• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

أسباب نعيم وعذاب أهل القبور في الكتاب والسنة

الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/10/2017 ميلادي - 30/1/1439 هجري

الزيارات: 26068

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسبابُ نعيم وعذاب أهل القبورِ في الكتاب والسنة

 

الحمدُ لله الذي مَن اعتصمَ بحبلِ رَجَائه وفَّقه وهداه، ومَن لَجأ إليه حفظَهُ وَوَقاه، ومَن تواضعَ له رَفَعَهُ وحَمَاهُ، أحمَدُه سبحانه على ما أعطى من الإنعام وأولاه، وأشكُرُه على ما خوَّلَهُ بفضله وأسداه، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، شهادةَ مَن عَرَفَ اللهَ بصفاتهِ ولم يُعامل أحَدَاً سواه، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، أرسلَهُ إلى خلقهِ بالتوحيدِ وأوصاه بتقواه، وعَن طاعةِ الكُفَّارِ والمنافقين حذَّرَهُ ونهاه، اللهُمَّ صلِّ على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وأصحابه الذين عَضُّوا على سُنَّتهِ بالنواجذ وتَمسَّكُوا بهُداه، وسلِّم تسليماً كثيراً.


أما بعدُ: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ تقواه.

عباد الله: لقد تحدثنا في الجمعتين الماضيتين عن إثبات نعيم القبر وعذابه في الكتاب والسنة، ونتحدث في هذه الجمعة إن شاء الله عن بعض أسباب نعيم وعذاب أهل القبور في الكتاب والسنة.


أمَّا الأسباب التي يُعذَّبُ بها أصحابُ القُبُور: فهي على سبيل الإجمال كما قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله: (فإنهم يُعَذَّبُونَ على جهلهم بالله، وإضاعتهم لأَمره، وارتكابهم لمعاصيه، فلا يُعذِّبُ اللهُ رُوحاً عَرَفَته وأحبَّتَهُ وامتثلت أمرَهُ واجتنبت نَهْيَهُ، ولا بَدَناً كانت فيهِ أبداً، فإنَّ عذابَ القَبْرِ وعذابَ الآخِرَةِ أثرُ غَضَبِ اللهِ وسُخْطِه على عبده، فَمَن أغَضَبَ اللهَ وأسْخَطَهُ في هذِه الدَّارِ ثمَّ لم يتب ومَاتَ على ذلك كانَ لَهُ من عذابِ البرزخِ بقدر غَضَبِ اللهِ وسخطهِ عليهِ، فمستقلٌّ ومُستكثرٌ، ومُصدِّقٌ ومُكذِّبٌ) انتهى.


وأما أسباب عذاب القبر على سبيل التفصيل: فقد أخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن أُناسٍ يُعذَّبون في قبورهم، فمنهم:

النمَّام، والذي لا يستبرأ ولا يستتر من البول: (مَرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على قَبْرَيْنِ فقالَ: «إنَّهُمَا لَيُعَذَّبانِ وما يُعذَّبانِ مِن كَبيرٍ» ثُمَّ قالَ: «بَلَى، أمَّا أحَدُهُما فكانَ يَسْعَى بالنَّمِيمَةِ، وأمَّا أحَدُهُما فكانَ لا يَسْتَتِرُ من بَوْلِهِ) رواه البخاري ومسلم.

وقال صلى الله عليه و سلم: (إن عامَّةَ عذابِ القبر في البول، فتنزَّهُوا من البول) رواه عبد بن حميد وحسَّنه النووي.


ومن المعذَّبين في القبور: المغتاب، قال صلى الله عليه وسلم: (لَمَّا عُرِجَ بي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ في أَعْرَاضِهِمْ) رواه أبو داود وصححه الألباني.


وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ فِي غَيْرِ كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ صَاحِبَ نَمِيمَةٍ) رواه أبو داود الطيالسي وجوَّد إسناده ابن حجر.


ومن المعذَّبين في القبور: الذي يُصلِّي بدون طهور، والذي لا ينصر المظلوم: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (أُمِرَ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ أَنْ يُضْرَبَ فِي قَبْرِهِ مِائَةَ جَلْدَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُ وَيَدْعُو حَتَّى صَارَتْ جَلْدَةً وَاحِدَةً، فَجُلِدَ جَلْدَةً وَاحِدَةً، فَامْتَلَأَ قَبْرُهُ عَلَيْهِ نَارًا، فَلَمَّا ارْتَفَعَ عَنْهُ قَالَ: عَلَامَ جَلَدْتُمُونِي؟ قَالُوا: إِنَّكَ صَلَّيْتَ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ , وَمَرَرْتَ عَلَى مَظْلُومٍ فَلَمْ تَنْصُرْهُ) رواه الطحاوي وجوَّد إسناده الألباني.

فكيف يكون عذاب من يترك الصلاة، وعذاب الظالم.


ومن المعذَّبين في القبور: الذي يهجر القرآن وينام عن الصلاة المكتوبة، قال صلى الله عليه وسلم في حديث رؤياه الطويل: (إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ، فَيَتَدَهْدَهُ الحَجَرُ هَا هُنَا، فَيَتْبَعُ الحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟) ثم قال عن هذا المعذَّب في آخر الحديث: (أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالحَجَرِ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ) رواه البخاري.


ومن المعذَّبين في القبور: الكذاب، قال صلى الله عليه وسلم في حديث رؤياه الطويل: (فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى) ثم قال عن هذا المعذَّب في آخر الحديث: (وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ، يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ) رواه البخاري.


ومن المعذَّبين في القبور: الزُّناة والزواني، قال صلى الله عليه وسلم في حديث رؤياه الطويل: (فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ ، فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا) ثم قال عن هؤلاء المعذَّبين في آخر الحديث: (وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ العُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ، فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي) رواه البخاري.


ومن المعذَّبين في القبور: آكلُ الرِّبا، قال صلى الله عليه وسلم في حديث رؤياه الطويل: (فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الحِجَارَةَ، فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا) ثم قال عن هذا المعذَّب في آخر الحديث: (وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الحَجَرَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا) رواه البخاري.


ومن المعذَّبين في القبور: المغيِّر لشرع الله، قال صلى الله عليه وسلم: (رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرِ بْنِ لُحَيٍّ الخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ) رواه البخاري.


ومن المعذَّبين في القبور: من يأمر الناس بالبرِّ وينسى نفسَهُ، قال صلى الله عليه وسلم: (مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ. قَالَ: قُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا مِمَّنْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلَا يَعْقِلُونَ) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.


ومن المعذَّبين في القبور: الذي يُفطرُ في رمضان بغير عذر، قال صلى الله عليه وسلم: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ، فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ، فَأَتَيَا بِي جَبَلًا وَعْرًا، فَقَالَا لِي: اصْعَدْ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ، فَإِذَا أَنَا بِصَوْتٍ شَدِيدٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ؟ قَالَ: هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي، فَإِذَا بِقَوْمٍ أَشَدِّ شَيْءٍ انْتِفَاخًا، وَأَنْتَنِهِ رِيحًا، وَأَسْوَئِهِ مَنْظَرًا، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ، قِيلَ: الزَّانُونَ وَالزَّوَانِي، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي، فَإِذَا بِنِسَاءٍ تَنْهَشُ ثَدْيَهُنَّ الْحَيَّاتُ، قُلْتُ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ: هَؤُلَاءِ اللَّاتِي يَمْنَعْنَ أَوْلَادَهُنَّ أَلْبَانَهُنَّ) رواه ابن حبان وصحَّحه الألباني.


ومن المعذَّبين في القبور: الغال من الغنيمة قبل قسمتها، أُصيبَ خادمُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِدْعَمٌ بسهمٍ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ النَّاسُ: (هَنِيئًا لَهُ الجَنَّةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلاَّ والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا) رواه البخاري ومسلم.


ومن المعذَّبين في القبور: الذي يَجرُّ ثوبه خُيَلاء، قال صلى الله عليه وسلم: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنَ الخُيَلاَءِ، خُسِفَ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) رواه البخاري.


ومن المعذَّبين في القبور: الذي يَسرقُ الحُجَّاج، والذي يحبس الحيوان ولا يرحمه، قال صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ جِيءَ بِالنَّارِ، وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ، مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحِهَا، وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ، فَإِنْ فُطِنَ لَهُ قَالَ: إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي، وَإِنْ غُفِلَ عَنْهُ ذَهَبَ بِهِ، وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ الَّتِي رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا) رواه مسلم.


ومن المعذَّبين في القبور: الميت الذي يُناحُ عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (المَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ) متفق عليه.

ومن المعذَّبين في القبور: الذي يموتُ وعليه دين، فعن جابر قال: (تُوُفِّىَ رَجُلٌ فَغَسَّلْنَاهُ وَحَنَّطْنَاهُ وَكَفَّنَاهُ ثُمَّ أَتَيْنَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا لَهُ: تُصَلِّى عَلَيْهِ فَقَامَ فَخَطَا خُطًى ثُمَّ قَالَ:« عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ ». قَالَ فَقِيلَ: دِينَارَانِ قَالَ فَانْصَرَفَ قَالَ: فَتَحَمَّلَهَا أَبُو قَتَادَةَ قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ قَالَ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: الدِّينَارَانِ عَلَىَّ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:« حُقُّ الْغَرِيمِ وَبَرِئَ مِنْهُمَا الْمَيِّتُ ». قَالَ: نَعَمْ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَقَالَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ:«مَا فَعَلَ الدِّينَارَانِ؟ » قَالَ: إِنَّمَا مَاتَ أَمْسِ قَالَ فَعَادَ إِلَيْهِ كَالْغَدِ قَالَ: قَدْ قَضَيْتُهُمَا فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:« الآنَ بَرَّدْتَ عَلَيْهِ جِلْدَهُ) رواه البيهقي وحسنه النووي.

قال ابنُ القيِّم: (فعذابُ القبر عن معاصي القلب والعين والأذن والفم واللِّسان والبطن والفرج واليد والرِّجل والبدن كُلُّه) انتهى.

اللهُمَّ أعذنا ووالدينا وأهلينا من عذابِ القبرِ، ومن فتنته وظلمته، آمين.

♦ ♦ ♦ ♦


إِنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً عبدُه ورسولُه.

 

أمَّا بعدُ:

أمَّا الأسباب المنجِّية من عذاب القبر فهي على سبيل الإجمال: كما قال الإمام ابن القيم: (تَجنُّب تِلكَ الأسباب التي تقتضي عذاب القبر، ومن أنفعها: أن يجلس الرَّجُلُ عندَما يُرِيدُ النومَ لله ساعةً يُحاسبُ نفسَهُ فيها على ما خَسِرَهُ وربحه في يومهِ، ثمَّ يُجدِّد لهُ توبةً نصُوحاً بينه وبين الله، فينامُ على تِلكَ التَّوبَةِ، ويَعزِمَ على أن لا يُعاود الذنب إذا استَيْقَظَ، وَيفْعل هذا كُلَّ ليلَة، فإن ماتَ من ليلته ماتَ على توبةٍ، وإن استيقَظَ اسْتَيْقَظَ مُستَقبِلا للعَمَل، مَسْرُوراً بتأخير أَجَلِه حتَّى يسْتَقيل رَبَّه، ويستدرك ما فاتَهُ، وليسَ للعبد أنفعُ من هذه التوبة ولا سِيما إذا عقَّبَ ذلك بذكر الله واستعمال السُّنَنِ التي وَرَدَت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندَ النوم، حتَّى يغلبه النوم، فَمَن أرَادَ اللهُ بهِ خيراً وفَّقه لذلك، ولا قُوَّة إِلاَّ بالله) انتهى.


وأما الأسباب على وجه التفصيل فكثيرةٌ منها:

الشهادة في سبيل الله، والموت مرابطاً في سبيل، قال صلى الله عليه وسلم: (رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ) رواه مسلم.


ومن الأسباب المنجية من عذاب القبر: المحافظة على قراءة سورة الملك والعمل بمقتضاها، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ) رواه الترمذي وحسنه، وصحَّحه ابنُ عبد البَرِّ.

وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: (يُؤْتَى الرَّجُلُ فِي قَبْرِهِ فَتُؤْتَى رِجْلَاهُ فَتَقُوَلَانِ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلَنَا سَبِيلٌ، قَدْ كَانَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا سُورَةَ الْمُلْكِ، ثُمَّ يُؤْتَى جَوْفُهُ فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَيَّ سَبِيلٌ كَانَ قَدْ أَوْعَى فِيَّ سُورَةَ الْمُلْكِ، ثُمَّ يُؤْتَى رَأْسُهُ فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ) رواه عبدالرزاق بإسناد جيد وهو في حكم المرفوع.


ومن الأسباب المنجية من عذاب القبر: الموت بداء البطن، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يَقْتُلْهُ بَطْنُهُ، فَلَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ) رواه النسائي وصححه الألباني.


والخلاصة عليك تَجنُّب تِلكَ الأسباب التي تقتضي عذاب القبر، والذي تقدَّم ذكرُ كثيرٍ منها.

اللهُمَّ ربَّنا لَكَ الحَمْدُ، مِلْءُ السماوَاتِ ومِلْءُ الأرضِ، ومِلْءُ ما شِئْتَ مِن شَيْءٍ بَعْدُ، اللهُمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى أهلِ بيتِهِ وعلى أزواجِه وذُرِّيَّتِه، كما صليتَ على آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارِكْ على محمدٍ وعلى أهلِ بيتِه وعلى أزواجِه وذريِّتِه، كما باركتَ على آل إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهُمَّ اجعَلْنا في هذه الساعة من أَوْجَهِ مَن تَوَجَّهَ إليكَ، ومن أَقْرَبِ مَن تَقَرَّبَ إليكَ، ومن أَفْضَلِ مَن سَأَلَكَ وَرَغِبَ إليكَ، آمين، آمين، اللهُمَّ يا ذا المعارج أعذنا ووالدينا وأهلينا من عذابِ النار، وعذابِ القبرِ، وأعذنا من الفتن ما ظَهَرَ منها وما بطنَ، وأعذنا من فتنةِ المسيحِ الدَّجالِ، ومن فتنةِ المحيا، وفتنةِ المماتِ، اللهُمَّ أعذنا من المأثمِ والمغرَمِ، ومن الجُبنِ، وأن نُردَّ إلى أرذلِ العُمُرِ، وأعذنا من فتنةِ الدُّنيا، اللهُمَّ أعذنا منَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبنِ والهَرَمِ، والهَمِّ والحَزَنِ، وضَلَعِ الدَّينِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعدائك أعداء الدين، واجعل بلادنا آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين، اللهم من أراد بنا أو ببلادنا سوءاً فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عليه، واكفنا مُؤنته، اللهُمَّ اصرف شرَّه، وافضح أمره، واكشف ستره، واجعل دائرةَ السُّوءِ تدورُ عليه، يا بصيراً بالعباد فوَّضنا أمورنا إليك، فقنا سيئات مكره، وحِقْ به سُوءَ العذاب، آمين، اللهم وفِّق ولاة أمورنا وجميع ولاة أمور المسلمين لما تحب وترضى، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وفتنة يا خير الحافظين، اللهم واشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا، اللهُمَّ ربَّنا آتنا في الدُّنيا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنَا عذابَ النارِ، آمين، سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ العليِّ العظيمِ، اللهُمَّ اغفر لنا وارحمنا واهدنا وعافنا وارزُقنا، آمين، سُبحانَ اللهِ وبحمدِهِ، سُبحانَ اللهِ العظيمِ، أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صيغ السلام والدعاء لأهل القبور
  • أهل القبور يتمنون يوما من رمضان (خطبة)
  • أحوال القبور قد يكشفها الله عز وجل لمن شاء من عباده

مختارات من الشبكة

  • أسباب قتال أهل الكتاب لنا(محاضرة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • أسباب قتال أهل الكتاب لنا(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • ماذا تعرف عن القبر؟ (4) أسباب عذاب القبر وأسباب النجاة منه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الدار الآخرة ( أسباب عذاب القبر وأسباب النجاة ومنه ‫‬PDF )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الأسباب والمسببات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب التخفيف في التكاليف الشرعية(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أسباب الإعاقة البصرية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • صدقة السر سبب من أسباب حب الله لك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صدقة السر سبب من أسباب رضى الله عنك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صلة الرحم سبب عظيم من أسباب الرزق(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب