• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي / حوارات وتحقيقات صحفية
علامة باركود

الوهابية ليست مذهبا جديدا، بل دعوة لتوحيد أهل السنة والجماعة

جريدة اليمامة

المصدر: جريدة اليمامة- العدد 1034- 5 جمادى الأولى 1409 هـ
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/8/2011 ميلادي - 6/9/1432 هجري

الزيارات: 34111

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوهابية ليست مذهبًا جديدًا

بل هي دعوة للتوحيد على مذهب أهل السنة والجماعة


المشاركون في مناقشة القضية:

1- الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.

2- الدكتور عبدالله عمر نصيف.

3- الشيخ صالح بن سعد اللحيدان.

4- الشيخ عبدالرحمن اللاحم.

5- الشيخ محمد ناصر العبودي.

6- الدكتور عبدالله بن إبراهيم الطريقي.

7- الدكتور سليمان التويجري.

8- الدكتور محمد بن عبدالله السكاكر.

9- الدكتور عبدالحليم عويس.

 

يروي الكاتب الإسلامي المعروف الدكتور عبدالحليم عويس أنه ذات مرة نهى رجلًا عن التمسح بعتبة الحسين، فأخذ هذا الرجل يحاور الدكتور عويس إلى أن عرف منه أنه يعمل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قال له على الفور: "الآن أدركت أن هذه الآراء أتتك من الوهابية!!".

 

هذه الواقعة وغيرها كثير من الشواهد المماثلة الأخرى في بلاد العرب والمسلمين، توضح لنا بجلاء لماذا نهض الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب أصلًا بدعوته السلفية في الجزيرة العربية، لمحاربة مختلف صنوف الشركيات والبدع والخرافات، كما تفسر لنا في كثير من الأحايين لمحاولة البعض إلصاق هذه الصفة بالمملكة في الخارج بهدف تشويه سمعتها وتشويه الدعوة السلفية نفسها، واعتبارها مذهبًا آخرًا لا يختلف عن العقيدة الإسلامية، ولكن الثابت حتى يومنا هذا أن أهل هذه البلاد قاطبة لا يلقبون أنفسهم بـ"الوهابية" ولا يرضون لأحد أن يطلق عليهم هذا اللفظ بل هم قوم سنيون عمومًا، حنابلة في الغالب ومعتقدهم جميعًا معتقد أهل السنة والجماعة.

 

وهذه اللفظة "وهابية" - على مرارتها - وبما انطوت عليه من اساءات وإهانات لهذه البلاد وأهلها هي التي حدت بولي الأمر في المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز إلى رفضها لأن معنى قبول لفظة "وهابية" في بلاد مهبط الوحي معناه وجود مذهب آخر يختلف عن العقيدة الإسلامية، بل ذهب - حفظه الله - إلى أبعد من ذلك عندما أعلنها صريحة من منبر المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الإعلام المنعقد في جدة غرة ربيع الأول من هذا العام "إذا أراد أحد أن يهين هذه البلاد وأهلها فإنه يطلق عليهم "وهابيين" وإذا أراد أحد أن يكيد لنا شيئًا لا يوجد فينا أو يهين كرامة إمام من أئمة المسلمين هو الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب فإنه يلصق بهذه الدولة اسم "وهابية" ولذلك أنا أقول ليس هناك شئ اسمه "وهابية" في هذه البلاد ولا نستحسن أبدًا أن ينعتنا أحد بـ"الوهابيين".

 

تجديد لأمر الدين وإعادة لبعث الدعوة:

في هذا السياق الموضوعي تتلمس القضية أبعاد الدعوة السلفية التي نهض بها الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وتحاول أن تنفي عنها لفظة "الوهابية" التي ألصقت بها لأغراض دنيئة، أقلها تشويه سمعة هذه الدولة، وإظهارها بالصورة غير اللائقة بها، مما يقلل من شأنها ومنطلقاتها في نظر الشعوب، الأمر الذي يعود ضرره على المسلمين وعلى دينهم بصورة عامة، كما تحاول القضية أيضًا أن تدافع عن "السلفية" تهمة "التشدد" التي انطبعت عنها لدي بعض الحاقدين والمتشككين والمرجفين، وتقترح القضية في النهاية عددًا من الأفكار والرؤى لبعض العلماء والمفكرين والأساتذة؛ لجلاء اللبس والغموض الذين اكتنفا مسيرة الدعوة السلفية.

 

وبدايةً؛ يتفق جميع من استطلعنا آراءهم من العلماء والمشائخ على أن هذا الاسم "الوهابية" - بغضِّ النظر عن المقاصد من وراء إطلاقه - يعني تلك الحركة الدعوية التي قام بها الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب في القرن الثاني عشر الهجري في الجزيرة العربية بدءً من منطقة نجد، وهذه الدعوة في حقيقتها تجديد لأمر دين الله - الإسلام - وإعادة لبعث الدعوة المحمدية في قلوب المسلمين التي ران عليها - بسبب تطاول الزمن - شوائب شركية وبدع خرافية وتقاليد ممقوتة جاهلية، فجاءت هذه الدعوة لتحيي في قلوب الناس جذوة الإيمان، وتطهرها من الشوائب والأدناس والأرجاس في جوانب العقيدة والشريعة.

 

الأمر الثاني الذي اتفق عليه جمهرة العلماء والمشائخ في هذه القضية: هو أن الوهابية ليست مذهبًا جديدًا وليست فرقة جديدة، ذلك أن من المعروف أن مصطلح "المذهب" أو "الفرقة" حسب د.عبدالله بن إبراهيم الطريقي عميد كلية الشريعة بالرياض بالنيابة لا يطلق إلا على الدعوة التي تأتي بشيء جديد، وهذه الدعوة متبعة لمن سبقها من السلف، وليست مبتدعة، فهي في الأصول متبعة للسلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة ونحوهم، وهي في الفروع متبعة لمذهب الإمام أحمد في الجملة؛ فأين الابتداع إذن؟ وأين الاجتهاد المطلق الذي ينشئ مذهبًا مستقلًّا؟

 

الأمر الثالث الذي أجمع عليه كل من الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله محمد آل الشيخ والشيخ عبدالرحمن اللاحم والشيخ صالح بن سعد اللحيدان والشيخ محمد ناصر العبودي، وكل من الدكتور سليمان التويجري ود. عبدالله عمر نصيف ود. محمد السكاكر: هو وقوف الإمام محمد بن سعود مع هذه الدعوة السلفية ناصرًا ومؤيدًا وحاميًا لها تجاه كل من أرادها بسوء، حتى رسخت أقدامها، وعرف الكثير من المسلمين في خارج هذه الجزيرة العربية بأنها دعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان بعيدًا عن البدع والتعصب المذهبي، سائرةً على النهج القويم، فلما رأى أعداؤها انتشارها وقبول المسلمين لها غاظهم ذلك؛ فقالوا عنها إنها "وهابية"، ينسبونها خطأً للإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - وإلا فالإمام محمد بن عبدالوهاب لم يدعُ إلى مذهب ولا إلى رأي مبتدع، وإنما دعا إلى الكتاب والسنة، فهي إذن دعوة سلفية تطبِّق كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا شك الإمام وتلاميذه والمنتفعون بهذه الدعوة لم يقولوا في يوم من الأيام إنهم "وهابيون"، وإنما يقولون إنهم "سلفيون" سائرون على نهج السلف الصالح.

 

والأمر الآخر الذي اتفق عليه جميع ضيوف هذه القضية من العلماء والمشائخ والأساتذة: هو أن من يطلق لفظ "الوهابية" على هذه الدولة السعودية قد يكون واحدًا من ثلاثة:

• إما جاهل لا يعرف ما وراء هذه التسمية، فهو يقلد غيره في الإطلاق بقصد التعريف والتمييز.

 

• وإما عارف قاصد أغراضًا سيئة، يريد التنفير عن مبادئ هذه الدولة الكريمة التي تدعو إليها، والمتمثلة بالدعوة إلى العقيدة الإسلامية الصافية وتحكيم شرع الله، ثم كذلك تشويه سمعة هذه الدولة.

 

• وإما منتفع بها؛ فإنه عندما قامت الحركة السلفية التي هدفها تجديد الدعوة إلى الإسلام الصافي النقي، وتجريده من شوائب البدع المحدثة التي قد تصل ببعض الناس إلى حدِّ الشرك، مثل دعاء الأموات ورجاء المعونة منهم، أو سؤالهم لدفع الضرر أو لجلب المنفعة، قام بعض المتمسكين بالخرافات أو الذين يقومون بخدمة القبور ومشاهد الأولياء بنعت هذه الدعوة بـ"السلفية" للحفاظ على هذه مكتسباتهم المادية؛ لأنهم لم يجدوا ما ينعتونها به غبر ذلك، ولأنهم لا يستطيعون أن يقولوا للناس الذين يريدون أن يخدعوهم بأن هذه الدعوة هي دعوة سلفية تجديدية؛ فنعتوها بـ"الوهابية" من أجل أن ينفروا الناس عنها، ومن أجل أن يصدُّونهم عن اتباعها.

 

وخلاصة الأمر كما بينه الشيخ صالح بن سعد اللحيدان: أن كل دعوة تظهر تخالف ما يعتقده الإنسان من معتقد فاسد، سواء كان حسيًّا كالتحجر أو القبور أو الأولياء أو النار ونحو ذلك، أو كان معنويًّا مثل التمذهب بالمذاهب والآراء والنظريات والأيدلوجيات، فإن هذا الإنسان وذاك يقومون بشتى وسائل الصدِّ والعداوة، ولننظر في ذلك دعوة الرسل - عليهم الصلاة والسلام - وأتباعهم من قديم الزمان وحديثه، ودعوة الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليست بدعًا، بل هي تسير على نحو ما سار عليه من قبله من العلماء والمصلحين، ومن هذا فإنها تلاقي حتى اليوم الردَّ والصدَّ والنقد، ولكن السؤال الذي يلحُّ الآن في الخاطر هو: كيف ومتى ولماذا نشأت هذه التسمية؟

 

النصارى والمتصوفة روَّجوا لـ"الوهابية":

يجيب د. عبدالله بن إبراهيم الطريقي أن هذه التسمية "الوهابية" نشأت عندما شاعت دعوة الشيخ وحركته في الآفاق، حيث وصلت الحجاز والأحساء واليمن والشام ومصر وتركيا، ونظرًا لأن الدعوة غريبة على كثير من المجتمعات الإسلامية التي ألفت كثيرًا من البدع والعادات غير المحمودة، ونظرًا لأن الدعوة أصبحت حركة قوية بالدعم السياسي السعودي، ولأن ذلك ما كان ليرضى عنه أرباب السياسة في الدولة العثمانية ومن تحت ولايتها ولا أصحاب الزعامات الدينية - لهذا كله فقد أطلق هذا الاسم على تلك الدعوة، تمييزًا لها عن غيرها من الدعوات الأخرى.

 

ويرجِّح الدكتور عبدالحليم عويس أن مصطلح "الوهابية" نشأ أصلًا نشأة غريبة غير إسلامية، حاول الترويج لها أعداء الإسلام من النصارى وولاة المتصوفة والباطنية، وكلهم حاول من خلال ترويج هذا المصطلح وضع حواجز بين المسلمين وبين أن يفهموا الدعوة السلفية فهمًا صحيحًا من مصادرها الأصلية، سواء من خلال الكتب التي كتبها الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب، أو من خلال رسائله ومحاوراته أو تلامذته الذين حملوا الراية من بعده، فكان يكفي أن كلمة "الوهابية" أو أن يقال هذا "وهابي" ليرفض جملةً وتفصيلًا، وفي هذا السياق يذكر الدكتور عبدالحليم عويس أن بعض الإخوان السلفيين الواعين بأسلوب الدعوة أعطوا لبعض الناس كتاب التوحيد للإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليقرؤوه، وأخفوا اسم الشيخ، ثم سألوهم عن رأيهم في الحقائق الواردة في الكتاب فأثنوا عليها وقالوا إنها تمثل عقيدة الإسلام الصحيح، فلماذ ذكروا لهم أن الكتاب للإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب عجبوا وأسقط في أيديهم، وبدأوا يغيرون أفكارهم.

 

ويؤيد ما ذكره د. الطريقي عن النشأة الخارجية لمصطلح "الوهابية" على أيدي العثمانيين ما ذكره الشيخ حمد الجاسر من أن "الوهابية" كلمة أحدثتها الدعاية السيئة حينما رأت السلطة العثمانية انتشار التجديد الاصطلاحي في جزيرة العرب بمؤازرة الغر الميامين من آل سعود، الذين امتد سلطانهم إلى مختلف الأقطار المحيطة بالجزيرة شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، وسلب سلطانهم النفوذ في تلك الأقطار، وخاصة الحرمين الشريفين.

 

ويرى معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف أن نشأة مسمى "الوهابية" يعود إلى أصحاب الأفكار المنحرفة الذين يسيرون وفق أهوائهم دون تبصر ودون علم، وقد بدأ هؤلاء في نشر الأفكار الخاطئة ومحاربة ومعاداة الحركة الإصلاحية للإمام محمد بن عبدالوهاب ومن هنا نشأت فكرة نعت هذه الحركة بأنها "وهابية" حتى ينطلي على الناس فكرة أنها مذهب إضافي أو أنها حركة خارجة فيما إذا تأملنا كل الكتب التي كتبها الإمام محمد بن عبدالوهاب نجد أنه لم يأت بأي جديد على الإطلاق وإنما طالب فقط بتنقية السلوك والمعاملات والعبادات من الأشياء التي طرأت عليها وحرفتها.

 

ويتفق في ذلك رأي الدكتور سليمان التويجري مع رأي د. نصيف إلا أنه يضيف أن هؤلاء الذين صادموا مصالح سياسية ومادية فوجدوا أن وجود هذه الدعوة يكتسح نشاطهم كما يكتسح وجودهم من حيث ما يطمحون إليه من الجاه والسلطان ورفعة المكانة في عدد من أقطار العالم فاتخذوا من اسم عبدالوهاب وصفًا لدعوة الإمام "الوهابية" ووجهوها وأشاعوا عنها في الأماكن البعيدة التي وجدت فيها بأنها فرقة خارجة وما فعلوا ذلك إلا للتمويه والضلال وإظهار هؤلاء الدعاة إلى الحق بأنهم خرجوا بأمر جديد يختلف عما كان عليه سلف هذه الأمة بينما ما يسمى بـ"الوهابية" ليس أمرًا جديدًا وليس فيها غموض أو رموز، إذن فالهدف الأساسي من إلصاق مسمى "الوهابية" هو إثارة البلبلة وأن تبقى الأمة متناحرة طوائف وشيعًا متفرقة.

 

من ينعت المملكة بـ"الوهابية" حاقد أو ملحد:

ومن هنا يتضح صحة ما قاله الشيخ عبدالرحمن اللاحم من أن من ينعت المملكة بـ"الوهابية" واحد من اثنين: إما إنسان يبغض العقيدة السلفية التي تحارب الخرافات والشعوذة وأكل أموال الناس بالباطل فهي تقطع عليه مصدر رزقه الذي أغراه به الشيطان، وإما أن يكون إنسانًا ملحدًا يدعو إلى الإلحاد والكفر ويحاول جاهدًا أن يلبس على من حوله هذه النعوت والأوصاف الباطلة حتى لا يسمعوا صوت الحق الذي يخرج من هذا البلد الطيب فهو يغري من حوله ويشحن صدورهم ببغض الوهابيين وأنهم شر من اليهود فيمنعهم ذلك من سماع صوت الحق والإنصات له وهذا شأن أئمة الضلال في كل مكان مع دعاة الإصلاح.

 

إن نعت المملكة بـ"الوهابية" حسب د. عبدالحليم عويس إنما يقصد به أصلًا الإساءة إلى المملكة والإساءة إلى الدعوة السلفية التي قام بها الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي لم يطلق عليه أصحابه هذا اللقب، بل إنه كما يقال بالتعبير الأصولي "مجتهد مقيد" فهو كان على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، كان متتلمذًا على فكر الإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزيةوالرجل تلميذ مخلص لمدرسة السلف الصالح في العقيدة والفقه وليس مبتدعًا مذهبًا جديدًا وأما استعمال الخصوم لهذا المصطلح "الوهابية" فالأهداف معلومة فهو نوع من الحرب على الدعوة السلفية نفسها كما يهدف أحيانًا إلى تشويه المملكة.

 

ولهذا يصبح واضحًا الآن هدف هذه الكتابات المغرضة والتي تنحصر أهدافها كما تبين ذلك الشيخ عبدالرحمن اللاحم في نقطتين:

الأولى: التنفير من دعاة الهدى والصلاح الذين تبعثهم المملكة لنشر الحق وتعليم المسلمين أمور دينهم في البلدان الإسلامية.

والثانية: محاولة الغض من المكانة العالية التي تتبوأها المملكة في نفوس المسلمين في العالم لمواقفها الحميدة وخدمتها الحرمين الشريفين.

 

ويشير الشيخ عبدالعزيز عبدالله محمد آل الشيخ إلى أن الهدف من إلصاق هذا الوصف "الوهابية" بالمملكة في الخارج هو لأن المملكة - ولله الفضل والمنة قائمة بتوجيه المسلمين ودعوتهم للخير وإمداد الجمعيات الإسلامية بكل ما يعينها على الدعوة إلى الله وتبصير المسلمين بالأخطار المحدقة بهم وتحذيرهم من مكائد أعدائهم والسعي في لم شمل الأمة الإسلامية لتقف صفًا معينًا أمام كل التحديات والمملكة العربية السعودية تستقبل كل عام في الديار المقدسة آلاف المسلمين الذين يأتون لحج بيت الله الحرام وزيارة مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمن واطمئنان فأعداء الإسلام يغيظهم ذلك ويحاولون أن يلصقوا بهذه البلاد التهم والأكاذيب ولكن يأبى الله إلا أن يظهر دينه ولو كره الكافرون.

 

ومن منظور د. نصيف فإن سبب إلصاق لفظ "الوهابية" بالمملكة هو نوع من الحسد والغيرة والرغبة في التشويش وأنه دائمًا ما تتعرض دعوات الحق لمغرضين لا سيما والمملكة راعية للتضامن الإسلامي وتقوم على خدمة الحرمين الشريفين كما تهتم بشئون المسلمين وقضاياهم ومن أجل ذلك فإن الغيرة التي تثير أعداء الإسلام من جراء ذلك كله تجعلهم يحاولون تفريغها من خلال مختلف حملات التشويش الإعلامية والتي يقع من ضمنها نعت المملكة بأنها "وهابية".

 

"لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب" كتاب مضلل:

وفي هذا السياق ينبه الدكتور محمد السكاكر الأذهان إلى نقطة جديرة بالاهتمام وهي أن معظم ما يكتب ويقرأ ويسمع خارج المملكة عن الإمام المصلح والمجدد الداعية الشيخ محمد بن عبدالوهاب يعتمد - في الغالب - على ما ذكر في كتاب "لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب" من معلومات غير صحيحة تناولت حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب كما اعتمد البعض الآخر في كتاباتهم عن الدعوة السلفية وعن دولة التوحيد في نجد، اعتمدوا على أقوال بعض المستشرقين الذين استمدوا مادة كتاباتهم من رواية "لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب" مثل أحمد أمين في كتابه "زعماء الإصلاح" فهو ينقل عن المستشرق "هوتسماء" وهذا المستشرق يقول بكل صراحة أنه نقلها عن كتاب "لمع الشهاب" بكل ما انطوى عليه من خبث وسء طوية لتضليل الرأي العام عن الدعوة السلفية، ولم يقتصر مؤلف الكتاب المجهول في أكاذيبه على نسب الإمام محمد بن عبدالوهاب وحياته الاجتماعية ورحلاته بل تعدى ذلك إلى أثارة الشبه والافتراءات على الشيخ وما يدعو الناس إليه ضمن افتراءاته قوله: (ومما أوجبه محمد بن عبدالوهاب على الناس عينًا الصلاة في جماعة، ولم ينقل هذا عن مذهب الإمام أحمد ولا غيره، ووما أفتى به تحريم التتن ووضع له حدًا في الشرع من ضرب قدر أربعين سوطًا أو أقل أو حلق لحيته أو سب حسب ما يقتضي رأي القاضي من أحد هذه الثلاث.. الخ).

 

هذا ولم ينقل عن الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - فتوى عن حكم شرب الدخان على التفصيل الذي ذكره المؤلف بل جاء ذكره في كلام الشيخ عرضًا حينما بلغه أن أناسًا يذكرون عنه أن يكفر بالذنوب فنفى - رحمه الله - ذلك وقال: (يذكر لنا من أعداء الإسلام من يذكر أننا نكفر بالذنوب مثل التتن وشرب الخمر والزنى وغير ذلك من كبائر الذنوب فنبرأ إلى الله من هذه المقالة).

 

ويقول الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ المهمش على كتاب "لمع الشهاب" في طبعته الثانية: "اجتهدت أن أقف على كلام لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب في التتن أو مما ماثله فلم يتيسر لي ذلك" ومنطقيًا كيف يضع الإمام محمد بن عبدالوهاب حدًا في الشرع حسب زعم المؤلف؟ وأيضًا كيف يعاقب على شرب التتن بحلق لحية شاربه؟ هذا ما تذكره العقول السليمة، فينهى عن فعل محدث، ويعاقب عليه بمعصية محرمة بنصوص شرعية ثابتة!! هذا بعيد كل البعد والذي يظهر أن هذا المؤلف لا يعرف عن هذه الأحكام شيئًا فلا يعقل ما يقول!! ولعل أبلغ وصف لكتاب "لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب" ما قاله الشيخ عبدالله بن خميس من أن الكتاب "مجموعة من التخيلات يفترض مؤلفه افتراضات، ويحاول أن يلبسها لباس الحقيقة والواقع ويتحدث عن تاريخ الأحداث في قلب جزيرة العرب فيضع لها تاريخًا من عنده.. ويأتي بقضايا يختلقها اختلاقًا يفيض فيها إفاضة العارف وما هو بعارف".

 

السلفية ليست دعوة متشددة:

وبعد كشفنا لهذه الافتراءات يقودنا هذا بالتالي لرد تهمة "التشدد" عن الدعوة السلفية والتي يجمع جميع من التقيناهم في هذه القضية من العلماء والمشائخ والأساتذة على رفضها، وفي تفصيل ذلك ما قاله د. عبدالحليم عويس: "إن دعوى البعض أن الدعوة السلفية دعوى متشددة دعوى مرفوضة، فالسلفية في العقيدة هي البعد عن التقعر والتأويل والتشبيه والتكسيد أي الرجوعه بالعقيدة إلى صفاء الفطرة بنفس الأسلوب الذي تنزلت به في القرآن الكريم.

 

ويضيف أن السلفية في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وليس شرطًا التقيد بهذا المذهب وآراء الإمام ابن تيمية في الطلاق هي أخف الآراء وآراء الحنابلة في قصر الصلاة وجمعها هي أخف الآراء وأسهلها ولكن إحقاقًا للحق يذكر د. عبدالحليم عويس أن بعض المحسوبين على السلفية قد يركزون على شعبة من شعب الإيمان التي هي بضع وسبعون شعبة ويجعلونها في مقام متقدم عن رتبتها،   ويجعلونها في مقام متقدم عن رتبتها ويعطونها حجمًا أكبر من حجمها، ويرفضون الآراء الأخرى رفضًا قاطعًا دون تقدير للظروف والأوضاع ويرى د. عويس أن من حق كل إنسان أن يعمل بما رآه حقًا وأن يدعو إليه، لكن ليس من حقه أن يلغي فقه الآخرين وفكرهم، ويجب دينًا وشرعًا أن نحسن الظن بالمسلمين جميعًا فالبراءة هي الأصل، والحب والوحدة والتعاون واجبات أوكد وأعلى رتبة من بعض شعب الإيمان التي يركز عليها بعض إخواننا على حساب غيرها من الشعب.

 

أما د. عبدالله الطريقي فيعتقد أنه إذا أريد بالتشديد: التمسك بالدين تمسكًا قويًا لا يقبل المساومة والمداهنة فذلك صحيح وتسميته تشددًا خطأ ظاهر، فالاعتصام بحبل الله مطلوب والثبات على المبدأ هدف نبيل، ومن يطالب بغير ذلك فهو لم يفقه دين الله على صورته الصحيحة، أما إن أريد بالتشديد: الزيادة في الدين والغلو فيه والقسوة في معاملة الآخرين والحكم على الناس بالتكفير والتضليل بدون بصيرة أو نظر، فذلك غير موجود في الدعوة السلفية والحمد لله، بل إنها قد سلكت مسلكًا وسطًا من فضل الله في كل تصرفاتها.. وهذا لا يمنع وجود أخطاء عند بعض الأفراد فذلك أمر طبيعي في الإنسان ولكن الذي يقصده د. الطريقي هنا هو "منهج الدعوة وأصولها" ذلك الذي يعنيه بأنه مستقيم على طريق المنهج المحمدي.

 

والتشدد من وجهة نظر الشيخ صالح بن سعد اللحيدان سمة يطلقها كثير من الناس على ما جعلوا حقيقته أو يطلقونه على كل أمر خير يقيد الشهوة الفرجية والفكرية وشهوة المال.. الخ؛ لأن الإنسان إذا لم يكن مقيدًا بحق فهو متقيد بباطل دون ريب، والباطل كما هو معروف يجر إلى الشهوات والشبهات ومن أجل ذلك ترى في كل العصور مناهضات للخير لأن الباطل يريد السير كيفما اتفق.

 

وينفي فضيلة خطيب الجامع الكبير بالرياض الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله محمد آل الشيخ عن أتباع الدعوة السلفية أي تشدد وتعصب ولكنه للكتاب والسنة على حد قول الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153] لكن أعداء الدعوة السلفية إذا رأوا الحق واضحًا يخالف ما عليه أهواءهم سموه تشددًا وتعصبًا وإلا فالناظر في طريقة الدعوة السلفية الصالحة يراها بعيدة عن التشدد والغلو.

 

ويؤكد الشيخ عبدالرحمن اللاحم أن سمة "التشدد" تهمة يلصقها أعداء الدعوة السلفية بدعاتها وهم براء منها لأن الدعوة إنما يحكم عليها بما يفعله علماؤها والمخططون لها لا بما يعمله الأتباع ممن لم يكتمل تأهلهم وإن وجد عند البعض شئ من الشدة فهو معذور بسبب المواجهة السيئة التي يقابل بها من يحمل الحق ويدعو إليه ويكلف نفسه من أجل هداية الناس إليه.

 

ويرى الشيخ محمد ناصر العبودي أن التشدد بمعنى محاربة البدع والخرافات ليس تشددًا وإنما هو قيام بالواجب بموجب القاعدة التي وردت في الحديث: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" أما إذا كان ذلك بمعنى يزيد عما ينبغي أن تكون عليه الدعوة الإسلامية فهذا تشدد ينبغي أن ينبه الشخص الذي يقوم به.

 

ومن جانبه ينفي الدكتور سالم التويجري ما يؤخذ على "السلفية" من سمة التشدد فالسلفيون من أسمح الناس إلا في الحق كما أن الشدة في الحق سمة محمودة ومطلوب من الإنسان الشدة فيه ولا مساومة في الحق وينبه د. نصيف الأذهان إلى التفريق بين الإفراط والتفريط، وأن أي إنسان يحاول أن يشتط بأمر الدين أو الدنيا يتجاوز الالتزام لابد أن يكون ملفتًا للأنظار ويعتقد د. نصيف أنه من الخطأ أن ننسب ذلك إلى أي مجموعة من الناس أو أية جهة كانت دون ترو ودون معرفة أو تثبت.

 

اقتراح بطبع مؤلفات الإمام محمد بن عبدالوهاب وتوزيعها:

وبعد هذا العرض لمسار الدعوة السلفية وسبرنا أغوار نشأتها والظروف المصاحبة لظهورها على يد الإمام محمد بن عبدالوهاب وما أثير في الخارج حول إطلاق مسمى "الوهابية" للإساءة لهذه البلاد وأهلها، وصفة التشدد التي يحاول البعض إلصاقها بهذه الدعوة الإصلاحية التجديدية لأهداف وغايات لا تخفى على اللبيب، نعرض فيما تبقى من هذه القضية إلى أهم ما اقترحه ضيوفنا الكرام من العلماء والمشائخ والأساتذة الكرام من حلول لإزالة اللبس لدي الجهال والمقلدين لهم ممن يطلقون مثل هذا الاسم "الوهابية" ولترك هذه التسمية والتعبير الصحيح عنها بالدعوة السلفية الإصلاحية.. وقد أمكننا حصر هذه المقترحات في النقاط التالية:

• طبع مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومؤلفات علماء الدعوة بكميات كبيرة وإخراج مناسب ومن ثم توزع على كافة المراكز الإسلامية في بلدان العالم على أن يتم ذلك عن طريق الإهداء أو البيع الرمزي، فمما لا شك فيه أن الكثير ممن يروجون الشبهات والاتهامات إلى هذه الدولة لا يعرفون حقيقة أيدلوجيتها وهذه الكتب من شأنها أن تكشف عن وجه الحقيقة.

 

• تكثيف الدعاة المؤهلين تأهيلًا جيدًا للقيام بمهمة الدعوة إلى العقيدة السلفية التي تقوم عليها هذه الدولة لينتشروا في ربوع العالم.

 

• أن تقوم وسائل إعلام هذه البلاد بالتركيز على شرح العقيدة الإسلامية وبيان خصائصها وأهدافها وأنها منطلق هذه الأمة.

 

• أن تكثف سفارات خادم الحرمين الشريفين في أي بلد من بلدان العالم نشاطها الثقافي والإسلامي لما في ذلك من أثر تصحيحي على كثير من الناس ممن توجد لديهم أشياء من الأغلوطات أو التوهمات.

 

• تكثيف المؤتمرات والدورات العلمية والثقافية في شتى دول العالم للتعريف بعقيدة الإسلام وبفكر الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله.

 

• مضاعفة المساعدات الكثيرة التي تقدمها الدولة السعودية لمصلحة المسلمين والدعوة الإسلامية لنصرة الحق وأهله وكوسيلة جيدة لتصحيح مفاهيم كثير ممن عندهم غشاوة أو أخطاء.

 

• الاستمرار في الدعوة الصحيحة التي تبين للناس أمور دينهم ودنياهم وذلك بحسن الخلق والحكمة والتحلي بالصبر لتبديد بعض الافتراءات المثارة.

 

• أن نبين للناس أن هذه الدعوة بعيدة عن كل ما يظن به الجاهلون وأنها تقوم على كتاب الله وسنة روسله المصطفى وأقوال سلف الأمة وأئمتها وهي بعيدة عن كل تعصب وجمود مذهبي.

 

• الإفادة من مواسم الحج في تكثيف الدعوة إلى بيان العقيدة في أماكن تجمعات الحجيج كالحرمين الشريفين وفي مساجد مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة جدة ومدن الحجاج في جميع أنحاء المملكة.

 

• إعادة دراسة كتاب "لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب" لما فيه من الكذب على الإمام الشيخ وتحقيقه تحقيقًا علميًا يعتمد على النقد المؤيد بالدليل الواضح وتفنيد اختلاقات مؤلفه والتنبيه على الغث فيه والتمييز فيه بين الصحيح والكذب حتى يتغير ما فيه من مفاهيم خاطئة والأولى بهذا العمل أساتذة وطلاب الدراسات العليا بأقسام العقيدة والتاريخ بجامعاتنا أو من هم في مستواهم من العارفين عن ماضي هذه البلاد.

 

• يجب أن يكون في جميع مساجد الممكلة أماكن للمرأة وحض النساء على ارتياد هذه المساجد فالمرأة التي تشاهد التليفزيون وتذهب إلى المدرسة ومحو الأمية والجامعة يجب أن يتاح لها أن تذهب إلى المسجد، لأن المسجد هو المدرسة الإيمانية الأولى، لأن غياب المرأة عن المسجد في المملكة - فيما عدا ليالي رمضان- يفسره بعض أعداء السلفية على أنه موقف سلفي ضد المرأة يحرمها من بعض حقوقها المنصوص عليها في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله".

 

لا يوجد شيء اسمه وهابية:

وأخيرًا لا نعتقد بأننا في حاجة للتأكيد مجددًا أنه لا يوجد شيء اسمه: "الوهابية" لأنه لا تقديس للأشخاص في الإسلام والإمام محمد بن عبدالوهاب والإمام ابن تيمية والأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة المذاهب المندثرة كلهم مجتهدون يؤخذ من كلامهم ويترك وقد يخطئون وقد يصيبون وكلهم لا يحيد عن الكتاب والسنة قيد أنملة وكما ذكر د. عبدالحليم عويس فنحن مستعدون لمخالفة الإمام محمد بن عبدالوهاب إذا تبين لنا بالأدلة أنه مخطئ في أية قضية من القضايا وهو على دعوة السلف والرجل تلميذ مخلص لمدرسة السلف الصالح في العقيدة والفقه وليس مبتدعًا مذهبًا جديدًا أما وقد يجوز أن نقول: الدعوة الوهابية تجوزًا، كما ينسب كل أتباع مذهب للمذهب، فيقال عن أتباع الفقه الشافعي أنهم شافعية، والحنبلي أنهم حنابلة، ولكن بما أن الرجل ليس مجتهدًا مطلقًا، وليس صاحب مذهب ولم يدع لنفسه ذلك، فمن الأولى ترك التمسية والتعبير الصحيح هو الدعوة السلفية الإصلاحية.

 

وخلاصة القول: أن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ليست دعوة مذهبية بل هي دعوة إلى التوحيد على مذهب أهل السنة والجماعة فليست مذهبًا مستقلًا له آراء واجتهادات في (الدين العقدي) بل هي دعوة إلى التوحيد الحق على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته والتابعون بإحسان، أما ما يتعلق بالأحكام الشرعية فإن الإمام الشيخ سار في هذا على طريقة الإمامين: ابن تيمية وابن قيم الجوزية كما هو مبين في رسائله ومختصراته فهو على هذا حنبلي المذهب لكنه يعمل بالدليل إذا بان له الحق.

 

وبعد، هل نحن وهابيون؟

بالطبع فإن الإجابة بـ "لا" وأن الأمر كما أوضحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يعني - في حالة قبولنا به - أن لنا مذهبًا خاصًا آخر وهذا غير صحيح! أو كما قال - حفظه الله - ليس هناك شيء اسمه "وهابية" في هذه البلاد، وأننا لا نستحسن أبدًا أن ينعتنا أحد بـ"الوهابيين".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مقدمة نقض الدعاوى الكيدية

مختارات من الشبكة

  • الوهابية ليست فرقة ولا جماعة ولا مذهبا جديدا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مؤتمر الوهابية والسلفية اليوم الثاني الجلسة الثانية(مادة مرئية - موقع د. محمد بريش)
  • الوهابية تحت المجهر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • نظرات في كتاب كشف الارتياب (3)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التعريف بكتب فقهية في المذاهب الفقهية الأربعة [كل كتاب منها أصل في مذهبه] (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الديباج المذهب في معرفة علماء أعيان المذهب (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة المجموع المذهب في قواعد المذهب (النسخة 5)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة المجموع المذهب في قواعد المذهب (النسخة 4)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الديباج المذهب في معرفة علماء أعيان المذهب (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الديباج المذهب في معرفة علماء أعيان المذهب(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب