانا: جمعية الفرقان الخيرية الدعوية تطلق حملة دعوية غرب مدينة "هو Ho"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • قنوات دعوية: المعارض - مجالس الأمهات - الحملات الدعوية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخالطة الناس حسب الحاجة وترك الوحدة سفرا وحضرا إلا لحاجة سبب لطرد الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حاجات الرجل وحاجات المرأة(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب