• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / الإعجاز العلمي للفتيان
علامة باركود

اليخضور في النبات

اليخضور في النبات
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/10/2016 ميلادي - 2/1/1438 هجري

الزيارات: 20435

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اليخضور في النبات

(إعجاز علمي للفتيان)


﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ﴾ [يس: 80]

لله الفضل والمنة على إنشاء شجرة النار التي تمدنا بالطاقة، ثم قرأ قوله تعالى:

﴿ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ﴾ [الواقعة: 71 - 73].

 

قال الأب: سبحانه وتعالى جعل ذلك الشجر الأخضر نارًا؛ يقول تعالى: ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ﴾ [يس: 80].

يا أبنائي تعالوا معًا نبحث عن معاني كلمة الشجر في القرآن الكريم، ولنبدأ ببحث علي.

قال علي: يا أبت، وردت كلمة الشجر ست مرات في كتاب الله في مواضع تشير إلى شجر الرعي، وبيت النحل، وسجود الشجر لله، واخضرار الشجر الذي هو مصدر النار، وأخيرًا وصف شجرة الزقوم التي يأكل منها الضالون المكذبون في النار، والعياذ بالله منها!

 

قال الأب: بارك الله فيك يا علي، فقد وفيت، والآن يأتي الدور على محمد الذي سوف يمدنا بالمعاني التي وردت في ذكر كلمة الشجرة في القرآن، فليتفضل.

قال محمد: شكرًا يا أبي على هذا التكليف المشرف بالبحث عن كلمة الشجرة في القرآن الكريم، ومن حسن طالعي أنني أعددت موضوعًا في ذلك كلفني به مدرس التعبير في المدرسة، وقد وجدت أن كلمة "الشجرة" ذكرت في القرآن ثماني عشرة مرة، وذكرت الكلمة في معرض أمر الله لآدم وزوجه ألا يأكلا من شجرة بعينها، وجاءت أيضًا في مقام المثل بالكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة، وذلك في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾ [إبراهيم: 24، 26].

 

وجاءت الشجرة وصفًا لشجرة الزيتون المباركة التي تنبت في جبل الطور بسيناء، كما ذكرت في القرآن شجرة ذات نفع وهي شجرة اليقطين (القرع)، وورَد ذكر الكلمة في وصف شجرة الزقوم الخبيثة، وأشار القرآن إلى شجرة الطاقة في قوله تعالى: ﴿ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ﴾ [الواقعة: 72].

 

وأعظم شجرة هي التي تمت تحتها بيعة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والأعظم منها الشجرة التي ذكرت في قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 35].

 

قال الأب: ما أشد سعادتي بكم يا أبنائي! ولذا فسوف أقدم لكم مكافأة عظيمة، وهي حديثي عن وجوه الإعجاز العلمي في علاقة اليخضور والنار، وفي أهمية شجرة الزيتون، وشجرة اليقطين، وسأبدأ بالأولى:

أولاً: اليخضور:

قال الأب كما أن في الدم خلايا حمراء تلعب دورًا أساسيًّا في عملية التنفس في الإنسان، فإن في النبات مادة شبيهة، هل تعرفون ما هي؟

قال محمد: إنها اليخضور أو "الكلوروفيل" التي تتكون من البلاستيدات؛ أي: خلايا المادة الخضراء.

 

قال الأب: إن الله سبحانه وتعالى قد أودع في ذلك اليخضور سرًّا، جعله يقتنص طاقة الشمس ومكونات الهواء؛ ليحوله إلى مادة يدخرها النبات، ينتج منها مصادر الطاقة اللازمة للحياة، فسبحان من خلق طاقة الحياة من شعاع الشمس، ومن اليخضور في النبات.

حقًّا إن النبات الأخضر أعظم مصنع للطاقة، بتسخير الله لأسباب عدة ليس للإنسان دخل فيها، ومِن ثَمَّ لا جواب سوى قوله تعالى: ﴿ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ﴾ [الواقعة: 72].

 

تأملوا يا أبنائي قدرة الله، فهو سبحانه وتعالى الذي أنزل من السماء ماءً، فأحيا به الأرض الهامدة، فاهتزَّت وربَت، وأنبتت الشجر الأخضر.

سبحان من جعل الأرض كفاتًا للشجر حيًّا وميتًا! سبحان من أودع في الأرض سننًا تحول الشجر إلى مادة عضوية! سبحان من بسننه تحولت المادة العضوية إلى مصدر للطاقة!

انظروا يا أبنائي لتلك الشجرة، ذات الغصون النضرة، كم أنبتت من حبة، وكيف صارت شجرة، من أنبتها؟ ذلك هو الله الذي أنعمه منهمرة.

 

قال إبراهيم: إن السبب في نمو النبات يا أبي هو عملية التمثيل الضوئي، أليس كذلك؟

قال الأب: بلى يا إبراهيم، إنها عملية مبهرة حقًّا، زوَّد الله سبحانه وتعالى النبات بصبغ اليخضور في بنيات تسمى البلاستيدات، والبلاستيدات إما خضراء أو بيضاء، أو ذات ألوان أخرى مبهجة، ويقوم اليخضور باصطياد أشعة الشمس، وكما تعلمون يا أبنائي فإن الماء يتكون من غاز الأكسجين وغاز الهيدروجين، ومكونات أخرى، وهنا تقوم طاقة الشمس بتحويل ذرات الأكسجين إلى أيونات الأكسجين ذات الشحنة السالبة، فينطلق الأكسجين عبر ثغور النباتات الخضراء في الهواء، وبذلك يتم الحفاظ على نسبة الأكسجين في الهواء التي تفقد باستمرار في عمليات النشاط الحيوي كالتنفس.

أما الهيدروجين وهو الناتج الثاني من تأين الماء، فيتَّحد مع ثاني أكسيد الكربون؛ ليمد النبات بالسكريات والنشويات والكربوهيدرات، وبعض البروتينات النباتية.

شكل (1): دورة ثاني أكسيد الكربون في الأرض.


هنا قال إبراهيم: هذا يعني يا أبي أن الكربون عنصر مهم للنبات، فكيف تتم دورته في الطبيعة؟

قال الأب: يتحول النبات عند جفافه إلى حطب وقش وتبن، وخشب وفحم نباتي، وفحم حجري، وتمد تلك المكونات الإنسان والأحياء بالطاقة اللازمة للحياة، وينتج من احتراقها ثاني أكسيد الكربون الذي ينطلق في الغلاف الجوي؛ ليعيد دورته العجيبة التي فيها يُخرج الله النبات الحي من النبات الميت، وذلك من مكونات الهواء والماء (كما هو موضح بالرسم).

 

وقال الأب: هل تعرفون كم تبلغ كمية الكربون التي يكوِّنها النبات في العام الواحد؟

قال إبراهيم: لا بد أنه كبيرة جدًّا يا أبي.

قال الأب: نعم فخلال دورة الكربون في الطبيعة يخزن النبات الأخضر كل عام 400 مليار طن من الكربون المستخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون، ولذا فإن زرع الشجر يعتبر أحسن الطرق المأمونة لحفظ ثاني أكسيد الكربون الذي يُسبب تركيزه في الهواء بكثرة احتباسًا حراريًّا في هواء الأرض.

تُرى بكم يشتري الناس تلك الأربعمائة مليار طن من الكربون التي تمثل المصدر الرئيسي للطاقة في العالم؟

قال إبراهيم: على ما أتذكر يا أبي أنك ذكرت وجود تشابه بين اليخضور في النبات والدم في الإنسان؟

قال الأب: ومن قدرة الله أن تجد تشابهًا كبيرًا في تركيب الجزيء في كل منهما، مع فارق يكمن في استبدال عنصر الحديد في جزيء الهيموجلوبين بعنصر الحديد في جزيء اليخضور، والبلاستيدات في النبات؛ إما خضراء أو بيضاء أو ملونة، وتقوم تلك البلاستيدات باصطياد طاقة الشمس؛ لتحول الماء إلى أيونات الأيدروجين والأكسجين، وينطلق الأكسجين في الهواء، ويتفاعل الأيدروجين مع ثاني أكسيد الكربون الذي يتنفسه النبات؛ ليكون السكريات والنشويات والكربوهيدرات، ومن بديع إتقان الله للأشياء أن يتكون الغلاف الصخري أولاً؛ لأنه الوسط الذي تنمو عليه النباتات، ثم يعقبه في الخلق تكون الغلاف المائي الذي تعتمد عليه جميع الأحياء، ومنها النبات الذي بدوره يطلق في الجو الأكسجين أثناء عملية التمثيل الضوئي، الأمر الذي أدى إلى نمو وتطور الغلاف الجوي.

 

قالت فاطمة: اشرح لي يا أبي ما يتم من عمليات في أثناء التمثيل الضوئي في النبات:

قال الأب: هكذا أنت يا فاطمة تُجيدين فن الاستماع، ثم بعد ذلك تسألين سؤالاً مهمًّا، الشجر يا ابنتي يبهج العين بخضرته، ويسر النفس ببهجته، ويثير العقل بأسراره، والشجر مصنع الطاقة الكبير، وفي ذلك المصنع تتم واحدة من أهم العمليات، إنها عملية التمثيل الضوئي، ويتم ذلك في دورة عجيبة هي دورة الكربون في الطبيعة، فيها ينتج الكربون -14 من النيتروجين في الغلاف الجوي بواسطة الأشعة الكونية، ويتحد الكربون بدوره مع أكسجين الهواء، مكونًا ثاني أكسيد الكربون، ومركبات الكربون التي تكوِّن مخزون الكربون في الغلاف الجوي، والغلاف المائي والغلاف الحيوي، ويؤدي تحلُّل وحرق النباتات إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الجو، (شكل).

 

إنها عملية يدخل فيها الماء الذي يمتصه النبات من التربة مع ثاني أكسيد الكربون الذي يأخذه الشجر من الجو، ويتفاعلان في وجود ضوء الشمس؛ ليكونا الأكسجين ومادة النشا (الكربوهيدرات)، وفقًا للمعادلة التالية:

 

أي كربون وماء يعطيان الأكسجين ومواد كربوهيدراتية، وهكذا ينقى الهواء من ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي تركيزه في الجو إلى ارتفاع درجة الحرارة، في عملية تسمى بالاحتباس الحراري، وينطلق الأكسجين اللازم لتنفس الكائنات، وتنتج مصادر الطاقة المختزنة في النبات على هيئة فحم حجري، وبترول سائل، وغاز طبيعي.

 

وفي تلك العملية يتم تركيز الكربون داخل خلايا الشجر الأخضر باستمرار، ويستخلص النبات كما قلت من قبل ما مقداره 400 مليار طن من الكربون الموجود في غاز ثاني أكسيد الكربون، ويخزنها في أنسجة النباتات كل عام.

 

فهل للإنسان دخل في إرسال أشعة الكون، وهل له دور في اندماج الذرات حتى أعطت ذرة الكربون؟! من المؤكد أن قصارى جهد الإنسان قد انحصر في معرفة تكوين ثاني أكسيد الكربون من ذرات العنصرين الكربون والأكسجين، وهل تدبر الإنسان في بديع خلق الله في مادة اليخضور التي عن طريقها تَم اختزان الكربون في أنسجة الشجر الأخضر الذي هو مصدر الطاقة الأساسي في العالم؟

قال محمد: أيهما خُلِق أولاً يا أبي: الماء أم النبات؟

قال الأب: يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 21، 22].

 

وهنا نتدبر الترتيب المعجز في الإشارة إلى أغلفة الأرض في ضوء ما توصل إليه العلم الحديث، فالماء سابق في وجوده على الأرض خَلْق جميع أحيائها، والنبات سابق في وجوده خلق الحيوان، وكلاهما سابق في وجوده خلق الإنسان، والحكمة من ذلك جلية واضحة؛ ذلك أن النبات لعب - ولا يزال يلعب - الدور الرئيسي في إمداد الغلاف الغازي للأرض بالأكسجين؛ لأنه المصنع الذي تتخلق فيه الجزيئات العضوية اللازمة لبناء أجساد كل من النبات والحيوان والإنسان، ومن هنا كان اعتماد كل من الإنسان والحيوان في غذائه أساسًا على النبات.

وقال الأب: سأحدثكم بشيء من التفصيل عن العلاقة بين اخضرار الشجر والنار، فالفحم نار الشجر الأخضر، وكذا البترول والغاز الطبيعي:

مما لا شك فيه أن إشارة القرآن الكريم إلى جعل النار من الشجر الأخضر، هي تلخيص رائع ودقيق لتكوين الفحم، بل إنه إشارة بالغة لمصادر الطاقة من فحم وبترول وغاز طبيعي على النحو الذي سيأتي في السطور التالية.

 

أولاً: الفحم وعلاقته بالشجر الأخضر:

قال الأب: إن الفعل "جعل" في اللغة العربية يفيد تحويل الشيء إلى شيء آخر، فالدقيق يتحول إلى خبز مثلاً؛ وهنا في قوله تعالى: ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ﴾ [يس: 80]، إشارة إلى تحول الشجر الأخضر إلى بترول.

قال محمد: كيف يا أبت يحدث ذلك؟

قال الأب: يتم ذلك على مراحل وضَّحها علم الأرض (الجيولوجيا) في خطوات متتالية:

شكل (2): مراحل تكون الفحم

1- تسقط النباتات الميتة على الأرض في مناطق الغابات والحشائش، وتتحلل تلك النباتات نتيجة اختلاطها بالماء والأكسجين، وحينما يسري الماء في التربة يزيل نواتج تحلل النباتات، وهذا ما نلحظه في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى ﴾ [الأعلى: 4، 5].

 

2- ويحدث في بعض البرك أن تنمو النباتات سريعًا، وتتجمع مكوناتها في الأرض بمعدل يفوق تحلُّلها، وتغطي النباتات المتساقطة التي وقعت على الأرض من قبل، فتعوق اختراق الأكسجين الجوي إلى الطبقات القديمة، ويتوقف تحلل النباتات، وحينئذ ينتج الخث أو الدوبال (Peat)، وهي مادة نباتية متحللة لونها بني، وغالبًا ما تدفن مادة الدوبال بواسطة وحل المستنقعات، وتؤدي حمولة الوحل إلى انضغاط وعصر الدوبال، وانطلاق الماء والمواد الطيارة... وتتكون النباتات أساسًا من الكربون والأيدروجين والأكسجين، وفي أثناء دفن المواد العضوية السابقة، يهرب في صورة غازات كل من الأكسجين والأيدروجين، وتزداد بالتالي نسبة الكربون، وينتج عن ذلك الفحم (Coal)، وهو صخر قابل للاحتراق، يتكون من الكربون الذي نشأ في الشجر الأخضر أثناء عملية التمثيل الضوئي.

ومن دلالة الفعل "جعل" في آية سورة "يس" الإشارة إلى عمليات تؤدي إلى اختلاف أنواع الفحم؛ من حيث درجة الصلابة، ومحتوى الكربون، والقيمة الحرارية.

 

ثانيًا: البترول وعلاقته بالشجر الأخضر:

من الشجر الأخضر ذهب أسود:

سبقت إشارة القرآن العلمَ الحديث في الإخبار بأن أهم مصدر للطاقة التي يستخدمها الإنسان وهو البترول، إنما يأتي في الأصل من الشجر الأخضر، وقد ثبت علميًّا أن مصدر المادة العضوية المكونة للبترول، إنما تأتي من النباتات والحيوانات البحرية بعد موتها واختلاطها بطينة البحر، وأيضًا تسهم المادة العضوية المنقولة من الأرض بواسطة الأنهار إلى المناطق الضحلة من البحار بعد ترسيبها مع وحل البحار.

 

وبعد أن تدفن تلك المادة العضوية، تتراكم عليها الرواسب الأخرى، وتتعرض للضغط والحرارة، فينكمش وحل البحار إلى حجر مرقق يسمى الطفلة (Shale)، وتتحول المادة العضوية عبر مراحل متطاولة من الزمن إلى سائل، ويخزن السائل في حجر الرمل بعد هروبه من الطين المضغوط في خزائن تشققت تسمح بحركة البترول، ويهاجر البترول إلى أن يتم اصطياده في مصايد محددة، ويأتي الإنسان ليحصل على البترول والغاز الطبيعي عن طريق حفر الآبار في تلك الخزائن.

 

وهكذا بدأت النشأة مع الشجر الأخضر الذي نما في الأرض، والنباتات والحيوانات التي علقت فوق مياه البحر الهادئة، وبموت الشجر الأخضر والنباتات الخضراء والحيوانات الدقيقة، نتج البترول من مادتها، وتكفلت يد القدرة في حفظه حتى جاء الإنسان في القرن العشرين؛ ليحصل على البترول الذي تولت يد العناية تكوينه وحفظه عبر ملايين السنين، قبل أن يعمر الإنسان الأرض، فهل يعي الإنسان عطاء الله مع كل قطرة من البترول، وكل حجم من الغاز لم يكن للإنسان دخل في مراحل تكوينهما؟!

شكل (3): يستغرق تحول الشجر الأخضر نارًا ملايين السنين وظروفًا خاصة، وخزائن يخزَّن فيها، ولا يقدر على ذلك سوى الله.

 

قال محمد: كم تبقَّى لنا من البترول والفحم؟

قال الأب: يقدر احتياطي البترول - (كمية النفط التي يمكن استخراجها من الأرض) - على مستوى الوضع العالمي بـ 1000 – 1, 100 بليون برميل (البرميل 42 جالون).

أما الرصيد الكلي، فيبلغ وفقًا لأحدث التقديرات بثلاثة آلاف بليون برميل، وبما أن الاستهلاك العالمي من البترول يبلغ 24 بليون برميل سنويًّا، فمن المتوقع أن يستنفد الاحتياطي بعد 42 سنة - 45 سنة، وبالتالي سينفذ الرصيد العالمي بعد مائة سنة.

وقال الأب: أما بالنسبة للفحم، فتختلف التقديرات حول رصيد واحتياطي الفحم في العالم، وبصفة عامة يوجد 1700 بليون طن من الفحم في الألف متر السطحية من الأرض، ويزداد التقدير كلما زاد العمق، ومن المتوقع أن تنفد الاحتياطيات في سنة 2200 م.

ومع ذلك توجد تقديرات تزيد من احتياطيات الفحم، بحيث لا ينفد إلا في سنة 2700م، ووفقًا لتلك التقديرات، فمن المتوقع أن يزداد الطلب على الفحم بحيث يبلغ قمته في عام 2200م. وحينما يصبح البترول نادرًا ربما يتم تسييل الفحم على مستوى كبير.

وبالنسبة للغاز الطبيعي تختلف التقديرات أيضًا، فكلما تقدمت التقنية أمكن ترشيد الاستخدام، ففي ظل التقانة الحالية، ربما نفد الغاز الطبيعي في خلال 32 – 42 سنة، بينما يستمر وجود الغاز الطبيعي خلال 48 - 77 سنة في ضوء التقانة المتقدمة، وتتراوح التكلفة في الحالتين من 3- 5 دولارات لكل ألف قدم مكعب من الغاز.

 

وماذا بعد تلك السنين يا أبي؟

قال الأب: قدر الله يا بني مصدرًا وفيرًا للطاقة في العالم تحت مياه البحار، وقد أشار حديث النبي صلى الله عليه وسلم بوجود نار تحت البحر، وقد اكتشف ابتداءً من عام 1970م وجود تجمُّع للميثان الْمُتميئ (هيدرات الميثان) في قيعان البحار، ويقدر محتوى المواد الهيدروكربونية بما يبلغ ضِعف المحتوى الكربوني للبترول والفحم والغاز الطبيعي، ومن المحتم أن يزداد الطلب على استخراج هيدرات الميثان من "جبل الميثان" الممتد تحت قيعان البحار على عمق يقارب 600 مترًا من سطح البحر.

 

ب- من المحتمل أن يتعاظم الحصول على الطاقة من المصادر البديلة؛ مثل: الطاقة النووية، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح والمصادر المائية..... إلخ.

قال الأب تعلمون يا أبنائي أن الله خلق في دم الإنسان خلايا تكسب الدم لونه الأحمر، هل قال على: إنها مادة الهيموجلوبين يا أبت تعرفون ما هي؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اليخضور أساس الطاقة

مختارات من الشبكة

  • اليخضور والنار(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • علوم النباتات في الحضارة الإسلامية(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • الأعشاب: تركيبها وفصائلها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قدرة الله في إنبات النبات لدى الشعراء المعاصرين(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من وحي الإلهام صفحات من الدهشة والإثارة في عالم النبات والحيوان(مقالة - موقع د. محمد السقا عيد)
  • التفكر في النبات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مثل النبات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ماذا يشم النبات؟ لشاموفتس (عرض تقديمي)(كتاب - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • المجاز المرسل: شرح وأمثلة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الاشتقاق من أسماء النباتات(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب