• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إزالة الأذى والسموم من الجسوم في الطب النبوي
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    نهاية العام.. سنن وبدع
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    حديث: كان الإيلاء الجاهلية السنة والسنتين
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة المحرم وعاشوراء
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    ظاهرة تأخر الزواج (2)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    الغيبة والنميمة طباع لئيمة (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فقه يوم عاشوراء (باللغة الإنجليزية)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    نطق الشهادة عند الموت سعادة (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خصائص الجمع الأول للقرآن ومزاياه
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    التعرض لحرارة الشمس في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    عاشوراء (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الاغتسال المتكرر حماية للجسم من الأمراض
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    عاشوراء شكر وعبادة.. لا مآتم وبدع
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب
علامة باركود

علاج الشح والبخل (خطبة)

علاج الشح والبخل (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/10/2022 ميلادي - 24/3/1444 هجري

الزيارات: 17081

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عِلاجُ الشُّحِّ والبُخْل


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد: سَبَقَ الحديثُ عن مظاهِرِ وأسبابِ الشُّحِّ والبُخْل، وآثارِه السَّيِّئَةِ على الفردِ والمُجتَمَع، وفي هذه العُجالةِ سيكونُ الحديثُ عن علاج الشُّحِّ والبُخْل، وكَيْفِيَّةِ الوِقايةِ منه، فمن ذلك:

1- القَناعَةُ: فمن أهمِّ سُبُلِ تحصيل القناعة؛ تقويةُ الإيمانِ بالله سبحانه، وترويضُ القلبِ على القناعة والغِنَى؛ فمَنْ كان غَنِيَّ القلب نَعِمَ بالسعادة، وتحلَّى بالرِّضا - وإنْ كان لا يَجِدُ قُوتَ يومه. ومَنْ كان فقيرَ القلب؛ فإنه لو مَلَكَ الأرضَ ومَنْ عليها - إلاَّ درهماً واحداً - لرأى غِناه في ذلك الدِّرهم؛ فلا يزال فقيراً حتى يناله.

 

والقانِعُ هو المُفْلِحُ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ» رواه مسلم. وقال أيضاً: «طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا، وَقَنِعَ» صحيح – رواه الترمذي. قال ابنُ تيميةَ رحمه الله: (يَنْبَغِي لِلإِنْسَانِ أَنْ يَأْخُذَ المَالَ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ، لِيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ. وَلَا يَأْخُذُهُ بِإِشْرَافِ وَهَلَعٍ؛ بَلْ يَكُونُ المَالُ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ الخَلَاءِ الَّذِي يَحْتَاجُ إلَيْهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ لَهُ فِي القَلْبِ مَكَانَةٌ، وَالسَّعْيُ فِيهِ إذَا سَعَى كَإِصْلَاحِ الخَلَاءِ).

 

2- التَّفَكُّرُ في مَقاصِدِ المَال: وأنَّ الإنسانَ مسؤولٌ عن ماله؛ من أين اكتسبه؟ فيم أنفقه؟ وأن لا يُحْفَظُ منه للدنيا إلاَّ بقدر حاجته، والباقي يَدَّخِرُه لنفسه في الآخرة؛ بأنْ يَحْصُلُ له ثوابُ بذله. وأنْ يكونَ مالُه في يده لا في قلبه؛ بحيث لو ضاعَ أو سُرِقَ أو أقْرَضَه لم يحزن. عَنْ أَبِي الهَيَّاجِ الأَسَدِيِّ رحمه الله قَالَ: (كُنْتُ أَطُوفُ بِالبَيْتِ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ قِنِي شُحَّ نَفْسِي". لَا يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: "إِنِّي إِذَا وُقِيتُ شُحَّ نَفْسِي؛ لَمْ أَسْرِقْ، وَلَمْ أَزْنِ، وَلَمْ أَفْعَلْ". وَإِذَا الرَّجُلُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه).

 

3- الحَذَرُ مِن اكْتِنَازِ الأَمْوَال: والإسلامُ مَنَعَ من اكتنازَ الأموال وتجمِيدَها؛ لأنَّه يؤدِّي إلى إفسادِ التَّوازنِ الاقتصادي، ويُفْسِدُ معه التَّوازنَ الاجتماعي، ويَجُرُّ إلى مُحرَّماتٍ ومَحْظورات، وقد ورد تحريمُ اكتنازِ الأموال في القرآنِ والسُّنة؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ولاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 34، 35]. فهذا وعيدٌ شديدٌ للكانِزِين.

 

وكَنْزُ الأموالِ والإِمْسَاكُ بها؛ مُتوَعَّدٌ عليه أيضًا بقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 180]. قال ابنُ كثيرٍ رحمه الله: (لَا يَحْسَبَنَّ البَخِيلُ أَنَّ جَمْعَهُ المَالَ يَنْفَعُهُ، بَلْ هُوَ مَضَرَّةٌ عَلَيْهِ فِي دِينِهِ، وَرُبَّمَا كَانَ فِي دُنْيَاهُ. ثُمَّ أَخْبَرَ بِمَآلِ أَمْرِ مَالِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَقَالَ: ﴿ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ ﴾).

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لاَ يُؤَدِّي زَكَاتَهُ؛ إِلاَّ أُحْمِيَ عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُجْعَلُ صَفَائِحَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبَاهُ وَجَبِينُهُ، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ؛ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ) رواه مسلم. قال النوويُّ رحمه الله: (اختَلَفَ السَّلفُ في المراد بالكَنْزِ المذكورِ في القرآن والحديث؛ فقال أكثرُهم: "هو كلُّ مالٍ وجَبَتْ فيه الزكاةُ، فلم تُؤَدَّ"، فأمَّا مالٌ أُخْرِجَت زكاتُه؛ فليس بِكَنْزٍ).

 

4- التَّشْجِيعُ والتَّحْفِيزُ عَلَى بَذْلِ المَال: فتُفْتَحُ مجالاتٌ ومَيادِينُ يُمارِسُ فيها الأشِحَّاءُ والبُخَلاءُ صنوفَ البِرِّ والمعروف؛ كالتَّبرعاتِ الماديةِ أو المعنوية، أو النَّفْع العام بجاهٍ أو كلمة. والإكثارُ من ترغيبِهم وتشجيعِهم وتحفيزِهم – ولا سيما إذا فَعَلَ أحدُهم بِرًّا أو معروفًا، أو قام بعملٍ فيه نفعٌ للناس - فيُثنى عليه، ويُدعَا له، ويُمدح بما هو أهلُه، ويُعلن في الناس عملُه؛ تحفيزًا لغيره، ووَفَاءً بِحَقِّه.

 

5- اتِّبَاعُ الهَدْيِ النَّبَوِيِّ فِي شُكْرِ النِّعَم: وكيف كان صلى الله عليه وسلم أحرصَ الخَلْقِ على إنفاقِ هذه النِّعمةِ وتوظيفِها في مَرضاةِ اللهِ تعالى، ونَفْعِ العبادِ بما هو مُسْتَطاع؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ» رواه البخاري.

 

وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: «مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا قَطُّ؛ فَقَالَ: لاَ» رواه مسلم. وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ يَدَّخِرُ شَيْئًا لِغَدٍ» صحيح - رواه الترمذي. فمَنْ قَنِعَ بِرِزْقِه شَكَرَ اللهَ عليه، ومَنْ تقالَّهُ قَصَّر في الشُّكر، وربما جَزِعَ وتَسَخَّطَ؛ ولذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُنْ قَنِعًا؛ تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ» صحيح – رواه ابن ماجه.

 

6- التَّأَمُّلُ في سِيرَةِ الأَجْوادِ، والاقْتِدَاءُ بِهِمْ: فقد جادوا بأنْفُسِهِم في سبيل الله وأنفقوا أموالهم ابتغاء مرضاة الله تعالى، وفي طليعة هؤلاء الصحابةُ رضي اللهُ عنهم، الذين أثنى اللهُ تعالى عليهم فقال: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].

 

ومن هؤلاء الأجواد: قيسُ بنُ سعدِ بنِ عُبادةَ رضي الله عنه؛ قال الذهبي رحمه الله: (وَجُوْدُ قَيْسٍ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ). (وكَانَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ عِيَالاً عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ؛ ثُلُثٌ يُقْرِضُهُمْ مَالَهُ، وَثُلُثٌ يَقْضِي دَيْنَهُمْ، وَيَصِلُ ثُلثًا). (وكَانَ أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ يَتَصَدَّقُ بِثِيَابِهِ؛ حَتَّى يَجْلِسَ عُرْيَانًا، لاَ يَجِدُ مَا يَرُوْحُ فِيْهِ إِلَى الجُمُعَةِ). وكَانَ اللَّيْثُ يَسْتَغِلُّ عِشْرِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ، وَيقول: (مَا وَجَبَتْ عَلَيَّ زَكَاةٌ قَطُّ)، وكان يُعْطِي العُلَماءَ بالآلاف، وكان يَقْضِي الدُّيون.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله...

أيها المسلمون.. ومِمَّا يُعالَجُ به الشُّحُّ والبُخْل:

7- الاتِّعَاظُ بِأَحْوَالِ البُخَلاءِ: ونفرة الطَّبْعِ عنهم؛ فإنه ما مِنْ بخيلٍ إلاَّ ويَسْتَقْبِحُ البخلَ من غيرِه، ويُسْتَثْقَلُ كلُّ بخيلٍ من أصحابِه، وإذا عَلِمَ أنه مُسْتَثْقَلٌ ومُسْتَقْذَرٌ في قلوب الناس؛ اسْتَقْبَحَ أنْ يكون منهم. قال ابنُ الجوزيِّ رحمه الله: (ورأيتُ بعضَ أشياخِنا، وقد بلغ الثمانين، وليس له أهلٌ ولا ولد، وقد مَرِضَ فألقى نفسَه عند بعضِ أصدقائه، يَتَكَلَّفُ له ذلك الرَّجلُ ما يشتهيه وما يشفيه، فماتَ، فخَلَّفَ أموالًا عظيمةً! وكان يَصْحَبُنا "أبو طالبٍ بنُ المؤيد الصوفي"، وكان يجمع المالَ، فسُرِقَ منه نحوَ مائةِ دينارٍ، فتَلَهَّفَ عليها، وكان ذلك سَبَبَ هلاكِه). فالوقوف على عواقِبِ البُخَلاء؛ يَحْمِلُ العقلاءَ على تجَنُّبِ ما يُؤدِّي إلى هذه العواقب.

 

8- التَّفَكُّرُ في الآثارِ والأخْبَارِ الوَارِدَةِ فِي مَدْحِ السَّخَاء: وما وَعَدَ اللهُ به الأسخياءَ من التوفيقِ والتيسيرِ في الدنيا، وكشفِ الكُرُبات، وخُلْفِ النَّفَقات، وتكفيرِ السَّيِّئات. وأنَّ الإحسانَ إلى الخَلْقِ ونفعَهم يجعل الإنسانَ أشرحَ الناس صدرًا، وأطيبَهم نفْسًا، وأنعمَهم قلبًا. وهكذا الأخبار الواردة في ذَمِّ البُخْل، وما توعَّدَ اللهُ به على البخل من العقاب العظيم؛ فإنَّ هذا مِمَّا يخوِّف النفوس، ويُحرِّكها من داخلها.

 

9- التَّعَوُّذُ باللهِ تعالى مِنَ الشُّحِّ والبُخْل: عن أنسٍ رضي الله عنه قال: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» رواه البخاري. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شَرُّ مَا فِي الرَّجُلٍ شُحٌّ هَالِعٌ [أي: مُحْزِنٌ، والهَلَعُ أشَدُّ الجَزَع]، وَجُبْنٌ خَالِعٌ [أي: أنَّ قلبَه يَكادُ يَنْخَلِعُ من مكانِه من شِدَّةِ الخوف]» صحيح – رواه أحمد وأبو داود. وقال أيضًا: «حَسْبُ الرَّجُلِ [أي: كافِيهِ مِنَ الشَّرِّ] أَنْ يَكُونَ فَاحِشًا، بَذِيًّا، بَخِيلاً، جَبَانًا» صحيح – رواه أحمد.

 

فاستعاذَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من البُخْلِ والجُبْنِ؛ لِمَا فيهما منه التَّقْصيرِ عن أداءِ الواجبات، والقيامِ بحقوقِ الله. وبالسلامةِ من البُخْلِ يُؤَدِّي المرءُ الحقوقَ الواجبة، ويَنْبَعِثُ للإنفاقِ والجُود، ومكارمِ الأخلاق، ويَتْرُك الطَّمَعَ. قال ابنُ القيَّمِ رحمه الله: (الإحْسَانُ المُتَوَقَّعُ من العَبْد: إمَّا بِمَالِه، وإمَّا بِبَدَنِهِ. فالبخيلُ: مَانِعٌ لِنَفْعِ مَالِه. والجَبَانُ: مَانِعٌ لِنَفْعِ بَدَنِه).

 

ولمَّا كان صلاحُ بني آدمَ - في دِينِهم ودُنياهم - لا يتمُّ إلاَّ بالشَّجاعةِ والكَرَم، بيَّنَ اللهُ تعالى أنَّ مَنْ تَوَلَّى عن الجهاد بنفسِه أو مالِه؛ أبْدَلَ اللهُ به مَنْ يقومُ بذلك، فقال: ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عموم الرضا بالزمان والمكان واللون والجنس والنسب والزوج والولد والرزق وسائر أحوال الدنيا (خطبة)
  • الشح والبخل: مظاهره وأسبابه (خطبة)
  • وأي داء أدوأ من البخل؟
  • اتقوا الشح (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • العلاج الديني لعلاج الأمراض وتفريج الكربات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإصابة بالعين: ثبوتها، أدلتها، آثارها، علاجها، المبالغة في الخوف منها، وأسبابه وعلاجه(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الإصابة بالعين: ثبوتها، أدلتها، آثارها، علاجها، المبالغة في الخوف منها، وأسبابه وعلاجه(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • علاج التأخر اللغوي لدى الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية باستخدام بعض فنيات العلاج السلوكي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • العلاج الجيني ونقل الخلايا الجسدية لأغراض الوقاية والعلاج(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • كيف فهم العلماء نصوص الطب النبوي؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أمراض القلوب وعلاجها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الانهزام النفسي: أسبابه وعلاجه (2)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أحكام قرارات العلاجات المساندة للحياة لطارق طلال محسن عنقاوي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تعافيت من الشذوذ وارتبطت بفتاة متبلدة المشاعر(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/1/1447هـ - الساعة: 15:53
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب