• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلاقات الدولية ومنهجنا التعليمية
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    قراءات اقتصادية (65) رأس المال في القرن الحادي ...
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    التعامل مع شهوة المريض للطعام والشراب
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    وفد النصارى.. وصدق المحبة..
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    خطبة (النسك وواجباته)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    سطور منسية.. من يكتب تاريخ الأسر وكيف يخلد؟ ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الاستشراق ووسائل صناعة الكراهية: صهينة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الرؤى والأحلام (1) أنواع الناس في الرؤى
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    قراءات اقتصادية (64) الاقتصاد المؤسسي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    التقادم في القضايا المدنية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    قصة التوكل والمتوكلين (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تنافس الصحابة - رضي الله عنهم - في حفظ القرآن
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أساليب الصليبية للغزو الفكري ومناهجنا التعليمية
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    أوقات النهي عن الصلاة (درس 1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    قاعدة للحياة الطيبة (ادفع بالتي هي أحسن)
    الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب
علامة باركود

التحذير من الخيانة (خطبة)

التحذير من الخيانة (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/3/2020 ميلادي - 27/7/1441 هجري

الزيارات: 66836

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التحذير من الخيانة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:

تضافرت النصوصُ الشرعية في التحذير من الخيانة، وقد تكرَّر لفظُ الخيانة ومشتقاتها في القرآن الكريم في أكثر من ثلاثين مرة[1]، منها قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]، قال ابن كثير - رحمه الله -: (الخيانة تَعُمُّ الذنوبَ الصِّغارَ والكِبار اللاَّزِمة والمُتعدِّية)، فالله تعالى يُحذِّرنا من خيانته، وخيانة رسوله صلى الله عليه وسلم، وخيانات الأمانات عموماً.

 

وأيضاً حذَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الخيانة بقوله: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ» رواه البخاري.

 

والخيانة جريمةٌ كبيرة، وعقوبتها شديدة، وكُلُّ مَنْ أُسْنِدَ إليه أمرٌ من أمور المسلمين، ولم يقم به، ولم يُؤدِّه على الوجه المطلوب - مع قُدرتِه - فهو خائنٌ غادر؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ» رواه مسلم.

 

قال الذهبي - رحمه الله -: (الخيانة قَبِيحةٌ في كلِّ شيءٍ، وبعضها شرٌّ من بعض، وليس مَنْ خانك في فَلْسٍ كمَنْ خانك في أهلك ومالِك، وارتكب العظائِم)[2].

 

فالخيانة تكون في أمانات الناس، وما افترضه اللهُ تعالى على عباده وائتمنهم عليه، وما أمَرَ به رسولُه صلى الله عليه وسلم من واجبات، فمَنْ ضَيَّعَ شيئاً مما أمَرَ اللهُ تعالى به، ورسولُه صلى الله عليه وسلم، أو ارتكب شيئاً مما نهى الله سبحانه عنه، ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ فلا يكون عَدْلاً؛ وقد لَزِمَه اسم الخيانة، وهو اللائق به[3].

 

وأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة، وحذَّر من الخيانة بقوله: «أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ» صحيح - رواه أبو داود والترمذي. فلا تُقابَل خيانةُ مَنْ خانَ بخيانةٍ مِثْلِها، فالخيانة لا تُباح فيها العقوبةُ بالمِثل[4].

 

والمؤمن مَفطورٌ على الأمانة وسلامةِ الخُلُق؛ إذْ لا تجتمع فيه صِفَتا الخيانةِ والأمانةِ جميعاً؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَجْتَمِعُ الإِيمَانُ وَالْكُفْرُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ، وَلاَ يَجْتَمِعُ الصِّدْقُ وَالْكَذِبُ جَمِيعًا، وَلاَ تَجْتَمِعُ الْخِيَانَةُ وَالأَمَانَةُ جَمِيعًا» حسن - رواه أحمد في "المسند".

 

عباد الله.. إنَّ الخيانة سبيلُ كلِّ شرٍّ، وداءٌ وبِيلٌ إذا استشرتْ كان ذلك سبباً في انحلال أمْرِ المسلمين؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم - في شأن رفع الأمانة والإيمان، ونزعهما من قلوب الرجال، وانهيار فضيلة الأمانة في آخر الزمان: «... فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ، فَيُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ. وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ» رواه البخاري ومسلم.

 

والخائن تُردُّ شهادتُه ولا تُقبل؛ تعزيراً له، وتنفيراً للناس من هذا الخُلُق البغيض؛ لحديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: «رَدَّ شَهَادَةَ الْخَائِنِ وَالْخَائِنَةِ» حسن - رواه أبو داود. وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجُوزُ[5] شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلاَ خَائِنَةٍ» حسن - رواه أبو داود وابن ماجه. وهذه العقوبة في الدنيا، لا تَرفَعُ عقوبةَ الخائنِ عند الله تعالى في الآخرة.

 

وحذَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الخيانة، وتوعَّد صاحِبَها بالنار؛ كما في قوله: «أَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ - وذَكَرَ منهم: الْخَائِنُ الَّذِي لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ - وَإِنْ دَقَّ - إِلاَّ خَانَهُ، وَرَجُلٌ لاَ يُصْبِحُ وَلاَ يُمْسِي إِلاَّ وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ» رواه مسلم.

 

ومن صفات المؤمنين المُفلحين رعايتُهم للأمانة، وبالمُقابل؛ فإنَّ صفة الخيانة مُلازِمةٌ للمشركين والمنافقين، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً * لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 72، 73]. فالمؤمنون والمؤمنات هم الذين قاموا بالأمانة ورَعَوها، وأما المنافقون والمنافقات والمشركون والمشركات؛ فقد أظهروا الأمانةَ كذِباً وزوراً، وهم خونة[6]. فَسِمَةُ الخيانة وصْفٌ لهم؛ لكونهم يخونون الأمانات، ويُخادعون الناس في أموالهم، وينتقضون عهودَهم وأعراضهم، قال الله تعالى - عن الكفار: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38]؛ وقال سبحانه - في المنافقين: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ [النساء: 107].

 

وقد استعاذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الخيانة؛ لأنها أسوأ ما يُبطِنُه الإنسان، فكان من دعائه: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ؛ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ؛ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ[7]» حسن - رواه أبو داود.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله... أيها المسلمون.. من أعظم الخيانات؛ خيانةُ حُرمةِ نساءِ المُجاهدين، يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلاً مِنَ الْمُجَاهِدِينَ في أَهْلِهِ فَيَخُونُهُ فِيهِمْ؛ إِلاَّ وُقِفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَأْخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا شَاءَ، فَمَا ظَنُّكُمْ» رواه مسلم. فهو يقتص يوم القيامة من الخائن ليأخذ من حسناته ويستكثر منها ما شاء[8]. بل يَحْرم على المسلم أنْ يَخُون الكافرَ؛ إذا مَنَحَه حقَّ الأمان، يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا رَجُلٌ أَمَّنَ رَجُلاً عَلَى دَمِهِ، ثُمَّ قَتَلَهُ، فَأَنَا مِنَ الْقَاتِلِ بَرِيءٌ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا» حسن - رواه ابن حبان. وفي رواية: «مَنْ أَمِنَ رَجُلاً عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ؛ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ لِوَاءَ غَدْرٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» صحيح -رواه ابن ماجه.

 

ويكفي في التنفير من الخيانة؛ أنها من علامات المنافقين؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ» رواه البخاري ومسلم. وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ» رواه البخاري ومسلم.

 

والخيانة من صفاتِ اليهود وسماتِهم التي لا تكاد تُفارقهم على مدار التاريخ، ولا يَسْلم من ذلك إلاَّ القليل منهم، قال الله تعالى: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 13]، فقد حرَّف اليهودُ كلامَ الله تعالى عن مواضعه، وخانوا اللهَ تعالى فأشركوا به غيرَه، وأخَذَ عليهم العهدَ - وهم على الفطرة - فخانوا عهدَه.

 

وقال الله تعالى مُخاطِباً النبيَّ صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 71]، وأيضاً خانوا أنبياءَ الله من قبل، وقد أبْرَمُوا المُعاهدات والمواثيق مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ إلاَّ أنهم سُرعان ما غَدَروا وخانوا ومَكَروا[9].

 

واللهُ تعالى أمَرَ بالإيفاءِ بأمانةِ العهد، قال سبحانه: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً ﴾ [الإسراء: 34]، كما أنَّ الله تعالى أرشدنا إلى المَسْلَك في التعامل مع مَنْ لا ثِقَةَ بعهودهم وأمانتهم؛ مِنَ الذين يُخشى منهم نَقْضَها عندما تَسْنَح لهم الفرصة، قال تعالى: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال: 58]، والنبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى ذلك، بقوله: «مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلاَ يَشُدُّ عُقْدَةً وَلاَ يَحُلُّهَا، حَتَّى يَنْقَضِيَ أَمَدُهَا، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ» صحيح - رواه أبو داود. ومعنى الحديث: (مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلاَ يَشُدُّ عُقْدَةً): أي لا يَتَصَرَّف تَصَرُّفاً يُخالِفُ العقد. (وَلاَ يَحُلُّهَا): أي تلك العُقدة. (حَتَّى يَنْقَضِيَ أَمَدُهَا): وهذه إشارةٌ إلى أنه لا يَعمل أيَّ شيءٍ يُخالِفُ العقدَ. (أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ): بِأنْ يُخبِرهم؛ وذلك إذا خاف منهم خيانةً فيقول: العهدُ الذي بيني وبينكم انتهى، فيكونون على عِلمٍ بأنَّ العهدَ انتهى[10]، فمتى بدت بوادِرُ الخيانة ونقض العهد، فليقطع عليهم طريقَ الخيانة قبل وقوعه، فيرد عليهم عهدَهم، ويُعلَمون بذلك[11].



[1] انظر: المعجم المفهرس في غريب القرآن، (ص 167).

[2] الكبائر، (ص 149).

[3] انظر: شرح السنة، للبغوي (10/ 127).

[4] انظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (30/ 375).

[5] لاَ تَجُوزُ: بمعنى لا تُقْبَل. انظر: فتح الباري، (5/ 257).

[6] انظر: تفسير الطبري، (20/ 343)؛ تفسير البغوي، (8/ 170).

[7] بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ: أي الخصلة الباطنة، هي ضِدُّ الطهارة، وأصلها في الثوب، فاسْتُعيرَ لِمَا يستبطنه الإنسانُ من أمره، ويجعله بِطانةَ حالِه. انظر: عون المعبود، (4/ 284).

[8] انظر: شرح النووي على مسلم، (13/ 42).

[9] انظر: تفسير ابن كثير، (4/ 94).

[10] انظر: شرح سنن أبي دواد، د. عبد المحسن بن حمد العباد (15/ 78).

[11] انظر: الأمانة في الإسلام وآثارها في المجتمع، د. عبد اللطيف بن إبراهيم الحسين (ص 117).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الخيانة في ضوء الكتاب والسنة
  • الخيانة في الإسلام
  • خنجر الخيانة
  • الخيانة وأنواعها
  • الخيانة الزوجية: مفسرات وليس مبررات
  • خطبة قصيرة عن الخيانة
  • وجوب أداء الأمانة والتحذير من الخيانة
  • الخيانة (1) (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • خطبة: آداب المجالس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بلدة طيبة ورب غفور (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الأعمال الصالحة وثمراتها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية القرآنية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة (النسك وواجباته)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • خطبة: وحدة الكلمة واجتماع الصف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة آفات على الطريق (1): الفتور في الطاعة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (33) «البينة على المدعي واليمين على من أنكر» (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرسول صلى الله عليه وسلم معلما (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 28/3/1447هـ - الساعة: 9:41
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب