العالم في أفق 2040 قراءة في دراسات استشرافية

هذه تغطية لهذه المحاضرة، أنقلها لتقريب اللقاء
نشرتها صحيفة العرب القطرية
الدوحة - محمد الشياظمي | 2014-01-23
قال الدكتور محمد بريش الخبير الاستراتيجي والباحث في علم المستقبليات إن هناك تحديات كبرى تواجه العالم مستقبلا على أكثر من صعيد، بالنظر إلى التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي ظل صعود قوى عالمية جديدة وانتهاء القيادة الوحيدة للعالم.
وأضاف الدكتور بريش خلال محاضرة نظمها منتدى العلاقات العربية والدولية ضمن ندوته الأسبوعية الثقافية بالحي الثقافي «كتارا» بعنوان: «دراسة استشرافية للعالم في أوفق 2040»، أن هناك دراسة أعدتها وزارة الدفاع الفرنسية تناولت موضوع التحولات التي ستطرأ على العالم من حيث الدول التي ستتصدر مشهد القوة والقيادة في أفق 2040، كشفت عن تغير مهول في المشهد العالمي، وبالتالي وجب العمل على مواكبة هذه التحولات التي لا تعترف بالمتخلفين عن الركب السياسي والاقتصادي.
وألقى المحاضر في ورقته الضوء على علم المستقبليات والذي اعتبره علم استشراف المستقبل للاستعداد له، وهذا العلم تهتم به أكثر شيء الدول القوية والجهات العسكرية والمقاولات ألعابرة للقارات، والدول التي تريد أن تحكم العالم، لأنها تخاف على المستقبل وأشد حرصا عليه، وبهذا العلم تحرص تلك الدول على تجهيز البدائل.
وقد حملت الدراسة بحسب المحاضر تنبوءات حول منحى القوة والذي سيحمل إلى قمته بعض الدول وسيزيح بعضها الآخر من مشهد السيادة والتصدر. حيث ركز التقرير على ثلاثة اتجاهات أولها نهاية الهيمنة الغربية وثانيها تسارع وتيرة العولمة وثالثها عدم استقرار وتقلبات على الساحة السياسية أشد وقعا. حيث سيأتي إلى الساحة مهيمنون آخرون. وأنه سيشهد أفول الولايات المتحدة أو على الأقل لن تبقى القوة المهيمنة الوحيدة على الساحة، وأن الحقبة القادمة (الزمن الذي تحدثت عنه الدراسة) سيشهد بزوغ قوى إقليمية جديدة وانزلاق في مركز القوة خارج العالم الغربي.
الجدير بالذكر أن التقرير صدر في شهر مارس 2012 يرى أن الثلاثين سنة القادمة ستكون حقبة من دون أميركا، ولهذا فإن أميركا اليوم تسعى إلى إدخال تحت مظلتها العديد من الدول حتى إذا انهارت ينهار معها الجميع. كما أشارت الدراسة إلى أن أميركا يمكن أن تحتفظ بقوتها الناعمة. أما أوروبا فستعيش تحولا تاريخيا قويا نظرا للركود الثقافي والشيخوخة البشرية وستظهر قوة جديدة وهي مجموعة «البريكس» والتي تضم في عضويتها روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند. خاصة الهند والصين ستظهران كقوتين تتصدران المشهد القيادي على الساحة الدولية.
ومن الدول التي من المرجح أن تكون على لائحة الدول القوية الصاعدة كل من تركيا وإفريقيا الجنوبية ومصر، ولذلك فإن بعض هذه الدول تعيش حاليا مشاكل وعراقيل حتى لا تتصدر المشهد القيادي القادم، ومنها مصر وتركيا.
وتعرض المحاضر بإيجاز إلى بعض من فصول التقرير حيث أشار إلى أن الفصل الرابع من التقرير اهتم بعملية التعليم والهجرة والديموغرافية لما تشكله هذه العوامل من قوة في بقاء الدول وعدم انقراضها وشيخوختها العلمية والبشرية. في حين ركز الفصل الخامس في التقرير على الموارد والبيئة كجزء مهم من العوامل الفاعلة في بناء القوة إلى جانب الصحة التي تعد مدخلا مهما من مداخل الاستراتيجية القوية إلى جانب التطورات التكنولوجية.
وختم الباحث مداخلته بمجموعة من الأسئلة والملاحظات التي طرحها التقرير ولخصها في أن أميركا لن تكون القوة الأولى في أفق 2040 وتوقعات حول بقاء أوروبا قوة وسط وهل ستتحرك إفريقيا باتجاه الصعود وآسيا وإشكالات القوة، وهل سيبقى الشرق الأوسط في توتر دائم، وهل ستصبح أميركا اللاتينية صوتا على الساحة، وهل ستنتقل الصين من الصف الرابع حاليا إلى الصف الأول؟ وأما اليابان فستشيخ بشكل كبير، وبالنسبة للهند فستنتقل إلى الصف الثالث اقتصاديا.
انتهى النقل.